بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 607
المشاهدات: 97842
تحميل: 2378


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 97842 / تحميل: 2378
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 12

مؤلف:
العربية

انهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين١ .

« قد أمكن الكتاب من زمامه فهو قائده و إمامه » ذاك العبد .

« يحلّ حيث حل ثقله » أي : ثقل الكتاب .

« و ينزل حيث كان منزله » قال النبي صلّى اللَّه عليه و آله في أهل بيته و كتاب ربه انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .

و في ( الكافي ) عن الباقر عليه السّلام إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني أين هو من كتاب اللَّه ، ثم قال عليه السّلام : نهى النبي صلّى اللَّه عليه و آله عن القيل و القال ، و فساد المال و كثرة السؤال .

فسألوه اين هي منه فقال عليه السّلام في قوله تعالى : لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس . و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل اللَّه لكم فيها قياما .٢ و لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم .٣ .

و فيه خطب النبي صلّى اللَّه عليه و آله بمنى فقال : أيّها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب اللَّه فأنا قلته ، و ما جاءكم يخالف كتاب اللَّه فلم أقله ، و قال الصادق عليه السّلام كلّ حديث لا يوافق كتاب اللَّه فهو زخرف .

و لمّا أراد عبد الرحمن بن عوف من أمير المؤمنين عليه السّلام أن يبايعه و يجعل الأمر له لجعل عمر له حكما بشرط عمله بسنّة الشيخين قال : لا أعلم و لا أعمل إلاّ بكتاب اللَّه و سنّة رسوله و كذلك لمّا أراد الخثعمي منه عليه السّلام

____________________

( ١ ) الانبياء : ٩٠ .

( ٢ ) النساء : ٥ .

( ٣ ) المائدة : ١٠١ .

٥٠١

ذلك بعد خروج الخوارج ، قال ابن قتيبة في ( خلفائه ) ، أبى الخثعمي إلاّ سنّة أبي بكر و عمر و أبي عليّ عليه السّلام إلاّ كتاب اللَّه و سنّة نبيّه فقال له علي عليه السّلام :

أما و اللَّه لكأني بك قد نفرت في هذه الفتنة ، و كأني بحوافر خيلي قد شدخت وجهك قال قبيصة فرأيته يوم النهروان قتيلا و قد وطأت الخيل وجهه و شدخت رأسه فذكرت قول علي عليه السّلام و قلت للَّه در أبي الحسن ما حرّك شفتيه قطّ بشي‏ء إلاّ كان كذلك .

١٩

الخطبة ( ١٥١ ) منها :

سَبِيلٌ أَبْلَجُ اَلْمِنْهَاجِ أَنْوَرُ اَلسِّرَاجِ فَبِالْإِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى اَلصَّالِحَاتِ وَ بِالصَّالِحَاتِ يُسْتَدَلُّ عَلَى اَلْإِيمَانِ وَ بِالْإِيمَانِ يُعْمَرُ اَلْعِلْمُ وَ بِالْعِلْمِ يُرْهَبُ اَلْمَوْتُ وَ بِالْمَوْتِ تُخْتَمُ اَلدُّنْيَا وَ بِالدُّنْيَا تُحْرَزُ اَلْآخِرَةُ وَ إِنَّ اَلْخَلْقَ لاَ مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ اَلْقِيَامَةِ مُرْقِلِينَ فِي مِضْمَارِهَا إِلَى اَلْغَايَةِ اَلْقُصْوَى قول المصنف ( منه ) هكذا في ( المصرية ) و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ( منها ) قوله عليه السّلام .

« سبيل » خبر و مبتدؤه ضمير راجع إلى المذكور قبله الذي حذفه المصنف و لعلّه الدين و يحتمل أن يكون المراد الايمان لقوله بعد ( فبالايمان ) .

« أبلج » أي : مشرق مضي‏ء .

« المنهاج » أي : الطريق الواضح .

و ان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله .١ .

____________________

( ١ ) الانعام : ١٥٣ .

٥٠٢

« أنور السراج » . و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها .١ .

