بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 110393 / تحميل: 3564
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

الكحل فلا تموت الرّوح كلّما صاروا مثل الكحل عادوا ، و الخامسة : الهاوية فيها يدعون يا مالك أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد يسيل من جلودهم كأنّه مهل فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدّة حرّها و هو قوله تعالى و ان يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه بئس الشّراب و ساءت مرتفقاً١ ، و من هوى فيها هوى سبعين عاما و كلّما احترق جلده بدل جلدا غيره ، و السّادسة : هي السّعير فيها ثلاثمائة سرادق من نار في كلّ سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كلّ قصر ثلاثمائة بيت من نار و في كلّ بيت ثلاثمائة لون من عذاب النّار فيها حيّات من نار و عقارب من نار و جوامع من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار و هو الّذي يقول تعالى فيه إنّا اعتدنا للكافرين سلاسلاً و أغلالاً و سعيراً٢ ، و السابعة : جهنّم و فيها الفلق و هو جبّ في جهنّم إذا فتح سعر النّار سعراً و هو أشدّ النّار عذاباً و امّا سعود فجبل من صفر من نار وسط جهنّم ، و امّا اثام فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل و هو أشدّ النّار عذابا٣ .

« فاللَّه اللَّه معشر العباد و أنتم سالمون في الصّحة قبل السّقم » في الخبر :

اغتنموا خمسا قبل خمس صحّتك قبل سقمك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك٤ .

« و في الفسحة قبل الضيّق » في ( الصحاح ) : الفسحة السّعة .

« فاسعوا في فكاك رقابكم » في الخبر : بينما النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله مستظلّ بظلّ

____________________

( ١ ) الكهف : ٢٩ .

( ٢ ) الدهر : ٤ .

( ٣ ) تفسير القمي ١ : ٣٧٦ .

( ٤ ) الأمالي للطوسي ٢ : ١٣٩ .

١٤١

شجرة في يوم شديد الحرّ إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثم جعل يتمرّغ في الرّمضاء يكوي ظهره مرّة و جبهته مرّة و يقول يا نفس ذوقي فما عند اللَّه أعظم ممّا صنعت بك و النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله ينظر إلى ما يصنع ثمّ انّ الرّجل لبس ثيابه ثمّ أقبل فأومى إليه النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بيده و دعاه فقال له : يا عبد اللَّه لقد صنعت شيئا ما رأيت أحدا من النّاس صنعه فما حملك على ذلك ؟ قال : حملني عليه مخافة اللّه تعالى فقال لقد خفت اللّه حقّ مخافته .١ .

« من قبل أن تغلق رهائنها » في ( الصحاح ) : غلق الرّهن غلقا أي : استحقّه المرتهن و ذلك إذا لم يفتكّ في الوقت المشروط و في الحديث لا يغلق الرّهن٢ ،

قال زهير :

و فارقتك برهن لا فكاك له

يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا٣

و كلّ نفسٍ بما كسبت رهينة٤ .

هذا ، و في ( الأغاني ) : رهن عروة بن الورد امرأته الغفاريّة على الشراب قال انّما جاء بها إلى بني النّضير و كان صعلوكا يغير فسقوه الخمر فلّما انتشى منعوه و لا شي‏ء معه إلاّ امرأته فرهنها و لم يزل يشرب حتى غلقت فلمّا قال لها انطلقي قالت لا سبيل إلى ذلك قد أغلقتني فبهذا صارت عند بني النّضير و لمّا أجلا النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بني النّضير عن المدينة كانت فيهم سلمى٥ .

« اسهروا عيونكم » في ( المصباح ) : السّهر : عدم النّوم في الليل .٦ .

____________________

( ١ ) البحار للمجلسي ٧٠ : ٣٧٨ .

( ٢ ) الصحاح : ( غلق ) .

( ٣ ) الصحاح : ( غلق ) .

( ٤ ) المدثر : ٣٨ .

( ٥ ) الأغاني ٣ : ٣٨ .

( ٦ ) المصباح المنير : ٣٥٣ ( سهر ) .

١٤٢

كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون١ ،

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً و ممّا رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفسٌ ما اُخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون٢ .

« و أضمروا بطونكم » في ( الصحاح ) : الضمر و الضُمّر مثل العسر و العسر الهزال و خفّة اللّحم .٣ .

في ( الفقيه ) : قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : ألا أخبركم بشي‏ء ان فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا بلى قال الصّوم يسودّ وجهه و الصّدقة تكسر ظهره و الحبّ في اللّه تعالى و المؤازرة على العمل الصّالح يقطع دابره و الاستغفار يقطع و تينه و لكلّ شي‏ء زكاة و زكاة الأبدان الصّيام و قال تعالى الصّوم لي و أنا أجزي به و للصائم فرحتان حين يفطر و حين يلقى ربّه و الّذي نفس محمّد بيده لخلوق فم الصائم عن اللَّه أطيب من ريح المسك٤ .

« و استعملوا أقدامكم » روى ( ثواب الأعمال ) و نقله الخوئي أيضا عن الصادق عليه السّلام قال : إنّ اللَّه تعالى ليهمّ ان يعذّب أهل الأرض جميعا حتّى لا يتحاشى منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي و اجترحوا السيئات فاذا نظر إلى الشّيب ناقلي أقدامهم إلى الصلاة و الولدان يتعلّمون القرآن رحمهم فأخّر ذلك عنهم٥ .

« و انفقوا أموالكم » و انفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت

____________________

( ١ ) الذاريات : ١٧ ١٨ .

( ٢ ) السجدة : ١٦ ١٧ .

( ٣ ) الصحاح : ( ضمر ) .

( ٤ ) الفقيه للصدوق ١ : ٧٥ ح ١٧٧٤ .

( ٥ ) ثواب الأعمال : ٦٦ .

١٤٣

فيقول ربِّ لو لا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق و أكن من الصّالحين و لن يؤخّر اللَّه نفساً إذا جاء أجلها و اللَّه خبيرٌ بما تعملون١ .

« و خذوا من أجسادكم فجدّدوا » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب :

« تجودوا » كما في ( ابن ميثم و الخطيّة )٣ أو « فجودوا » كما في ( ابن أبي الحديد )٤ .

« بها على أنفسكم » يا أيها الذين آمنوا اتّقوا اللَّه و لتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ .٥ .

« و لا تبخلوا بها عنها » و من يبخل فانّما يبخل عن نفسه٦ .

« فقد قال اللَّه سبحانه » في الآية السابعة من سورة محمّد صلَّى اللَّه عليه و آله : يا أيها الذين آمنوا :

« إن تنصروا اللَّه ينصركم و يثبّت أقدامكم و قال تعالى » : في ( ١١ ) من الحديد :

« من ذا الّذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً فيضاعفه له و له أجرٌ كريم » و في ( ٢٤٥ ) من البقرة : من ذا الّذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً فيضاعفه له اضعافاً كثيرةً و اللَّه يقبض و يبسط و إليه ترجعون .

« و لم يستنصركم من ذلّ » كما هو شأن المستنصرين من المخلوقين .

« و لم يستقرضكم من قلّ » في ( الصحاح ) : القلّ و القلّة ، مثل الذّل و الذّلّة ،

____________________

( ١ ) المنافقون : ١٠ ١١ .

( ٢ ) الطبعة المصرية المصححة « و جودوا بها » : ٣٩٦ .

