الميزان في تفسير القرآن الجزء ٤

الميزان في تفسير القرآن0%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 458

الميزان في تفسير القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
تصنيف: الصفحات: 458
المشاهدات: 120033
تحميل: 4287


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 458 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 120033 / تحميل: 4287
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الرواة، و ظاهره أنّه تعليل بالعلم فيرجع إلى التفسير بالعلماء.

و اعلم أيضاً أنّه قد نقل في أسباب نزول هذه الآيات اُمور كثيرة، و قصص مختلفة شتّى لكنّ التأمّل فيها لا يدع ريباً في أنّها جميعاً من قبيل التطبيق النظريّ من رواتها، و لذلك تركنا إيرادها لعدم الجدوى في نقلها، و إن شئت تصديق ذلك فعليك بالرجوع إلى الدرّ المنثور، و تفسير الطبريّ، و أشباههما.

و في محاسن البرقيّ، بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تعالى:( فَلا وَ ربّك لا يُؤْمِنُونَ ) الآية، قال: التسليم، الرضا، و القنوع بقضائه.

و في الكافي، بإسناده عن عبدالله الكاهليّ قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له، و أقاموا الصلاة، و آتوا الزكاة، و حجّوا البيت، و صاموا شهر رمضان ثمّ قالوا الشي‏ء صنعه الله و صنع رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لم صنع هكذا و كذا؟، و لو صنع خلاف الّذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثمّ تلا هذه الآية:( فَلا وَ ربّك لا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثمّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً ممّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ثمّ قال أبوعبداللهعليه‌السلام : عليكم بالتسليم.

و في تفسير العيّاشيّ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليّ عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: و الله لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له و أقاموا الصلاة، و آتوا الزكاة، و حجّوا البيت، و صاموا شهر رمضان ثمّ قالوا لشي‏ء صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لم صنع كذا و كذا؟ و وجدوا ذلك في أنفسهم لكانوا بذلك مشركين، ثمّ قرأ:( فَلا وَ ربّك لا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثمّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً - ممّا قضى محمّد و آل محمّد -وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .

أقول: و في معنى الروايتين روايات اُخر، و الّذي ذكرهعليه‌السلام تعميم في الآية من جهة الملاك من جهتين: من جهة أنّ الحكم لا يفرّق فيه بين أن يكون حكماً تشريعيّاً أو تكوينيّاً، و من جهة أنّ الحاكم بالحكم لا يفرّق فيه بين أن يكون هو الله أو رسوله.

و اعلم أنّ هناك روايات تطبق الآيات أعني قوله:( فَلا وَ ربّك لا يُؤْمِنُونَ ) إلى آخر الآيات على ولاية عليّعليه‌السلام أو على ولاية أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، و هو من

٤٤١

مصاديق التطبيق على المصاديق، فإنّ الله سبحانه و رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و الأئمّة من أهل البيتعليهم‌السلام مصاديق الآيات و هي جارية فيهم.

و في أمالي الشيخ، بإسناده إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله ما أستطيع فراقك، و إنّي لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي و اُقبل حتّى أنظر إليك حبّاً لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة فاُدخلت الجنّة فرفعت في أعلى علّيّين فكيف لي بك يا نبيّ الله؟ فنزل:( وَ مَنْ يُطِعِ الله وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النبيّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حسن أُولئِكَ رَفِيقاً ) فدعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرجل فقرأها عليه و بشّره بذلك.

أقول: و هذا المعنى مرويّ من طرق أهل السنّة أيضاً رواه في الدرّ المنثور، عن الطبرانيّ و ابن مردويه و أبي نعيم في الحلية و الضياء المقدّسيّ في صفة الجنّة و حسّنه عن عائشة، و عن الطبرانيّ و ابن مردويه من طريق الشعبيّ عن ابن عبّاس، و عن سعيد بن منصور و ابن المنذر عن الشعبيّ، و عن ابن جرير عن سعيد بن جبير.

و في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب عن أنس بن مالك عمّن سمّى عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( وَ مَنْ يُطِعِ الله وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النبيّينَ ) يعني محمّداً و( الصِّدِّيقِينَ ) يعني عليّاً و كان أوّل من صدّق و( الشُّهَداءِ ) يعني عليّاً و جعفراً و حمزة و الحسن و الحسينعليهم‌السلام .

أقول: و في هذا المعنى أخبار اُخر.