« فبالايمان يستدل على الصالحات و بالصالحات يستدل على الايمان » جعل ابن أبي الحديد الايمان الأول بالمعنى اللغوي و هو التصديق و الثاني بالمعنى الشرعي العقد بالجنان و القول باللسان و العمل بالأركان لئلا يلزم الدور .

إلاّ ان ما توهمه و هم فالاستدلال بالايمان على الصالحات قياس لمى و بالعكس اني نظير ان يقال يستدل بالنار على الدخان و بالدخان على النار و لا دور ، و المراد ان كلاّ منهما يدلّ على الآخر و للاستلزام بين الايمان و عمل الصالحات كرره اللَّه تعالى في كتابه ، فورد الجمع بينهما في الآيات : ( البقرة ) ( ٢٥ ) ( ٨٢ ) ( ٢٧٧ ) ( آل عمران ) ( ٥٧ ) ( النساء ) ( ٥٧ ) ( ١٢٢ ) ( ١٧٣ ) ( المائدة ) ( ٩ ) ( ٩٣ ) ( ٩٣ ) أيضا ( الأعراف ) ( ٤٢ ) ( يونس ) ( ٤ ) ( ٩ ) ( هود ) ( ٢٣ ) ( الرعد ) ( ٢٩ ) ( إبراهيم ) ( ٢٣ ) .

( الكهف ) ( ٣٠ ) ( ١٠٧ ١٠٨ ) ( الحج ) ( ١٤ ) ( ٢٣ ) ( ٥٠ ) ( ٥٦ ) ( العنكبوت ) ( ٧ ) ( ٩ ) ( ٥٨ ) ( الروم ) ( ١٥ ) ( ٤٥ ) ( لقمان ) ( ٨ ٩ ) ( السجدة ) ( ١٩ ) ( سبأ ( ٤ ) ( فاطر ) ( ٧ ) ( ص ) ( ٢٤ ) ( ٢٨ ) ( المؤمن ) ( ٥٨ ) .

( الشورى ) ( ٢٢ ) ( ٢٣ ) ( ٢٦ ) ( الجاثية ) ( ٢١ ) ( ٣٠ ) ( محمّد ) ( ٢ ) ( ١ ) ( الفتح ) ( ٢٩ ) ( الطلاق ) ( ١١ ) ( الانشقاق ) ( ٢٥ ) ( البروج ) ( ١١ ) ( التين ) ( ٥ ٦ ) ( البينة ) ( ٧ ٨ ) ( العصر ) ( ٣ ) و ها ننقلها .

١ و بشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الأنهار .٢ .

____________________

( ١ ) الانعام : ١٢٢ .

( ٢ ) البقرة : ٢٥ .

٥٠٣

٢ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون١ .

٣ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات و اقاموا الصلاة و آتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون٢ .

٤ و اما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم و اللَّه لا يحبّ الظالمين٣ .

٥ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواج مطهّرة و ندخلهم ظلاًّ ظليلا٤ .

٦ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً وعد اللَّه حقّاً و من أصدق من اللَّه قيلا٥ .

٧ فأما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله .٦ .

٨ وعد اللَّه الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و أجر عظيم٧ .

٩ ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح في ما طعموا إذا ما اتقوا و آمنوا و عملوا الصالحات ثم اتقوا و آمنوا ثم اتقوا و أحسنوا

____________________

( ١ ) البقرة : ٨٢ .

( ٢ ) البقرة : ٢٧٧ .

( ٣ ) آل عمران : ٥٧ .

( ٤ ) النساء : ٥٧ .

( ٥ ) النساء : ١٢٢ .

( ٦ ) النساء : ١٧٣ .

( ٧ ) المائدة : ٩ .

٥٠٤

و اللَّه يحبّ المحسنين١ .

١٠ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لا نكلّف نفساً إلاّ وسعها أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون٢ .

١١ . ليجزي الذين آمنوا و عملوا الصالحات بالقسط .٣ .

١٢ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتِهمُ الأنهار في جنات النعيم٤ .

١٣ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات و اخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون٥ .

