مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263649 / تحميل: 5415
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

٨ - فصل:

في بيان ظهور آياته في الاخبار بالغائبات

وفيه: ستة أحاديث

٢٢٦ / ١ - عن ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه ، قال: قلت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله وسلم، وهو متوجه إلى البصرة: يا أمير المؤمنين، إنّك في نفر يسير، فلو تنحّيت حتّى يلحق بك الناس. فقال: « يجيئكم من غد في فجكم هذا، من ناحية الكوفة ثلاثة كراديس، في كلّ كردوس خمسة آلاف وستمائة وخمس وستون رجلاً ».

قال: قلت: ما أصابني والله أعظم من [ تلك ] الضيقة.

قال: فلمّا أن صلّيت الفجر قلت لغلامي: اسرج لي. قال: فتوجّهت نحو الكوفة، فإذا بغبرة قد ارتفعت، فسرت نحوها، فلمّا أن دنوت منهم صيح بي: من أنت؟ قلت: أنا ابن عبّاس؛ فكفوا، فقلت لهم: لمن هذه الراية؟ قالوا: لفلان. قلت: كم أنتم؟ فقالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستين رجلا.

قال: فمضوا، ومضيت على وجهي، فإذا أنا بغبرة قد ارتفعت، قال: فدنوت منهم، فصيح بي: من أنت؟ فقلت: أنا ابن عبّاس.

__________________

١ - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢: ١٨٧ نحوه. وعنه مدينة المعاجز: ١٤١ و ٣٩٨.

٢٦١

فأمسكوا، فقلت: لمن هذه الراية؟ قالوا: لربيعة. فقلت: من رئيسها؟ قالوا: زيد بن صوحان العبديّ. فقلت: كم أنتم؟ قالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستين رجلاً.

قال: فمضوا، ومضيت على وجهي، فإذا بغبرة قد ارتفعت، فأخذت نحوها، فصيح بي من أنت؟ قلت: أنا ابن عبّاس. فسكتوا عنّي، فقلت: لمن هذه الراية؟ فقالوا: لفلان، رئيسها الأشتر، قال: قلت: كم أنتم؟ قالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستين رجلاً.

فرجعت إلى العسكر، فقال لي أمير المؤمنين: « من أين أقبلت؟ » فأخبرته، وقلت له: إنّي لمّا سمعت مقالتك اغتممت، مخافة أن يجيء الأمر على خلاف ما قلت.

قال: فقال: « نظفر بهؤلاء القوم غداً إن شاء الله تعالى، ثمّ نقسّم مالهم فيصيب كلّ رجل منا خمسمائة ».

قال: فلمّا أن كان من الغد أمرهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن لا يحدثوا شيئاً حتّى يكون المبتدأ منهم، فأقبلوا يرمون رجال أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأتوه، فقال لهم: « ما رأيت أعجب منكم! تأمروني بالحرب والملائكة لم تنزل بعد؟! ».

فلمّا كان الزوال دعا بدرع رسول الله (ص) فلبسها وصبها عليه، ثمّ أقبل على(١) القوم، فهزمهم الله تعالى، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه للخزان: « اقسموا المال على الناس خمسمائة خمسمائة » فقسّموها، ففضل من المال ألفا درهم، فقال للخازن: « أي شيء بقي عندك؟ » فقال: ألفا درهم.

فقال: « أعطيت الحسن والحسين ومحمّد بن الحنفية خمسمائة

__________________

(١) في ر، ع: ثمّ قاتل.

٢٦٢

خمسمائة، وعزلت لي خمسمائة؟ » قال: لا.

قال: « فهذه لنا » فلم تزدد(١) درهم، ولم تنقصن درهم.

٢٢٧ / ٢ - عن عليّ بن النعمان، ومحمّد بن سنان، رفعاه إلى أبي عبد الله صلوات الله عليه، قال: « إنّ عائشة قالت: التمسوا لي رجلاً شديد العداوة لهذا الرجل، حتّى ابعثه إليه. فأتيت برجل، فمثل بين يديها، فرفعت رأسها وقالت: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ قال لها: كثيراً ما أتمنى على ربّي أنّه وأصحابه في وسطي فَضُرِبتُ ضربة بالسيف، فيسبق السيف الدم.

ثمّ قالت: فأنت له، فاذهب بكتابي هذا، فادفعه إليه، ظاعناً رأيته أو مقيماً، أما إنّك إن وافيته ظاعناً رأيته راكباً على بغلة رسول الله (ص) متنكباً قوسه، معلقاً كنانته بقربوس سرجه، وأصحابه خلفه كأنّهم طيور صواف.

ثمّ قالت له: إن عرض عليك طعامه وشرابه فلا تتناول(٢) منه شيئاً فإنّ فيه السحر فمضيت واستقبلته راكباً، فناولته الكتاب ففض خاتمه، ثمّ قرأه وقال: « هذا والله ما لا يكون » فثنى رجله ونزل، فأحدق به أصحابه، ثمّ قال: أسألك، قال: نعم. قال: « وتجيبني » قال: نعم.

قال: « أنشدك بالله، هل قالت: التمسوا لي رجلاً شديد العداوة لهذا الرجل؟ » قال: نعم. « فأتيت بك، فقالت لك: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ قلت: كثيراً ما أتمنى على ربّي أنّه وأصحابه في وسطي وأضرب بالسيف ضربة فيسبق السيف الدم؟ »

__________________

(١) في ص: يبق.

٢ - بصائر الدرجات: ٢٦٣ / ٤، الخرائج والجرائح ٢: ٧٢٤ / ٢٨، مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٢٦٠، مدينة المعاجز: ١١٦ / ٣١٢، اثبات الهداة ٢: ٤٣٤ / ١٠٠.

(٢) في ر، ك، م: تبغي.

٢٦٣

ثمّ قال: « أنشدك بالله، أقالت لك اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعناً كان أو مقيماً، أما إنّك إن وافيته ظاعناً رأيته راكباً بغلة رسول الله (ص)، متنكباً قوسه، معلقاً كنانته بقربوس سرجه، وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف؟ » قال: اللهم نعم.

قال: « أنشدك بالله، هل قالت لك: إن عرض عليك طعامه وشرابه، فلا تتناول(١) منه شيئاً، فإنّ فيه السحر؟ » قال: اللّهم نعم.

قال: « أفمبلغ أنت عني؟ » قال: اللّهمّ نعم، فإنّي قد أتيتك وما على وجه الأرض خلق أبغض إليَّ منك، وأنا الساعة ما على وجه الأرض خلق أحبّ إليّ منك، فمرني بما شئت.

قال: « ادفع إليها كتابي، وقل لها: ما أطعت الله ولا رسوله حيث أمرك بلزوم بيتك، فخرجت تترددين في العساكر. وقل لطلحة والزبير: ما أنصفتما الله ولا رسوله حيث خلّفتما حلائلكما في بيوتكما وأخرجتما حليلة رسول الله (ص) ».

فجاء بكتابه حتّى طرحه إليها(٢) ، وبلّغها رسالته، ثمّ رجع إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأصيب بصفين، فقالت: ما نبعث إليه أحد إلاّ أفسده علينا.

٢٢٨ / ٣ - عن صعصعة بن صوحان العبديّ، قال: لمّا قاتل أبو بكر مسيلمة. وأسرت الحنفية، وجيء بها إلى المدينة، ووقفت بين يدي أبي بكر.

٢٢٩ / ٤ - وقد روي عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ رضي الله

__________________

(١) في ر، ك، م: تبغي.

(٢) في ر، ك، م: عندها.

٣ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٨٩، عن دعبل الخزاعي مفصلاً، مدينة المعاجز: ٣٥٠ / ٨٩.

٤ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٨٩، عن دعبل الخزاعي مفصلاً، مدينة المعاجز: ٣٥٠ / ٨٩.

٢٦٤

عنه ذلك أيضاً، في حديث طويل، وأنا أذكر منه نقاوته: فقال: لمّا وقفت دنا إليها طلحة والزبير فطرحا عليها ثوبهما، فلمّا رأت ذلك قامت وقالت: لست بعريانة فتكسواني فقيل لها: إنّهما يتزايدان عليك، فأيّهما زاد عليك أخذك من السبي. قالت: لا يكون ذلك أبداً، ولا يملكني، ولا يكون لي بعل إلاّ من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خروجي من بطن أمّي.

فسكت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، وورد عليهم ما بهر عقولهم، وبقوا في دهشة، فقال أبو بكر: مالكم ينظر بعضكم إلى بعض؟ فقال الزبير: لقولها الذي سمعت، جارية من سادات قومها ولم يكن لها عادة بما لقيت، وقد داخلها الفزع فلا تلوموها إذ قالت ما لا تحصله.

قالت: والله ما داخلني الفزع ولا الجزع، وما قلت إلاّ حقاً ولا نطقت إلاّ فصلاً وما كذبت ولا كذّبت. فأخذ أبو بكر وعمر يتحاوران الكلام وأخذ ثوبه من طرحه عليها، وجلست ناحية من القوم، فجاء أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه وآله فوقف ونظر إليها، ثمّ ناداها: « يا خولة » فوثبت فقالت: لبيك.

