الميزان في تفسير القرآن الجزء ١٨

الميزان في تفسير القرآن0%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 429

الميزان في تفسير القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
تصنيف: الصفحات: 429
المشاهدات: 107430
تحميل: 4050


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 429 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 107430 / تحميل: 4050
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء 18

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

و لعلّ تقديم الجنّ على الإنس لسبق خلقهم على خلق الإنس قال تعالى:( وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) الحجر: 27، و العبادة هي غرض الفعل أي كمال عائد إليه لا إلى الفاعل على ما تقدّم.

و يظهر من القصر في الآية بالنفي و الاستثناء أن لا عناية لله بمن لا يعبده كما يفيده أيضاً قوله:( قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ ) .

قوله تعالى: ( ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ) الإطعام إعطاء الطعام ليطعم و يؤكل قال تعالى:( وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ ) الشعراء: 79، و قال:( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ) الإيلاف: 4، فيكون ذكر الإطعام بعد الرزق من قبيل ذكر الخاصّ بعد العامّ لتعلّق عناية خاصّة به و هي أنّ التغذّي أوسع حوائج الإنسان و غيره و أخّسها لكونه مسبوقاً بالجوع و ملحوقاً بالدفع.

و قيل: المراد بالرزق رزق العباد و المعنى: ما اُريد منهم أن يرزقوا عبادي الّذين أرزقهم و ما اُريد أن يطعموني نفسي.

و قيل: المراد بالإطعام تقديم الطعام إليه كما يقدّم العبد الطعام إلى سيّده و الخادم إلى مخدومه فيكون المراد بالرزق تحصيل أصل الرزق و بالإطعام تقديم ما حصّلوه و المعنى: ما اُريد منهم رزقاً يحصّلونه لي فأرتزق به و ما اُريد منهم أن يقدّموا إلىّ ما ارتزق به و أطعمه.

قوله تعالى: ( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) تعليل لقوله:( ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ ) إلخ، و الالتفات في الآية من التكلّم وحده إلى الغيبة لإنهاء التعليل إلى اسم الجلالة الّذي منه يبتدئ كلّ شي‏ء و إليه يرجع كأنّه قال: ما اُريد منهم رزقاً لأنّي أنا الرزّاق لأنّي أنا الله تبارك اسمه.

و التعبير بالرزّاق - اسم مبالغة - و كان الظاهر أن يقال: إنّ الله هو الرزاق للإشارة إلى أنّه تعالى إذا كان رازقاً وحده كان رزاقاً لكثرة من يرزقه فالآية نظير قوله:( وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) .

و ذو القوّة من أسمائه تعالى بمعنى القويّ لكنّه أبلغ من القويّ، و المتين أيضاً

٤٢١

من أسمائه تعالى بمعنى القويّ.

و التعبير بالأسماء الثلاثة للدلالة على انحصار الرزق فيه تعالى و أنّه لا يأخذه ضعف في إيصال الرزق إلى المرتزقين على كثرتهم.

قوله تعالى: ( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ ) الذنوب النصيب، و الاستعجال طلب العجلة و الحثّ عليها، و الآية متفرّعة على قوله:( وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) بلازم معناه.

و المعنى: فإذا كان هؤلاء الظالمون لا يعبدون الله و لا عناية له بهم و لا سعادة من قبله تشملهم فإنّ لهم نصيباً من العذاب مثل نصيب أصحابهم من الاُمم الماضية الهالكة فلا يطلبوا منّي أن اُعجّل لهم العذاب و لا يقولوا متى هذا الوعد إن كنتم صادقين، و أيّان يوم الدين.

و في الآية التفات من الغيبة إلى التكلّم وحده و هو في الحقيقة رجوع من سياق الغيبة الّذي في قوله:( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ) إلخ، إلى التكلّم وحده الّذي في قوله:( وَ ما خَلَقْتُ ) إلخ، لتفرّع الكلام عليه.

قوله تعالى: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) تفريع على قوله:( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً ) إلخ، و تنبيه على أنّ هذا الذنوب محقّق لهم يوم القيامة و إن أمكن أن يعجّل لهم بعضه، و هو يوم ليس لهم فيه إلّا الويل و الهلاك و هو يومهم الموعود.

و في تبديل قوله في الآية السابقة( لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) من قوله في هذه الآية:( لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) تنبيه على أنّ المراد بالظلم ظلم الكفر.

