بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194168 / تحميل: 7310
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

الحسن المفقود ، و ان الماء أطيب الطيب الموجود .

و الخامسة و السادسة ، الحفظ لماله و الارعاع على حشمه و عياله ،

و اعلمي ان أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير ، و أصل الارعاع على الحشم و العيال حسن التدبير .

و التاسعة و العاشرة ، لا تفشين له سرّا ، و لا تعصين له أمرا ، فانّك ان أفشيت سره لم تأمني غدره ، و ان عصيت أمره أو غرت صدره .

و قال : و انكح ضرار بن عمرو الضبي ابنته من معبد بن زراة فلمّا أخرجها إليه قال : يا بنية امسكي عليك الفضلين : فضل الغلمة ، و فضل الكلام و ضرار هو الذي رفع عقيرته بعكاظ و قال ألا ان شرّ حائل أم فزوجوا الأمهات و ذلك انّه صرع بين الرماح فاشبل عليه اخوته لامه حتى استنقذوه .

و قال : و من قبيح التبعل ما أوصت اعرابية ابنتها عند هدائها فقالت لها :

اقلعي زج رمحه فان أقر فاقلعي سنانه ، فان أقر فاكسري العظام بسيفه ، فان أقرّ فاقطعي اللحم على ترسه ، فان أقر فضعي الاكاف على ظهره ، فانما هو حمار .

٥ الحكمة ( ٧ )

اَلصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ وَ أَعْمَالُ اَلْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ أقول : و جعله ابن ميثم و الخطّية جزء العنوان الثاني و لا يأباه ابن أبي الحديد .

« الصدقة دواء منجح » قال ابن أبي الحديد هو مثل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله داووا مرضاكم بالصدقة .

١٤١

« و أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم » قال :هو من قوله تعالى يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء . .١ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ٢ و من كلام بعضهم انما تقدّم على ما قدمت ، و لست تقدم على ما تركت فاثر ما تلقاه غدا على ما لا تراه أبدا .

٦ من غريب كلامه ( ٦ ) و في حديثهعليه‌السلام :

إِنَّ اَلرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ اَلدَّيْنُ اَلظَّنُونُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ فالظنون الذي لا يعلم صاحبه أ يقضيه من الذي هو عليه أم لا فكأنه الذي يظن به فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه و هذا من أفصح الكلام و كذلك كل أمر تطلبه و لا تدري على أي شي‏ء أنت منه فهو ظنون و على ذلك قول ؟ الأعشى ؟

من يجعل الجد الظنون الذي

جنب صوب اللجب الماطر

مثل الفراتي إذا ما طما

يقذف بالبوصي و الماهر

و الجد البئر العادية في الصحراء و الظنون التي لا يعلم فيها ماء أم لا « ان الرجل إذا كان له الدين الظنون يجب عليه أن يزكيه لما مضى إذا قبضه » الأصل في نسبته إليهعليه‌السلام أبو عبيدة على نقل ابن أبي الحديد فقال : العمل

____________________

( ١ ) آل عمران : ٣٠ .

( ٢ ) الزلزلة : ٧ ٨ .

١٤٢

عندنا على قول عليعليه‌السلام من كون الزكاة بعد القبض على الدائن و ان كان لا يرجوه ، لا على المديون كما روي عن إبراهيم » إلاّ انّه غير معلوم ، فقال الجزري في نهايته ، في حديث عمر : ( لا زكاة في الدين الظنون ) أي الذي لا يدري صاحبه يصل إليه أم لا ، و منه حديث علي و قيل عثمان ( في الدين الظنون يزكيه إذا قبضه لمّا مضى )١ و لا أثر لنا في الظنون إذا كان بالمعنى الذي ذكره المصنف بل قال السيد و الشيخان : ( لا زكاة في الدين إلاّ إذا كان تأخيره من جهة مالكه ) و حينئذ فيمكن حمل ( الظنون ) على ما إذا ظن انّه إذا أراد الداين أخذه أمكنه ، و هكذا نقل ابن ميثم تفسيره عن بعض و ظاهر العماني و الاسكافي وجوب الزكاة على المديون مطلقا و به قال الحلي٢ .

هذا و نقل ابن ميثم في الشقشقية عن الكيدري عن بعض الكتب القديمة في تفسير الكتاب المذكور فيها الذي ناولهعليه‌السلام سوادي ان في ذاك الكتاب كان عشر مسائل و خامستها ( رجل عليه من الدين ألف درهم و له في كيسه ألف درهم فضمّنه ضامن بألف درهم فحال عليهما الحول فالزكاة على أي المالين يجب ؟ فقال : ان ضمن الضامن باجازة من عليه الدين فلا يكون عليه و ان ضمنه من غير اذنه فالزكاة مفروضة في ماله ) .

قول المصنف .

« فالظنون الذي » و في ( ابن ميثم ) ( هو الذي ) .

____________________

( ١ ) النهاية لابن الأثير ٣ : ١٦٤ ، مادة ( ظن ) منشورات اسماعيليان قم .

( ٢ ) يقول العلاّمة : و اما الدين : فإن كان معسرا أو جاحدا أو مما طلا ، أو كان مؤجلا ، لم تجب فيه الزكاة نهاية الأحكام ٢ : ٣٠٣ ، مؤسسة اسماعيليان ، قم ، و يقول المحقق الحلّي في « المعتبر » : للاصحاب في زكاة الدين قولان : أحدهما لا زكاة فيه حتى يحصل إلى صاحبه ، و يحول عليه الحول . و الآخر فيه الزكاة إذا كان تأخيره من جهة صاحبه ، بأن يكون على ملي باذل و هو مذهب الشيخين في النهاية و المبسوط ، و مذهب الشافعي و أبي حنيفة ، و مالك و أحمد :

راجع « المعتبر في شرح المختصر » لنجم الدين المحقق الحلي ٢ : ٤٩ ، مؤسسة سيد الشهداء ، قم .

١٤٣

« لا يعلم صاحبه أ يقضيه » هكذا في المصرية ، و الصواب : « ايقبضه » كما في ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية .

« من الذي هو عليه أم لا » إلى فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه » هكذا في ( المصرية و ابن أبي الحديد و الخطّية ) و لكن في ( ابن ميثم ) ( تارة يرجوه و تارة لا يرجوه ) .

« و هذا من أفصح الكلام » حيث عبّر عن معنى كثير بلفظ يسير .

« و كذلك كلّ امر تطلبه و لا تدري على أي شي‏ء أنت منه » و في ( الجمهرة ) ( و الظنون الذي لا يوثق بما عنده ، و كذلك في الركى أي لا يوثق بمائها ) .

« و على ذلك قول الأعشى » في تفضيل عامر على علقمة ( ما ) هكذا في ( المصرية ) و نسخة من ابن ميثم و لكن في ( ابن أبي الحديد و الخطّية ) ( من ) .

« يجعل الجد » بالضم .

« الظنون الذي جنب » أي : تجنب .

« صوب » أي : جانب .

« اللجب » وصف للسحاب المقدر ، و اللجب بالكسر الصوت .

« الماطر » .

« مثل الفراتي » أي : الفرات و الياء للتوكيد كقوله : « و الدهر بالانسان دواري » .

« إذا ما طما » من ( طما الماء ) إذا ارتفع .

« يقذف » أي : يرمي .

« بالبوصي » في ( الجمهرة ) البوصي السفينة و كانت بالفارسية بالزاي ،

فقلبتها العرب صادا .

« و الماهر » أي : السابح .

١٤٤

« و الجد البئر » اقتصر عليه ابن ميثم و زاد ابن أبي الحديد ( العادية في الصحراء ) و قال المعروف ان الجد بئر في موضع كثير الكلأ لا في الموات .

و مثل قول الأعشى قول الأخطل في يزيد :

يقلن إذا ما استقبل الصيف و قدة

وجر على الجد الظنون فانفدا

٧ الحكمة ( ١٤٥ ) و قالعليه‌السلام :

كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ اَلظَّمَأُ وَ كَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ اَلسَّهَرُ وَ اَلْعَنَاءُ حَبَّذَا نَوْمُ اَلْأَكْيَاسِ وَ إِفْطَارُهُمْ « كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ » هكذا في ( المصرية ) و الصواب :

( إلاّ الجوع و الظمأ ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) .

في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك و عدّد أشياء غير هذا و قال : لا يكن يوم صومك كيوم فطرك .

