مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 510

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
تصنيف: الصفحات: 510
المشاهدات: 241654
تحميل: 4066


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 510 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241654 / تحميل: 4066
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أبى عبدالله عليه‌السلام جالساً، فدخل عليه داخل فقال: يا ابن رسول الله، ما أكثر الحاج العام، فقال: « ان شاؤا فليكثروا وان شاؤا فليقلّوا، والله ما يقبل الله إلّا منكم ولا يغفر الّا لكم ».

ورواه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن الحارث، مثله.

٢٦٠ / ٣٥ - وعن محمّد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الكريم وهو كرام بن عمرو الخثعمي، عن عمر بن حنظلة قال: قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: ان آية في القرآن تشككني، قال: « وما هي؟ » قلت: قول الله تعالى: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (١) قال: « وأى شئ شككت فيها؟ » قلت: من صلّى وصام وعبدالله قبل منه، قال: « انما يتقبل الله من المتقين العارفين - ثم قال -: أنت أزهد في الدنيا أم الضحّاك بن قيس؟ » قلت: لا، بل الضحّاك بن قيس، قال: « فذلك (٢) لا يتقبل منه شئ كما (٣) ذكرت ».

٢٦١ / ٣٦ - وعن أبيه، عن حمزة بن عبدالله، عن جميل بن دراج، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لو أن عبدا عبدالله ألف عام، ثم ذبح كما يذبح الكبش، ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لردّ الله عليه عمله ».

٢٦٢ / ٣٧ - وعن أبيه، عن حمزة بن عبدالله، عن جميل بن ميسر، عن

____________________________

٣٥ - المحاسن ص ١٦٨ ح ١٢٩، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٥ ح ٤٢.

(١) المائدة ٥: ٢٧.

(٢) في المصدر: فان ذلك.

(٣) وفيه: مما.

٣٦ - المصدر السابق ص ١٦٨ ح ١٣٠، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٥ ح ٤٣.

٣٧ - المحاسن ص ١٦٨ ح ١٣١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٨٥ ح ٤٤.

١٦١

أبيه النخعي قال: « قال لى أبوعبدالله عليه‌السلام: « يا ميسر أي البلدان أعظم حرمة » ؟ قال: فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه.

قال، فقال: « مكّة »، فقال: « أي بقاعها أعظم حرمة »؟ قال: فما كان منّا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه، قال: « ما بين الركن إلى الحجر، والله لو أن عبداً عبدالله ألف عام حتى ينقطع علباؤه (١) هرماً، ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت، لرد الله عليه عمله ».

٢٦٣ / ٣٨ - وعن محمّد بن علي بن محبوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول: « إنّ من دان الله بعبادة، يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من الله فإنّ سعيه غير مشكور وهو ضالّ متحيّر ».

٢٦٤ / ٣٩ - الإمام الهمام أبومحمّد العسكري عليه‌السلام: « قال الصادق عليه‌السلام: أعظم الناس حسرة رجل جمع مالاً عظيماً بكدّ شديد ومباشرة الأهوال وتعرّض الأخطار، ثمّ أفنى ماله صدقات ومبرّات، وأفنى شبابه وقوّته عبادات وصلوات وهو مع ذلك لا يرى لعلىّ بن أبي طالب عليه‌السلام حقّه، ولا يعرف له في الإسلام محلّه، ويرى أنّ مَن لا بعُشرة ولا بعشر عشير معشاره أفضل منه عليه‌السلام، يوافق على الحجج فلا يتأمّلها، ويحتجّ عليه بالآيات والأخبار فيأبى إلّا تمادياً في غيّه، فذاك أعظم حسرة من كلّ من يأتي يوم

____________________________

 (١) العلباء بكسر العين والمد: هما عصبتان عريضتان صفراوان ممتدتان على الظهر (مجمع البحرين ج ٢ ص ١٢٩ علب).

٣٨ - المحاسن ص ٩٢ ح ٤٧ البحار ج ٢٣ ص ٨٦ ح ٢٩.

٣٩ - تفسير الامام العسكري ص ١٤، البحار ج ٢٧ ص ١٨٦ ح ٤٥، مع اختلاف باللفظ فيهما .

١٦٢

القيامة، وصدقاته ممثّلة له في مثال الأفاعى تنهشه، وصلواته وعباداته ممثّلة له في مثال الزبانية، تتبعه حتى تدعّه إلى جهنّم دعّاً (١).