( ٣ ) ابن ميثم « فجددوا بها » ٣ : ٢٩٩ و الخطية « تجودوا بها » : ١٦٥ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد : « فجودوا بها » ١٠ : ١٢٣ .

( ٥ ) الحشر : ١٨ .

( ٦ ) محمّد : ٣٨ .

١٤٤

يقال : الحمد للَّه على القلّ و الكثر و ماله قلّ و لا كثر ، و في الحديث : الرّبا و ان كثر فهو إلى قلّ ، و أنشد الأصمعي :

و قد يقصر القلّ الفتى دون همّه

و قد كان لو لا القلّ طلاّع أنجد١

و يقال : هو قلّ بن قلّ إذا كان لا يعرف هو و لا أبواه .

« إستنصركم و له جنود السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم » الأصل فيه قوله تعالى في الفتح و للَّه جنود السماوات و الأرض و كان اللَّه عليماً حكيماً٢ و للَّه جنود السماوات و الأرض و كان اللَّه عزيزاً حكيماً٣ .

« و استقرضكم و له خزائن السّماوات و الأرض و هو الغنيّ الحميد » الأصل فيه قوله تعالى هم الّذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللَّه حتّى ينفضّوا و للَّه خزائن السماوات و الأرض و لكنّ المنافقين لا يفقهون٤ .

« أراد أن يبلوكم أيّكم أحسن عملا » هكذا في ( المصرية )٥ و في ( ابن أبي الحديد ) : و غيره٦ « و انّما أراد . » و لنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبول أخباركم٧ إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيُّهم أحسن عملاً٨ الّذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً .٩ و ليبتلي اللَّه ما في صدوركم و ليمحّص ما في قلوبكم و اللَّه عليم

____________________

( ١ ) الصحاح : ( قلل ) .

( ٢ ) الفتح : ٤ .

( ٣ ) الفتح : ٧ .

( ٤ ) المنافقون : ٧ .

( ٥ ) الطبعة المصرية : ٣٩٦ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد و ابن ميثم كالمصرية .

( ٧ ) محمّد : ٣١ .

( ٨ ) الكهف : ٧ .

( ٩ ) الملك : ٢ .

١٤٥

بذات الصّدور .١ و لو يشاء اللَّه لانتصر منهم و لكن ليبلو بعضهم ببعض .٢ و لو شاء اللَّه لجعلكم اُمّة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم٣ و رفع بعضكم فوق بعضٍ درجاتٍ ليبلوكم في ما آتاكم٤ ، و حكى تعالى عن سليمان مشيرا إلى عرش ملكة سبأ فلّما رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربّي ليبلوني ء أشكر أم أكفر و من شكر فانّما يشكر لنفسه و من كفر فإنّ ربّي غنيٌّ كريم٥ .

« فبادروا بأعمالكم » . فاستبقوا الخيرات إلي اللَّه مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون٦ .

« تكونوا مع جيران اللَّه في داره رافق بهم رسله » هكذا في النسخ الخطية لكنّ الظاهر كون ( في داره )٧ مصحّف ( في دار ) و كون قوله « رافق بهم رسله » مصحّف ( رافق فيها رسله ) ، و من يطع اللَّه و الرّسول فاُولئك مع الّذين أنعم اللَّه عليهم من النّبييّن و الصّديقين و الشهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقاً٨ .

« و أزارهم ملائكته » جنّاتُ عدنٍ يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرّياتهم و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ بابٍ سلامٌ عليكم بما

____________________

( ١ ) آل عمران : ١٥٤ .

( ٢ ) محمّد : ٤ .

( ٣ ) المائدة : ٤٨ .

( ٤ ) الأنعام : ١٦٥ .

( ٥ ) النمل : ٤٠ .

( ٦ ) المائدة : ٤٨ .

( ٧ ) الخطبة : ١٦٦ كما ذكر العلاّمة « قدّس سرُّه » .

( ٨ ) النساء : ٦٩ .

١٤٦

صبرتم فنعم عقبى الدّار١ .

« و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا » في ( الصحاح ) : الحسّ و الحسيس الصّوت الخفيّ٢ .

قال تعالى : لا يسمعون حسيسها و يشهد للفقرتين قوله تعالى مشيرا إلى جهنّم إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الّذين كنتم توعدون٣ .

« و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا » في ( الصحاح ) : اللّغوب التّعب و الاعياء تقول منه ( لغب يلغب بالضّمّ لغوبا و لب بالكسر يلغب لغوبا ، لغة ضعيفة و نصب الرّجل بالكسر نصبا تعب و انصبه غيره و همّ ناصب أي : ذو نصب مثل رجل تأمر و لابن و يقال هو فاعل بمعنى مفعول فيه لأنّه ينصب فيه و يتعب كقولهم ليل نائم أي : ينام فيه و يوم عاصف أي : يعصف فيه الريح .٤ .

كلامه عليه السّلام إشارة إلى قوله تعالى في ( ٣٥ ) فاطر حكاية عن أهل الجنّة و قالوا الحمد للَّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنَّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ و لا يمسّنا فيها لغوبٌ٥ و في فاطر يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حرير٦ .

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٣ ٢٤ .

( ٢ ) الصحاح : ( حسس ) .

( ٣ ) الأنبياء : ١٠١ ١٠٣ .

( ٤ ) الصحاح : ( لغب ) .

( ٥ ) فاطر : ٣٤ ٣٥ .

( ٦ ) فاطر : ٣٥ .

١٤٧

« أقول ما تسمعون » قال تعالى و في ذلك فليتنافس المتنافسون١ .

« و اللَّه المستعان على نفسي و أنفسكم » إيّاك نعبد و إيّاك نستعين٢ ،

و ربُّنا الرّحمان المستعان على ما تصفون٣ .

« و هو حسبي » هكذا في ( المصرية )٤ ، و الصواب : « حسبنا » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٥ .

« و نعم الوكيل » قال تعالى الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً و قالوا حسبنا اللَّه و نِعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من اللَّه و فضلٍ لم يمسسهم سوءٌ و اتّبعوا رضوان اللَّه و اللَّه ذو فضلٍ عظيم٦ .

١٢

من الخطبة ( ١٨٥ ) فَاللَّهَ اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ فَإِنَّ اَلدُّنْيَا مَاضِيَةٌ بِكُمْ عَلَى سَنَنٍ وَ أَنْتُمْ وَ اَلسَّاعَةُ فِي قَرَنٍ وَ كَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا وَ أَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا وَ وَقَفَتْ بِكُمْ عَلَى صِرَاطِهَا وَ كَأَنَّهَا قَدْ أَشْرَفَتْ بِزَلاَزِلِهَا وَ أَنَاخَتْ بِكَلاَكِلِهَا وَ اِنْصَرَمَتِ اَلدُّنْيَا بِأَهْلِهَا وَ أَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِهَا فَكَانَتْ كَيَوْمٍ مَضَى أَوْ شَهْرٍ اِنْقَضَى وَ صَارَ جَدِيدُهَا رَثّاً وَ سَمِينُهَا غَثّاً فِي مَوْقِفٍ ضَنْكِ اَلْمَقَامِ وَ أُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ عِظَامٍ وَ نَارٍ شَدِيدٍ كَلَبُهَا عَالٍ لَجَبُهَا سَاطِعٍ لَهَبُهَا مُتَغَيِّظٍ زَفِيرُهَا مُتَأَجِّجٍ سَعِيرُهَا بَعِيدٍ خُمُودُهَا ذَاكٍ وُقُودُهَا

____________________

( ١ ) المطففين : ٢٦ .