و في الكافي، عن الباقرعليه‌السلام قال: أعينونا بالورع فإنّه من لقي الله بالورع كان له عند الله فرحاً فإنّ الله عزّوجلّ يقول:( وَ مَنْ يُطِعِ الله وَ الرَّسُولَ ) ، و تلا الآية ثمّ قال: فمنّا النبيّ و منّا الصديق و منا الشهداء و الصالحون.

و فيه، عن الصادقعليه‌السلام : المؤمن مؤمنان: مؤمن وفى الله بشروطه الّتي اشترطها عليه فذلك مع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن اُولئك رفيقاً، و ذلك ممّن يشفع و لا يشفع له، و ذلك ممّن لا يصيبه أهوال الدنيا و و لا أهوال الآخرة، و مؤمن

٤٤٢

زلّت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ، و ذلك ممّن يصيبه أهوال الدنيا و أهوال الآخرة و يشفع له، و هو على خير.

أقول: في الصحاح: الخامة: الغضّة الرطبة من النبات انتهى، و يقال: كفأت فلاناً فانكفأ أي صرفته فانصرف و رجع، و هوعليه‌السلام يشير في الحديث إلى ما تقدّم في تفسير قوله:( صِراطَ الّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) الفاتحة: ٧، أنّ المراد بالنعمة الولاية فينطبق على قوله تعالى:( إلّا إِنَّ أَوْلِياءَ الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ الّذينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ ) يونس: ٦٣، و لا سبيل لأهوال الحوادث إلى أولياء الله الّذين ليس لهم إلّا الله سبحانه.

٤٤٣

( سورة النساء الآيات ٧١ - ٧٦)

يَاأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيع( ٧١) وَإِنّ مِنكُمْ لَمَن لَيُبَطّئَنّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيّ إِذْ لَمْ أَكُن مَعَهُمْ شَهِيد( ٧٢) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللّهِ لَيَقُولَنّ كَأَن لَم تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيم( ٧٣) فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيم( ٧٤) وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِن لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَدُنكَ نَصِير( ٧٥) الّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشّيْطَانِ إِنّ كَيْدَ الشّيْطَانِ كَانَ ضَعِيف( ٧٦)

( بيان)

الآيات بالنسبة إلى ما تقدّمها - كما ترى - بمنزلة ذي المقدّمة بالنسبة إلى المقدّمة و هي تحثّ و تستنهض المؤمنين للجهاد في سبيل الله، و قد كانت المحنة شديدة على المؤمنين أيّام كانت تنزل هذه الآيات، و هي كأنّها الربع الثاني من زمن إقامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة كانت العرب هاجت عليهم من كلّ جانب لإطفاء نور الله، و هدم ما ارتفع من بناية الدين يغزو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشركي مكّة و طواغيت قريش، و يسري السرايا إلى أقطار الجزيرة، و يرفع قواعد الدين بين المؤمنين، و في داخلهم جمع المنافقين و هم ذو قوّة و شوكة، و قد بان يوم اُحد أنّ لهم عدداً لا ينقص من نصف

٤٤٤

عدّة المؤمنين بكثير(١) ، و كانوا يقلّبون الاُمور على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و يتربّصون به الدوائر، و يثبّطون المؤمنين و فيهم مرضى القلوب سمّاعون لهم، و حولهم اليهود يفتّنون المؤمنين و يغزونهم‏، و كانت عرب المدينة تحترمهم، و تعظّم أمرهم من قديم عهدهم فكانوا يلقون إليهم من باطل القول و مضلّات الأحاديث ما يبطل به صادق إرادتهم، و ينتقض به مبرم جدّهم، و من جانب آخر كانوا يشجّعون المشركين عليهم، و يطيبون نفوسهم في مقاومتهم، و البقاء و الثبات على كفرهم و جحودهم، و تفتين من عندهم من المؤمنين.

فالآيات السابقة كالمسوقة لإبطال كيد اليهود للمسلمين، و إمحاء آثار إلقاءاتهم على المؤمنين، و ما في هذه الآيات من حديث المنافقين هو كتتميم إرشاد المؤمنين، و تكميل تعريفهم حاضر الحال ليكونوا على بصيرة من أمرهم، و على حذر من الداء المستكنّ الّذي دبّ في داخلهم، و نفذ في جمعهم، و ليبطل بذلك كيد أعدائهم الخارجين المحيطين بهم، و يرتدّ أنفاسهم إلى صدورهم، و ليتمّ نور الدين في سطوعه، و الله متمّ نوره و لو كره المشركون و الكافرون.