يقول: يا ويلى ألم أك من المصلّين؟! ألم أك من المزكّين؟! ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتعفّفين؟! فلماذا دهيت بما دهيت؟! فيقال له: يا شقىّ ما نفعك ما عملت وقد ضيّعت أعظم الفروض بعد توحيد الله والإيمان بنبوّة محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ضيّعت ما لزمك من معرفة حقّ عليّ وليّ الله عليه‌السلام، وألزمت ما حرّم الله عليك من الإئتمام بعدوّ الله، فلو كان بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوّله إلى آخره، وبدل صدقاتك، الصدقة بكلّ أموال الدنيا بل بملء الأرض ذهباً، لما زادك ذلك من رحمة الله إلّا بعداً، ومن سخط الله إلّا قرباً ».

٢٦٥ / ٤٠ - وفيه: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌- في جملة كلام له في فضل الزكاة -: « فمن بخل بزكاته ولم يؤدّها أمر بالصلاة فردّت إليه ولفّت كما يلفّ الثوب الخلق، ثمّ يضرب بها وجهه ويقال له: يا عبدالله ما تصنع بهذا دون هذا، قال: فقال له أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما أسوأ حال هذا والله.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أو لا اُنبّئكم بأسوأ حالاً من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: رجل حضر الجهاد في سبيل الله فقتل مقبلاً غير مدبر، والحور العين يطّلعن عليه، وخزّان الجنان يتطلّعون ورود روحه، وأملاك الأرض يتطلّعون نزول الحور العين

____________________________

(١) الدع: الدفع بعنف، ومنه قوله تعالى: ( يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ) أي دفعاً في أقفيتهم (مجمع البحرين ج ٣ ص ٣٢٥ مادة دع).

٤٠ - تفسير الامام العسكري عليه‌السلام ص ٢٧ والبحار ج ٢٧ ص ١٨٧ ح ٤٦ مع اختلاف فيهما بالالفاظ.

١٦٣

عليه، والملائكة وخزّان الجنان، فلا يأتونه، فتقول ملائكة الأرض حول ذلك المقتول: ما بال الحور العين لا ينزلن إليه؟ وما بال خزّان الجنان لا يردون عليه؟! فينادون من فوق السماء السابعة: يا أيّتها الملائكة انظروا إلى آفاق السماء دوينها، فينظرون فإذا توحيد هذا العبد وايمانه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وصلاته وزكاته وصدقته وأعمال برّه كلّها محبوسات دوين السماء.

قد طبقت آفاق السماء كلّها كالقافلة العظيمة، قد ملأت ما بين أقصى المشارق والمغارب ومهابّ الشمال والجنوب، تنادى أملاك تلك الأعمال، الحاملون لها الواردون بها: ما لنا لا تفتح لنا أبواب السماء لندخل إليها أعمال هذا الشهيد، فيأمر الله بفتح أبواب السماء فتفتح، ثمّ ينادى: يا هولاء الملائكة، ادخلوها إن قدرتم، فلا تقلّهم أجنحتهم ولا يقدرون على الإرتفاع بتلك الأعمال.

فيقولون: يا ربّنا لا نقدر على الإرتفاع بتلك الأعمال، فينادى منادى ربّنا عزّوجلّ: يا أيها الملائكة لستم حمّال هذه الأعمال الثقال الصاعدين بها إنّ حملتها الصاعدين بها مطاياها التي ترفعها إلى دوين العرش ثمّ تقرّها في درجات الجنان، فتقول الملائكة: يا ربّنا ما مطاياها؟ فيقول الله:

وما الذى حملتم من عنده؟ فيقولون: توحيده بك وإيمانه بنبيّك، فيقول الله تعالى: فمطاياها موالاة على عليه‌السلام أخى نبيي وموالاة الأئمة الطاهرين، فإن أتت فهى الحاملة الرافعة الواضعة لها فى الجنان فينظرون فإذا الرجل مع ما له من هذه الأشياء ليس له موالاة علي والطيّبين من آله عليهم‌السلام ومعاداة أعدائهم، فيقول الله تعالى للأملاك الّذين كانوا حامليها: اعتزلوها والحقوا بمراكزكم من ملكوتي، ليأتيها من هو أحقّ بحملها ووضعها في موضع استحقاقها.

