الخصال

الخصال9%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 693292 / تحميل: 6963
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

٨ - باب انّه يستحبّ لحامل القرآن ملازمة الخشوع والصلاة والصوم والتواضع والحلم والقناعة والعمل ويجب عليه الاخلاص وتعظيم القران

[ ٧٦٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، وعن حميد بن زياد، عن الخشاب جميعاً، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ أحقّ الناس بالتخشّع في السر والعلانية لحامل القرآن، وإنّ أحقّ الناس في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن، ثمّ نادى بأعلى صوته يا حامل القرآن، تواضع به يرفعك الله، ولا تعزّز به فيذلّك الله، يا حامل القرآن، تزيّن به لله يزيّنك الله به، ولا تزيّن به للناس فيشينك الله به، من ختم القرآن فكأنّما ادرجت النبوّة بين جنبيه ولكنّه لا يوحى إليه، ومن جمع القرآن فنوله(١) لا يجهل مع من يجهل عليه، ولايغضب فيمن يغضب عليه، ولا يجد فيمن يجد(٢) ، ولكنّه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن، ومن أوتي القرآن فظنّ أحداً من الناس أوتي أفضل ممّا أوتي فقد عظّم ما حقر الله وحقّر ما عظّم الله.

[ ٦٧٧٧ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن عبد الجبّار، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن يعقوب الأحمر، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ من الناس من يقرأ القرآن ليقال: فلان قارئ، ومنهم من يقرأ القرآن ليطلب به الدنيا ولا خير في

____________________

الباب ٨

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٢/٥.

(١) النَوْل: الأجر والخط وما ينبغي، هامش المخطوط عن النهاية ٥: ١٢٩.

(٢) الوجد: الحزن ( مجمع البحرين ٣: ١٥٥ )، وفي المصدر: يحد.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٤/١، يأتي صدره في الحديث ١ من الباب ١٢ من هذه الأبواب.

١٨١

ذلك، ومنهم من يقرأ القرآن لينتفع به في صلاته وليله ونهاره.

[ ٧٦٧٨ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عبيس بن هشام،( عمّن ذكره) (١) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتّخذه بضاعة واستدرّ به الملوك واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده وأقامه إقامة القدح، فلا كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه فباولئك يدفع الله البلاء، وباولئك يديل الله من الأعداء، وباولئك ينزل الله الغيث من السماء، فوالله لهؤلاء في قرّاء القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر.

ورواه الصدوق في( الأمالي ): عن علي بن أحمد بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن محمد بن خالد، مثله (٢) .

وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن خالد، مثله (٣) .

[ ٧٦٧٩ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث المناهي - قال: من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراماً، أو آثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلّا أن يتوب، ألا وإنّه إن مات على غير توبة حاجّه يوم القيامة فلا يزايله إلّا مدحوضاً.

____________________

٣ - الكافي ٢: ٤٥٩/١.

(١) في الامالي: عن غير واحد. (هامش المخطوط ).

(٢) أمالي الصدوق: ١٦٨/١٥.

(٣) الخصال: ١٤٢/١٦٤.

٤ - الفقيه ٤: ٦/١.

١٨٢

[ ٧٦٨٠ ] ٥ - وفي( الخصال ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: القرّاء ثلاثة: قارىء قرأ القرآن ليستدرّ به الملوك ويستطيل به على الناس فذاك من أهل النار، وقارىء قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده فذاك من أهل النار، وقارىء قرأ القرآن فاستتر به تحت برنسه فهو يعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويقيم فرائضه ويحلّ حلاله ويحرّم حرامه فهذا ممّن ينقذه الله من مضلاّت الفتن، وهو من أهل الجنّة ويشفع فيمن يشاء.

[ ٧٦٨١ ] ٦ - وفي( الأمالي ): عن جعفر بن علي، عن جدّه الحسن بن علي، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : صنفان من أمّتي إذا صلحا صلحت أمّتي وإذا فسدا فسدت(١) : الأمراء والقرّاء.

[ ٧٦٨٢ ] ٧ - وفي( عقاب الأعمال ): عن حمزة بن محمّد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: من قرأ القرآن يأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه.

[ ٧٦٨٣ ] ٨ - وبإسناد تقدّم في عيادة المريض(٢) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث - قال: من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ومن قرأ القرآن يريد به سمعة والتماس الدنيا

____________________

٥ - الخصال: ١٤٢/١٦٥.

٦ - أمالي الصدوق: ٢٩٩/١٠.

(١) في المصدرزيادة: أمتي.

٧ - عقاب الأعمال: ٣٢٩.

٨ - عقاب الأعمال: ٣٣٢، وقطعة في: ٣٣٧، وقطعة في: ٣٤٦.

(٢) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

١٨٣

لقي الله يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم وزجّ(١) القران في قفاه حتى يدخله النار، ويهوي فيها مع من هوى(٢) ، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول: يا( رَ‌بِّ لِمَ حَشَرْ‌تَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرً‌ا ) قال: ( كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ) (٣) فيؤمر به إلى النار، ومن قرأ(٤) القرآن ابتغاء وجه الله وتفقّها في الدين كان له من الثواب(٥) مثل جميع ما أعطي الملائكة والأنبياء والمرسلون، ومن تعلّم القرآن يريد به رياءاً وسمعة ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء ويطلب به الدنيا بدّد الله عظامه يوم القيامة ولم يكن في النار أشدّ عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلّا سيعذّب(٦) به من شدّة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلّم القرآن وتواضع في العلم وعلّم عباد الله وهو يريد ما عند الله لم يكن في الجنّة(٧) أعظم ثواباً منه ولا أعظم منزلة منه، ولم يكن في الجنّة منزل ولا درجة رفيعة ولا نفيسة إلّا وكان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل.

[ ٧٦٨٤ ] ٩ - ورّام في كتابه عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: إنّ في جهنّم وادياً يستغيث أهل النار كلّ يوم سبعين ألف مرّة منه - إلى أن قال - فقيل له: لمن يكون هذا العذاب؟ قال: لشارب الخمر من أهل القرآن وتارك الصلاة

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٨) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٩) .

____________________

(١) في نسخة: زجه. هامش المخطوط.

(٢) في المصدر: يهوي.

(٣) طه ٢٠: ١٢٥.

(٤) في المصدر وفي نسخة عن الاصل: تعلم.

(٥) في نسخة: الأجر. هامش المخطوط.

(٦) في المصدر: ويعذب.

(٧) في المصدر زيادة: أحد.

٩ - تنبيه الخواطر: لم نعثر عليه ورواه في البحار ٧٩: ١٤٨ عن جامع الأخبار.

(٨) تقدمت في الباب ١ روايات تشتمل على الحث على العمل وفي الباب الثاني ما يدل على تعظيم القرآن من هذه الأبواب.

(٩) يأتي ما يدل عليه في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

١٨٤

٩ - باب ان من دخل فى الإسلام طائعاً وقرأ القرآن ظاهراً فله كلّ سنة في بيت المال مائتا دينار

[ ٧٦٨٥ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال ): عن أحمد بن محمّد بن الحسين البزّاز، عن أحمد بن محمّد بن حمدويه (١) ، عن محمّد بن أحمد بن سعيد، عن العبّاس بن حمزة، عن أحمد بن إبراهيم، عن الربيع بن بدر، عن أبي الأشهب النخعي قال: قال علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) : من دخل في الاسلام طائعاً وقرأ القرآن ظاهراً(٢) فله في كلّ سنة مائتا دينار في بيمت مال المسلمين، وإن منع في الدنيا أخذها يوم القيامة وافية أحوج ما يكون إليها.

