بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 608

  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48531 / تحميل: 7260
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

مؤلف:
العربية

كتاب بهج الصباغة

في شرح نهج البلاغة

المجلد الحادي عشر

الشيخ محمد تقي التّستري

١

المجلد الحادي عشر

٢

الفصل الخامس و الثلاثون في مقتله عليه السلام و وصاياه

٣

١

الخطبة ( ٦٠ ) « و من كلام له عليه السلام لمّا خوّف من الغيلة » وَ إِنَّ عَلَيَّ مِنَ اَللَّهِ جُنَّةً حَصِينَةً فَإِذَا جَاءَ يَوْمِي اِنْفَرَجَتْ عَنِّي وَ أَسْلَمَتْنِي فَحِينَئِذٍ لاَ يَطِيشُ اَلسَّهْمُ وَ لاَ يَبْرَأُ اَلْكَلْمُ « و من كلام له عليه السلام لمّا خوّف من الغيلة » أي : القتل بغتة ، في ( الأغاني ) عن جعفر بن محمّد عليه السلام : حدّثتني امرأة منّا قالت : رأيت الأشعث بن قيس دخل على أمير المؤمنين عليه السلام فأغلظ عليه السلام له ، فعرض له الأشعث بأن يفتك به ،

فقال عليه السلام له : أبالموت تهددني ؟ فو اللّه ما ابالي وقعت على الموت أو وقع الموت عليّ .

و عن ( جمل أبي مخنف )١ بعد ذكر خروجه عليه السلام إلى الزبير في الجمل ،

و انكاره خبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و رجوعه : قال له أصحابه : تبرز إلى الزبير حاسرا

ــــــــــــ

 ( ١ ) رواه نهج البلاغة ١ : ٢٣٥ .

٤

و هو شاك في السلاح ؟ قال عليه السلام : إنّه ليس بقاتلي ، إنّما يقتلني رجل خامل الذكر ضئيل النسب غيلة في غير ما قط حرب و لا معركة رجال ، و يلمّه أشقى البشر ليودّن أنّ امّه هبلت به ، أما إنّه و أحمر ثمود لمقرونان في قرن .

قوله عليه السّلام : « و إنّ عليّ من اللّه جنّة حصينة » تقيه من الهلكة ، و هي المدّة التي قدر تعالى لكلّ بشر أن يعيش في الدنيا .

« فإذا جاء يومي » و انقضى أجلي .

« انفرجت » تلك الجنة .

« عنّي » و ينبغي أن يفسر هذا العنوان بالفارسية هكذا :

روزم كه سپرى شد هيچ سپرى جلوى شمشير تقدير را نميگيرد ، و هيچ زرهى مانع از نشان آمدن تير قضا نميشود ، و هيچ جراحى نتواند زخم قدر را بهبود بخشد . .

« و أسلمتني » إلى المهالك .

« فحينئذ لا يطيش » أي : لا يعدل .

« السّهم » بل يصيب الغرض .

« و لا يبرأ الكلم » أي : الجرح فيهلك و الكلام كلّه : « جنّة حصينة » و « انفرجت عني و أسلمتني » و « لا يطيش السهم و لا يبرأ الكلم » استعارات ، و لا يخفى لطف موقعها .

و في ( الإرشاد )١ : لم يخرج عليه السّلام في الليلة التي قتل في صبيحتها إلى المسجد لصلاة الليل على عادته ، فقالت ابنته ام كلثوم : ما هذا الذي قد أسهرك ؟

فقال : إنّي مقتول لو قد أصبحت فأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة ، فمشى غير بعيد ثم رجع فقالت ام كلثوم : مرّ جعدة فليصلّ بالناس قال : نعم مروا جعدة

ــــــــــــ

 ( ١ ) الإرشاد ١ : ١٦ .

٥

فليصل بالناس ثم قال : لا مفرّ من الأجل فخرج إلى المسجد و إذا هو الرجل قد سهر ليلته كلّها يرصده ، فلمّا برد السحر نام فحرّكه عليه السّلام برجله و قال له :

الصلاة فقام إليه فضربه .

هذا ، و في السير : قال كاهن لصريم بن معشر : إنّك تموت بثنية يقال لها :

الاهة فخرج مع ركب فضلّوا الطريق ليلا ، فلمّا أصبحوا سألوا عن المكان هم فيه ، فقيل لهم : هذه الاهة فنزل أصحابه و أبى أن ينزل ، و خلّى ناقته ترعى فعلقت بمشقرها أفعى ، فأمالت الناقة رأسها فنهشته فألقى بنفسه ، و أنشأ يقول :

لعمري ما يدري امرؤ كيف يتّقي

فطأ معرضا إنّ الحتوف كثيرة

و إنّك لا تبقي لنفسك باقيا

كفى حزنا أن يرحل الركب غاديا

أحــ و اترك في أعلى الاهة ثاويا

و مات مكانه فقبر هناك

و قد أخبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم بشهادته عليه السّلام : فروى ( فضائل شهر رمضان الصدوق )١ عنه عليه السّلام : أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لمّا خطب بخطبته في فضائله قلت له : ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : الورع عن محارم اللّه ثم بكى فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لمّا يستحل منك في هذا الشهر ، كأنّي بك و أنت تصلّي لربّك و قد انبعث أشقى الأولين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة فخضّب منها لحيتك فقلت : و ذلك في سلامة من ديني : فقال : في سلامة من دينك ثم قال : من قتلك فقد قتلني ، و من أبغضك فقد أبغضني ، و من سبّك فقد سبّني ، لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي ، و طينتك من طينتي . .

و روى أنّه عليه السّلام خطب في أوّل يوم من الشهر و قال : أيّها النّاس ، إنّ هذا

ــــــــــــ

 ( ١ ) فضائل شهر رمضان للصدوق ، عن عيون أخبار الرضا عليه السّلام ١ : ٢٣١ ح ٥٣ .

٦

الشهر شهر فضّله اللّه على ساير الشهور ، كفضلنا أهل البيت على ساير الناس إلى أن قال فقام إليه رجل من همدان فقال : زدنا ممّا حدّثك به حبيبك في شهر رمضان فقال : سمعت سيّد المرسلين و الملائكة المقرّبين يقول : إنّ سيّد الوصيين يقتل في سيّد الشهور فقلت : و ما سيّد الشهور ، و من سيّد الوصيين ؟ قال : أمّا سيد الشهور فشهر رمضان ، و أمّا سيّد الوصيين فأنت .

فقلت : إنّ ذلك لكائن : قال : إي و ربي إنّه ينبعث أشقى أمّتي ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، ثم يضربك ضربة على فرقك يخضّب منها لحيتك فأخذ الناس بالبكاء و النحيب ، فقطع عليه السّلام خطبته و نزل ، و قال الميبدي :

اشتر حق كشته أشقى الأولين

شير حق را كشته أشقى الآخرين

و روى ( العلل )١ عن الأصبغ : قلت لأمير المؤمنين عليه السّلام : ما منعك من الخضاب و قد اختضب النبي صلّى اللّه عليه و آله ؟ قال : انتظر أشقاها أن يختضب لحيتي من دم رأسي ، بعهد معهود عن حبيبي صلّى اللّه عليه و آله .