فتلحق تلك الأملاك بمراكزها المجعولة لها ثمّ ينادى منادى ربّنا

١٦٤

عزّوجلّ يا أيّتها الزبانية، تناوليها وضعيها إلى سواء الجحيم، لأنّ صاحبها لم يجعل لها مطايا من موالاة عليّ والطيّبين من آله، قال: فتأتي تلك الأملاك، ويقلب الله تلك الأثقال أوزاراً وبلايا على باعثها لما فارقها من مطاياها من موالاة أميرالمؤمنين عليه‌السلام، ونادت تلك الأعمال إلى مخالفته لعلىّ عليه‌السلام وموالاته لأعدائه، فيسلّطها الله عزّوجلّ وهى في صورة الاسود على تلك الأعمال وهى كالغربان والقرقس، فيخرج من أفواه تلك الاسود نيران تحرقها ولا يبقى له عمل إلّا حبط، ويبقى عليه موالاته لأعداء عليّ عليه‌السلام وجحده ولايته فيقرّه ذلك في سواء الجحيم فإذا هو قد حبطت أعماله وثقلت أوزاره وأثقاله، فهذا أسوأ حالاً من مانع الزكاة الذى يحفظ الصلاة ».

٢٦٦ / ٤١ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن يوسف بن ثابت، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث له أنّه قال: « والله لو أنّ رجلاً صام النهار وقام الليل ثمّ لقى الله بغير ولايتنا (للقيه وهو غير راض) (١) أو ساخط عليه.

- ثم قال -: وذلك قول الله: ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَبِرَسُولِهِ - إلى قوله -، وَهُمْ كَارِهُونَ ) (٢) .

٢٦٧ / ٤٢ - البحار عن أعلام الدين للديلمي من كتاب الحسين بن

____________________________

٤١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٩ ح ٦١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٠ ح ٤٧، وتتفسير البرهان ج ٢ ص ١٣٣ ح ١.

(١) في المصدر: لقيه غير راض.

(٢) التوبة ٩: ٥٤.

٤٢ - البحار ٢٧ ص ١٩١، عن اعلام الدين ص ١٣٩ وفيهما، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

١٦٥

سعيد، بإسناده عن عليّ عليه‌السلام، مثله.

٢٦٨ / ٤٣ - الشيخ المفيد في أماليه: عن عليّ بن محمّد بن الزبير، عن علىّ بن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن يحيى، عن اخى مفلس (١)، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما عليه‌السلام قال: قلت له: إنّا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع، فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال: « يا محمّد إنّ مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بنى اسرائيل وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فاُجيب، وإنّ رجلاً منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له، فأتى عيسى بن مريم عليه‌السلام يشكو إليه ما هو فيه، ويسأله الدعاء له ،فتطهّر عيسى عليه‌السلام وصلى ثم دعا.

 فأوحى الله إليه: يا عيسى إنّ عبدى أتاني من غير الباب الذي اُوتى منه، إنّه دعاني وفي قلبه شكّ منك، فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر (٢) أنامله ما استجبت له، فالتفت عيسى عليه‌السلام فقال: تدعو ربّك وفى قلبك شكّ من نبيه، قال: يا روح الله وكلمته، قد كان والله ما قلت، فاسأل الله أن يذهب [به] (٣) عنى، فدعا له عيسى عليه‌السلام فتقبّل الله منه، وصار في أحد أهل بيته، كذلك نحن أهل البيت، لا يقبل الله عمل عبد وهو يشكّ فينا ».

 ورواه الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة- من

____________________________

٤٣- امالي المفيد ص ٢ ح ٢ عنه في البحار ٢٧ ص ١٩١ ح ٤٨.

(١) في المصدر: مغلس.

(٢) تنتثر: تسقط ولا تثبت (لسان العرب ج ٥ ص ١٩١).

(٣) اثبتناه من المصدر.

١٦٦

كتاب أبي عمر والزاهد- بإسناده إلى محمّد بن مسلم، مثله (٤) .

٢٦٩ / ٤٤ - وعن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابى، عن عبد الكريم بن محمّد، عن سهل بن زنجلة الرازي، عن ابن أبي اُويس، عن أبيه، عن حميد بن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في حديث، قال: « اما والله لو أنّ رجلاً صفّ قدميه بين الركن والمقام مصلّياً، ولقى الله ببغضكم أهل البيت لدخل النار» .

٢٧٠ / ٤٥ - وعن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام، عن مرازم، عن الصادق عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بال أقوام من اُمّتي إذا ذكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهلّلت وجوههم، وإذا ذكرت وأهل بيتى اشمأزّت قلوبهم وكلحت (١) وجوههم، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو أنّ رجلاً لقى الله بعمل سبعين نبيّاً، ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر منّا [أهل البيت] (٢) ما قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً» .

