بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194166 / تحميل: 7310
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الفصل الثالث و الاربعون في مكارم الاخلاق

٢٢١

١ الحكمة ( ٤٤٦ ) وَ قَالَ ع ؟

 لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ ؟ أَبِي ؟ اَلْفَرَزْدَقِ ؟ فِي كَلاَمٍ دَارَ بَيْنَهُمَا مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ اَلْكَثِيرَةُ قَالَ ذَعْذَعَتْهَا اَلْحُقُوقُ يَا ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ ع ذَلِكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا أقول : قال ابن أبي الحديد دخل غالب بن صعصعة المجاشعي عليهعليه‌السلام أيام خلافته و غالب شيخ كبير و معه ابنه همام : الفرزدق و هو غلام يومئذ فقالعليه‌السلام له من الشيخ قال أنا غالب بن صعصعة قالعليه‌السلام ذو الابل الكثيرة قال نعم قال ما فعلت ابلك ؟ قال « ذعذعتها الحقوق و أذهبتها الحمالات و النوائب » قال « ذاك أحمد سبلها » من هذا الغلام معك قال ابني قال ما اسمه قال همام و قد رويته الشعر و كلام العرب و يوشك أن يكون شاعرا مجيدا

٢٢٢

فقال « لو أقرأته القرآن فهو خير له » فكان الفرزدق بعد ، يروي هذا الحديث و يقول ما زالت كلمته في نفسي حتى قيد نفسه بقيد و آلى ان لا يفكّه حتى يحفظ القرآن فما فكّه حتى حفظ .

قول المصنّف .

« لغالب بن صعصعة » أما غالب ففي ( الأغاني ) مسندا عن عوانة قال تراهن نفر من كلب ثلاثة على أن يختاروا من تميم و بكر نفرا ليسائلوهم فأيهم أعطى و لم يسألهم عن نسبهم من هم فهو أفضلهم فاختار كلّ رجل منهم رجلا اختاروا عمير بن سليك الشيباني و طلبة بن قيس بن عاصم المنقري و غالب بن صعصعة المجاشعي فأتوا عميرا فسألوه مائة ناقة فقال من أنتم فانصرفوا عنه ثم أتوا طلبه فقال لهم مثل قول الشيباني فأتوا غالبا فسألوه فأعطاهم مائة ناقة و راعيها و لم يسألها فساروا ليلة ثم ردوها و أخذ صاحب غالب الرهن و في ذلك يقول الفرزدق « و إذ نادبت كلب على الناس أيّهم أحق بتاج الماجد المكرم على نفرهم من نزار ذوي العلا و أهل الجراثيم التي لم تهدم فلم يجز عن أحسابهم غير غالب جرى لعنان كلّ أبيض خضرم » .

و عن الأصمعي قال جاءت امرأة إلى قبر غالب أبي الفرزدق فضربت عليه فسطاطا فأتاها الفرزدق فسألها عن أمرها فقالت اني عائذة بقبر غالب من أمر نزل بي قال ما هو قالت ان ابنا لي أغزي إلى السند مع تميم بن زيد و هو واحدي قال انصرفي فعلي انصرافه إليك ان شاء اللَّه و كتب من وقته إلى تميم :

« تميم بن زيد لا تكونن حاجتي

بظهر فيخفى عليّ جوابها

و هل لي حبيشا و اتخذ فيه منّة

لحرمة أم ما يسوغ شرابها

أتتني فعاذت يا تميم بغالب

و بالحفرة السافي عليه ترابها »

فعرض تميم جميع من معه من الجند فلم يدع احدا اسمه ( حبيش ) أو

٢٢٣

( حنيش ) إلاّ وصله و اذن له في الانصراف إلى أهله » و أما صعصعة في ( الأغاني ) كان يقال له محيي الموؤودات و ذلك انّه مر برجل من قومه و هو يحفر قبرا و امرأته تبكي فقال لها صعصعة ما يبكيك قالت يريد أن يأد ابنتي هذه فقال له ما حملك على هذا قال الفقر قال فاني اشتريتها منك بناقتين يتبعهما أولادهما تعيشون بألبانهما و لا تأد الصبية قال قد فعلت ، فأعطاه الناقتين و جملا كان تحته فحلا و قال في نفسه ان هذه لمكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب ، فجعل على نفسه ألا يسمع بموؤدة إلاّ فداها فجاء الاسلام و قد فدى ثلاثمائة و قيل اربعمائة .

موؤودة و قد فخر بذلك الفرزدق في عدّة قصائد و منها :

أبي أحد الغيثين صعصعة الذي

متى يخلف الجوزاء و الدلو يمطر

أجار بنات الوائدين و من يجر

على الفقر يعلم انه غير مخفر

على حين لا تحيى البنات و إذ هم

عكوف على الاصنام حول المدور

إلى أن قال :

فقال لها في‏ء فاني بذمتي

لبنتك جار من أبيها القنور١

و روى مسندا عن صعصعة أيضا قال قدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فعرض عليّ الاسلام فأسلمت و علّمني آيات من القرآن فقلت يا رسول اللَّه اني عملت أعمالا في الجاهلية هل فيها من أجر إلى أن قال قال ظهر الاسلام و قد أحييت ثلاثمائة و ستين موؤودة اشتري كلّ واحدة منهن بناقتين عشراوين و جمل فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اني حملت حمالات في الجاهلية و على منها ألف بعير فأديت من ذلك سبعمأة فقال له ان الاسلام أمر بالوفاء و نهى عن الغدر فقال حسبي

____________________

( ١ ) الأغاني لأبو الفرج الاصفهاني ٢١ : ٢٧٨ .

٢٢٤

حسبي و وفى بها١ .

و روي ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له ما شي‏ء بلغني عنك فعلته قال رأيت الناس يموجون على غير وجه و لم أدر أين الوجه غير اني علمت انّهم ليسوا عليه و رأيتهم يئدون بناتهم فعلمت ان ربهم لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون و فديت من قدرت عليه و روي انّه قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصني قال احفظ ما بين لحييك و ما بين رجليك .

« أبي الفرزدق » في ( الأغاني ) الفرزدق لقب غلب عليه و تفسيره الرغيف الضخم الذي تجففه النساء للفتوت و قيل بل هو القطعة من العجين تبسط فيخبز منها الرغيف شبه وجهه بذلك لأنّه كان غليظا جهما و اسمه همام٢ و قال هاشم العنزي ضمّني و الفرزدق مجلس فتجاهلت عليه فقال أو ما تعرف الفرزدق قلت الفرزدق شي‏ء يتخذه النساء عندنا يتسمّن به فضحك و قال الحمد للَّه الذي جعلني في بطون نسائكم .

و روى القحذمي قال لقى الفرزدق الحسينعليه‌السلام متوجها إلى الكوفة خارجا من مكة في اليوم السادس من ذي الحجة فقال له الحسين صلوات اللَّه عليه ما وراءك قال يا ابن رسول اللَّه أنفس الناس معك و أيديهم عليك قال ويحك مع و قر بعير من كتبهم يدعونني و يناشدونني اللَّه قال فلما قتل الحسينعليه‌السلام قال الفرزدق فان غضبت العرب لابن سيدها و خيرها فاعلموا انّه سيدوم عزّها و تبقى هيبتها و ان صبرت عليه و لم تتغيّر لم يزدها اللَّه إلاّ ذلا إلى آخر الدهر و أنشد في ذلك :

« فان أنتم لا تثاروا لابن خيركم

فالقوا السلاح و اغزلوا بالمغازل »

____________________

( ١ ) المصدر السابق ٢١ : ٢٧٩ .

( ٢ ) الأغاني لأبو الفرج الاصفهاني ٢١ : ٢٧٦ .

٢٢٥

و عن الشعبي قال حجّ الفرزدق بعد ما كبر و قد أتت له سبعون سنة و كان هشام بن عبد الملك قد حجّ في ذلك العام فرأى علي بن الحسينعليه‌السلام في غمار الناس في الطواف فقال من هذا الشاب الذي تبرق اسرة وجهه كأنّه مرآة صينية تترائى فيها عذارى الحي وجوهها فقالوا هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء و طأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم

هذا ابن خير عباد اللَّه كلّهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده أنبياء اللَّه قد ختموا

و ليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت و العجم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياء و يغضي من مهابته

فما يكلّم إلاّ حين يبتسم

بكفه خيزران ريحها عبق

من كفّ أروع في عرنينه شمم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

اللَّه شرّفه قدما و عظّمه

جرى له ذلك في لوحة القلم

أي الخلائق ليست في رقابهم

لا ولية هذا أوله نعم

من يشكر اللَّه يشكر أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الامم

ينمى إلى ذروة الدين التي قصرت

عنها الأكفّ و عن إدراكها القدم

من جدّه دان فضل الأنبياء له

و فضل امته دانت له الامم

مشتقة من رسول اللَّه نبعته

طابت مغارسه و الخيم و الشيم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرّته

كشمس تنجاب عن اشراقها الظلم

من معشر حبّهم دين و بغضهم

كفر و قربهم منجى و معتصم

مقدم بعد ذكر اللَّه ذكرهم

في كلّ بر و مختوم به الكلم

٢٢٦

ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد جودهم

و لا يدانيهم قوم و ان كرموا

يستدفع الشر و البلوى بحبهم

و يسترب به الاحسان و النعم

فغضب هشام فحبسه بين مكة و المدينة فقال الفرزدق :

أ تحبسني بين المدينة و التي

إليها قلوب الناس تهوى منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

و عينا له حولاء باد عيوبها

فبلغ شعره هشام فوجه فأطلقه .