( ٢ ) فاتحة الكتاب : ٥ .

( ٣ ) الأنبياء : ١١٢ .

( ٤ ) المصرية : ٣٩٧ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ١٢٣ ، و النسخة الخطية : ١٦٦ « حسبنا » ، اما ابن ميثم ٣ : ٣٩٦ فكالمصرية .

( ٦ ) الزمر : ٧٣ .

١٤٨

مَخِيفٍ وَعِيدُهَا غَمٍ قَرَارُهَا مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا حَامِيَةٍ قُدُورُهَا فَظِيعَةٍ أُمُورُهَا وَ سِيقَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ زُمَراً ١ ٨ ٣٩ : ٧٣ قَدْ أُمِنَ اَلْعَذَابُ وَ اِنْقَطَعَ اَلْعِتَابُ وَ زُحْزِحُوا عَنِ اَلنَّارِ وَ اِطْمَأَنَّتْ بِهِمُ اَلدَّارُ وَ رَضُوا اَلْمَثْوَى وَ اَلْقَرَارَ اَلَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي اَلدُّنْيَا زَاكِيَةً وَ أَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً وَ كَانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً تَخَشُّعاً وَ اِسْتِغْفَارًا وَ كَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلاً تَوَحُّشاً وَ اِنْقِطَاعاً فَجَعَلَ اَللَّهُ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ مَآباً وَ اَلْجَزَاءَ ثَوَاباً وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها ٢٢ ٢٧ ٤٨ : ٢٦ فِي مُلْكٍ دَائِمٍ وَ نَعِيمٍ قَائِمٍ فَارْعَوْا عِبَادَ اَللَّهِ مَا بِرِعَايَتِهِ يَفُوزُ فَائِزُكُمْ وَ بِإِضَاعَتِهِ يَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ وَ بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ وَ مَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ وَ كَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ اَلْمَخُوفُ فَلاَ رَجْعَةً تُنَالُونَ وَ لاَ عَثْرَةً تُقَالُونَ اِسْتَعْمَلَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ عَفَا عَنَّا وَ عَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ أقول : قوله عليه السّلام « فاللّه اللّه » نصبه واجب ، إمّا بالتحذير نحو الضّيغم الضّيغم ، أي : اتّقوه ، و إمّا بالاغراء نحو أخاك أخاك ، أي : الزموه .

« عباد اللَّه » مناد حذف نداءه و التعبير به لكونه كالبرهان لأمره أوّلا مؤكّدا لوجوب رعايته تعالى فانّ العبد يجب عليه عقلا رعاية مولاه .

« فانّ الدّنيا ماضية بكم على سنن » في ( الصحاح ) : السّنن الطريقة يقال استقام فلان على سنن واحد .١ .

و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل٢ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سنن ) .

( ٢ ) سبأ : ٥٤ .

١٤٩

« و أنتم و السّاعة في قرن » في ( الصحاح ) : السّاعة : القيامة و القرن بالتّحريك جعل يقرن به العيران قال :

إنّي لدى الباب كالمشدود في قرن١

اقتربت السّاعة و انشقّ القمر٢ .

« و كأنّها قد جاءت بأشراطها » في ( الصحاح ) : اشراط السّاعة علاماتها .٣ .

في ( ١٨ ) من سورة محمّد : فهل ينظرون إلاّ الساعة ان تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها فانّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم .

في ( تفسير البرهان ) عن ابن عباس قال : حججنا مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله حجّة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثمّ أقبل بوجهه فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة إلى أن قال : فقال : من أشراط السّاعة إضاعة الصّلاة و اتّباع الشهوات و الميل إلى الأهواء إلى أن قال : و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة و يكون المطر قيظا و تغيض الكرام غيظا إلى أن قال : انّ عندها يؤتى بشي‏ء من المشرق و شي‏ء من المغرب يلون امّتي فالويل لضعفاء امّتي منهم و الويل لهم من اللَّه لا يرحمون صغيرا و لا يوقّرون كبيرا إلى أن قال :

ان عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس و تكثر أولاد الزّنا يتغنّون بالقرآن و يمطرون في غير أوان المطر و يستحسنون الكوبه و المعازف و ينكرون الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر حتّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الامة قال و عندها يتكلّم الرّويبضة قال سلمان : و ما الرويبضة ؟ قال : يتكلّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلّم .٤ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سوع ) و ( قرن ) .

( ٢ ) القمر : ١ .

( ٣ ) الصحاح : ( شرط ) .

( ٤ ) البرهان للبحراني ٤ : ١٨٢ ح ١ .

١٥٠

« و ازفت بأفراطها » في ( الصحاح ) : أزف الترحّل يأزف ازفا أي : دنا ، و منه قوله تعالى : أزِفت الازفة١ يعني القيامة و الفرط بالتّحريك الّذي يتقدّم الواردة فيهيى‏ء لهم الارسان و الدّلاء و يمدر الحياض و يستقي لهم و هو فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع إلى أن قال و أفراط الصّبح أيضا أوائل تباشيره .٢ .

قلت : المناسب لكلامه عليه السّلام المعنى الثاني لافراط أي : أوائل تباشيرها ،

و قول ابن أبي الحديد : « و افراطها هم المتقدّمون السّابقون من الموتى . »٣ كما ترى فالسّابقون من الموتى افراط لنا لا للسّاعة كما في دعاء زيارة أهل القبور : « أنتم لنا فرط و انّا انشاء اللَّه بكم لاحقون » .

و قال ابن أبي الحديد : أيضا و يجوز ان يفسّر افراط الساعة بمقدّماتها و ما يظهر قبلها من خوارق العادات المزعجة كالدّجال و دابّة الأرض و نحوهما فيرجع إلى معنى اشراطها و انّما يختلف اللّفظ .٤ .

قال تعالى : أزِفَتِ الآزِفَةُ ليس لها من دون اللَّه كاشفةٌ٥ ، و انذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين .٦ .

« و وقفت بكم على صراطها » احشروا الّذين ظلموا و أزواجهم و ما كانوا يعبدون من دون اللَّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقوفهم إنّهم

____________________

( ١ ) الصحاح : ( أزف ) ، و النجم : ٥٧ .

( ٢ ) الصحاح : ( أزف ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٢ ح ٢٣٦ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٢ ح ٢٣٦ .

( ٥ ) النجم : ٥٧ ٥٨ .

( ٦ ) غافر : ٢٨ .

١٥١

مسئولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون١ .

و في ( تفسير البرهان ) عن ابن عبّاس قال : إذا كان يوم القيامة أمر اللَّه تعالى مالكا ان يسّعر النيران السّبع و يأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية و يقول يا ميكائيل مدّ الصّراط على متن جهنّم و يقول يا جبرئيل انصب ميزان العدل تحت العرش و ينادي يا محمّد قرّب امّتك للحساب ثمّ يأمر اللَّه تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كلّ قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ و على كلّ قنطرة سبعون الف ملك قيام فيسألون هذه الأمّة نساءهم و رجالهم على القنطرة الاولى عن ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و حبّ أهل بيت محمّد صلَّى اللَّه عليه و آله فمن أتى به جاز على القنطرة الاولى كالبرق الخاطف و من لم يحبّ أهل بيته سقط على أمّ رأسه في قعر جهنّم و لو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صدّيقا ، و على القنطرة الثانية يسئلون عن الصّلاة و على الثالثة عن الزكاة و على الرابعة عن الصّيام و على الخامسة عن الحجّ و على السادسة عن الجهاد و على السابعة عن العدل فمن أتى بشي‏ء من ذلك جاز على الصّراط كالبرق الخاطف و من لم يأت عذّب .٢ .