٢٧١ / ٤٦ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البركات عمر

____________________________

(٤) تأويل الآيات ص ٢٩.

٤٤ - امالي المفيد ص ٢٥٢ ح ٢، امالي الطوسي ج ١ ص ٢٥٣، عنهما في البحار ج ٢٧ ص ١٧٣ ح ١٧.

٤٥ - امالي المفيد ص ١١٥ ح ٨، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٢ ح ٤٩.

(١) الكلوح: تكشر في عبوس (لسان العرب ج ٢ ص ٥٧٤)

(٢) اثبتناه من المصدر.

٤٦ - بشارة المصطفى ص ٦٩، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٥ ح ٥٤.

١٦٧

ابن حمزة وسعيد بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن علي بن الحسين العلوى، عن زيد بن جعفر بن محمّد بن حاجب، عن علي بن أحمد بن عمرو، عن محمّد بن منصور، عن حرب بن حسن، عن يحيى بن مساور، عن أبي الجارود، قال: « قال أبوجعفر عليه‌السلام: « يا أبا الجارود ما ترضون أن تصلّوا فيقبل منكم، وتصوموا فيقبل منكم، وتحجّوا فيقبل منكم، والله انّه ليصلّي غيركم فما يقبل منه، ويصوم غيركم فما يقبل منه، ويحجّ غيركم فما يقبل منه» .

٢٧٢ / ٤٧ - وبهذا الإسناد، عن زيد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين بن هارون، عن محمّد بن علي الحسينى، عن محمّد بن مروان، عن عامر بن كثير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: قلت له بمكّة أو بمنى، يابن رسول الله ما أكثر الحاجّ، قال: « ما أقل الحاجّ ما يغفر الّا لك ولأصحابك ولا يتقبل الّا منك ومن اصحابك» .

٢٧٣ / ٤٨ - جامع الأخبار: روي عن الصادق، عن أبيه، عن جده عليه‌السلام، قال: « مرّ أمير المؤمنين عليه‌السلام في مسجد الكوفة وقنبر معه، فرأى رجلاً قائماً يصلّي، فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلاً أحسن صلاة من هذا، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام: مه يا قنبر، فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممّن له (١) عبادة ألف سنة، ولو أنّ عبداً عبدالله ألف سنة لا

____________________________

٤٧ - المصدر السابق ص ٧٣، عنه في البحار ٢٧ ص ١٩٦ ح ٥٥.

٤٨ - جامع الاخبار ص ٢٠٧ الفصل ١٤١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٦ ح ٥٧.

(١) في المصدر: خير من.

١٦٨

يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت ،ولو أنّ عبدا عبدالله ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبيّاً ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت، والّا كبّه (٢) الله على منخريه في نار جهنّم ».

٢٧٤ / ٤٩ - وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال:« امتي امتي، إذا اختلف الناس بعدى وصاروا فرقة فرقة، واجتهدوا في طلب الدين الحق حتى تكونوا مع أهل الحقّ فان المعصية في دين الحقّ تغفر، والطاعة في دين الباطل لا تقبل» .

٢٧٥ / ٥٠ - فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسين بن سعيد معنعناً، عن سعد بن طريف، قال: كنت جالساً عند أبي جعفر عليه‌السلام، فجاءه عمرو بن عبيد، فقال: أخبرني عن قول الله: ( وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ، وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) (١) ؟ قال له أبوجعفر عليه‌السلام: «(قد اخبرك) (٢) أن التوبة والايمان والعمل الصالح لا يقبلها (٣) إلاّ بالاهتداء- إلى أن قال- وأمّا الاهتداء فبولاة الأمر ونحن هم»، الخبر .

٢٧٦ / ٥١ - وعن عبيد بن كثير معنعناً عن أبي جعفر محمّد بن علي

____________________________

(٢) وفيه: اكبه.   

٤٩ - جامع الاخبار ص ٢٠٨ الفصل ١٤١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٧ ح ٥٨.

٥٠ - تفسير فرات الكوفي ص ٩١، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٧ ح ٦٠.

(١) طه ٢٠: ٨١، ٨٢.

(٢) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: لا يقبل.

٥١ - تفسير فرات الموفي ص ٩٣، وعنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٧ ح ٦١.