قال: « لمّا كانت أمّك حاملاً بك، وضربها الطلق، واشتدّ بها الأمر دعت الله وقالت: اللّهمّ سلّمني من هذا الولد(١) سالماً كان أو هالكاً؛ وسبقت الدعوة لك بالنجاة، فناديت من تحتها: لا إله إلاّ الله، يا أمّاه لم تدعين عليَّ وعمّا قليل سيملكني سيّد، يكون لي منه ولد؟! فكتبت أمّك ذلك الكلام في لوح نحاس، فدفنته في الموضع الذي سقطت فيه، فلمّا كانت تلك الليلة التي قبضت فيها أمّك أوصت إليك بذلك، فلمّا كان في وقت سبيك أخذت اللوح وشددتيه على عضدك

__________________

(١) في ع: المولود.

٢٦٥

الأيمن؛ هاتي اللوح فأنا صاحبه، وأنا أبو ذلك الغلام الميمون واسمه ( محمّد ) ».

قال: فأخرجته، فأخذه أبو بكر ودفعه إلى عمر(١) حتّى قرأه عليهم، فلمّا قرأ بكت طائفة، وحركت أخرى، واهتدت(٢) إليه، فما خالف ما في اللوح كلام عليّ صلوات الله عليه حرفاً وقالوا بأجمعهم: صدق الله، وصدق رسوله إذ قال: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

فقال أبو بكر: خذها يا أبا الحسن، بارك الله لك فيها.

وفي الحديث طول، وأنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد تزوّجها وأمهرها، ولم يطأها بملك اليمين.

٢٣٠ / ٥ - عن عبد الله بن عبّاس، قال: جلس أمير المؤمنين صلوات الله عليه لأخذ البيعة بذي قار، وقال: « يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون ولا ينقصون » فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليه، ويفسد الأمر علينا، حتّى ورد أوائلهم، فجعلت أحصيهم فاستوفيت عددهم تسعمائة رجل وتسعاً وتسعين رجلاً، ثمّ انقطع مجيء القوم. فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ماذا حمله على ما قال؟ فبينما أنا متفكر في ذلك إذ رأيت شخصاً قد أقبل حتّى دنا، وإذا هو رجل عليه قباء صوف، ومعه سيفه وترسه وإداوته، فقرب من أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: امدد يدك أبايعك، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « وعلى ما تبايعني؟ »

__________________

(١) في هامش ر، ك: عثمان.

(٢) في ر، م: واهتزت.

٥ - ارشاد المفيد: ١٦٦، الخرائج والجرائح ١: ٣٠٠، ارشاد القلوب: ٢٢٤، باختصار، إعلام الورى: ١٧٠، رجال الكشي ١: ٣١٥ / ١٥٦، اثبات الهداة ٢: ٤٥٢ / ١٦٧، مدينة المعاجز: ١٤١ ح ملحق ح ٣٩٧.

٢٦٦

قال: على السمع والطاعة، والقتال بين يديك حتّى أموت أو يفتح الله على يديك.

فقال: « ما اسمك؟ » فقال: أويس القرني قال: « أنت أويس القرني؟ » قال: نعم.

قال: « الله أكبر، أخبرني حبيبي رسول الله (ص) أنّي أدرك رجلاً من أمّته يقال له ( أويس القرني ) يكون من حزب الله وحزب رسوله، يموت على الشهادة، ويدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر » قال ابن عباس: فسرى ذلك عنّي.

٢٣١ / ٦ - عن سويد بن غفلة، قال: إنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين إنّي مررت بوادي القرى فرأيت خالد بن عرفطة قد مات بها، فاستغفر له. فقال أمير المؤمنين: « إنّه لم يمت، ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن جماز » فقام رجل من تحت المنبر فقال: والله يا أمير المؤمنين، إنّي لك شيعة، وإنّي لك محب!. فقال: « ومن أنت؟ » قال: أنا حبيب بن جماز: قال: « إياك أن تحملها، ولتحملنها، فتدخل بها من هذا الباب » وأومى بيده إلى باب الفيل، فلمّا مضى أمير المؤمنين، ومضى الحسن بن عليّ من بعده صلوات الله عليهم، وكان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان من ظهوره، بعث ابن زياد لعنه الله عمر بن سعد إلى الحسين صلوات الله عليه، وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته(١) وحبيب بن جماز صاحب رايته، فسار بها حتّى دخل

__________________

٦ - بصائر الدرجات: ٣٩٨ / ١١، الاختصاص: ٢٨٠، الخرائج والجرائح ٢: ٧٤٥ / ٦٣، مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٢٧٠، ارشاد القلوب: ٢٢٥، اعلام الورى: ١٧٥، الهداية الكبرى: ١٦١، شرح نهج البلاغة ٢: ٢٨٦، ارشاد المفيد: ١٩٠، مدينة المعاجز: ١١٩ ح ٣١٩.

(١) في هامش ر، ص، ع: ميمنته.

٢٦٧

المسجد من باب الفيل.

وحديث رشيد الهجري وميثم التمار مشهور عند عامّة الأصحاب، فلا نذكره.

وكذلك حديث حبيب بن عبد الله الأزديّ في أخبار أصحاب النهروان.

وحديث الإخبار عن كربلاء، والإشارة إلى موضع القتال ومصارع الرجال، وغير ذلك.

وقد اقتصرنا على طرف من آياته صلوات الله عليه، وقليلٍ من معجزاته.

٢٦٨

٩ - فصل:

في بيان ظهور آياته في أشياء شتى

وفيه: اثنا عشر حديثاً

٢٣٢ / ١ - عن رزين الأنماطيّ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه، عن أبيه، عن آبائه،عليهم‌السلام : « أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه دخل الكوفة فأقام بها أياماً، فبينما هو يدور في طرقها، فإذا هو بيهوديّ قد وضع يده على رأسه، وهو يقول: معاشر الناس، أفبحكم الجاهلية تحكمون، وبه تأخذون، وطريقاً لا تحفظون. فدعا به أمير المؤمنين صلوات الله عليه فوقف بين يديه، وقال له: « ما حالك يا أخا اليهود؟ » فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي رجل تاجر خرجت من ساباط المدائن ومعي ستون حماراً، فلمّا حضرت موضع كذا أخذ ما كان معي اختطافاً، ولا أدري أين ذهب بها.

فقال أمير المؤمنين: « لن يذهب منك شيء؛ يا قنبر اسرج لي فرسي »(١) فأسرج له فرسه، فلمّا ركبه قال: « يا قنبر، ويا أصبغ بن نباتة، خذا بيدي اليهوديّ وانطلقا به أمامي » فانطلقا به حتّى صارا إلى الموضع الذي ذكره فخطَّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بسوطه خطة،

__________________

١ - عنه في مدينة المعاجز: ٤٩ / ٩٥.

(١) في في ر، ش، ص، ع، ك: دابتي.

٢٦٩

فقال لهم: « قوموا في وسط هذه الخطة، ولا تجاوزوها فتخطفكم الجنّ ».

ثمّ قنع فرسه واقتحم في الصحراء وقال: « والله معاشر ولد الجنّ من ولد الحارث بن السيّد - وهو إبليس - إن لم تردّوا عليه أحمره لنخلعن ما بيننا وبينكم من العهد والميثاق، ولأضربنكم بأسيافنا حتّى تفيئوا إلى أمر الله ». فإذا أنا بقعقعة اللجم، وصهيل الخيل، وقائل يقول: الطاعة لله ولرسوله ولوصيه. ثمّ انحدر في الصحراء ستون حمارا بأحمالها، لم يذهب منها شيء، فأدّاها إلى اليهوديّ.

فلمّا دخل الكوفة قال له اليهودي: ما اسم محمّد ابن عمك في التوراة؟ وما اسمك فيها؟ وما اسم ولديك؟ فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله: « سل استرشاداً ولا تسأل تعنتاً، عليك بكتاب التوراة، اسم محمّد فيها طاب طاب، واسمي ايليا، واسم ولديَّ شبر وشبير ».

فقال اليهوديّ: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّك وصيه من بعده، وأنّ ما جاء به وجئت به حق.

٢٣٣ / ٢ - عن عمّار بن الحضرميّ، عن زاذان(١) أبي عمرو أنّ رجلاً حدّث عليّاً صلوات الله عليه وآله بحديث، فقال: « ما أراك إلاّ كذبتني » فقال: « لم أفعل. فقال: « أدعو الله عليك إن كنت كذبتني » قال: ادع. فدعا عليه، فما برح حتّى أعمى الله عينيه.

٢٣٤ / ٣ - عن عباد بن عبد الله الأسديّ، قال: سمعت عليّاً

__________________

٢ - عنه في مدينة المعاجز: ١٣٩ / ٣٩٢.

(١) زاذان، اختلف في كنيته على أقوال: أبو عمرة، أبو عمروة، وفي ك: أبو عمير، راجع « معجم رجال الحديث ٧: ٢١٢ ».

٣ - مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٣٣٢ نحوه، مدينة المعاجز: ١٣٨ / ٣٨٦، شرح النهج لابن أبي الحديد ٢: ٢٨٧، صدر الرواية.