ورواه الطبرسي في( مجمع البيان) مرسلاً (٣) .

١٠ - باب استحباب تعليم النساء سورة النور والمغزل دون سورة يوسف والكتابة

[ ٧٦٨٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال أبوعبد الله( عليه‌السلام ) : لا تنزلوا النساء الغرف ولا تعلّموهنّ الكتابة ولا تعلّموهنّ سورة يوسف، وعلّموهنّ المغزل وسورة النور، الحديث.

____________________

الباب ٩

فيه حدبث واحد

١ - الخصال: ٦٠٢/٦.

(١) في المصدر: حمويه.

(٢) استظهر الشيء: حفظه وقرأه ظاهراً. ظهر الشيء: تبين وظهرت عليه غلبته. ( هامش المخطوط عن الصحاح ٢: ٧٣٢ ).

(٣) مجمع البيان ١: ١٦.

الباب ١٠

فيه حديث واحد

١ - الفقيه: ١: ٢٤٥/١٠٨٩.

١٨٥

أقول: وياتي ما يدل على ذلك في النكاح(١) .

١١ - باب استحباب كثرة قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وعلى كلّ حال، وختمه وافتتاحه واستماع قراءته واختيارها على غيرها من المندوبات

[ ٧٦٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى،، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وعليك بتلاوة القران على كلّ حال.

[ ٧٦٨٨ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمّد القاساني جميعاً، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قلت لعلي بن الحسين( عليه‌السلام ) : أيّ الأعمال أفضل؟ قال: الحال المرتحل: قلت: وما الحال المرتحل؟ قال: فتح القرآن وختمه، كلّما جاء بأوّله ارتحل في آخره.

وقال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ): من أعطاه الله القرآن فرأى أنّ رجلاً أُعطي أفضل ممّا أعطي فقد صغّر عظيماً وعظّم صغيراً.

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمّد، مثله، إلّا أنّه قال: كلّما حلّ في أوّله ارتحل في آخره (٢) .

____________________

(١) يأتي في الباب ٩٢ من أبواب مقدمات النكاح.

الباب ١١

فيه ٢١ حديثا

١ - الكافي ٨: ٧٩/٣٣، أورده عن المحاسن في الحديث ٢١ من هذا الباب، وأورده بتمامه عنه، وعن كتب أخرى في الحديث ٢ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٢/٧، أورد ذيله أيضاً في الحديث ٦ من الباب ٢٠ من أبواب أحكام المساكن.

(٢) معاني الأخبار: ١٩٠.

١٨٦

[ ٧٦٨٩ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) يقول - في حديث -: إنّ درجات، الجنّة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارقأ، فيقرأ ثمّ يرقى.

[ ٧٦٩٠ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معاذ بن مسلم، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ القرآن قائماً في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأه في صلاته جالساً كتب الله له بكلّ حرف خمسين حسنة، ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكلّ حرف عشرحسنات.

قال ابن محبوب: وقل سمعته عن معاذ على نحو ما رواه ابن سنان(١) .

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) (٢) : عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سليمان(٣) ، مثله.

[ ٧٦٩١ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم أو غيره، و(٤) عن سيف بن عميرة، عن رجل، عن جابر بن(٥) مسافر، عن بشير بن غالب الأسدي(٦) ، عن الحسين بن علي( عليه‌السلام )

____________________

٣ - الكافي ٢: ٤٤٣/١٠، يأتي ذيله في الحديث ٣ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

٤ - الكافي ٢: ٤٤٧/١.

(١) ذيل الحديث المذكور.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٦.

(٣) في المصدر: عبد الله بن سنان.

٥ - الكافي ٢: ٤٤٧/٣.

(٤) كتب المصنف على الواو علامة نسخة.

(٥) في المصدر: عن جابرعن مسافر.

(٦) في المصدر: عن بشر بن غالب الاسدي.

١٨٧

قال: من قرأ آية من كتاب الله عزّ وجلّ في صلاته قائماً يكتب له بكلّ حرف مائة حسنة، فاذا قرأها في غير صلاة كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات، وإن استمع القرآن كتب الله له بكلّ حرف حسنة، وإن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح، وإن ختمه نهاراً صلّت عليه الحفظة حتى يمسي، وكانت له دعوة مجابة، وكان خيراً له ممّا بين السماء إلى الأرض، قلت: هذا لمن قرأ القرآن، فمن لم يقرأه؟ قال: يا أخا بني أسد، إنّ الله جواد ماجد كريم إذا قرأ ما معه أعطاه الله ذلك.

[ ٧٦٩٢ ] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار جميعاً، عن علي بن حديد، عن منصور، عن محمّد بن بشير، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) - وقد روي هذا الحديث عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - قال: من استمع حرفاً من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له حسنة، ومحا عنه سيّئة، ورفع له درجة، ومن قرأ نظراً من غير صلاة كتب الله له بكلّ حرف حسنة، ومحا عنه سيّئة، ورفع له درجة، ومن تعلّم منه حرفاً ظاهرا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، قال: لا أقول: بكلّ آية، ولكن بكلّ حرف باء أو تاء أو شبههما، قال: ومن قرأ حرفاً وهو جالس في صلاة كتب الله له به خمسين حسنة، ومحا عنه خمسين سيئة، ورفع له خمسين درجة، ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيّئة، ورفع له مائة درجة، ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخّرة أو معجلة قال: قلت: جعلت فداك ختمه كلّه؟ قال: ختمه كلّه.

[ ٧٦٩٣ ] ٧ - وبهذا الإسناد عن منصور، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام )

____________________

٦ - الكافي ٢: ٤٤٨/٦.

٧ - الكافي ٢: ٤٤٨/٧.

١٨٨

قال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ختم القرآن إلى حيث يعلم.

[ ٧٦٩٤ ] ٨ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائماً إلّا وله بكلّ حرف مائة حسنة، ولا قرأ في صلاته جالساً إلّا وله بكلّ حرف خمسون حسنة، ولا في غير صلاته إلّا وله بكلّ حرف عشر حسنات.

[ ٧٦٩٥ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قيل: ( يا رسول الله) (١) ، أيّ الرجل خير؟ قال: الحال المرتحل، قيل: ( يا رسول الله) (٢) : وما الحال المرتحل؟ قال: الفاتح الخاتم الذي يقرأ(٣) القرآن ويختمه فله عند الله دعوة مستجابة.

ورواه الرضي في( المجازات النبويّة) مثله، إلى قوله: الفاتح الخاتم (٤) .

[ ٧٦٩٦ ] ١٠ - وفي( المجالس ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان،

____________________

٨ - الكافي ٨: ٢١٤/٢٦٠.

٩ - ثواب الأعمال: ١٢٧.

(١ و ٢) في نسخة: يابن رسول الله ( هامش المخطوط ).

(٣) في المصدر: يفتتح.

(٤) المجازات النبوية: ٩٦.

١٠ - امالي الصدوق: ٢٩٤/١٠، تقدمت قطعة منه في الحديث ٢٩ من الباب ١ من أبواب السواك ويأتي تمامه في الحديث ٨ من الباب ٦ من أبواب جهاد النفس.

١٨٩

عن المفضّل بن عمر، عن الصادق( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه: قال عليكم بتلاوة القرآن فإنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارىء القرآن: اقرأ وارق، فكلّما قرأ آية يرقى درجة.