و عنهعليه‌السلام ان الصيام ليس من الطعام و الشراب وحده فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم و غضّوا أبصاركم و لا تنازعوا و لا تحاسدوا و سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله امرأة تسب جارية لها و هي صائمة ، فدعا بطعام فقال لها : كلي ،

فقالت اني صائمة فقال كيف تكونين صائمة و قد سببت جاريتك ، ان الصوم ليس من الطعام و الشراب .

« و كم من قائم ليس له من قيامه إلاّ السهر » أي : عدم النوم في الليل .

« و العناء » أي : المشقة .

فالخوارج كانوا أهل سهر و عناء في قيام الليل و تلاوة القرآن و كذلك

١٤٥

كثير من الفرق الباطلة عاملة ناصبة و في الخبر الناصب لأهل البيت سواء صلّى أم زنا .

« حبذا نوم الأكياس و افطارهم » لأن نومهم و افطارهم أيضا عبادة لكونهما منهم لاستجمام قوى النفس حتى يقدروا على اداء الفرائض و النوافل و لذا قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا لا أصوم جميع الأيام ، و لا أقوم جميع الليل ، و نهى من فعل ذلك .

٨ الحكمة ( ١٤٦ ) و قالعليه‌السلام :

سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَ اِدْفَعُوا أَمْوَاجَ اَلْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ أقول : هو ممّا رواه ( تحف ) ابن أبي شعبة ممّا قالهعليه‌السلام من الأربعمائة في آداب الدين و الدنيا .

« سوسوا » أي : دبروا .

« ايمانكم بالصدقة »فامّا من أعطى و اتّقى و صدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى ١ .

« و حصنوا » أي : احفظوا .

« أموالكم بالزكاة » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام ما ضاع مال في بر و لا بحر إلاّ بتضييع الزكاة و لا يصاد من الطير إلاّ ما ضيع تسبيحه .

و عنهعليه‌السلام ما من رجل يمنع درهما في حقه إلاّ أنفق اثنين في غير حقه .

و عنهعليه‌السلام ما أدّى أحد الزكاة فنقصت من ماله و لا منعها أحد فزادت

____________________

( ١ ) الليل : ٥ ٧ .

١٤٦

في ماله .

« و ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام ان الدعاء يرد القضاء ينقضه كما ينقض السلك و قد أبرم ابراما .

و عنهعليه‌السلام ان اللَّه ليدفع بالدعاء الأمر الذي علم أن يدعى له فيستجيب ،

و لو لا ما وفق العبد من ذلك الدعاء لأصابه منه ما يجتثه من جديد الأرض .

و عن أبي الحسنعليه‌السلام الدعاء يرد ما قدر قدر و ما لم يقدر ؟ قيل : كيف ما لم يقدّر ؟ قال : حتى لا يكون .

هذا و لعل الأصل في قولهعليه‌السلام ( سوسوا ايمانكم بالصدقة ) ما رواه ( الجعفريات ) عنهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام مر بالسوق فنادى بأعلى صوته : ان أسواقكم هذه يحضرها ايمان فشوبوا ايمانكم بالصدقة فان اللَّه لا يقدّس من حلف باسمه كاذبا١ .

٩ الحكمة ( ١٣٧ ) و قالعليه‌السلام :

اِسْتَنْزِلُوا اَلرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ أقول : هو أيضا من حديث الاربعمائة ، في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال لابنه محمد كم فضل معك من تلك النفقة ؟ قال : أربعون دينارا ، قال : أخرج و تصدّق بها ، قال : انّه لم يبق معي غيرها ، قال تصدّق بها فان اللَّه تعالى يخلفها أما علمت انّ لكلّ شي‏ء مفتاحا و مفتاح الرزق الصدقة فتصدّق بها ، ففعل فما لبثعليه‌السلام عشرة أيام حتى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار ، فقال : يا بني أعطينا اللَّه أربعين دينارا فأعطانا أربعة آلاف .

____________________

( ١ ) الجعفريات ( الاشعثيات ) لمحمد الأشعث : ٢٣٦ طبع حجري ، ايران ، ١٣٧٠ ه ق .

١٤٧

و عنهعليه‌السلام ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلاّ أحسن اللَّه الخلافة على ولده من بعده و حسن الصدقة يقضي الدين و يخلف على البركة .

و نظير كلامهعليه‌السلام هذا كلام آخر لهعليه‌السلام ( في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق ) « إذا ابطأت عليك الأرزاق استغفر اللَّه يوسّع عليك » .

١٠ الحكمة ( ٢٥٨ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اَللَّهَ بِالصَّدَقَةِ أي افتقرتم قال تعالى : .و لا تقتلوا أولادكم من املاق .١ .

« فتاجروا اللَّه بالصدقة » قال ابن أبي الحديد جاء في الأثر ان عليّاعليه‌السلام عمل ليهودي في سقي نخل له في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فخبزه قرصا فلمّا هم أن يفطر عليه أتاه سائل يستطعم فدفعه إليه و بات طاويا فتاجر اللَّه بتلك الصدقة فعد الناس هذه الصدقة من أعظم السخاء و أعظم العبادة ، و قال بعض شعراء الشيعة فيه و يذكر إعادة الشمس عليه ، و أحسن في ما قال :

جاد بالقرص و انطوى ملأ جنبيه

وعاء في الطعام و هو سغوب

فأعاد القرص المنير عليه القرص

و المقرض الكرام كسوب

قلت : و نظير اجادة هذا الشاعر في وصفهعليه‌السلام في الجمع بين قرص الخبز و قرص الشمس .

قول الجامي في وصفهعليه‌السلام مشيرا إلى ايثاره ذاك و وصف شجاعته بالفارسية :

ملك دنيا به سنان گرفت

و ملك عقبى به سه نان

____________________

( ١ ) الانعام : ١٥١ .

١٤٨

١١ الحكمة ( ١٣٨ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ أقول : في ( ابن ميثم و الخطّية ) جزء سابقه ، ثم هو أيضا من حديث الأربعمائة و روي معناه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

و في ( الكافي ) عن أبي الحسنعليه‌السلام من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة و المعنى من أيقن بالخلف في الدنيا الذي و عد تعالى في قوله : .و ما أنفقتم من شي‏ء فهو يخلفه و هو خير الرازقين ١ و بالخلف في الآخرة و ذخرها كما أخبر تعالى :ما عندكم ينفد و ما عند اللَّه باق .٢ سهل عليه الجود بعطاه البتة ، و من لم يسهل عليه بعد ذلك فانما هو من ضعف يقينه بوعده تعالى .

و في ( تاريخ بغداد ) ، قال الفضل بن سهل : رأيت جملة البخل سوء الظن باللَّه تعالى ، و جملة السخاء حسن الظن باللَّه تعالى ، قال عز و جل :الشيطان يعدكم الفقر .٣ و قال عز و جل : .و ما أنفقتم من شي‏ء فهو يخلفه و هو خير الرازقين ٤ .

و في ( الكافي ) عن البزنطي كتب الرضاعليه‌السلام إلى الجوادعليه‌السلام بلغني ان الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير و انما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا ، أسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك و مخرجك إلاّ من الباب

____________________

( ١ ) سبأ : ٣٩ .

( ٢ ) النحل : ٩٦ .

( ٣ ) البقرة : ٢٦٨ .

( ٤ ) سبأ : ٣٩ .

١٤٩

الكبير فإذا ركبت فليكن معك ذهب و فضة ثم لا يسألك أحد شيئا إلاّ أعطيته ،

و من سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقل من خمسين دينارا و الكثير إليك ، و من سألك من عماتك فلا تعطها أقلّ من خمسة و عشرين دينارا و الكثير إليك ، اني انما أريد بذلك أن يرفعك اللَّه فانفق و لا تخش من ذي العرش اقتارا .

و عن أبي جعفرعليه‌السلام ان الشمس لتطلع و معها أربعة أملاك : ملك ينادي يا صاحب الخير أتمّ و أبشر ، و ملك ينادي يا صاحب الشرّ انزع و اقصر ، و ملك ينادي أعط منفقا خلفا و آت ممسكا تلفا ، و ملك ينضحها بالماء ، و لو لا ذلك اشتعلت الأرض .

و عنهعليه‌السلام من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنّة انفق و لا تخف فقرا و انصف الناس من نفسك ، و افش السّلام في العالم ، و اترك المراء و ان كنت محقا .

و عن صفوان دخل علي الرضاعليه‌السلام مولى له فقال له : هل أنفقت اليوم شيئا ؟ فقال : لا فقالعليه‌السلام فمن أين يخلف اللَّه علينا انفق و لو درهما واحدا .

و عن أمير المؤمنينعليه‌السلام من يبسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف اللَّه له ما أنفق في دنياه و يضاعف في آخرته .