١٤ الذين آمنوا و عملوا الصالحات طوبى لهم و حسن مآب٦ .

١٥ و ادخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام٧ .

١٦ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات انّا لا نضيع أجر من أحسن عملاً٨ .

١٧ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولا٩ .

____________________

( ١ ) المائدة : ٩٣ .

( ٢ ) الاعراف : ٤٢ .

( ٣ ) يونس : ٤ .

( ٤ ) يونس : ٩ .

( ٥ ) هود : ٢٣ .

( ٦ ) رعد : ٢٩ .

( ٧ ) ابراهيم : ٢٣ .

( ٨ ) الكهف : ٣٠ .

( ٩ ) الكهف : ١٠٧ ١٠٨ .

٥٠٥

١٨ ان اللَّه يُدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار ان اللَّه يفعل ما يريد١ .

١٩ ان اللَّه يُدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤاً و لباسهم فيها حرير٢ .

٢٠ فالذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و رزق كريم٣ .

٢١ . فالذين آمنوا و عملوا الصالحات في جنات النعيم٤ .

٢٢ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لنكفّرن عنهم سيئاتهم و لنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون٥ .

٢٣ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين٦ .

٢٤ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنّة غرفاً تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين٧ .

٢٥ فأما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون٨ .

٢٦ ليجزي الذين آمنوا و عملوا الصالحات من فضله .٩ .

____________________

( ١ ) الحج : ١٤ .

( ٢ ) الحج : ٢٣ .

( ٣ ) الحج : ٥٠ .

( ٤ ) الحج : ٥٦ .

( ٥ ) العنكبوت : ٧ .

( ٦ ) العنكبوت : ٩ .

( ٧ ) العنكبوت : ٥٨ .

( ٨ ) الروم : ١٥ .

( ٩ ) الروم : ٤٥ .

٥٠٦

٢٧ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد اللَّه حقّاً و هو العزيز الحكيم١ .

٢٨ اما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون٢ .

٢٩ ليجزي الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة و رزقٌ كريم٣ .

٣٠ . و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و أجر كبير٤ .

٣١ . و ان كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم .٥ .

٣٢ أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار٦ .

٣٣ و ما يستوي الأعمى و البصير و الذين آمنوا و عملوا الصالحات و لا المسي‏ء قليلاً ما تتذكرون٧ .

٣٤ ترى الظالمين مشفقين ممّا كسبوا و هو واقع بهم و الذين آمنوا و عملوا الصالحات في روضات الجنّات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير٨ .

____________________

( ١ ) لقمان : ٨ ٩ .

( ٢ ) التنزيل ( السجدة ) : ١٩ .

( ٣ ) سبأ : ٤ .

( ٤ ) فاطر : ٧ .

( ٥ ) ص : ٢٤ .

( ٦ ) ص : ٢٨ .

( ٧ ) المؤمن : ٥٨ .

( ٨ ) الشورى : ٢٢ .

٥٠٧

٣٥ ذلك الذي يبشّر اللَّه عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات .١ .

٣٦ و يستجيب الذين آمنوا و عملوا الصالحات و يزيدهم من فضله .٢ .

٣٧ أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سواء محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون٣ .

٣٨ فأما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين٤ .

٣٩ و الذين آمنوا و عملوا الصالحات و آمنوا بما نزل على محمّد و هو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم و أصلح بالهم٥ .

٤٠ ان اللَّه يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار .٦ .

٤١ . وعد اللَّه الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجراً عظيما٧ .

٤٢ . ليخرج الذين آمنوا و عملوا الصالحات من الظلمات إلى النور٨ .

____________________

( ١ ) الشورى : ٢٣ .

( ٢ ) الشورى : ٢٦ .

( ٣ ) الجاثية : ٢١ .

( ٤ ) الجاثية : ٣٠ .

( ٥ ) محمد : ٣ .

( ٦ ) محمد : ٣ .

( ٧ ) الفتح : ٢٩ .

( ٨ ) الطلاق : ١١ .

٥٠٨

٤٣ إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون١ .