و فيه بعد ذكر و فود الأحنف و جارية بن قدامة و جون بن قتادة ،

و الحتات التميميين على معاوية و اعطائه جوائزهم و موت الحتات بالطعن و حبس معاوية جائزته و قال الفرزدق لمعاوية :

فما بال ميراث الحتات أخذته

و ميراث حرب جامد لك ذائبه

ألست أعزّ الناس قوما و اسرة

و أمنعهم جارا إذا ضيم جانبه

و ما ولدت بعد النبي و آله

كمثلي حصان في الرجال يقاربه

أبي غالب و المرء ناجية الذي

إلى صعصع ينمي فمن ذا يناسبه

و بيتي إلى جنب الثريا فناؤه

و من دونه البدر المضى‏ء كواكبه

أنا ابن الجبال الصم في عدد الحصى

و عرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه

أنا ابن الذي أحيى الوئيد و ضامن

على الدهر إذ عزت لدهر مكاسبه

و كم من أب لي يا معاوي لم يزل

أغر يباري الريح ما أزور جانبه

نمته فروع المالكين و لم يكن

أبوك الذي من عبد شمس يقاربه

« و في كلام دار بينهما ما فعلت ابلك الكثيرة » لم أقف عليه مسندا و ابن أبي الحديد كالمصنف نقله مرسلا و الذي وقفت عليه مسندا في أمر غالب انّه نحر ابله مفاخرة مع سحيم الرياحي فحرّم أمير المؤمنينعليه‌السلام لحومها لكون

٢٢٧

نحرها لا للَّه روى ( الأغاني ) « عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة عن جهم السليطي عن إياس بن شبة بن عقال بن صعصعة قال أجدبت بلاد تميم و أصابت بني حنظلة سنة أي قحط في خلافة عثمان فبلغهم خصب عن بلاد كلب بن وبرة فانتجعها بنو حنظلة فنزلوا أقصى الوادي و تسرّع غالب بن صعصعة فيهم وحده دون بني مالك فنحر ناقة فأطعمهم إياها فلما وردت ابل سحيم بن وثيل الرياحي حبس منها ناقة فنحرها من غد فقيل لغالب انما نحر سحيم موائمة أي مساواة لك فضحك و قال كلا و لكنه امرؤ كريم و سوف أنظر ذلك .

فلما وردت إبل غالب حبس منها ناقتين فنحرهما فأطعمهما بني يربوع فعقر سحيم ناقتين و قال غالب الآن علمت ان يوائمني فعقر غالب عشرا فأطعمها بني يربوع فعقر سحيم عشرا فلما بلغ غالبا فعله ضحك و كانت ابله ترد لخمس فلما وردت عقرها كلّها عن آخرها فالمكثر يقول كانت اربعمائة و المقلل مائة فأمسك سحيم حينئذ ثم انّه عقر في خلافة علي بن أبي طالبعليه‌السلام بكناسة الكوفة مائتي ناقة و بعير ، فخرج الناس بالزنابيل و الأطباق و الحمال لأخذ اللحم و رآهم عليعليه‌السلام فقال أيها الناس انها لا تحلّ لكم انما أهلّ بها لغير اللَّه تعالى .

قال فحدّثني من حضر ذلك قال كان الفرزدق يومئذ مع أبيه و هو غلام فجعل غالب يقول يا بني اردد علي ، و الفرزدق يردها عليه و يقول له يا أبة اعقر ،

قال جهم فلم يغن عن سحيم فعله و لم يجعل كغالب إذ لم يطق فعله » .

و في كتاب النجاشي في عنوان ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي « و هو الذي روى حديث الابل » .

ثم روى باسناده « عن ربعي قال سمعت الجارود يحدّث قال كان رجل

٢٢٨

من بني رياح يقال له سحيم بن أثيل نافر غالبا أبا فرزدق بظهر الكوفة على أن يعقر هذا من ابله مائة و هذا من ابله إذا وردت الماء فلما وردت قاموا إليها بالسيوف فجعلوا يضربون عراقيبها فخرج الناس على الحميرات و البغال يريدون اللحم و عليعليه‌السلام بالكوفة فجاء على بغلة رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلينا و هو ينادي أيها الناس لا تأكلوا من لحومها فانما اهل بها لغير اللَّه » و في ديوان الفرزدق « و أورثني ضرب العراقيب غالب » و فيه أيضا :

« إذا ما رأوا نارا يقولون ليتها

و قد خصرت أيديهم نار غالب

إلى نار ضراب العراقيب لم يزل

له من ذبابي سيفه خير حالب »

و مر ان صعصعة أبا غالب ذعذع ابله الكثيرة في فداء الموؤودات و انّه كان عليه من الحمالات ألف بعير أدّى منها سبعمائة و بقي عليه ثلاثمائة .

فأمره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالوفاء فلعلّ المراد بقولهعليه‌السلام « ما فعلت ابلك الكثيرة لغالب على رواية المصنف الابل التي كانت لأبيه كما ان جوابه « ذعذعتها الحقوق » محمول على الحقوق التي كانت على أبيه لكن في ديوان الفرزدق أيضا « اني أنا ابن حمّال المئين غالب » .

« قال ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين » أي : فرقتها في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام ان اللَّه تعالى فرض في أموال الأغنياء حقوقا غير ( الزكاة ) قال عز و جلو الذين في أموالهم حق معلوم ١ فالحق المعلوم غير ( الزكاة ) هو شي‏ء يفرضه الرجل على نفسه في ماله يجب عليه أن يفرضه على قدر طاقته و سعة ماله ان شاء في كلّ يوم و ان شاء في كلّ جمعة و ان شاء في كلّ شهر و قال تعالىو اقرضوا اللَّه قرضا حسنا .٢ و هو أيضا غير الزكاة و قال

____________________

( ١ ) المعارج : ٢٤ .

( ٢ ) المزمل : ٢٠ .

٢٢٩

تعالى أيضاو انفقوا ممّا رزقناهم سرّا و علانية .١ و الماعون أيضا من الحقوق و هو القرض يقرضه و المتاع يعيره و المعروف يصنعه و ممّا فرض تعالى في المال غير الزكاة قوله عز و جلو الذين يصلون ما أمر اللَّه به أن يوصل .٢ و في خبر « الزكاة الظاهرة في كلّ ألف خمسة و عشرون و أما الزكاة الباطنة فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليه منك » هذا ، و في تاريخ بغداد قال الأصمعي : قال لي رجل من أهل الشام قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة فاذا بنية صغيرة له تلعب بالطين فقلت لها : أين أبوك ؟ قالت :

و فد إلى بعض الأجواد فما لنا به علم منذ مدّة فقلت : انحري لنا ناقة فانّا أضيافك قالت : و اللَّه ما عندنا ، قلت : فشاة قالت : و اللَّه ما عندنا قلت : فدجاجة قالت و اللَّه ما عندنا ، قلت فاعطينا بيضة قالت و اللَّه ما عندنا قلت فباطل ما قال أبوك :

« كم ناقة قد و جأت منحرها

بمستهل الشؤبوب أو جمل٣

قالت فذلك الفعل من أبي ، هو الذي أصارنا إلى ان ليس عندنا شي‏ء و رواه ابن قتيبة في عيونه لكن فيه « قال عبد العزيز بن عمران نزلت ببنت ابن هرمة إلى أن قال قلت : فأين قول أبيك ؟

لا امتع العوذ بالفصال

و لا ابتاع إلا قريبة الأجل

قالت : ذاك افناها فبلغ ابن هرمة قول ابنته فقال اشهد انها ابنتي و ان داري لها دون الذكور من ولدي » .

« فقالعليه‌السلام : ذلك أحمد سبلها » في ( الكافي ) عن الرضاعليه‌السلام ان صاحب

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٢ .

( ٢ ) الرعد : ٢١ .

( ٣ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٦ : ١٢٨ .

٢٣٠

النعمة على خطر انّه يجب عليه حقوق للَّه فيها و اللَّه انّه لتكون على النعم من اللَّه تعالى فما أزال منها على و جل و حرّك يده حتى أخرج من الحقوق التي يجب للَّه عليّ فيها قال البزنطي : قلت انت في قدرك تخاف هذا ؟ قال نعم ، فاحمد ربي على ما من به عليّ .

