مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٦

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 550

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
تصنيف: الصفحات: 550
المشاهدات: 277947
تحميل: 5230


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 277947 / تحميل: 5230
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 6

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وتخصب بها جنابنا(١١) ، وتقبل بها ثمارنا، وتعيش بها مواشينا، وتندى بها أقاصينا، وتستعين بها ضواحينا، من بركاتك الواسعة، وعطاياك الجزيلة، على بريّتك المرملة(١٢) ، ووحشك المهملة، وأنزل علينا سماء مخضلة(١٣) ، مدراراً هاطلة، يدافع الودق منها الودق، ويحفز(١٤) القطر منها القطر، غير خلّب برقها، ولا جهام عارضها(١٥) ، ولا قزع(١٦) ربابها، ولا شفان(١٧) ذهابها(١٨) ، حتى يخصب لإمراعها المجدبون، ويحيا ببركتها المسنتون(١٩) ، فإنّك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد ».

٦٧٥٢ / ٣ - وفيه: ومن خطبة لهعليه‌السلام في الاستسقاء: « ألا وإنّ الأرض التي تحملكم، والسماء التي تظلكم، مطيعتان لربكم، وما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما، توجّعا لكم، ولا زلفة إليكم، ولا لخير ترجوانه منكم، ولكن أُمرتا بمنافعكم فأطاعتا، وأُقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا، إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة، بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر، وقد جعل الله

____________________________

(١١) الجناب: الناحية.

(١٢) المرملة: الفقيرة.

(١٣) مخضلة: مُبَلَّلة.

(١٤) يحفز: يدفع.

(١٥) العارض: السحاب، وجهام: لا ماء فيه.

(١٦) القزع: القطع الصغار المتفرقة من السحاب.

(١٧) الشفان: الريح الباردة.

(١٨) الذهاب: الأمطار اللينة.

(١٩) المسنتون: من أصابتهم السَّنَة، وهي القحط.

٣ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٤ ح ١٣٩، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣١٢ ح ٣.

٢٠١

سبحانه الإستغفار سبباً لدرور الرزق ورحمة الخلق، فقال:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) (١) .

فرحم الله امرء استقبل توبته، واستقال خطيئته، وبادر منيّته، اللهم إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان، وبعد عجيج البهائم والولدان، راغبين في رحمتك، وراجين فضل نعمتك، وخائفين عذابك ونقمتك، اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، يا أرحم الراحمين، اللهم إنا خرجنا إليك، نشكو إليك ما لا يخفى عليك، حين ألجأتنا المضائق الوعرة، وأجاءتنا المقاحط المجدبة، وأعيتنا المطالب المتعسرة، وتلاحمت علينا الفتن المستصعبة، الله إنا نسألك، أن لا تردنا خائبين، ولا تقلبنا واجمين، ولا تخاطبنا بذنوبنا، ولا تقايسنا بأعمالنا، اللهم انشر علينا غيثك وبركتك، ورزقك ورحمتك، واسقنا سقياً ناقعة(٢) ، مروية معشبة، تنبت بها ما قد فات، وتحيي بها ما قد مات، ناقعة(٣) الحيا(٣) ، كثيرة المجتنى، تروي بها القيعان(٥) ، وتسيل بها البطنان(٦) ، وتستورق الأشجار، وترخص الاسعار، إنّك على ما تشاء قدير ».

____________________________

(١) نوح ٧١: ١٠ - ١٢.

(٢ و ٣) وفيهما: نافعة.

(٤) الحيا: الخصب والمطر.

(٥) القيعان: جمع قاع، وهو الأرض السهلة المطمئنة قد انفرجت عنها الجبال (لسان العرب ج ٨ ص ٣٠٤).

(٦) البطنان: جمع بطن، وهو ما انخفض من الأرض في ضيق (لسان العرب ج ١٣ ص ٥٥).

٢٠٢

٦٧٥٣ / ٤ - الشيخ الطوسي في المصباح: روي أن أميرالمؤمنينعليه‌السلام خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال: « الحمد لله سابغ النعم، ومفرّج الهم، وبارئ النسم، الذي جعل السموات المرساة(١) عماداً، والجبال أوتاداً، والأرض للعباد مهاداً، وملائكته على أرجائها، وحمل عرشه على أمطائها(٢) ، وأقام بعزّته أركان العرش، وأشرق بضوئه شعاع الشمس، وأطفأ بشعاعه ظلمة الغطش(٣) ، وفجّر الأرض عيوناً والقمر نوراً، والنجوم بهوراً(٤) ، ثم تجلّى فتمكن، وخلق فأتقن، وأقام فهيمن، فخضعت له نخوة المستكبر، وطلبت إليه خلّة المتمكن(٥) .