و رووا أنّه لمّا وقعت الضربة عليه قال عليه السّلام : هذا ما وعدنا اللّه و رسوله ،

و صدق اللّه و رسوله .

٢

الحكمة ( ٢٠١ ) و قال عليه السّلام :

إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ فَإِذَا جَاءَ اَلْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ وَ إِنَّ اَلْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ أقول : نقلناه في مقتله عليه السّلام مع عموم لفظه ، لمّا رواه سبط ابن الجوزي عن كاتب الواقدي عن إسماعيل بن علية عن عمارة بن أبي حفصة عن أبي

ــــــــــــ

 ( ١ ) العلل : ١٧٣ ب ١٣٨ ح ١ .

٧

مجلز قال : جاء رجل من مراد إلى عليّ عليه السّلام و هو يصلّي في المسجد ، فقال له :

احترس فإنّ ناسا من مراد يريدون قتلك فقال عليه السّلام : إنّ مع كلّ رجلين ملكين يحفظانه ممّا لم يقدر ، فإذا جاء القدر خلّيا بينه و بينه ، و إنّ الأجل جنّة حصينة .

« إنّ مع كلّ انسان إلى بينه و بينه » في ( صفّين نصر )١ عن أبي إسحاق قال : خرج عليّ عليه السّلام يوم صفّين و في يده عنزة ، فمرّ على سعيد بن قيس الهمداني فقال له : أما تخشى أن يغتالك أحد و أنت قرب عدوّك ؟ فقال له عليّ عليه السّلام : إنّه ليس من أحد إلاّ عليه من اللّه حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب أو يخر عليه حائط أو يصيبه آفة ، فإذا جاء القدر خلّوا بينه و بينه .

و في ( توحيد ابن بابويه )٢ عن أبي حيان التميميّ قال : بينا عليّ عليه السّلام يعبّئ الكتائب في صفّين و معاوية مستقبله على فرس له يتأكل تحته تأكلا ،

و هو عليه السّلام على فرس النبي صلّى اللّه عليه و آله المرتجز ، و بيده حربة النبي صلّى اللّه عليه و آله متقلّدا سيفه ذا الفقار ، فقال له عليه السّلام رجل من أصحابه : احترس فإنّا نخشى أن يغتالك هذا اللعين فقال عليه السّلام : لئن قلت ذلك انّه غير مأمون على دينه ، و إنّه لأشقى القاسطين و ألعن الخارجين على الأئمة المهتدين ، و لكن كفى بالأجل حارسا ،

ليس أحد من الناس إلاّ و معه ملائكة حفظة يحفظونه من أن يتردى في بئر أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء ، فإذا حان أجله خلّوا بينه و بين ما يصيبه ،

و كذلك إذا حان أجلي انبعث أشقاها فخضب هذه من هذا و أشار إلى لحيته و رأسه عهدا معهودا .

هذا ، و في ( بيان الجاحظ ) : وقع في الناس و باء جارف و موت ذريع ،

فهرب رجل على حماره ، فلمّا كان في بعض الطريق ضرب وجه حماره راجعا

ــــــــــــ

 ( ١ ) صفّين لنصر بن مزاحم : ٣٥٠ .

 ( ٢ ) التوحيد لابن بابويه : ٣٦٧ ح ٥ .

٨

حيّه و قال :

لن يسبق اللّه على حمار

و لا على ذي ميعة مطار

قد يصبح اللّه امام الساري

و في ( حيوان الجاحظ )١ : أنّ طاعونا جارفا في البصرة جاء على أهل دار ، فلم يشك أهل تلك المحلة أنّه لم يبق فيها صغير و لا كبير ، و قد كان فيها صبي مرتضع و يحبو ، فعمد من بقي من المطعونين من المحلة فسدوا باب تلك الدار ، و بعد أشهر تحوّل بعض الورثة إلى الدار ففتحها ، فإذا هو بصبي يلعب مع اجراء كلب ، فراعه ذلك فلم يلبث ان أقبلت كلبة كانت لأهل الدار ، فلمّا رآها الصبي حبا إليها فأمكنته من أطبائها فمصها .

« و إنّ الأجل جنّة حصينة » قال تعالى : و ما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن اللّه كتابا مؤجلا .٢ ، . يقولون لو كان لنا من الأمر شي‏ء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم .٣ ، . لا تكونوا كالذين كفروا و قالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا و ما قتلوا ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم .٤ .

و في ( التوحيد )٥ : أنّ قنبرا كان يحبه عليه السّلام حبّا شديدا ، فإذا خرج خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال له : مالك ؟ قال : جئت لأمشي خلفك قال : ويحك أمن أهل السماء تحرسني ، أم من أهل الأرض ؟ فقال :

من أهل الأرض فقال : إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلاّ بإذن اللّه

ــــــــــــ

 ( ١ ) الحيوان للجاحظ ٢ : ١٥٥ .

 ( ٢ ) آل عمران : ١٤٥ .

 ( ٣ ) آل عمران : ١٥٤ .

 ( ٤ ) آل عمران : ١٥٦ .

 ( ٥ ) التوحيد : ٣٣٨ ح ٧ .

٩

من السماء فارجع فرجع .

أيضا روى : أنّه عليه السّلام جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس ، فقال بعضهم له عليه السّلام : لا تقعد جنب هذا الحائط فإنّه معور فقال عليه السّلام : حرس امرئ أجله و لمّا قام عليه السّلام سقط ، و كان عليه السّلام ممّا يفعل هذا و أشباهه١ و روى : أنّ الحسين عليه السّلام دخل على معاوية فقال له : ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ضحى ، ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين ؟ فقال عليه السّلام : علمه أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه٢ .

و روى ( التوحيد ) : أنّه قيل له عليه السّلام لمّا أراد قتال الخوارج : لو أحرزت .

فقال :

أي يومي من الموت أفر

يوم ما قدر ام يوم قدر

يوم لم يقدر لم أخش الردى

و إذا قدر لم يغن الحذر٣

٣

الخطبة ( ٦٨ ) و قال عليه السّلام في سحرة اليوم الذي ضرب فيه :

مَلَكَتْنِي عَيْنِي وَ أَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي ؟ رَسُولُ اَللَّهِ ص ؟ فَقُلْتُ يَا ؟ رَسُولَ اَللَّهِ ؟ مَا ذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ اَلْأَوَدِ وَ اَللَّدَدِ فَقَالَ اُدْعُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ أَبْدَلَنِي اَللَّهُ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَ أَبْدَلَهُمْ بِي شَرّاً لَهُمْ مِنِّي « قال الشّريف : يعني بالأود : الاعوجاج ، و باللّدد : الخصام ، و هذا من أفصح الكلام » .

ــــــــــــ

 ( ١ ) التوحيد : ٣٦٩ ح ٨ .

 ( ٢ ) التوحيد : ٣٧٤ ح ١٩ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه .

١٠

قول المصنف : « و قال عليه السّلام » هكذا في جميع النسخ ، مع أنّ هذا دأبه في الباب الثالث ، و أمّا الأول فانّما يقول تارة : « و من خطبة له عليه السّلام » و اخرى : « و من كلام له عليه السّلام » .