قوله تعالى: ( يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جميعاً ) الحذر بالكسر فالسكون ما يحذر به و هو آلة الحذر كالسلاح، و ربّما قيل: إنّه مصدر كالحذر بفتحتين، و النفر هو السير إلى جهة مقصودة، و أصله الفزع، فالنفر من محلّ السير فزع عنه و إلى محلّ السير فزع إليه، و الثبات جمع ثبة، و هي الجماعة على تفرقة، فالثبات الجماعة بعد الجماعة بحيث تتفصّل ثانية عن اُولى، و ثالثة عن ثانية، و يؤيّد ذلك مقابلة قوله:( فَانْفِرُوا ثُباتٍ ) قوله:( أَوِ انْفِرُوا جميعاً ) .

و التفريع في قوله:( فَانْفِرُوا ثُباتٍ ) ، على قوله:( خُذُوا حِذْرَكُمْ ) ، بظاهره يؤيّد كون المراد بالحذر ما به الحذر على أن يكون كناية عن التهيّؤ التامّ للخروج إلى الجهاد و يكون المعنى: خذوا أسلحتكم أي أعدّوا للخروج و اخرجوا إلى عدوّكم فرقة فرقة (سرايا) أو اخرجوا إليهم جميعاً (عسكراً).

____________________

(١) و قد تقدّم في أحاديث أحد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج إلى أحد في ألف ثمّ رجع منهم ثلاثمائة من المنافقين مع عبدالله بن اُبيّ، و بقي مع النبيّ سبعمائة.

٤٤٥

و من المعلوم أنّ التهيّؤ و الإعداد يختلف باختلاف عدّة العدوّ و قوّته فالترديد في قوله: أو انفروا، ليس تخييراً في كيفيّة الخروج و إنّما الترديد بحسب تردّد العدوّ من حيث العدّة و القوّة أي إذا كان عددهم قليلاً فثبة، و إن كان كثيراً فجميعاً.

فيؤل المعنى - و خاصّة بملاحظة الآية التالية:( وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ) ، - إلى نهيهم عن أن يضعوا أسلحتهم، و ينسلخوا عن الجدّ و بذل الجهد في أمر الجهاد فيموت عزمهم و يفتقد نشاطهم في إقامة أعلام الحقّ، و يتكاسلوا أو يتبطّؤوا أو يتثبّطوا في قتال أعداء الله، و تطهير الأرض من قذارتهم.

قوله تعالى: ( وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ) ، قيل: إنّ اللّام الاُولي لام الابتداء لدخولها على اسم إنّ، و اللّام الثانية لام القسم لدخولها على الخبر و هي جملة فعليّة مؤكّدة بنون التأكيد الثقيلة، و التبطئة و الإبطاء بمعنى، و هو التأخير في العمل.

و قوله:( وَ إِنَّ مِنْكُمْ ) ، يدلّ على أنّ هؤلاء من المؤمنين المخاطبين في صدر الآية بقوله:( يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا ) ، على ما هو ظاهر كلمة( مِنْكُمْ ) كما يدلّ عليه ما سيأتي من قوله:( أَ لَمْ تَرَ إِلَى الّذينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ) ، فإنّ الظاهر أنّ هؤلاء أيضاً كانوا من المؤمنين، مع قوله تعالى بعد ذلك:( فلمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ) ، و قوله:( وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حسنةٌ ) إلخ و كذا قوله:( فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ الله الّذينَ ) ، و قوله:( وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله ) ، و قوله:( الّذينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله ) ، كلّ ذلك تحريض و استنهاض للمؤمنين و فيهم هؤلاء المبطّؤون على ما يلوح إليه اتّصال الآيات.

على أنّه ليس في الآيات ما يدلّ بظاهره على أنّ هؤلاء المبطّئين من المنافقين الّذين لم يؤمنوا إلّا بظاهر من القول، مع أنّ في بعض ما حكى الله عنهم دلالة ما على إيمانهم في الجملة كقوله تعالى:( فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَيَّ ) ، و قوله تعالى:( ربّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ ) إلخ.

نعم ذكر المفسّرون أنّ المراد بقوله:( وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ ) ، المنافقون، و أنّ معنى كونهم منهم دخولهم في عددهم، أو اشتراكهم في النسب فهم منهم نسباً أو اشتراكهم مع المؤمنين

٤٤٦

في ظاهر حكم الشريعة بحقن الدماء و الإرث و نحو ذلك لتظاهرهم بالشهادتين، و قد عرفت أنّ ذلك تصرّف في ظاهر القرآن من غير وجه.