اللهم فبدرجتك الرفيعة، ومحلّتك المنيعة، وفضلك البالغ، وسبيلك الواسع، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، كما دان لك، ودعا إلى عبادتك، ووفى بعهودك، وانفذ أحكامك، واتبع اعلامك، عبدك ونبيّك وأمينك على عهدك إلى عبادك، القائم بأحكامك، ومريد من أطاعك، وقاطع عذر من عصاك.

اللهم فاجعل محمّداً اجزل من جعلت له نصيباً من رحمتك، وانضر من اشرق وجهه بسجال عطيتك، وأقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك، وأوفرهم حظاً من رضوانك، وأكثرهم صفوف أُمّة في جنانك، كما لم يسجد للأحجار، ولم يعتكف للأشجار، ولم يستحل

____________________________

٤ - مصباح المتهجّد ص ٤٧٤، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٩٣ ح ٢.

(١) في نسخة: لكرسيّة، منه (قدّه).

(٢) المطا: الظهر والجمع: أمطاء (لسان العرب ج ١٥ ص ٢٨٦).

(٣) الغطش: الظلام (لسان العرب ج ٦ ص ٣٢٤).

(٤) بهر القمر النجوم: غمرها بضوئه (لسان العرب ج ٤ ص ٨١).

(٥) في نسخة: المتمسكن، منه قده.

٢٠٣

السباء ولم يشرب الدماء، اللهم خرجنا إليك حين فاجأتنا المضائق الوعرة، وألجأتنا المحابس العسرة، وعضّتنا علائق الشين، وتأثّلت علينا لواحق المين، واعتكرت علينا حدابير السنين، واخلفتنا مخائل الجود، واستظمأنا الصوارخ القود(٦) ، فكنت رجاء المبتئس، والثقة للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام، يا حيّ يا قيوم، عدد الشجر والنجوم، والملائكة الصفوف، والعنان المكفوف(٧٧) ، أن لا تردّنا خائبين، ولا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تحاصنا(٨) بذنوبنا، وانشر علينا رحمتك، بالسحاب المتأق(٩) ، والنبات المونق، وامنن على عبادك بتنويع الثمرة، واحي بلادك ببلوغ الزهرة، واشهد ملائكتك الكرام السفرة، سقياً منك نافعة، دائمة غزرها، واسعاً درّها، سحاباً وابلاً، سريعاً عاجلاً، تحيي به ما قد مات، وتردّ به ما قد فات، وتخرج به ما هو آت.

اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، ممرعاً طبقاً مجلجلاً، متتابعاً خفوقه، منبجسة بروقه، مرتجسة(١٠) هموعة(١١) ، وسيبه(١٢) مستدر، وصوبه مسبطر(١٣) ، ولا تجعل ظلّه علينا سموماً، وبرده علينا حسوماً، وضوءه

____________________________

(٦) في نسخة: العود، منه (قدّه).

(٧) وفي نسخة: المعكوف، منه (قدّه).

(٨) تحاصنا: يقال: سنة حصاء: إذا كانت جدبة قليلة النبات (لسان العرب ج ٧ ص ١٣) وهو كناية عن شدة الحساب.

(٩) المتأق: شديد الإمتلاء (لسان العرب ج ١٠ ص ١٣).

(١٠) مرتجسة: متمحضة ومرعدة (لسان العرب ج ٦ ص ٩٥).

(١١) هموعة: سائلة (لسان العرب ج ٨ ص ٣٧٥).

(١٢) سيبه: جريانه (مجمع البحرين ج ٢ ص ٨٥).

(١٣) اسبطرت: امتدت للإرضاع (لسان العرب ج ٤ ص ٣٤٢).

٢٠٤

علينا رجوماً، وماءه أجاجاً، ونباته رماداً رمداداً(١٤) .

اللهم إنا نعوذ بك من الشرك وهواديه(١٥) ، والظلم ودواهيه، والفقر ودواعيه، يا معطي الخيرات من أماكنها، ومرسل البركات من معادنها، منك الغيث المغيث، وأنت الغياث المستغاث، ونحن الخاطئون من أهل الذنوب، وأنت المسغفر الغفار، نستغفرك للجهالات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عوام خطايانا.

