مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل8%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263615 / تحميل: 5415
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وقال محمد بن عيسى بن الطباع: قال عبد الرحمن بن مهدي: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري، كان يقوى من الحديث على شيء لم يكن يقوى عليه سفيان، وسمعت وكيعاً يقول: نحوا عنّي هشيماً وهاتوا من شئتم - يعني في المذاكرة -.

وقال ابن مهدي: هشيم في حصين أثبت من سفيان وشعبة، وقال علي بن حجر: هشيم وأبو بشر مثل ابن عيينة في الزهري. وقال عيينة بن سعيد عن ابن المبارك قال: من غير الدهر حفظه فلم يغير حفظ هشيم، وقال العجلي: هشيم ثقة يدلس، وسئل أبو حاتم عن هشيم ويزيد بن هارون فقال: هشيم أحفظ منه ومن أبي عوانة »(١) .

عود إلى ترجمة الكلبي

وقد أثنى أبو اسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي على الكلبي، وجعله من أقران مجاهد والسدي حيث قال في ديباجة تفسيره: « وفرقة جرّدوا التفسير دون الأحكام وبيان الحلال والحرام، والحل عن العويصات المشكلات والرد على أهل الزيغ والشبهات، كمشايخ السلف الماضين والعلماء السابقين من التابعين وأتباعهم، مثل مجاهد، ومقاتل، والكلبي، والسدي، رضي الله عنهم أجمعين، ولكل من أهل الحق منهم غرض محمود وسعي مشكور »(٢) .

وقال ابن جزلة: « قال الحسن بن عثمان القاضي: وجدت العلم بالعراق والحجاز ثلاثة: علم أبي حنيفة، وتفسير الكلبي، ومغازي محمد بن إسحاق »(٣) .

وقال القاضي أبو عبد الله محمد بن علي العامري: « قد خرجت هذا من التفاسير التي سمعتها من الأئمةرحمهم‌الله ، منها: ما سمعت من الأُستاذ الامام أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الإِسفراينيرحمه‌الله ، مثل تفسير مقاتل بن سليمان

____________________

(١). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٢). الكشف والبيان - مخطوط.

(٣). مختصر تاريخ بغداد - مخطوط.

٢١

والحلبي والكلبي وغيرهما ولم أعتمد إلّا بما صحّ عندي بتواتر واستفاضة أو روي في الصحاح بغير طعن الطاعن، والله الموفق لذلك »(١).

وقال ابن قتيبة: « الكلبي صاحب التفسير، وهو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، ويكنى أبا النضر وكان نسّاباً عالماً بالتفسير، وتوفي بالكوفة سنة ١٤٦ »(٢) .

وقال البغوي: « وما نقلت فيه من التفسير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الأمة، ومن بعده من التابعين، أئمة السلف مثل: مجاهد، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري،رضي‌الله‌عنه ، وقتادة، وأبي العالية، ومحمد بن كعب القرظي، وزيد بن أسلم، والكلبي، والضحاك، ومقاتل بن حبان، ومقاتل بن سليمان، والسدّي، وغيرهم فأكثره مما أخبرني الشيخ أبو سعيد أحمد بن محمد الشريحي المذكور »(٣) .

وقال صديق حسن القنوجي: « وجمعته جمعاً حسناً، بعبارة سهلة، وألفاظ يسيرة، مع تعرض للترجيح بين التفاسير المتعارضة في مواضع كثيرة، وبيان المعنى العربي الإِعرابي واللغوي، مع حرص على إيراد صفوة ما ثبت عن التفسير النبوي، وعن عظماء الصحابة وعلماء التابعين، ومن دونهم من سلف الأئمة وأئمتها المعتبرين، كابن عباس حبر هذه الأمة ومن بعده من الأئمة، مثل مجاهد وعكرمة، وعطاء، والحسن، وقتادة، وأبي العالية، والقرظي، والكلبي والضحاك، ومقاتل، والسدي، وغيرهم من علماء اللغة والنحو كالفراء، والزجّاج، وسيبويه، والمبرد، والخليل، والنحاس »(٤) .

وقال علي بن محمد البزدوي: « ليس من اتهم بوجه ما يسقط به كلّ حديثه

____________________

(١). الناسخ والمنسوخ - مخطوط.

(٢). المعارف ٥٣٥ - ٥٣٦.

(٣). معالم التنزيل ١ / ٣ هامش تفسير الخازن.

(٤). فتح البيان في مقاصد القرآن ١ / ١٧.

٢٢

مثل الكلبي وأمثاله، ومثل سفيان الثوري وأصحابه، مع جلالة قدره وتقدّمه في العلم والورع »(١).

وقال علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري في شرح كلام البزدوي المذكور ما نصه: « قوله: مثل الكلبي. هو أبو سعيد محمد بن السائب الكلبي صاحب التفسير، ويقال له أبو النضر أيضاً، طعنوا فيه بأنه يروي تفسير كلّ آيه عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويسمى زوائد الكلبي، وبأنه روى حديثاً عند الحجاج، فسأل عمن يرويه فقال: عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، فلمـّا خرجٍ قيل له: هل سمعت ذلك من الحسن؟ فقال: لا ولكنّي رويت عن الحسن غيظاً له.

وذكر في الأنساب: إن الثوري ومحمد بن إسحاق يرويان عنه ويقولان حدثنا أبو النضر حتى لا يعرف. قال: وكان الكلبي سبائياً من أصحاب عبد الله ابن سبأ، من أولئك الذين يقولون إن علياً لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً، وإذا رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها، والرعد صوته والبرق سوطه، حتى تبرأ واحد منهم وقال:

ومن قوم إذا ذكروا علياً

يصلّون الصلاة على السحاب

مات الكلبي سنة ١٤٦.

وأمثاله. مثل عطاء بن السائب، والربيعة، وعبد الرحمن، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهم، اختلطت عقولهم فلم يقبل رواياتهم التي بعد الاختلاط، وقبلت الروايات التي قبله.

فإنْ قيل: ما نقل عن الكلبي يوجب الطعن عاماً، فينبغي أن لا يقبل رواياته جميعاً.

____________________

(١). أصول الفقه ٣ / ٧٢ بشرح عبد العزيز البخاري.

٢٣

قلنا: إنما يوجب ذلك إذا ثبت ما نقلوا عنه بطريق القطع، فأما إذا اتهم به فلا يثبت حكمه في غير موضع التهمة، وينبغي أن لا يثبت في موضع التهمة أيضاً، إلّا أن ذلك يورث شبهة في الثبوت، وبالشبهة تردّ الحجة، وينتفي ترجح الصدق في الخبر، فلذلك لم يثبت أو معناه.

ليس كل من اتهم بوجه ساقط الحديث، مثل الكلبي، وعبد الله بن لهيعة والحسن بن عمارة، وسفيان الثوري وغيرهم، فإنه قد طعن في كل واحد منهم بوجه، ولكن علوّ درجتهم في الدين، وتقدّم رتبتهم في العلم والورع، منع من قبول ذلك الطعن في حقهم ومن ردّ حديثهم به، إذ لو ردّ حديث أمثال هؤلاء بطعن كل واحد انقطع الرواية واندرس الأخبار، إذ لم يوجد بعد الأنبياءعليهم‌السلام من لا يوجد فيه أدنى شيء مما يجرح إلاّ من شاء الله تعالى، فلذلك لم يلتفت إلى مثل هذا الطعن، فيحمل على أحسن الوجوه، وهو قصد الصيانة »(١) .

ترجمة عبد العزيز البخاري

وعبد العزيز البخاري شارح البزدوي وصاحب الكلام المزبور في الدفاع عن الكلبي، من مشاهير الأئمة الكبار، وقد أثنى عليه عبد القادر القرشي في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ) ومحمود بن سليمان الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ) والكاتب الجلبي في ( كشف الظنون ).

____________________

(١). كشف الأسرار في شرح أصول الفقه ٣ / ٧٢.