« في سحرة » بالضم ، و في ( الجمهرة ) : السحرة و السحر واحد ، اليوم الذي ضرب فيه و في ( مروج المسعودي )١ : أنّه عليه السّلام ضرب بالليل .

و كيف كان ، فروي العنوان بطرق مختلفة ، ففي ( خلفاء ابن قتيبة )٢ روى عن الحسن عليه السّلام قال : أتيت أبي فقال لي : أرقت الليلة ثم ما ملكتني عيني ،

فسنح لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقلت : ماذا لقيت من امّتك من الأود و اللدد فقال : ادع عليهم فقلت : اللهم ابدلني بهم خيرا لي منهم ، و أبدلهم بي شرّا لهم مني ثم خرج إلى الصلاة فاعترضه ابن ملجم .

و في ( إرشاد المفيد )٣ روى عمّار الدهنيّ عن أبي صالح الحنفيّ قال :

سمعت عليّا عليه السّلام يقول : رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في منامي ، فشكوت إليه ما لقيت من امّته من الأود و اللدد و بكيت ، فقال : لاتبك يا عليّ و التفت فالتفت فإذا رجلان مصفّدان و إذا جلاميد ترضخ بهما رؤوسهما قال : فغدوت إليه من الغد كما كنت أغدو إليه في كلّ يوم حتى إذا كنت في الجزّارين لقيت الناس يقولون :

قتل أمير المؤمنين .

و في ( صفّين نصر )٤ عن الأعمش عن ابراهيم التيميّ عن الحرث بن سعيد عن عليّ عليه السّلام قال : رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في النوم ، فشكوت إليه ما لقيت من امّته من الأود و اللدد فقال : انظر فإذا عمرو بن العاص و معاوية معلقين

ــــــــــــ

 ( ١ ) المروج للمسعودي ٢ : ٤٢٤ .

 ( ٢ ) الخلفاء لابن قتيبة : ١٦٠ .

 ( ٣ ) الإرشاد للمفيد ١ : ١٥ .

 ( ٤ ) صفّين لنصر بن مزاحم : ٢١٨ .

١١

منكسين ، تشدخ رؤوسهما بالصخر .

و في ( عقد ابن عبد ربه )١ قال الحسن عليه السّلام صبيحة التي قتل فيها عليّ عليه السّلام : حدّثني أبي البارحة في هذا المسجد فقال : يا بني إنّي صلّيت البارحة ما رزق اللّه ثم نمت نومة ، فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فشكوت إليه ما أنا فيه من مخالفة أصحابي ، و قلّة رغبتهم في الجهاد ، فقال لي : ادع اللّه أن يريحك منهم فدعوت اللّه و قال الحسن عليه السّلام صبيحة تلك الليلة : أيّها النّاس إنّه قتل فيكم الليلة رجل كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يبعثه فيكتنفه جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ، فلا ينثني حتى يفتح اللّه تعالى له ، ما ترك إلاّ ثلاثمائة درهم .

و في ( الأغاني ) بأسانيد عن أبي عبد الرحمن السلميّ عن الحسن عليه السّلام :

خرجت أنا و أبي نصلّي في هذا المسجد ، فقال : يا بني إنّي بت الليلة اوقظ أهلي لأنّها ليلة الجمعة صبيحة قدر تسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ،

فملكتني عيناي فسنح لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقلت : ماذا لقيت من امّتك من الأود و اللدد فقال لي : ادع عليهم فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، و أبدلهم بي من هو شرّ لهم مني و جاء ابن النباح فآذنه بالصلاة فخرج ،

و خرجت خلفه فاعتوره الرجلان ، فأمّا أحدهما فوقعت ضربته في الطاق ، و أمّا الآخر فأثبتها في رأسه .

و أمّا مقتله عليه السّلام ففي ( كامل المبرد )٢ : لمّا قتل عليّ عليه السّلام أهل النهروان كان بالكوفة زهاء ألفين من الخوارج ، ممّن لم يخرج مع عبد اللّه بن وهب و قوم ممّن استأمن إلى أبي أيوب ، فتجمعوا و أمّروا عليهم رجلا و هم بالنخيلة ،

فدعاهم و رفق بهم فأبوا ، فعاودهم فأبوا ، فخرجت طائفة منهم نحو مكة فوجّه

ــــــــــــ

 ( ١ ) العقد لابن عبد ربه ٣ : ١٩٥ .

 ( ٢ ) الكامل للمبرد ٢ : ١٦٥ .

١٢

معاوية من يقيم للناس حجّهم ، فناوشه هؤلاء الخوارج فبلغ ذلك معاوية ،

فوجّه بسر بن أرطاة أحد بني عامر بن لؤي فتوافقوا و تراضوا بعد الحرب ،

بأن يصلّي بالناس رجل من بني شيبة لئلا يفوت الناس الحجّ ، فلمّا انقضى قالت الخوارج : إن عليّا و معاوية قد أفسدا أمر الأمّة ، فلو قتلناهما لعاد الأمر إلى حقّه و قال رجل من أشجع : ما عمرو دونهما ، و إنّه لأصل هذا الفساد فقال عبد الرحمن بن ملجم : أنا أقتل عليّا فقالوا : و كيف به ؟ قال : اغتاله فقال الحجاج بن عبد اللّه الصريميّ و هو البرك : أنا أقتل معاوية و قال زادويه مولى بني العنبر بن عمرو بن تميم : و أنا اقتل عمرا فأجمع رأيهم على أن يكون قتلهم في ليلة واحدة ، فجعلوا تلك الليلة ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان ،

فخرج كلّ واحد منهم إلى ناحية ، فأتى ابن ملجم الكوفة فأخفى نفسه ، و تزوّج امرأة يقال لها : قطام بنت علقمة من تيم الرباب و كانت ترى رأي الخوارج .

و الأحاديث تختلف و إنّما يؤثر صحيحها ، و في بعضها : أنّها قالت : لا أقنع منك إلاّ بصداق اسمّيه لك ، و هو ثلاثة آلاف درهم و عبد و أمة و أن تقتل عليّا فقال لها : لك ما سألت ، فكيف لي به ؟ قالت : تروم ذلك غيلة ، و في ذلك يقول :

ثلاثة آلاف و عبد و قينة

و ضرب عليّ بالحسام المصمم

فلا مهر أغلى من عليّ و إن غلا

و لا فتك إلاّ دون فتك ابن ملجم

و ذكروا أنّ القاصد لمعاوية : يزيد بن ملجم ، و إلى عمرو : آخر من بني ملجم ، و أنّ أباهم نهاهم فلمّا عصوه قال : استعدوا للموت و أن امّهم حضتهم على ذلك و الخبر الصحيح ما ذكرت أول .

فأقام ابن ملجم فيقال : إنّ قطام لامته و قالت : ألا تمضي لمّا قصدت ؟

لشدّ ما أحببت أهلك قال : إنّي وعدت صاحبيّ وقتا بعينه و كان هنالك رجل

١٣

من أشجع يقال له : شبيب ، فواطأه عبد الرحمن .