و في ( المجمع ) عن الكلبي ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من تصدّق بصدقة فله مثلاها في الجنّة ، فقال أبو الدحداح الأنصاري : ان لي حديقتين فان تصدقت باحديهما فان لي مثليها في الجنّة ؟ قال نعم ، قال : و ام الدحداح معي ؟ قال نعم قال و الصبية معي ؟ قال نعم فتصدّق بأفضل حديقتيه و دفعها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فنزل :من ذا الذي يقرض اللَّه قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة .١

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٤٥ .

١٥٠

فضاعف اللَّه صدقته ألفي ألف و ذلك قوله تعالى : .أضعافا كثيرة .١ فرجع أبو الدحداح فوجد ام الدحداح و الصبية في الحديقة التي جعلها صدقة فقام على الباب و تحرج أن يدخل فنادى و قال اني جعلت حديقتي هذه صدقة و اشتريت مثليها في الجنة و ام الدحداح معي و الصبية معي قالت : بارك اللَّه لك في ما شريت و في ما اشتريت فخرجوا و اسلموا الحديقة إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله كم من نخل متدل عذوقها في الجنّة لأبي الدحداح٢ .

١٢ الحكمة ( ٣٠٤ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَلْمِسْكِينَ رَسُولُ اَللَّهِ فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اَللَّهَ وَ مَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اَللَّهَ في ( الكافي ) عن أبي جعفرعليه‌السلام ان اللَّه تعالى يبعث يوم القيامة ناسا من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة معهم ملائكة يعيرونهم تعييرا شديدا يقولون هؤلاء الذين منعوا خيرا قليلا من خير كثير هؤلاء الذين أعطاهم اللَّه فمنعوا حق اللَّه في أموالهم .

١٣ الحكمة ( ٣٢٨ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ اَلْأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ اَلْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ وَ اَللَّهُ تَعَالَى جَدُّهُ سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٤٥ .

( ٢ ) مجمع البيان للطبري ١ : ٣٤٩ دار احياء التراث العربي ، بيروت .

١٥١

هكذا في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) و زادت ( المصرية ) ( منه ) قبل ( غني ) و نقصت ( جده ) بعد ( تعالى ) .

في ( الكافي ) عن أبي جعفر الأحول قال سألني رجل من الزنادقة فقال كيف صارت الزكاة من كلّ ألف خمسة و عشرين درهما ؟ فقلت له : انما ذلك مثل الصلاة ثلاث و ثنتان و تربع فقبل مني ثم لقيت بعد ذلك أبا عبد اللَّهعليه‌السلام فسألته عن ذلك ، فقال ان اللَّه تعالى حسب الأموال و المساكين فوجد ما يكفيهم من كلّ ألف خمسة و عشرين و لو لم يكفهم لزادهم فرجعت إليه فأخبرته فقال جائت هذه المسألة على الابل من الحجاز ثم قال لو اني اعطيت أحدا طاعة لأعطيت صاحب هذا الكلام .

و عن قثم قلت لأبي عبد اللَّهعليه‌السلام جعلت فداك اخبرني كيف صارت من كلّ ألف خمسة و عشرين لم يكن أقلّ أو أكثر ما وجهها ؟ فقال : ان اللَّه عز و جل خلق الخلق كلّهم فعلم صغيرهم و كبيرهم و غنيهم و فقيرهم فجعل من كلّ ألف انسان خمسة و عشرين مسكينا ، و لو علم ان ذلك لا يسعهم لزادهم لأنّه خالقهم و هو أعلم بهم .

١٤ الحكمة ( ٢٩٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ أقول و زاد ابن أبي الحديد « و اسأل اللَّه العافية » في ( الفقيه ) عن الصادقعليه‌السلام إيّاكم و الكسل فان ربكم رحيم يشكر القليل ان الرجل يصلّي الركعتين يريد بهما وجه اللَّه تعالى فيدخله اللَّه الجنّة و انّه ليصوم يوما تطوعا يريد به وجه اللَّه تعالى فيدخله اللَّه به الجنّة .

١٥٢

و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من صلاة يحضر وقتها إلاّ نادى ملك بين يدي الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم .

و في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى : . ان الحسنات يذهبن السيئات .١ أي صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب في النهار و عنهعليه‌السلام من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف و ليس بينه و بين اللَّه ذنب .

و في ( ثواب الأعمال ) عن الصادقعليه‌السلام يؤتى يوم القيامة بشيخ فيدفع إليه كتابه ظاهره ممّا يلي الناس لا يرى إلاّ مساوى‏ء فيطول ذلك عليه فيقول يا رب : أ تامر بي إلى النار ؟ فيقول جل جلاله : يا شيخ انا استحيي أن أعذبك و قد كنت تصلّي لي في دار الدنيا اذهبوا بعبدي إلى الجنّة .

١٥ الخطبة ( ١٩٤ ) و من كلام لهعليه‌السلام كان يوصى به أصحابه :

تَعَاهَدُوا أَمْرَ اَلصَّلاَةِ وَ حَافِظُوا عَلَيْهَا وَ اِسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَ تَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ١٨ ٢٢ ٤ : ١٠٣أَ لاَ تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ اَلنَّارِ حِينَ سُئِلُوا ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ اَلْمُصَلِّينَ ١ ٩ ٧٤ : ٤٢ ٤٣ وَ إِنَّهَا لَتَحُتُّ اَلذُّنُوبَ حَتَّ اَلْوَرَقِ وَ تُطْلِقُهَا إِطْلاَقَ اَلرِّبَقِ وَ شَبَّهَهَا ؟ رَسُولُ اَللَّهِ ص ؟ بِالْحَمَّةِ تَكُونُ عَلَى بَابِ اَلرَّجُلِ فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي اَلْيَوْمِ وَ اَللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ اَلدَّرَنِ وَ قَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ لاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاعٍ وَ لاَ قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ وَلَدٍ وَ لاَ مَالٍ يَقُولُ اَللَّهُ سُبْحَانَهُرِجالٌ لا

____________________

( ١ ) هود : ١١٤ .

١٥٣

تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ وَ إِقامِ اَلصَّلاةِ وَ إِيتاءِ اَلزَّكاةِ ١ ١٦ ٢٤ : ٣٧١ وَ كَانَ ؟ رَسُولُ اَللَّهِ ص ؟ نَصِباً بِالصَّلاَةِ بَعْدَ اَلتَّبْشِيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ لِقَوْلِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُوَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اِصْطَبِرْ عَلَيْها ١ ٧ ٢٠ : ١٣٢٢ فَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ وَ يُصْبِرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ ثُمَّ إِنَّ اَلزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ اَلصَّلاَةِ قُرْبَاناً لِأَهْلِ اَلْإِسْلاَمِ فَمَنْ أَعْطَاهَا طَيِّبَ اَلنَّفْسِ بِهَا فَإِنَّهَا تُجْعَلُ لَهُ كَفَّارَةً وَ مِنَ اَلنَّارِ حِجَازاً وَ وِقَايَةً فَلاَ يُتْبِعَنَّهَا أَحَدٌ نَفْسَهُ وَ لاَ يُكْثِرَنَّ عَلَيْهَا لَهَفَهُ فَإِنَّ مَنْ أَعْطَاهَا غَيْرَ طَيِّبِ اَلنَّفْسِ بِهَا يَرْجُو بِهَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ مَغْبُونُ اَلْأَجْرِ ضَالُّ اَلْعَمَلِ طَوِيلُ اَلنَّدَمِ ثُمَّ أَدَاءَ اَلْأَمَانَةِ فَقَدْ خَابَ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَى اَلسَّمَاوَاتِ اَلْمَبْنِيَّةِ وَ اَلْأَرَضِينَ اَلْمَدْحُوَّةِ وَ اَلْجِبَالِ ذَاتِ اَلطُّولِ اَلْمَنْصُوبَةِ فَلاَ أَطْوَلَ وَ لاَ أَعْرَضَ وَ لاَ أَعْلَى وَ لاَ أَعْظَمَ مِنْهَا وَ لَوِ اِمْتَنَعَ شَيْ‏ءٌ بِطُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزٍّ لاَمْتَنَعْنَ وَ لَكِنْ أَشْفَقْنَ مِنَ اَلْعُقُوبَةِ وَ عَقَلْنَ مَا جَهِلَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُنَّ وَ هُوَ اَلْإِنْسَانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ١٩ ٢٢ ٣٣ : ٧٢ أقول : الأصل فيه ما رواه ( الكافي ) ( في الباب الثالث عشر من جهاده ) عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنينعليه‌السلام كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات ، يقول : تعاهدوا الصلاة و حافظوا عليها ، و استكثروا منها و تقرّبوا بها ،

فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، و قد علم ذلك الكفار حين سئلوا ما سلككم في سقر ؟ قالوا لم نك من المصلّين ، و قد عرف حقّها من طرقها و اكرم

____________________

( ١ ) النور : ٣٧ .