٢٤

(٢)

يحيى بن زياد الفراء

وفسّر يحيى بن زياد الفرّاء ( المولى ) بـ ( الأولى ) كما قال الفخر الرازي بتفسير قوله تعالى:( هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) : «( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) . وفي لفظ المولى هاهنا أقوال: أحدها - قال ابن عباس: مولاكم أي مصيركم. وتحقيقه: أن المولى موضع الولي وهو القرب، فالمعنى: إن النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون إليه.

والثاني - قال الكلبي: يعني أولى بكم. وهو قول الزّجاج والفرّاء وأبي عبيدة »(١) .

ترجمة الفراء

١ - ابن خلكان: « أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسلمي، المعروف بالفراء، الديلمي الكوفي، مولى بني أسد، وقيل مولى بني منقر.

كان أبرع الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب، حكى عن أبي العباس ثعلب أنه قال: لو لا الفراء لما كانت العربية، لأنه خلّصها وضبطها، ولو لا الفرّاء لسقطت العربية، لأنها كانت تتنازع، ويدّعيها كل من أراد، ويتكلّم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم. فتذهب.

وأخذ النحو عن أبي الحسن الكسائي، وهو والأحمر المقدّم ذكره من أشهر

____________________

(١). التفسير الكبير ٢٩ / ٢٢٧.

٢٥

أصحابه وأخصّهم به.

ولمـّا عزم الفرّاء على الاتصال بالمأمون كان يتردّد إلى الباب، فبينما هو ذات يوم على الباب، إذ جاء أبو بشر ثمامة بن الأشرس النمري المعتزلي - وكان خصيصاً بالمأمون - قال: فرأيت أبهة أديب، فجلست إليه ففاتشته عن اللغة فوجدته بحراً، وفاتشته عن النحو فوجدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدته رجلاً فقيهاً عارفاً باختلاف القوم، وبالنجوم ماهراً، وبالطب خبيراً، وبأيام العرب وأشعارها حاذقاً، فقلت: من تكون وما أظنك إلا الفرّاء؟ قال: انا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين المأمون، فأمر بإحضاره لوقته وكان سبب اتصاله به

وقال الخطيب في تاريخ بغداد: إنّ الفراء لما اتصل بالمأمون أمره أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو وما سمع من العربية وبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس وابتدأ في كتاب المعاني، وقال الرّاوي: وأردنا أن نعدّ الناس الذين اجتمعوا لإِملاء كتاب المعاني فلم نضبطهم، فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضياً، فلم يزل يمليه حتى أتمّه

وكان سبب إملائه كتاب المعاني: أن أحد أصحابه - وهو عمر بن بكير - كان يصحب الحسن بن سهل المقدّم ذكره، فكتب إلى الفراء أنّ الأمير الحسن لا يزال يسألني عن أشياء من القرآن لا يحضرني فيها جواب، فإنْ رأيت أن تجمع لي أصولاً، وتجعل في ذلك كتاباً يرجع اليه فعلت. فلمـّا قرأ الكتاب قال لأصحابه: إجتمعوا حتى أملي عليكم في القرآن، وجعل لهم يوماً، فلمـّا حضروا خرج إليهم وكان في المسجد رجل يؤذن فيه وكان من القراء، فقال له: إقرأ. فقرأ فاتحة الكتاب، ففسّرها حتى مرّ في القرآن كلّه على ذلك، يقرأ الرجل والفرّاء يفسّره، وكتابه هذا نحو ألف ورقة، وهو كتاب لم يعمل مثله، ولا يمكن لأحدٍ أنْ يزيد عليه.

وكان المأمون قد وكّل الفرّاء يلقّن ابنيه النحو، فلما كان يوماً أراد الفرّاء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفرّاء يقدّمانها له، فتنازعا أيّهما

٢٦

يقدّمانها له، فاصطلحا على أن يقدّم كلّ واحد منهما فرداً فقدّماها

وقال الخطيب أيضاً: كان الفقيه محمد بن الحسن ابن خالة الفرّاء، وكان الفرّاء يوماً جالساً عنده فقال له الفرّاء: قلّ رجل أنعم النظر في باب من العلم فأراد غيره إلّا سهل عليه، فقال له محمد: يا أبا زكريا قد أنعمت النظر في العربية، فأسألك عن باب من أبواب الفقه، فقال: هات على بركة الله تعالى. قال: ما تقول في رجل صلّى فسهى فسجد سجدتين للسهو فسهى فيهما؟ ففكّر الفرّاء فيهما ساعة ثم قال: لا شيء عليه. فقال له محمد: ولم؟ قال: لأن التصغير عندنا لا تصغير له، وإنما السجدتان تمام الصلاة وليس للتمام تمام. فقال محمد: ما ظننت آدميّاً يلد مثلك

وقال سلمة بن عاصم: إني لأعجب من الفرّاء كيف كان يعظّم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه.

ومولد الفرّاء بالكوفة وتوفّي الفرّاء سنة سبع ومائتين في طريق مكّة، وعمره ثلاثة وستون سنة، رحمه الله تعالى »(١) .

٢ - اليافعي: « وفيها الامام البارع النحوي، يحيى بن زياد الفرّاء الكوفي، أجلّ أصحاب الكسائي، كان رأساً في النحو واللغة، أبرع الكوفيّين وأعلمهم بفنون الأدب، على ما ذكر بعض المؤرّخين، وحكي عن أبي العباس ثعلب أنه قال: لو لا الفرّاء »(٢) .

٣ - الذهبي: « الفرّاء أخباري علامة نحوي، كان رأساً في قوة الحفظ. أملى تصانيفه كلّها حفظاً، مات بطريق مكة سنة ٢٠٧. عن ثلاث وستين سنة. اسمه يحيى بن زياد »(٣) .

____________________

(١). وفيات الأعيان ٥ / ٢٢٥ - ٢٣٠.

(٢). مرآة الجنان حوادث ٢٠٧.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٢.

٢٧

٤ - الذهبي أيضاً: « وهو أجلّ أصحاب الكسائي، وكان رأساً في النحو واللغة »(١) .

٥ - ابن الوردي: « أبرع الكوفيين نحواً وأدباً، وله كتاب الحدود وكتاب المعاني، وكتابان في المشكل، وكتاب النهي، وغير ذلك. توفي بطريق مكة، وعمره نحو ثلاث وستين، كان يفري الكلام فلقّب بذلك »(٢) .

(٣)

أبو زيد اللّغوي

وأمّا تصريح أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري اللّغوي بورود ( المولى ) بمعنى ( الأولى )، فقد اعترف به ( الدهلوي ) نفسه في كلامه، كما جاء في كلام غلام محمد بن محيي الدين بن عمر الأسلمي في ترجمة ( التحفة الاثنا عشرية ) حيث قال في الجواب عن حديث الغدير: « ولا يخفى أنّ أوّل الغلط في هذا الاستدلال هو إنكار أهل العربيّة قاطبة ثبوت ورود المولى بمعنى الأولى، بل قالوا لم يجيء قط المفعل بمعنى أفعل في موضع ومادة أصلاً، فضلاً عن هذه المادة بالخصوص، إلّا أن أبا زيد اللّغوي جوّز هذا متمسكاً بقول أبي عبيدة في تفسير( هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي أولى بكم ».

وستأتي ترجمة أبي زيد اللّغوي في الكتاب إنْ شاء الله تعالى.

____________________

(١). العبر حوادث ٢٠٧.

(٢). تتمة المختصر حوادث ٢٠٧.

٢٨

(٤)

أبو عبيدة

وأمّا تفسير أبي عبيدة معمر بن المثنّى البصري ( المولى ) بـ ( الأولى ) فقد نصّ عليه الفخر الرازي في ( نهاية العقول ) أيضاً كما سيأتي قريباً، وفي ( التفسير ) كما عرفت من عبارته الماضية، وكذا ذكره ابن الجوزي في ( زاد المسير )، واعترف به ( الدّهلوي ) كذلك، وصرّح به الأسلمي المذكور في ( الترجمة العبقريّة ).

ترجمة أبي عبيدة

١ - الذهبي: « أبو عبيدة معمر بن المثنى البصري، اللغوي الحافظ، صاحب التصانيف، روى عن: هشام بن عروبة وأبي عمرو بن شيبة. وعنه: أبو عثمان المازني وأبو العيناء وخلق.