[ ٧٦٩٧ ] ١١ - وفي( معاني الأخبار ): عن محمّد بن علي، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ مائة آية يصلّي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة، ومن قرأ مائتي آية في ليلة في غير صلاة الليل كتب الله له في اللوح [ المحفوظ ](١) قنطاراً من الحسنات، والقنطار ألف ومائتا اوقية، والاوقية أعظم من جبل أحد.

[ ٧٦٩٨ ] ١٢ - وعن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن بابويه، عن علي بن أحمد الطبري، عن أبي سعيد الطبري، عن خراش، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجّه القرآن، يعني من حفظ قدر ذلك من القرآن، يقال قد قرأ الغلام القرآن: إذا حفظه.

[ ٧٦٩٩ ] ١٣ - وفي( عيون الأخبار ): عن محمّد بن القاسم المفسّر، عن يوسف بن محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش - إلى أن قال - ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمّد وآله أعطاه الله بكلّ حرف منها حسنة كلّ واحدة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ومن استمع إلى قاريء يقرؤها كان له قدر ما

____________________

١١ - معاني الأخبار: ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢ - معاني الأخبار: ٤١٠.

١٣ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٣٠٢/٦٠.

١٩٠

للقاريء، فليستكثر أحدكم من هذا الخير.

[ ٧٧٠٠ ] ١٤ - وفي( صفات الشيعة ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن ابن البرقي، عن ابن شفون، عن عبد الله بن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّما شيعة علي الناحلون، الشاحبون، الذابلون، ذابلة شفاههم من الصيام - ألى أن قال - كثيرة صلاتهم، كثيرة تلاوتهم للقرآن، يفرح الناس ويحزنون.

[ ٧٧٠١ ] ١٥ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أفضل العبادة قراءة القران.

[ ٧٧٠٢ ] ١٦ - وعنه( عليه‌السلام ) أنّه قال - في حديث -: إنّ هذا القرآن حبل الله وهو النور المبين، والشفاء النافع - إلى أن قال - فاتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكلّ حرف عشر حسنات، أما إنّي لا أقول: الم عشر، ولكن الف عشر، ولام عشر، وميم عشر.

[ ٧٧٠٣ ] ١٧ - وعنه( عليه‌السلام ) أنّه قال: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقه، ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها.

[ ٧٧٠٤ ] ١٨ - وعنه( عليه‌السلام ) قال: من قرأ القرآن فكأنّما اُدرجت النبوة بين جنبيه إلّا أنّه لا يوحى إليه.

[ ٧٧٠٥ ] ١٩ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن (١)

____________________

١٤ - صفات الشيعة: ١٠ بإختلاف.

١٥ - مجمع البيان ١: ١٥.

١٦ - مجمع البيان ١: ١٦، تقدم صدره في الحديث ١٤ من الباب ١ من هذه الأبواب.

١٧ - مجمع البيان ١: ١٦.

١٨ - مجمع البيان ١: ١٦.

١٩ - أمالي الطوسي ٢: ١٨.

(١) في المصدر زيادة: ابن.

١٩١

حمويه، عن أبي الحسين، عن أبي خليفة، عن سلمة(١) ، عن أبي بلال(٢) ، عن بكر بن عبد الله أنّ عمر دخل على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وهو موقوذ(٣) أو قال: محموم، فقال له: يا رسول الله، ما أشدّ وعكك أو حماك؟ فقال له: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة: ثلاثين سورة فيهن السبع الطول (٤) ، فقال: يا رسول الله، غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد؟! فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً.

[ ٧٧٠٦ ] ٢٠ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: قال الله تبارك وتعالى: من شغل بقراءة القرآن عن دعائي ومسئلتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين.

[ ٧٧٠٧ ] ٢١ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن إسماعيل رفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في - وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وعليك بقراءة القرآن على كلّ حال.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) ويأتي ما يدلّ عليه(٦) .

____________________

(١) ليس في المصدر: وفي نسخة خطية من الامالي: عن مسلم.

(٢) في المصدر: أبو هلال.

(٣) الموقوذ: الشديد المرض ( لسان العرب ٣: ٧ ).

(٤) في المصدر: الطوال.

٢٠ - عدّة الداعي: ٢٦٨.

٢١ - المحاسن: ١٧/٤٨، وأورده بتمامه عنه وعن كتب أخرى في الحديث ٢ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس وأخرجه عن الكافي في الحديث ١ من هذا الباب.

(٥) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب ١٣ من أبواب السواك وفي الباب ٥٣ من أبواب المواقيت أن رسول الله كان يكرر آيات من سورة آل عمران كل ليلة وتقدم في القراءة أبواب كثيرة تدل على ذلك، وتقدم في الابواب ١ و ٢ و ٣، وفي الحديث ١ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٦) يأتي ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ١٣ والباب ١٧، وفي الحديث ١ من الباب ١٨ =

١٩٢

١٢ - باب انّه لا يجوز ترك القرآن تركاً يؤدّي إلى النسيان

[ ٧٧٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار جميعاً، عن ابن فضّال، عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون، عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : جعلت فداك إنّي كنت قرأت القرآن فتفلت(١) منّي فادع الله عزّ وجلّ أن يعلّمنيه، قال: فكأنه فزع لذلك فقال: علّمك الله هو وإيّانا جميعاً، وقال: ونحن نحو من عشرة ثمّ قال: السورة تكون مع الرجل قد قرأها ثمّ تركها فتأتيه يوم القيامة في أحسن صورة وتسلّم عليه فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا وكذا، فلو أنّك تمسّكت بي وأخذت بي لأنزلتك هذه الدرجة فعليكم بالقرآن.

[ ٧٧٠٩ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال قال: أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من نسي سورة من القرآن مثّلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنّة، فإذا رآها قال: ما أنت؟ فما أحسنك؟ ليتك لي، فتقول أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا، ولو لم تنسني لرفعتك إلى هذا( المكان) (٢) .

____________________

= والباب ٢٧ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ١ و ١٢ و ١٣ و ١٤ و ١٥ من الباب ٤٩ وفي الباب ٥٢ من أبواب آداب السفر وفي الحديث ٨ من الباب ٦ من أبواب جهاد النفس.

الباب ١٢

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٤/١، أورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(١) التفلت والإفلات والانفلات: التخلص. وفي الحديث شيعتنا ينطقون بنور الله ومن يخالفونهم ينطقون بتفلت، أي من غير فكر ولا تدبر، والمراد هنا النسيان ( مجمع البحرين ٢: ٢١٣ ).

٢ - الكافي ٢: ٤٤٤/٢.

(٢) ليس في المصدر، وقد كتب المصنف عن عقاب الاعمال.

١٩٣

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي المغرا (١) .

ورواه البرقي في( المحاسن ): عن محمّد بن علي، عن ابن فضّال، مثله (٢) .

[ ٧٧١٠ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنّ عليّ ديناً كثيراً وقد دخلني ما كاد القرآن يتفلّت منّي، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : القرآن القرآن إنّ الآية من القران والسورة لتجيء يوم القيامة حتّى تصعد ألف درجة يعني في الجنّة، فتقول: لوحفظتني لبلغت بك هاهنا.