٢٧٠

صلوات الله عليه يقول - وهو في الرحبة -: « أنا عبد الله وأخو رسول الله، ولا يقولها بعدي إلاّ كاذب »(١) .

قال: فقام رجل من غطفان وقال: أنا أقول كما قال هذا الكاذب، أنا عبد الله وأخو رسول الله فخنق(٢) مكانه.

٢٣٥ / ٤ - قال أبو جعفر محمّد بن عمر الجرجانيّ: حدّثني ابن البواب، عن الحسن بن زيد، وحدّثنيه ابن أبي السلميّ، قال: قال: إن ابن أبي غاضية طلبنا نشتم أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله فهربت، فبعث إليّ محمّد بن صفوان - من ولد أبي خلف الجمحيّ - أن أعرني بغلتك. فقلت: لئن أعرتك بغلتي إنّي لكم شبه.

قال: فمشى - والله - على رجليه أربعة أميال، فوافى خالداً عامل هشام بن عبد الملك على المدينة فشتم أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله على المنبر، فقال لابن صفوان: قم يا ابن صفوان. فقام وصعد مرقاة من المنبر، ثمّ استقبل القبلة بوجهه وقال: اللّهمّ من كان يسب عليّاً لترة(٣) يطلبها عنده، أو لذحل(٤) فإنّي لا أسبه إلاّ فيك ولقد كان صاحب القبر يأتمنه وهو يعلم أنّه خائن.

وكان في المسجد رجل فغلبته عينه، فرأى أنّ القبر انفرج(٥) ، وخرجت منه كف قائل يقول: إن كنت كاذباً فعليك لعنة الله(٦) ، وإن

__________________

(١) في هامش ر، ع، ك: كافر.

(٢) في ش، ص، ع، م: فمسخ.

٤ - مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٣٢٣، مختصراً، مدينة المعاجز: ١٣٨ / ٨٧.

(٣) الترة: التبعة أو الثأر « النهاية - وتر - ٥: ١٤٩، لسان العرب - وتر - ٥: ٢٧٤ ».

(٤) الذحل: الثأر، وقيل: العداوة والحقد « لسان العرب - ذحل - ١١: ٢٥٦ ».

(٥) في م: انفتح.

(٦) في ع: فلعنك الله.

٢٧١

كنت كاذبا فأعماك الله.

فنزل الجمحيّ من المنبر فقال لابنه، وهو جالس إلى ركن البيت: قم. فقام إليه فقال: أعطني يدك أتكئ عليها. فمضى به إلى المنزل.

فلمّا خرجا من المسجد نحو المنزل قال لابنه: هل نزل بالناس شرّ وغشيهم ظلمة؟ قال: كيف ذلك؟ قال: لأنّي لا أبصار شيئاً.

قال: ذلك والله بجرأتك على الله، وقولك الكذب على منبر رسول الله (ص). فما زال أعمى حتّى مات، لعنة الله عليه.

٢٣٦ / ٥ - عن أنس، قال: كنت عند رسول الله (ص) أنا وأبو بكر وعمر في ليلة ظلماء مكفهرة، فقال (ص): « ائتوا باب عليّ » فأتيناه(١) فنقر أبو بكر الباب نقراً خفياً، فخرج عليّ صلوات الله عليه وآله متأزرا بإزار من صوف، مرتديا بمثله، في كفّه سيف رسول الله (ص)، فقال لنا: « أحدث حدث؟ » فقلنا: خير، أمرنا رسول الله (ص) أن نأتي بابك، وهو بالأثر.

فإذا قد أقبل رسول الله (ص) فقال: « يا عليّ » قال: « لبيك ».

قال: « أخبر أصحابي بما أصابك البارحة ». قال عليّ: « يا رسول الله إنّي لاستحيي » فقال رسول الله (ص): « إنّ الله لا يستحيي من الحقّ ».

فقال عليّ صلوات الله عليه وآله: « يا رسول الله، أصابتني جنابة البارحة من فاطمة، وطلبت في البيت ماءً فلم أجده، فبعثت الحسن

__________________

٥ - مناقب المغازلي: ٩٤، مناقب الخوارزمي: ٢١٦، مثله، الطرائف: ٨٥ / ١٢٠، مصباح الأنوار: ١٦٥ / ٣٥، غاية المرام: ٦٣٧، وعنه معالم الزلفى: ٤١٠ ح ٩١.

(١) في ص، ك: اطلبوا عليّاً فخرجنا إليه.

٢٧٢

كذا والحسين كذا، فأبطا عليّ، فاستلقيت على قفاي، فإذا أنا بهاتف من سواد البيت: قم يا عليّ وخذ السطل؛ واغتسل، وإذا أنا بسطل مملوء من الماء، وعليه منديل من سندس، فأخذت السطل، واغتسلت، ومسحت بدني بالمنديل، ورددت المنديل على رأس السطل، فقام السطل في الهواء، فأصابت قطرة منه هامتي، فوجدت بردها على فؤادي ».

فقال النبيّ (ص): « بخ بخ يا ابن أبي طالب، أصبحت وخادمك جبرئيل، أمّا الماء فمن نهر الكوثر، وأمّا السطل والمنديل فمن الجنّة، كذا أخبرني جبرئيلعليه‌السلام ».

٢٣٧ / ٦ - عن أحمد بن عمّارة، عن عبد الله بن عبد الجبّار، قال: أخبرني مولاي وسيّدي الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ صلوات الله عليهم، قال: « كنت مع أبي على شاطئ الفرات، فنزع قميصه وغاص في الماء، فجاء موج فأخذ القميص، فخرج أمير المؤمنينعليه‌السلام وإذا بهاتف يهتف: يا أمير المؤمنين، خذ ما عن يمينك. فإذا منديل فيه قميص ملفوف، فأخذ القميص ولبسه، فسقطت من جيبه رقعة، مكتوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، هدية من الله العزيز الحكيم إلى عليّ بن أبي طالب، هذا قميص هارون بن عمران( كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ ) (١) ».

٢٣٨ / ٧ - عن الحسين بن عبد الرحمن التمّار، قال: انصرفت

__________________

٦ - مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٢٢٩، مائة منقبة: ٩٦، مدينة المعاجز: ١٦ / ١٤، إثبات الهداة ٢: ٤٦٠ / ٢٠١.

(١) سورة الدخان / الآية: ٢٨.

٧ - تأويل الآيات ٢: ٨٣٧ / ٥، عنه مدينة المعاجز ١١٠ ح ٢٩٣.

٢٧٣

عن مجلس بعض الفقهاء، فمررت بسليمان الشاذكونيّ، فقال لي: من أين أقبلت؟ قلت: من مجلس فلان العالم. قال: فما قوله؟ قلت: شيئاً من مناقب أمير المؤمنين صلوات الله عليه. فقال: والله لأحدثنك بفضيلة سمعتها من قرشي عن قرشي.

قال: رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطّاب فضجّ أهل المدينة من ذلك، فخرج عمر ومعه أهل المدينة إلى المصلى يدعون الله تعالى ليسكن عنهم الرجفة، فما زالت تزيد في كلّ يوم إلى أن تعدى ذلك إلى حيطان المدينة، وعزم أهلها بالنقلة عنها، قال عمر انطلقوا بنا إلى أبي الحسن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله. فمضى إليه ودخل عليه ومعه أهل المدينة، فلمّا بصر به قال: يا أبا الحسن، أما ترى إلى قبور البقيع ورجفتها، حتّى قد تعدى ذلك إلى حيطان المدينة، وقد عزم أهلها بالنقلة عنها، والخروج منها؟

فقال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: « عليّ بمائة من أصحاب رسول الله (ص) » فجاؤوا بهم، فاختار من المائة عشرة، فجعلهم خلفه، وجعل التسعين خلفهم، ودعا سلمان، وأبا ذر، والمقداد بن الأسود الكنديّ، وعمّاراً فجعلهم أمامه، فلم يبق بالمدينة بنت عاتق إلاّ خرجت إلى البقيع، حتّى إذا توسطه ضرب الأرض برجله، وقال: « مالك مالك مالك » ثلاثاً فسكنت الرجفة، وقال أمير المؤمنين: « صدق حبيبي رسول الله (ص)، فلقد أنبأني بهذا الخبر، وبهذا اليوم، وباجتماع الناس له ».

٢٣٩ / ٨ - في كلام آخر عن التمّار، رفعه بإسناده، قال: كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام مع بعض أصحابه في مسجد الكوفة، فقال له رجل: بأبي أنت وأمّي، إنّي لأتعجب من هذه الدنيا

__________________

٨ - بصائر الدرجات: ٣٩٥ / ٣، الاختصاص: ٢٧٠.

٢٧٤

التي في أيدي هؤلاء القوم(١) ، وليست عندكم؟! فقال: « أترى أنّا نريد الدنيا ولا نعطاها؟ ».

ثمّ قبض قبضة من الحصى، فإذا هي جواهر، فقال: « ما هذا؟ » قال: هذا من أجود الجواهر. فقال: « لو أردنا هذا لكان، ولكنا لم نرد » ثمّ رمى بالحصى فعاد كما كان.