قال الحافظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي عالم بجميع العلوم من أبي عبيدة. وذكره ابن المبارك فصحّح رواياته.

مات أبو عبيدة سنة عشر ومائتين، وقيل سنة تسع »(١) .

٢ - الذهبي أيضاً: « أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري اللغوي، العلّامة الأخباري صاحب التصانيف، روى عن: هشام بن عروة وأبي عمر بن العلا وكان أحد أوعية العلم. وقيل توفي سنة إحدى عشرة »(٢) .

٣ - وذكر ابن الأثير في خطبة كتابه ( النهاية ) القول بأنّ أبا عبيدة أوّل من

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٧١.

(٢). العبر حوادث ٢١٠.

٢٩

ألّف في فن غريب الحديث بعد اختلاط الألسن وتداخل اللغات، حيث قال: « فلما أعضل الدّاء وعزّ الدّواء ألهم الله جماعة من أولى المعارف والنهى وذوي البصائر والحجى، أن صرفوا إلى هذا الشأن طرفاً من عنايتهم، وجانباً من رعايتهم، فشرّعوا فيه للناس موارد، ومهّدوا فيه لهم معاهد، حراسة لهذا العلم الشريف من الضّياع، وحفظاً لهذا المهمّ العزيز من الاختلال، فقيل: إنّ أوّل من جمع في هذا الفن شيئاً وألّفه أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتاباً »(١).

٤ - وقال السيوطي نقلاً عن أبي الطيّب اللّغوي بعد ذكر الخليل: « وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم ير قبلهم ولا بعدهم مثلهم، عنهم أخذ جلّ ما في أيدي الناس من هذا العلم بل كلّه، وهم أبو زيد وأبو عبيدة والأصمعي، وكلّهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر، ورووا عنه القراءة. ثم أخذوا بعد أبي عمرو عن عيسى بن عمرو أبي الخطاب الأخفش ويونس بن حبيب، وعن جماعة من ثقات الأعراب وعلمائهم وكان أبو زيد أحفظ الناس للّغة بعد أبي مالك وأوسعهم رواية وأكثرهم أخذاً عن البادية، وقال ابن منادر: كان الأصمعي يجيب في ثلث اللغة، وكان أبو عبيدة يجيب في نصفها، وكان أبو زيد يجيب في ثلثيها

وأبو زيد من الأنصار، وهو من رواة الحديث، ثقة عندهم مأمون، وكذلك حاله في اللغة، وقد أخذ عنه اللغة أكابر الناس منهم سيبويه وحسبك، قال أبو حاتم عن أبي زيد: كان سيبويه يأتي مجلسي وله ذؤابتان قال: فإذا سمعته يقول: وحدثني من أثق بعربيته فإنّما يريدني.

وكبر سنّ أبي زيد حتى اختلّ حفظه ولم يختل عقله، ومن جلالة أبي زيد في اللغة ما حدثنا به جعفر بن محمد حدثنا محمد بن الحسن الأزدي عن أبي حاتم عن

____________________

(١). النهاية في غريب الحديث - خطبة الكتاب.

٣٠

أبي زيد قال: كتب رجل من أهل رامهرمز إلى الخليل يسأله كيف يقال: ما أوقفك هاهنا ومن أوقفك؟ فكتب إليه: هما واحد. قال أبو زيد: ثم لقيني الخليل فقال لي في ذلك فقلت له: إنما يقال من وقفك وما أوقفك. قال: فرجع إلى قولي.

وأما أبو عبيدة فإنه كان أعلم الثلاثة بأيّام العرب وأخبارهم وأجمعهم لعلومهم، وكان أكمل القوم، قال عمر بن شيبة: كان أبو عبيدة يقول: ما التقى فرسان في جاهلية ولا إسلام إلّا عرفتهما وعرفت فارسيهما، وهو أوّل من ألّف في غريب الحديث ».

وقال السيوطي نقلاً عن أبي الطيّب: « أخبرنا جعفر بن محمد أخبرنا إبراهيم ابن حمد قال قال أبو حاتم: إذا فسّرت حروف القرآن المختلف فيها وحكيت عن العرب شيئاً فإنّما أحكيه عن الثقات منهم، مثل أبي زيد والأصمعي وأبي عبيدة ويونس، وثقات من فصحاء الأعراب وحملة العلم »(١) .

(٥)

أبو الحسن الأخفش

وممن نصّ على مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ): أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي المعروف بالأخفش قال الفخر الرازي: « إنّ أبا عبيدة وإنْ قال في قوله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) معناه: هي أولى بكم. وذكر هذا أيضاً الأخفش والزّجاج وعلي بن عيسى واستشهدوا ببيت لبيد »(٢) .

____________________

(١). المزهر في اللغة ٢ / ٢٤٩.

(٢). نهاية العقول في الكلام ودراية الأصول - مخطوط.

٣١

ترجمة الأخفش

١ - ابن خلكان: « أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء النحوي البلخي المعروف بالأخفش الأوسط. أحد نحاة البصرة من أئمة العربية، وأخذ النحو عن سيبويه وكان أكبر منه، وكان يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئاً إلّا وعرضه عليّ وكان يرى أنه أعلم به منّي وأنا اليوم أعلم به منه

وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومائتين، وقيل سنة إحدى وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى »(١) .

٢ - اليافعي: « وفيها الأخفش الأوسط إمام العربية »(٢) .

٣ - السيوطي: « قال المبرد: أحفظ من أخذ عن سيبويه الأخفش ثم الناشي ثم قطرب. قال: وكان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل »(٣) .

(٦)

أبو العباس ثعلب

وأما تفسير أبي العباس ثعلب أحمد بن يحيى الشيباني البغدادي ( المولى ) بـ ( الأولى ) فقد ذكره الحسين بن أحمد الزوزني في شرح المعلّقات السّبع حيث قال:

« فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

مولى المخافة خلفها وأمامها

الفرج موضع المخافة، والفرج ما بين قوائم الدواب، فما بين اليدين فرج

____________________

(١). وفيات الأعيان ٢ / ١٢٢.

(٢). مرآة الجنان حوادث ٢١٥.

(٣). بغية الوعاة ١ / ٥٩٠.

٣٢

وما بين الرجلين فرج، والجمع فروج.

وقال ثعلب: إن المولى في هذا البيت بمعنى الأولى بالشيء كقوله تعالى( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي هي الأولى بكم »(١) .

مصادر ترجمة ثعلب

ولقد ترجم لأبي العباس ثعلب بكل ثناء وتبجيل في المصادر التالية:

١ - وفيات الأعيان ١ / ٨٤ - ٨٧.

٢ - تاريخ بغداد ٥ / ٢٠٤.

٣ - مرآة الجنان حوادث سنة ٢٩١.

٤ - العبر في خبر من غبر حوادث سنة ٢٩١.

٥ - تتمة المختصر في أخبار البشر حوادث سنة ٢٩١.

وقد أوردنا في الكتاب سابقاً ترجمته عن هذه الكتب.

وقال الذهبي بترجمته في ( تذكرة الحفاظ ): « ثعلب - العلّامة المحدّث شيخ اللّغة والعربية حدّث عنه: نفطويه ومحمد بن العباس اليزيدي وعلى الأخفش ومحمد بن الأعرابي وأحمد بن كامل وأبو عمرو الزاهد ومحمد بن مقسم وآخرون. مولده سنة ٢٠٠. وابتدأ بالطلب سنة ست عشرة حتى برع في علم الأدب، ولو سمع إذ ذاك لسمع من عفان ودونه.

وإنما أخرجته في هذا الكتاب لأنه قال: سمعت من القواريري مائة ألف حديث. وقال الخطيب. وقال الخطيب: كان ثعلب ثقة حجة ديّناً صالحاً مشهوراً بالحفظ قال المبرّد: أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفرّاء فقال: لا يعشره »(٢) .

____________________

(١). شرح المعلقات للزوزني: ٩١.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٦٦.