و يروى أنّ الأشعث نظر إلى عبد الرحمن متقلّدا سيفا في بني كندة ،

فقال له : أرني سيفك فأراه فرأى سيفا جديدا ، فقال : ما تقلّدك السيف و ليس بأوان حرب ؟ فقال : أردت أن أنحر به جزور القرية فركب الأشعث بغلته و أتى عليّا عليه السّلام فخبره و قال له : قد عرفت بسالة ابن ملجم و فتكه فقال : ما قتلني بعد فخلوا عنه .

و يروى أنّ عليّا عليه السلام كان يخطب مرّة و يذكر أصحابه و ابن ملجم تلقاء المنبر ، فسمع و هو يقول : لأريحنهم منك فلمّا انصرف عليّ عليه السلام إلى بيته اتي به ملببا فأشرف عليهم فقال : ما تريدون ؟ فخبّروه بما سمعوا ، فقال عليه السلام : ما قتلني بعد فخلوا عنه .

و يروى أنّ عليّا عليه السلام كان يتمثّل إذا رآه ببيت عمرو بن معد يكرب في قيس بن مكشوح و اسم المكشوح هبيرة ، ضرب على كشحه فسمّي مكشوحا :

اريد حباءه و يريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

فينتقي من ذلك حتى أكثر ، عليه فقال له المرادي : إن قضي شي‏ء كان .

فقيل لعلي عليه السلام : كأنّك قد عرفته و عرفت ما يريد بك ، أفلا تقتله ؟ فقال : كيف أقتل قاتلي ؟ فلمّا كان ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان خرج ابن ملجم و شبيب الأشجعي فاعتورا الباب الذي يدخل منه عليّ عليه السلام و كان مغلسا و يوقظ الناس للصلاة فخرج كما كان يفعل ، فضربه شبيب فأخطأه و أصاب سيفه الباب ، و ضربه ابن ملجم على صلعته ، فقال عليّ عليه السلام : فزت و ربّ الكعبة شأنكم بالرجل .

١٤

فيروى أنّ بعض من كان بالمسجد من الأنصار قال : سمعت كلمة عليّ عليه السلام و رأيت بريق السيف ، فأمّا ابن ملجم فحمل على الناس بسيفه ،

فأفرجوا له و تلقّاه المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بقطيفة فرمى بها عليه ، و احتمله فضرب به الأرض و كان ايدا فقعد على صدره ، و أما شبيب فانتزع السيف منه رجل من حضر موت و صرعه و قعد على صدره ،

و كثر الناس فجعلوا يصيحون : عليكم صاحب السيف ، فخاف الحضرمي أن يكبّوا عليه و لا يسمعوا عذره ، فرمى بالسيف و انسل شبيب بالناس .

و يروى أنّ ابن ملجم بات تلك الليلة عند الأشعث ، و أنّ حجر بن عدي سمع الأشعث يقول له : فضحك الصبح فلمّا قالوا : قتل أمير المؤمنين عليه السلام ،

قال حجر للأشعث : أنت قتلته يا أعور .

و يروى أنّ الذي سمع ذاك أخو الأشعث عفيف بن قيس و أنّه قال لأخيه : عن أمرك كان هذا يا أعور .

قوله عليه السلام :

« ملكتني عيني » أي : غلبتني فحصل لي النوم .

« و أنا جالس فسنح » أي : ظهر لي .

« رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقلت : يا رسول اللّه ماذا لقيت من امتك من الأود و اللدد » و كما شكا إليه عليه السلام في ليلة قتله ، شكا إليه صلّى اللّه عليه و آله عند دفن زوجته سيّدة النساء ،

فقال له بعد السلام عليه : و ستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها ، فأحفها السؤال و استخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا ، و ستقول : و يحكم اللّه و هو خير الحاكمين١ إلى أن قال و لو لا غلبة المسؤولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معكوفا ، و لأعولت اعوال الثكلى

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأعراف : ٨٧ .

١٥

على جليل الرزية ، فبعين اللّه تدفن ابنتك سرّا ، و تهضم حقّها و تمنع ارثها ، و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر ، و إلى اللّه يا رسول اللّه المشتكى ، و فيك يا رسول اللّه أحسن العزاء . .

و كذلك شكا الحسين عليه السلام إلى جدّه لمّا دعوه إلى بيعة يزيد على ما روى محمّد بن أبي طالب الموسوي فقال : خرج في الليل إلى قبر جدّه فقال : السلام عليك يا رسول اللّه ، أنا الحسين بن فاطمة فرخك و سبطك الذي خلّفتني في امّتك ، فاشهد عليهم إنّهم قد خذلوني و ضيّعوني و لم يحفظوني ، و هذه شكو اي إليك حتى ألقاك إلى آخر ما ذكر .

« فقال : ادع عليهم فقلت : أبدلني اللّه بهم خيرا » هكذا في ( المصرية )١ و لكن في ( ابن ميثم٢ و الخطية ) : « خيرا لي » .

« منهم ، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي » هو كقوله تعالى : . فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .٣ و جزاء سيئة سيئة مثلها .٤ .

و في ( عكبرية المفيد )٥ في جواب أبي ليث الحاجب عن هذه الجملة سأل عليه السلام التخلية بين الأشرار من خلقه و بين القوم الظالمين عقوبة لهم و امتهانا ، و سأله أيضا أن لا يعصمهم من فتنة الظالمين بما قدّمت أيديهم ، ممّا يستحقون به من العذاب المهين .

و نظير ذلك قوله تعالى : و إذ تأذن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة

ــــــــــــ

 ( ١ ) الطبعة المصرية ١ : ١١٤ .

 ( ٢ ) شرح ابن ميثم ٢ : ١٩١ .

 ( ٣ ) البقرة : ١٩٤ .

 ( ٤ ) الشورى : ٤٠ .

 ( ٥ ) العكبرية للمفيد : ٣٧ .

١٦

من يسومهم سوء العذاب .١ ، و قوله تعالى : . أنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّا٢ و لم يرد بذلك البعثة التي هي الرسل و لا الأمر بذلك ،

و إنّما أراد التخلية و التمكين و ترك الحيلولة بينهم و بين المذكورين ، و هذا بيّن .

قول المصنف : « يعني بالأود : الاعوجاج ، و باللدد : الخصام ، و هذا من أفصح الكلام » ليس في ( ابن ميثم )٣ قول المصنف رأسا ، و لعلّه سقط من النسخة .

٤

من الخطبة ( ١٨٠ ) ثم نادى بأعلى صوته :

اَلْجِهَادَ اَلْجِهَادَ عِبَادَ اَللَّهِ أَلاَ وَ إِنِّي مُعَسْكِرٌ فِي يَومِي هَذَا فَمَنْ أَرَادَ اَلرَّوَاحَ إِلَى اَللَّهِ فَلْيَخْرُجْ « قال نوف : و عقد للحسين عليه السلام في عشرة آلاف ، و لقيس بن سعد رحمه اللّه في عشرة آلاف ، و لأبي أيّوب الأنصاريّ في عشرة آلاف ،

و لغيرهم على أعداد اخر ، و هو يريد الرّجعة إلى صفّين ، فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه اللّه ، فتراجعت العساكر ،

فكنّا كأغنام فقدت راعيها ، تختطفها الذئاب من كلّ مكان » .