[ ٧٧١١ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : جعلت فداك إنّه أصابتني هموم وأشياء لم يبق شيء من الخير إلّا وقد تفلت منّي منه طائفة حتى القرآن، لقد تفلت مني طائفة منه، قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ثمّ قال: إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتّى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات فتقول: السلام عليك، فيقول: وعليك السلام من أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا، وكذا ضيّعتني وتركتني، أما لو تمسّكت بي لبلغت بك هذه الدرجة، ثمّ أشار بأصبعه، ثمّ قال: عليكم بالقرآن فتعلّموه، فإنّ من الناس من يتعلّم القرآن ليقال: فلان قارىء، ومنهم من يتعلّمه فيطلب به الصوت فيقال: فلان حسن الصوت، وليس في ذلك خير، ومنهم من يتعلّمه فيقوم به في ليله ونهاره لا يبالي

____________________

(١) عقاب الأعمال: ٢٨٣.

(٢) المحاسن: ٩٦/٥٧ - الباب ٢٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٤٤/٣.

٤ - الكافي ٢: ٤٤٥/٦.

١٩٤

من علم ذلك ومن لم يعلمه.

[ ٧٧١٢ ] ٥ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ الرجل إذا كان يعلم السورة ثم نسيها أو تركها ودخل الجنّة أشرفت عليه من فوق في أحسن صورة فتقول: تعرفني؟ فيقول: لا، فتقول: أنا سورة كذا وكذا لم تعمل بي وتركتني أما والله لو عملت بي لبلغت بك هذه الدرجة وأشارت بيدها إلى ما فوقها.

[ ٧٧١٣ ] ٦ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، عن سعيد بن عبد الله الأعرج قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يقرأ القرآن ثمّ ينساه، ثم يقرأه ثمّ ينساه، أعليه فيه حرج؟ فقال: لا.

أقول: ويأتي وجهه(١) .

[ ٧٧١٤ ] ٧ - وعن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العبّاس بن عامر، عن الحجّاج الخشّاب، عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن رجل قرأ القرآن ثمّ نسيه فرددت عليه ثلاثاً: أعليه فيه حرج؟ فقال(٢) : لا.

أقول هذا محمول على من نسي بغير تفريط ولا تقصير ولم يكن سببه الترك والتهاون كما مرّ(٣) .

____________________

٥ - الكافي ٢: ٤٤٥/٤.

٦ - الكافي ٢: ٤٦٣/٢٤.

(١) يأتي في الحديث ٧ من هذا الباب.

٧ - الكافي ٢: ٤٤٥/٥.

(٢) في نسخة: قال ( هامش المخطوط ).

(٣) مرّ في الأحاديث ١ و ٢ و ٤ و ٥ من هذا الباب.

١٩٥

[ ٧٧١٥ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه في - حديث المناهي - أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ألا ومن تعلّم القرآن ثمّ نسيه لقي الله يوم القيامة مغلولاً يسلّط الله عليه بكلّ آية منها(١) حيّة تكون قرينه(٢) إلى النار إلّا أن يغفر له.

وفي( عقاب الأعمال) (٣) باسناد تقدّم(٤) في عيادة المريض، مثله إلّا أنّه قال: ثمّ نسيه متعمّداً.

١٣ - باب استحباب الطهارة لقراءة القرآن، وجواز قراءة الجنب والحائض والنفساء ما عدا العزائم

[ ٧٧١٦ ] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في( قرب الإسناد ): عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: سألته أقرأ المصحف ثمّ يأخذني البول فأقوم فأبول وأستنجي وأغسل يدي وأعود إلى المصحف فأقرأ فيه؟ قال: لا، حتّى تتوضّأ للصلاة.

[ ٧٧١٧ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) باسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: لا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور حتى يتطهّر.

[ ٧٧١٨ ] ٣ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) قال: قال( عليه‌السلام ) :

____________________

٨ - الفقيه: ٤: ٦.

(١) في المصدر: منه.

(٢) وفيه: قرينته.

(٣) عقاب الأعمال: ٣٣٢.

(٤) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

الباب ١٣

فيه ٣ أحاديث

١ - قرب الاسناد: ١٧٥.

٢ - الخصال: ٦٢٧.

٣ - عدّة الداعي: ٢٦٩.

١٩٦

لقاريء القرآن بكلّ حرف يقرأه في الصلاة قائماً مائة حسنة، وقاعداً خمسون حسنة، ومتطهّراً في غير صلاة خمس وعشرون حسنة، وغير متطهّر عشر حسنات، أمّا إنّي لا أقول: المر، بل له بالألف عشر، وباللام عشر، وبالميم عشر، وبالراء عشر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على باقي الأحكام في مواضعه(١) .

١٤ - باب استحباب الاستعاذة عند التلاوة وكيفيّتها

[ ٧٧١٩ ] ١ - الحسن بن علي العسكري في تفسيره قال: أما قوله الذي ندبك الله إليه وأمرك به عند قراءة القرآن أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فانّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال إن قوله: أعوذ بالله أي أمتنع بالله - إلى ان قال - والاستعاذة هي ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القران بقوله(١) ( فَإِذَا قَرَ‌أْتَ الْقُرْ‌آنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّ‌جِيمِ ) (٢) ، ومن تأدّب بأدب الله أدّاه إلى الفلاح الدائم.

ثمّ ذكر حديثاً طويلاً عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول فيه: إن أردت أن لا يصيبك شرّهم ولا يبدأك مكروههم(٣) فقل: إذا أصبحت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنّ الله يعيذك من شرّهم.

[ ٧٧٢٠ ] ٢ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره عن الحلبي، عن أبي

____________________

(١) تقدم في الباب ١٢ من أبواب الوضوء، وفي الباب ١٩ من ابواب الجنابة، وفي الباب ٣٨ من أبواب الحيض.

الباب ١٤

فيه حديثان

١ - تفسير الامام العسكري (عليه‌السلام ) : ١٦/٣.

(١) في المصدر: فقال:

(٢) النحل ١٦: ٩٨.

(٣) في المصدر: مكرهم.

٢ - تفسير العياشي ٢: ٢٧٠/٦٨.

١٩٧

عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن التعوذّ من الشيطان عند كلّ سورة نفتتحها؟ قال: نعم فتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

١٥ - باب تأكّد استحباب تلاوة خمسين آية فصاعداً في كل يوم

[ ٧٧٢١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية.

[ ٧٧٢٢ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، وعن علي بن محمّد جميعاً، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يقول: آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها.

[ ٧٧٢٣ ] ٣ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاّد، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في جهاد النفس(٣) .

____________________

(١) تقدم في الباب ٥٧ من أبواب القراءة.

الباب ١٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٦/١.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٦/٢.

٣ - التهذيب ٢: ١٣٨/٥٣٧.

(٢) تقدّم في الباب ٦ و ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٧ من الباب ٢، وفي الحديث ٢ هن الباب ٤، وفي الحديث ٨ من الباب ٦

١٩٨

١٦ - باب استحباب قراءة القرآن في المنزل، وكراهة تعطيله عن الصلاة والقراءة وذكر الله، واستحباب قراءة القرآن في المساجد

[ ٧٧٢٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ البيت إذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يتراياه أهل السماء كما يترايا أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء.

[ ٧٧٢٥ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزّ وجلّ فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، وإنّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عزّ وجلّ فيه تقلّ بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين.

[ ٧٧٢٦ ] ٣ - وبهذا الإسناد عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن أبيه - في حديث - قال: كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر، والبيت الذي يقرأ فيه

____________________

من أبواب جهاد النفس.

الباب ١٦

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٦/٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٦/٣.

٣ - الكافي ٢: ٣٦١/١، أورد في الحديث ٢ من الباب ٥ من أبواب الذكر.