اللهم فارسل علينا ديمة مدراراً، واسقنا الغيث واكفاً مغزاراً، غيثاً واسعاً، وبركة من الوابل نافعة، يدافع الودق بالودق دفاعاً، ويتلو القطر منه القطر، غير خلّب برقه، ولا مكذب رعده، ولا عاصفة جنائبه بل ريّا يغصّ بالري ربابه وفاض فانصاع به سحابه، وجرى اثار هيدبه(١٦) جنابه، سقياً منك محيية مرويّة، محفلة متصلة، زاكياً نبتها، نامياً زرعها، ناضراً عودها، ممرعة آثارها، جارية بالخصب والخير على أهلها، تنعش بها الضعيف من عبادك، وتحيي بها الميت من بلادك، وتنعم بها المبسوط من رزقك، وتخرج بها المخزون من رحمتك، وتعم بها من نأى من خلقك، حتى يخصب(١٧) لا مراعها المجدبون، ويحيا ببركتها المسنتون، وتترع بالقعيان غدرانها، وتورع(١٨) ذرى الآكام رجواتها، ويدهام بذرى الآكام شجرها،

____________________________

(١٤) وفي نسخة: رمدداً، منه (قدّه).

(١٥) هوادي: جمع هادٍ، وهو متقدّم كلّ شئ (لسان العرب ج ١٤ ص ٣٥٦).

(١٦) الهيدب: السحاب الذي يدنوا ويتدلّى (لسان العرب ج ١ ص ٧٨٠).

(١٧) في المصدر: يخضب.

(١٨) فيه وفي البحار: وتورق.

٢٠٥

ويستحق(١٩) علينا بعد اليأس شكراً مِنَّةً من مننك مجلّلة، ونعمة من نعمك متصلة، على بريّتك المرملة، وبلادك المعزبة، وبهائمك المعملة، ووحشك المهملة، اللهنم منك ارتجاؤنا، وإليك مآبنا، فلا تحبسه عنّا لتبطنك سرائرنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتنشر رحمتك، وأنت الولي الحميد ».

ثم بكىعليه‌السلام وقال: « سيّدي صاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا وقنط ناس منّا، وتاهت البهائم وتحيّرت في مراتعها، وعجّت عجيج الثكلى على أولادها، وملّت الدوران في مراتعها، حين حبست عنها قطر السماء، فدقّ لذلك عظمها، وذهب لحمها، وذاب شحمها، وانقطع درّها، اللهم ارحم أنين الآنة، وحنين الحانّة، ارحم تحيرها في مراتعها، وأنينها في مرابضها، يا كريم ».

٦٧٥٤ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: وخرج موسىعليه‌السلام بالناس للإستسقاء، فرأى نملة مستلقية تقول: اللهم اسقنا، ولا تأخذنا بذنوب بني آدم، فقال: « انصرفوا فقد استسقي لكم، وجاء المطر ».

٦٧٥٥ / ٦ - الصدوق في الفقيه: باسناده إلى حفص بن غياث، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إن سليمان بن داودعليهما‌السلام ، خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقي، فوجد نملة

____________________________

(١٩) وفيهما: وتستحق.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٣٣ ح ٣.

٢٠٦

قد رفعت قائمة من قائمها إلى السماء، وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك، لا غناء بنا عن رزقك، فلا تهلكنا بذنوب بني آدم، فقال سليمان لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم بغيركم ».

٦٧٥٦ / ٧ - أبوالقاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن عمر بن خارجة، أنه قال: أخبرني جلهمة بن عرفطة قال: أقبلت عير من أعلى نجد، حتى إذا جاءت الكعبة، وإذا بغلام قد رمى نفسه عن عجز بعير، فأتى الكعبة فتعلّق بأسجافها(١) ، ثم قال: أيا ربّ البنيّة أجرني، فقام إليه رجل جسيم وسيم، له سيماء الملوك وبهاء الأنبياء، فقال: ما شأنك يا غلام؟ فقال إني أنا ربّها(٢) قال جلهمة: فسألت عن الشيخ من هو؟ فقيل هو أبوطالب بن عبدالمطلب، قال: وإذا بشيخ نجدي قد أسرع نحو الغلام، وانتزع يده من أسجاف الكعبة، فقال الغلام لأبي طالب: إن أبي مات وأنا صغير، وإن هذا الشيخ قد استعبدني، وقد كنت أسمع أن لله بيتاً يمنع به من الظلم، فأجرني ممّن ظلمني، فأجاره أبوطالبعليه‌السلام من النجدي، وانتزعه من يده، ومضى النجدي وقد يبست يداه.