٢ الحكمة ( ١٠ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ اَلْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ أقول : قال إبن أبي الحديد ضلّ الأعشى في طريقه فأصبح بأبيات علقمة بن علاثة فقال قائده و نظر إلى قباب الادم و اسوء صباحاه يا أبا بصير هذه و اللَّه أبيات علقمة فخرج فتيان الحي فقبضوا على الأعشى فأتوا به علقمة فمثل بين يديه ، فقال : الحمد للَّه الذي أظفرني بك من غير ذمة و لا عقد عليك قال الأعشى أو تدري لِمَ ذلك ؟ قال نعم لأنتقم منك اليوم بتقوا لك على الباطل مع احساني قال : ( لا و اللَّه و لكن اظفرك اللَّه بي ليبلو قدر حلمك فيّ ) فأطرق علقمة ،

فاندفع الاعشى فقال :

أعلقم قد صيرتني الامور إليك

و ما كان بي منكص

كساكم علاثة أثوابه

و ورثكم حلمه الأحوص

فهب لي نفسي فدتك النفوس

فلا تزال تنمى و لا تنقص

فقال قد فعلت ، أما و اللَّه لو قلت في بعض ما قلته في ( عامر ) لأغنيتك طول حياتك و لو كنت قلت في ( عامر ) بعض ما قلته في ما اذاقك برد الحياة ، و قال المأمون لإبراهيم بن المهدي لمّا ظفر به اني قد شاورت في أمرك فأشير عليّ بقتلك إلاّ اني وجدت قدرك فوق ذنبك فكرهت قتلك للازم حرمتك فقال إبراهيم

٢٣١

ان المشير أشار بما تقتضيه السياسة و توجبه العادة إلاّ انّك أبيت أن تطلب النصر إلاّ من حيث عودته من العفو فان قتلت فلك نظراء و ان عفوت فلا نظير لك ، قال قد عفوت فاذهب آمنا .

و روي ان مصعبا لمّا ولّى العراق عرض الناس ليدفع إليهم أرزاقهم ،

فنادى مناديه أين عمرو بن جرموز ؟ فقيل له : أنّه أبعد في الأرض ، قال أو ظن الأحمق اني اقتله بأبي قولوا له فليظهر آمنا و ليأخذ عطاءه مسلما قلت في مستجاد التنوخي في ٢١ من عناوينه لمّا أفضت الخلافة إلى بني العباس استخفى رجال من بني أمية و منهم إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك حتى أخذ له داود بن العباس أمانا و كان إبراهيم عالما حدثا فخص بالسفاح فقال له حدثني بما مر بك في اختفائك قال : كنت مختفيا بالحيرة في منزل شارف على الصحراء فبينا أنا على ظهر بيت إذا نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة فوقع في روعي انها تريدني فخرجت من الدار متنكرا حتى أتيت الكوفة و لا أعرف بها أحدا اختفي عنده فبقيت متلددا فإذا أنا بباب كبير و رحبة واسعة فدخلت فيها و إذا رجل و سيم حسن الهيئة على فرس قد دخل الرحبة و معه جماعة من غلمانه و اتباعه .

فقال لي من أنت ؟ و ما حاجتك ؟ قلت : رجل مستخف يخاف على دمه استجار بمنزلك فادخلني منزله .

ثم صيّرني في حجرة تلي حرمه فكنت عنده في كلّ ما أحب من مطعم و مشرب و ملبس و لا يسألني عن شي‏ء من حالي إلاّ انّه يركب في كلّ يوم ركبة فقلت له يوما أراك تدمن الركوب ففيم ذلك ؟

فقال : ان إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبرا و قد بلغني انّه مستخف و أنا أطلبه لأدرك منه ثأري فكثر و اللّه تعجبي من ادبارنا إذ ساقني القدر إلى حتفي

٢٣٢

في منزل من يطلب دمي و كرهت الحياة فسألت الرجل عن اسمه و اسم أبيه فأخبرني فعرفت ان الخبر صحيح و أنا كنت قتلت أباه صبرا .

فقلت يا هذا قد وجب عليّ حقك و من حقك عليّ أن أدلّك على خصمك و أقرب عليك الخطوة قال و ما ذاك قلت أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك فخذ بثأرك فقال اني لأحسبك رجلا قد أمضك الاختفاء فأحببت الموت قلت بل الحق ما قلت لك أنا قتلته يوم كذا و كذا بسبب كذا و كذا .

فلما عرف صدقي أربد وجهه و أحمرت عيناه و أطرق مليّا ثم قال أما أنت فستلقى أبي فيأخذ بثأره منك و أما أنا فغير مخفر ذمتي فأخرج عني فلست آمن نفسي عليك و اعطاني ألف دينار فلم آخذها و خرجت من عنده فهذا أكرم رجل رأيته بعد أمير المؤمنينعليه‌السلام ١ .

و في ( الأغاني ) لمّا قال عبد اللّه بن طاهر قصيدته التي يفخر فيها بمآثر أبيه و أهله و يفخر بقتله المخلوع عارضة محمد بن يزيد الأموي الحصني و كان رجلا من ولد مسلمة بن عبد الملك فأفرط في السب و تجاوز الحد في قبح الرد و توسط بين القوم و بين بني هاشم فأربى في التوسط فكان في ما قاله فيه ( من حسين من أبوك من مصعب غالتكم غول ) فلما ولّى عبد اللّه بن طاهر الشام علم الحصني انّه لا يفلت منه ان هرب ، فثبت في موضعه و أحرز حرمه و ترك أمواله و دوابه و كلّ ما كان يملكه في موضعه و فتح باب حصنه و جلس عليه ، قال محمد بن الفضل الخراساني و هو من وجوه قوّاد عبد اللّه و نحن نتوقع من عبد اللّه أن يوقع به فلما شارفنا بلده و كنّا على أن نصبحه دعاني عبد اللّه بن طاهر في الليل .

فقال لي بت عندي الليلة و ليكن فرسك معدا عندك ، ففعلت فلما كان في

____________________

( ١ ) المستجاد من خصلات الأجواد للتنوخي : ٣٢ ٣٤ ، تحقيق محمد كرد علي ١٩٧٠ م .

٢٣٣

السحر صبح الحصني فرأى بابه مفتوحا و رآه جالسا مسترسلا فقصده و سلّم عليه و نزل عنده و قال له ما أجلسك ههنا ؟ و حملك على أن فتحت بابك و لم تتحصن من هذا الجيش المقبل و لم تتنح عن عبد اللّه بن طاهر مع ما في نفسه عليك و ما بلغه عنك ؟ فقال ( ان ما قلت لم يذهب علي و لكني تأملت أمري و علمت اني أخطأت خطيئة حملني عليها نزق الشباب و غرّة الحداثة ، و اني ان هربت منه لم أفته فباعدت البنات و الحرم و استسلمت بنفسي و كلّ ما أملك فانّا أهل بيت قد أسرع القتل فينا ولي بمن مضى أسوة فاني أثق بأن الرجل إذا قتلني و أخذ مالي شفى غيظه و لم يتجاوز ذلك إلى الحرم و لا له فيهن أرب و لا يوجب جرمي أكثر ممّا بذلته ) .

فواللّه ما لقاه عبد اللّه إلاّ بدموعه تجري على لحيته .

ثم قال له أتعرفني ؟ قال لا و اللّه ، قال ( أنا عبد اللّه بن طاهر و قد امن اللّه روعتك و حقن دمك و صان حرمك و حرس نعمتك ، و عفا عن ذنبك و ما تعجلت إليك و حدي إلاّ لتأمن من قبل هجوم الجيش ، و لئلا يخالط عفوي روعة تلحقك ) فبكى الحصني و قام فقبّل رأسه ، فضمّه عبد اللّه بن طاهر و أدناه .

ثم قال أما فلا بد يا أخي من عتاب جعلني اللّه فداك قلت شعرا في قومي أفخر بهم و لم أطعن فيه على حسبك و لا ادّعيت فضلا عليك ، و فخرت بقتل رجل هو و ان كان من قومك إلاّ انّه من القوم الذين ثارك عندهم فكان يسعك السكوت أو ان لم تسكت لا تعرق و لا تسرف فقال ( ايها الأمير قد عفوت فاجعله العفو الذي لا يخالطه تثريب و لا يكدر صفوه تأنيب ) قال قد فعلت ، ثم دعا بدواة فكتب له بتسويغه خراجه ثلاث سنين و قال له ان نشطت لنا فالحق بنا و إلاّ فأقم بمكانك ، فقال فأنا أتجهّز و الحق بالأمير ، ففعل و لحق به بمصر و لم يزل معه حتى رحل عبد اللّه إلى العراق فودعه و قام ببلده ) .