١٩٩

القرآن ويذكر الله عزّ وجلّ فيه تكثر بركته، وذكر نحوه.

[ ٧٧٢٧ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن الفضيل بن عثمان، عن ليث بن أبي سليم رفعه قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتّخذوها قبوراً كما فعلت اليهود والنصارى صلّوا في الكنائس والبيع وعطّلوا بيوتهم، فان البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، واتّسع أهله، وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا.

[ ٧٧٢٨ ] ٥ - أحمد بن فهد في( عدة الداعي) عن الرضا( عليه‌السلام ) يرفعه إلى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن، فإن البيت إذا قرئ فيه القرآن يسّر على أهله، وكثر خيره، وكان سكّانه في زيادة، وإذا لم يقرأ فيه القرآن ضيق على أهله، وقلّ خيره، وكان سكّانه في نقصان.

[ ٧٧٢٩ ] ٦ - محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي في( كتاب الرجال ): عن جعفر بن محمّد، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي هارون قال: كنت ساكناً دار الحسن بن الحسين فل-مّا علم انقطاعي إلى أبي جعفر وأبي عبد الله( عليهما‌السلام ) أخرجني من داره، قال فمرّ بي أبو عبد الله( عليه‌السلام ) فقال: يا أبا هارون، بلغني أنّ هذا أخرجك من داره؟ قلت: نعم، قال: بلغني أنّك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله، والدار إذا تلي فيها كتاب الله كان لها نور ساطع في السماء، وتعرف من بين الدور.

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٤٦/١.

٥ - عدة الداعي: ٢٦٩.

٦ - رجال الكشي ٢: ٤٨٦/٣٩٥.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

ولكل ريح منها ملك موكل بها، فإذا أراد الله عزّوجلّ أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال: فأمرها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب، ولكل ريح منها اسم أما تسمع قوله عزّوجلّ:( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) وذكر رياحا في العذاب، ثم قال فريح الشمال، وريح الصبا، وريح الجنوب، وريح الدبور أيضا تضاف إلى الملائكة الموكلين بها(١) .

______________

(١) قال الاستاذ الشعرانى في هوامش شرح الكافي: « هذا الحديث صحيح من جهة الاسناد، قريب من جهة الاعتبار، منبه على طريقتهم عليهم السلام في أمثال هذه المسائل الكونية. والمعلوم من سؤال السائل: « ان الناس يذكرون » أن ذهنهم متوجه إلى السبب الطبيعي الموجب لوجود الرياح ومنشأها وعلة اختلافها في البرودة والحرارة وغيرها. وغاية ما وصل إليه فكرهم أن الشمال لبرودتها من الجنة، والجنوب لحرارتها من النار. فصرف الامام ذهنهم عن التحقيق لهذا الغرض إذ ليس المقصود من بعث الانبياء والرسل و انزال الكتب كشف الامور الطبيعية ولو كان المقصود ذلك لبين ما يحتاج إليه الناس من ادوية الامراض كالسل والسرطان، وخواص المركبات والمواليد، ولذكر في القرآن مكررا علة الكسوف والخسوف كما تكرر ذكر الزكاة والصلاة وتوحيد الله تعالى ورسالة الرسل، ولورد ذكر الحوت في الروايات متواترا كما ورد ذكر الامامة والولاية والمعاد والجنة والنار، وكذلك ما يستقر عليه الارض وما خلق منه الماء، مع أنا لا نرى من أمثال ذلك شيئا في الكتاب والسنة المتواترة الا بعض احاديث ضعيفة غير معتبرة أو بوجه يحتمل التحريف والسهو، والمعهود في كل ما هو مهم في الشرع ويجب على الناس معرفته أن يصر الامام عليه السلام بل النبي صلّى الله عليه وآله على تثبيته وتسجيله وبيانه بطرق عديدة غير محتملة للتأويل حتى لا يغفل عنه أحد.

وبالجملة لما رأى الامام عليه السلام اعتناء الناس بالجهة الطبيعية صرفهم بان الواجب على الناظر في أمر الرياح والمتفكر فيها أن يعتنى بالجهة الالهية وكيفية الاعتبار بها والاتعاظ بما يترتب عليها من الخير والشر، سواء كانت من الجنة أو من الشام أو من افريقية واليمن، فأول ما يجب: أن يعترف بأن جميع العوامل الطبيعية مسخرة بامر الله تعالى وعلى كل شئ =

٢٦١

الناس على أربعة اصناف

١٣٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ قال: حدثنا أبوعمرو محمد ابن جعفر المقرئ الجرجاني قال: حدثنا أبوبكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا أبوزيد عياش بن زيد بن الحسن(١) ابن علي الكحال مولي زيد بن علي قال: أخبرني زيد بن الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: الناس على أربعة أصناف جاهل متردي معانق لهواه، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس. وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا.

النوم على أربعة وجوه

١٤٠ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري بايلاق قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله ابن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن - جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في

______________

= ملك موكل به وأن الجسم الملكى تحت سيطرة المجرد الملكوتى المفارق عن الماديات كما ثبت في محله « أن المادة قائمة بالصورة والصورة قائمة بالعقل المفارق » وهذا أهم ما يدل عليه هذا الحديث الذى يلوح عليه أثر الصدق وصحة النسبة إلى المعصوم عليه السلام.

ثم بعد هذا الاعتراف يجب الاعتبار بما وقع من العذاب على الامم السالفة بهذه الرياح وما يترتب من المنافع على جريانها وهذا هو الواجب على المسلم من جهة الدين إذا نظر إلى الامور الطبيعية ».

(١) في بعض النسخ « أبوزيد عياش بن يزيد الحسن » ولم اجده.

٢٦٢

الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن النوم على كم وجه هو؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الانبياء عليهم السلام تنام على أقفيتهم، مستلقين، وأعينهم لا تنام متوقعة لوحي الله عزّوجلّ، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرئوا ما يأكلون وابليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحا(١) .

رن ابليس لعنه الله اربع رنات

١٤١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: رن إبليس أربع رنات: أولهن، يوم لعن، وحين اهبط إلى الارض، وحين بعث محمد صلّى الله عليه وآله على حين فترة من الرسل، وحين انزلت أم الكتاب(٢) ونخر نخرتين: حين أكل آدم من الشجرة، وحين اهبط من الجنة.

أربعة يذهبن ضياعا

١٤٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي - جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: البذر في السبخة، والسراج في القمر، والاكل على الشبع، والمعروف إلى من ليس بأهله.

١٤٣ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد قال: حدثنا أبو- يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

______________

(١) انبطح: اسبطر على وجهه، ممتدا على وجه الارض.

(٢) رن رنينا: رفع صوته بالبكاء. ونخر الانسان أو الدابة: مد الصوت في خياشيمه.

٢٦٣

جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله: أنه قال في وصيته له: يا علي أربعة يذهبن ضياعا: الاكل بعد الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها.

١٤٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: مودة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا يشكر له، وعلم عند من لا استماع له، وسر تودعه عند من لا حصانة له.

قول الصادق عليه السلام للمسلمين أربعة أعياد

١٤٥ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي - عبدالله الكوفي قال: حدثني الحسين بن عبيد الله الاشعري قال: حدثني محمد بن عيسى ابن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة، فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله أميرالمؤمنين عليه السلام ونصبه للناس علما، قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، وكذلك أمرت الانبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا، ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة.