و عن ( تفسير الثعلبي ) عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسئل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبّنا أهل البيت٣ .

« و كأنّها قد أشرفت بزلازلها » إذا زُلزلت الأرض زلزالها و اخرجت الأرض أثقالها و قال الإنسان مالها يومئذٍ تحدّث أخبارها بأنّ ربّك أوحى

____________________

( ١ ) الصافات : ٢٢ ٢٦ .

( ٢ ) البرهان للبحراني ٤ : ١٧ ح ٦ .

( ٣ ) نقله المجلسي ٢٧ : ٣١١ ح ١ .

١٥٢

لها يومئذٍ يصدر النّاس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره١ ، و في أوّل سورة الحجّ يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شي‏ء عظيم يوم ترونها تذهل كلُّ مرضعةٍ عمّا أرضعت و تضع كلّ ذات حملٍ حملها و ترى النّاس سكارى و ما هم بسكارى و لكنّ عذاب اللَّه شديد .

« و أناخت بكلاكلها » في ( الصحاح ) : أنخت الجمل فاستناخ : أبركته فبرك .٢ .

و ظاهره انّ أناخ متعدّ و مقتضى قوله عليه السّلام لزومه ، و يشهد له قول ( الجمهرة ) : و أناخ البعير أناخة ، قال أوس بن حجر :

إذا جعجعوا بين الإناخة و الحس٣

و لعلّه مشترك ، ففي ( الطبري ) : أنّ الحسين عليه السّلام قال للمحاربي من أصحاب الحرّ : أنخ الراوية .٤ .

و في ( الصحاح ) : و الكلكل و الكلكال اسم الصّدر .٥ .

قالوا : يقال للأمر الثقيل قد أناخ علهيم بكلكله أي : هدّهم بكلكله و رضّهم كما يهدّ البعير البارك من تحته بصدره .

« و انصرمت الدّنيا بأهلها » هكذا في ( المصرية )٦ انصرمت بالميم و في

____________________

( ١ ) سورة الزلزلة .

( ٢ ) الصحاح : ( نخنخ ) .

( ٣ ) الجمهرة لابن دريد : ١٠٥٧ « خ ن و اي » .

( ٤ ) تاريخ الطبري ٤ : ٣٠٢ .

( ٥ ) الصحاح : ( كلل ) .

( ٦ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

١٥٣

( ابن أبي الحديد ) و انصرفت بالفاء و قال و يروى و انصرمت أي : انقضت .١ .

ثمّ عطف هذه الفقرة على قوله ( قد أشرفت بزلازلها ) عطف بالمعنى .

« و أخرجتهم من حضنها » في ( الصحاح ) : الحضن ما دون الابط إلى الكشح و حضن الضّبع و جاره و حضن الطائر بيضه إذا ضمّه إلى نفسه تحت جناحه و كذلك المرأة إذا حضنت ولدها .٢ .

قال تعالى و أخرجت الأرض أثقالها٣ .

« فكانت كيوم مضى أو شهر » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « و شهر » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٤ .

« انقضى » و يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلاّ ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم .٥ ، كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهار .٦ كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيةً أو ضحاها٧ ، قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يومٍ فسئل العادّين قال ان لبثتم إلاّ قليلاً لو انّكم كنتم تعلمون٨ .

« و صار جديدها رثا » في ( الصحاح ) : الرّثّ : الشي‏ء البالي و جمعه : رثاث .

« و سمينها غثّا » في ( الصحاح ) : غثّ اللّحم فهو غثّ و غثيث إذا

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٠ .

( ٢ ) الصحاح : ( حضن ) .

( ٣ ) الزلزال : ٢ .

( ٤ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ ، و ابن ميثم ٤ : ٢٠٢ ، كالمصرية في ابن أبي الحديد « و شهر » ، راجع ١٣ : ١١٠ ح ٢٣٦ .

( ٥ ) يونس : ٤٥ .

( ٦ ) الاحقاف : ٣٥ .

( ٧ ) النازعات : ٤٦ .

( ٨ ) المؤمنون : ١١٢ ١١٤ .

١٥٤

كان مهزولا .١ .

قال الخوئي قال ابن ميثم : السّمين و الغثّ يحتمل أن يريد بهما الحقيقة و يحتمل أن يكنّى به عمّا كثر من لذّاتها و خيراتها و تغير ذلك بالموت و الزّوال ،

و اعترض عليه بأنّ جعل الكناية قسما للحقيقة بلا وجه لأنّ الكناية استعمال اللّفظ في غير ما وضع مع جواز إرادة ما وضع له٢ .

قلت : اعتراضه في غاية السّقوط فانّ تقابل الكناية و الحقيقة أمر واضح فانّ الحقيقة هنا بمعنى عدم الكناية فيكون تقابلهما كتقابل الوجود و العدم .

« في موقف ضنك المقام » في ( الصحاح ) : الضّنك : الضيّق .٣ .

قيل وصف بالضّنك لكثرة النّاس قال تعالى قل إنَّ الأوّلين و الآخرين لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلوم٤ .

« و أمور مشتبه عظام » المراد امور عظيمة شبيه كلّ منها بالآخر في الفظاعة ، و في سورة القيامة فإذا برق البصر و خسف القمر و جمع الشّمس و القمر يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرُّ كلاّ لا وزر إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ ينبّوء الإنسان يومئذٍ بما قدّم و أخّر٥ ، و في الحاقّة فإذا نُفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ و حملت الأرض و الجبال فدكّتا دكّةً واحدةً فيومئذٍ وقعت الواقعة و انشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهية٦ .

« و نار شديد كلبها » في ( الصحاح ) : الكلب بالضم : الشّدّة عند البرد و دفعت

____________________

( ١ ) الصحاح : ( غثث ) .

( ٢ ) الخوئي ١١ : ٢٠٢ ح ١٨٩ ، و ابن ميثم ٤ : ٢٠٨ .

( ٣ ) الصحاح : ( ضنك ) .

( ٤ ) الواقعة : ٤٩ ٥٠ .

( ٥ ) القيامة : ٧ ١٣ .

( ٦ ) الحاقة : ١٣ ١٦ .

١٥٥

عنك كلب فلان أي : شرّه .١ .

قال تعالى : و رأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها و لم يجدوا عنها مصرفا٢ عال لجبها ، في ( الصحاح ) : اللّجب : الصوت٣ .

« ساطع لهبها » سطع النّار و الرّائحة و الصّبح سطوعا إذا ارتفع ، و لهب النّار لسانها قال تعالى سيصلى نارا ذات لهب٤ ، سندع الزّبانية٥ .

« متغيّظ زفيرها » في ( ١١ ) و ( ١٢ ) من الفرقان و اعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيراً إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظاً و زفيراً .

« متأجح سعيرها » في ( الصحاح ) : التأجّج : تلهّب النّار٦ ( و سعرت النّار و الحرب ) هيّجتها و ألهبتها و قرى‏ء و إذا الجحيم سُعرت٧ و سعّرت بالتّشديد أيضاً للمبالغة .