و إنّما دعاهم إلى هذا التفسير حسن الظنّ بالمسلمين في صدر الإسلام (كلّ من لقي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و آمن به) و البحث التحليليّ فيما ضبطه التاريخ من سيرتهم و حياتهم مع النبيّ و بعد يضعّف هذا الظنّ، و الخطابات القرآنيّة الحادّة في خصوصهم توهن هذا التقدير.

و لم تسمح الدنيا حتّى اليوم باُمّة أو عصابة طاهرة تألّفت من أفراد طاهرة من غير استثناء مؤمنة واقفة على قدم صدق من غير عثرة قطّ ( إلّا ما نقل في حديث الطفّ ) بل مؤمنو صدر الإسلام كسائر الجماعات البشريّة فيهم المنافق و المريض قلبه و المتّبع هواه و الطاهر سرّه.

و الّذي يمتاز به الصدر الأوّل من المسلمين هو أنّ مجتمعهم كان مجتمعاً فاضلاً يقدمهم رسول الله ص، و يغشاهم نور الإيمان، و يحكم فيهم سيطرة الدين، هذا حال مجتمعهم من حيث إنّه مجتمع، و إن كان يوجد بينهم من الأفراد الصالح و الطالح جميعاً، و في صفاتهم الروحيّة الفضيلة و الرذيلة معاً و كلّ لون من ألوان الأخلاق و الملكات.

و هذا هو الّذي يذكره القرآن من حالهم، و يبيّنه من صفاتهم قال تعالى:( محمّد رَسُولُ الله وَ الّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكفّار رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ - إلى أن قال -وَعَدَ الله الّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً ) الفتح: ٢٩، فقد بدأ تعالى بذكر صفاتهم و فضائلهم الاجتماعيّة مطلقة، و ختم بذكر المغفرة و الأجر لأفرادهم مشروطة.

قوله تعالى: ( فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ) أي من قتل أو جرح( قالَ قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً ) حتّى أبتلى بمثل ما ابتلي به المؤمنون.

قوله تعالى: ( وَ لَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله ) من قبيل غنيمة الحرب و نحوها، و الفضل هو المال و ما يماثله، و قوله:( لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي

٤٤٧

كُنْتُ مَعَهُمْ ) ، تشبيه و تمثيل لحالهم فإنّهم مؤمنون، و المسلمون يدٌ واحدة يربط بعضهم ببعض أقوى الروابط، و هو الإيمان بالله و آياته الّذي يحكم على جميع الروابط الاُخر من نسب أو ولاية أو بيعة أو مودّة لكنّهم لضعف إيمانهم لا يرون لأنفسهم أدنى ربط يربطهم بالمؤمنين فيتمنّون الكون معهم و الحضور في جهادهم كما يتمنّى الأجنبيّ فضلاً ناله أجنبيّ فيقول أحدهم:( يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) ، و من علائم ضعف إيمانهم إكبارهم أمر هذه الغنائم، و عدّهم حيازة الفضل و المال فوزاً عظيماً، و كلّ مصيبة أصابت المؤمنين في سبيل الله من قتل أو جرح أو تعب نقمة.

قوله تعالى: ( فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ الله الّذينَ يَشْرُونَ ) ، قال في المجمع: يقال شريت أي بعت، و اشتريت أي ابتعت، فالمراد بقوله يشرون الحياة الدنيا بالآخرة أي يبيعون حياتهم الدنيا و يبدّلونها بالآخرة.

و الآية تفريع على ما تقدّم من الحثّ على الجهاد، و ذمّ من يبطّئ في الخروج إليه ففيها تجديد للحثّ على القتال في سبيل الله بتذكير أنّ هؤلاء جميعاً مؤمنون، قد شروا بإسلامهم لله تعالى الحياة الدنيا بالآخرة كما قال:( إِنَّ الله اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجنّة ) التوبة: ١١١، ثمّ صرّح على فائدة القتال الحسنة و أنّها الأجر العظيم على أيّ حال بقوله:( وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ الله ) إلخ.

فبيّن أنّ أمر المقاتل في سبيل الله ينتهي إلى إحدى عاقبتين محمودتين: أن يقتل في سبيل الله، أو يغلب عدوّ الله، و له أيّ حال أجر عظيم، و لم يذكر ثالث الاحتمالين و هو الانهزام تلويحاً إلى أنّ المقاتل في سبيل الله لا ينهزم.