٢٣٤

و في كامل الجزري لمّا ظفر عماد الدولة علي بن بابويه على ياقوت و ملك شيراز وجد في ما غنم برانس لبود عليها أذناب الثعالب ، و وجدوا قيودا و أغلالا فسأل أصحاب ياقوت عنها فقالوا ان هذه اعدّت لكم لتجعل عليكم و يطاف بكم في البلاد فأشار أصحاب ابن بويه ان يفعل بهم مثل ذلك فأبى و قال انّه بغي و لوم و ظفرت و لقد لقي ياقوت بغيه ثم أحسن إلى الاسارى و أطلقهم و قال هذه نعمة و الشكر عليها واجب يقتضي المزيد و خيّر الاسارى بين المقام عنده و اللحوق بياقوت فاختاروا المقام عنده فخلع عليهم .

و في السير ضرب الحجاج أعناق أسرى ثم قدم رجلا ليضرب عنقه ،

فقال و اللّه لئن كنّا أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو فقال الحجاج أف لهذه الجيف أما كان فيها يحسن مثل هذا و أمسك عن القتل و قال أبو تمام :

إذا سيفه أضحى على الهام حاكما

غدا العفو منه و هو في السيف حاكم

٣ الحكمة ( ١٩ ) و قالعليه‌السلام :

أَقِيلُوا ذَوِي اَلْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَ يَدُ اَللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ أقول : و روى المصنف في مجازاته النبوية قريبا منه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ثمة « و من ذلك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله « أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم فان أحدهم ليعثر و يده بيد اللّه يرفعها » و قال هذا القول منهصلى‌الله‌عليه‌وآله مجاز و المراد بذكر يد اللّه ههنا معونة اللّه تعالى و نصرته فكأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أراد أن أحدهم ليعثر و ان معونة اللّه لمن وراءه تنهضه من سقطته و تقيله من عثرته ، إلا انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا جاء بلفظ العثار أخرج الكلام بعده على عرف العادات لأن العادة جارية أن يكون المنهض

٢٣٥

للعاثر و المقيم للواقع انما يستنهضه بيده ، و يستعين عليه بجلده ، و المراد بذي الهيئات هنا ذوو الأديان لاذوو و الملابس الحسنة ، كما يظن من لا علم له لأن هيئة الدين و ظاهره أحسن الهيئات و الظواهر و أفخم المعارض و الملابس ، بل الظاهر كون أصلهما واحدا و مثل ذاك الاختلاف اليسير يقع في الروايات لكلام واحد قطعي كما لا يخفى إلاّ أن المصنف لم يتفطّن ثمة ، و هنا لذلك حتى يشير إليه كما أشار غير مرّة إلى مثله ثمة و هنا .

و رواه زكاة ( الكافي ) مسندا عن الصادقعليه‌السلام هكذا « أقيلوا لأهل المعروف عثراتهم ، و اغفروها لهم فان كفّ اللّه عز و جل عليهم هكذا قال سيف بن عميرة و أومأعليه‌السلام بيده كأنّه يظلّ بها شيئا » و علم الأئمةعليهم‌السلام من أمير المؤمنينعليه‌السلام و علمه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و علمه من اللّه تعالى ثم التعبير ( بالمروءات ) كما هنا أحسن من التعبير ( بالهيئات ) كما في المخابرات .

« أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم » الأصل في الإقالة إقالة البيع ، و المراد الغض عمّا صدر من أهل المروءة كان لم يكن و في الخصال ست من المروءات ثلاث منها في الحضر و ثلاث منها في السفر ، فأما التي في الحضر :

فتلاوة كتاب اللّه تعالى ، و عمارة مساجد اللّه و اتخاذ الاخوان في اللّه تعالى ،

و أما التي في السفر : فبذل الزاد ، و حسن الخلق ، و المزاح في غير معاصي اللّه .

و قال ابن أبي الحديد « لام معاوية ابنه يزيد على سماع الغناء و حب القيان و قال له اسقطت مروءتك ، فقال يزيد : أتكلم بلساني كلّه ؟ قال نعم ،

و بلسان أبي سفيان بن حرب و هند بنت عتبة مع لسانك ، قال : و اللّه لقد حدّثني عمرو بن العاص و استشهد على ذلك ابنه عبد اللّه بن عمرو بن العاص فصدقة ان أبا سفيان كان يخلع على المغني الفاضل المضاعف من ثيابه :

و لقد حدّثني ان جاريتي عبد اللّه بن جدعان غنتاه يوما فأطربتاه فجعل يخلع

٢٣٦

عليهما أثوابه ثوبا ثوبا حتى تجرّد تجرد العير ، و لقد كان هو و عفان بن أبي العاص ربما حملا جارية العاص بن وائل فمرا بها على الأبطح ، و جلّة قريش ينظرون إليهما مرّة على ظهر أبيك و مرّة على ظهر عفان ، فما تنكر مني فقال معاوية اسكت لحاك اللّه ما أحد الحق بأبيك .

هذا ، الا ليفزك و يفضحك و ان كان أبو سفيان ما علمت لثقيل الحكم يقظان الرأي ، عازب الهوى ، طويل الأناءة ، بعيد القعر ، و ما سودته قريش إلاّ لفضله » قلت فعلى نقل عمرو بن العاص كان يزيد بن عبد الملك و ابنه الوليد بن يزيد اقتديا في طربهما المعروف أولا بشيخيهما أبي سفيان والد معاوية و عفان والد عثمان و ثانيا بيزيد بن معاوية جدّهما لأمهما و انكار معاوية في أبيه دفعا للعار عنه غير مسموع بعد البيّنة و يأتي في ( ٨ ) ماله ربط .

« فما يعثر منهم عاثر » العثرة الزلّة .

« إلاّ و يد اللّه بيده » هكذا في ( المصرية ) : ( إلاّ و يده بيد اللّه ) كما في غيرها .

« يرفعه » و قد عرفت من مجازات المصنف المراد من ذلك ، و في ( الخصال ) مسندا عن السجادعليه‌السلام قال : خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم و صلّى الفجر ثم قال : معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد حلفوا باللات و العزى ليقتلوني و قد كذبوا و رب الكعبة ؟ فأحجم الناس و ما تكلّم أحد فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أحسب ان علي بن أبي طالب فيكم ، فقام إليه عامر بن قتادة فقال انّه و عك في هذه الليلة و لم يخرج يصلّي معك فتأذن لي أن أخبره ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شأنك فمضى فأخبره فخرج أمير المؤمنينعليه‌السلام و كأنّه نشط من عقال و عليه ازار قد عقد طرفيه على رقبته فقال يا رسول اللّه ما الخبر ؟ فقال هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا اليّ ليقتلوني و قد كذبوا و ربّ الكعبة فقالعليه‌السلام : أنا لهم سرية و حدي هذا البس على ثيابي فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بل

٢٣٧

هذه ثيابي و هذا درعي و هذا سيفي فألبسه و درّعه و عمّمه و قلّده و أركبه فرسه ، و خرجعليه‌السلام فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبر السماء و لا خبر من الأرض ، فأقبلت فاطمةعليها‌السلام بالحسن و الحسينعليهما‌السلام تصحبهما و تقول أوشك أن يؤتم هذان الغلامان فاسبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عينه يبكي ثم قال معاشر الناس من يأتيني بخبر علي ابشره بالجنّة ، و افترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و أقبل عامر بن قتادة يبشر بهعليه‌السلام ، و دخلعليه‌السلام و معه اسيران و رأس و ثلاثة أبعرة ، و ثلاثة أفراس ، و هبط جبرئيلعليه‌السلام فخبّر النبيعليه‌السلام بما كان .

فقال لهعليه‌السلام تحب أن أخبرك بما كنت فيه ؟ فقال : المنافقون هو منذ الساعة قد أخذه المخاض و هو الساعة يريد أن يحدثه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل تحدّث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيدا على القوم ؟ فقال نعم ، لمّا صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر فنادوني من أنت فقلت أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه ، فقالوا ما نعرف للّه من رسول ، سواء علينا و قعنا عليك أو على محمّد و شد على هذا المقتول و دار بيني و بينه ضربات و هبت ريح حمراء و سمعت صوتك فيها و أنت تقول قد قطعت لك جربان درعه فاضرب حبل عاتقه فضربته ثم هبّت ريح سوداء سمعت صوتك فيها و أنت تقول :

( قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه ) فضربته فقطعته و وكزته و قطعت رأسه و رميت به ، و قال لي هذان الرجلان بلغنا ان محمدا رفيق شفيق و احملنا إليه و لا تعجل علينا و صاحبنا كان يعد بألف فارس فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أما الصوت الأول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل ، و أما الصوت الآخر فصوت ميكائيل قدم إلى حد الرجلين فقدم فقال : قل لا إله إلاّ اللّه و اني رسوله فقال : لنقل جبيل أبي قبيس أحب إليّ من أن أقول هذه الكلمة ، فقال : اخره

٢٣٨

و اضرب عنقه ثم قال : قدم الآخر فقدم فقال ، قل لا إله إلاّ اللّه و اني رسوله فقال الحقني بصاحبي قال : أخّره يا أبا الحسن و اضرب عنقه فأخره و قامعليه‌السلام ليضرب عنقه فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال يا محمّد ان ربّك يقرئك السلام و يقول لك : لا تقتله فانّه حسن الخلق سخي في قومه ، فقال الرجل و هو تحت السيف هذا رسول ربك يخبرك ؟ قال : نعم ، فقال و اللّه ما ملكت درهما مع اخ لي و لا قطبت وجهي في حرب و أنا أشهد ان لا إله إلاّ اللّه و انك رسوله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا ممّن جرّه حسن خلقه و سخاؤه إلى جنات النعيم .