« بعيد خمودها » في ( الصحاح ) : خمدت النّار يخمد خمودا سكن لهبها و لم يطفى‏ء جمرها و همدت إذا طفى‏ء جمرها و الخمود على وزن التّنّور موضع يدفن فيه النّار لتخمد .٨ .

و في ( الجمهرة ) : خمدت النّار إذا سكن التهابها٩ .

« ذاك وقودها » في ( الصحاح ) : ذكت النّار تذكو ذكا مقصور أي : اشتعلت

____________________

( ١ ) الصحاح : ( كلب ) .

( ٢ ) الكهف : ٥٣ .

( ٣ ) الصحاح : ( لجب ) .

( ٤ ) المسد : ٣ .

( ٥ ) العلق : ١٨ .

( ٦ ) الصحاح : ( أجج ) .

( ٧ ) التكوير : ١٢ .

( ٨ ) الصحاح : ( خمد ) .

( ٩ ) الجمهرة لابن دريد : ٥٨ « خمد » .

١٥٦

و الوقود بالفتح الحطب .١ .

و قال ابن أبي الحديد : الوقود الضّمّ مصدر و لا يجوز الفتح لأنّه ما يوقد به كالحطب و نحوه و ذاك لا يوصف بأنّه ذاك٢ .

قلت : الحطب من حيث الذات لا يوصف بذاك و امّا مع الوصف الوقود به فلم لا يوصف .

« مخيف » هكذا في ( المصرية )٣ و الصواب : « مخوف » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٤ .

« وعيدها » في ( الإرشاد ) : لمّا عاد النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله من تبوك قدم عليه عمرو بن معد يكرب فقال له اسلم يا عمر و يؤمنك اللَّه من الفزع الأكبر قال : يا محمّد و ما الفزع الأكبر فأنّي لا أفزع ؟ فقال : يا عمرو انّه ليس كما تظنّ و تحسب انّ النّاس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميّت إلاّ نشر و لا حيّ إلاّ مات إلاّ ما شاء اللَّه ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات و يصفّون جميعا و تنشقّ الأرض و تهدّ الأرض و تخرّ الجبال هدّا و ترمي النّار بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلاّ انخلع قلبه و ذكر ذنبه و شغل بنفسه إلاّ ما شاء اللَّه فأين أنت يا عمر و من هذا ؟ قال الا اني أسمع أمرا عظيما فآمن٥ .

« غمّ قرارها » هكذا في ( المصرية )٦ غمّ بالمعجمة و في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) غمّ بالمهملة و فسّراه بمعنى العمى ، قال الأول : أي

____________________

( ١ ) الصحاح : ( ذكا ) .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٣ لم يذكر عبارة مصدر .

( ٣ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

( ٤ ) ابن ميثم ٣ : ٢٠٢ كالمصرية « مخيف » و شرح ابن أبي الحديد ٣ : ١١٠ « مخوف » .

( ٥ ) الإرشاد للمفيد ١ : ١٤٥ .

( ٦ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

١٥٧

لا يهتدي فيه لظلمتها .١ .

و على ما هنا فيمكن أن يفسّر بما في ( الصحاح ) : يوم غمّ إذا كان يأخذ بالنّفس من شدّة الحر٢ .

« مظلمة أقطارها » في ( الصحاح ) : القطر بالضّمّ النّاحية و الجانب و الجمع الأقطار٣ .

« حامية قدورها » و اما من خفّت موازينه فاُمّهُ هاويةٌ و ما أدراك ما هيةٌ نارٌ حاميةٌ٤ ، تصلى ناراً حاميةً تسقى من عينٍ آنيةٍ ليس لهم طعامٌ إلاّ من ضريع لا يُسمن و لا يُغني من جوع٥ .

« فظيعة أمورها » يوم ترجف الرّاجفة تتبعها الرّادفة قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ أبصارها خاشعةٌ٦ ، القارعة ما القارعة و ما أدراك ما القارعة يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث و تكون الجبال كالعِهن المنفوش٧ .

« و سيق الّذين اتّقوا الى الجنّة زمرا » اقتباس من قوله تعالى في ( ٧٣ ) الزّمر و سيق الّذين اتّقوا إلى الجنّة زُمَراً حتّى إذا جاؤها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين .

« قد أمن العذاب » الّذين آمنوا و لم يلبِسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد و ابن ميثم بلفظ « غم » راجع صفحة ٤٧٦ بند ١٥ .

( ٢ ) الصحاح : ( غمم ) .

( ٣ ) الصحاح : ( قطر ) .

( ٤ ) القارعة : ٨ ١١ .

( ٥ ) الغاشية : ٤ ٧ .

( ٦ ) النازعات : ٦ ٩ .

( ٧ ) القارعة : ١ ٥ .

١٥٨

الأمن و هم مهتدون١ .

« و انقطع العتاب » في ( الصحاح ) : قال الخليل العتاب مخاطبة الأذلال و مذاكرة الموجدة٢ .

« و زحزحوا عن النّار » في ( الصحاح ) : زحزحته عن كذا أي : باعدته عنه .٣ .

فمن زُحزح عن النّار و اُدخل الجنّة فقد فاز و ما الحياة الدُّنيا إلاّ متاع الغرور٤ .

« و اطمأنّت بهم الدّار و رضوا المثوى و القرار » في ( الصحاح ) : ثوى بالمكان :

أقام به و أبو مثوى الرّجل صاحب منزله و امّ مثواه صاحبته منزله .٥ .

يا أيَّتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربِّك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنّتي٦ ، و هذا صراط ربِّك مستقيماً قد فصّلنا الآيات لقوم يذّكّرون لهم دار السّلام عند ربِّهم و هو وليّهم بما كانوا يعملون٧ ، و منهم سابق بالخيرات باذن اللَّه ذلك هو الفضل الكبير جنّاتُ عدنٍ يدخلوها يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حريرٌ و قالوا الحمد للَّه الذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورُ شكورٌ الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ و لا يمسّنا فيها لغوب٨ ، للّذين

____________________

( ١ ) الأنعام : ٨٢ .

( ٢ ) الصحاح : ( عقب ) .

( ٣ ) الصحاح : ( زحح ) .

( ٤ ) آل عمران : ١٨٥ .

( ٥ ) الصحاح : ( ثوا ) .

( ٦ ) الفجر : ٢٧ ٣٠ .

( ٧ ) الأنعام : ١٢٦ ١٢٧ .

( ٨ ) فاطر : ٣٢ ٣٥ .

١٥٩

أحسنوا في هذه حسنةٌ و لدار الآخرة خيرٌ و لنعم دار المتّقين جنّاتُ عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار و لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللَّه المتّقين١ ، فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنّي ظننت انّي ملاقٍ حسابيه فهو في عيشةٍ راضيةٍ في جنّةٍ عاليةٍ قطوفها دانيةٌ كلوا و اشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية٢ ، قال اللَّه هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك الفوز العظيم٣ ، و السّابقون الأوّلون من المهاجرين و الأنصار و الّذين اتّبعوهم باحسانٍ رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه و أعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم٤ .

لا تجد قوماً يؤمنون باللَّه و اليوم الآخر يوادّون من حادّ اللَّه و رسوله و لو كانوا آبائهم أو ابنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان و أيّدهم بروحٍ منه و يدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه أولئك حزب اللَّه ألا إنّ حزب اللَّه هم المفلحون٥ ، و في البيّنة . رضى اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشيَ ربّه٦ ، و في القارعة فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشةٍ راضية٧ .