و قدّم القتل على الغلبة لأنّ ثوابه أجزل و أثبت فإنّ المقاتل الغالب على عدوّ الله و إن كان يكتب له الأجر العظيم إلّا أنّه على خطر الحبط باقتراف بعض الأعمال الموجبة لحبط الأعمال الصالحة، و استتباع السيّئة بعد الحسنة بخلاف القتل إذ لا حياة بعده إلّا حياة الآخرة فالمقتول في سبيل الله يستوفي أجره العظيم حتماً، و أمّا الغالب في سبيل الله فأمره مراعى في استيفاء أجره.

قوله تعالى: ( وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ ) إلخ عطف على

٤٤٨

موضع لفظ الجلالة، و الآية تشتمل على حثّ و تحريض آخر على القتال في لفظ الاستفهام بتذكير أنّ قتالكم قتال في سبيل الله سبحانه، و هو الّذي لا بغية لكم في حياتكم السعيدة إلّا رضوانه، و لا سعادة أسعد من قربه، و في سبيل المستضعفين من رجالكم و نسائكم و ولدانكم.

ففي الآية استنهاض و تهييج لكافّة المؤمنين و إغراء لهم: أمّا المؤمنون خالصو الإيمان و طاهرو القلوب فيكفيهم ذكر الله جلّ ذكره في أن يقوموا على الحقّ و يلبّوا نداء ربّهم و يجيبوا داعيه، و أمّا من دونهم من المؤمنين فإن لم يكفهم ذلك فليكفهم أنّ قتالهم هذا على أنّه قتال في سبيل الله قتال في سبيل من استضعفه الكفّار من رجالهم و نسائهم و ذراريهم فليغيروا لهم و ليتعصّبوا.

و الإسلام و إن أبطل كلّ نسب و سبب دون الإيمان إلّا أنّه أمضى بعد التلبّس بالإيمان الأنساب و الأسباب القوميّة فعلى المسلم أن يفدي عن أخيه المسلم المتّصل به بالسبب الّذي هو الإيمان، و عن أقربائه من رجاله و نسائه و ذراريه إذا كانوا على الإسلام فإنّ ذلك يعود بالآخرة إلى سبيل الله دون غيره.

و هؤلاء المستضعفون الّذين هم أبعاضهم و أفلاذهم مؤمنون بالله سبحانه بدليل قوله:( الّذينَ يَقُولُونَ ربّنا ) إلخ، و هم مع ذلك مذلّلون معذّبون يستصرخون و يستغيثون بقولهم: ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، و قد أطلق الظلم، و لم يقل: الظالم أهلها على أنفسهم، و فيه إشعار بأنّهم كانوا يظلمونهم بأنواع التعذيب و الإيذاء و كذلك كان الأمر.

و قد عبّر عن استغاثتهم و استنصارهم بأجمل لفظ و أحسن عبارة فلم يحك عنهم أنّهم يقولون: يا للرجال، يا للسراة، يا قوماه، يا عشيرتاه بل حكى أنّهم يدعون ربّهم و يستغيثون بمولاهم الحقّ فيقولون:( ربّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها ) ثمّ يشيرون إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و إلى من معه من المؤمنين المجاهدين بقولهم:( وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ) ، فهم يتمنّون وليّاً، و يتمنّون نصيراً لكن لا يرضون دون أن يسألوا ربّهم الوليّ و النصير.

٤٤٩

( كلام في الغيرة و العصبية)

انظر إلى هذا الأدب البارع الإلهيّ الّذي أتى به الكتاب العزيز و قسه إلى ما عندنا من ذلك بحسب قضاء الطبع ترى عجباً.

لا شكّ أنّ في البنية الإنسانيّة ما يبعثه إلى الدفاع عمّا يحترمه و يعظّمه كالذراريّ و النساء و الجاه و كرامة المحتد و نحو ذلك و هو حكم توجبه الفطرة الإنسانيّة و تلهمه إيّاه لكنّ هذا الدفاع ربّما كان محموداً إذا كان حقّاً و للحقّ، و ربّما كان مذموماً يستتّبع الشقاء و فساد اُمور الحياة إذا كان باطلاً و على الحقّ.