« ثم نادى بأعلى صوته : الجهاد الجهاد عباد اللّه » في ( الكافي )٤ عن الصادق عليه السلام سئل : هل الجهاد سنّة أو فريضة ؟ فقال عليه السلام : الجهاد على أربعة أوجه : فجهادان فرض ، و جهاد سنّة لا يقام إلاّ مع الفرض ، و جهاد سنّة ، فأمّا

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأعراف : ١٦٧ .

 ( ٢ ) مريم : ٨٣ .

 ( ٣ ) شرح ابن ميثم ٢ : ١٩١ .

 ( ٤ ) الكافي ٥ : ٩ ح ١ .

١٧

أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن المعاصي و هو من أعظم الجهاد ،

و مجاهدة الذين يلونكم من الكفار ، و أمّا الجهاد الذي هو سنّة لا يقام إلاّ مع فرض فإنّ مجاهدة العدوّ فرض على جميع الامّة ، و لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب و هذا هو من عذاب الامّة ، و هو سنّة على الإمام وحده أن يأتي العدو مع الامّة فيجاهدهم ، و جهاد السنة : كلّ سنة أقامها الرجل و جاهد في إقامتها . .

« ألا و إنّي معسكر » بكسر الكاف .

« في يومي هذا ، فمن أراد الرواح » أي : الذهاب .

« إلى اللّه » بالجهاد في سبيله .

« فليخرج » إلى المعسكر .

« قال نوف » هو راوي الخطبة الذي قال في أوّلها : خطبنا عليّ عليه السلام بهذه الخطبة و هو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي ، و عليه مدرعة من صوف ، و حمائل سيفه ليف ، و في رجليه نعلان من ليف ، و كأنّ جبينه ثفنة بعير .

« و عقد للحسين عليه السلام في عشرة آلاف » في ( نسب قريش مصعب الزبيري ) : ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع ، و قتل يوم عاشوراء سنة ( ٦١ ) قتله سنان بن أنس النخعي ، و أجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير و حزّ رأسه و أتى به عبيد اللّه سأل عراقي ابن عمر عن دم البعوض ، فقال : انظروا هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قد سمعته صلّى اللّه عليه و آله يقول : الحسن و الحسين هما ريحانتي من الدنيا ؟ و حجّ عليه السلام خمسا و عشرين حجّة ماشيا .

« و لقيس بن سعد رحمه اللّه في عشرة آلاف » في ( المروج )١ : كان قيس من

ــــــــــــ

 ( ١ ) المروج ٣ : ٢٦ .

١٨

الزهد و الديانة و الميل إلى عليّ عليه السلام بالموضع العظيم ، و بلغ من خوفه للّه و طاعته أنّه كان يصلّي فلمّا أهوى للسجود إذا في موضع سجوده ثعبان عظيم مطوّق ، فمال عن الثعبان برأسه و سجد إلى جانبه ، فتطوق الثعبان برقبته ، فلم يقصر من صلاته و لا نقّص منها شيئا حتى فرغ فرمى به .

و في ( الطبري )١ لمّا عزله عليّ عليه السلام عن مصر جاءه حسّان و كان عثمانيا شامتا به فقال له : نزعك عليّ و قد قتلت عثمان ، فبقي عليك الإثم و لم يحسن لك الشكر فقال له قيس : يا أعمى القلب و البصر لو لا أن القي بين رهطي و رهطك حربا لضربت عنقك .

و في ( الإستيعاب )٢ : كان له ديون كثيرة على الناس فمرض و استبطأ عوّاده ، فقيل له : إنّهم يستحيون من أجل دينك فأقام مناديا ينادي : من كان لقيس عليه دين فهو له فأتاه النّاس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه .

و فيه٣ : لمّا بويع أبوبكر خرج أبوه إلى الشام و لم يبايع ، و قسّم ماله بين أولاده ثم توفي عن حمل لم يعلم به ، فكلّم أبوبكر و عمر قيسا حتى ينقض قسمة أبيه ، فقال : نصيبي للمولود و لا اغيّر قسمة أبي .

و في ( المقاتل ) : لمّا تمّ الصلح بين الحسن عليه السلام و معاوية أرسل إلى قيس يدعوه إلى البيعة ، فاتي به و كان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف و رجلاه تخطان في الأرض ، و ما في وجهه طاقة شعر ، و كان يسمّى خصي الأنصار فلمّا أرادوا أن يدخلوه إليه قال : إنّي قد حلفت ألاّ ألقاه إلاّ بيني و بينه الرمح أو

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٥٥٥ .

 ( ٢ ) الاستيعاب ٣ : ٢٣١ .

 ( ٣ ) الاستيعاب ٣ : ٢٣٠ .

١٩

السيف فأمر معاوية برمح أو سيف فوضع بينه و بينه ليبر يمينه .

و في خبر : أنّ معاوية أكبّ على قيس حتى مسح يده على يد قيس ، و ما رفع قيس يده إليه .

و في ( الاستيعاب )١ : كان أحد دهاة العرب و أهل الرأي و المكيدة في الحروب ، مع النجدة و البسالة و الشجاعة و الكرم ، و كان شريف قوم غير مدافع هو و أبوه و جدّه و لم يفارق عليّا عليه السلام حتى قتل٢ .

« و لأبي أيوب الأنصاري » و اسمه خالد بن زيد ، في ( الطبري )٣ قال ربيعة بن عثمان : جاء سعد القرظ المؤذن إلى عليّ عليه السلام أول يوم حصر فيه عثمان ، فقال : من يصلّي بالناس ؟ فقال : ناد خالد بن زيد فنادى فصلّى بالناس ،

فإنّه أول يوم عرف أنّ أبا أيوب خالد بن زيد ، فكان يصلّي بهم أياما ثم صلّى عليّ عليه السلام بعد ذلك .

و في ( صفين ابن ديزيل ) عن أبي صادق قال : قدم علينا أبو أيوب فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له ، فقلنا : يا أبا أيوب قاتلت المشركين مع سيفك هذا مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ فقال : إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أمرني بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين ، فقد قاتلت الناكثين و القاسطين ، و أنا مقاتل إن شاء اللّه بالسعفات بالطرقات بالنهروانات ، و ما أدري أين هي ؟

و في ( الاستيعاب )٤ : و عليه نزل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حين قدم المدينة حتى بنى مسجده و بنى مساكنه آخى صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين مصعب بن عمير قال : نزل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في بيتنا الأسفل ، و كنت في الغرفة فاهريق ماء في الغرفة ، فقمت أنا

ــــــــــــ

 ( ١ ) الاستيعاب ٣ : ٢٢٥ .

 ( ٢ ) الاستيعاب ٣ : ٢٢٦ .

 ( ٣ ) تاريخ الطبري ٤ : ٤٢٣ .

 ( ٤ ) الاستيعاب ١ : ٤٠٣ .

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

كونه موضوعاً.

١٤ - القاري

لقد أورد الشيخ على القاري هذا الحديث في ( الموضوعات ) وتكلم حوله بما هذا نصه: « حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء - وهي عائشة - وتصغير - الحمراء بمعنى البيضاء على ما في النهاية، والشطر النصف.