قول الله عزّوجلّ لابراهيم عليه السلام( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ - الاية)

١٤٦ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم قال: حدثني أبوسمينة محمد بن علي الكوفي، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن - القاسم، عن صالح بن سهل، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ:( فَخُذْ أَرْبَعَةً

٢٦٤

مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا - الآية) قال: أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب، فذبحهن وعزل رؤوسهن، ثم نحز أبدانهن في المنحاز(١) بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلطت، ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل، ثم وضع عنده حبا وماء، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم قال: آتين سعيا بإذن الله عزّوجلّ، فتطاير بعضها إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت الابدان كما كانت وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقعن(٢) وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحب، ثم قلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيى ويميت، فهذا تفسير الظاهر، قال عليه السلام وتفسيره [ في ] الباطن خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك ثم ابعثهم في أطراف الارضين حججا لك على الناس وإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتونك سعيا باذن الله عزّوجلّ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الذي عندي في ذلك أنه عليه السلام أمر بالامرين جميعا، وروي أن الطيور التي أمر بأخذها الطاووس والنسر والديك والبط، وسمعت محمد بن عبدالله بن محمد بن طيفور يقول في قول إبراهيم عليه السلام( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ - الآية) إن الله عزّوجلّ أمر إبراهيم أن يزور عبدا من عباده الصالحين فزاره فلما كلمه قال: إن لله تبارك وتعالى في الدنيا عبدا يقال له إبراهيم اتخذه خليلا، قال إبراهيم: وما علامة ذلك العبد؟ قال: يحيى له الموتى فوقع لابراهيم أنه هو فسأله أن يحيي له الموتى( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) يعني على الخلة و يقال: إنه أراد أن يكون له في ذلك معجزة كما كانت للرسل، وإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يحيي له الميت(٣) فأمره الله عزّوجلّ أن يميت لاجله الحي سواء بسواء، وهو أنه لما أمره بذبح ابنه إسماعيل وإن الله عزّوجلّ أمر إبراهيم عليه السلام أن يذبح أربعة

______________

(١) النحز: الدق بالمنحاز وهو الهاون.

(٢) في بعض النسخ « فوقفن ».

(٣) في بعض النسخ « أن يحيى الموتى ».

٢٦٥

من الطير طاووسا ونسرا وديكا وبطا، فالطاووس يريد به زينة الدنيا، والنسر يريد به الامل الطويل، والبط يريد به الحرص، والديك يريد به الشهوة. يقول الله عزّوجلّ إن أحببت أن يحيى قلبك ويطمئن معي فاخرج عن هذه الاشياء الاربعة فانه إذا كانت هذه الاشياء في قلب فانه لا يطمئن معي. وسألته كيف قال:( أَوَلَمْ تُؤْمِن ) مع علمه بسره وحاله، فقال: إنه لما قال( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) كان ظاهر هذه اللفظة توهيما أنه لم يكن يتيقن(١) ، فقرره الله عزّوجلّ(٢) بسؤاله عنه إسقاطا للتهمة عنه وتنزيها له من الشك(٣) .

أربع خصال يبغض الله عزّوجلّ من كن فيه

١٤٧ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي القاضي قال: أخبرنا ابن صاعد قال: حدثنا حمزة بن العباس المروزي قال: حدثنا يحيى بن نصر بن حاجب قال: حدثنا ورقاء بن عمر، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن الله عزّوجلّ يبغض الفاحش البذي السائل الملحف.

______________

(١) في البحار « كان ظاهر هذه اللفظة توهم أنه لم يكن بيقين ».

(٢) في بعض النسخ « فقرنه الله عزّوجلّ ».

(٣) قال في هامش البحار: هذا تأويل للاية ذكره محمد بن عبدالله بن محمد بن طيفور من عند نفسه لم يصححه خبر ولا آية ولعله تأويل لانتخاب تلك الاربعة من بين الطيور.

٢٦٦

باب الخمسة

خمس ما أثقلهن في الميزان

١ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: حدثنا عمرو بن سهل بن زنجلة الرازي قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، عن أبي سلام الاسود، عن أبي سالم راعي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: خمس ما أثقلهن في الميزان « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر ويحتسب.

خمسة اشياء امر الله عزّوجلّ فيها نبيا من انبيائه بخمسة اشياء مختلفة

٢ - حدثنا أبوالفضل تميم بن عبدالله بن تميم القرشي الحيري(١) قال: أخبرنا أبوعلي أحمد بن علي الانصاري بنيسابور قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبوالصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: أوحى الله عزّوجلّ إلى نبي من أنبيائه: إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه، قال: فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف فقال: أمرني ربي عزّوجلّ: أن آكل هذا وبقي متحيرا، ثم رجع إلى نفسه فقال: إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما اطيق، فمشى إليه ليأكله فلما دنى منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال: أمرني ربي عزّوجلّ أن أكتم هذا، فحفر

______________

(١) الحيرى منسوب إلى الحيرة وهى مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة في محل النجف. وقرية بفارس، ومحلة كبيرة بنيسابور ينسب إليها كثير من المحدثين والظاهر أن تميم القرشى منسوب إلى الاخير ويمكن أن يكون « الحبرى » بالموحدة.

٢٦٧

له وجعله فيه وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر، فقال: قد فعلت ما أمرني ربي عزّوجلّ، فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله، فقال: أمرني ربي عزّوجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمه فدخل الطير فيه، فقال له البازي: أخذت مني صيدي، وأنا خلفه منذ أيام، فقال:(١) أمرني ربي عزّوجلّ أن لا أويس هذا فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه، ثم مضى [ فلما مضى ] فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود فقال: أمرني ربي عزّوجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع، فرأى في المنام كأنه قد قيل له: إنك فعلت ما امرت به فهل تدري ماذا كان؟ قال: لا، قيل له: أما الجبل فهو الغضب إن العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها، وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عزّوجلّ إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة، وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته، وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه، وأما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها.

في المشط خمس خصال

٣ - حدثنا إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار بفرغانة، قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن القاسم بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن - أبي طالب عليهما السلام قال: حدثنا أحمد بن علي الانصاري أبوعلي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن - خالد البرقي قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن ابن حجاج، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا ) قال: المشط [ فإن المشط ] يجلب الرزق، ويحسن الشعر، وينجز الحاجة، ويزيد في ماء الصلب، ويقطع البلغم، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة، ومن فوقها سبع مرات، ويقول: إنه يزيد في الذهن، ويقطع البلغم.

______________

(١) يعنى قال في نفسه.

٢٦٨

علامات المؤمن خمس

٤ - حدثنا عبدالله بن النضر بن سمعان التميمي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد المكي قال: حدثنا أبوالحسن عبدالله بن محمد عمر الخراني(١) عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني(٢) عن عبدالله بن معن الازدي(٣) عن عمران بن سليمان(٤) عن طاووس بن اليمان قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: علامات المؤمن خمس، قلت: وما هن يا ابن رسول الله؟ قال: الورع في الخلوة والصدقة في القلة، والصبر عند المصيبة، والحلم عند الغضب، والصدق عند الخوف.

خمس من خمسة محال

٥ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: خمس من خمسة محال: النصيحة من الحاسد محال، و الشفقة من العدو محال، والحرمة من الفاسق محال، والوفاء من المرأة محال، والهيبة من الفقير محال.