« الّذين كانت أعمالهم في الدُّنيا زاكية » قد أفلح من زكاها٨ ، قد أفلح

____________________

( ١ ) النحل : ٣٠ ٣١ .

( ٢ ) الحاقة : ١٩ ٢٤ .

( ٣ ) المائدة : ١١٩ .

( ٤ ) التوبة : ١٠٠ .

( ٥ ) المجادلة : ٢٢ .

( ٦ ) البينة : ٨ .

( ٧ ) القارعة : ٧ ٨ .

( ٨ ) الشمس : ٩ .

١٦٠

وقت فريضة، ارأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان، اكان لك ان تتطوع حتى تقتضيه »، قال، قلت: لا، قال: « فكذلك الصلاة » قال: فقايسني، وما كان يقايسني.

٤٧ - ( باب جواز قضاء الفرائض في وقت الفريضة الحاضرة ما لم يتضيق وحكم تقديم الفائتة على الحاضرة )

٣٢٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « من فاتته صلاة حتى دخل وقت صلاة اخرى، فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي فاتته، وصلى التي هو منها في وقت، وان لم يكن في الوقت (١) الا مقدار ما يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها، وقضى بعدها الصلاة الفائتة ».

٣٢٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نام ونسي فلم يصلّ المغرب والعشاء، قال: « ان استيقظ قبل الفجر بقدر ما يصلّيهما جميعاً يصلّيهما، وإن خاف أن يفوته أحدهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ».

____________________________

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: سعة.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٤ ح ٢.

١٦١

٤٨ - ( باب وجوب الترتيب بين الفرائض أداء وقضاء، ووجوب العدول بالنيّة إلى السابقة، إذا ذكرها في أثناء الصلاة أداء، وقضاء جماعة ومنفرداً )

٣٢٦٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نسي الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل صلاة العصر التي صلّى الظهر، ثم يصلّى العصر بعد ذلك ».

وعن رجل نام ونسي فلم يصلّي المغرب والعشاء - إلى أن قال -: « وإن استيقظ بعد الصبح فليصلّ الصبح، ثم المغرب، ثم العشاء، قبل طلوع الشمس ».

٣٢٧٠ / ٢ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول الله، ما تقول في رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى ركعتين من العصر؟ قال: « فيجعلهما الظهر (١)، ثم يستأنف العصر » قال: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء (٢)؟ قال: « يتمّ صلاته، ثم يصلّي المغرب بعد » قال له الرجل: جعلت فداك (يابن رسول الله) (٣)، ما الفرق بينهما؟ قال: « لأنّ العصر ليس بعدها صلاة، يعني لا يتنفّل بعدها، والعشاء الآخرة يصلّي بعدها ما شاء ».

____________________________

الباب - ٤٨.

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٢١٦

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر: فليجعلهما للظهر.

(٢) في المصدر زيادة: الآخرة.

(٣) ليس في المصدر.

١٦٢

٣٢٧١ / ٣ - وعنه عليه‌السلام: أنّه سئل عن رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل التي صلّى الظهر، ويصلّي العصر » قيل: فإن نسي المغرب حتى صلّى العشاء الآخرة؟ قال: « يصلّي المغرب، ثم العشاء الآخرة ».

قال في البحار في الخبر الأول: لم أر قائلاً به، وحمل على ما إذا تضيّق وقت العشاء دون العصر، وان كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للأخبار الكثيرة، ويمكن حمله على التقيّة والتعليل ربّما يؤيده، انتهى.

٣٢٧٢ / ٤ - السيّد عليّ بن طاووس في رسالة المواسعة، عن كتاب الصلاة للحسين بن سعيد الأهوازي: عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي الاُولى حتى صلّى ركعتين من العصر، قال: « فليجعلهما الاولى وليستأنف العصر » قلت: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء ثم ذكر؟ قال: « فليتم صلاته، ثم يقضي بعد المغرب » قال: قلت: جعلت فداك، متى نسي الظهر ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الاولى ثم يستأنف، وقلت لهذا يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال: « ليس هذا مثل هذا، إنّ العصر ليس بعدها صلاة والعشاء بعدها صلاة ».

٣٢٧٣ / ٥ - وعن كتاب النقض على من أظهر الخلاف على أهل البيت عليهم‌السلام للحسين بن عبيد الله بن عليّ الواسطي: عن الصادق

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١ باختلاف يسير في لفظه، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

٤ - رسالة المواسعة ص ١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٩.

٥ - رسالة المواسعة ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٣٠.

١٦٣

جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال: « من كان في صلاة ثم ذكر صلاة اُخرى فاتته أتمّ التي هو فيها، ثم يقضي ما فاتته ».

٤٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب المواقيت )

٣٢٧٤ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) قال: « دلوكها زوالها، و: ( غَسَقِ اللَّيْلِ ) انتصافه، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) صلاة الغداة، ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

ثم قال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) قال: « صلاة الليل ».

٣٢٧٥ / ٢ - العيّاشي: عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال: « ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق ».

٣٢٧٦ / ٣ - الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (١). الآية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام: « إنّهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن (لم) (٢) يتّجر ».

____________________________

الباب - ٤٩

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥، والآيتان في سورة الاسراء ١٧: ٧٨، ٧٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٠ ح ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٩ ح ٤١.

٣ - مجمع البيان ج ٧ ص ١٤٥.

(١) النور ٢٤: ٣٧.

(٢) ليس في المصدر.

١٦٤

٣٢٧٧ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن عمه، عن أبي إسحاق قال: أملى علينا تغلب (١) ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة، والهداة، والسباع (٢)، والجنح، والهزيع، والفقد (٣)، والزلفة، والسحرة، والبهرة.

٣٢٧٨ / ٥ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن أبان (١) الثقفي قال: سأل النصرانيّ الشاميّ الباقر عليه‌السلام عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار، أيّ ساعة هي؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام: « من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا » فقال النصراني: أصبت.

٣٢٧٩ / ٦ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إنّ الشمس تطلع كلّ يوم بين قرني شيطان إلّا صبيحة [ ليلة ] (١) القدر ».

____________________________

٤ - الخصال ص ٤٨٨ ح ٦٧.

(١) في المصدر: ثعلب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: والعقر.

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٨.

(١) في المصدر: عبدالله، ولعل الصواب: عمرو بن عبدالله الثقفي، أنظر « رجال الشيخ ص ١٢٨ رقم ٢١ ».

٦ - كتاب زيد النرسي ص ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦٥

٣٢٨٠ / ٧ - عوالي اللآلي: روى خباب بن الأرت قال: ربّما شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الرمضاء (١) فلم يشكنا.

٣٢٨١ / ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « رحم الله عبداً قام من الليل فصلّى، وأيقظ أهله فصلّوا ».

٣٢٨٢ / ٩ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنّه قال: « لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنّها العشاء، وإنّهم يعتمون بالإبل »، وذلك لأنّهم كانوا يعتمون بالحلب، أي يؤخّرون حلبها إلى أن يعتم الليل، ويسمّون الحلبة العتمة باسم عتمة الليل، وعتمته: ظلامه.

____________________________

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦.

(١) الرمضاء: الحجارة الحامية من حرّ الشمس (لسان العرب ج ٧ ص ١٦٠، ومجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٩ - رمض -).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٩ - دور اللآلي ج ١ ص ١١٦.