٤ الحكمة ( ٢٣ ) و قالعليه‌السلام :

مِنْ كَفَّارَاتِ اَلذُّنُوبِ إِغَاثَةُ اَلْمَلْهُوفِ وَ اَلتَّنَفُّسُ عَنِ اَلْمَكْرُوبِ أقول : في الخبر « كفارة عمل السلطان قضاء حوائج الاخوان » و في المعجم في كتاب هلال بن المحسن ان رجلا اتصلت عطلته فزوّر كتابا عن الوزير أبي الحسن بن الفرات إلى أبي زنبور المادراني عامل مصر يتضمن الوصاية به و التأكيد في الاقبال عليه و الاحسان إليه ، و خرج إلى مصر فلقيه به فارتاب أبو زنبور في أمره لتغيّر الخطاب على ما جرت به العادة و كون الدعاء أكثر ممّا يقتضيه محله فراعاه مراعاة قريبة و وصله بصلة قليلة ، و احتبسه عنده على وعد وعده به .

و كتب إلى أبي الحسن بن الفرات يذكر الكتاب الوارد عليه و أنفذه بعينه إليه و استثبته فيه ، فوقف ابن الفرات على الكتاب المزوّر فوجد فيه ذكر الرجل و انّه من ذوي الحرمات و الحقوق الواجبة عليه فعرض الكتاب على كتّابه و عرّفهم الصورة فيه و عجب إليهم منها و ممّا أقدم عليه الرجل و قال لهم ما

٢٣٩

الرأي في أمر الرجل ؟ فقال بعضهم بتأديبه أو حبسه ، و قال آخر اقطع ابهامه لئلا يعاود مثل هذا و لئلا يقتدي به غيره و قال أحسنهم محضرا يكتب إلى أبي زنبور بطرده و حرمانه ، فقال ابن الفراد ما أبعدكم عن الحرية رجل توسل بنا المشقة إلى مصر في تأميل الصلاح بجاهنا و يكون أحسن أحواله عند أحسنكم محضرا تكذيب ظنّه لا كان هذا أبدا ، ثم انّه أخذ القلم من دواته و وقع على الكتاب المزوّر .

« هذا كتابي و لست أعلم لم أنكرت أمره و اعترضتك فيه شبهة و ليس كلّ من خدمنا تعرفه و هذا رجل خدمني في أيام نكبتي فأحسن تفقده و وفّر رفده » ورد الكتاب إلى أبي زنبور ، فلما مضت مدّة دخل يوما على ابن الفرات رجل ذو هيئة مقبولة و أقبل يدعو له و يبكي و يقبّل الأرض فقال ابن الفرات من أنت بارك اللّه فيك و هذه كانت كلمته قال أنا صاحب الكتاب المزوّر إلى عامل مصر الذي صححه كرم الوزير و تفضله ، فضحك ابن الفرات و قال له كم وصل إليك منه ؟ قال : وصل الي من ماله و تقسيط قسطه على عمّاله عشرون ألف دينار ، فقال ابن الفرات الحمد للّه الزمنا فانّا نعرضك لمّا يزداد به صلاح حالك ثم اختبره فوجده كاتبا سديدا١ الخ .

و في ( الخصال ) عن الباقرعليه‌السلام « ثلاث منجيات » خوف اللّه في السر و العلن ، و القصد في الغنى و الفقر ، و كلمة العدل في الرضا و السخط .

و ثلاث موبقات : شح مطاع ، و هوى متبع ، و اعجاب المرء بنفسه و ثلاث درجات : افشاء السلام ، و إطعام الطعام ، و الصلاة و الناس نيام و ثلاث كفارات : اسباغ الوضوء في السبرات ، و المشي بالليل و النهار إلى الصلوات ،

و المحافظة على الجماعات » .

____________________

( ١ ) معجم الادباء للحمري ١٩ : ٢٩٥ ٢٩٧ دار الفكر بيروت .

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

له كتب: منها كتاب كشف التمويه والغمة(١) ، كتاب التسليم على أمير المؤمنين (ع) بامرة المؤمنين(٢) ، كتاب تذكير العاقل وتنبيه الغافل في فضل العلم، كتاب عدد الائمةعليهم‌السلام وماشد على المصنفين من ذلك، كتاب البيان في حيوة الرحمان، كتاب النوادر في الفقه، كتاب مناسك الحج، كتاب مختصر مناسك الحج، كتاب يوم الغدير، كتاب الرد على الغلاة والمفوضة، كتاب سجدة الشكر، كتاب مواطن امير المؤمنينعليه‌السلام ، كتاب في فضل بغداد، كتاب في قول أمير المؤمنين (ع): ألا أخبركم بخير هذه الامة. أجازنا جميعها، وجميع رواياته عن شيوخه(٣) .

____________________

(١) ذكر ابن حجر كتبه، وعمد إلى ترك ذكر بعضها مع انه حكى عن الشيخ في الفهرست وفي رجاله وعن النجاشي ما تقدم ونشير إلى ذلك وفيما ذكره اختلاف يسير كما تقف عليه بالنظر فيما ذكراه.

(٢) لم يذكره ابن حجر، وكذا كتابه في عدد الائمة (ع) وغيره مما لايخفى.

(٣) وتقدم اجازته للشيخ بجميع رواياته وأيضا سماعه عنه كتبه. وروى النجاشي عنه عن جماعة شيوخه كتب جماعة من مصنفي أصحابنا وراياتهم وكان عليه وقرائة بعضها وسماع بعض آخر منه.كما ان الشيخ روى في فهرسته بل في مواضع من رجاله كتب جماعة ورواياتهم عنه، وكذا في مشيخة التهذيبين وساير كتبه كالغيبة والامالي حسب ما أخرجناهم من كتبهما.ونحن نشير إلى مشايخهرحمه‌الله فيها منبها على موضع روايته عنه إذا إنفرد أحد العلمين (قدهما) بالرواية عنه عنهم وهم جماعة:(١) ابراهيم بن محمدبن معروف المزارى(٢) أحمد بن ابراهيم ابن أبي رافع الانصاري (النجاشي في ترجمته)(٣) أحمد بن ابن ابراهيم بن أبي رافع ابوعبدالله الصيمري(٤) احمد بن جعفر بن سفيان البزوفري(٥) احمد بن محمد بن سليمان ابوغالب الزراري(٦) أحمد بن محمد بن عمار ابوعلي الكوفي(٧) أحمد بن محمد بن عياش الجوهري (الفهرست في ترجمته) وفي الغيبة ١٨١ و ١٨٣: عن جماعة عنه والحسين داخل في جماعة مشايخه عنه.(٨) أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي(١٠) أحمد بن محمد بن نوح ابوالعباس السيرافي (الفهرست في ترجمته لكن في الغيبة ٢٢٧ عن جماعة عنه. والحسين داخل فيهم)(١١) أحمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد القمي (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى الحسن بن محبوب، والحسين بن سعيد، ومحمد بن الحسن الصفار)(١٢) أحمد بن محمد أبوعبدالله الصفواني (الغيبة ٢٤٢)(١٣) احمد بن عبدالله بن جلين أبوبكر الدوري الوراق (الفهرست ترجمته وترجمة جماعة)(١٤) اسماعيل بن يحيى بن أحمد العبسي (النجاشي في ترجمة موسى ابن ابراهيم المروزي)(١٥) جعفر بن محمد بن قولويه(١٦) الحسن ابن حمزة بن علي بن عبيد الله العلوي (الفهرست في تراجم جماعة)(١٧) الحسن بن محمد بن حمزة المرعشي الطبري الحسيني.(١٨) الحسن بن محمد بن يحيى العلوي (الفهرست والنجاشي في اسماعيل بن علي المخزومي)(١٩) الحسين بن احمد بن موسى (النجاشي في محمد بن عبيد الله الحضيني الحسيني العلوي).(٢٠) الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (النجاشي كما تقدم في ترجمته وفي الغيبة ١٩٦ و ٢٤٣ و ٢٤٧ عن جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).(٢١) الحسين بن علي بن سفيان البزوفري(٢٢) سهل بن احمد ابن عبدالله الديباجي(٢٣) الشريف ابوالقاسم علي بن محمد بن علي ابن القاسم العلوي العباسي، سمع منه في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة في منزله بباب الشعير (أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٦٣ إلى ص ٢٧٠)(٢٤) علي بن محمد القلانسي (النجاشي في ترجمة حمزة بن القاسم، وربعي بن عبدالله، واسماعيل بن مهران، وجماعة).=