خمس بخمسين

٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثني أبوالقاسم سعيد بن أحمد ابن أبي سالم قال: حدثنا أبوزكريا يحيى بن الفضل الوراق قال: حدثنا يحيى بن - موسى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال: فرضت على النبي صلّى الله عليه وآله ليلة اسري به الصلاة خمسين، ثم نقصت فجعلت خمسا ثم نودي

______________

(١) كذا. وفى النسخ المخطوطة « الجرانى ».

(٢) في بعض النسخ « عبدالله بن ميمون » وفى المجالس « السكرى ».

(٣) في بعض النسخ « عبدالله بن معز الاودى ».

(٤) في بعض النسخ « عمران بن سليم ».

٢٦٩

يا محمد إنه لا يبدل القول لدي بأن لك بهذه الخمس خمسين.

٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن أبي الحسن الازدي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما خفف الله عزّوجلّ عن النبي صلّى الله عليه وآله حتى صارت خمس صلوات أوحى الله إليه يا محمد خمس بخمسين.

الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه خمس

٨ - حدثنا أبوالحسن علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال: قرأت على أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث قلت: حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا حسين الاشقر(١) قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سألت النبي صلّى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه. وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في تفسير القرآن.

خمس خصال تورث البرص

٩ - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر قال: حدثنا أبوعامر قال: حدثنا أبوأحمد محمد بن - زياد الازدي(٢) عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن - عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والاكل على الجنابة وغشيان المرأة في أيام حيضها، والاكل على الشبع.

______________

(١) هو الحسين بن الحسن الاشقر الفزارى الكوفى قال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم ويغلو في التشيع.

(٢) يعنى ابن أبي عمير.

٢٧٠

قول الصادق عليه السلام خمس هن كما أقول

١٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن موسى بن عمر، عن أبي علي بن راشد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: خمس هن كما أقول: ليست لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء(١) ولا لكذاب مروءة، ولا يسود سفيه.

خمس من السنن في الرأس وخمس في الجسد

١١ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: قال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام خمس من السنن في الرأس وخمس في الجسد فأما التي في الرأس فالسواك وأخذ الشارب وفرق الشعر والمضمضة والاستنشاق، وأما التي في الجسد فالختان وحلق العانة ونتف الابطين وتقليم الاظفار والاستنجاء.

قول النبي صلّى الله عليه وآله خمس لا أدعهن حتى الممات

١٢ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، وصفوان ابن يحيى جميعا، عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا(٢) وحلب العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي.

١٣ - [ حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدثني أبوالقاسم إسحاق ابن جعفر بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

______________

(١) كذا. والظاهر انه تصحيف من النساخ والصواب « ولا لمملوك وفاء ».

(٢) اكف ايكافا الحمار شد عليه الاكاف أي البرذعة. وفى بعض النسخ « مردفا ».

٢٧١

حدثني أبي جعفر بن محمد العلوي قال: حدثني علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل قال: أخبرني سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام ](١) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله خمس لست بتاركهن حتى الممات لباس الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي.

الشوم للمسافر في خمسة

١٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الشوم في خمسة للمسافر [ في طريقه ]: الغراب الناعق عن يمينه، و [ الكلب ] الناشر لذنبه، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل، وهو مقع على ذنبه يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض - ثلاثا -، والظبي السانح عن يمين إلى شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء(٢) تلقى فرجها، والاتان العضباء [ يعني الجدعاء ](٣) فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: « اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك ».

البكاؤون خمسة

١٥ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد، وعلي بن الحسين عليهم السلام. فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال

______________

(١) سقط السند من الكتاب في الطبع الحجرى.

(٢) الشمطاء هي المرأة التى خالط بياض رأسه سواد وقد يكون هذا في شعرها.

(٣) الجدعاء: المقطوع الاذنين أو الشفتين أو الانف.

٢٧٢

الاودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له:( تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل، فصالحهم على واحد منهما، أما فاطمة فبكت على رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي ابن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة(١) ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال:( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

الكبائر خمس

١٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام: أن الكبائر خمس: الشرك بالله عزّوجلّ، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة(٢) والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة.

١٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبيد بن زرارة، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام أخبرني عن الكبائر؟ فقال: هن خمس، وهن مما أوجب الله عزّوجلّ عليهن النار، قال الله عزّوجلّ:( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (٣) وقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا

______________

(١) الترديد من الراوى.

(٢) أي بعد نزول الحرمة.

(٣) النساء: ١٠.

٢٧٣

لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ - إلى آخر الآية) (١) وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا - إلى آخر الآية) (٢) ورمي المحصنات الغافلات، وقتل المؤمن متعمدا على دينه.

بعث [ الله ] النبي صلّى الله عليه وآله بخمسة أسياف

١٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني القاسم ابن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن حروب أميرالمؤمنين عليه السلام، وكان السائل من محبينا فقال له أبوعبدالله عليه السلام(٣) : إن الله عزّوجلّ بعث محمدا صلّى الله عليه وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد(٤) إلى أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها(٥) آمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، وسيف منها ملفوف(٦) وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا.

فأما السيوف الثلاثة الشاهرة: فسيف على مشركي العرب، قال الله تبارك وتعالى:( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا (يعني فان آمنوا)فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ (٧) [وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ])

______________

(١) الانفال: ١٥.

(٢) البقرة: ٢٧٨.

(٣) في الكافي « قال: سأل رجل أبى صلوات الله عليه عن حروب أميرالمؤمنين وكان السائل من محبينا فقال له أبوجعفر عليه السلام: بعث الله محمدا صلّى الله عليه وآله - الحديث ».

(٤) شاهرة أي مجردة من الغمد.

(٥) لعل طلوع الشمس من مغربها كناية عن اشراط الساعة وقيام القيامة.

(٦) في الكافي « وسيف مكفوف ».

(٧) كذا وهكذا في الكافي والاية في سورة التوبة: هكذا( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) . والظاهر أن التقديم والتأخير من قلم النساخ. وما بين القوسين ليس في بعض النسخ.

٢٧٤

فهؤلاء لا يقبل منهم إلا [ السيف و ] القتل أو الدخول في الاسلام وما لهم فيئ، و ذراريهم سبي على ما سبى رسول الله صلّى الله عليه وآله فانه سبى وعفا، وقبل الفداء.

والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله عزّوجلّ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) نزلت في أهل الذمة، ثم نسخها قوله( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (٢) فمن كان منهم في دار الاسلام لم يقبل منه إلا الجزية أو القتل، فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم، وحرمت أموالهم، وحل لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ولم يحل لنا نكاحهم، ولم يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام.

وسيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم والخزر، قال الله عزّوجلّ في سورة الذين كفروا:( [فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ]فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ) (٣) يعني المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام فهولاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ماداموا في دار الحرب.

وأما [ السيف ] الملفوف(٤) فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله تبارك وتعالى:( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ) (٥) ولما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

______________

(١) البقرة: ٨٣. أي قولا حسنا وسماه حسنا للمبالغة.

(٢) التوبة: ٣٠ وقوله « عن يد » حال من الضمير في « يعطوا » أي عن يد مؤاتية غير ممتنعة، أو حتى يعطوا عن يد إلى يد نقدا غير نسيئة. « صاغرون » أي أذلاء.

(٣) محمد صلّى الله عليه وآله: ٤ وقوله « أثخنتموهم » أي أكثرتم قتلهم واغلظتموهم من الثخن.

(٤) في الكافي « اما السيف المكفوف ».