و الإسلام يحفظ من هذا الحكم أصله و هو ما للفطرة، و يبطل تفاصيله أوّلاً ثمّ يوجّهه إلى جهة الله سبحانه بصرفه عن كلّ شي‏ء ثمّ يعود به إلى موارده الكثيرة فيسبك الجميع في قالب التوحيد بالإيمان بالله فيندب الإنسان أن يتعصّب لرجاله و نسائه و ذراريّه و لكلّ حقّ بإرجاع الجميع إلى جانب الله فالإسلام يؤيّد حكم الفطرة، و يهذّبه من شوب الأهواء و الأمانيّ الفاسدة و يصفّي أمره في جميع الموارد، و يجعلها جميعاً شريعة إنسانيّة يسلكها الإنسان على الفطرة، و يخلّصها من ظلمة التناقض إلى نور التوافق و التسالم، فما يدعو إليه الإسلام و يشرّعه لا تناقض و لا تضادّ بين أجزائه و أطرافه، يشترك جميعها في أنّها من شؤون التوحيد، و يجتمع كلّها في أنّها اتّباع للحقّ فيعود جميع الأحكام حينئذ كلّيّة و دائمة و ثابتة من غير تخلّف و اختلاف.

قوله تعالى: ( الّذينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله - إلى قوله -الطَّاغُوتِ ) مقايسة بين الّذين آمنوا و الّذين كفروا من جهة وصف قتالهم، و بعبارة اُخرى من جهة نيّة كلّ من الطائفتين في قتالهم ليعلم بذلك شرف المؤمنين على الكفّار في طريقتهم و أنّ سبيل المؤمنين ينتهي إلى الله سبحانه و يعتمد عليه بخلاف سبيل الكفّار ليكون ذلك محرّضاً آخر للمؤمنين على قتالهم.

قوله تعالى: ( فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) الّذين

٤٥٠

كفروا لوقوعهم في سبيل الطاغوت خارجون عن ولاية الله، فلا مولى لهم إلّا ولي الشرك و عبادة غير الله تعالى، و هو الشيطان فهو وليّهم، و هم أولياؤه.

و إنّما استضعف كيد الشيطان لأنّه سبيل الطاغوت الّذي يقابل سبيل الله، و القوّة لله جميعاً فلا يبقى لسبيل الطاغوت الّذي هو مكيدة الشيطان إلّا الضعف، و لذلك حرّض المؤمنين عليهم ببيان ضعف سبيلهم، و شجّعهم على قتالهم، و لا ينافي ضعف كيد الشيطان بالنسبة إلى سبيل الله قوّته بالنسبة إلى من اتّبع هواه، و هو ظاهر.

( بحث روائي‏)

في المجمع، في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ) الآية، قال: سمّي الأسلحة حذراً لأنّها الآلة الّتي بها يتّقى الحذر: قال: و هو المرويّ عن أبي جعفرعليه‌السلام .

قال: و روي عن أبي جعفرعليه‌السلام : أنّ المراد بالثبات السرايا، و بالجميع العسكر.

و في تفسير العيّاشيّ، عن سليمان بن خالد عن أبي عبداللهعليه‌السلام : يا أيّها الّذين آمنوا فسمّاهم مؤمنين و ليس هم بمؤمنين و لا كرامة، قال:( يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جميعاً - إلى قوله -فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) ، و لو أنّ أهل السماء و الأرض قالوا: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكانوا بذلك مشركين، و إذا أصابهم فضل من الله قال:( يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ ) فاُقاتل في سبيل الله.

أقول: و روى هذا المعنى الطبرسيّ في المجمع، و القمّيّ في تفسيره عنهعليه‌السلام و المراد بالشرك في كلامهعليه‌السلام الشرك المعنويّ لا الكفر الّذي يسلب ظاهر أحكام الإسلام عمّن تلبّس به، و قد تقدّم بيانه.

و فيه، عن حمران عن الباقرعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ ) الآية قال: نحن اُولئك.

أقول: و رواه أيضاً عن سماعة عن الصادقعليه‌السلام ، و لفظه: فأمّا قوله:( وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ )

٤٥١

الآية، فاُولئك نحن، الحديث‏، و الروايتان في مقام التطبيق و الشكوى من بغي الباغين من هذه الاُمّة، و ليستا في مقام التفسير.

و في الدرّ المنثور، أخرج أبوداود في ناسخه و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و البيهقيّ في سننه من طريق عطاء عن ابن عبّاس: في سورة النساء( خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جميعاً ) عصباً و فرقاً، قال: نسخها:( وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كافّة ) الآية.