٣٣

(٧)

أبو العباس المبرد

وأما حكم أبي العباس محمد بن يزيد المبرد بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد ذكره علم الهدى السيد المرتضىرضي‌الله‌عنه حيث قال: « قال أبو العباس بالمبرّد في كتابه المترجم عن صفات الله تعالى: أصل يا ولي أولى الذي هو أولى وأحق، ومثله المولى »(١) .

مصادر ترجمة المبرد

وللمبرّد ترجمة في كثير من كتب التاريخ والأدب مع المدح العظيم والثناء الجميل، وقد أشرنا سابقاً إلى ترجمته في عدة من المصادر، مثل:

١ - وفيات الأعيان ٤ / ٣١٤.

٢ - العبر في خبر من غبر حوادث: ٢٨٥.

٣ - تاريخ بغداد ٣ / ٣٨٠ - ٣٨٧.

٤ - مرآة الجنان حوادث: ٢٨٥.

٥ - بغية الوعاة ١ / ٢٦٩.

٦ - المنتظم في تاريخ الأمم ٧ / ٩ - ١١.

وقد نصّ جلال الدين السّيوطي على وثاقته حيث قال: « وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً ثقةً أخباريا علّامة صاحب نوادر وظرافة »(٢) .

____________________

(١). الشافي في الامامة: ١٢٣.

(٢). بغية الوعاة ١ / ٢٦٩.

٣٤

ترجمة الشريف المرتضى

وأما السيد المرتضى الذي نقل عن المبرد كلامه المذكور فمن كبار علمائنا الذي أطراهم علماء السنة وأثنوا عليهم الثناء البالغ، وذكروا فضائلهم وأوصافهم الحميدة في معاجم الرجال ومصادر التراجم وقد تقدم سابقاً في الكتاب طرف من كلماتهم في حقه. فراجع.

(٨)

أبو إسحاق الزجّاج

وأما حكم أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فهو صريح كلام الفخر الرازي في ( نهاية العقول ) وقد نقلناه آنفا.

ترجمة الزجاج

١ - السمعاني: « والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل النحوي الزجاج، صاحب كتاب معاني القرآن.

كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، حميد المذهب، وله مصنفات حسان في الأدب »(١) .

٢ - النووي: « أبو اسحاق الزجاج الامام في العربية، مذكور في الروضة في الشرط في الطلاق، فيمن علّق طلاقها بأوّل ولد، هو أبو إسحاق [ إبراهيم ] بن السرّي بن سهل البصري النحوي، صاحب كتاب معاني القرآن قال الخطيب في

____________________

(١). الأنساب - الزجاج.

٣٥

تاريخ بغداد. كان أبو إسحاق الزجاج هذا من أهل الفضل والدين حسن الاعتقاد وحسن المذهب، له مصنّفات حسان في الأدب. روى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة وغيره وتوفي الزجاج يوم الجمعة لإِحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ٣١١ »(١).

٣ - ابن خلكان: « كان من أهل العلم بالأدب والدّين »(٢) .

٤ - اليافعي: « كان من أهل العلم بالأدب والدّين المتين، وله من التصانيف في معاني القرآن وعلوم الأدب والعربية »(٣) .

(٩)

إبن الأنباري

وأما تصريح محمد بن القاسم الأنباري بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد نقله السيد المرتضى حيث قال: « وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه في القرآن المعروف بالمشكل: والموالي في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام، أوّلهنّ المولى المنعم المعتق، ثم المنعم عليه المعتق، والمولى الولي والمولى الأولى بالشيء، وذكر شاهداً عليه الآية التي قدّمنا ذكرها، وبيت لبيد، والمولى الجار، والمولى ابن العم، والمولى الصهر، والمولى الحليف، واستشهد على كلّ واحد من أقسام مولى بشيء من الشعر، لم نذكره لأن غرضنا سواه »(٤) .

____________________

(١). تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٧٠.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٣١ - ٣٣.

(٣). مرآة الجنان، حوادث ٣١٠.

(٤). الشافي في الامامة: ١٣٤.

٣٦

ترجمة ابن الأنباري

١ - السمعاني: « أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن ابن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة الأنباري النحوي، صاحب التصانيف، كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظاً روى عنه: أبو الحسن الدار قطني، وأبو عمر ابن حيويه الخزاز، وأبو الحسين بن البواب وطبقتهم.

وكان صدوقاً فاضلاً ديّناً برّاً خيراً من أهل السنّة، وصنّف كتباً كثيرة في علم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة، وكان يملي وأبوه حي، يملي هو في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى، وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن، وكان يملي من حفظه، وما كتب عنه الإِملاء قط إلّا من حفظه. وكانت ولادته في رجب سنة ٢٧١. وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة سنة ٣٢٨ »(١) .

٢ - ابن الأثير: « ثم صنّف الناس غير من ذكرنا في هذا الفن تصانيف كثيرة منهم: شمس بن حمدويه، وأبو العباس أحمد بن يحيى اللغوي المعروف بثعلب، وأبو العباس محمد بن يزيد الثمالي المعروف بالمبرد، وأبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وأحمد بن الحسن الكندي، وأبو عمرو محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب وغيرهم.

هؤلاء من أئمة اللغة والنحو والفقه والحديث »(٢) .

٣ - ابن خلكان: « كان علّامة وقته في الأدب، وأكثر الناس حفظاً لها، وكان صدوقاً ثقة ديّناً خيّراً من أهل السنّة »(٣) .

____________________

(١). الأنساب - الأنباري.

(٢). النهاية في غريب الحديث - خطبة الكتاب.

(٣). وفيات الأعيان ٣ / ٣٦٣.

٣٧

٤ - الذهبي: « ابن الأنباري الحافظ شيخ الإسلام كان من أفراد الدهر في سعة الحفظ مع الصّدق والدين. قال الخطيب: كان صدوقاً ديّناً من أهل السنّة »(١) .

٥ - الصفدي: « محمد بن القاسم بن محمد بن بشار أبو بكر ابن الأنباري النحوي اللغوي العلّامة كان إماماً في نحو الكوفيين، وأملى كتاب غريب الحديث في خمسة وأربعين ورقة ...»(٢) .

٦ - ابن الجزري: « الإِمام الكبير والأُستاذ الشهير قال أبو علي القالي: كان ابن الأنباري يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهداً في القرآن، وكان ثقة صدوقاً، وكان أحفظ من تقدّم من الكوفيين.

وقال حمزة بن محمد بن ماهر: كان زاهداً متواضعاً.

وقال الداني فيه: إمام في صناعته مع براعة فهـ وسعة علمه وصدق لهجته. وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، ما أملى قط من دفتر قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأينا أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من علمه، حدّثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقاً. قال التميمي:

وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله. وحدّثت عنه أنّه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً بأسانيدها ...»(٣) .

٧ - السيوطي: « قال الزبيدي: كان من أعظم الناس علماً بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظاً، سمع من ثعلب وخلق، وكان صدوقاً فاضلاً ديّناً خيّراً من أهل السنّة »(٤) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٤٢.

(٢). الوافي بالوفيات ٤ / ٣٤٤.

(٣). طبقات القراء ٢ / ٢٣٠.

(٤). بغية الوعاة ١ / ٢١٢.

٣٨

(١٠)

محمد بن عزيز السجستاني

وأما تصريح محمد بن عزيز السجستاني العزيزي بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد جاء في تفسيره لغريب القرآن المسمى ( نزهة القلوب ) حيث قال: « مولانا. أي: ولينا. والمولى على ثمانية أوجه: المعتق والمعتق والولي والأولى بالشيء وابن العم والصهر والجار والحليف ».

نزهة القلوب

وهذا التفسير أوله: « الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله وسلّم تسليما، هذا تفسير غريب القرآن ألف على حروف المعجم ليقرب تناوله ويسهل حفظه على من أراده. وبالله التوفيق والعون ».