( ٢ ) طه : ١٣٢ .

١٥٤

بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع و لا قرّة عين من مال و لا ولد ،

يقول اللَّه عز و جل :رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللَّه و اقام الصلاة .١ و كان رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله منصبا لنفسه بالبشرى له بالجنة من ربه ، فقال عز و جل :و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها .٢ و كان يأمر بها أهله و يصبر عليها نفسه ، ثم ان الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لأهل الاسلام على أهل الاسلام ، و من لم يعطها طيب النفس بها ، يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها فانّه جاهل بالسنّة ، مغبون الأجر ضال العمر ، طويل الندم بترك امر اللَّه تعالى و الرغبة عمّا عليه صالحوا عباد اللَّه ، يقول اللَّه تعالى :

و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى .٣ فقد خسر من ليس من أهلها و ضلّ عمله ، عرضت على السماوات المبنية ، و الأرض المهاد و الجبال المنصوبة ، فلا أطول و لا أعرض و لا أعلى و لا أعظم ، لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوّة أو عزّة امتنعن ، و لكن اشفقن من العقوبة الخبر .

قول المصنف :

و من كلام لهعليه‌السلام كان يوصي به أصحابه » قد عرفت من خبر ( الكافي ) انّهعليه‌السلام كان يوصي بذلك عند القتال ، و انما كانعليه‌السلام يفعل ذلك كيلا يتهاونوا بها وقت الحرب بعذر الحرب و لها شرع تعالى صلاة الخوف فقال :و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك الآية .٤ .

قولهعليه‌السلام :

« تعاهدوا » في معنى تعهدوا قال ابن دريد : قد يجيي تفعل و تفاعل بمعنى

____________________

( ١ ) النور : ٣٧ .

( ٢ ) طه : ١٣٢ .

( ٣ ) النساء : ١١٥ .

( ٤ ) النساء : ١٠٢ .

١٥٥

كتعهد و تعاهد و تضحك و تضاحك و تلعب و تلاعب ، و قد يفترقان مثل تكبر من الكبر و ( تكابر ) من السن .

« أمر الصلاة » في ( الكافي ) عن أبان بن تغلب : صلّيت خلف أبي عبد اللَّهعليه‌السلام بالمزدلفة فلمّا انصرف التفت اليّ فقال : الصلوات الخمس المفروضات من أقام حدودهن و حافظ على مواقيتهن لقى اللَّه يوم القيامة و له عنده عهد يدخله به الجنّة ، و من لم يقم حدودهن و لم يحافظ على مواقيتهن لقى اللَّه و لا عهد له ان شاء عذّبه و ان شاء غفر له .

« و حافظوا عليها »ان الانسان خلق هلوعا إذا مسّه الشرّ جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا إلاّ المصلّين الذين هم على صلوتهم دائمون و الذين في أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم و الذين يصدقون بيوم الدين و الذين هم من عذاب ربهم مشفقون ان عذاب ربهم غير مأمون و الذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى و راء ذلك فأولئك هم العادون و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون و الذين هم بشهاداتهم قائمون و الذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون ١ .

فسّر قوله تعالى في أول الآية : .على صلوتهم دائمون ٢ بالنافلة و في آخر الآية .على صلوتهم يحافظون ٣ بالفريضة ، روى ذلك ( الكافي ) عن أبي جعفرعليه‌السلام و قال تعالى :حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى .٤ .

____________________

( ١ ) المعارج : ١٩ ٣٥ .

( ٢ ) المعارج : ٢٣ .

( ٣ ) المعارج : ٣٤ .

( ٤ ) البقرة : ٢٣٨ .

١٥٦

و في ( الكافي ) عن أبي جعفرعليه‌السلام كلّ سهو في الصلاة يطرح منها غير ان اللَّه يتمّ بالنوافل ان أوّل ما يحاسب به العبد الصلاة فان قبلت قبل ما سواها ان الصلاة إذا ارتفعت في أوّل وقتها رجعت إلى صاحبها و هي بيضاء مشرقة ،

تقول : حفظتني حفظك اللَّه ، و إذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها و هي سوداء مظلمة تقول : ضيعتني ضيّعك اللَّه .

و عنهعليه‌السلام ايما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاّها لوقتها فليس هذا من الغافلين و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يزال الشيطان زعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس ، فاذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم .

« و استكثروا منها » قال عيسىعليه‌السلام في المهد :اني عبد اللَّه آتاني الكتاب و جعلني نبيا و جعلني مباركا أين ما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا ١ .

« و تقربوا بها » في ( الكافي ) عن الرضاعليه‌السلام الصلاة قربان كلّ تقي .

و عنهعليه‌السلام أقرب ما يكون العبد من اللَّه عز و جل و هو ساجد و ذلك قوله تعالىو اسجد و اقترب ٢ .

« فانها .كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ٣ » و إذا خرج وقتها يجب قضاؤها .

« أ لا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين » فالآية تدل على كون الكفار معاقبين بالفروع كالاصول و اما سقوط القضاء عن الكافر إذا أسلم فتفضل و لا تضاد ، فالعقد يوجب المهر كلّه ،

____________________

( ١ ) مريم : ٣٠ ٣١ .

( ٢ ) العلق : ١٩ .

( ٣ ) النساء : ١٠٣ .

١٥٧

و الطلاق قبل المس يسقط نصفه .

« و انها لتحت » أي : تناثر .

« الذنوب حت الورق » من الشجر قال الخوئي عن مجالس ابن الشيخ قال سلمان كنّا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظلّ شجرة ، فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقه ،

فقال : ألا تسألوني عمّا صنعت قالوا : اخبرنا ، فقال ، ان العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاطت خطاياه كما تحاطت ورق هذه الشجرة .

« و تطلقها اطلاق الربق » قال الجوهري الربق بالكسر حبل فيه عدّة عرى يشدّ به البهم ، و الواحدة من العروة ربقة ، و الربيقة البهيمة المربوطة في الربق .

في ( الفقيه ) عن الصادقعليه‌السلام لمّا هبط آدم من الجنّة ظهرت به شامة سوداء في وجهه من قرنه إلى قدمه فطال بكاؤه عليه فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال له ما يبكيك ؟ قال : من هذه الشامة قال : قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الأولى فقام فصلّى فانحطت إلى عنقه فجاءه في الصلاة الثانية فقال قم فصلّ فصلّى إلى سرته فجاءه في الصلاة الثالثة فقال : قم فصل فصلّى فانحطت إلى ركبتيه فجاءه في الرابعة فقال قم فصل فصلّى فانحطت إلى قدميه فجاءه في الصلاة الخامسة فقال قم فصلّ فقام فصلّى فخرج منها فحمد اللَّه فقال له جبرئيل مثل ولدك في هذه الصلوات كمثلك من هذه الشامة ، من صلّى من ولدك في كلّ يوم و ليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشامة .

هذا ، و قال الخوئي ( و تطلقها اطلاق الربق ) على القلب ، و المراد انها تطلق اعناق النفوس من أغلال الذنوب اطلاق أعناق البهائم من الارباق مع انّه لا قلب و انما هو توهم كون الربق فاعل الاطلاق مع انّه مفعولها كما في حت الورق فكما ان المعنى في الأول ان الصلاة تحت الذنوب كحثّك للورق كذلك

١٥٨

المعنى في الثاني ان الصلاة تطلق الذنوب اطلاقك الربق عن البهائم .

هذا ، و كما شبهت الصلاة مع الذنوب في كلامهعليه‌السلام بحت الورق و اطلاق الربق كذلك شبّهت معها في كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بماء يطفى‏ء النار ففي الفقيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من صلاة يحضر وقتها إلاّ نادى ملك بين يدي الناس قوموا إلى نيرانكم التي أو قد تموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم .

« و شبهها رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحمة » في ( الصحاح ) الحمة العين الحارة يستشفى بها الأعلاء و في الحديث ( العالم كالحمة ) .

« فهو يغتسل منها في اليوم و الليلة خمس مرات فما عسى ان يبقى عليه من الدرن » أي : الوسخ .