قال العسقلاني: لا اعرف له اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الاثير ولم يذكر من خرجه.

وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل المزي والذهبي فلم يعرفاه.

وذكره في الفردوس بغير اسناد وبغير هذا اللفظ، ولفظه: خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له اسناداً، كذا ذكره السخاوي.

وقال السيوطي: لم اقف عليه.

وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تخريج احاديث مختصر ابن الحاجب ): غريب جداً، بل هو حديث منكر، سألت عنه شيخنا الحافظ المزي فلم يعرفه وقال: لم أقف له على سند الى الآن، وقال شيخنا الذهبي: هو من الاحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد.

لكن في الفردوس من حديث انس: خذوا ثلث دينكم من بيت عائشة، ولم يذكر له اسناداً.

قلت: لكن معناه صحيح، فان عندها من شطر الدين استناداً [ شطر من الدين أسناداً. ظ ] يقتضي اعتماداً، وقد اشتهر أيضاً حديث كلميني يا حميراء، لكن ليس له أصل عند العلماء »(١) .

__________________

(١). الموضوعات الكبرى ١٩٠ - ١٩١.

٣٦١

هذا وقد صرح القاري بأنه قد جمع في هذا الكتاب ما وقع الاتفاق على ضعفه، قال: « ثم ما اختلفوا في أنه موضوع تركت ذكره للحقير من الخطر، لاحتمال ان يكون موضوعاً من طريق وصحيحاً من وجه آخر »(١) .

وقال القاري في ( الموضوعات الصغرى ): « حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء لا يعرف له اصل »(٢) .

وفي ( المرقاة ) ما نصه: « واماحديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء - يعنى عائشة - فقال الحافظ ابن حجر العسقلاني لا اعرف له اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الاثير، ولم يذكر من خرجه وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير: انه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه، وقال السخاوي ذكره في الفردوس بغير اسناد وبغير هذا اللفظ، ولفظه خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له اسناداً، وقال السيوطي لم أقف عليه »(٣) .

١٥ - البهارى

وصرح القاضي محب الله البهارى في مبحث الاجماع بضعفه(٤) .

١٦ - الزرقانى

وبيّن الزرقاني ضعفه على ضوء كلمات الاعلام(٥) .

__________________

(١). المصدر: ٧٣.

(٢). الموضوعات الصغرى ٦٨.

(٣). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦١٦.

(٤). مسلم الثبوت. بشرح عبد العلى ٢ / ٥١٠.

(٥). شرح المواهب ٣ / ٢٣٣.

٣٦٢

١٧ - السهالوي

وجاء في [ الصبح الصادق في شرح المنار ] لنظام الدين السهالوي: « لم يعرف، كما عن المزي والذهبي وغيرهما. وقال الذهبي: هو من الاحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد.

وقال السبكى والحافظ ابو الحجاج: كل حديث فيه لفظ الحميراء لا اصل له الا حديثاً واحداً في النسائي، هكذا قال في بعض شروح التحرير ».

١٨ - عبد العلى

وقال الشيخ عبد العلي: « قال الذهبي: هو من الاحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد، قال السبكى والحافظ ابو الحجاج: كل حديث فيه لفظ الحميراء لا اصل له الا حديث واحد في النسائي. كذا في التيسير »(١) .

١٩ - الشوكانى

وقد أورد الشوكاني في ( الفوائد المجموعة في الاحاديث الموضوعة ) نصوص كلمات ابن حجر والمزي والذهبي، عن المقاصد.

٢٠ - عبد الحق المحمدي

ونص عبد الحق المحمدي الهندي على أنه واه ففي ( تذكرة الموضوعات ): « خذوا شطر دينكم عن الحميراء، لا اسناد له وهو واه ».

وفي ( زبدة المقاصد في تجريد الزوائد ): « لا يعرف ».

أقول:

هذا حال هذا الحديث المزعوم باعتراف كبار أئمة أهل السنة في

__________________

(١). فواتح الرحموت ٢ / ٥١٠.

٣٦٣

الحديث، فهل يجوز أن يعارض به حديث الثقلين الذي عرفت حاله، ووقفت على ألفاظه وطرقه ورجاله؟ والعجيب ان ( الدهلوي ) نفسه لا يجوز الاستدلال بحديث لم تثبت صحته مطلقاً، فانه قال في ( التحفة ) في الجواب عن حديث الاشباح:

« ان قاعدة أهل السنة المقررة هي: ان الحديث الذي يرويه بعض أئمة الحديث في كتاب لم يلتزم فيه الصحة - كالبخارى ومسلم - سائر أرباب الصحاح أو لم يصرح صاحبه أو غيره بصحته بالخصوص لم يكن صالحاً للاحتجاج به ».

وقال في الجواب عن حديث « أنفذوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة »: « وذكر بعض الذين يكتبون بالفارسية ويعدن أنفسهم في محدثي أهل السنة - هذه الجملة في كتابه في السيرة لا يكفي لالزام أهل السنة بها، اذ شرط اعتبار الحديث عندهم تخريجه في كتب المحدثين المسندة مع الحكم بالصحة، فالحديث الذي لا اسناد له عندهم كالجمل الضال، ولا يصغون اليه أبداً ».

فتغافل ( الدهلوي ) عن هذه القاعدة في المقام عجيب؟! اللهم الا أن يكون قد فقد وعيه والله العاصم.

٣٦٤

الفهرس

دحض القدح في سند حديث الثقلين ٥

قدح البخاري الجواب: ٩

قدح ابن الجوزي ١٧

١ - الحديث في صحيح مسلم ٢ - تصريح مسلم بصحة ما أخرجه اجماعاً ١٨

٣ - رأى ابى على في صحيح مسلم ترجمة أبى على النيسابوري ٢٠

٤ - مدح العلماء لصحيح مسلم ٢٢

٥ - تقديم بعضهم مسلماً على المشايخ ٢٣

٦ - ورع مسلم واحتياطه في صحيحه ٢٤

٧ - الحديث في صحيح الترمذي ٢٥

٨ - رضى علماء الأقطار بصحيح الترمذي ٢٦

٩ - الحديث في مسند أحمد ١٠ - فتوى جماعة بصحة اخبار المسند ترجمة المديني ترجمة ابى العلاء الهمداني ٢٧

ترجمة عبد المغيث ١١ - كلام ابن الجوزي في وصف المسند ٢٩

١٢ - ابن الجوزي: المسند من دواوين الإسلام ٣٠

١٣ - مسلم: اخرجت ما صححه أبوزرعة ترجمة ابى زرعة: ٣١

١٤ - تصحيح محمد بن إسحاق ومن تبعه ١٥ - الحديث في صحيح ابن خزيمة ٣٣

١٦ - الحديث في صحيح أبى عوانة أقوال العلماء في صحيح أبى عوانة ٣٤

١٧ - الحديث في كتب الاخبار الصحيحة ١٨ - تصحيح المحاملي ١٩ - الحديث في غرر الاخبار للفرغانى ٢٠ - تصحيح البغوي ٢١ - الحديث في المختارة ٣٦