١٦٦

أبواب القبلة

١ - ( باب وجوب استقبال القبلة في الصلاة )

٣٢٨٣ / ١ - الصدوق في الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء ».

ورواه في الهداية مرسلاً عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٢٨٤ / ٢ - البحار، عن كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم: عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة؟ فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الإفتتاح، والركوع، والسجود والدعاء ».

____________________________

أبواب القبلة

الباب - ١

١ - الخصال ص ٦٠٣ ح ٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٠ ح ١.

(١) الهداية ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٤.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣.

١٦٧

٣٢٨٥ / ٣ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عنهما عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) « في الفرض »، وقوله تعالى: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٢) قالا: « هو في النافلة ».

٣٢٨٦ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، في قول الله عزّوجلّ: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) (١) قال: « أمره أن يقيمه للقبلة حنيفا، ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ».

٣٢٨٧ / ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام، في قول الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هو إلى القبلة ».

٣٢٨٨ / ٦ - وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « مساجد محدثة فاُمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام ».

وأبو بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام قال: « هو إلى القبلة،

____________________________

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ٩١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٤٩ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٤، وفي المصدر - بعد ذكر الآية - زيادة: روي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنّ ذلك.

(٢) البقرة ٢: ١١٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٠ ح ٢٧

(١) الروم ٣٠: ٣٠.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠، والبحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٩.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٩ و ٢٠، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٠.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

١٦٨

ليس فيها عبادة الأوثان خالصاً مخلصاً ».

٢ - ( باب أنّ القبلة هي الكعبة مع القرب، وجهتها مع البعد )

٣٢٨٩ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: رأيت الأحاديث المأثورة أنّ الله تعالى أمر آدم عليه‌السلام أن يصلّي إلى المغرب، ونوحاً عليه‌السلام أنّ (١) يصلّي إلى المشرق، وإبراهيم عليه‌السلام [ أن ] (٢) يجمعهما (٣)، فلمّا بعث موسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين آدم عليه‌السلام، ولمّا بعث عيسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين نوح عليه‌السلام، ولمّا بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمره أن يحيي دين إبراهيم عليه‌السلام.

٣٢٩٠ / ٢ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لا والله، ما هم على شئ ممّا جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلّا استقبال الكعبة فقط ».

٣٢٩١ / ٣ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن

____________________________

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ١٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٧ ح ٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وهي الكعبه.

٢ - المحاسن ج ١٥٦ ح ٨٩ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٨ ح ١٠.

٣ تفسير القمي ج ١ ص ١٠٥.

١٦٩

أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١): « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما قدم المدينة وهو يصلي نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلمّا صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت (الله) (٢) الحرام وَجَدَت (٣) (اليهود من ذلك) (٤)، وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا: صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره، يعنون القبلة، حين استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المسجد الحرام، لعلّهم يرجعون إلى قبلتنا ».

٣٢٩٢ / ٤ - وقال في قوله تعالى: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (١) فان هذه الآية متقدمة على قوله: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) (٢) وانه (٣) نزل اولا: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) ثم نزل ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ) الآية، وذلك ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ويقولون له: انت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من ذلك غما شديدا، وخرج

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٢.

(٢) لفظة الجلالة لم ترد في المصدر.

(٣) وَجَدَ عليه، يَجُد ويَجِد: غضب (لسان العرب - وجد - ج ٣ ص ٤٤٦).

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

٤ - تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦١ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣) في المصدر: لأنه.

١٧٠

في جوف الليل ينظر في آفاق السماء، وينتظر امر الله تبارك وتعالى في ذلك، فلما اصبح وحضرت صلاة الظهر، وكان في مسجد بني سالم، قد صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل عليه جبرئيل فأخذ بعضديه، فحوله إلى الكعبة، فأنزل الله عليه: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فصلى (ركعتين إلى بيت المقدس) (٤)، وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وتحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة اشهر، ثم حول الله عزّوجلّ القبلة إلى البيت الحرام، هكذا فيما عندنا من نسخ التفسير.

قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان (٥): عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نحو البيت المقدس ستة عشر، شهرا أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة.

اورده مسلم في الصحيح (٦).

وعن انس بن مالك: انما كان تسعة اشهر، أو عشرة اشهر.

وعن معاذ بن جبل: ثلاثة عشر شهرا.

ورواه علي بن ابراهيم (٧): بإسناده عن الصادق عليه‌السلام، قال: « تحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي

____________________________

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٢٣.

(٦) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.

(٧) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٣.

١٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌بمكة ثلاثة عشر سنة، إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر.

قال: ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك ان اليهود - وساق كما نقلناه إلى قوله - كانوا عليها » والظاهر انه اخرجه من غير تفسيره، أو من النسخة الاخرى منه، فان لتفسيره نسختان كبيرة وصغيرة، والله العالم.

٣٢٩٣ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لما صرف الله نبيّه إلى الكعبة عن بيت المقدس، قال المسلمون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أرأيت صلاتنا التي كنّا نصلّي إلى بيت المقدس [ ما حالنا فيها، وما حال من مضى من أمواتنا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ] (١)؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢) فسمّى الصلاة إيماناً » (٣).

٣٢٩٤ / ٦ - محمّد بن ابراهيم النعماني في تفسيره: عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن جعفر بن احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن أبيه عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق، عن

____________________________

٥ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٦٣ ح ١١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقره ٢: ١٤٣.

(٣) يأتي في الباب ١٤ ح ١ عن البحار عن تفسير سعد بن عبدالله مثله.

٦ - تفسير النعماني ص ١٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢١.

١٧٢

أميرالمؤمنين عليهما‌السلام، قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت الصلاة إلى (١) بيت المقدس، فكان في اول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، جميع ايام مقامه بمكة، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر، فعيّرته اليهود وقالوا: انت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك منهم، فأنزل الله تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء، وينتظر الأمر: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود في هذا الموضع، ثم اخبرنا الله عزّوجلّ العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من اول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا - إلى قوله - لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا ايمانا ».

٣٢٩٥ / ٧ - البحار عن تفسير سعد بن عبدالله القمي، برواية ابن قولويه عنه، باسناده إلى الصادق عليه‌السلام، قال: « قال اميرالمؤمنين عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس، على سنة بني اسرائيل، وذلك ان الله تبارك وتعالى، اخبرنا في القرآن، انه امر موسى بن عمران ان يجعل بيته قبلة، في قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١).

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على هذا يصلي إلى بيت

____________________________

(١) في المصدر زيادة: قبلة.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤ - ١٥٠.

(٣) البقرة ٢: ١٤٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ٧١ ح ٣١.

(١) يونس ١٠: ٨٧.

١٧٣

المقدس، مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة اشهرا، حتى عيرته اليهود، وقالوا: انت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لذلك، واحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة، وكان ينظر في آفاق السماء، ينتظر امر الله، فأنزل الله عليه ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود.

٣٢٩٦ / ٨ - الطبرسي في الاحتجاج: بالاسناد إلى الإمام ابي محمّد العسكري عليه‌السلام، قال: « لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بمكة، امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا امكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يفعل ذلك طول مقامه بها، ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا (١)، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمّد كيف صلى، حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاءه جبرئيل، فقال له رسول الله

____________________________

(٢) البقرة: ١٤٤ - ١٥٠.

٨ - الإحتجاج ص ٤٠، باختلاف بسيط في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٩ ح ١٢.