قال عمر بن خارجة: فلما سمعت منه هذا الخبر، قلت: إنّ لهذا الشيخ لشأنا، فضربت نحو مكّة باحثاً عن شأنه، حتى وردت الأبطح، وقد كانت أجدبت مكّة وما حولها، باحتباس المطر عنها، قال: فإذا قريش قد اجتمعت بالأبطح، وارتفعت ضوضاؤها، فقائل

____________________________

٧ - كتاب الأخلاق:

(١) السجف: الستر، يعني هنا كسوة البيت المكرم. (لسان العرب - سجف - ج ٩ ص ١٤٤).

(٢) في العبارة اضطراب وسقط.

٢٠٧

منهم يقول: اعبدوا اللات والعزى، وقائل منهم يقول: اعبدوا المناة الثالثة الأُخرى، فقام إليهم رجل منهم من أهل الكتاب، يقال له: ورقة بن نوفل، فقال: يا معشر قريش، أين تذهبون؟ وأنّى تؤفكون؟ فيكم بقيّة إبراهيمعليه‌السلام ، وسلالة إسماعيل، فقالوا: كأنك تعني أباطالب، فقال: أجل، فلم نلبث إذ خرج علينا أبو طالب من دار نسائه، وعليه حلّة خضراء، وكان رأسه يقطر من دهانه، فقاموا إليه بأجمعهم وأنا منهم، وقالوا: يا أباطالب قد قحطت البلاد، وأجدبت العباد، فهلّم فاستسق بنا، فقال: نعم موعدكم دلوك الشمس، وقت هبوب الريح، يعني بالدلوك الزوال، فلمّا زالت الشمس، فإذا بأبي طالب قد أقبل نحو الكعبة، وحوله الغيلمة من بني عبد المطلب، وفي وسطهم غلام كأنه شمس دجن، إذا نفرت عنها غمامة قتما، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فأقبل أبوطالب حتى أسند ظهره إلى الكعبة في مستجارها، ثم رمق السماء بعينه، ولاذ باصبعه، وحرّك شفتيه، ونضنضت(٣) الأغيلمة حوله كذلك، وما في السماء يومئذ قرعة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا، ونما ودنا، وكثف وأوكف(٤) ، وأسجم واقتم، واغدودق وأبرق، واثعنجر(٦) واسحنفر(٧) ، ثم سحّ سحا، أفعم منه الوادي، وأخصب له البادي.

____________________________

(٣) نضنض لسانه: حرّكه، الضاد فيه أصل وليست بدلاً من صاد كما زعمه قوم. (لسان العرب - ج ٧ ص ٢٣٨٨).

(٤) وكف الدمع والماء: سال (لسان العرب - وكف - ج ٩ ص ٣٦٢).

(٥) القتمة: سواد ليس بشديد (لسان العرب - قتم ج ١٢ ص ٤٦١).

(٦) اثعنجر: انصبَّ. (لسان العرب - ثعجر - ج ٤ ص ١٠٣).

(٧) اسحنفر المطر: كثر.. والمسحنفر: الكثير الصب الواسع (لسان العرب - سحفر - ج ٤ ص ٣٥٢).

٢٠٨

٦٧٥٧ / ٨ - الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: عن ثابت البناني قال: كنت حاجاً وجماعة عبّاد البصرة، مثل: أيوب السجستاني، وصالح المري، وعتبة العلام، وحبيب الفارسي، ومالك بن دينار، فلما أن دخلنا مكّة، رأينا الماء ضيّقاً، وقد اشتدّ بالناس العطش، لقلّة الغيث، ففزع إلينا أهل مكّة والحجاج، يسألونا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها، ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها، فمنعنا الإجابة، فبينما نحن كذلك، إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطاً، ثم أقبل علينا فقال: « يا مالك بن دينار، ويا ثابت البناني، ويا أيوب السجستاني، يا صالح المري، ويا عتبة العلام، ويا حبيب الفارسي، ويا سعد، ويا عمرو، ويا صالح الأعمى، ويا رابعة، ويا سعدانه، ويا جعفر بن سليمان ». فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى، فقال: « أما فيكم أحد يحبّه الرحمن؟ » فقلنا: يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة، فقال: « ابعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه » ثم أتى الكعبة فخرّ ساجداً، فسمعته يقول في سجوده: « سيدي بحبّك لي، إلّا سقيتهم الغيث » قال: فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب، فقلت: يا فتى من أين علمت أنه يحبّك؟ قال: « لو لم يحبّني لم يستزرني، فلمّا استزارني علمت أنه يحبّني، فسألته بحبّه لي فأجابني - ثم ولّى عنا وأنشأ يقول -:

من عرف الرب فلم تغنه

معرفة الرب فذاك الشقي

ما ضرّ في الطاعة ما ناله

في طاعة الله وماذا لقي

ما يصنع العبد بغير التقى

والعزّ كلّ العزّ للمتقي »

____________________________

٨ - الاحتجاج ص ٣١٦.

٢٠٩

فقلت: يا أهل مكّة، من هذا الفتى؟ قالوا: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

٦٧٥٨ / ٩ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، إذا نظر إلى المطر قال: « اللهم اجعله صبيباً نافعاً ».

٦٧٥٩ / ١٠ - مجموعة الشهيد: عن الصادقعليه‌السلام أنه قال في خواص سورة عبس: « من قرأها وقت نزول الغيث غفر الله له بكلّ قطرة، إلى وقت فراغه ».

____________________________

٩ - الجعفريات ص ٢١٧.

١٠ - مجموعة الشهيد:

٢١٠

أبواب نافلة شهر رمضان

 ١ -( باب استحباب صلاة مائة ركعة ليلة تسع عشرة، ومائة ركعة ليلة إحدى وعشرين منه، ومائة ركعة ليلة ثلاث وعشرين، والإكثار فيها من العبادة)

٦٧٦٠ / ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « صلوا في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، مائة ركعة، تقرؤون في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة واحدة، وقل هو الله أحد عشر مرات، واحسبوا الثلاثين الركعة(١) من المائة، فإن لم تطق ذلك من قيام، صلّيت وأنت جالس، وإن شئت قرأت في كلّ ركعة مرة مرة قل هو الله أحد، وإن استطعت أن تحيي هاتين الليلتين إلى الصبح فافعل، فإنّ فيها فضلاً كثيراً، والنجاة من النار، وليس سهر ليلتين يكبر فيما أنت تؤمّل ».

٦٧٦١ / ٣ - الصدوق في الهداية: قال الصادقعليه‌السلام : « ليلة

____________________________

أبواب نافلة شهر رمضان

الباب - ١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٨٥ ح ٤.

(١) وهي نوافل الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، راجع في تفصيلها شرح اللمعة ج ١ ص ٣٢٠.

٢ - الهداية ص ٤٨، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٩ ح ١١.

٢١١

ثلاث وعشرين، الليلة التي فيها يفرق كلّ أمر حكيم، وفيها يكتب وفد الحاج، وما يكون من السنة إلى السنة ».

وقالعليه‌السلام : « يستحب أن يصلّى فيها مائة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وعشر مرات (قل هو الله أحد) ».

٦٧٦٢ / ٣ - وفي فضائل الأشهر الثلاثة: عن أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، [ قال حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ](١) ، قال حدثنا تميم بن بهلول: قال: حدثنا أبومعاوية الضرير، عن إسماعيل بن مهران، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « من اغتسل ليالي الغسل من شهر رمضان، خرج من ذنوبه - إلى أن قال - فقلت له: هل فيها صلاة غير ما في سائر ليالي الشهر؟ قال: لا، إلّا في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، لأنّ فيها يرجى(٢) ليلة القدر ويستحب أن يصلّى في كلّ ليلة منها مائة ركعة، في كل ركعة الحمد مرة وقلّ هو الله أحد مائة مرة، فان فعل ذلك أعتقه الله من النار، وأوجب له الجنّة، وشفّعه في مثل ربيعة ومضر ».

٦٧٦٣ / ٤ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، نهى أن

____________________________

٣ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١٣٧ ح ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٩).

(٢) في المصدر: يرجو.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨١، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٩ ح ١٢.

٢١٢

يغفل عن ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، أو ينام(١) أحد تلك الليلة.