١٦٩

عليه‌السلام، قال: « قال الله تعالى في كتابه: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ ) (١) الآية، قال: والله لو أنه تاب وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا، ولم يعرف فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئاً» .

٢٧٧ / ٥٢ - وعن محمّد بن القاسم بن عبيد معنعنا، عن أبي ذر الغفاري، في قوله تعالى: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ ) (١) الآية، قال: آمن بما جاء به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ( وَعَمِلَ صَالِحًا ) (٢) قال: أداء الفرائض، ثم اهتدى إلى حب آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وسمعت، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: «والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما (٣) ينفع أحدكم الثلاثة حتى يأتي بالرابعة» .

٢٧٨ / ٥٣ - وعن علي بن محمّد الزهري، عن محمّد بن عبدالله،- يعنى ابن غالب- عن الحسن بن علي بن سيف، عن مالك بن عطيّة، عن يزيد بن فرقد النهدي أنه قال: قال جعفر بن محمّد عليه‌السلام في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) (١) -إلى أن قال-: وعداوتنا تبطل أعمالهم .

٢٧٩ / ٥٤ - البحار، عن كتاب فضائل الشيعة للصدوق، باسناده عن منصور الصيقل، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام في فسطاطه بمنى، فنظر إلى الناس، فقال:« يأكلون الحرام ويلبسون

____________________________

(١) طه ٢٠: ٨٢.

٥٢ - المصدر السابق ص ٩٤، وعنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٨ ح ٦٢.

(١، ٢) طه ٢٠: ٨٢.

(٣) في المصدر: لا.

٥٣ - المصدر السابق ص ١٥٨ عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٨ ح ٦٣.

(١) محمّد ٤٧، ٣٣.

٥٤ - البحارج ٢٧ ص ١٩٩ ح ٦٥، فضائل الشيعة ص ٤٠ ح ٤٠.

١٧٠

الحرام، وينكحون الحرام، وتأكلون الحلال، وتلبسون الحلال، وتنكحون الحلال، لا والله ما يحج غيركم ولا يتقبل إلّا منكم».

 ورواه الشيخ محمّد بن أحمد بن شاذان في مناقبه، مثله (١) .

٢٨٠ / ٥٥ - العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: عن محمّد بن أحمد بن شاذان، عن نوح بن أحمد بن أيمن، عن ابراهيم بن أحمد بن أبي حصين، عن جدّه، عن يحيى بن عبد الحميد، عن قيس بن الربيع، عن سليمان الأعمش، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه عليه‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا علي أنت أميرالمؤمنين- إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌- لو أن عبداً عبدالله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك، وان ولايتك لا تقبل إلّا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك، بذلك أخبرني جبرئيل: ( فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (١) ».

٢٨١ / ٥٦ - الشيخ الجليل محمّد بن ابراهيم النعماني- في كتاب الغيبة- عن أحمد بن محمّد بن عقدة، عن محمّد بن المفضل بن ابراهيم وسعدان بن اسحاق وأحمد بن الحسين بن عبدالله (١)، ومحمّد بن أحمد بن الحسن القسطواني، عن الحسن بن محبوب الزرّاد، عن علي بن

____________________________

(١) المناقب ص ٦، المنقبة التاسعة، والعبارة يجب أن تكون بعد الحديث ٥٥، راجع البحارج ٢٧ ص ١٩٩ ح ٦٦.

٥٥ - كنز الفوائد ص ١٨٥، عنه في البحار ج ٢٧ ص ١٩٩ ح ٦٦.

(١)الكهف ١٨: ٢٩.

٥٦ - غيبة النعماني ص ١٢٧ ح ٢. الكافي ج ص ١٤٠ ح ٨ بسند آخر.

(١) هكذا في الاصل خلافا للمصدر، فإن الراوي في طريق الحسن بن محبوب هو أحمد بن الحسين بن عبد الملك الاودي أو (الازدي) كما في شرح مشيخة التهذيب ص ٥٦ - ٥٨. =

١٧١

رئاب، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام يقول: «كلّ من دان لعبادة الله (٢) يجهد فيها نفسه، ولا امام له من الله تعالى، فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير.

- إلى أن قال عليه‌السلام-: ان ائمة الجور لمعزولون عن دين الله وعن الحقّ، فقد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شي ذلك هو الضلال البعيد».