٢٨١

____________________

=(٢٥) عمر بن محمد بن سالم المعروف بابن الجعابي (الفهرست ترجمته)(٢٦) محمد بن أحمد بن داود ابوالحسن القمي(٢٧) محمد ابن أحمد الصفواني (ره) (الغيبة ١٨٨ و ١٩٢ وروى في ص ٢٣٨ عن جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).(٢٨) محمد بن الحسين البزوفري (المشيخة في طرقه إلى أحمد بن محمدبن عيسى وجماعة(٢٩) محمد بن عبدالله ابوالفضل الشيباني (الفهرست في تراجم جماعة، والمشيختين في طرقه إلى جماعة)(٣٠) محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق (ره) (الفهرست في تراجم جماعة، وفي رجاله ٤٩٥ في ترجمة الصدوق (ره) وفي امالي ابن الطوسي ج ٢ / ٣٥ إلى ص ٥٨ وروى في الغيبة كثيرا عن جماعة عن الصدوق (ره) وهو داخل في الجماعة). (٣١) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون الكندي (الفهرست في ترجمة أحمدبن صبيح الاسدي)(٣٢) محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني (الفهرست في ابان بن عثمان).(٣٣) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون (النجاشي في محمد ابن معروف الخزاز الهلالي)(٣٤) محمد بن علي بن فضل بن تمام أبوالحسين الدهقان (النجاشي في تراجم جماعة كثيرة).(٣٥) محمد بن رجعان (امالي ابن الطوسي ج ٢ / ٣٠٣ إلى ص ٣٠٨)(٣٦) محمد بن سفيان أبوجعفر البزوفري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى أحمد بن إدريس، ومحمد بن أحمد بن يحيى الاشعري وأحمد بن محمد بن عيسى، والغيبة ١١٠ و ٢٠٣، و ٢٠٩، و ٢٦١، و ٢٦٥).(٣٧) محمد بن وهبان الديبلي (النجاشي في أحمد بن إبراهيم ابن المعلى العمي)(٣٨) نصر بن عامر بن وهب أبوالحسن السنجاري (النجاشي روى عنه عنه جمع كتبه وقال قال: قرأت عليه أكثرها، وأجازني الباقي).(٣٩) هارون بن موسى التلعكبري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى جماعة منهم الكليني، وفي الفهرست في ترجمة الكلينى، وإبراهيم ابن اسحاق الاحمري، واحمد بن علي الخضيب الايادي، وفي أمالي ابن الطوسي ج ١ / ٣٠٧ إلى ص ٣٢٦ وج ٢ / ٥٨ / ٢٥٦ إلى ص ٢٦٣ و ٣٠٨ إلى ص ٣١٤ وفي الغيبة روى عن جماعة عن التلعكبري في روايات كثيرة منها في(٢١١). والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).

(٤٠) محمد بن وهبان أبوعبدالله الازدي (أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٩٣)(٤١) محمد بن وهبان ابوعبدالله الهنائي البصري (الامالي ج ٢ / ٢٧١ إلى ص ٢٨٣) ولعله يتحد مع سابقه فلا حظ. وقد أدرك الحسين بن عبيد الله الغضائريرحمه‌الله عبيد الله بن أبي زيد أبا طالب الانباري شيخ أصحابنا في عصره المتوفى(٣٥٦) لما قدم بغداد كما يأتي في ترجمته وقوله: قال الحسين بن عبيد الله: قدم أبوطالب بغداد واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه فلم يفعلوا ذلك. وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة أحمد بن محمد بن عمار أبي علي الكوفي(٢٩): قال الحسين بن عبيد الله: توفي أبوعلي أحمد بن محمد بن عمار سند ٣٤٦.وفي ترجمة أحمد بن محمد أبي غالب الزراري(٣٢) بعد ذكر كتبه: قال الحسين بن عبيد الله: قرأت سائره عليه عدة دفعات ومات (رض) في سنة ٣٦٨. (*)

٢٨٢

٢٨٣

٢٨٤

وماترحمه‌الله في نصف صفر سنة إحدى عشر وأربعمائة(١) .

____________________

(١) كما تقدم عن الشيخ في رجاله وعن ابن حجر في لسان الميزان. (*)

٢٨٥

١٦٥ - الحسين بن علي بن الحسين بن محمد ابن يوسف الوزير أبوالقاسم المغربي

من ولد بلاس بن بهرام جور (معرب كور) وأمه فاطمة بنت أبي عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة(١) .

____________________

(١) يأتي في ترجمة هارون بن عبدالعزيز ابي علي الاراجني الكاتب رقم(١١٨٥) قوله: وكان حسن التخصيص بمذهبنا، وهو جد أبي الحسين علي بن الحسين المغربي الكاتب والد الوزير أبي القاسم.

وفي ترجمة محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني رقم(١٠٤٥) قوله: كان الوزير أبوالقاسم الحسين بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي ابن محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبدالله محمد بن ابراهيم النعمانيرحمهم‌الله . وقال ابن خلكان: وأما هو فأمه بنت محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني. ذكره في (أدب الخواص). وذكره إبن خلكان في الوفيات ج ١ / ٤٢٨ بنسبه وزاد بعد يوسف: ابن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن بادان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور المعروف بالوزير المغربي وذكر نحوه الحموي في المعجم ج ١٠ / ٧٩. ولقب وهو وساير أهله بالمغربي بأحد أجداده: أبوالحسين علي ابن محمد.كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد وكان يقال: له المغربي. كذا ذكره ابن خلكان. وقال وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد بخط والد الوزير المغربي على ظهر " مختصر اصلاح المنطق " الذي اختصره ولده الوزير ما مثاله: ولد سمله الله تعالى، وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الاحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلثمائة، واستظهر القرآن العزيز، وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة، ونحو خمسة عشر الف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر، وتصرف في النثر، وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظرائه ومن حساب المولد، والجبر، والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة، واختصر هذا الكاتب، فتناهى في اختصاره وأوفي على جميع فوائده حتى لم يفته شئ من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع كل نوع إلى ما يليق به، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة، وأرغب إلى الله سبحانه في بقائه ودوام سلامته. أه‍ كلام والده. وذكره نحوه ملخصا في معجم الادباء. وابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٣٠١ وقال ابن حجر: وكان كثير الازراء بالفضلاء يسأل النحوي عن الفقه، والفقيه عن التفسير، والمفسر عن العروض وأمثال ذلك، وكان ينسب إلى الدهاء وخبث الباطن مع ما فيه من التشيع إلى آخر كلامه. (*)

٢٨٦

٢٨٧

له كتب: منها كتاب خصائص علم القرآن(١) ، كتاب إختصار إصلاح المنطق(٢) ، كتاب إختصار غريب المصنف، رسالة في القاضي والحاكم، كتاب الالحاق بالاشتقاق، إختيار شعر أبي تمام، اختيار شعر البختري، إختيار شعر المتنبي والطعن عليه(٣) .

____________________

(١)وفي لسان الميزان: وله تفسير (إلى أن قال:) وإنه أملى عدة مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الاحاديث المسموعة له.وفى المعالم(١٣٨) أبوالقاسم المغربي بالوزير له كتاب المصابيح في تفسير القرآن.

(٢) وفي لسان الميزان: اختصر (كتاب اصلاح المنطق) إختصارا جيدا وشرع في نظمه، كل ذلك قبل أن يستكمل سبع عشرة سنة.

(٣) وفي لسان الميزان: ذكر له كتبا أخر منها: كتاب أدب الخواص والايناس في النوادر في النسب، ديوان نظم كثير المحاسن، رسالة فيها أسئلة من عدة فنون. وقال: دالة على تبحره في العلوم. وفي وفيات الاعيان: هو صاحب الديوان: الشعر، والنثر، وله (مختص إصلاح المنطق)، وكتاب " الايناس " وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة، ويدل على كثرة اطلاعه، وكتاب " أدب الخواص "، وكتاب " المأثور، في ملح الخدور " وغير ذلك. وكان لابي العلاء أحمد بن عبدالله المعري المتوفي(٤٤٩) إليه رسائل. قال أبوالحسن الباخرزي المتوفي سنة ٤٦٧ في دمية القصر ج ١ / ١٧٦ / ٣١ عند ذكر إبي القاسم الوزير المغربي: قرأت في رسائل أبي العلاء المعري اليه ما نبهني عليه، وعرفني درجته في البلاغة إوختصاصه من صناعة النظم والنثر بحسن الصياغة، وكان يلقب بالكمال ذي الجلالتين ولم يقع إلي من شعره إلا ماأنشدنيه الاديب يعقوب بن احمد النيسابوري قال الخ.ولما توفي الشريف الرضي الموسويرحمه‌الله أرثاه الوزير المغربي بقصيدة منها:

أذكرتنا يابن النبي محمد

يوما طوى عني اباك محمدا

ولقد عرفت الدهر قبلك ساليا إلا عليك فما أطاق تجلدا

ما زال نصل الدهر يأكل غمده

حتى رأيت في حشاه مغمدا

ذكره محمد بن شاكر الشافعي في عيون التواريخ في وقايع سنة(٤٠٦). (*)

٢٨٨

توفيرحمه‌الله يوم النصف من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة(١) .