٤٤ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير٢ .

٤٥ ثم رددناه أسفل سافلين إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون٣ .

٤٦ ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جَنّاتُ عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضى اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشي ربّه٤ .

٤٧ و العصر إِنَّ الانسانَ لفي خسرٍ إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحقِّ و تواصوا بالصبر٥ .

هذا ما ورد بلفظ « آمنوا و عملوا الصالحات » و ورد بلفظ آخر .

١ عن ذي القرنين : و أما من آمن و عمل صالحاً فله جزاء الحسنى و سنقول له من أمرنا يسراً٦ .

٢ و اني لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى٧ .

٣ و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق اثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا إلاّ من تاب و آمن و عمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل

____________________

( ١ ) الانشقاق : ٢٥ .

( ٢ ) البروج : ١١ .

( ٣ ) التين : ٥ ٦ .

( ٤ ) البينة : ٧ ٨ .

( ٥ ) العصر : ١ ٣ .

( ٦ ) الكهف : ٨٨ .

( ٧ ) طه : ٨٢ .

٥٠٩

اللَّه سيئاتهم حسنات و كان اللَّه غفوراً رحيما١ .

٤ فأما من تاب و آمن و عمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين٢ .

٥ و قال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللَّه خير لمن آمن و عمل صالحاً و لا يُلقّاها إلاّ الصابرون٣ .

٦ و ما أموالكم و لا أولادكم بالتي تقرّبكم عندنا زلفى إلاّ من آمن و عمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا و هم في الغرفات آمنون٤ .

٧ . و من يؤمن باللَّه و يعمل صالحاً يكفّر عنه سيئاته و يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم٥ .

٨ ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشّرُ المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً كبيراً٦ .

٩ . و يبشّرَ المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً٧ .

١٠ إلاّ من تاب و آمن و عمل صالحاً فاولئك يدخلون الجنّة و لا يظلمون شيئاً٨ .

____________________

( ١ ) الفرقان : ٦٨ ٧٠ .

( ٢ ) القصص : ٦٧ .

( ٣ ) القصص : ٨٠ .

( ٤ ) سبأ : ٣٧ .

( ٥ ) التغابن : ٩ .

( ٦ ) الاسراء : ٩ .

( ٧ ) الكهف : ٢ ٣ .

( ٨ ) مريم : ٦٠ .

٥١٠

١١ . و من يؤمن باللَّه و يعمل صالحاً يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً قد أحسن اللَّه له رزقاً١ .

١٢ مَنْ عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى و هو مؤمنٍ فلنحيينَّه حياةً طيبةً .٢ .

١٣ . فمن كان يرجو لقاء ربِّه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه احداً٣ و المجموع ستون .

« و بالايمان يعمر العلم » في ( الكافي ) قال عيسى عليه السّلام للحواريين :

بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبّر ، و كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل .

و فيه جاء رجل إلى السجّاد عليه السّلام فسأله عن مسائل فأجابه ، ثم عاد ليسأل عن مثلها فقال عليه السّلام مكتوب في الانجيل ، لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ،

و لمّا تعملوا بما علمتم ، فان العلم إذا لم يعمل به صاحبه لم يزدد صاحبه إلاّ كفرا و لم يزدد من اللَّه إلاّ بعدا .

و عن الصادق عليه السّلام قيل له عليه السّلام بم يعرف الناجي من الهالك ؟ فقال عليه السّلام :

من كان فعله لقوله موافقا .

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام ان العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله ، بل الحجّة عليه أعظم .

« و بالعلم يرهب الموت » و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة انّهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون٤ .

« و بالموت تختم الدنيا » يمكن أن يراد بموت كلّ انسان يختم دنياه ، و ان

____________________

( ١ ) الطلاق : ١١ .

( ٢ ) النحل : ٩٧ .

( ٣ ) الكهف : ١١٠ .

( ٤ ) المؤمنون : ٦٠ ٦١ .