ذكره القاضي الشوكاني بقوله: « تفسير السجستاني المسمى نزهة القلوب أرويه بالإسناد السابق إلى الشماخي أيضا عن أحمد بن عباس السامري عن محمد ابن علي المؤذن عن عبد الله بن محمد بن دحمان عن محمد بن أحمد المعروف بابن الخطاب عن أبي الحسن عبد الباقي بن فارس المقري عن عبد الله بن الحسين بن حسنون المقري عن المؤلف »(١) .

ترجمة العزيزي السجستاني

١ - السيوطي: « محمد بن عزيز أبو بكر العزيزي السجستاني بزائين

____________________

(١). إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر: ٢٥.

٣٩

معجمتين كما ذكره الدارقطني وابن ماكولا وغيرهما. وقيل: الثانية مهملة نسبة لبني عزرة، وردّ بأن القياس فيه العزري لا العزيري.

كان أديباً فاضلاً متواضعاً، أخذ عن أبي بكر الأنباري، وصنّف غريب القرآن المشهور فجوّده، ويقال: إنه صنّفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه الأنباري يصلح فيه مواضع. رواه عنه ابن سحنون وغيره. مات سنة ٣٠٣.

وقال ابن النجّار في ترجمته: كان عبداً صالحاً، روى عنه غريب القرآن أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان المعروف بابن بطّة العكبري وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الوزّان، وأبو أحمد عبد الله بن حسنون المقري وغيرهم.

قال: والصحيح في اسم أبيه عزير آخره راء. هكذا رأيته بخط ابن ناصر الحافظ، وذكر أنه شاهده بخط يده وبخط غير واحد من الذين كتبوا كتابه عنه وكانوا متقنين. وذكر لي شيخنا أبو محمد الأخضر أنه رأى نسخة بغريب القرآن بخط مصنفه وفي آخرها: كتبه محمد بن عزير بالراء المهملة »(١) .

٢ - السيوطي: أيضاً: « النوع السادس والثلاثون في معرفة غريبه، أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون منهم: أبو عبيدة وأبو عمرو الزاهد وابن دريد. ومن أشهرها: كتاب العزيزي فقد أقام في تأليفه خمس عشرة سنة يحرّره هو وشيخه أبو بكر ابن الأنباري »(٢) .

٣ - السمعاني: « وكتاب غريب القرآن للعزيري، وهو: محمد بن عزير السجستاني المعروف بالعزيري لأنه من بني عزرة. هكذا ذكره القاضي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن أبي البقاء القاضي، وروى الكتاب عن أبي موسى الأندلسي

____________________

(١). بغية الوعاة ١ / ١٧١.

(٢). الإِتقان في علوم القرآن ١ / ١١٥.

٤٠

ورواه في مجمع البيان، عنه، مثله (٩).

٢٩٦٦ / ٣ - وعن زرارة وحمران، عن أبى جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) (١) قال: « إنّما عنى بها الصلاة ».

٢٩٦٧ / ٤ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن عبدالله بن جعفر الحميرى، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن زريق (١)، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: قلت: له أيّ الأعمال أفضل بعد المعرفة؟ قال: « ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا »، الخبر.

٢٩٦٨ / ٥ - وعن جماعة من أصحابنا، عن ابي المفضل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن

____________________________

(٩) مجمع البيان ج ٣ ص ٣٠١ نحوه.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢٦ ح ٣٥، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٤٦٥ ح ١، والبحار ج ٨٢ ص ٢٢٢ ح ٤٣.

(١) الكهف ١٨: ٢٨.

٤ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣٠٥ باختلاف في اللفظ.

(١) لا يخفى أن سند الحديث هذا هو الصحيح، وقد حدث اضطراب في النسخة المطبوعة من المصدر، إذ ورد هذا السند لحديث آخر في صفحة ٣٠٨. منه، وجاء متن الحديث المذكور أعلاه بسند آخر، فتأمّل.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤١ ومكارم الاخلاق ص ٤٦١، وعنهما في البحار ج ٧٧ ص ٧٣ ح ٣.

٤١

عبد الرحمن الاصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله، عن ابي حرب بن ابي الاسود الدؤلي، عن ابيه عن ابي ذر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا ابا ذر ان الله جعل قرة عيني في الصلاة، وحببها الي، كما حبب إلى [ الجائع الطعام والى ] (١) الظمآن الماء، وان الجائع إذا اكل الطعام شبع، والظمآن إذا شرب الماء روى، وانا لا اشبع من الصلاة ».

٢٩٦٩ / ٦ - دعائم الإسلام عن علي (١) عليه‌السلام قال: « احب الاعمال إلى الله الصلاة (٢) فما شئ احسن من ان يغتسل الرجل، أو يتوضا فيسبغ الوضوء، ثم ليبرز حيث لا يراه أحد (٣)، فيشرف الله عليه وهو راكع وساجد، ان العبد إذا سجد نادى ابليس يا ويلاه اطاع هذا وعصيت، وسجد هذا وابيت (٤)، واقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد ».

٢٩٧٠ / ٧ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: « ان افضل الاعمال عند الله يوم القيامة الصلاة » الخبر.

٢٩٧١ / ٨ - وعن ابي ذر في حديث قال: قلت: يا رسول الله انك امرتني

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٦- دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٣ ح ٧٥.

(١) في المصدر: عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام.

(٢) في المصدر زيادة: وهي آخر وصايا الانبياء.

(٣) في المصدر: أنيس.

(٤) في نسخة « توانيت ».

٧ - الغايات ص ٧١.

٨ - المصدر السابق ص ٦٧.

٤٢

بالصلاة ما الصلاة؟ قال: « الصلاة خير موضوع، استكثر ام استقل ».

٢٩٧٢ / ٩ - النفلية للشهيد رحمه الله: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة خير موضوع، فمن شاء استقل، ومن شاء استكثر ».

٢٩٧٣ / ١٠ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن ابيه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث يذكر فيه صفات لقمان، ووصاياه لابنه، قال عليه‌السلام: « قال: وصم صوماً يقطع شهوتك، ولا تصم صوماً يمنعك من الصلاة، فان الصلاة احب إلى الله من الصيام » الخبر.

ورواه القطب الراوندي في قصص الأنبياء: باسناده إلى الصدوق، عن ابيه، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن ابيه، عن درست، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن أبي الحسن عليه‌السلام، مثله وفيه: « فان الصلاة اعظم عند الله من الصوم » (١).

٢٩٧٤ / ١١ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال عليه‌السلام: « اعلم ان افضل الفرائض بعد معرفة الله عزّوجلّ الصلاة الخمس ».

٢٩٧٥ / ١٢ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبدالله،

____________________________

٩ - النفلية ص ٦.

١٠ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٤.

(١) قصص الانبياء ص ١٩٣، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٦ ح ١٠.

١١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢٠ ح ٣٧.

١٢ - الخصال ص ٦٢١، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٣ ح ٢١.

٤٣

عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن راشد، عن ابي بصير ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: ليس عمل أحب إلى الله عزّوجلّ من الصلاة، فلا يشغلنكم عن اوقاتها شئ من امور الدنيا، فان الله عزّوجلّ ذم أقواما، فقال: ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) (١) يعني أنهم غافلون استهانوا باوقاتها »

٢٩٧٦ / ١٣ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي عن ابيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: نجّوا أنفسكم، اعملوا، وخير أعمالكم الصلاة ».

٢٩٧٧ / ١٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « اكثركم أزواجاً في الجنة اكثركم صلاة في الدنيا ».

١١ - ( باب ثبوت الكفر والارتداد بترك الصلاة الواجبة جحوداً لها أو استخفافاً بها )

٢٩٧٨ / ١ - جامع الاخبار: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من ترك

____________________________

(١) الماعون ١٠٧: ٥.

١٣- الجعفريات ص ٣٤.

١٤ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب - ١١

١ - جامع الأخبار ص ٨٧.

٤٤

صلاته حتى تفوته، من غير عذر، فقد حبط عمله ».

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌:« بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من ترك صلاة (١) لا يرجو ثوابها، ولا يخاف عقابها، فلا أبالي أيموت يهودياً أو نصرانياً، أو مجوسياً ».