٢٤٠ / ٩ - عن الحسن البصريّ، قال: أتانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله - وكنت يومئذ غلاماً قد أيفعت - فدخل منزله - في حديث طويل - ثمّ خرج وتبعه الناس، فلمّا صار إلى الجبانة نزل واكتنفه الناس، فخطَّ بسوطه خطة، فأخرج منها ديناراً، ثمّ خطَّ خطة أخرى فأخرج منها ديناراً آخر، حتّى أخرج منها ثلاثة دنانير، فقلّبها في يده حتّى أبصارها الناس، ثمّ ردّها وغرسها بابهامه، ثمّ قال: « ليليك بعدي محسن أو مسيء ».

ثمّ ركب بغلة رسول الله (ص) وانصرف إلى منزله، وأخذنا العلامة(٢) وصرنا إلى الموضع حتّى إذا بلغنا الرشح(٣) فلم نصب شيئا، فقلنا للحسن: ما ترى ذلك من أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: « أمّا أنا فلا أرى أن كنوز الأرض تسير إلاّ لمثله ».

٢٤١ / ١٠ - عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ، عمّن رواه، قال: إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله وسلّم أراد أن يبعث بمال إلى البصرة، فعلم بذلك رجل من أصحابه، فقال في نفسه: لو أتيته فسألته

__________________

(١) في ص: الناس، وفي ر: الفلاح.

٩ - بصائر الدرجات: ٣٩٥ / ٤، الاختصاص: ٢٧١.

(٢) في المخطوطات: الفلاح، وما أثبتناه من المصادر.

(٣) الرشح: أي وصلوا في الحفر إلى الماء في قعر الأرض.

١٠ - بصائر الدرجات: ٢٦٠ / ٢٠ نحوه.

٢٧٥

أن يبعث معي بهذا المال، فإذا دفعه إليّ أخذت طريق الكرخة(١) فذهبت به.

فأتاه وقال: بلغني أنّك تريد أن تبعث بمال إلى البصرة؟ قال: « نعم » قال: فادفعه إليّ فأبلغه، واجعل لي ما تجعل لمن تبعثه. فقد عرفت صحبتي.

قال: فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: « خذ طريق الكرخة »(٢) .

٢٤٢ / ١١ - حدّث أبو مهاجر زيد بن رواحة العبديّ، قال: دخلت الكوفة بعد موت الحجّاج فدخلت المسجد الجامع وأنا أقول: الحمد لله الذي أخلى منه الديار والآثار، وجعل مصيره إلى النار؛ فسمعني رجل كان هناك جالساً إلى بعض سواري المسجد، فقال لي: يا رجل، خف الله تعالى على نفسك، واحبس على لسانك، فإنّك في أرض مسبعة، وأوطان موحشة، فإن يك خائناً فقد هلك، وإن يك حامداً فقد ملك.

قال: فأنست به وجلست إليه فتحدّثنا ساعة، ورأيت جماعة منكبة على رجل وهو يحدّثهم، وهم يسمعون منه، ويكتبون عنه، فقلت لصاحبي: من هذا الرجل؟ فقال: رجل شهد مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه البصرة وصفّين والنهروان، والناس يسمعون منه، ويأخذون عنه، وهو رجل له أصل وشرف ولب وعقل.

فقلت له: هل لك أن تدنو منه، فلعلنا نسمع منه شيئاً ننتفع به. قال: نعم. فدنونا منه، فإذا هو يحدِّث عن أمير المؤمنين صلوات الله

__________________

(١، ٢) في المخطوطات: المكرخة، وما أثبتناه من المصادر.

والكرخة: مدينة بخوزستان عامرة صغيرة، انظر « أحسن التقاسيم: ٣٦، ٣١٢ ».

١١ - مدينة المعاجز: ٩٨ / ٢٥١، ذيله الرواية.

٢٧٦

عليه، ويقول: سمعت، ورأيت؛ فاغتنمت(١) ، وأقبلت عليه، وأمهلته حتّى انفضَّ عنه أكثر من كان عنده، وقلت له: أنا رجل من أهل البصرة، خرجت لطلب العلم، وأحببت أن أسمع منك شيئاً أحدِّث به عنك.

فقال: يا أهل البصرة، ما أجرأ الناس على الله تعالى وعلى رسوله (ص)، وعلى هتك الدين وفتنة المسلمين! ألا بشر عليكم أهل الغدر والنكث، بتوثبكم على أهل الحقّ والصدق، وإنّ أوّل الفتنة في هذا الدين من بين أفنيتكم وأنديتكم ولمّا ضربت بجرانها وكنانها، تراغى إليها الأكابر، واصطلى بها الأصاغر، فأذكوا شواظَّها، وألكوا في دلاظها(٢) ، حتّى إذا عمّهم عارها وشنارها رماها الله تعالى بأمير المؤمنينعليه‌السلام وسيّد الوصيّين وأخي رسول ربّ العالمين، فأقشع به عنكم الإفك، وجلى به عنكم الشرك، وقتل به أهل النكث والإفك، وقامت به حجّة الحق، وما كنتم بررة راشدين، ولا جهلة مسترشدين، ولقد استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير، واستحببتم العمى على الهدى، فبعداً للقوم الظالمين.

قال: فأمسكت عنه حتّى فرغ من كلامه، ثمّ قلت: أيّها الشيخ، لقد عممت أهل البصرة، وقد كان فيهم المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والسعيد والشقي، ولقد نصر الله تعالى وليّه ودينه منهم بقوم كما قال الله تعالى:( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (٣) قد كشف الله لهم عن قلوبهم وأبصارهم حتّى

__________________

(١) في ر، ك: فاغتمدت، وفي م، وهامش ك: فاغتممت.

(٢) وألكوا في دلاظها: المراد أنهم لاكوا هذه الفتنة وعلكوها، انظر لسان العرب ٧ / ٤٤٤ مادة ( دلظ )، وج ١٠ / ٣٩١ ( الك )، وفي بعض النسخ: أفكوا. والمراد: تقلبوا أو احترقوا في نار هذه الفتنة. انظر لسان العرب: ١٠: ٣٩١ ( أفك ).

(٣) سورة ق الآية: ٣٧.

٢٧٧

عرفوا الحقّ من الباطل، والمحق من المبطل، فجاهدوا في الله مع وليّه حقّ الجهاد.

قال: صدقت ولقد كان معنا منهم يومئذ قوم صبروا ونصروا، فمن أنت؟ قلت: أنا رجل من عبد القيس. فقال: أهلاً بك ومرحباً، بأبي قومك ويومك. ثمّ أدناني وقرّبني، وأقبل عليّ، ثمّ قال لي: والله، لأحدّثنك بما تقرّ به عينك، وتقوى به بصيرتك، ويزداد به إيمانك.

ثمّ قال: قم بنا، وأخذ بيدي إلى منزله، وأكرمني، وأحسن ضيافتي، وقال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: « قيّدوا العلم بالكتابة » وقام، وأخرج صحيفة من جلد أبيض، فيه كتابة فقرأ عليَّ: « حدّثني ربيعة بن سالم الهمدانيّ، قال: لمّا كان اليوم الذي قتل فيه عمّار بن ياسررضي‌الله‌عنه وكان ابتدأنا من صفين حرباً وطعناً، فاستندت إلى قفة(١) كانت هناك، وأشرفت على الناس، وقد تزحزحوا عن مقاماتهم، وهم يتكفؤون تكفؤ السفينة بأهلها، فمن بين متقدّم لقتال، ومتأخر عن كلال، ما يسمع إلاّ صهيل الخيل، وغمغمة الرجال، وقعقعة اللجم، واصطكاك القنا باختلافها، وخفق الرايات، وقد أخذ العدو الماء، وحفظ الموارد، والناس معطشون، وقد مدّت الخيل أعناقها ولجمها، وعضت على الشكائم، وقلقلت في مواقفها، وقهقرت على أكفالها، وصهلت لأوجالها، وتداعى الناس بآبائهم ( واعتزوا بأنسابهم )(٢) والناس ملتفون، والنساء على المطايا خلال الصفوف يُحرضنّ الرجال على القتال، وقراء القرآن يتلون ما ذكره الله تعالى في كتابه من فضل الجهاد والمجاهدين والصبر عند مواقف الصدق، وقد سمحوا بالأنفس والأموال كأن قد عاينوا الثواب، واستيقنوا

__________________

(١) القفة: الشجرة اليابسة البالية. « النهاية - ٤: ٦١ ».

(٢) في هامش ر: واعتزلوا نسائهم.

٢٧٨

المآب، وأقبلت قبيلة همدان برايتها مع سعيد بن قيس كأنّها سحابة مودقة.