٥١١

يراد بموت كلّ الناس تختم دنياهم ، يومَ هُم بارزون لا يخفى على اللَّه منهم شي‏ء لِمن المُلك اليوم للَّه الواحد القهّار١ .

« و بالدنيا تحرز الآخرة » فان الدنيا مزرعة الآخرة ، و متجرة الآخرة ، و زاد ابن أبي الحديد و ابن ميثم و ( حو ) « و بالقيامة تزلف الجنّة للمتّقين و تبرَّز الجحيمُ للعاوين فلابد من حصول سقط في ( المصرية ) .

« و ان الخلق لا مقصر » بكسر الصاد .

« لهم عن القيامة » ثم انّكم بعد ذلك لميتون ثم انّكم يوم القيامة تبعثون٢ .

« مرقلين » من ( الرقل الجمل ) اسرع قال النابغة :

إذا استنزلوا للطعن عنهن ارقلوا

إلى الموت ارقال الجمال المصاعب

« في مضمارها » أي : مضمار الدنيا ، و المضمار الموضع الذي تجري فيه الخيل .

« إلى الغاية القصوى » أي : البعيدة . فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأتِ بكم اللَّه جميعاً .٣ . فاستبقوا الخيرات إلى اللَّه مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون٤ .

سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنّة عرضها كعرض السماء و الأرض أُعدت للذين آمنوا باللَّه و رسله .٥ و السابقون السابقون اولئك

____________________

( ١ ) المؤمن : ١٦ .

( ٢ ) المؤمنون : ١٥ ١٦ .

( ٣ ) البقرة : ١٤٨ .

( ٤ ) المائدة : ٤٨ .

( ٥ ) الحديد : ٢١ .

٥١٢

المقرّبون في جنات النعيم١ .

٢٠

في الخطبة ( ١٨٦ ) أُوصِيكُمْ عِبَادَ اَللَّهِ بِتَقْوَى اَللَّهِ فَإِنَّهَا حَقُّ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ اَلْمُوجِبَةُ عَلَى اَللَّهِ حَقَّكُمْ وَ أَنْ تَسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِاللَّهِ وَ تَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى اَللَّهِ فَإِنَّ اَلتَّقْوَى فِي اَلْيَوْمِ اَلْحِرْزُ وَ اَلْجُنَّةُ وَ فِي غَدٍ اَلطَّرِيقُ إِلَى اَلْجَنَّةِ مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ وَ سَالِكُهَا رَابِحٌ وَ مُسْتَوْدَعُهَا حَافِظٌ لَمْ تَبْرَحْ عَارِضَةً نَفْسَهَا عَلَى اَلْأُمَمِ اَلْمَاضِينَ مِنْكُمْ وَ اَلْغَابِرِينَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا غَداً إِذَا أَعَادَ اَللَّهُ مَا أَبْدَى وَ أَخَذَ مَا أَعْطَى وَ سَأَلَ عَمَّا أَسْدَى فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا وَ حَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا أُولَئِكَ اَلْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ هُمْ أَهْلُ صِفَةِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ إِذْ يَقُولُ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ اَلشَّكُورُ ١٩ ٢٣ ٣٤ : ١٣ فَأَهْطِعُوا بِأَسْمَاعِكُمْ إِلَيْهَا وَ كُظُّوا بِجِدِّكُمْ عَلَيْهَا وَ اِعْتَاضُوهَا مِنْ كُلِّ سَلَفٍ خَلَفاً وَ مِنْ كُلِّ مُخَالِفٍ مُوَافِقاً أَيْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ وَ اِقْطَعُوا بِهَا يَوْمَكُمْ وَ أَشْعِرُوا بِهَا قُلُوبَكُمْ وَ اِرْحَضُوا بِهَا ذُنُوبَكُمْ وَ دَاوُوا بِهَا اَلْأَسْقَامَ وَ بَادِرُوا بِهَا اَلْحِمَامَ وَ اِعْتَبِرُوا بِمَنْ أَضَاعَهَا وَ لاَ يَعْتَبِرَنَّ بِكُمْ مَنْ أَطَاعَهَا أَلاَ فَصُونُوهَا وَ تَصَوَّنُوا بِهَا « أوصيكم بتقوى اللَّه » لأنها مدار قبول الأعمال ، قال تعالى : . انما يتقبّل من المتقين٢ .