____________________

(١) قال ابن خلكان: توفي في ثالث عشر شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وقيل ثمان وعشرين والاول أصح، وكانت وفاته بميافارقين، وحمل إلى الكوفة بوصية منه، وله في ذلك حديث يطول شرحه، ودفن بها في تربة مجاورة لمشهد الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأوصى أن يكتب على قبره (من الخفيف).

كنت في سفرة الغواية والجمل

مقيما فحان مني قدوم

تبت من كل مأثم فعسى يمحي

بهذا الحديث ذاك القديم

بعد خمس واربعين، لقد ما

طلت، إلا أن العزيم كريم

وذكره ياقوت الحموي في معجمه نحوه.(*)

٢٨٩

١٦٦ - الحسين بن محمد بن جعفر الخالع

أبوعبدالله الشاعر الاديب، له كتاب صنعة الشعر، كتاب المدارات، كتاب أمثال العامة(١) .

____________________

(١) قال السيوطي في بغية الواعاة(٢٣٥): الحسين بن محمد ابن جعفر بن محمد بن الحسين الرافقي النحوي يالمعروف بالخالع. قال الصفدي: كان من كبار النجاة، أخذ عن الفارسي، والسيرافي ويقال: انه من ذرية معاوية، فكان من الشعراء. صنف الامثال، تخيلات العرب، شرح شعر أبي تمام، صناعة الشعر، الاودية والجبال والرمال، وغير ذلك كان موجودا في عشر الثمانين وثلاثمائة قلت: حدث عنه الخطيب انتهى. وذكره نحوه في معجم الادباء ج ١٠ / ١٥٥ لكن ذكر وفاته سنة(٣٦٨).وذكره ابن النديم(٢٤٦) في الشعراء المحدثين بعد الثلثمائة قال: الخالع أبوعبدالله محمد بن الحسين (الحسين بن محمد ظ)، لقى سيف الدولة وله من الكتب. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٨ / ١٠٥ قائلا: الحسين بن محمد ابن جعفر بن الحسن بن محمد بن عبدالباقي، أبوعبدالله الشاعر المعروف بالخالع.رافقي الاصل سكن الجانب الشرقي من بغداد وحدث عن احمد بن الفضل بن خزيمة.إلى أن قال: كتبت عنه. إلى أن قال: مات الخالع في يوم الاثنين العاشر من شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وكان يذكر انه ولد في يوم السبت مستهل جمادي الاولى سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة. (*)

٢٩٠

مذهبه: لم يصرح الماتن (ره) بمذهبه إلا ان ذكره في مصنفي أصحابنا الامامية مع عدم تعرضه لمذهبه على ما هو طريقته يشير إلى كونه من الشيعة الامامية نعم لم أقف على من عده منهم ولا على ما يشير إلى ذلك. وأما ما في مجمع الرجال من ذكر كتاب (الزيارات) بدل ما في نسخة المتن (كتاب المدارات)، فلو ثبت فلا يدل على تشيعه فلا حظ. وقد ترجمه العامة في كتبهم في الرجال والتراجم وفي النجاة والشعراء والادباء ولم أقف عاجلا على رميهم اياه بالتشيع والظاهر انه عامي. نعم ضعفوه بانه كذاب كما في ميزان الاعتدال ج ١ / ٥٤٧، وفي لسان الميزان ج ٢ / ٣١٠ وعولا في ذلك على الخطيب فيما رواه وسمعه عن محمد بن احمد المصري الصواف قال: لم اكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة أحدهم ابوعبدالله الخالع: وذكره الخطيب في تاريخه ج ٨ / ١٠٦ في ترجمته. قلت: ومن العجيب انهم أطلقوا تضعيفه بأنه كذاب واعتمدوا في ذلك على محمد بن احمد أبي الفتح الصواف المصري المتوفى(٤٤٠) الذي ضعفوه في ترجمته، بانه متهم، وكان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ويستمع فيها لنفسه. ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٣ / ٤٦٣، والخطيب في تاريخ بغداد ج ١ / ٣٥٤. هذا آخر باب الحسن والحسين ويأتي بعده

٢٩١

تذييل باب الحسن والحسين

الحسن بن ابي الحسين احمد ابومحمد الناصر الصغير هو جد الادنى للسيدين الشريفين الرضي والمرتضى علم الهدىرضي‌الله‌عنه ما وقد مدحه الشريف المرتضى في ديباجة كتابه في شرح (الناصريات) عند ذكر نسبه قائلا: أما ابومحمد الحسن الملقب بالناصر بن ابي الحسين احمد الذي شاهدته وكاثرته، وكانت وفاته ببغداد في سنة ثمان وستين وثلثمائة، فانه كان خيرا، فاضلا، دينا، نقي السريرة، جميل النية، حسن الاخلاق، كريم النفس، وكان معظما مبجلا مقدما في أيام معز الدولة، وغيرها، لجلالة نسبه، ومحله في نفسه، ولانه كان ابن خالة بختيار عز الدولة، فان ابا الحسين احمد والده تزوج بحجر (حجير خ ل) بنت سهلان كساء الديلمي، وهي خالة بختيار، وأخت زوجة معز الدولة، ولوالدته هذه بيت كبير في الديلم، وشرف معروف. وولى أبومحمد الناصر جدي الادنى النقابة على العلويين بمدينة السلام عند اعتزال والديرحمه‌الله لها سنة اثنى وستين وثلثمائة. وقال في عمدة الطالب(٣١٠) في عقب ابي الحسين احمد بن الناصر مالفظه: أبومحمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد، وأبو الحسن محمد، فمن ولد الناصر ابوالقاسم ناصر الملقب (بريقا) بن الحسين بن احمد بن الحسن الناصر الصغير المذكور، ومنهم فاطمة بنت

٢٩٢

الناصر الصغير المذكور وهي ام الرضيين ابني ابي أحمد النقيب الموسوي. قلت: تقدم تمام نسبه في الحسن بن علي الناصر. الحسن بن أحمد أبوالقاسم وكيل الناحية المقدسة روى الصدوق (ره) في الاكمال(٤٥٩) عن ابيه (رض) عن سعد بن عبدالله قال حدثني أبوالقاسم ابن ابي حليس قال: كنت أزور الحسينعليه‌السلام في النصف من شعبان، فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وهممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، فخرجت زائرا، وكنت اذا أردت العسكر أعلمتهم برقعة أو برسالة، فلما كان في هذه الدفعة قلت لابي القاسم الحسن بن احمد الوكيل: لا تعلمهم بقدومي فاني اريد ان اجعلها زورة خالصة قال: فجائني ابوالقاسم وهو يبتسم وقال: بعث الي بهذين الدينارين وقيل لي: ادفعهما إلى الحليسي وقل له: من كان في حاجة الله عزوجل كان الله في حاجته الحديث بطوله. قلت وفيه امور تدل على عنايته (ع) للحليسي، والحليسي غير مذكور بشي في الرجال. الحسن بن أحمد الكوفي هو الذي صلى على علي بن جندب الكوفي سنة ثمان وستين ومأتين. ذكره الشيخ في رجاله(٤٧٩) فيمن لم يرو عنهم (ع) في علي بن جندب.

٢٩٣

الحسن بن أيوب بن نوح

كان من اصحاب ابي محمد العسكري (ع)، ومن جماعة الشيعة الذين وفق لهم التشرف بزيارة امامنا الحجة عجل الله فرجه الشريف في أيام أبيه ابي محمد العسكريعليهما‌السلام وسمعوا منه النص على امامة ولده (ع) وخلافته من بعده ذكرناه في طبقات اصحابهما في حديث طويل، وهو غير الحسن بن أيوب المتقدم ص ١٠١ / ١١٢

الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي

ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٢) قائلا: الحسن بن حبيش الاسدي روى عنه ابراهيم بن عبدالحميد الكوفي. وفي أصحاب الصادق (ع)(١٦٧): الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي.وقال أيضا(١٦٦): الحسن بن حبيش الكوفي. وعن نسخة بدله: الحسن بن خنيس الكوفي. (بالخاء المعجمة والسين المهملة) وفي جامع الرواة حكى الثاني عن نسخة قديمة صحيحة. وفي مجمع الرجال ضبطه كذلك. وقال ابن داود(١٠٦) الحسن بن خنيس بالخاء المعجمة والنون المفتوحة والسين المهملة. ق (حج، كش) ثقة، وهو غير الحسن بن حبش (بالحاء المهملة والباء المفردة) ذاك روى عن قر، ق. وقال البرقي في أصحاب الباقرعليه‌السلام (١٢): الحسن بن أبي حبيش.