ورواه عن علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمّد بن أحمد القلانسي، عن اسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالله بن بكير وجميل بن درّاج، عن محمّد بن مسلم، عنه عليه‌السلام، مثله (٣) .

٢٨٢ / ٥٧ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام، أنه قال: «ان الجنّة لتشتاق ويشتد ضوؤها بمجي (١) آل محمّد عليه‌السلام وشيعتهم، و[لو] (٢) ان عبداً عبدالله بين الركن والمقام حتى، تتقطع أوصاله، وهو لا يدين الله بحبنا وولايتنا أهل البيت ما قبل الله منه ».

٢٨٣ / ٥٨ - وعن أبي عبدالله عليه‌السلام، انه قال

______________

= والاستبصار ج ١ ص ٣٤٧ وج ٤ ص ٣١٨، والفهرست ص ٢٣ ح ٦١.

(٢) في المصدر والكافي: كل من دان الله بعبادة.

(٣) غيبة النعماني ص ١٢٩، وفيه: بمثله في لفظه.

٥٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٧٤.

(١) في المصدر: لمجئ.

(٢) اثبتناه من المصدر.

٥٨ - المصدر السابق ج ١ ص ٧٤.

١٧٢

يوما لبعض الناس (١): «أحببتمونا وأبغضنا الناس- إلى أن قال- :أما ترضون أن تصلوا ويصلوا (٢) ،فيقبل منكم ولا يقبل منهم؟ وتحجوا ويحجوا (٣) فيقبل منكم ولا يقبل منهم (٤) ؟ والله ما يقبل (٥) الصلاة والزكاة والصوم والحج وأعمال البرّ كلّها إلّا منكم»، الخبر .

٢٨٤ / ٥٩ - وعنه عليه‌السلام أنه قال لأبي بصير في حديث:« من لم يكن على ما أنتم عليه (١) لم يتقبل له (٢) حسنة، ولم يتجاوز له [عن] (٣) سيئة» .

٢٨٥ / ٦٠ - وعنه عليه‌السلام، أنه قال لبعض شيعته في حديث:« فاتقوا الله وأعينونا بالورع، فو الله ما تقبل الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة ولا الحجّ إلّا منكم، ولا يغفر إلّا لكم» الخبر .

٢٨٦ / ٦١ - وعنه عليه‌السلام، أنه أوصى بعض شيعته فقال: «أما والله انّكم لعلى دين الله ودين ملائكته، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، اما والله ما يقبل (١) إلّا منكم» الخبر.

____________________________

(١) في المصدر: شيعته.

(٢) وفيه: ويصلون.

(٣)وفيه: ويحجون.

(٤)وفيه زيادة وتصوموا ويصومون، فيقبل منكم ولا يقبل منهم.

(٥)وفيه: ما تقبل.

٥٩ - المصدر السابق ج ١ ص ٧٧.

(١) في المصدر هنا: لم يقبل الله له صرفا ولا عدلا.

(٢) وفيه: منه.

(٣) اثبتناه من المصدر.

٦٠ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٦٧.

٦١ - المصدر السابق ج ١ ص ٦٢.

(١)في المصدر: يقبل الله.

١٧٣

.

٢٨٧ / ٦٢ - وعنه عليه‌السلام، أن رجلا من أصحابه ذكر له عن بعض من مرق من شيعته (واستحل المحارم وانّهم) (١) يقولون: انّما الدين المعرفة، فإذا عرفت الاإمام فاعمل ما شئت، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام: انا لله وانا إليه راجعون تأول (٢) الكفرة مالا يعلمون وانّما قيل اعرف (٣)، واعمل ما شئت من الطاعة (فانه مقبول) (٤) منك، لانه لا يقبل الله عملا من عامل بغير معرفة، (لو أن رجلا) (٥) عمل أعمال البرّ كلّها وصام دهره وقام ليله و أنفق ماله في سبيل الله وعمل بجميع طاعة (٦) الله عمره كلّه، ولم يعرف نبيه الذي جاء بتلك الفرائض فيؤمن به ويصدقه، وامام عصره الذي افترض الله (٧) طاعته فيطيعه، لم ينفعه الله بشئ من عمله، قال الله عزّوجلّ في مثل هولاء: ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) (٨).

٢٨٨/٦٣- وعنه عليه‌السلام- في جواب كتاب كتبه إليه بعض أصحابه-: وانّما يقبل الله العمل من العباد بالفرائض التي افترضها

____________________________

٦٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٥٣،

(١) في المصدر: استحل المحارم ممن كان يعد من شيعته وقال إنهم.