قال ربيعة: فاتكيت على رمحي، ورفعت(١) طرفي إلى السّماء، وقلت في نفسي: يا ربّ، هذا أخو نبيّك ووصيّه، وأحبّ الخلق(٢) إليه، وأزلفهم لديه، وأقربهم منه، وأنصرهم له، وأعلمهم بالدّين، وأنصحهم للمسلمين، وأهداهم للحقّ، وأعلمهم بالكتاب، وأعملهم به، وبما يأتي ويذر، فثبّت كلمته، وقصهم على دعوته، إنّ هذا الأمر ما يرد بهذا الخلق، ولله الخلق والأمر، يصيب برحمته من يشاء، اللهمّ وقد ضعفت عن حمل ذلك، فافتح اللهم لي ما تثبّت به قلبي، وتشرح به صدري، وتطلق به لساني، وتذهب به نزغ الشيطان الرجيم، وهمزه وكيده ووسوسته وخيله ورجله.

قال ربيعة: فلمّا استتم الدعاء إذا أنا بمقرعة بين كتفي، فالتفت فإذا أنا بأمير المؤمنينعليه‌السلام وهو على بغلة رسول الله (ص) وبيده عنزة(٣) رسول الله (ص)، وكأنّ وجهه كدائرة القمر إذا أبدر، فقال لي: « يا ربيعة، لشد ما جزعت، إنّما الناس رائح ومقيم، فالرائح من يحببه هذا اللقاء إلى جنّة المأوى، وإلى سدرة المنتهى، وإلى جنّة عرضها كعرض السّماء والأرض، أعدّت للمتقين؛ والمقيم بين اثنين: إمّا نعم مقلّة، أو فتنة مضلّة، يا ربيعة، حيّ على معرفة ما سألت ربا »

ومَرَّ يفري الأرض فرياً واتبعته حتّى خرج عن العسكر، وجازه بميل أو نحوه، وثنى رجله عن البغلة، ونزل وخر على الأرض للدُّعاء، يقلّب كفّيه بطناً وظهراً، فما ردّ يده حتّى نشأت قطعة سحابة كأنّها

__________________

(١) في ر: رجعت.

(٢) في ص، ع: الناس.

(٣) العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر. « النهاية ٣: ٣٠٨ ».

٢٧٩

هقل(١) نعام تدب بين(٢) السماء والأرض، حتّى أظلّتنا، فما عدا ظلّها مركبنا، حتّى(٣) هطلت بشيء كأفواه القرب، وشرب فرسي. من تحت حافره، وملأت مزادي، وارتويت، ورويت، فرسي، ثمّ عاد فركب بغلته، وعادت السحابة من حيث جاءت، وعدت إلى العسكر، فتركني وانغمس في الناس.

٢٤٣ / ١٢ - عن عاصم بن شريك، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام منزل عائشة، فنادى: « يا فضة، ائتينا بشيء من ماء نتوضأ به، » فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثاً، فلم يجبه أحد، فولّى عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمةعليها‌السلام ، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: يا أبا الحسن دونك الماء فتوضأ به. فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ، ثمّ عاد الإبريق إلى مكانه، فلمّا نظر إليه رسول الله (ص) قال: « يا عليّ ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنّه الجمان(٤) ؟ ».

قال: « بأبي أنت وأمّي، أتيت منزل عائشة فدعوت فضة تأتينا بماء للوضوء ثلاثاً فلم يجبني أحد، فوليت، فإذا أنا بهاتف يهتف وهو يقول: يا عليّ دونك الماء. فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء ».

فقال: « يا عليّ تدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ »

__________________

(١) الهقل: الغني من النعام. « القاموس المحيط - هقل - ٤: ٧١ ».

(٢) في م: بدت من.

(٣) في ر: ثم.

١٢ - أمالي الصدوق: ١٨٧ نحوه؛ مائة منقبة لابن شاذان: ٩٩ منقبة ٤٢ نحوه، عنه معالم الزلفى: ٤١١، ومدينة المعاجز: ٩٦ ح ٢٤٦.

(٤) الجمانة: حبّة تعمل من الفضة كالدرّة، وجمعها جمان. « الصحاح ٥: ٢٠٩٢ ».

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

بيده، ويأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها » قال مفضل: ثم انقطع حديث أبي عبدالله عليه‌السلام عند ذلك، عند زوال الشمس، فقام فصلّى الظهر، ثم العصر ثم [ انصرف من المسجد فـ ] (٧) التفت عن يساره، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين، وهو موضع دار ابن حكيم، وذلك فرات اليوم، وقال لي: « مفضل هاهنا نصبت اصنام قوم نوح، يغوث، ويعوق، ونسرا، ثم مضى حتى ركب دابّته » الخبر.

٣٨٧٧ / ٣ - وعن المفضل قال قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: أرأيت قول الله: ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) (١) ما هذا التنور؟ وانى (٢) كان موضعه وكيف كان؟

فقال: « كان التنور حيث وصفت لك » فقلت: فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال: « نعم، انّ الله احبّ ان يرى قوم نوح الآية، ثم ان الله بعده ارسل عليهم مطرا يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا ايضاً، والعيون كلّهن فيضا (٣) فغرقهم الله تعالى، وانجى نوحا ومن معه في السفينة »: فقلت له: فكم لبث نوح ومن معه في السفينة، حتى نضب الماء وخرجوا منها؟ فقال: « لبثوا فيها سبعة أيّام ولياليها، وطافت بالبيت ثم استوت على الجودي، وهو فرات الكوفة » فقلت له: ان مسجد الكوفة لقديم، فقال: « نعم، وهو مصلّى الأنبياء، ولقد صلّى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حيث انطلق

____________________________

(٧) أثبتناه من المصدر.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٦ ح ٢١.

(١) هود ١١: ٤٠.

(٢) في المصدر: واين.

(٣) في المصدر: عليها.

٤٠١

به جبرئيل على البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام، وهو ظهر الكوفة، وهو يريد بيت المقدس، قال له: يا محمّد هذا مسجد ابيك آدم، ومصلّى الأنبياء، فانزل فصلّ فيه، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فصلّى، ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلّى، ثم أن جبرئيل عرج به إلى السماء ».

٣٨٧٨ / ٤ - وعن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « مسجد كوفان، فيه فار التنور، ونجرت السفينة، وهو سرّة بابل، ومجمع الأنبياء عليهم‌السلام ».

٣٨٧٩ / ٥ - وعن سلمان الفارسي، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، في حديث له في فضل مسجد الكوفة: « فيه نجر نوح عليه‌السلام سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح عليه‌السلام ومسجده ».

٣٨٨٠ / ٦ - وعن هارون بن خارجة قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الأعظم »؟ فقلت: قريب، قال: « يكون ميلا »؟ فقلت: لكنّه أقرب، فقال: « فما تشهد الصلاة كلّها فيه؟ » فقلت: لا والله جعلت فداك - ربّما شغلت، فقال: « أمّا إنى لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة، قال: ثم قال هكذا بيده: ما من ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا عبدصالح، إلّا وقد صلّى في مسجد كوفان، حتّى محمّد عليه الصلاة والسلام، ليلة اسري مرّ به جبرئيل، فقال: يا محمّد هذا مسجد

____________________________

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٧ ح ٢٣.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٧ ح ٢٤.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٧ ح ٦.

٤٠٢

كوفان، فقال: أستاذن لي حتى اصلّي فيه ركعتين، فاستأذن له، فهبط به وصلّى فيه ركعتين، ثم قال: اما علمت أنّ عن يمينه روضة من رياض الجنّة، وعن يساره روضة من رياض الجنّة، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه، تعدل ألف صلاة في غيره، والنافلة خمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة،

ثم قال هكذا باصبعه فحرّكها: ما بعد المسجدين، أفضل من مسجد كوفان ».

٣٨٨١ / ٧ - الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن المشهدي في المزار: أخبرني السيد الأجل عبدالحميد بن التقي عبدالله بن اسامة الحسيني، في ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة، قراءة عليه بحلّة الجامعين، قال: اخبرنا الشيخ أبوالفرج أحمد القرشي، عن أبي الغنائم محمّد بن علي، عن الشريف محمّد بن علي بن الحسن العلوي، عن أبي تمام عبدالله بن أحمد الأنصاري، عن عبيدالله بن كثير العامري، عن محمّد بن اسماعيل الأحمسي، عن محمّد بن فضيل الضبي، عن محمّد بن سوقة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن الاسود، عن عبدالله بن الاسود، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ « يابن مسعود، لما اسري بي إلى السماء الدنيا، اراني مسجد كوفان، فقلت: يا جبرئيل ما هذا؟ قال: مسجد مبارك، كثير الخير، عظيم البركة، اختاره الله لأهله، وهو يشفع لهم يوم القيامة » وذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة.

____________________________

٧ - المزار للمشهدي ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٤ ح ٢٧.

٤٠٣

٣٨٨٢ / ٨ - وبالإسناد عن علي بن العباس البجلي، عن بكار بن أحمد، عن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، عن صباح الزعفراني، عن السدي، عن الشعبي، قال: قال (١) عليه‌السلام: « إنّ مسجد الكوفة، رابع أربعة مساجد للمسلمين، ركعتان فيه احبّ إليّ من عشر فيما سواه، ولقد نجرت سفينة نوح عليه‌السلام في وسطه، وفار التنور من زاويته اليمنى، والبركة منه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته، ولقد نقص منه اثني عشر الف ذراع ممّا كان على عهدهم ».