كلمات العلماء في المختارة للضياء ٢٢ - تنصيص العلماء على صحته ٣٧

٣٦٥

٢٣ - جواب طعن ابن الجوزي في عطية ٤٠

٢٤ - عطية من رجال أحمد ٤١

٢٥ - اكثار أحمد الرواية عن عطية ٢٦ - وثاقة عطية عند سبط ابن الجوزي ٤٢

٢٧ - قال ابن معين: صالح ٢٨ - عطية من رجال بعض الصحاح ٢٩ - لم يتفرد عطية عن أبى سعيد به ٤٣

٣٠ - ثبوت الحديث غير متوقف على رواية أبى سعيد ٣١ - توثيق ابن الطباع عبد الله بن عبد القدوس ٤٤

ترجمة محمد بن عيسى بن الطباع ٣٢ - توثيق ابن حبان عبد الله بن عبد القدوس ٤٥

٣٣ - توثيق البخاري عبد الله بن عبد القدوس ٤٦

٣٤ - عبد الله بن عبد القدوس من رجال البخاري ٤٧

٣٥ - عبد الله بن عبد القدوس من رجال الترمذي ٣٦ - جرح عبد الله بن عبد القدوس لا يقدح في الحديث ٤٨

٣٧ - ما أورده في جرح ابن داهر مجمل ٤٩

٣٨ - عبد الله بن داهر غير واقع في طرق الحديث ٣٩ - استنكار المحققين قدح ابن الجوزي في الحديث ٥٠