« فانها حق اللَّه عليكم و الموجبة على اللَّه حقكم » في الفقيه عن السجّاد عليه السّلام في خبر طويل في الحقوق :

____________________

( ١ ) الواقعة : ١٠ ١٢ .

( ٢ ) المائدة : ٢٧ .

٥١٣

« حق اللَّه الأكبر عليك أن تعبده ، و لا تشرك به شيئا ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة » .

« و ان تستعينوا عليها باللَّه » أي : على تحصيلها .

« و تستعينوا بها على اللَّه » أي : على تحصيل رضاه .

و استعينوا بالصبر و الصلاة و انها لكبيرة إلاّ على الخاشعين الذين يظنون انّهم ملاقوا ربهم و انّهم إليه راجعون١ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة ان اللَّه مع الصابرين٢ .

« فان التقوى في اليوم الحرز » أي : الحصن .

« و الجنّة » بالضم أي : الترس .

و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض .٣ . و من يتق اللَّه يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب .٤ ، فأما من أعطى و اتقى و صدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى٥ ، ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح في ما طعموا إذا ما اتقوا و آمنوا و عملوا الصالحات ثم اتقوا و آمنوا ثم اتقوا و احسنوا و اللَّه يحبّ المحسنين٦ .

« و في غد الطريق إلى الجنّة » الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات اللَّه ذلك هو

____________________

( ١ ) البقرة : ٤٥ ٤٦ .

( ٢ ) البقرة : ١٥٣ .

( ٣ ) الاعراف : ٩٦ .

( ٤ ) الطلاق : ٢ ٣ .

( ٥ ) الليل : ٥ ٧ .

( ٦ ) المائدة : ٩٣ .

٥١٤

الفوز العظيم١ .

تلك الجنّة التي نورث من عبادنا من كان تقيا٢ . للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و أزواج مطهّرة و رضوان من اللَّه و اللَّه بصير بالعباد ٣ الذين يقولون ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين و الصادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار٤ .

« مسلكها واضح » و ان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله٥ .

« و سالكها رابح » قد أفلح من زكّاها و قد خاب من دسّاها٦ قد أفلح من تزكى و ذكر اسم ربه فصلّى٧ قد أفلح المؤمنون٨ إلى أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون٩ .

ان اللَّه اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنّة . إلى فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم١٠ .

« و مستودعها » أي : مستحفظها .

____________________

( ١ ) يونس : ٦٣ ٦٤ .

( ٢ ) مريم : ٦٣ .

( ٣ ) آل عمران : ١٥ .

( ٤ ) آل عمران : ١٦ ١٧ .

( ٥ ) الانعام : ١٥٣ .

( ٦ ) الشمس : ٩ ١٠ .

( ٧ ) الاعلى : ١٤ ١٥ .

( ٨ ) المؤمنون : ١ .

( ٩ ) المؤمنون : ١١١ .

( ١٠ ) التوبة : ١١١ .

٥١٥

قال الشاعر :

استودع العلم قرطاساً فضيّعه

فبئس مستودع العلم القراطيس

و مستودعها و هو اللَّه تعالى .

« حافظ » قال تعالى : . انّا لا نضيع أجر من أحسن عملاً١ . و ما كان اللَّه ليضيع ايمانكم .٢ .

« لم تبرح » أي : لم تزل التقوى .

« عارضة نفسها » قال الفراء في قوله تعالى و عرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا٣ أي ابرزناها لهم حتى نظروا إليها و قال الأساس في قول الكميت :

ليالينا إذ لا تزال تروّعنا

معرضة منهم بكر و ثيب

يعرضون الجارية على الخاطب ثم يحجبونها ليرقب فيها .

« على الامم الماضين منكم و الغابرين » أي : الباقين .

« لحاجتهم إليها غدا » يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه و لتنظر نفس ما قدمت لغدٍ و اتقوا اللَّه ان اللَّه خبير بما تعملون٤ .