أقول: الآيتان غير متنافيتين حتّى يحكم بنسخ الثانية للاُولى، و هو ظاهر بل لو كان فإنّما هو التخصيص أو التقييد. و الحمد لله.

٤٥٢

الفهرس

( سورة آل‏ عمران الآيات ١٢١ - ١٢٩ ). ٣

( بيان )‏. ٣

( بحث روائي‏ ). ٩

( سورة آل‏ عمران الآيات ١٣٠ - ١٣٨ ). ١٦

( بيان ). ١٦

( تعليم القرآن و قرانه العلم بالعمل ). ١٧

( بحث روائي‏ ). ٢١

( سورة آل عمران الآيات ١٣٩ - ١٤٨ ). ٢٦

( بيان ). ٢٦

( كلام في الامتحان و حقيقته ). ٣١

( سورة آل عمران الآيات ١٤٩ - ١٥٥ ). ٤٣

( بيان ). ٤٤

( معنى العفو و المغفرة في القرآن )‏. ٥٤

( سورة آل عمران الآيات ١٥٦ - ١٦٤ ). ٥٦

( بيان )‏. ٥٦

( سورة آل عمران الآيات ١٦٥ - ١٧١ ). ٦١

( بيان )‏. ٦١

( سورة آل عمران الآيات ١٧٢ - ١٧٥ ). ٦٦

( بيان )‏. ٦٦

( كلام في التوکّل )‏. ٦٨

( بحث روائي‏ ). ٦٩

( بحث تاريخي ). ٧٨

٤٥٣

( سورة آل عمران الآيات ١٧٦ - ١٨٠ ). ٨٢

( بيان )‏. ٨٢

( بحث روائي‏ ). ٨٦

( سورة آل عمران الآيات ١٨١ - ١٨٩ ). ٨٧

( بيان )‏. ٨٧

( بحث روائي‏ ). ٩٠

( سورة آل عمران الآيات ١٩٠ - ١٩٩ ). ٩٢

( بيان )‏. ٩٢

( بحث فلسفي و مقايسة ). ٩٥

( بحث روائي‏ ). ٩٦

( سورة آل عمران آية ٢٠٠ ). ٩٨

( بيان )‏. ٩٨

( كلام في المرابطة في المجتمع الإسلامي ). ٩٨

١- الإنسان و الاجتماع: ٩٨

٢- الإنسان و نموه في اجتماعه: ٩٩

٣- الإسلام و عنايته بالاجتماع: ١٠٠

٤- اعتبار الإسلام رابطة الفرد و المجتمع: ١٠٢

٥- هل تقبل سنة الإسلام الاجتماعيّة الإجراء و البقاء؟ ١٠٥

٦- بماذا يتكوّن و يعيش الاجتماع الإسلاميّ‏؟ ١١٥

٧- منطقان: منطق التعقّل و منطق الإحساس: ١٢٠

٨- ما معنى ابتغاء الأجر عند الله و الإعراض عن غيره؟ ١٢٢

٩- ما معنى الحرّيّة في الإسلام‏؟ ١٢٤

١٠- ما هو الطريق إلى التحوّل و التكامل في المجتمع الإسلاميّ‏؟ ١٢٦

١١- هل الإسلام بشريعته يفي بإسعاد هذه الحياة الحاضرة؟ ١٢٨

١٢- من الّذي يتقلد ولاية المجتمع في الإسلام و ما سيرته‏؟ ١٣٠

١٣- ثغر المملكة الإسلاميّة هو الاعتقاد دون الحدود الطبيعيّة أو الاصطلاحيّة: ١٣٣

١٤- الإسلام اجتماعيّ بجميع شؤونه: ١٣٥

٤٥٤

١٥- الدين الحقّ هو الغالب على الدنيا بالآخرة: ١٤١

( بحث روائي‏ ). ١٤٢

( سورة النساء مدنيّة و هي مائة و ست و سبعون آية )   ١٤٤

( سورة النساء آية ١ ). ١٤٤

( بيان ). ١٤٤

( كلام في عمر النوع الإنسانيّ و الإنسان الأولي )‏. ١٤٩

( كلام في أنّ النسل الحاضر ينتهي إلى آدم و زوجته )‏. ١٥١

( كلام في أنّ الإنسان نوع مستقلّ ). ١٥٤

( غير متحوّل من نوع آخر ). ١٥٤