(٥) الحجرات: ٩. وهذه الاية أصل في قتال أهل البغى من المسلمين ودليل على وجوب قتالهم وعليها بنى أميرالمؤمنين عليه السلام قتال الناكثين والقاسطين والمارقين واياها عنى رسول الله صلّى الله عليه وآله حين قال لعمار: « تقتلك الفئة الباغية ».

٢٧٥

إن فيكم من يقاتل بعدي على التأويل(١) كما قاتلت على التنزيل، قيل: يا رسول الله من هو؟ قال: خاصف النعل - يعني أميرالمؤمنين عليه السلام - وقال عمار بن ياسر: قاتلت تحت هذه الراية مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وأهل بيته ثلاثا وهذه [ هي والله ] الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر(٢) لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل وكانت السيرة فيهم من أميرالمؤمنين ما كان من رسول الله في أهل مكة يوم فتح مكة، فإنه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه وألقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكذلك قال أميرالمؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية و لا تجهزوا على جريح(٣) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.

وأما السيف المغمود(٤) فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عزّوجلّ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) (٥) فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا(٦) ، فهذه السيوف التي بعث الله عزّوجلّ بها نبيه صلّى الله عليه واله فمن جحدها أو جحد شيئا [ منها أو ] من سيرها وأحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلّى الله عليه واله.

______________

(١) لعل كون القتال بالتأويل لكون الاية غير نص في خصوص طائفة إذ الباغى يدعى أنه على الحق وخصمه باغ، أو المراد به أن آيات قتال المشركين والكافرين يشملهم في تأويل القرآن.

(٢) السعفات جمع سعفة وهى أغصان النخل. والهجر - محركة -: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين (القاموس) وقال البكري في المعجم: هجر - بفتح أوله وثانيه -: مدينة البحرين معروفة وهى معرفة لا تدخلها الالف واللام. انتهى. وانما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.

(٣) أجهز على الجريح إذا أسرع قتله

(٤) أي الذى كان مستورا في غمده.

(٥) المائدة: ٤٥. والسل: اخراج السيف عن غلافه

(٦) قال في هامش التهذيب الطبع الحجرى: « واما جهاد من اراد قتل نفس محرمة أو سلب مال أو حريم فلا اختصاص له بالائمة عليهم السلام والكلام هنا في جهاد مختص بهم كما أشار إليه بقوله « سله إلى اولياء المقتول وحكمه الينا »».

٢٧٦

حدود الصداقة خمسة

١٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن عبد العزيز بن عمر الواسطي، عن أبي خالد السجستاني، عن يزيد بن خالد النيسابوري(١) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الصداقة محدودة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود فلا تنسبه إلى [ شئ من ] الصداقة، أولها أن يكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه، وشينك شينه، والثالثة [ أن ] لا يغيره مال ولا ولاية، والرابعة [ أن ] لا يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته، والخامسة أن لا يسلمك عند النكبات.

المؤمن يتقلب في خمسة من النور

٢٠ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: المؤمن يتقلب(٢) في خمسة من النور: مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيامة إلى النور.

الدعائم التى بنى عليها الاسلام خمس

٢١ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين، عن ابن أبي نجران، و

______________

(١) في النسخ المخطوطة « زيد بن مجالد ». وفى البحار « يزيد بن مجالد » ولم أجده. والخبر في الكافي بسند صحيح ج ٢ ص ٦٣٩.

(٢) في بعض النسخ « ينقلب » ههنا وفى العنوان.

٢٧٧

جعفر بن سليمان، عن العلاء بن رزين، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبوجعفر عليه السلام: بني الاسلام على خمس: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان والولاية لنا أهل البيت، فجعل في أربع منها رخصة، ولم يجعل في الولاية رخصة من لم يكن له مال لم يكن عليه الزكاة، ومن لم يكن عنده مال فليس عليه حج، ومن كان مريضا صلى قاعدا وأفطر شهر رمضان. والولاية صحيحا كان أو مريضا أو ذا مال أو لا مال له فهي لازمة [ واجبة ].

أسماء مكة خمسة

٢٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثنا أيمن بن محرز عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أسماء مكة خمسة: أم القرى، ومكة وبكة، والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم(١) كانوا إذا لزموها رحموا.

فرض الله عزّوجلّ على العباد في اليوم والليلة خمس صلوات

٢٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن - محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن أبي - عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزّوجلّ فرض عليكم الصلوات الخمس في أفضل الساعات، فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات.

المستهزؤون بالنبي صلّى الله عليه وآله خمسة

٢٤ - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي

______________

(١) في القاموس « أم رحم وأم الرحم » بضم الراء وسكون الحاء المهملة -: مكة، والمرحومة: المدينة شرفهما الله تعالى.

٢٧٨

ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن [ عثمان ] الاحمر رفعه قال: المستهزؤون برسول الله صلّى الله عليه وآله خمسة: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص ابن وائل السهمي، والاسود بن عبد يغوث الزهري، والاسود بن المطلب، والحارث ابن الطلاطلة الثقفي.

٢٥ - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبوالقاسم عبد الرحمن بن - محمد الحسني قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن علي الخراساني قال: حدثنا أبوسعيد سهل بن صالح العباسي(١) ، عن أبيه، وإبراهيم بن عبد الرحمن الايلي(٢) قال: حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن - علي عليهم السلام: أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال ليهودي من يهود الشام وأحبارهم فيما أجابه عنه من جواب مسائله، فأما المستهزؤون فقال الله عزّوجلّ له( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) (٣) فقتل الله خمستهم، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد:

أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بنبل(٤) لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق فأصابته شظية منه فانقطع أكحله(٥) حتى أدماه فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد.

وأما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى كداء(٦) فتدهده تحته حجر فسقط، فتقطع قطعة قطعة، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.

______________

(١) في بعض النسخ « ابو سعيد سهل بن صالح العباسي ».

(٢) في بعض النسخ « الابلى » وفى بعضها « الاملي » ولم أعرفه.

(٣) الحجر: ٩٥.

(٤) النبل السهام لا واحد له.

(٥) الشظية: الفلقة من العصا ونحوها. والاكحل: عرق في اليد أو هو عرق الحياة ولا تقل عرق الاكحل. (القاموس).

(٦) كداء - بالفتح كسماء - اسم لعرفات، وثنية أو جبل بأعلى مكة. كما في القاموس والمراصد. ودهدهت الحجر فتدهده: تدحرج.

٢٧٩

وأما الاسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة ومعه غلام له فاستظل بشجرة تحت كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع هذا عني، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا، إلا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ويقال في خبر آخر في الاسود قول آخر يقال: إن النبي صلّى الله عليه وآله كان قد دعا عليه أن يعمى الله بصره وأن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم جاء حتى صار إلى كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي حتى أثكله الله عزّوجلّ ولده يوم بدر ثم مات، وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الاسود بن المطلب(١) فانه أكل حوتا مالحا فأصابه غلبة العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول قتلني رب محمد، كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا له: يا محمد ننتظر بك [ إلى ] الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك فدخل النبي صلّى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم فأتاه جبرئيل عليه السلام ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام وهو يقول:( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) يعني أظهر أمرك لاهل مكة وادع( وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) قال: يا جيرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني؟ قال له:( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) قال: يا جبرئيل كانوا عندي الساعة بين يدي؟ فقال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وقد أخرجته بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة.

الصلاة على الميت خمس تكبيرات

٢٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

______________

(١) في أكثر النسخ « اسود بن الحارث ».

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653