٣٨٨٣ / ٩ - وبالإسناد عن جعفر بن محمّد بن حاجب، عن محمّد بن اسحاق، عن علي بن هشام، عن حسن بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لكأنّي بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين (١) يشهد لمن صلّى فيه ركعتين ».

٣٨٨٤ / ١٠ - عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن احمد بن محمّد بن نصر البزنطي، قال: سألت الرضا عليه‌السلام عن قبر أميرالمؤمنين عليه‌السلام، فقال: « ما سمعت من اشياخك؟ » فقلت له: حدثنا صفوان بن مهران، عن جدّك عليه‌السلام، انه دفن بنجف الكوفة، ورواه بعض

____________________________

٨ - المزار ص ١٥١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٥.

(١) في المصدر: قال علي.

٩ - المصدر السابق ص ١٥٥، عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٦.

(١) الملاءة: ثوب لين رقيق (مجمع البحرين ج ١ ص ٣٩٨). وفي المصدر: ملاء أبيض.

١٠ - قرب الاسناد ص ١٦٢.

٤٠٤

اصحابنا، عن يونس بن ظبيان بمثل هذا، فقال: « سمعت منه (١) يذكر أنه عليه‌السلام دفن في مسجدكم بالكوفة » فقلت له: جعلت فداك، اي شئ لمن صلّى فيه من الفضل؟ فقال: « كان جعفر عليه‌السلام يقول: له من الفضل ثلاث مرار هكذا وهكذا بيديه عن يمينه، وعن شماله وتجاهه ».

٣٨٨٥ / ١١ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمّد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمّد بن احمد بن يحيي عن احمد بن الحسن، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي: إنّ علي بن الحسين عليهما‌السلام أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة، فصلّى فيه ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته واخذ الطريق.

٣٨٨٦ / ١٢ - السيد عبدالكريم بن طاووس في فرحة الغري: ذكر حسن بن الحسين بن طحال المقدادي رضي الله عنه: أنّ زين العابدين عليه‌السلام، ورد الكوفة ودخل مسجدها، وبه ابوحمزة الثمالي، وكان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها، فصلّى ركعتين، قال ابوحمزة: فما سمعت اطيب من لهجته، فدنوت منه لاسمع ما يقول، فسمعته يقول: « الهي ان كان قد عصيتك فانّي قد اطعتك في احبّ الاشياء اليك، الاقرار بوحدانيّتك، منّاً منك عليّ لا منّاً منّي عليك » والدعاء معروف، ثم نهض، قال ابو حمزة: فتبعته إلى مناخ الكوفة،

____________________________

(١) في المصدر: مَنْ.

١١ - كامل الزيارات ص ٢٧ ح ١.

١٢ - فرحة الغري ص ٤٦.

٤٠٥

فوجدت عبدا اسود معه نجيب وناقة، فقلت: يا اسود من الرجل؟ فقال: أو تخفى عليك شمائله، هو علي بن الحسين عليهما‌السلام، قال أبوحمزة: فانكببت على قدميه اقبلهما، فرفع رأسي بيده، وقال: « لا يا أبا حمزة، انما يكون السجود لله عزّوجلّ » فقلت: يابن رسول الله، ما اقدمك الينا؟ قال: « ما رأيت، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لاتوه ولو حبوا »، الخبر.

٣٨٨٧ / ١٣ - جامع الاخبار: روي باسناد صحيح عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، انه قال: « النافلة في مسجد الكوفة، تعدل عمرة مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، والفريضة تعدل حجّة مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وقد صلّى فيه الف نبيّ، وألف وصي ».

٣٨٨٨ / ١٤ - وقال الصادق عليه‌السلام: « ما من عبدصالح، ولا نبيّ، الّا وقد صلّى في مسجد كوفان، حتى أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لمّا أُسري به، قال له جبرئيل: اتدري اين أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان، قال [ فاستأذن لي ربّي حتى آتيه فاصلّي فيه ركعتين ] (١) فاستأذن الله عزّوجلّ فاذن له، وان ميمنته لروضة من رياض الجنّة [ وان وسطه لروضة من رياض الجنّة ] (٢) وانّ مؤخره لروضة من رياض الجنّة، وان الصلاة المكتوبة، فيه لتعدل بألف صلاة، وأن النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة، وأن

____________________________

١٣ - جامع الاخبار ص ٨١.

١٤ - جامع الاخبار ص ٨٢، والبحار ج ١٠٠ ص ٣٩٧ ح ٣٧، عن ثواب الاعمال ص ٥٠ ح ١.

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤٠٦

الجلوس فيه بغير تلاوة، ولا ذكر، لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا ».

٣٨٨٩ / ١٥ - وعن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: سمعته يقول: « نعم المسجد مسجد الكوفة، صلّى فيه الف نبي، والف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت (١) السفينة، ميمنته رضوان الله، ووسطه روضة (٢) من رياض الجنّة، وميسرته مكر (٣) » فقال قلت: بأبي أنت (٤) ما معنى ما تقول مكر (٥) قال: « يعني منازل السلطان (٦) ».

وقال عليه‌السلام (٧): « صلاة في مسجد الكوفة، تعدل الف صلاة في غيره من المساجد ».

٣٦ - ( باب استحباب اختيار الاقامة في مسجد الكوفة، والصلاة فيه، على السفر إلى زيارة المسجد الاقصى )

٣٨٩٠ / ١ - إبراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات: عن حبّة العرني

____________________________

١٥ - جامع الاخبار ص ٨٢.

(١) في المصدر: تجري، وفي إحدى نسخه، جرت.

(٢) ليس في المصدر.

(٣ و ٥) - في المصدر: مكره، وفي نسخة: (مكروه، مكرهه، مكر)

(٤) في المصدر زيادة: وامّي.

(٦) في المصدر: الشيطان.

(٧) ثواب الاعمال ص ٥١ ح ٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٧ ح ٣٦.

الباب - ٣٦.

١ - الغارات ج ٢ ص ٤١٣.

٤٠٧

وميثم التمّار، قالا: جاء رجل إلى علي عليه‌السلام فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي تزوّدت زاداً، وابتعت راحلة، وقضيت شأني يعني حوائجي فارتحل إلى بيت المقدس؟ فقال له: « كلّ زادك، وبع راحلتك، وعليك بهذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فإنّه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدل عشراً فيما سواه من المساجد، البركة منه على اثني عشر ميلاً من حيث ما أتيته، وقد ترك من أسّه ألف ذراع، وفي زاويته فار التنور، وعند الاسطوانة الخامسة صلّى ابراهيم الخليل عليه‌السلام، وقد صلّى فيه الف نبيّ، والف وصيّ، وفيه عصا موسى، وشجرة يقطين، وفيه هلك يغوث، ويعوق، وهو الفاروق، ومنه سيّر جبل الأهواز، وفيه مصلّى نوح عليه‌السلام ويحشر منه يوم القيامة سبعون الفاً لا عليهم حساب ولا عذاب، ووسطه على روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاث اعين يزهرن تذهب الرجس، وتطهّر المؤمنين، عين من لبن، وعين من دهن، وعين من ماء، جانبه الايمن ذكر، وجانبه الأيسر مكر، ولو يعلم الناس ما فيه، لاتوه ولو حبوا ».

٣٨٩١ / ٢ - الشيخ محمّد بن المشهدي في المزار: باسناده المتقدم عن علي بن عبدالرحمن، عن محمّد بن عبدالله الحضرمي، عن العلاء بن سعيد الكندي، عن طلحة بن عيسى، عن الفضل بن ميمون البجلي، عن القسم بن الوليد الهمداني، عن حبّة العرني، وميثم الكناني، وذكرا مثله بادنى تغيير وفيه: بعد عصا موسى، (وخاتم سليمان) وبعد قوله: عين من لبن (انبثت من ضغث (١) تُذهب).

____________________________

٢ - المزار ص ١٤٩، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٤ ح ٢٨.

(١) في نسخة: انبتت بالضغث (منه قدّس سرّه).

٤٠٨

٣٨٩٢ / ٣ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن سلام الحنّاط، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل، فقال: « المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ » قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: « ذاك في السماء، إليه أُسري رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ » فقلت ان الناس يقولون أنه بيت المقدس، فقال: « مسجد الكوفة أفضل منه ».

٣٧ - ( باب استحباب الصلاة عند الاسطوانة السابعة، والاسطوانة الخامسة، من مسجد الكوفة )

٣٨٩٣ / ١ - الشيخ محمّد بن المشهدي في المزار: بالاسناد عن أحمد بن الحسين بن عبدالله، عن ذبيان بن حكيم، عن حماد بن زيد الحارثي، قال: كنت عند جعفر بن محمّد عليهما‌السلام والبيت غاص من الكوفيين، فسأله رجل منهم: يابن رسول الله، إنّي ناء عن المسجد، وليس لي نيّة الصلاة فيه، فقال: « ائته، فلو يعلم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا »، قال: اني اشتغل، قال: « فأته ولا تدعه ما امكنك، وعليك بميامنه ممّا يلي ابواب كندة، فأنه مقام إبراهيم عليه‌السلام، وعند الخامسة مقام جبرئيل، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه ».