 ٢ -( باب نافلة شهر رمضان)

٦٧٦٤ / ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أروي عن العالمعليه‌السلام : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان يخرج فيصلي وحده في شهر رمضان، فإذا كثر الناس خلفه دخل بيته ».

 ٣ -( باب استحباب صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة، بل في كل يوم، وفي كل ليلة، من شهر رمضان وغيره مع القدرة)

٦٧٦٥ / ١ - أحمد بن محمّد بن عياش، في مقتضب الأثر: عن أبي القاسم علي بن حبشي، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن الحسين بن أحمد المنقري التميمي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن زرّ بن حبيش، عن جماعة من التابعين، منهم مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن جبير، عن أم سليم - في حديث طويل - قالت: فجئت إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام ، وهو في منزله قائماً يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

٦٧٦٦ / ٢ - محمّد بن علي بن شهر آشوب في مناقبه: عن ابانة العكبري،

____________________________

(١) في المصدر: ونهى أن ينام.

الباب - ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ١١، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٨٥ ح ٣.

الباب - ٣

١ - مقتضب الأثر ص ٢١

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٢٣.

٢١٣

عن سليمان بن المغيرة، عن أُمّه، قالت: سألت أُم سعيد سريّة عليعليه‌السلام ، عن صلاة عليعليه‌السلام ، في شهر رمضان فقالت: رمضان وشوّال سواء، يحيي الليل كله.

٦٧٦٧ / ٣ - وعن الباقرعليه‌السلام : « كان علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعه ».

 ٤ -( باب استحباب زيادة ألف ركعة في شهر رمضان، وترتيبها وأحكامها)

٦٧٦٨ / ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « اعلم(١) أن لشهر رمضان حرمة ليس كحرمة سائر الشهور - إلى أن قالعليه‌السلام - اتبعوا سنّة الصالحين، فيما أمروا به ونهوا عنه، وصلّوا منه أول ليلة إلى عشرين يمضي منه، من الزيادة على نوافلكم في غيره، في كلّ ليلة عشرين ركعة ثما منها بعد صلاة المغرب، وإثنتا عشرة بعد عشاء الآخرة، وفي العشر الأواخر، في كلّ ليلة ثلاثون ركعة، إثنتان وعشرون بعد العشاء الآخرة، وروى أن الثماني مثبتة بعد المغرب لا يزداد، واثنتين وعشرين بعد العشاء الآخرة(٢) ، وصلّوا في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، مائة ركعة(٣) ، واحسبوا الثلاثين ركعة من المائة ».

____________________________

٣ - المناقب لابن شهر اشوب ج ٤ ص ١٥٠.

الباب - ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

(١) في المصدر زيادة: يرحمك الله.

(٢) وفيه اضافة: وقيل اثنتي عشرة ركعة منها بعد المغرب وثماني عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة.

(٣) وفيه اضافة: تقرؤون في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله احد عشر مرات.

٢١٤

٦٧٦٩ / ٢ - الشيخ المفيد في كتاب الأشراف: باب عدد النوافل من شهر رمضان وعددها، سوى نوافل الفرائض، ألف ركعة منها أربعمائة في عشرين ليلة، بحساب كل ليلة عشرين ركعة، ثمان بين المغرب وعشاء الآخرة، وإثنتا عشرة بعد عشاء الآخرة، وثلاثمائة في العشر الثالث في كلّ ليلة ثلاثون ركعة منها ثمان بين العشاءين، واثنتان وعشرون بعد العشاء الآخرة، فذلك سبعمائة ركعة وثلاثمائة في ثلاث ليال، في جملة الشهر: ليلة تسع عشرة مائة ركعة، وليلة إحدى وعشرين مائة ركعة، وليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة، فذلك تكلمة ألف ركعة في طول الشهر.

وقد روي: أن الليالي التي تصلي فيها المائة، تسقط منها ما يجب في غيرها من ليالي الشهر، فيسقط بحساب الثلث ثمانون ركعة، يصلّى على ما جاء به الأثر، في ستّ دفعات في كلّ يوم جمعة من الشهر عشر ركعات، منها صلاة أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي ليلة آخر جمعة من الشهر، عشرون ركعة من صلاة فاطمةعليها‌السلام ، فذلك ثمانون ركعة، بدل الثمانين الساقطة تكملة الألف ركعة.