٢٩٧٩ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد (١) عليه‌السلام قال: « لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ».

٢٩٨٠ / ٣ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي عن ابيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما من عبدإلّا بينه وبين الله تعالى عهد، ما أقام الصلاة لوقتها، أو آثرها على غيرها معرفة بحقّها، فان هو تركها استخفافاً بحقّها، وآثر عليها غيرها، برئ الله إليه من عهده ذلك، ثم مشيئته إلى الله عزّوجلّ إمّا ان يعذّبه، وإما أن يغفر له ».

٢٩٨١ / ٤ - العيّاشي في تفسيره: عن عبيد بن زرارة، قال: سألت أبا

____________________________

(١) في المصدر: الصلاة

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٣، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٢ ح ٥٧.

(١) في المصدر: عن علي عليه‌السلام

٣ - الجعفريات ص ٣٦.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٦ ح ٤١، وعنه في تفسير البرهان ج ١ ص ٤٥٠ ح ٦.

٤٥

عبدالله عليه‌السلام ( وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) (١) قال: « ترك العمل الذي اقرّ به، من ذلك أن يترك الصلاة من غير سقم، ولا شغل، قال: قلت له: الكبائر أعظم الذنوب؟ قال: فقال: « نعم » قلت: هي أعظم من ترك الصلاة؟ قال: « إذا ترك الصلاة تركاً ليس من أمره، كان داخلاً في واحدة من السبعة ».

٢٩٨٢ / ٥ - وعن محمّد بن مسلم، عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله تعالى: « ( وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) (١) قال: « هو ترك العمل حتى يدعه أجمع »، قال: « منه الذي يدع الصلاة متعمّداً، لا من شغل، ولا من سكر » يعنى: النوم.

١٢ - ( باب استحباب ابتداء النوافل ).

٢٩٨٣ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الصلاة قربان كلّ تقي ».

٢٩٨٤ / ٢ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن

____________________________

(١) المائدة ٥: ٥.

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٧ ح ٤٣، وعنه في تفسير البرهان ج ١ ص ٤٥٠ ح ٨.

(١) المائدة ٥: ٥.

 الباب - ١٢

١ - الجعفريات ص ٣٢، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٧ ح ١٦ عن الامام الرضا عليه‌السلام ، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٠٧ ح ٤

٢ - الخصال ص ٦٣٠، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٠٧ ح ٥

٤٦

محمّد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، وذكر مثله.

٢٩٨٥ / ٣ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعليّ بن بابويه: عن الحسن بن حمزة العلوي، عن علي بن محمّد بن أبي القاسم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وذكر مثله.

٢٩٨٦ / ٤ - وعنه بهذا الإسناد، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الصلاة خير موضوع، فمن شاء استقلّ، ومن شاء استكثر ».

٢٩٨٧ / ٥ - نهج البلاغة: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « الصلاة قربان كلّ تقيّ »

٢٩٨٨ / ٦ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، مثله.

٢٩٨٩ / ٧ - وعنه عليه‌السلام قال: « اتى رجل إلى رسول الله

____________________________

٣ - البحار ج ٨٣ ص ٣٠٧ ذيل حديث ٥، بل عن جامع الأحاديث للقمي ص ١٥

٤ - البحار ج ٨ ٢ ص ٣٠٨ ح ٩، بل عن جامع الأحاديث ص ١٥، ورواه الصدوق رحمه الله في معاني الأخبار ص ٣٣٣ ح ١ وفي الخصال ص ٥٢٣ ح ١٣ نحوه، ورواه الشيخ الطوسي رحمه الله في الامالي ج ٢ ص ١٥٣، وفي أعلام الدين ص ٦١ نحوه أيضاً، وعنها في البحار ج ٨٢ ص ٣٠٧ ح ٣

٥ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٨٤ ح ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣١٠ ح ١٣.

٦- دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٣.

٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٥.

٤٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة، فقال له: أعنّي عليه (١) بكثرة السجود ».

٢٩٩٠ / ٨ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله، عن أبي حرب بن ابي الاسود، عن ابيه، عن ابي ذر قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا ابا ذر ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض الا شهدت له بها يوم القيامة (١)، يا أبا ذر ما من صباح ولا رواح إلّا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا: يا جارة هل مر بك اليوم ذاكر لله عزّوجلّ؟ أو عبدوضع جبهته عليك ساجداً لله؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة: نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزت وانشرحت، وترى ان لها الفضل (٢) على جارتها ».

١٣ - ( باب عدد فرائض اليومية ونوافلها وجملة من احكامها )

٢٩٩١ / ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن علي بن محمّد العلوي، عن محمّد بن احمد المكتب،

____________________________

(١) ليس في المصدر

٨ - أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٤٧، وعنه البحار ج ٨٢ ص ٢٣٤ ح ٥٨.

(١) في المصدر زيادة: وما من منزل نزله قوم إلّا وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم،...

(٢) وفيه: فضلاً.

الباب - ١٣

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٦٣، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٩٣ ح ٣٤.

٤٨

عن احمد بن محمّد الكوفي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن ابيه، عن ابي الحسن الرضا عليه‌السلام، قال: « ان الله عزّوجلّ إنّما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة، من أتى بها لم يسأله الله عزّوجلّ عمّا سواها، وانما اضاف إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثليها، ليتم بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، وان الله عزّوجلّ لا يعذب على كثرة الصلاة، والصوم، ولكنه يعذب على خلاف السنة ».

٢٩٩٢ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام قال: « ما احب ان اُقصر عن تمام إحدى وخمسين ركعة في كلّ يوم وليلة » قيل: وكيف ذلك؟! قال: « ثمان ركعات قبل الظهر، وهي صلاة الزوال وصلاة الأوابين حين تزول الشمس قبل الفريضة، وأربع بعد الفريضة، وأربع قبل صلاة العصر، ثم صلاة الفريضة، ولا صلاة بعد ذلك حتى تغرب الشمس، ويبدأ في صلاة المغرب بالفريضة، ثم يصلي بعدها السنة أربع ركعات، وبعد العشاء ركعتان من جلوس تعدّان بركعة، لأنا روينا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: صلاة الجالس لغير علة على النصف من صلاة القائم ثم صلاة الليل ثمان ركعات، والوتر ثلاث ركعات، وركعتا الفجر قبل صلاة الفجر، فذلك أربع وثلاثون ركعة مثلا الفريضة، والفريضة سبع عشرة ركعة، فصار الجميع احدى وخمسين ركعة في كلّ يوم وليلة ».

٢٩٩٣ / ٣ - وفيه عنه عليه‌السلام: انه ذكر الفريضة سبع عشرة ركعة

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠٨ مع اختلاف في الألفاظ وعدد الركعات، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٩٨ ح ٢٦.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠٨، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٩٧ ح ٢٦.

٤٩

في اليوم والليلة، ثم قال: « والسنة ضعفا ذلك، جعلت وقاء للفريضة، ما نقص العبد أو غفل (١) أو سها عنه من الفريضة اتمّها (٢) بالسنة ».

٢٩٩٤ / ٤ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال عليه‌السلام: « اعلم يرحمك الله، إنّ الفريضة والنافلة في اليوم والليلة إحدى وخمسون ركعة، الفرض منها سبع عشرة ركعة فريضة، وأربع وثلاثون ركعة سنة، الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان، فهذه فريضة الحضر، إلى أن قال: والنوافل في الحضر مثلا الفريضة لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: فرض علي ربي سبع عشرة ركعة، ففرضت على نفسي وأهل بيتي وشيعتي بازاء كلّ ركعة ركعتين، لتتم بذلك الفرائض ما يلحقه من التقصير والثلم منها: ثمان ركعات قبل زوال الشمس وهي صلاة الأوابين، وثمان بعد الظهر وهي صلاة الخاشعين، وثمان ركعات صلاة الليل وهي صلاة الخائفين، وثلاث ركعات الوتر وهي صلاة الراغبين، وركعتان عند الفجر وهي صلاة الحامدين ».

٢٩٩٥ / ٥ - الطبرسي في الاحتجاج: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام في حديث طويل في أسئلة اليهودي الشامي، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، إلى أن قال:

____________________________

(١) في المصدر: أغفله.