____________________________

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١٣.

الباب - ٣٧

١ - مزار المشهدي ص ١٥٢ ورواه عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٥ ح ٣٠.

٤٠٩

٣٨٩٤ / ٢ - وبالاسناد عن علي بن محمّد الدهقان، عن علي بن محمّد بن على بن السمين، عن محمّد بن زيد (أبي طالب) (١) عن ابراهيم بن محمّد الثقفي، عن عبيد بن اسحاق الضبي، عن زهير بن معاوية، عن الأعمش، عن سفيان، عن حذيفة، قال: والله ان مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة المعدودة: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الأقصى، ومسجدكم هذا - يعني مسجد الكوفة - الا وان زاويته اليمنى ممّا يلي أبواب كندة منها فار التنور، وان السارية الخامسة، ممّا يلي صحن المسجد، عن يمنة المسجد، مما يلي أبواب كندة، مصلّى إبراهيم الخليل عليه‌السلام، وأن وسطه لنجرت فيه سفينة نوح عليه‌السلام، ولئن اصلّي فيه ركعتين احبّ إليّ من أن اصلّي في غيره عشر ركعات، ولقد نقص من ذرعه من الاس الأول اثني عشر الف ذراع، وان البركة منه على اثني عشر ميلا، من اي الجوانب جئته.

٣٨٩٥ / ٣ - الشهيد (ره) في مزاره، والشيخ محمّد بن المشهدي في مزاره: عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام، انه قال لبعض اصحابه: « يا فلان إذا دخلت المسجد إلى (١) الباب الثاني عن ميمنة المسجد، فعد خمسة اساطين، اثنتان منها في الظلال، وثلاث منها في صحن الحائط، فصلّ هناك، فعند الثالثة مصلّى ابراهيم عليه‌السلام، وهي الخامسة من المسجد، ركعتين، وقل:

____________________________

٢ - مزار المشهدي ص ١٥٣، ورواه عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٦ ح ٣١.

(١) في البحار والمصدر: الرطاب.

٣ - مزار الشهيد: مخطوط والمشهدي ص ٢١٠، ونقله عنهما في البحار ج ١٠٠ ص ٣٨٨ ح ١١.

(١) في البحار والمصدر: من

٤١٠

السلام على أبينا آدم ».. الدعاء.

٣٨٩٦ / ٤ - وفيهما بالاسناد مرفوعا، عن أبي حمزة الثمالي، قال: بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة، إذا برجل ممّا يلي أبواب كندة قد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها، واطيبهم ريحا، وانظفهم ثوبا معمّم بلا طيلسان ولا ازار، عليه قميص ودراعة وعمامة، وفي رجليه نعلان عربيّان، فخلع نعليه ثم قام عند السابعة، ورفع مسبحتيه حتى بلغتا (١) شحمتي اذنيه، ثم ارسلهما بالتكبير، فلم تبق في بدني شعرة الّا قامت، ثم صلّى اربع ركعات احسن ركوعهن وسجودهن، وقال: « الهي إن كنت قد عصيتك » الدعاء.

ثم رفع رأسه، فتأمّلته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين عليهما‌السلام، فانكببت على يديه اقبلهما، فنزع يده منّي، وأومأ اليّ بالسكوت، فقلت: يا مولاي انا من قد عرفته في ولائكم، فما الذي اقدمك إلى هاهنا؟ قال: « هو لما رأيت ».

قال في البحار: وجدت الرواية بخطّ بعض الافاضل، منقولا من خطّ علي بن السكون رحمه الله.

٣٨٩٧ / ٥ - جامع الأخبار: روي باسناد صحيح، عن أبي حمزة الثمالي، أنه قال: سألته عليه‌السلام عن الاسطوانة السابعة، فقال: « هذا مقام اميرالمؤمنين عليه‌السلام، وقال: وكان الحسن بن علي عليهما‌السلام، يصلّي عند الخامسة، فإذا غاب أميرالمؤمنين

____________________________

٤ - مزار الشهيد: مخطوط والمشهدي ص ٢١٢ ورواه عنهما في البحار ج ١٠٠ ص ٣٨٨ ح ١٢.

(١) في البحار: بلغا.

٥ - جامع الأخبار ص ٨٢.

٤١١

عليه‌السلام، صلّى فيه الحسن بن علي عليهما‌السلام، وهو من باب كندة، وقال الصادق عليه‌السلام: الاسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة، هي مقام ابراهيم عليه‌السلام، والخامسة مقام جبرئيل عليه‌السلام ».

٣٨ - ( باب استحباب صلاة الحاجة في مسجد الكوفة، وكيفيتها )

٣٨٩٨ / ١ - الشيخ الطوسي (ره) في اماليه: عن المفيد، عن أبي نصير محمّد بن الحسين المقرى، عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن عبدالرحمن بن إبراهيم شيخ من أصحابنا، عن صباح الحذّاء، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « من كانت له إلى الله حاجة، فليقصد إلى مسجد الكوفة، وليسبغ وضوءه، وليصل في المسجد ركعتين، يقرأ في كلّ واحدة منهما فاتحة الكتاب، وسبع سور معها، وهي المعوذتان، وقل هو الله أحد، وقل يا ايّها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وسبّح اسم ربّك الاعلى، وانّا انزلناه في ليلة القدر، فإذا فرغ من الركعتين تشهد وسلّم، وسأل الله حاجته، فانّها تقضى بعون الله، إن شاء الله تعالى ».

قال علي بن الحسن بن فضال: وقال لي هذا الشيخ: إنّي فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسّع عليّ في رزقي، فانا من الله تعالى بكلّ

____________________________

الباب - ٣٨

١ - امالي الطوسي ج ٢ ص ٣٤٣.

٤١٢

نعمة، ثم دعوته ان يرزقني الحج فرزقنيه (١)، وعلّمته رجلا كان من اصحابنا مقترا (٢) عليه في رزقه، فرزقه الله تعالى ووسع عليه.

٣٩ - ( باب استحباب الصلاة في مسجد السهلة، والاستجارة به، والدعاء فيه،

عند الكرب )

٣٨٩٩ / ١ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: باسناده إلى الصدوق، عن عبدالله بن محمّد الصائغ، عن احمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن أبي محمّد [ بن ] (١) عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن ابيه، عن اسماعيل بن مهران، قال: قال لي الصادق عليه‌السلام: « إذا دخلت الكوفة، فات مسجد السهلة فصلّ فيه، واسأل [ الله ] (٢) حاجتك لدينك ودنياك، فإن مسجد السهلة بيت ادريس النبيّ، الذي كان يخيط فيه، ويصلّي فيه، ومن دعى الله فيه بما احبّ قضى له حوائجه، ورفعه يوم القيامة مكانا عليا، إلى درجة إدريس، واجاره (٣) من مكروه الدنيا، ومكائد اعدائه ».

٣٩٠٠ / ٢ - وفيه بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد

____________________________

(١) في المصدر: فَرزقْتُه.

(٢) في المصدر: مضيقاً.

الباب - ٣٩

١ - قصص الأنبياء ص ٥٨، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٤.

(١) أثبتناه من المصدر، وهو الصواب، راجع معجم رجال الحديث ج ٢. ص ٣٦٣.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: واجير.

٢ - قصص الأنبياء ص ٥٦، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٤.

٤١٣

الله، عن أحمد بن محمّد البرقى، عن الحسن بن عطاء [ الازدي ] (١)، عن عبدالسلام، عن عمّار اليقظان، قال: كان عند أبي عبدالله عليه‌السلام جماعة، وفيهم رجل يقال له ابان بن نعمان، فقال: « أيّكم له علم بعمّي زيد بن علي عليه‌السلام ؟ » فقال: أنّا اصلحك الله، قال: « وما علمك به؟ » قال: كنا عنده ليلة، فقال: هل لكم في مسجد سهلة، فخرجنا معه إليه، فوجدنا معه اجتهادا كما قال، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام: « كان بيت ابراهيم عليه‌السلام الذي خرج منه إلى العمالقة، وكان بيت ادريس الذي كان يخيط فيه، وفيه صخرة خضراء فيها صورة وجوه النبيين، وفيه مناخ الراكب يعني الخضر عليه‌السلام - ثم قال - لو ان عمّي اتاه حين خرج فصلّى فيه، واستجار بالله لاجاره عشرين سنة، وما أتاه مكروب قطّ، فصلّى فيه ما بين العشاءين ودعا الله، إلّا فرّج الله عنه ».

٣٩٠١ / ٣ - وفيه بالإسناد إلى الصدوق، عن محمّد بن علي بن المفضّل، عن أحمد بن محمّد بن عمّار، عن أبيه، عن حمدان القلانسي، عن محمّد بن جمهور، عن مرازم بن عبدالله، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، انه قال: « يا ابا محمّد كأنّي ارى نزول القائم عليه‌السلام في مسجد السهلة باهله وعياله، قلت: يكون منزله؟ قال: نعم، هو منزل ادريس عليه‌السلام، وما بعث الله نبيّاً إلّا وقد صلّى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - قصص الأنبياء ص ٥٧، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٥ ح ٣.