٢٩٤

وقال الكشي(٢٥٤): محمد بن مسعود قال حدثني حمدويه قال حدثني الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد الخثعمي عن ابراهيم ابن عبد الحيمد الصنعاني عن أبي أسامة زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) إذ مر الحسن بن حبيش، فقال أبوعبدالله (ع)، أتحب هذا؟ هذا من أصحاب أبي (ع).وبهذا الاسناد عن إبراهيم عن رجل عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام قال: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه فان بره بهم بره بوالديه. وقال العلامة في الخلاصة(٤١) بعد الحديث الاول: روى السيد على بن احمد العقيقي العلوي عن ابيه عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن ابي عبداللهعليه‌السلام مثل ماروى الكشي. قلت: الحديثان قاصران سندا أما بطريق الكشي، فبالخثعمي المجهول مع قصور الثاني سندا أيضا بالارسال وأما بطريق العقيقي فضعيف بالعقيقي المطعون، ودلالة لعدم دلالة كونه من اصحاب ابي جعفر (ع) على وثاقته مع عدم ذكر الحسن بالخصوص في الثاني. ثم انه لايبعد اتحاد الجميع وكونه من اصحاب الصادقين (ع) بقرينة رواية ابراهيم بن عبدالحميد عنه، فروى في الكافي ج ١ / ١٧٢ باب تحليل الميت عن علي بن ابراهيم عن ابيه، ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن خنيس قال قلت لابي عبدالله (ع) ان لعبد الرحمان بن سيابة دينا الحديث، ورواه الصدوق في باب الدين والقرض من الفقيه ٣٦١ / ٣١ باسناده عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن الخنيس

٢٩٥

قال قلت لابي عبدالله (ع) الحديث.واما ما في التهذيب ج ٦ / ١٩٥ / ٤٢٦: وعنه (محمد بن علي بن محبوب) عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد قال قلت لابي عبدالله الحديث، فالظاهر بقرينة الكافي، والفقيه: سقوط (عن الحسن بن خنيس) من نسخ الكتاب. ولم أقف على رواية للحسن ابن خنيس غير ما تقدم.

الحسن بن الحسين الانباري

التهذيب ج ٦ / ٣٣٥ عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج ١ / ٣٥٩) علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الانباري عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته اليه أذكر: إنني أخاف على خيط عنقي وان السلطان يقول: رافضي ولسنا نشك في انك تركت عمل السلطان للترفض، فكتب إلى ابوالحسن (ع) انك اذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تصير أعوانك وكتابك من أهل ملتك، وإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلا فلا. الحسن بن الحسين الذي روى عنه ابراهيم بن سليمان النهمي ذكره الشيخ في الفهرست(٥١) بعد الحسن بن علي الكلبي ورواياته بقوله: والحسن بن الحسين، له روايات رويناهما بالاسناد

٢٩٦

الاول (أخبرنا به أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عن ابراهيم ابن سليمان عنهما. قلت: طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة هذا بناء‌ا على وثاقة ابن عبدون وساير مشايخ النجاشي. ثم إنه لم يتميز الحسن بن الحسين إلا برواية ابراهيم بن سليمان النهمي عنه، وهو ثقة في الحديث كما تقدم في ترجمته ج ١ / ٢٧١، ويمكن اتحاد الحسن بن الحسين هذا مع الحسن بن الحسين الانباري المتقدم.

فلاحظ. الحسن بن الحسين ابوالفضل العلوي ذكره الشيخ بلا كنيته في أصحاب الرضا (ع)(٣٧٤) وفي أصحاب الهاديعليه‌السلام (٤١٤). ولعله الذي اشتكى عن احمد ابن حماد المروزي عند أبي الحسن الهادي (ع). ذكره الكشي في ترجمته(٣٤٧). ودخل على أبي محمد العسكريعليه‌السلام فهنأه بولادة الامام الحجة أرواحنا فداه. رواه الشيخ في الغيبة(١٣٨) قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي قال حدثني محمد ابن علي عن حنظلة بن زكريا الثقة قال حدثني عبدالله بن العباس العلوي وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا في أشياء كثيرة قال حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي قال: دخلت على أبي محمد (ع) بسر من رأى، فهنأته بسيدنا صاحب الزمان (ع) لما ولد. ورواه أيضا(١٥١) عن شيخه ابن أبي جيد القمي عن ابن الوليد

٢٩٧

عن عبدالله بن العباس بن عبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (ع) عن أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال الحديث.رواه الصدوق (ره) في الاكمال(٤٤٠) عن ابن الوليد عن ابن الوليد عن محمد بن الحسن الكرخي قال حدثنا عبدالله بن العباس العلوي الحديث. قلت: قد اختلفت الروايات وكلام الاصحاب في الضبط تارة (الحسن) وأخرى (الحسين). الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) المدني المعروف بالحسن بالمثلث ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٢) وقال: المدني، تابعي عن جابر بن عبدالله وهو اخو عبدالله بن الحسن وابراهيم لامهما وأبيهما أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن ابيطالب (ع) توفى قبل وفاة أخيه عبدالله. وفي اصحاب الصادق (ع) ايضا(١٦٥) وقال: تابعي روى عن جابر بن عبدالله مات سنة خمس وأربعين ومائة بالهاشمية، وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: أن صح ما ذكره الشيخ وغيره في تاريخ وفاته ومدة عمره فلا تصح روايته عن جابر المتوفى(٧٨) كما ذكرها الشيخ وغيره فان ولادة الحسن على هذا سنة(٧٧). قال البخاري في سر السلسلة(١٤): وابوعلي الحسن بن الحسن ابن الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) امه فاطمة بنت الحسين بن علي بن

٢٩٨

ابيطالب (ع). مات سنة خمس واربعين ببغداد في حبس المنصور. قلت: أي خمس واربعين بعد المائة. وذكره في عمدة الطالب مع عقبه(١٨٢). وقال ابوالفرج في مقاتل الطالبيين(١٢٦) بعد ذكره وذكر امه: وكان متألها، فاضلا، ورعا، يذهب في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مذهب الزيدية، ثم روى روايات تدل على انه كان لا يدهن ولا يكتحل ولا يلبس ثوبا لينا، ولا يأكل طيبا مادام أخيه عبدالله بالحبس ثم قال: وتوفى الحسن بن الحسن في محبسه بالهاشمية في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: واشار ابوالفرج إلى وفاته في حبس الهاشمية في ابراهيم أخيه(١٢٧) وفى على أخيه(١٢٩) وهناك روايات في توصيف محبسهم وظلمته وانه لايعرف اوقات الصلوات الا بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن ابن الحسن بن الحسن. وفى رواية: حبسهم ابوجعفر في محبس ستين ليلة ما يدرون بالليل ولا بالنهار ولا يعرفون وقت الصلاة الا بتسبيح علي بن الحسن. وقد قيدوا بالحديد والاغلال وضيق عليهم حتى نحفت ابدانهم وضعفت ففي رواية سليمان بن داود بن الحسن والحسن ابن جعفر قالا: لما حبسناكان معنا علي بن الحسن وكانت حلق أقيادنا قد إتسعت فكنا اذا أردنا صلاة أو نوما جعلناها عنا فاذا خفنا دخول الحراس أعدناها الحديث. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٧ / ٢٩٣ بترجمة وأرخ وفاته بالهاشمية كما تقدم. قلت: قد أوردنا ما ورد في احوال الحسن بن الحسن بن الحسن وفى محبسه في كتابنا في اخبار الرواة. قال الكشي في ترجمة سليمان بن خالد(٢٣٠): حمدويه قال

٢٩٩

حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني يونس عن ابن مسكان عن سليمان ابن خالد قال: لقيت الحسن بن الحسن فقال أما لنا حق أما لنا حرمة اذا اخترتم منا رجلا واحدا، كفاكم؟ فلم يكن عندي جواب، فلقيت أبا عبداللهعليه‌السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي ألقه، فقل له: أتيناكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند غيركم، فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وأتينا بني عمكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند الناس، فقالوا: نعم. فصدقناهم وكانوا أهل ذلك، قال فلقيته، فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن: فان عندنا ما ليس عند الناس، فلم يكن عندي شئ، فأتيت أبا عبداللهعليه‌السلام فأخبرته، فقال لي: ألقه وقل: ان الله عزوجل يقول في كتابه " أتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين " فأقعدوا حتى نسألكم. قال فلقيته، فحاججته بذلك، فقال لي أفما عندكم شئ الا تعيبونا ان كان فلان يفزع وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا. محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات(١٥٦) باب(١٤) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن علي بن سعد قال: كنت قاعدا عند أبي عبداللهعليه‌السلام وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس: جعلت فداك ألقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار: جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك اذ لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية الحديث. قلت: بالتأمل في الحديثين يظهر إن المراد بالحسن بن الحسن هو الحسن بن الحسن بن الحسن أخو عبدالله وعم محمد ويتضح بما رواه الصفار في هذا الباب وهو أن الائمة (ع) أعطوا الجفر والجامعة

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617