(٢) وفيه: تأمل.

(٣) وفيه: اعرف الامام. 

(٤) وفيه: فانها مقبولة. 

(٥) وفيه: ولو ان الرجل.

(٦) وفيه: طاعات. 

(٧) وفيه: افترض الله عليه.

(٨) الفرقان ٢٥: ٢٣.

٦٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٥٢،.

١٧٤

عليهم، بعد معرفة من جاء بها من عنده ودعاهم إليه، فأول ذلك معرفة من دعى إليه، وهو الله الذي لا اله إلا هو، وتوحيده (١) والاقرار بربوبيته، ومعرفة الرسول الذي بلغ عنه وقبول ما جاء به (٢)، ثم معرفة الأئمة بعد (الرسول الذى افترض) (٣) طاعتهم في كلّ عصر وزمان على أهله، والايمان والتصديق (بجميع الرسل والائمة عليه‌السلام) (٤) ثم العمل بما افترض الله عزّوجلّ على العباد من الطاعات ظاهراً وباطنا واجتناب ما حرم الله عزّوجلّ عليهم تحريمه (ظاهرا وباطنا) (٥) ،الخبر .

٢٨٩ / ٦٤ - مجموعة الشهيد (ره)- نقلا من كتاب التعريف لأبي عبدالله محمّد بن أحمد الصفوانى- عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: والذى بعثني بالحق، لو تعبّد أحدهم ألف عام بين الركن والمقام ،ثم لم يأت بولاية عليّ والائمة من ولده عليه‌السلام، كبّه الله تعالى على منخريه في النار .

٢٩٠ / ٦٥ - وعن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام، أنه قال: لا يقبل الله عملا لعبد الا بولايتنا، فمن لم يوالنا كان من أهل هذه الآية: ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) (١).

____________________________

(١) في المصدر: وحده.

(٢) وفيه: بعد عبارة ما جاء به: ثم معرفة الوصي ثم معرفة الائمة.

(٣) وفيه: الرسل الذين افترض الله.

(٤) وفيه: بأول الرسل والائمة وآخرهم.

(٥) وفيه: ظاهره وباطنه.

٦٤ - مجموعة الشهيد: مخطوط

٦٥ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

(١) الفرقان ٢٥: ٢٣

١٧٥

٢٩١ / ٦٦ - وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: فرض الله على امتي خمس خصال: اقام الصلاة وايتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، وولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم‌السلام، والذى بعثنى بالحق لا يقبل الله عزّوجلّ من عبد فريضة من فرائضه إلّا بولاية على عليه‌السلام. فمن والاه قبل منه سائر الفرائض، ومن لم يواله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ومأواه جهنّم وساءت مصيرا.

٢٨ - ( باب أنّ من كان مؤمناً ثم كفر ثمّ آمن لم يبطل عمله في إيمانه السابق )

٢٩٢ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام، أنّه قال: من كان مؤمناً يعمل خيراً ثمّ أصابته فتنة فكفر ثمّ تاب بعد كفره، كتب له كلّ شئ عمله (١) في إيمانه، فلا يبطله كفره إذا تاب بعد كفره.

٢٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب مقدّمة العبادات )

٢٩٣ / ١ - الطبرسي في الإحتجاج: عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام في أجوبة أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن مسائل

____________________________

٦٦ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

الباب - ٢٨

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٤٨٣.

(١) في المصدر: عمل، وقريب منه ما في الوسائل ج ١ ص ٩٦ ح ١.

الباب - ٢٩

١ - الاحجاج ج ١ ص ٢٢٢ عنه في البحار ج ١٠ ص ٤٤.

١٧٦

اليهودي في فضل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على جميع الأنبياء، إلى أن قال، قال له اليهودي: فإنّ هذا سليمان سخّرت له الشياطين يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، قال له علىّ عليه‌السلام: لقد كان كذلك، ولقد اُعطى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أفضل من هذا، إنّ الشياطين سخّرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها، ولقد سخّرت لنبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الشياطين بالإيمان، فأقبل إليه الجنّ (١) التسعة من أشرافهم (٢) من جنّ نصيبين واليمن (٣) من بنى عمرو بن عامر من الأحجّة، منهم (شصاه، ومصاه، والهملكان، والمرزبان، والمازبان، ونضاه، وهاصب، وهاضب) (٤) وعمرو، وهم الّذين يقول الله تبارك اسمه فيهم: ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ ) (٥) وهم التسعة يستمعون القرآن فأقبل إليه الجنّ والنبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ببطن النخل، فاعتذروا بأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً.

ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفاً (٦) فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحجّ والجهاد ونصح المسلمين، واعتذروا بأنّهم قالوا على الله شططاً، وهذا أفضل مما اعطي سليمان، سبحان من سخرها لنبوة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بعد أن كانت تتمرّد وتزعم أنّ لله ولداً،

____________________________

(١) في المصدر: من الجنة.

(٢) في المصدر زيادة: واحد.

(٣) في المصدر: الثمان.

(٤) في المصدر: شضاه، ومضاه، والهملكان، والمرزبان، والمازمان، ونضاه، وهاضب، وهضب.

(٥) الاحقاف ٤٦: ٢٩.

(٦) في المصدر: ألفاً منهم.

١٧٧

فلقد شمل مبعثه من الجنّ والإنس ما لا تحصى، الخبر.

وفى هذا المعنى أخبار كثيرة تدلّ على أنّ الجنّ كالإنس في التكاليف الشرعيّة الفرعيّة الإسلامية، والله العالم.

٢٩٤ / ٢ - البحار - عن دلائل الإمامة للطبري الإمامي -، عن أبي المفضّل محمّد بن عبدالله، عن محمّد بن همام، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الهيثم بن واقد، قال: كنت عند الرضا عليه‌السلام بخراسان وكان العباس يحجبه، فدعاني وإذا عنده شيخ أعور يسأله، فخرج الشيخ فقال لى: ردّ علىَّ الشيخ، فخرجت إلى الحاجب فقال: لم يخرج علىَّ أحد، فقال الرضا عليه‌السلام: أتعرف الشيخ؟ فقلت: لا، فقال هذا رجل من الجنّ سألني، عن مسائل، وكان فيما سألني عنه مولودان ولدافى بطن ملتزقين مات أحدهما كيف يصنع به؟ قلت: ينشر الميت عن الحىّ.

٢٩٥ / ٣ - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه‌السلام: « لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلّا وقد أعرض عن ذكر الله، واستهان بأمره، وسكن إلى نهيه، ونسى اطّلاعه على سره، فالوسوسة ما يكون من خارج القلب باشارة معرفة العقل، ومجاورة الطبع، أما إذا تمكن في القلب فذلك غىّ وضلالة وكفر، والله عزّوجلّ دعا عباده بلطف دعوته، وعرفهم عداوة ابليس فقال تعالى: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) (١) وقال: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) (٢) فكن

____________________________

٢ - البحار ج ٨١ ص ٣١٠ ح ٣٢، عن دلائل الإمامة ص ١٩٥.

٣ - مصباح الشريعة ص ٢٢٥ باختلاف يسير، عنه في البحار ج ٧٢ ص ١٢٤ ح ٢.

(١) الاعراف ٧: ٢٢.

(٢) فاطر ٣٥: ٦.

١٧٨

معه كالغريب مع كلب الراعى، يفزع إلى صاحبه من صرفه عنه، كذلك إذا أتاك الشيطان موسوساً ليضلّك عن سبيل الحق وينسيك ذكر الله، فاستعذ منه بربّك وربّه، فانه يؤيد الحق على الباطل، وينصر المظلوم بقوله عزّوجلّ: ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) (٣) ولن يقدر على هذا ومعرفة اتيانه ومذاهب وسوسته إلا بدوام المراقبة، والاستقامة على بساط الخدمة، وهيبة المطلع وكثرة الذكر.

وامّا المهمل لأوقاته فهو صيد الشيطان لا محالة، واعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء والاغترار والاستكبار، حيث غرّه وأعجبه عمله وعبادته وبصيرته ورأيه وجرأته عليه، قد أورثه علمه ومعرفته واستدلاله بعقله اللعنة إلى الأبد، فما ظنك بنصحه ودعوته غيره، فاعتصم بحبل الله الاوثق، وهو الالتجاء إلى الله، والاضطرار بصحة الافتقار إلى الله في كل نفس، ولا يغرنك تزيينه للطاعة عليك، فانه يفتح عليك تسعة وتسعين باباً من الخير، ليظفر بك عند تمام المائة، فقابله بالخلاف والصد عن سبيله، والمضادة باستهوائه ».

____________________________

 (٣) النحل ١٦: ٩٩.

١٧٩

١٨٠