و ان منكم إلاّ واردها كان على ربك حتماً مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا٥ .

« إذا أعاد اللَّه ما أبدى » منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم

____________________

( ١ ) الكهف : ٣٠ .

( ٢ ) البقرة : ١٤٣ .

( ٣ ) الكهف : ١٠٠ .

( ٤ ) الحشر : ١٨ .

( ٥ ) مريم : ٧١ ٧٢ .

٥١٦

تارة اُخرى١ .

« و أخذ ما أعطى » و لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّة و تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم .٢ .

« و سأل عمّا أسدى » إلى الخلق .

أنعم عليهم قال تعالى : ثمَّ و لتسئلن يومئذ عن النعيم٣ .

« فما أقل من قبلها و حملها حق حملها » نظير قوله تعالى . و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلاّ ابتغاء رضوان اللَّه فما رعوها حق رعايتها .٤ .

« أولئك » أي : القابلون للتقوى الحاملون لها حق حملها .

« الأقلون عددا ، و هم أهل صفة اللَّه سبحانه إذ يقول » :

و قليلٌ من عبادي الشكور٥ الآية ( ١٣ ) من سبأ و قبلها . اعملوا آل داود شكرا .٦ .

و نظيرها أيضا قوله سبحانه : . و ان كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم .٧ في قصّة الملكين و قول أحدهما لداود ان هذا أخي له تسع و تسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها و عزَّني في الخطاب٨ .

____________________

( ١ ) طه : ٥٥ .

( ٢ ) الانعام : ٩٤ .

( ٣ ) التكاثر : ٨ .

( ٤ ) الحديد : ٢٧ .

( ٥ ) سبأ : ١٣ .

( ٦ ) سبأ : ١٣ .

( ٧ ) ص : ٢٤ .

( ٨ ) ص : ٢٣ .

٥١٧

« فاهطعوا » قال الجوهري : اهطع إذا مد عنقه و صوّب رأسه .

« بأسماعكم إليها » و قال ابن أبي الحديد و ابن ميثم و يروي بدل ( فاهطعوا باسماعكم إليها ) ( فانقطعوا باسماعكم إليها ) .

« و كظوا » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( و واكظوا ) أو ( و الظوا ) نقل ابن ميثم الأول و جعل الثاني رواية و ابن أبي الحديد عكس و معناهما قريب ،

فالمواكظة المداومة ، و الألظاظ الإلحاح و لا معنى لكظ فكظه أي غمّه .

« بجدكم عليها و اعتاضوها من كلّ سلف خلفا و من كلّ مخالف موافقا » لأن الإنسان إذا كان معه التقوى لا يضرّه ذهاب ماله و أهله و اقتداره بل و مخالفة جميع أهل الدنيا معه ، كما انّه مع مفارقته عنها لا ينفعه جميع ذلك ، لأنّه بالتقوى يكون اللَّه تعالى معه .

ان اللَّه مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون١ و اللَّه خلف عن كلّ شي‏ء و ليس شي‏ء خلفا عنه .

و في ( الطبري ) ان الحرّ في الطريق كان يساير الحسين عليه السّلام و يقول : لئن قاتلت لتقتلن فقال عليه السّلام أفبالموت تخوفني ؟ أقول لك : ما قال أخو الأوس لابن عمه لقيه و هو يريد نصرة النبي صلّى اللَّه عليه و آله فقال له أين تذهب فانك مقتول فقال :

سأمضي و ما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقّا و جاهد مسلما

و لمّا انتهى الحسين عليه السّلام إلى عذيب الهجانات إذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم مع دليلهم الطرماح بن عدي و هو ينشد أبياتا منها :

أتى اللَّه به لخير أمر

ثمت ابقاه بقاء الدهر .

فقال عليه السّلام أما و اللَّه اني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد اللَّه بنا قتلنا أم ظفرنا

____________________

( ١ ) النحل : ١٢٨ .