 ٥ -( باب استحباب الصلاة المخصوصة، كلّ ليلة من شهر رمضان، وأول يوم منه)

٦٧٧٠ / ١ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنته: يستحب أن يصلى كلّ ليلة من شهر رمضان ركعتين، بالحمد فيهما والتوحيد ثلاثاً، فإذا سلم

____________________________

٢ - كتاب الأشراف:

الباب - ٥

١ - جنّة الأمان (المصباح) ص ٥٦٣ - الحاشية.

٢١٥

قال: سبحان من هو حفيظ لا يغفل، سبحان من هو رحيم لا يعجل، سبحان من هو قائم لا يسهو، سبحان من هو دائم لا يلهو، ثم يقول التسبيحات الأربع سبعاً، ثم يقول ثلاثاً: سبحانك سبحانك سبحانك، يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم، ثم يصلّي على النبي وآلهعليهم‌السلام عشرا، من صلّاهما غفر الله له سبعين ألف ذنب، الحديث.

 ٦ -( باب عدم وجوب نافلة شهر رمضان، وعدم استحباب زيادة النوافل المرتبة فيه، وحكم صلاة الليل)

٦٧٧١ / ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « قال العالمعليه‌السلام : قيام شهر رمضان بدعة، وصيامه مفروضة، فقلت: كيف أُصلّي [ في ](١) شهر رمضان؟ فقال: عشر ركعات والوتر، والركعتان قبل الفجر، كذلك كان يصلّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، ولو كان خيراً لم يتركه ».

 ٧ -( باب عدم جواز الجماعة في صلاة النوافل، في شهر رمضان ولا غيره، عدا ما استثني)

٦٧٧٢ / ١ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: قال: (سمعت علياًعليه‌السلام يقول)(١) : « منهومان(٢) لا يشبعان: منهوم في الدنيا

____________________________

الباب - ٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ١١، وعنه في الحبار ج ٩٦ ص ٣٨٤ ح ٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب - ٧

١ - كتاب سليم بن قيس ص ١٦١.

(١) في المصدر بدل ما بين القوسين: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام . يحدّثني ويقول: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال:

(٢) المنهوم في الأصل هو الذي لا يشبع من الطعام (مجمع البحرين - نهم - ج ٦ ص ١٨٢).

٢١٦

لا يشبع، ومنهوم في العلم لا يشبع منه » إلى أن قال: ثم أقبل بوجهه على ناس من أهل بيته وشيعته فقال:

« (والله لقد علمت ما علمت قبلي الأئمة، أُموراً)(٣) عظيمة خالفت فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ متعمدين، لو حملت الناس على تركها وتحويلها عن موضعها إلى ما كانت [ تجري عليه ](٤) على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لتفرق عني جندي، حتى لا يبقى في عسكري غيري وقليل من شيعتي، الذين إنّما عرفوا فضلي [ وإمامتي ](٥) من كتاب الله وسنّة نبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لا من غيرهما - إلى أن قال - وأمرت الناس أن لا يجمعوا شهر رمضان إلّا في الفريضة، فصاح أهل العسكر وقالوا: غيّرت سنّة عمر، ونهيتنا(٦) أن نصلّي في شهر رمضان تطوعاً، حتى خفت أن يثوروا في ناحية عسكري »، الخبر.

٦٧٧٣ / ٢ - دعائم الإسلام: عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنه قال: « صوم شهر رمضان فريضة، والقيام في جماعة في ليلة بدعة، وما صلّاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (في لياله بجماعة التراويح)(١) ولو كانت(٢) خيراً ما تركها، وقد صلّى في

____________________________

(٣) في المصدر: لقد عملت الأئمّة قبلي بأُمور.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في المصدر: نهينا، وفي نسخة: نهانا.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢١٣، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٣٨١ ح ٤.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: كان.

٢١٧

بعض ليالي شهر رمضان وحده، فقام قوم خلفه فلمّا أحسّ بهم دخل بيته، فعل ذلك ثلاث ليال، فلما أصبح بعد ثلاث [ ليال ](٣) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس لا تصلّوا النافلة(٤) ليلاً، في شهر رمضان ولا غيره، في جماعة، فإن الذي صنعتم بدعة، ولا تصلوا الضحى، فإن الصلاة ضُحىً بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار، ثم نزل وهو يقول: [ عمل ](٥) قليل في سنّة، خير من [ عمل ](٦) كثير في بدعة ».