و درن المعاصي باطني و سئل الامام ، هل يعلم الملكان إذا هم بالحسنة أو السيئة ؟ فقالعليه‌السلام : هل يستوي ريح الطيب و ريح الكنيف فإذا همّ بالحسنة يخرج نفسه متطيبا ، و إذا همّ بالسيئة خرج نفسه منتنا و ورد في الكذب انّه يخرج من قلبه تعفّن يبلغ العرش فيلعنه من في السماء .

« و قد عرف حقّها رجال من المؤمنين الذين لا يشغلهم زينة متاع ، و لا قرّة عين من مال و لا ولد » ناظرة إلى قوله تعالىالمال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا ١ .

«يقول اللَّه سبحانه رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللَّه و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة .٢ » و بعده .يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار ٣ و قال تعالى :الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة . .٤ .

____________________

( ١ ) الكهف : ٤٦ .

( ٢ ) النور : ٣٧ .

( ٣ ) النور : ٣٧ .

( ٤ ) الحج : ٤١ .

١٥٩

« و كان رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصبا » أي : تعبا .

« بالصلاة بعد التبشير له بالجنة » هكذا في النسخ ، و الظاهر ان كون قوله ( بعد التبشير له بالجنّة ) مصحف « بعد الأمر له بالصلاة » كما يشهد له قوله بعد .

«يقول اللَّه سبحانه و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها .١ » أي : احمل نفسك على الصبر عليها .

« فكان يأمر أهله » خصوصا كما يأمر باقي الناس عموما .

في ذيل الطبري مسندا عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة ستة أشهر على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فرأيته إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي و فاطمةعليهما‌السلام فقال :

الصلاة انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا٢ و رواه الثعلبي في ( تفسيره ) عن أبي الحمراء٣ و رواه ( أماليا ) الشيخين أيضا٤ .

و روى الأندلسي في ( جمعه للصحاح الستة ) عن ( سنن أبي داود ) ،

و ( موطأ مالك ) عن أنس ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية ، فيقول الصلاة انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا٥ .

و روى اخطب الخطباء في اسناد له عن أبي سعيد الخدري ، ان

____________________

( ١ ) طه : ١٣٢ .

( ٢ ) الطبري : ذيل المذيل ( تاريخ الطبري ) : ٨٣ منشورات الأعلمي ، بيروت .

( ٣ ) ذكره ابن طاووس في الطرائف : ١٢٨ نقلا عن الثعلبي .

( ٤ ) الطوسي ، الأمالي ٥ : ٤٣ المجلس ( ٢١ ) رقم ( ١١٧٤ ) .

( ٥ ) ذكره ابن طاووس في الطرائف : ١٢٨ و نقله المجلسي بحار الأنوار ٣٥ : ٢٢٣ رواية ( ٣٠ ) و الأندلسي هو نفسه الحميدي صاحب كتاب الجمع بين الصحيحين .

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

له كتب: منها كتاب كشف التمويه والغمة(١) ، كتاب التسليم على أمير المؤمنين (ع) بامرة المؤمنين(٢) ، كتاب تذكير العاقل وتنبيه الغافل في فضل العلم، كتاب عدد الائمةعليهم‌السلام وماشد على المصنفين من ذلك، كتاب البيان في حيوة الرحمان، كتاب النوادر في الفقه، كتاب مناسك الحج، كتاب مختصر مناسك الحج، كتاب يوم الغدير، كتاب الرد على الغلاة والمفوضة، كتاب سجدة الشكر، كتاب مواطن امير المؤمنينعليه‌السلام ، كتاب في فضل بغداد، كتاب في قول أمير المؤمنين (ع): ألا أخبركم بخير هذه الامة. أجازنا جميعها، وجميع رواياته عن شيوخه(٣) .

____________________

(١) ذكر ابن حجر كتبه، وعمد إلى ترك ذكر بعضها مع انه حكى عن الشيخ في الفهرست وفي رجاله وعن النجاشي ما تقدم ونشير إلى ذلك وفيما ذكره اختلاف يسير كما تقف عليه بالنظر فيما ذكراه.

(٢) لم يذكره ابن حجر، وكذا كتابه في عدد الائمة (ع) وغيره مما لايخفى.

(٣) وتقدم اجازته للشيخ بجميع رواياته وأيضا سماعه عنه كتبه. وروى النجاشي عنه عن جماعة شيوخه كتب جماعة من مصنفي أصحابنا وراياتهم وكان عليه وقرائة بعضها وسماع بعض آخر منه.كما ان الشيخ روى في فهرسته بل في مواضع من رجاله كتب جماعة ورواياتهم عنه، وكذا في مشيخة التهذيبين وساير كتبه كالغيبة والامالي حسب ما أخرجناهم من كتبهما.ونحن نشير إلى مشايخهرحمه‌الله فيها منبها على موضع روايته عنه إذا إنفرد أحد العلمين (قدهما) بالرواية عنه عنهم وهم جماعة:(١) ابراهيم بن محمدبن معروف المزارى(٢) أحمد بن ابراهيم ابن أبي رافع الانصاري (النجاشي في ترجمته)(٣) أحمد بن ابن ابراهيم بن أبي رافع ابوعبدالله الصيمري(٤) احمد بن جعفر بن سفيان البزوفري(٥) احمد بن محمد بن سليمان ابوغالب الزراري(٦) أحمد بن محمد بن عمار ابوعلي الكوفي(٧) أحمد بن محمد بن عياش الجوهري (الفهرست في ترجمته) وفي الغيبة ١٨١ و ١٨٣: عن جماعة عنه والحسين داخل في جماعة مشايخه عنه.(٨) أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي(١٠) أحمد بن محمد بن نوح ابوالعباس السيرافي (الفهرست في ترجمته لكن في الغيبة ٢٢٧ عن جماعة عنه. والحسين داخل فيهم)(١١) أحمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد القمي (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى الحسن بن محبوب، والحسين بن سعيد، ومحمد بن الحسن الصفار)(١٢) أحمد بن محمد أبوعبدالله الصفواني (الغيبة ٢٤٢)(١٣) احمد بن عبدالله بن جلين أبوبكر الدوري الوراق (الفهرست ترجمته وترجمة جماعة)(١٤) اسماعيل بن يحيى بن أحمد العبسي (النجاشي في ترجمة موسى ابن ابراهيم المروزي)(١٥) جعفر بن محمد بن قولويه(١٦) الحسن ابن حمزة بن علي بن عبيد الله العلوي (الفهرست في تراجم جماعة)(١٧) الحسن بن محمد بن حمزة المرعشي الطبري الحسيني.(١٨) الحسن بن محمد بن يحيى العلوي (الفهرست والنجاشي في اسماعيل بن علي المخزومي)(١٩) الحسين بن احمد بن موسى (النجاشي في محمد بن عبيد الله الحضيني الحسيني العلوي).(٢٠) الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (النجاشي كما تقدم في ترجمته وفي الغيبة ١٩٦ و ٢٤٣ و ٢٤٧ عن جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).(٢١) الحسين بن علي بن سفيان البزوفري(٢٢) سهل بن احمد ابن عبدالله الديباجي(٢٣) الشريف ابوالقاسم علي بن محمد بن علي ابن القاسم العلوي العباسي، سمع منه في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة في منزله بباب الشعير (أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٦٣ إلى ص ٢٧٠)(٢٤) علي بن محمد القلانسي (النجاشي في ترجمة حمزة بن القاسم، وربعي بن عبدالله، واسماعيل بن مهران، وجماعة).=