٥١٨

و لنعم ما قيل بالفارسية كالعربية :

هزار دشمنم ار ميكنند قصد هلاك

گرم تو دوستى از دشمنان ندارم باك

و ما نبالي إذا ما كنت جارتنا

الا يجاورنا الاك ديار

« و اقطعوا بها يومكم » . و سبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و من آناء الليل فسبّح و أطراف النهار لعلّك ترضى١ .

« و اشعروا بها قلوبكم » أي : اجعلوا التقوى شعارا لكم لا دثارا ، و المراد اجعلوها حقيقية لا ظاهرية ، قال النبي صلّى اللَّه عليه و آله له عليه السّلام اشهد ان الايمان خالط لحمك و جسدك كما خالط لحمي و جسدي .

« و ارحضوا » من ( رحض ثوبه ) غسله .

« بها ذنوبكم » . و من يتق اللَّه يكفّر عنه سيئاته و يعظّم له أجرا٢ .

« و داووا بها الأسقام » من الصفات الذميمة . قد جاءتكم موعظه من ربكم و شفاء لمّا في الصدور .٣ .

« و بادروا بها الحمام » بالكسر الموت المقدر ، و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلة انهم إلى ربّهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون٤ .

« و اعتبروا بمن أضاعها » فأخذه اللَّه نكال الآخرة و الأولى ان في ذلك

____________________

( ١ ) طه : ١٣٠ .

( ٢ ) الطلاق : ٥ .

( ٣ ) يونس : ٥٧ .

( ٤ ) المؤمنون : ٦٠ ٦١ .

٥١٩

لعبرة لمن يخشى١ .

« و لا يعتبرن بكم من أطاعها » قالوا ء انَّك لاَنتَ يوسف قال أنا يوسف و هذا أخي قد منَّ اللَّه علينا انّه من يتق و يصبر فان اللَّه لا يضيع أجر المحسنين قالوا تاللَّه لقد آثرك اللَّه علينا و ان كنّا لخاطئين٢ .

قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه و انّه لمن الصادقين٣ .

« ألا و صونوها » كما تصونون ذهبكم و نفائس أمتعتكم .

« و تصونوا بها » كما تتصونون في الحرب بأسلحتكم ، و كما تتصونون عن الأعداء بحصونكم و معاقلكم .

٢١

الخطبة ( ١٩٣ ) أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ اَلَّذِي اِبْتَدَأَ خَلْقَكُمْ وَ إِلَيْهِ يَكُونُ مَعَادُكُمْ وَ بِهِ نَجَاحُ طَلِبَتِكُمْ وَ إِلَيْهِ مُنْتَهَى رَغْبَتِكُمْ وَ نَحْوَهُ قَصْدُ سَبِيلِكُمْ وَ إِلَيْهِ مَرَامِي مَفْزَعِكُمْ فَإِنَّ تَقْوَى اَللَّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ وَ بَصَرُ عَمَى أَفْئِدَتِكُمْ وَ شِفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ وَ صَلاَحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ وَ طُهُورُ دَنَسِ أَنْفُسِكُمْ وَ جِلاَءُ عَشَا أَبْصَارِكُمْ وَ أَمْنُ فَزَعِ جَأْشِكُمْ وَ ضِيَاءُ سَوَادِ ظُلْمَتِكُمْ فَاجْعَلُوا طَاعَةَ اَللَّهِ شِعَاراً دُونَ دِثَارِكُمْ وَ دَخِيلاً دُونَ شِعَارِكُمْ وَ لَطِيفاً بَيْنَ أَضْلاَعِكُمْ وَ أَمِيراً فَوْقَ أُمُورِكُمْ وَ مَنْهَلاً لِحِينِ وُرُودِكُمْ وَ شَفِيعاً لِدَرَكِ طَلِبَتِكُمْ وَ جُنَّةً لِيَوْمِ فَزَعِكُمْ وَ مَصَابِيحَ لِبُطُونِ

____________________

( ١ ) النازعات : ٢٥ ٢٦ .

( ٢ ) يوسف : ٩٠ ٩١ .

( ٣ ) يوسف : ٥١ .

٥٢٠