( كلام في تناسل الطبقة الثانية من الإنسان )‏. ١٥٥

( بحث روائي‏ ). ١٥٧

( سورة النساء الآيات ٢ - ٦ ). ١٦٢

( بيان ). ١٦٢

( كلام في الجاهليّة الأولى )‏. ١٦٣

( كيف ظهرت الدعوة الإسلاميّة؟ ). ١٦٧

( كلام في أنّ جميع المال لجميع الناس )‏. ١٨٤

( بحث روائي‏ ). ١٨٧

( بحث علميّ في فصول ثلاثة ). ١٩٢

١- النكاح من مقاصد الطبيعة: ١٩٢

٢- استيلاء الذكور على الإناث: ١٩٥

٣- تعدد الزوجات: ١٩٦

( بحث علميّ آخر ملحق به ). ٢٠٩

( في تعدّد أزواج النبيّ ). ٢٠٩

( سورة النساء الآيات ٧ - ١٠ ). ٢١٣

( بيان ). ٢١٣

( كلام في انعكاس العمل إلى صاحبه ). ٢١٦

( بحث روائي‏ ). ٢١٩

٤٥٥

( سورة النساء الآيات ١١ - ١٤ ). ٢٢١

( بيان ). ٢٢١

( كلام في الإرث على وجه كلّي )‏. ٢٢٨

( بحث روائي‏ ). ٢٣٢

( بحث علميّ في فصول )‏. ٢٣٨

١- ظهور الإرث: ٢٣٨

٢- تحوّل الإرث تدريجاً: ٢٣٩

٣- الوراثة بين الاُمم المتمدّنة: ٢٣٩

٤- ما ذا صنع الإسلام و الظرف هذا الظرف؟: ٢٤٢

٥- علام استقرّ حال النساء و اليتامى في الإسلام؟: ٢٤٤

٦- قوانين الإرث الحديثة: ٢٤٧

٧- مقايسة هذه السنن بعضها إلى بعض: ٢٤٨

٨- الوصية: ٢٤٩

( سورة النساء الآيات ١٥ الى ١٦ ). ٢٥٠

( بيان ). ٢٥٠

( بحث روائي‏ ). ٢٥٣

( سورة النساء الآيات ١٧ الى ١٨ ). ٢٥٤

( بيان ). ٢٥٤

( كلام في التوبة ). ٢٦١

( بحث روائي‏ ). ٢٦٩

( سورة النساء الآيات ١٩ الى ٢٢ ). ٢٧١

( بيان ). ٢٧١

( بحث روائي‏ ). ٢٧٦

٤٥٦

( سورة النساء الآيات ٢٣ الى ٢٨ ). ٢٨٠

( بيان ). ٢٨٠

( بحث روائي‏ ). ٣٠٢

( بحث آخر روائي )‏. ٣٠٩

( بحث علمي ). ٣٣١

( بحث علميّ آخر ). ٣٣٣

( سورة النساء الآيات ٢٩ الى ٣٠ ). ٣٣٧

( بيان ). ٣٣٧

( بحث روائي‏ ). ٣٤٢

( سورة النساء آية ٣١ ). ٣٤٤

( بيان ). ٣٤٤

( كلام في الكبائر و الصغائر و تكفير السيّئات‏ ). ٣٤٥

( بحث روائي‏ ). ٣٥٤

( سورة النساء الآيات ٣٢ الى ٣٥ ). ٣٥٨

( بيان ). ٣٥٨

( كلام في حقيقة قرآنيّة ). ٣٦٢

( كلام في معنى قيمومة الرجال على النساء ). ٣٦٩

( بحث روائي‏ ). ٣٧١

( سورة النساء الآيات ٣٦ - ٤٢ ). ٣٧٧

( بيان ). ٣٧٧

( بحث روائي‏ ). ٣٨١

( سورة النساء آية ٤٣ ). ٣٨٣

( بيان ). ٣٨٣

( بحث روائي‏ ). ٣٨٥

( سورة النساء الآيات ٤٤ - ٥٨ ). ٣٨٦

( بيان ). ٣٨٧

( بحث روائي‏ ). ٤٠٤

٤٥٧

( سورة النساء الآيات ٥٩ - ٧٠ ). ٤١٢

( بيان ). ٤١٢

( بحث روائي‏ ). ٤٣٦

( سورة النساء الآيات ٧١ - ٧٦ ). ٤٤٤

( بيان ). ٤٤٤

( كلام في الغيرة و العصبية ). ٤٥٠

( بحث روائي‏ ). ٤٥١

٤٥٨