٤١٤

إليه، وما من يوم ولا ليلة إلّا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه.

يا ابا محمّد، اما اني لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة إلّا فيه، ثم إذا قام قائمنا عليه‌السلام انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين »

٣٩٠٢ / ٤ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أخيه علي بن محمّد، عن أحمد بن ادريس، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان، عن عمّه عبدالرحمن، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: « يا أباحمزة، هل شهدت عمّي ليلة خرج؟ » قال: نعم، قال: « فهل صلّى في مسجد سهيل؟ » - قال: واين مسجد سهيل؟ لعلّك تعني مسجد السهلة؟ قال: « نعم » - قال: لا، قال: « اما انّه لو صلّى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة »، فقال له أبوحمزة الثمالي: هذا مسجد السهلة؟ قال: « نعم، فيه بيت ابراهيم: عليه‌السلام، الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت ادريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، وتحت الصخرة الطينة التى خلق الله عزّوجلّ منها النبيين، وفيها المعراج، وهو الفاروق الأعظم موضع منه، وهو ممرّ الناس، وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون الفا يدخلون الجنّة بغير حساب، اولئك الذين افلج الله حججهم، وضاعف نعمهم، فهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرؤا عن أنفسهم ويحلّون بعدل الله عن لقائه (١)، وأسرعوا في الطاعة فعملوا، وعلموا أنّ الله بما

____________________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٩ ح ١٠ باختلاف يسير في اللفظ.

(١) ورد في هامش المخطوط، منه قدّه: « ظ بخطّ المجلسي: ويخافون عدل الله عند لقائه ».

٤١٥

يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب، يذهب الضغن، يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جبل الاهواز (٢)، وقد أتى عليه زمان وهو معمور ».

٣٩٠٣ / ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن احمد الرازي الجاموراني، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عن الحضرمي، عن أبي عبدالله أو عن أبي جعفر عليهما‌السلام، قال: قلت له: اي بقاع الله (١) أفضل بعد حرم الله عزّوجلّ وحرم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌؟ فقال: « الكوفة يا أبابكر هي الزكيّة الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين و (٢) غير المرسلين، والاوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيا إلّا وقد صلّى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده، وهي منازل النبيّين، والاوصياء، والصالحين ».

٣٩٠٤ / ٦ - وعن محمّد بن الحسين بن مت، عن محمّد بن احمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي محمّد، عن علي بن اسباط، عن بعض اصحابنا، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « حدّ مسجد السهلة الروحاء ».

وعن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن اسباط، مثله (١)

____________________________

(٢) كذا في المصدر والمخطوط، وفي نسخة: جيل الأهوان، منه قدّه.

٥ - كامل الزيارات ص ٣٠ ح ١١.

(١) في نسخة: الأرض، منه قدّه.

(٢) في المصدر: وقبور.

٦ - المصدر السابق ص ٢٩ ح ٩.

(١) كامل الزيارات ص ٢٩ ح ٩.

٤١٦

٣٩٠٥ / ٧ - محمّد بن المشهدي في المزار: باسناده عن يعقوب، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن عبدالله بن ابان، قال: دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام، فسألنا: « أفيكم أحد عنده علم عمّي زيد بن علي عليهما‌السلام؟ » فقال رجل من القوم: انا عندي علم من عمّك، كنّا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن اسحاق الانصاري، إذ قال: انطلقوا بنا نصلّي في مسجد السهلة، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام: « فعل »، فقال: لا، جاء أمر فشغله عن الذهاب، فقال: « أما والله لو إستعاذ الله حولاً لاعاذه سنين، أما علمت أنه موضع بيت ادريس النبيّ عليه‌السلام، الذي كان يخيط فيه، ومنه سار داود عليه‌السلام إلى جالوت »، قال: وأين كانت منازلهم؟ قال: « في زواياه، وانّ فيه لصخرة خضراء، فيها مثال وجه كلّ نبيّ ».

٣٩٠٦ / ٨ - وبالإسناد قال: قال علي بن الحسين عليهما‌السلام: « من صلّى في مسجد السهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين ».

٣٩٠٧ / ٩ - وروى عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: قال لي: « يا أبامحمّد كأني أرى نزول القائم عليه‌السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله »، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟ قال: « نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام، وما بعث الله نبيّاً إلّا وقد صلّى فيه، وفيه مسكن

____________________________

٧ - المزار للمشهدي ص ١٦١ باختلاف يسير. ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٥ ح ٥.

٨ - المصدر السابق ص ١٦٢، ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٦ ح ٦.

٩ - المزار للمشهدي ص ١٦٣ ونقله عنه في البحارج ١٠٠ ص ٤٣٦ ح ٧

٤١٧

الخضر عليه‌السلام، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ إليه، وفيه صخرة فيها صورة كلّ نبيّ، وما صلّى فيه أحد، فدعا الله بنيّة صادقة، الّا صرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره، إلّا أجاره الله ممّا يخاف، قلت: هذا لهو الفضل » قال: « نزيدك » قلت: نعم.

قال: « هو من البقاع التي احبّ الله ان يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة، الّا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، اما انّي لو كنت بالقرب منكم، ما صلّيت صلاة إلّا فيه، يا أبا محمّد وما لم اصف اكثر »، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدا؟ قال: « نعم »، قلت: فمن بعده؟ قال: « هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق »، الخبر.

٣٩٠٨ / ١٠ - حدثنا جماعة، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد بن علي الطوسي، وعن الشريف أبي الفضل المنتهى بن أبي زيد الحسيني، وعن الشيخ الأمين محمّد بن شهريار الخازن، وعن الشيخ الجليل ابن شهر آشوب، عن المقرى عبدالجبار الرازي، وكلّهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي المفضل محمّد بن عبيد الله السلمي، قالوا: وحدثنا الشيخ المفيد أبوعلي الحسن بن محمّد الطوسي، والشيخ محمّد بن احمد بن شهريار، قالا: حدثنا محمّد بن احمد بن عبدالعزيز العكبري المعدل، في داره ببغداد سنة سبع وستين واربعمائة، قال: حدثنا أبوالمفضل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، عن محمّد بن يزيد بن (١) أبي الأزهر النحوي، عن محمّد بن عبدالله بن زيد

____________________________

١٠ - المزار للمشهدي ص ١٦٥، ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤١.

(١) في البحار: عن ولعلّه الصحيح.

٤١٨

النهشلي، عن أبيه، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي، عن محمّد بن وهبان، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن احمد بن إدريس بن محمّد بن أحمد العلوي، عن محمّد بن جمهور العمي، عن الهيثم بن عبدالله الناقد، عن بشار المكاري، انه قال: دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهو يأكل، فقال لي: « يا بشار ادن فكل »، فقلت: هنّاك الله وجعلني فداك قد اخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريقي اوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: « بحقّي لما دنوت فأكلت »، قال: فدنوت وأكلت، فقال لي: « حديثك » فقلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي باعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: « ولم فعل بها ذاك؟ ».

قال: سمعت الناس يقولون: انّها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتلّ منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثم قال: « يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة » قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمراة حدث، صار الينا حيث كنّا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين، ثم رفع الصادق عليه‌السلام يده إلى السماء وقال: « انت الله لا إله إلّا أنت، مبدئ الخلق ومعيدهم »، الدعاء مذكور في كتب الادعية والمزار، قال: ثم خرّ ساجدا، لا اسمع منه إلّا النفس، ثم رفع رأسه فقال: « قم قد اطلقت المراة ».

قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهنا إلى باب السلطان، فقال له: « ما الخبر؟ » قال

٤١٩

لقد اطلق عنها: « قال كيف كان اخراجها؟ » قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، فقال لها: ما الذي تكلّمت به؟ قالت: عثرت فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فاخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حلّ، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج، فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها.

٤٠ - ( باب استحباب الاكثار من الصلاة في مسجد الخيف، خصوصاً وسطه )

٣٩٠٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: في سياق اعمال منى: « واكثر الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فإنّه يستحب ذلك هناك، فان كنت قريباً من مسجد الخيف فإنه احبّ إليّ. وإن استطعت أن لا تصلّي الّا بمنى ما دمت فيها فافعل (١)، فإنه قد صلّى فيه سبعون نبيّاً، وقيل سبعون ألف نبيّ ».

عن عروة، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام انه قال: « إنّ آدم بها دفن، وهناك قبره » (٢)

____________________________

الباب - ٤٠

١ - فقه الرضا عليه‌السلام: لم نجده في النسخة الحجرية المتداولة، وقد نقله العلامة المجلسي قدّه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٧ عن بعض نسخ الفقه الرضوي، كما نقلها العلامة النوري قدّه في باب الحج عن بعض نسخ الفقه الرضوي أيضاً.

(١) أستظهر المصنّف « قدّه » العبارة التالية: « وان استطعت ان لا تصلي بمنى مادمت فيه، فافعل »

(٢) نفس المصدر، كما في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٨.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491