(٢) في المصدر: أئمه.

٤ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦ باختلاف في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٠١ ح ٣٠.

٥ - الاحتجاج ص ٢٢١.

٥٠

قال عليه‌السلام: « قال الله تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: وكانت الامم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتاً، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن امتك وجعلتها خمساً في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة وجعلت لهم أجر خمسين صلاة ».

٢٩٩٦ / ٦ - العياشي في تفسيره: عن سعيد بن المسيب، قال: سألت علي بن الحسين عليهما‌السلام، فقلت له: متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: « بالمدينة حين ظهرت الدعوة، وقوي الإسلام، وكتب الله عزّوجلّ على المسلمين الجهاد، وزاد في الصلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌سبع ركعات: في الظهر ركعتين، وفي العصر ركعتين، وفي المغرب ركعة، وفي العشاء ركعتين، واقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول (ملائكة النهار) (١) إلى الأرض، وتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، فكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ صلاة (٢) الفجر، فلذلك قال الله عزّوجلّ: ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) (٣) يشهده المسلمون وتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

٢٩٩٧ / ٧ - الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته: عن عيسى بن مهدي

____________________________

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٠٩ ح ١٤٢، وعنه في تفسير البرهان ج ٢ ص ٤٣٧ ح ٥

(١) في المصدر: الملائكة.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) الاسراء ١٧: ٧٨.

٧ - الهداية ص ٦٩.

٥١

الجوهرى، والحسين بن غياث، والحسن بن مسعود، والحسين بن ابراهيم، وحنان بن حنان، وطالب بن ابراهيم بن حاتم، والحسن بن محمّد بن سعيد، ومحجل بن أحمد بن الحصيب، وعسكر مولى أبي جعفر عليه‌السلام والريّان مولى الرضا عليه‌السلام، وجماعة تبلغ نيفاً وسبعين رجلاً خرجوا إلى سر من رأى لتهنئة أبي محمّد عليه‌السلام بولادة المهدي عليه‌السلام في حديث طويل، قال أبومحمّد عليه‌السلام: « إنّ الله عزّوجلّ أوحى إلى جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إنّي خصّصتك وعليّاً وحججي منه إلى يوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال، صلاة إحدى وخمسين » الخبر.

٢٩٩٨ / ٨ - الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الظاهرة: عن تفسير محمّد بن العبّاس الماهيار، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن هاشم الصيداوي، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، عن أبيه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما من رجل من فقراء شعيتنا إلّا وليس عليه تبعة، قلت: جعلت فداك وما التبعة؟ قال: من الاحدى والخمسين ركعة، ومن صوم ثلاثة أيام من الشهر، فإذا كان يوم القيامة، خرجوا من قبورهم، ووجوههم مثل القمر ليلة البدر »، الخبر.

٢٩٩٩ / ٩ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادق عليه‌السلام في وصيّته لعبدالله بن جندب: « يابن جندب إنّما شيعتنا يعرفون بخصال شتّى: بالسخاء وبالبذل للإخوان، وبان يصلّوا الخمسين ليلاً ونهاراً » الخبر.

____________________________

٨ - تأويل الآيات ص ٢٤٢، عنه في البحار ج ٢٤ ص ٢٦١ ح ١٦ وج ٨٧ ص ٤٦ ح ٤٠.

٩ - تحف العقول ص ٢٢٣.

٥٢

١٤ - ( باب جواز الإقتصار في نافلة العصر على ست ركعات أو أربع وفي نافلة المغرب على ركعتين، وترك نافلة العشاء )

٣٠٠٠ / ١ - السيد عليّ بن طاووس في فلاح السائل: بإسناده عن الشيخ الطوسيّ، عن ابن ابي جنيد، عن ابن الوليد، عن الشيخ جعفر بن سليمان، فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الأعمال، عن الصادق، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « تنفّلوا ولو ركعتين خفيفتين، [ فإنهما يوردان دار الكرامة، قيل له: يا رسول الله: وما معنى خفيفتين ] (١)، قال: تقرأ فيهما الحمد وحدها، قيل يا رسول الله فمتى أُصليهما (٢)؟ قال: ما بين المغرب والعشاء ».

٣٠٠١ / ٢ - وبالاسناد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « من صلّى المغرب ثم عقب، لم يتكلّم حتى يصلّي ركعتين، كتبا له في عليّين فان صلّى أربعاً كتبت له حجة وعمرة مبرورة ».

١٥ - ( باب جواز ترك النوافل ).

٣٠٠٢ / ١ - الشيخ الطبرسي في اعلام الورى: نقلاً من نوادر الحكمة باسناده: عن عائذ الاحمسي قال: دخلت على ابي عبدالله

____________________________

الباب - ١٤

١ - فلاح السائل ص ٢٤٨، عنه في البحار ج ٨٧ ص ١٠٠ ح ١٩.

(١) مابين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أصليها.

٢ - المصدر السابق ص ٢٣٢.

الباب - ١٥

١ - إعلام الورى ص ٢٧٤، وعنه في البحار ج ٨٧ ص ٢٩ ح ١٠.

٥٣

عليه‌السلام، وانما (١) اريد ان أسأله عن صلاة الليل، ونسيت فقلت: السلام عليك يا ابن رسول الله فقال: « اجل والله، انا ولده، وما نحن بذي قرابة، من اتى الله بالصلوات الخمس المفروضات، لم يسأل عما سوى ذلك » فاكتفيت بذلك.

٣٠٠٣ / ٢ - نهج البلاغة: قال عليه‌السلام: « إذا أضرّت النوافل بالفرائض فارفضوها ».

وقال عليه‌السلام: « قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول ».

[ وقال عليه‌السلام: ] (١) « إذا أضرّت النوافل بالفرائض فارفضوها » (٢).

وقال عليه‌السلام فيما كتب إلى الحارث الهمداني (٣): « وأطع الله في جل (٤) امورك، فان طاعة الله فاضلة على ما سواها، وخادع نفسك في العبادة، وارفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها، الا ما كان

____________________________

(١) في المصدر: وأنا.

٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢١ ح ٢٧٨ و ٢٨٩، وعنه في البحار ج ٨٧ ص ٣٠. ح ١٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) مابين القوسين تكررت في النسخة المخطوطة والحجرية، أمّا في البحار فقد نقل المجلسي « قدس سره » بدلاً عنها: « لا قربة للنوافل إذا أضرّت بالفرائض » وتجدها في النهج ج ٣ ص ١٦١ ح ٣٩ وهو الصواب، ولعلّه سهو من المؤلف قدّس سرّه.

(٣) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٣، اعلام الدين ص ٢٦، وعنهما في البحار ج ٨٧ ص ٣٠ ح ١٤.

(٤) في المصدر: جميع

٥٤

مكتوبا عليك من الفريضة، فانه لا بد من قضائها وتعاهدها عند محلها ».

٣٠٠٤ / ٣ - الشهيد رحمه الله في الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة، والبحار عن اعلام الدين للديلمي: قال الصادق عليه‌السلام: « ان القلب يحيا ويموت، فإذا حيّ فأدِّبه بالتطوع، وإذا مات فاقصره على الفرائض ».

٣٠٠٥ / ٤ - وعن الثاني قال الرضا عليه‌السلام: « ان للقلوب اقبالا وادبارا ونشاطا وفتوراً، فإذا اقبلت بصرت وفهمت، وإذا ادبرت كلّت وملّت فخذوها عند اقبالها ونشاطها، واتركوها عند ادبارها وفتورها ».

ورواه والذي قبله، أبويعلى الجعفري، في كتاب النزهة، عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٠٠٦ / ٥ - وقال الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام: « ان للقلوب اقبالا وادبارا، فإذا اقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا ادبرت فاقصروها على الفرائض »

____________________________

٣ - الدرة الباهرة ص ٣٤، اعلام الدين ص ٩٧، وعنهما في البحار ج ٨٧ ص ٤٧ ح ٤٢.