٤٠ - رواية ابن الجوزي حديث الثقلين ٥٢

قدح ابن تيمية ٥٥

١ - دعوى عدم دلالة الحديث على وجوب التمسك بالعترة ٥٦

تحقيق محمد أمين السندي في معنى الحديث ٥٧

٢ - تحريف زيد بن أرقم الحديث ٦٣

٣ - الحديث عن جابر عند مسلم محرف ٦٤

٤ - دعوى ضعف « وعترتي فانهما لن يفترقا » ٦٥

كلام آخر لابن تيمية ٦٧

الرد عليه من وجوه ٦٨

خطبة الغدير في العقد الفريد ٧٠

٣٦٦

كلام للجاحظ في مدح أهل البيت ٨٠

ملحق سند حديث الثقلين للعلامة السيد عبد العزيز الطباطبائى ٨٣

رواة حديث الثقلين ٨٧

رواة الحديث من التابعين ٩٠

أسماء المخرجين لحديث الثقلين ٩١

رواية حبيب بن ابى ثابت ٩٨

رواية ابى اسحاق السبيعي ٩٩

رواية محمد بن عمر بن على ١٠٠

رواية حكيم بن جبير ١٠١

رواية زكريا بن أبى زائدة ١٠٢

رواية فطر بن خليفة المخزومي ١٠٣

رواية كثير بن زيد ١٠٤

رواية معروف بن خربوذ المكي ١٠٦

رواية ابى الجحاف البرجمي ١٠٧

رواية صالح بن ابى الأسود ١٠٨

رواية ابى الجارود زياد بن المنذر رواية حاتم بن اسماعيل ١٠٩

رواية كثير بن اسماعيل النواء ١١٠

رواية على بن مسهر ١١١

رواية على بن ثابت الجزري ١١٢

رواية عبد الله بن سنان الزهري ١١٣

رواية هارون بن سعد العجلى رواية يونس بن أرقم ١١٤

رواية عثمان بن المغيرة ١١٦

رواية زيد بن الحسن الأنماطي ١١٧

رواية جعفر بن عون المخزومي ١٢١

رواية يزيد بن هارون رواية يعلى بن عبيد الطنافسي ١٢٣

٣٦٧

رواية عبيد الله بن موسى العبسي ١٢٥

رواية تليد بن سليمان ١٣٠

رواية ابى النضر الكناني ١٣١

رواية ابى غسان النهدي ١٣٢

رواية ابن الاصبهانى رواية محمد بن كثير العبدى ١٣٣

رواية سعيد بن سليمان الواسطي ١٣٤

رواية عبد الله بن بكير الغنوي ١٣٥

رواية سعيد بن منصور رواية داود بن عمرو الضبي ١٣٦

رواية عمار بن نصر المروزي ١٣٧

رواية منجاب بن الحارث ١٣٨

رواية عبد الرحمن بن صالح ١٣٩

رواية بشر بن الوليد الكندي رواية جعفر بن حميد ١٤١

رواية ابن بنت السدى ١٤٢

رواية سفيان بن وكيع بن الجراح ١٤٣

رواية اخي كرخويه الواسطي ١٤٤

رواية يوسف بن موسى القطان ١٤٥

رواية احمد بن منصور الرمادي ١٤٦

رواية احمد بن يونس الضبي ١٤٧

رواية ابراهيم بن مرزوق ١٤٨

رواية الحسين بن على بن جعفر ١٤٩

رواية ابى احمد الفراء ١٥٠

رواية يعقوب بن سفيان الفسوي ١٥١

رواية القاضي أبى اسحاق الزهري رواية محمد بن الفضل السقطي ١٥٥

رواية فهد بن سليمان ١٥٦

رواية أحمد بن القاسم الجوهري رواية الحافظ صالح جزرة ١٥٧

٣٦٨

رواية أحمد بن يحيى الحلواني رواية أبى جعفر مطين ١٥٨

رواية الحسن بن سفيان النسوى ١٦٠

رواية زكريا بن يحيى الساجي رواية العباس بن أحمد البرتى ١٦١

رواية ابى بكر بن ابى داود ١٦٣

رواية الحسن بن مسلم رواية ابى جعفر الطحاوي ١٦٤

رواية ابى جعفر العقيلي ١٦٥

رواية ابى الفضل البخاري الحسن بن يعقوب ١٦٧

رواية ابن الاخرم الشيباني محمد بن يعقوب ١٦٨

رواية عبد الله بن جعفر رواية محمد بن أحمد بن تميم ١٦٩

رواية أبى جعفر الشيباني ١٧٠

رواية أبى الشيخ ابن حيان الاصبهانى ١٧١

رواية محمد بن أحمد بن بالويه ١٧٢

رواية محمد بن أحمد بن حمدان ١٧٣

رواية أبى محمد ابن حمويه السرخسي ١٧٤

رواية أبى الحسن السكرى ١٧٥

رواية أبى عبيد الهروي ١٧٦

رواية ابى زكريا المزكى ١٧٧

رواية القاضي عبد الجبار المعتزلي ١٧٨

رواية ابن شهريار الاصبهانى رواية ابى سعد الكنجرودي ١٧٩

رواية ابى بكر ابن خلف الشيرازي ١٨٠

رواية ابى الحسين ابن المهتدى ١٨١

رواية الداودي البوشنجي ١٨٢

رواية ابى بكر المزرفى ١٨٣

رواية ابى عبد الله المتوثى ١٨٤

رواية ابن حمويه الجويني رواية ابى نصر الطوسي ابن العراقي ١٨٥

٣٦٩

رواية زاهر بن طاهر الشحامي ١٨٦

رواية جار الله الزمخشرى ١٨٧

رواية ابن عطية المحاربي ١٨٨

رواية ابى الفضل ابن ناصر رواية الحافظ ابى العلاء العطار ١٨٩

رواية الخطيبى الدهلقى ١٩٠

رواية محيي الدين النووي ١٩١

رواية شرف الدين عمر الموصلي رواية ابى العباس القرطبي ١٩٢

رواية عز الدين ابن ابى الحديد ١٩٣

رواية القاضي البيضاوي ١٩٤

رواية ظهير الدين عبد الصمد الفارقي رواية زين العرب ١٩٦

رواية الحسن بن حبيب الحلبي ١٩٧

رواية ابن تيمية الحراني رواية اثير الدين ابى حيان الاندلسي ١٩٩

رواية علاء الدين ابن التركمانى ٢٠٠

رواية شمس الدين الواسطي ٢٠١

رواية تقى الدين المقريزى ٢٠٢

رواية عثمان بن حاجي بن محمد الهروي ٢٠٣

رواية الحافظ ابن حجر العسقلاني ٢٠٤

رواية ابن الديبع الشيباني ٢٠٦

رواية شمس الدين ابن طولون ٢٠٧

رواية السوسي المغربي ٢٠٨

رواية العصامي المكي ٢٠٩

رواية محمد بن امين المحبى رواية كمال الدين ابن حمزة الحسيني ٢١٠

رواية عبد الغنى النابلسى ٢١١

رواية الشبراوي شيخ الازهر رواية مير غنى الحسيني ٢١٢

رواية أحمد زيني دحلان ٢١٣

٣٧٠

رواية الكمشخانوى رواية بهجت افندى ٢١٤

رواية منصور على ناصف رواية النبهاني ٢١٥

رواية العباس اليمنى رواية المباركفورى رواية أحمد البنا ٢١٦

رواية عبد الله الشافعي ٢١٧

رواية أبى رية رواية توفيق ابى علم ٢١٨

رواية الاعظمى ٢٢٠

من وجوه دلالة حديث الثقلين ٢٢٣

مقدمة حول نقل حديث الثقلين ١ - رواة حديث الثقلين من الصحابة ٢٢٦

٢ - نقل حديث الثقلين عن زيد من طرق اخرى غير محرفة أ - الالفاظ المطولة ٢٣٨

ب - الالفاظ المتوسطة ٢٤١

ج - الالفاظ المختصرة ٢٤٣

٣ - تفرد الدهلوي بنقل لفظ الحديث كما نقله ٢٤٤

دلالة حديث الثقلين ( على امامة أهل البيت عليهم‌السلام ) ١ - مفاد الحديث وجوب الاتباع ٢٤٧

٢ - اتباع اهل البيت كاتباع النبي ٢٤٩

٣ - اتباع اهل البيت فرض على الامة ٢٥٠

٤ - لفظ « الثقلين » دليل على وجوب الاتباع ٢٥١

٥ - الامر بالاعتصام دليل على وجوب الاتباع ٢٥٢

٦ - لفظ « الاخذ » في الحديث دليل على وجوب الاتباع ٢٥٥

٧ - لفظ « الاتباع » في بعض نصوص الحديث ٢٥٦

٨ - التكرار في الحديث دليل على وجوب اتباع أهل البيت ٢٥٧

٩ - عدم افتراق القرآن والعترة دليل على وجوب الاتباع ١٠ - أمر النبي برعاية أهل البيت ٢٥٨

١١ - القرآن وأهل البيت توأمان ١٢ - حديث الثقلين في نقل أبى ذر ٢٥٩

تكميل ٢٦٢

٣٧١

١٣ - دلالة الحديث كبعض الايات ٢٦٣

١٤ - دلالة الحديث على عصمة الأئمة من أهل البيت ٢٦٦

١٥ - دلالة الحديث على اعلمية أهل البيت ٢٧٠

١٦ - افضلية اهل البيت في الحديث ٢٧٢

١٧ - الجمع بين حديث الثقلين والولاية ٢٧٩

١٨ - الجمع بين حديث الثقلين والولاية والمنزلة ٢٨٣

١٩ - دلالة لفظ الخلافة في الحديث على الامامة ٢٨٤

٢٠ - السبق على أهل البيت ضلال ٢٨٦

٢١ - محصل معنى حديث الثقلين ٢٨٧

٢٢ - دلالة الحديث على خلافة أهل البيت ٢٩٣

٢٤ - احتجاج الامام الحسن بالحديث ٣٠١

٢٥ - حديث الثقلين على لسان ابن العاص ٣٠٣

٢٦ - الحسن البصري وحديث الثقلين ٣٠٥

دحض المعارضة بحديث: عليكم بسنّتى وسنّة الخلفاء ٣٠٧

١ - الحديث من متفردات العامة ٢ - احتجاجه به ينافي ما التزم به ٣٠٩

٣ - احتجاجه به ينافي كلام والده ٤ - بطلان احتجاجه على ضوء كلام تلميذه ٣١٠

٥ - انه مما أعرض عنه الشيخان ٦ - انه مقدوح سنداً ٣١١

٧ - النظر في رجال الحديث اما العرباض بن سارية الصحابي ٣١٣

واما عبد الرحمن بن عمرو السلمى واما حجر بن حجر ٣١٤

واما خالد بن معدان ٣١٥

واما ثور بن يزيد ٣١٦

واما الوليد بن مسلم ٣١٧

وأما أبو عاصم واما حسن بن على الخلال ٣١٩

واما بحير بن سعيد واما بقية بن الوليد ٣٢٠

واما يحيى بن أبى المطاع واما عبد الله بن علاء واما ضمرة بن حبيب ٣٢٤

٣٧٢

واما معاوية بن صالح ٣٢٥

واما اسماعيل بن بشر بن منصور واما عبد الملك بن الصباح ٨ - تصريح الحافظ ابن القطان ببطلانه ٣٢٦

ترجمة ابن القطان ٩ - لا اثر لهذا الحديث في الصحاح ٣٢٧

١٠ - المراد من « الخلفاء » فيه هم « الائمة » ٣٢٨

دفع شبهة عموم « العترة » ٣٣٥

١ - ليس « العترة » بمعنى « الاقارب » ٣٣٧

٢ - العصمة لاخص الاقارب ٣٣٨

٣ - الاعلمية لاخص الاقارب ٣٣٩

٧ - اعتراف أهل السنة باختصاص حديث الثقلين بالائمة عليهم‌السلام : ٣٤١

( تنبيه ) ٣٥٠

دحض المعارضة بحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء ٣٥٣

ابطال الحفاظ لهذا الحديث ١ - المزي ٣٥٥

٢ - الذهبي ٣ - ابن قيم الجوزية ٣٥٦

٤ - تاج الدين السبكى ٥ - ابن كثير ٦ - ابن الملقن ٣٥٧

٧ - ابن حجر العسقلاني ٣٥٨

٨ - ابن امير الحاج ٩ - امير بادشاه البخاري ١٠ - السخاوي ١١ - جلال الدين السيوطي ٣٥٩

١٢ - الشيباني ١٣ - الفتنى ٣٦٠

١٤ - القاري ٣٦١

١٥ - البهارى ١٦ - الزرقانى ٣٦٢

١٧ - السهالوي ١٨ - عبد العلى ١٩ - الشوكانى ٢٠ - عبد الحق المحمدي ٣٦٣

الفهرس ٣٦٥

٣٧٣

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608