٢٨١

____________________

=(٢٥) عمر بن محمد بن سالم المعروف بابن الجعابي (الفهرست ترجمته)(٢٦) محمد بن أحمد بن داود ابوالحسن القمي(٢٧) محمد ابن أحمد الصفواني (ره) (الغيبة ١٨٨ و ١٩٢ وروى في ص ٢٣٨ عن جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).(٢٨) محمد بن الحسين البزوفري (المشيخة في طرقه إلى أحمد بن محمدبن عيسى وجماعة(٢٩) محمد بن عبدالله ابوالفضل الشيباني (الفهرست في تراجم جماعة، والمشيختين في طرقه إلى جماعة)(٣٠) محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق (ره) (الفهرست في تراجم جماعة، وفي رجاله ٤٩٥ في ترجمة الصدوق (ره) وفي امالي ابن الطوسي ج ٢ / ٣٥ إلى ص ٥٨ وروى في الغيبة كثيرا عن جماعة عن الصدوق (ره) وهو داخل في الجماعة). (٣١) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون الكندي (الفهرست في ترجمة أحمدبن صبيح الاسدي)(٣٢) محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني (الفهرست في ابان بن عثمان).(٣٣) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون (النجاشي في محمد ابن معروف الخزاز الهلالي)(٣٤) محمد بن علي بن فضل بن تمام أبوالحسين الدهقان (النجاشي في تراجم جماعة كثيرة).(٣٥) محمد بن رجعان (امالي ابن الطوسي ج ٢ / ٣٠٣ إلى ص ٣٠٨)(٣٦) محمد بن سفيان أبوجعفر البزوفري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى أحمد بن إدريس، ومحمد بن أحمد بن يحيى الاشعري وأحمد بن محمد بن عيسى، والغيبة ١١٠ و ٢٠٣، و ٢٠٩، و ٢٦١، و ٢٦٥).(٣٧) محمد بن وهبان الديبلي (النجاشي في أحمد بن إبراهيم ابن المعلى العمي)(٣٨) نصر بن عامر بن وهب أبوالحسن السنجاري (النجاشي روى عنه عنه جمع كتبه وقال قال: قرأت عليه أكثرها، وأجازني الباقي).(٣٩) هارون بن موسى التلعكبري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى جماعة منهم الكليني، وفي الفهرست في ترجمة الكلينى، وإبراهيم ابن اسحاق الاحمري، واحمد بن علي الخضيب الايادي، وفي أمالي ابن الطوسي ج ١ / ٣٠٧ إلى ص ٣٢٦ وج ٢ / ٥٨ / ٢٥٦ إلى ص ٢٦٣ و ٣٠٨ إلى ص ٣١٤ وفي الغيبة روى عن جماعة عن التلعكبري في روايات كثيرة منها في(٢١١). والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).

(٤٠) محمد بن وهبان أبوعبدالله الازدي (أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٩٣)(٤١) محمد بن وهبان ابوعبدالله الهنائي البصري (الامالي ج ٢ / ٢٧١ إلى ص ٢٨٣) ولعله يتحد مع سابقه فلا حظ. وقد أدرك الحسين بن عبيد الله الغضائريرحمه‌الله عبيد الله بن أبي زيد أبا طالب الانباري شيخ أصحابنا في عصره المتوفى(٣٥٦) لما قدم بغداد كما يأتي في ترجمته وقوله: قال الحسين بن عبيد الله: قدم أبوطالب بغداد واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه فلم يفعلوا ذلك. وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة أحمد بن محمد بن عمار أبي علي الكوفي(٢٩): قال الحسين بن عبيد الله: توفي أبوعلي أحمد بن محمد بن عمار سند ٣٤٦.وفي ترجمة أحمد بن محمد أبي غالب الزراري(٣٢) بعد ذكر كتبه: قال الحسين بن عبيد الله: قرأت سائره عليه عدة دفعات ومات (رض) في سنة ٣٦٨. (*)

٢٨٢

٢٨٣

٢٨٤

وماترحمه‌الله في نصف صفر سنة إحدى عشر وأربعمائة(١) .

____________________

(١) كما تقدم عن الشيخ في رجاله وعن ابن حجر في لسان الميزان. (*)

٢٨٥

١٦٥ - الحسين بن علي بن الحسين بن محمد ابن يوسف الوزير أبوالقاسم المغربي

من ولد بلاس بن بهرام جور (معرب كور) وأمه فاطمة بنت أبي عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة(١) .

____________________

(١) يأتي في ترجمة هارون بن عبدالعزيز ابي علي الاراجني الكاتب رقم(١١٨٥) قوله: وكان حسن التخصيص بمذهبنا، وهو جد أبي الحسين علي بن الحسين المغربي الكاتب والد الوزير أبي القاسم.

وفي ترجمة محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني رقم(١٠٤٥) قوله: كان الوزير أبوالقاسم الحسين بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي ابن محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبدالله محمد بن ابراهيم النعمانيرحمهم‌الله . وقال ابن خلكان: وأما هو فأمه بنت محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني. ذكره في (أدب الخواص). وذكره إبن خلكان في الوفيات ج ١ / ٤٢٨ بنسبه وزاد بعد يوسف: ابن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن بادان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور المعروف بالوزير المغربي وذكر نحوه الحموي في المعجم ج ١٠ / ٧٩. ولقب وهو وساير أهله بالمغربي بأحد أجداده: أبوالحسين علي ابن محمد.كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد وكان يقال: له المغربي. كذا ذكره ابن خلكان. وقال وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد بخط والد الوزير المغربي على ظهر " مختصر اصلاح المنطق " الذي اختصره ولده الوزير ما مثاله: ولد سمله الله تعالى، وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الاحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلثمائة، واستظهر القرآن العزيز، وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة، ونحو خمسة عشر الف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر، وتصرف في النثر، وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظرائه ومن حساب المولد، والجبر، والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة، واختصر هذا الكاتب، فتناهى في اختصاره وأوفي على جميع فوائده حتى لم يفته شئ من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع كل نوع إلى ما يليق به، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة، وأرغب إلى الله سبحانه في بقائه ودوام سلامته. أه‍ كلام والده. وذكره نحوه ملخصا في معجم الادباء. وابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٣٠١ وقال ابن حجر: وكان كثير الازراء بالفضلاء يسأل النحوي عن الفقه، والفقيه عن التفسير، والمفسر عن العروض وأمثال ذلك، وكان ينسب إلى الدهاء وخبث الباطن مع ما فيه من التشيع إلى آخر كلامه. (*)

٢٨٦

٢٨٧

له كتب: منها كتاب خصائص علم القرآن(١) ، كتاب إختصار إصلاح المنطق(٢) ، كتاب إختصار غريب المصنف، رسالة في القاضي والحاكم، كتاب الالحاق بالاشتقاق، إختيار شعر أبي تمام، اختيار شعر البختري، إختيار شعر المتنبي والطعن عليه(٣) .

____________________

(١)وفي لسان الميزان: وله تفسير (إلى أن قال:) وإنه أملى عدة مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الاحاديث المسموعة له.وفى المعالم(١٣٨) أبوالقاسم المغربي بالوزير له كتاب المصابيح في تفسير القرآن.

(٢) وفي لسان الميزان: اختصر (كتاب اصلاح المنطق) إختصارا جيدا وشرع في نظمه، كل ذلك قبل أن يستكمل سبع عشرة سنة.

(٣) وفي لسان الميزان: ذكر له كتبا أخر منها: كتاب أدب الخواص والايناس في النوادر في النسب، ديوان نظم كثير المحاسن، رسالة فيها أسئلة من عدة فنون. وقال: دالة على تبحره في العلوم. وفي وفيات الاعيان: هو صاحب الديوان: الشعر، والنثر، وله (مختص إصلاح المنطق)، وكتاب " الايناس " وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة، ويدل على كثرة اطلاعه، وكتاب " أدب الخواص "، وكتاب " المأثور، في ملح الخدور " وغير ذلك. وكان لابي العلاء أحمد بن عبدالله المعري المتوفي(٤٤٩) إليه رسائل. قال أبوالحسن الباخرزي المتوفي سنة ٤٦٧ في دمية القصر ج ١ / ١٧٦ / ٣١ عند ذكر إبي القاسم الوزير المغربي: قرأت في رسائل أبي العلاء المعري اليه ما نبهني عليه، وعرفني درجته في البلاغة إوختصاصه من صناعة النظم والنثر بحسن الصياغة، وكان يلقب بالكمال ذي الجلالتين ولم يقع إلي من شعره إلا ماأنشدنيه الاديب يعقوب بن احمد النيسابوري قال الخ.ولما توفي الشريف الرضي الموسويرحمه‌الله أرثاه الوزير المغربي بقصيدة منها:

أذكرتنا يابن النبي محمد

يوما طوى عني اباك محمدا

ولقد عرفت الدهر قبلك ساليا إلا عليك فما أطاق تجلدا

ما زال نصل الدهر يأكل غمده

حتى رأيت في حشاه مغمدا

ذكره محمد بن شاكر الشافعي في عيون التواريخ في وقايع سنة(٤٠٦). (*)

٢٨٨

توفيرحمه‌الله يوم النصف من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة(١) .

____________________

(١) قال ابن خلكان: توفي في ثالث عشر شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وقيل ثمان وعشرين والاول أصح، وكانت وفاته بميافارقين، وحمل إلى الكوفة بوصية منه، وله في ذلك حديث يطول شرحه، ودفن بها في تربة مجاورة لمشهد الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأوصى أن يكتب على قبره (من الخفيف).