قال مصنف الكتاب: وقد روت العامة في مثل هذا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وان الصلاة نافلة في جماعة في ليل شهر رمضان، لم يكن في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، ولا في أيام أبي بكر، ولا في صدر من أيام عمر، حتى أحدث ذلك عمر، فاتبعوه عليه.

قلت: قال أبوالقاسم الكوفي في كتاب الإستغاثة: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ استن على المصلين النوافل، في ليل رمضان فرادى، وهي التي تسمى التراويح، فاجتمعت الأُمّة أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لم يرخص في صلاتها جماعة، فلمّا ولّي عمر أمرهم بصلاتها جماعة، فصلّوا كذلك، وجعلوها من السنن المؤكدة، ثم والوا عليها وواظبوا، وهم في ذلك مقرّون بأنها بدعة، ثم يزعمون أنّها بدعة حسنة... إلى آخر ما قال(٧) .

____________________________

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر: غير الفريضة.

(٥ و ٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) الإستغاثة ص ٤١ باختلاف في اللفظ.

٢١٨

 ٨ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب نافلة شهر رمضان)

٦٧٧٤ / ١ - الصدوق في فضائل الأشهر: حدثنا أبومحمّد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني، قال: حدثنا أبوعمران موسى بن الحسين الباغثي(١) المؤدّب، قال: حدثنا أبوعبدالله محمّد بن أحمد القرشي، قال: أخبرنا الحسين بن علي بن خالد، قال: حدثنا معروف بن الوليد، قال: حدثنا سعد، قال حدثنا أبوطيبة، عن كردين وبرد الحاري(٢) عن الربيع بن خيثم، عن عبدالله بن مسعود، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « والذي بعثني بالحق، أن جبرئيل خبّرني عن إسرافيل، عن ربّه تبارك وتعالى، أنه قال: من صلّى في آخر ليلة من شهر رمضان، عشر ركعات، يقول(٣) في كل ركعة: فاتحة الكتاب مرّة، وقل هو الله أحد عشر مرات، ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرات: سبحان اله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ويتشهد في كلّ ركعتين، ثم يسلّم، فإذا فرغ من آخر عشر ركعات، قال بعد فراغة من التسليم: أستغفر الله، ألف مرّة، فإذا فرغ من الإستغفار سجد، ويقول في سجوده: يا حيّ يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا أرحم الراحمين، يا إله الأولين والآخرين، اغفر لنا ذنوبنا، وتقبّل منّا صلاتنا وصيامنا وقيامنا ».

____________________________

الباب - ٨

١ - كتاب فضائل الأشهر الثلاث ص ١٣٤ ح ١٤٣ وعنه في الوسائل ج ٥ ص ١٨٩ ح ٣.

(١) في المصدر: الباغشي.

(٢) وفيه: الحادي.

(٣) وفيه: يقرأ.

٢١٩

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « والذي بعثني بالحق، إنه لا يرفع رأسه [ من السجود ](٤) حتى يغفر الله له، ويتقبّل منه شهر رمضان، ويتجاوز عن ذنوبه، وإن كان قد أذنب سبعين ذنباً، كل ذنب أعظم من ذنوب العباد، ويتقبل من جميع أهل الكورة(٥) التي هو فيها ». وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لجبرئيل: « يا جبرئيل يتقبّل الله منه خاصة شهر رمضان، ومن جميع أهل بلاده عامة؟ قال: نعم، والذي بعثك نبيّاً، إنه من كرامته عليه، وعظم منزلته لربّه، يتقبل الله منه ومنهم صلواتهم وصيامهم وقيامهم، ويغفر لهم ذنوبهم، ويستجيب له دعاءه، والذي بعثني بالحقّ، إنه متى صلّى هذه الصلاة، واستغفر هذا الإستغفار، يتقبّل الله منه صلاته وصيامه وقيامه، ويغفر له، ويستجيب دعاءه لديه، لأن الله جلّ جلاله يقول في كتابه:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) (٦) ويقول:( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) (٧) وقال:( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ ) (٨) ويقول عزّوجلّ:( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) (٩) وقال عزّوجلّ:( وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) (١٠) .

____________________________

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) الكورة: المدينة والناحية (مجمع البحرين - كور - ج ٣ ص ٤٧٨).

(٦) نوح ٧١: ١٠.

(٧) هود ١١: ٩٠.

(٨) آل عمران ٣: ١٣٥.

(٩) هود ١١: ٣.

(١٠) النصر ١١٠: ٣.

٢٢٠