( بحث روائي‏)

في المجمع، و روي بالإسناد عن مجاهد قال: خرج عليّ بن أبي طالب معتمّاً مشتملاً في قميصة فقال: لمّا نزلت( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) لم يبق أحد منّا إلّا أيقن بالهلكة حين قيل للنبيّ:( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) فلمّا نزل( وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ

٤٢٢

الْمُؤْمِنِينَ ) طابت نفوسنا، و معناه: عظ بالقرآن من آمن من قومك فإنّ الذكرى تنفعهم. عن الكلبي.

أقول: و رواه في الدرّ المنثور، و روي أيضاً ما في معناه عن ابن راهويه و ابن مردويه عنهعليه‌السلام .

و في التوحيد، بإسناده عن ابن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : ما معنى قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له؟ فقال: إنّ الله عزّوجلّ خلق الجنّ و الإنس ليعبدوه و لم يخلقهم ليعصوه و ذلك قوله عزّوجلّ:( وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فيسّر كلّا لما خلق له فويل لمن استحبّ العمى على الهدى.

و في العلل، بإسناده إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: خرج الحسين بن عليّعليه‌السلام على أصحابه فقال: إنّ الله عزّوجلّ ما خلق العباد إلّا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه.

و فيه، بإسناده إلى أبي بصير قال: سألت أباعبداللهعليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ:( وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة.

أقول: و روى القمّيّ في تفسيره مثله مرسلاً و مضمراً، و قد مرّ في تفسير الآية ما يتّضح به معنى هذه الروايات، و أنّ هناك أغراضاً مترتّبة: التكليف و العبادة و المعرفة.

و في تفسير العيّاشيّ، عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) قال: خلقهم للعبادة. قال: قلت: قوله:( وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) فقال: نزلت هذه بعد ذلك.

أقول: أي نزلت( وَ لا يَزالُونَ ) إلخ، بعد( وَ ما خَلَقْتُ ) إلخ، يريد النسخ، و في تفسير القمّيّ: و في حديث آخر هي منسوخة بقوله:( وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) و المراد بالنسخ البيان و رفع الإبهام دون النسخ المصطلح، و كثيراً ما ورد بهذا المعنى في كلامهم

٤٢٣

عليهم‌السلام كما أشرنا إليه في تفسير قوله تعالى:( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) الآية البقرة: 106.

و المراد أنّ الغرض الأعلى هو الرحمة الخاصّة المترتّبة على العبادة و هي السعادة الخاصّة بالمعرفة..

و في التهذيب، بإسناده إلى سدير قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أيّ شي‏ء على الرجل في طلب الرزق؟ فقال: إذا فتحت بابك و بسطت بساطك فقد قضيت ما عليك.