كنت في سفرة الغواية والجمل

مقيما فحان مني قدوم

تبت من كل مأثم فعسى يمحي

بهذا الحديث ذاك القديم

بعد خمس واربعين، لقد ما

طلت، إلا أن العزيم كريم

وذكره ياقوت الحموي في معجمه نحوه.(*)

٢٨٩

١٦٦ - الحسين بن محمد بن جعفر الخالع

أبوعبدالله الشاعر الاديب، له كتاب صنعة الشعر، كتاب المدارات، كتاب أمثال العامة(١) .

____________________

(١) قال السيوطي في بغية الواعاة(٢٣٥): الحسين بن محمد ابن جعفر بن محمد بن الحسين الرافقي النحوي يالمعروف بالخالع. قال الصفدي: كان من كبار النجاة، أخذ عن الفارسي، والسيرافي ويقال: انه من ذرية معاوية، فكان من الشعراء. صنف الامثال، تخيلات العرب، شرح شعر أبي تمام، صناعة الشعر، الاودية والجبال والرمال، وغير ذلك كان موجودا في عشر الثمانين وثلاثمائة قلت: حدث عنه الخطيب انتهى. وذكره نحوه في معجم الادباء ج ١٠ / ١٥٥ لكن ذكر وفاته سنة(٣٦٨).وذكره ابن النديم(٢٤٦) في الشعراء المحدثين بعد الثلثمائة قال: الخالع أبوعبدالله محمد بن الحسين (الحسين بن محمد ظ)، لقى سيف الدولة وله من الكتب. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٨ / ١٠٥ قائلا: الحسين بن محمد ابن جعفر بن الحسن بن محمد بن عبدالباقي، أبوعبدالله الشاعر المعروف بالخالع.رافقي الاصل سكن الجانب الشرقي من بغداد وحدث عن احمد بن الفضل بن خزيمة.إلى أن قال: كتبت عنه. إلى أن قال: مات الخالع في يوم الاثنين العاشر من شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وكان يذكر انه ولد في يوم السبت مستهل جمادي الاولى سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة. (*)

٢٩٠

مذهبه: لم يصرح الماتن (ره) بمذهبه إلا ان ذكره في مصنفي أصحابنا الامامية مع عدم تعرضه لمذهبه على ما هو طريقته يشير إلى كونه من الشيعة الامامية نعم لم أقف على من عده منهم ولا على ما يشير إلى ذلك. وأما ما في مجمع الرجال من ذكر كتاب (الزيارات) بدل ما في نسخة المتن (كتاب المدارات)، فلو ثبت فلا يدل على تشيعه فلا حظ. وقد ترجمه العامة في كتبهم في الرجال والتراجم وفي النجاة والشعراء والادباء ولم أقف عاجلا على رميهم اياه بالتشيع والظاهر انه عامي. نعم ضعفوه بانه كذاب كما في ميزان الاعتدال ج ١ / ٥٤٧، وفي لسان الميزان ج ٢ / ٣١٠ وعولا في ذلك على الخطيب فيما رواه وسمعه عن محمد بن احمد المصري الصواف قال: لم اكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة أحدهم ابوعبدالله الخالع: وذكره الخطيب في تاريخه ج ٨ / ١٠٦ في ترجمته. قلت: ومن العجيب انهم أطلقوا تضعيفه بأنه كذاب واعتمدوا في ذلك على محمد بن احمد أبي الفتح الصواف المصري المتوفى(٤٤٠) الذي ضعفوه في ترجمته، بانه متهم، وكان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ويستمع فيها لنفسه. ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٣ / ٤٦٣، والخطيب في تاريخ بغداد ج ١ / ٣٥٤. هذا آخر باب الحسن والحسين ويأتي بعده

٢٩١

تذييل باب الحسن والحسين

الحسن بن ابي الحسين احمد ابومحمد الناصر الصغير هو جد الادنى للسيدين الشريفين الرضي والمرتضى علم الهدىرضي‌الله‌عنه ما وقد مدحه الشريف المرتضى في ديباجة كتابه في شرح (الناصريات) عند ذكر نسبه قائلا: أما ابومحمد الحسن الملقب بالناصر بن ابي الحسين احمد الذي شاهدته وكاثرته، وكانت وفاته ببغداد في سنة ثمان وستين وثلثمائة، فانه كان خيرا، فاضلا، دينا، نقي السريرة، جميل النية، حسن الاخلاق، كريم النفس، وكان معظما مبجلا مقدما في أيام معز الدولة، وغيرها، لجلالة نسبه، ومحله في نفسه، ولانه كان ابن خالة بختيار عز الدولة، فان ابا الحسين احمد والده تزوج بحجر (حجير خ ل) بنت سهلان كساء الديلمي، وهي خالة بختيار، وأخت زوجة معز الدولة، ولوالدته هذه بيت كبير في الديلم، وشرف معروف. وولى أبومحمد الناصر جدي الادنى النقابة على العلويين بمدينة السلام عند اعتزال والديرحمه‌الله لها سنة اثنى وستين وثلثمائة. وقال في عمدة الطالب(٣١٠) في عقب ابي الحسين احمد بن الناصر مالفظه: أبومحمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد، وأبو الحسن محمد، فمن ولد الناصر ابوالقاسم ناصر الملقب (بريقا) بن الحسين بن احمد بن الحسن الناصر الصغير المذكور، ومنهم فاطمة بنت

٢٩٢

الناصر الصغير المذكور وهي ام الرضيين ابني ابي أحمد النقيب الموسوي. قلت: تقدم تمام نسبه في الحسن بن علي الناصر. الحسن بن أحمد أبوالقاسم وكيل الناحية المقدسة روى الصدوق (ره) في الاكمال(٤٥٩) عن ابيه (رض) عن سعد بن عبدالله قال حدثني أبوالقاسم ابن ابي حليس قال: كنت أزور الحسينعليه‌السلام في النصف من شعبان، فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وهممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، فخرجت زائرا، وكنت اذا أردت العسكر أعلمتهم برقعة أو برسالة، فلما كان في هذه الدفعة قلت لابي القاسم الحسن بن احمد الوكيل: لا تعلمهم بقدومي فاني اريد ان اجعلها زورة خالصة قال: فجائني ابوالقاسم وهو يبتسم وقال: بعث الي بهذين الدينارين وقيل لي: ادفعهما إلى الحليسي وقل له: من كان في حاجة الله عزوجل كان الله في حاجته الحديث بطوله. قلت وفيه امور تدل على عنايته (ع) للحليسي، والحليسي غير مذكور بشي في الرجال. الحسن بن أحمد الكوفي هو الذي صلى على علي بن جندب الكوفي سنة ثمان وستين ومأتين. ذكره الشيخ في رجاله(٤٧٩) فيمن لم يرو عنهم (ع) في علي بن جندب.

٢٩٣

الحسن بن أيوب بن نوح

كان من اصحاب ابي محمد العسكري (ع)، ومن جماعة الشيعة الذين وفق لهم التشرف بزيارة امامنا الحجة عجل الله فرجه الشريف في أيام أبيه ابي محمد العسكريعليهما‌السلام وسمعوا منه النص على امامة ولده (ع) وخلافته من بعده ذكرناه في طبقات اصحابهما في حديث طويل، وهو غير الحسن بن أيوب المتقدم ص ١٠١ / ١١٢

الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي

ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٢) قائلا: الحسن بن حبيش الاسدي روى عنه ابراهيم بن عبدالحميد الكوفي. وفي أصحاب الصادق (ع)(١٦٧): الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي.وقال أيضا(١٦٦): الحسن بن حبيش الكوفي. وعن نسخة بدله: الحسن بن خنيس الكوفي. (بالخاء المعجمة والسين المهملة) وفي جامع الرواة حكى الثاني عن نسخة قديمة صحيحة. وفي مجمع الرجال ضبطه كذلك. وقال ابن داود(١٠٦) الحسن بن خنيس بالخاء المعجمة والنون المفتوحة والسين المهملة. ق (حج، كش) ثقة، وهو غير الحسن بن حبش (بالحاء المهملة والباء المفردة) ذاك روى عن قر، ق. وقال البرقي في أصحاب الباقرعليه‌السلام (١٢): الحسن بن أبي حبيش.