٤ - البحار ج ٨٧ ص ٤٧ ح ٤٣، عن اعلام الدين ص ٩٨.

(١) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ٥٥ وص ٦٤.

٥ - البحار ج ٨٧ ص ٤٨ ذيل الحديث ٤٣، عن اعلام الدين ص ١٠٠.

٥٥

١٦ - ( باب تأكّد استحباب المداومة على النوافل، والإقبال بالقلب على الصلاة )

٣٠٠٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه بلغه عن عمار الساباطي، انه روى عنه ان السنة من الصلاة مفروضة، فأنكر ذلك، وقال: « اين يذهب (١)؟ ليس هكذا حدّثته، إنّما قلت: إنّه من صلّى فأقبل على صلاته ولم يحدّث نفسه، (فما أقبل عليها أقبل الله عليه) (٢)، فربّما رفع من الصلاة ربعها ونصفها وخمسها وثلثها، وانّما امر بالسنّة ليكمل بها ما ذهب من المكتوبة ».

٣٠٠٨ / ٢ - وروينا عن علي بن الحسين عليهما‌السلام، أنّه صلّى فسقط الرداء (١) عن منكبيه، فتركه حتى فرغ من صلاته، فقال له بعض أصحابه: يابن رسول الله، سقط رداؤك عن منكبيك، فتركته ومضيت في صلاتك، [ وقد نهيتنا عن مثل هذا ] (٢) فقال: « ويحك أتدري بين يدى من كنت؟ شغلني والله ذلك عن هذه، أتعلم أنّه لا يقبل من صلاة العبد إلّا ما أقبل عليه » فقال له: يابن رسول الله (٣) هلكنا إذاً! قال: « كلا، إنّ الله يتمّ ذلك بالنوافل ».

____________________________

الباب - ١٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠٨

(١) في المصدر: ذهب.

(٢) في المصدر: فيها أقبل الله عليه ما أقبل عليها.

٢ - المصدر السابق ج ١ ص ١٥٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٥.

(١) في المصدر: رداؤه.

(٢) مابين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: قد.

٥٦

٣٠٠٩ / ٣ - وعن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام أنّهما قالا: « انّما للعبد من صلاته، ما أقبل عليه منها، فإذا أوهمها كلّها، لفّت فضرب بها وجهه ».

٣٠١٠ / ٤ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « إذا أحرمت في الصلاة فأقبل عليها، فإنّك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك، فربما لم يرفع من الصلاة إلّا الثلث (١) أو الربع أو السدس، على قدر إقبال المصلّي على صلاته، ولا يعطي الله الغافل (٢) شيئاً ».

٣٠١١ / ٥ - وعن علي عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنّه قال: « صلاة ركعتين خفيفتين في تمكّن، خير من قيام ليلة ».

٣٠١٢ / ٦ - عوالي اللآلي: قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ان العبد ليصلّي الصلاة، لا يكتب له سدسها ولا عشرها، وانّما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها ».

٣٠١٣ / ٧ - الصدوق في الخصال: عن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن ابيه، عن عبدالله بن محمّد بن خالد الطيالسي، عن ابيه، عن ابن ابي عمير، عن محمّد بن

____________________________

٣ - المصدر السابق ج ١ ص ١٥٨، والبحار ج ٨٤ ص ٢٦٥.

٤ - المصدر السابق ج ١ ص ١٥٨، والبحار ج ٨٤ ص ٢٦٦.

(١) في المصدر: إلا النصف أو الثلث...

(٢) وفيه: القلب الغافل

٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢٥ ح ٦٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٩ ح ٤١.

٧ - الخصال ص ٥١٧ ح ٤، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٠ ح ٤٤.

٥٧

حمران، عن أبيه، عن ابي جعفر عليه‌السلام، قال: « كان علي بن الحسين عليهما‌السلام، إذا قام في صلاته غشى لونه لون آخر - إلى أن قال عليه‌السلام - وقال عليه‌السلام: ان العبد لا يقبل من صلاته، الّا ما اقبل عليه منها بقلبه فقال رجل: هلكنا فقال: (ان الله متمّ) (١) ذلك بالنوافل » الخبر.

٣٠١٤ / ٨ - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال: يا محمّد ان ربك يقول: من اهان عبدي المؤمن [ فقد ] (١) استقبلني بالمحاربة، وما تقرب اليّ عبدي المؤمن بمثل اداء الفرائض، وانه ليتنفّل لي حتى احبّه، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها » الخبر.

٣٠١٥ / ٩ - وعن ابي جعفر عليه‌السلام قال: « قال الله عزّوجلّ: من اهان لي وليا، فقد ارصد لمحاربتي، وما تقرب الي عبدي بمثل ما افترضت عليه، وانه ليتقرب الي بالنافلة حتى احبه، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ان دعاني اجبته، وان سألني اعطيته » الخبر.

٣٠١٦ / ١٠ - الشهيد الثاني رحمه الله في أسرار الصلاة: عن النبي

____________________________

(١) في المصدر: كلا إن الله متمم

٨ - المؤمن ص ٣٢ ح ٦١

(١) أثبتناه من المصدر

٩ - المؤمن ص ٣٢ ح ٦٢

١٠ - رسائل الشهيد - كتاب أسرار الصلاة ص ١٠٧

٥٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ان من الصلاة لما يقبل نصفها، وثلثها، وربعها، وخمسها، إلى العشر، وان منها لما يلف كما يلف الثوب الخلق، فيضرب بها وجه صاحبها، وانما لك من صلاتك ما اقبلت عليه بقلبك ».

٣٠١٧ / ١١ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إذا قام العبد للصلاة، فكان هواه وقلبه إلى الله تعالى، انصرف كيوم ولدته امه ».

٣٠١٨ / ١٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا احرم العبد في صلاته، اقبل الله عليه بوجهه، ووكل به ملكا يلتقط القرآن من فيه التقاطا، فان اعرض اعرض الله عنه، ووكله إلى الملك، فان هو اقبل على صلاته بكليته، رفعت صلاته كاملة، وان سها فيها بحديث النفس، نقص من صلاته بقدر ما سها وغفل، ورفع من صلاته ما اقبل عليه منها، ولا يعطي الله القلب الغافل شيئا، وانما جعلت النافلة ليكمل (١) بها الفريضة ».

٣٠١٩ / ١٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يقبل الله صلاة امرئ لا يحضر فيها قلبه »

____________________________

١١ - المصدر السابق ص ١٢٢.

١٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٣، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٠٦ قطعة منه.

(١) في المصدر: لتكمل.

١٣ - لب الالباب: مخطوط.

٥٩

١٧ - ( باب استحباب قضاء النوافل إذا فاتت، فإن عجز استحب له الصدقة عن كلّ ركعتين بمدّ، فإن عجز فعن كلّ أربع ركعات بمدّ، فإن عجز فعن نوافل النهار بمدّ، وعن نوافل الليل بمدّ، واستحباب اختيار القضاء على الصدقة )

٣٠٢٠ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال تعالى: ( الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ) (١) قال: يدومون على اداء الفرائض والنوافل، وان فاتهم بالليل قضوا بالنهار، وان فاتهم بالنهار قضوا بالليل ».

١٨ - ( باب سقوط ركعتين عن كلّ رباعيّة في السفر، وسقوط

نافلة الظهر والعصر، فيه خاصّة )

٣٠٢١ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « اعلم - يرحمك الله - ان فرض السفر ركعتان، الّا الغداة، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ تركها على حالها، في السفر والحضر، واضاف إلى المغرب ركعة، واما الظهر ركعتان، والعصر ركعتان، والمغرب ثلاث ركعات ».

وقال (١) عليه‌السلام في موضع آخر: « وصلاة السفر الفريضة إحدى عشرة ركعة الظهر ركعتان، والعصر ركعتان، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة ركعتان، والغداة ركعتان ».

____________________________

الباب - ١٧

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٠ ح ٢٣

(١) المعارج ٧٠: ٢٣

الباب - ١٨

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٦، وعنه في البحار ج ٨٩ ص ٦٥ ح ٣٥

(١) نفس المصدر ص ٦

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491