(١) في هامش المخطوط: « ليس هذا الترديد في بعض النسخ، وعلى تقديره فهو إمّا من الراوي أو منه عليه‌السلام مشيراً إلى اختلاف العامّة فيه » (منه قدّس سرّه).

١٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا جبرئيل، لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل: فسل ربك ان يحولك إليها، فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاؤه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (٢)... الآيات، فقالت اليهود عند ذلك: ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (٣) فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) (٤) وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٥) هو مصلحهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم ».

٣٢٩٧ / ٩ - قال أبومحمّد عليه‌السلام: « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس، قد صليت إليها اربع عشرة سنة، ثم تركتها الآن، افحقا كان ما كنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فانما يخالف الحق الباطل، أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا ان تكون الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بل ذلك كان حقا وهذا حقّ، يقول الله: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) إذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال (٢)

____________________________

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣، ٤، ٥) البقرة ٢: ١٤٢

٩ - الاحتجاج ص ٤١.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) في المصدر: استقبالكم

١٧٥

المشرق امركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب امركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما امركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده، وقصده إلى مصالحكم، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، افتركتم الحق إلى الباطل والباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل؟ أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم، فهو قول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق، والعمل بعده حق، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق، فقالوا: يا محمّد، أفبدا لربك فيما كان امرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس، حين (٣) نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا يخالف (٤) المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو الا لمن كان هذا وصفه، وهو عزّوجلّ متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ايها اليهود، اخبروني عن الله، أليس يُمرض ثم يُصح؟ ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ اليس يحيي ويميت؟ (أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم بالنهار في أثر الليل) (٥)؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله تَعبَّد نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بالصلاة إلى

____________________________

(٣) في المصدر: حتى.

(٤) وفيه: بخلاف.

(٥) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٧٦

الكعبة، بعد أن (٦) تَعبَّده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول ثم قال: - أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف؟ والصيف في اثر الشتاء؟ ابدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

قال، ثم قال: اليس قد الزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ والزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحر؟ فبدا له في الصيف حتى امركم بخلاف ما كان امركم به في الشتاء؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم بعده (٧) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا اطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وانزل الله ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٨) اي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا عباد الله، انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه (٩) الطبيب [ و ] (١٠) يدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.

فقيل له: يابن رسول الله، فلم امر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزّوجلّ: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ) وهي بيت

____________________________

(٦) وفيه زيادة: كان.

(٧) في المصدر: تعبدكم

(٨) البقره ٢: ١١٥.

(٩) في المصدر: يعمله.

(١٠) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

المقدس ( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ) (١١) الا لنعلم ذلك منه موجودا، بعد ان علمناه سيوجد ذلك، ان هوى اهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله ان يبين متبع (١٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من مخالفه (١٣)، باتباع القبلة التي كرهها، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأمر بها، ولما كان هوى اهل المدينة في بيت المقدس، امرهم مخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليتبين (١٤) من يوافق محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه.

ثم قال: ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) (١٥) انما كان التوجه إلى بيت المقدس، في ذلك الوقت كبيرة، الا على من يهدي الله، فعرف ان الله يُتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه ».

٣٢٩٨ / ١٠ - السيد الرضي (رحمه الله) في تفسيره الكبير المسمى بحقائق التأويل في قول تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) (١) ان فيه اقوالا منها: ان يكون المراد بذلك، ان اول بيت وضع لعبادة المكلفين، قبلة لصلاتهم، وغاية لحجّهم، ومؤدّى لمناسكهم، هذا البيت الذي ببكة، وان كان من قبلة بيوت ليست هذه صفتها، وهذا القول مروي عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

____________________________

(١١) البقره ٢: ١٤٣.

(١٢) في المصدر: متبعي.

(١٣) وفيه: ممّن خالفه.

(١٤) وفيه: ليُبيّن،

(١٥) البقره ٢: ١٤٣.

١٠ - حقائق التأويل ص ١٧٤.

(١) آل عمران ٣: ٩٦.

١٧٨

٣٢٩٩ / ١١ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لم يعمل ابن آدم عملا، اعظم عند الله تعالى، من رجل قتل نبيا أو اماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده »... الخبر.

٣٣٠٠ / ١٢ - عوالي اللآلي: عن اسامة بن زيد، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قبّل الكعبة وقال: « هذه هي القبلة ».

قلت: الحق ان الكعبة هي القبلة للقريب والبعيد، وفاقا للفقيه النبيه الشيخ موسى النجفي، قال في شرح الرساله: والذي يظهر من الكتاب والسنة، انها شرفها الله، كبيت المقدس من قبل نسخه، قبلة لجميع العالم، يستوي فيها الداني والقاصي، المشاهد وغيره، المتمكن وغيره، لا يشترك معها غيرها من مسجد حرام أو حرم، الا ان الشئ كلما بعد اتسعت دائرة استقباله عرفا، وصدق عليه الاستقبال حقيقة، كاشتراك الناس في رؤية الشمس والقمر والكواكب على حد سواء، ولا عبرة بالمداقة الحكمية، وفرض الخطوط المتوازية في الصدق العرفي وكلما عسر تحريه للبعد عنه يتسامح في استقباله، ويكون صدق الاستقبال له عادة وعرفا، انما هو على حسب ما يتحراه المستقبل، من مرتبة العلم إلى الظن، إلى الشك، إلى الوهم، كما هو غير خفي، فالاتساع في القبلة في البعد من حيثية الاستقبال، لا من حيثية الاتساع بالقبلة، والا فالقبلة عين واحدة، لا زيادة فيها ولا نقص إلى آخر ما ذكره. وتبعه عليه المحقق صاحب المستند (١)، وهذا

____________________________

١١ - الغايات ص ٨٦.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٧ ح ٦٤.

(١) المستند ج ١ ص ٢٥٥.

١٧٩

هو الظاهر من صاحب الجواهر في نجاة العباد (٢)، وان ذكر الشيخ الاعظم في الحاشية (٣) في هذا المقام، ما يحتاج إلى التأمل وتمام الكلام في الفقه.

٣٣٠١ / ١٣ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن اسامة بن زيد قال: دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ البيت، وخرج فوقف على باب البيت وصلى ركعتين، وقال: « هذه القبلة » واشار إليها.

٣ - ( باب استحباب التياسر لأهل العراق ومن والاهم قليلاً )

٣٣٠٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا اردت توجه القبلة فتياسر مثلَيْ ما تيامن، فان الحرم عن يمين الكعبة اربعة اميال، وعن يساره ثمانية (١) اميال ».

قلت: مما يجب التنبيه عليه، ان الشيخ ذكر في الأصل (٢) خبراً عن التهذيب (٣)، بهذا المضمون - إلى أن قال - ورواه الفضل بن شادان (٤) في رسالة القبلة (٥) مرسلا، عن الصادق عليه‌السلام، نحوه.

____________________________

(٢) جواهر الكلام ج ٧ ص ٣٢٢.

(٣) كتاب الصلاة للشيخ الانصاري ص ٣٢.

١٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣٦.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٠ ح ٥.

(١) في المصدر: ثلاث.

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ٢.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٤٤ ح ١٤٣، الفقيه ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٤٢، علل الشرائع ج ٢ ص ٣١٨ ح ١.

(٤) في الوسائل: أبوالفضل شاذان بن جبرئيل.

(٥) عنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607