٢٩٤

وقال الكشي(٢٥٤): محمد بن مسعود قال حدثني حمدويه قال حدثني الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد الخثعمي عن ابراهيم ابن عبد الحيمد الصنعاني عن أبي أسامة زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) إذ مر الحسن بن حبيش، فقال أبوعبدالله (ع)، أتحب هذا؟ هذا من أصحاب أبي (ع).وبهذا الاسناد عن إبراهيم عن رجل عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام قال: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه فان بره بهم بره بوالديه. وقال العلامة في الخلاصة(٤١) بعد الحديث الاول: روى السيد على بن احمد العقيقي العلوي عن ابيه عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن ابي عبداللهعليه‌السلام مثل ماروى الكشي. قلت: الحديثان قاصران سندا أما بطريق الكشي، فبالخثعمي المجهول مع قصور الثاني سندا أيضا بالارسال وأما بطريق العقيقي فضعيف بالعقيقي المطعون، ودلالة لعدم دلالة كونه من اصحاب ابي جعفر (ع) على وثاقته مع عدم ذكر الحسن بالخصوص في الثاني. ثم انه لايبعد اتحاد الجميع وكونه من اصحاب الصادقين (ع) بقرينة رواية ابراهيم بن عبدالحميد عنه، فروى في الكافي ج ١ / ١٧٢ باب تحليل الميت عن علي بن ابراهيم عن ابيه، ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن خنيس قال قلت لابي عبدالله (ع) ان لعبد الرحمان بن سيابة دينا الحديث، ورواه الصدوق في باب الدين والقرض من الفقيه ٣٦١ / ٣١ باسناده عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن الخنيس

٢٩٥

قال قلت لابي عبدالله (ع) الحديث.واما ما في التهذيب ج ٦ / ١٩٥ / ٤٢٦: وعنه (محمد بن علي بن محبوب) عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد قال قلت لابي عبدالله الحديث، فالظاهر بقرينة الكافي، والفقيه: سقوط (عن الحسن بن خنيس) من نسخ الكتاب. ولم أقف على رواية للحسن ابن خنيس غير ما تقدم.

الحسن بن الحسين الانباري

التهذيب ج ٦ / ٣٣٥ عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج ١ / ٣٥٩) علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الانباري عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته اليه أذكر: إنني أخاف على خيط عنقي وان السلطان يقول: رافضي ولسنا نشك في انك تركت عمل السلطان للترفض، فكتب إلى ابوالحسن (ع) انك اذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تصير أعوانك وكتابك من أهل ملتك، وإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلا فلا. الحسن بن الحسين الذي روى عنه ابراهيم بن سليمان النهمي ذكره الشيخ في الفهرست(٥١) بعد الحسن بن علي الكلبي ورواياته بقوله: والحسن بن الحسين، له روايات رويناهما بالاسناد

٢٩٦

الاول (أخبرنا به أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عن ابراهيم ابن سليمان عنهما. قلت: طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة هذا بناء‌ا على وثاقة ابن عبدون وساير مشايخ النجاشي. ثم إنه لم يتميز الحسن بن الحسين إلا برواية ابراهيم بن سليمان النهمي عنه، وهو ثقة في الحديث كما تقدم في ترجمته ج ١ / ٢٧١، ويمكن اتحاد الحسن بن الحسين هذا مع الحسن بن الحسين الانباري المتقدم.

فلاحظ. الحسن بن الحسين ابوالفضل العلوي ذكره الشيخ بلا كنيته في أصحاب الرضا (ع)(٣٧٤) وفي أصحاب الهاديعليه‌السلام (٤١٤). ولعله الذي اشتكى عن احمد ابن حماد المروزي عند أبي الحسن الهادي (ع). ذكره الكشي في ترجمته(٣٤٧). ودخل على أبي محمد العسكريعليه‌السلام فهنأه بولادة الامام الحجة أرواحنا فداه. رواه الشيخ في الغيبة(١٣٨) قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي قال حدثني محمد ابن علي عن حنظلة بن زكريا الثقة قال حدثني عبدالله بن العباس العلوي وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا في أشياء كثيرة قال حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي قال: دخلت على أبي محمد (ع) بسر من رأى، فهنأته بسيدنا صاحب الزمان (ع) لما ولد. ورواه أيضا(١٥١) عن شيخه ابن أبي جيد القمي عن ابن الوليد

٢٩٧

عن عبدالله بن العباس بن عبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (ع) عن أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال الحديث.رواه الصدوق (ره) في الاكمال(٤٤٠) عن ابن الوليد عن ابن الوليد عن محمد بن الحسن الكرخي قال حدثنا عبدالله بن العباس العلوي الحديث. قلت: قد اختلفت الروايات وكلام الاصحاب في الضبط تارة (الحسن) وأخرى (الحسين). الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) المدني المعروف بالحسن بالمثلث ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٢) وقال: المدني، تابعي عن جابر بن عبدالله وهو اخو عبدالله بن الحسن وابراهيم لامهما وأبيهما أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن ابيطالب (ع) توفى قبل وفاة أخيه عبدالله. وفي اصحاب الصادق (ع) ايضا(١٦٥) وقال: تابعي روى عن جابر بن عبدالله مات سنة خمس وأربعين ومائة بالهاشمية، وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: أن صح ما ذكره الشيخ وغيره في تاريخ وفاته ومدة عمره فلا تصح روايته عن جابر المتوفى(٧٨) كما ذكرها الشيخ وغيره فان ولادة الحسن على هذا سنة(٧٧). قال البخاري في سر السلسلة(١٤): وابوعلي الحسن بن الحسن ابن الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) امه فاطمة بنت الحسين بن علي بن

٢٩٨

ابيطالب (ع). مات سنة خمس واربعين ببغداد في حبس المنصور. قلت: أي خمس واربعين بعد المائة. وذكره في عمدة الطالب مع عقبه(١٨٢). وقال ابوالفرج في مقاتل الطالبيين(١٢٦) بعد ذكره وذكر امه: وكان متألها، فاضلا، ورعا، يذهب في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مذهب الزيدية، ثم روى روايات تدل على انه كان لا يدهن ولا يكتحل ولا يلبس ثوبا لينا، ولا يأكل طيبا مادام أخيه عبدالله بالحبس ثم قال: وتوفى الحسن بن الحسن في محبسه بالهاشمية في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: واشار ابوالفرج إلى وفاته في حبس الهاشمية في ابراهيم أخيه(١٢٧) وفى على أخيه(١٢٩) وهناك روايات في توصيف محبسهم وظلمته وانه لايعرف اوقات الصلوات الا بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن ابن الحسن بن الحسن. وفى رواية: حبسهم ابوجعفر في محبس ستين ليلة ما يدرون بالليل ولا بالنهار ولا يعرفون وقت الصلاة الا بتسبيح علي بن الحسن. وقد قيدوا بالحديد والاغلال وضيق عليهم حتى نحفت ابدانهم وضعفت ففي رواية سليمان بن داود بن الحسن والحسن ابن جعفر قالا: لما حبسناكان معنا علي بن الحسن وكانت حلق أقيادنا قد إتسعت فكنا اذا أردنا صلاة أو نوما جعلناها عنا فاذا خفنا دخول الحراس أعدناها الحديث. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٧ / ٢٩٣ بترجمة وأرخ وفاته بالهاشمية كما تقدم. قلت: قد أوردنا ما ورد في احوال الحسن بن الحسن بن الحسن وفى محبسه في كتابنا في اخبار الرواة. قال الكشي في ترجمة سليمان بن خالد(٢٣٠): حمدويه قال

٢٩٩

حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني يونس عن ابن مسكان عن سليمان ابن خالد قال: لقيت الحسن بن الحسن فقال أما لنا حق أما لنا حرمة اذا اخترتم منا رجلا واحدا، كفاكم؟ فلم يكن عندي جواب، فلقيت أبا عبداللهعليه‌السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي ألقه، فقل له: أتيناكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند غيركم، فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وأتينا بني عمكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند الناس، فقالوا: نعم. فصدقناهم وكانوا أهل ذلك، قال فلقيته، فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن: فان عندنا ما ليس عند الناس، فلم يكن عندي شئ، فأتيت أبا عبداللهعليه‌السلام فأخبرته، فقال لي: ألقه وقل: ان الله عزوجل يقول في كتابه " أتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين " فأقعدوا حتى نسألكم. قال فلقيته، فحاججته بذلك، فقال لي أفما عندكم شئ الا تعيبونا ان كان فلان يفزع وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا. محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات(١٥٦) باب(١٤) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن علي بن سعد قال: كنت قاعدا عند أبي عبداللهعليه‌السلام وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس: جعلت فداك ألقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار: جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك اذ لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية الحديث. قلت: بالتأمل في الحديثين يظهر إن المراد بالحسن بن الحسن هو الحسن بن الحسن بن الحسن أخو عبدالله وعم محمد ويتضح بما رواه الصفار في هذا الباب وهو أن الائمة (ع) أعطوا الجفر والجامعة

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617