تم و الحمد لله

٤٢٤

الفهرس

( سورة الشورى مكّيّة و هي ثلاث و خمسون آية )   2

( سورة الشورى الآيات 1 - 6 ). 2

( بيان‏ ). 2

( بحث روائي‏ ). 10

( سورة الشورى الآيات 7 - 12 ). 15

( بيان‏ ). 15

( سورة الشورى الآيات 13 - 16 ). 26

( بيان‏ ). 26

( بحث روائي‏ ). 35

( سورة الشورى الآيات 17 - 26 ). 37

( بيان‏ ). 38

( بحث روائي‏ ). 52

( سورة الشورى الآيات 27 - 50 ). 55

( بيان‏ ). 57

( بحث روائي‏ ). 71

( سورة الشورى الآيات 51 - 53 ). 75

( بيان‏ ). 75

( بحث روائي‏ ). 82

( سورة الزخرف مكّيّة و هي تسع و ثمانون آية )   85

( سورة الزخرف الآيات 1 - 14 ). 85

( بيان‏ ). 85

( سورة الزخرف الآيات 15 - 25 ). 92

( بيان‏ ). 92

٤٢٥

( سورة الزخرف الآيات 26 - 45 ). 98

( بيان‏ ). 99

( بحث روائي‏ ). 110

( سورة الزخرف الآيات 46 - 56 ). 114

( بيان‏ ). 114

( بحث روائي‏ ). 118

( سورة الزخرف الآيات 57 - 65 ). 119

( بيان‏ ). 119

( سورة الزخرف الآيات 66 - 78 ). 127

( بيان‏ ). 127

( سورة الزخرف الآيات 79 - 89 ). 132

( بيان‏ ). 132

( بحث روائي‏ ). 136

( سورة الدخان مكّيّة و هي تسع و خمسون آية )   137

( سورة الدخان الآيات 1 - 8 ). 137

( بيان‏ ). 137

( بحث روائي‏ ). 142

( سورة الدخان الآيات 9 - 33 ). 144

( بيان‏ ). 145

( بحث روائي‏ ). 151

( سورة الدخان الآيات 34 - 59 ). 153

( بيان‏ ). 154

( بحث روائي‏ ). 162

( سورة الجاثية مكّيّة و هي سبع و ثلاثون آية )   164

( سورة الجاثية الآيات 1 - 13 ). 164

( بيان‏ ). 165

٤٢٦

( سورة الجاثية الآيات 14 - 19 ). 175

( بيان‏ ). 175

( سورة الجاثية الآيات 20 - 37 ). 181

( بيان‏ ). 182

( بحث روائي‏ ). 196

( سورة الأحقاف مكّيّة و هي خمس و ثلاثون آية )   199

( سورة الأحقاف الآيات 1 - 14 ). 199

( بيان‏ ). 200

( بحث فلسفي و دفع شبهة ). 207

( بحث روائي‏ ). 212

( سورة الأحقاف الآيات 15 - 20 ). 216

( بيان‏ ). 217

( بحث روائي‏ ). 224

( سورة الأحقاف الآيات 21 - 28 ). 227

( بيان‏ ). 227

( سورة الأحقاف الآيات 29 - 35 ). 233

( بيان‏ ). 233

( بحث روائي‏ ). 238

( سورة محمّد مدنيّة و هي ثمان و ثلاثون آية )   240

( سورة محمّد الآيات 1 - 6 ). 240

( بيان‏ ). 240

( بحث روائي‏ ). 245

( سورة محمّد الآيات 7 - 15 ). 247

( بيان‏ ). 248

( بحث روائي‏ ). 253

٤٢٧

( سورة محمّد الآيات 16 - 32 ). 254

( بيان‏ ). 255

( بحث روائي‏ ). 265

( سورة محمّد الآيات 33 - 38 ). 268

( بيان‏ ). 268

( بحث روائي‏ ). 272

( سورة الفتح مدنيّة و هي تسع و عشرون آية )   273

( سورة الفتح الآيات 1 - 7 ). 273

( بيان‏ ). 273

( كلام في الإيمان و ازدياده‏ ). 281

( بحث روائي‏ ). 287

( سورة الفتح الآيات 8 - 10 ). 297

( بيان‏ ). 297

( بحث روائي‏ ). 300

( سورة الفتح الآيات 11 - 17 ). 301

( بيان‏ ). 302

( سورة الفتح الآيات 18 - 28 ). 308

( بيان‏ ). 309

( بحث روائي‏ ). 318

( سورة الفتح آية 29 ). 326

( بيان‏ ). 326

( سورة الحجرات مدنيّة و هي ثمان عشرة آية )   331

( سورة الحجرات الآيات 1 - 10 ). 331

( بيان‏ ). 332

( كلام في معنى الاُخوّة ). 343

( بحث روائي‏ ). 345

٤٢٨

( سورة الحجرات الآيات 11 - 18 ). 349

( بيان‏ ). 350

( بحث روائي‏ ). 360

( سورة ق مكّيّة و هي خمس و أربعون آية )   365

( سورة ق الآيات 1 - 14 ). 365

( بيان‏ ). 365

( بحث روائي‏ ). 371

( سورة ق الآيات 15 - 38 ). 373

( بيان‏ ). 374

( بحث روائي‏ ). 387

( سورة ق الآيات 39 - 45 ). 390

( بيان‏ ). 390

( بحث روائي‏ ). 392

( سورة الذاريات مكّيّة و هي ستّون آية ). 394

( سورة الذاريات الآيات 1 - 19 ). 394

( بيان‏ ). 394

( بحث روائي‏ ). 401

( سورة الذاريات الآيات 20 - 51 ). 403

( بيان‏ ). 404

( كلام في تكافؤ الرزق و المرزوق ). 408

( بحث روائي‏ ). 415

( سورة الذاريات الآيات 52 - 60 ). 417

( بيان‏ ). 417

( بحث روائي‏ ). 422

٤٢٩