بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194169 / تحميل: 7310
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

له كتب: منها كتاب كشف التمويه والغمة(١) ، كتاب التسليم على أمير المؤمنين (ع) بامرة المؤمنين(٢) ، كتاب تذكير العاقل وتنبيه الغافل في فضل العلم، كتاب عدد الائمةعليهم‌السلام وماشد على المصنفين من ذلك، كتاب البيان في حيوة الرحمان، كتاب النوادر في الفقه، كتاب مناسك الحج، كتاب مختصر مناسك الحج، كتاب يوم الغدير، كتاب الرد على الغلاة والمفوضة، كتاب سجدة الشكر، كتاب مواطن امير المؤمنينعليه‌السلام ، كتاب في فضل بغداد، كتاب في قول أمير المؤمنين (ع): ألا أخبركم بخير هذه الامة. أجازنا جميعها، وجميع رواياته عن شيوخه(٣) .

____________________

(١) ذكر ابن حجر كتبه، وعمد إلى ترك ذكر بعضها مع انه حكى عن الشيخ في الفهرست وفي رجاله وعن النجاشي ما تقدم ونشير إلى ذلك وفيما ذكره اختلاف يسير كما تقف عليه بالنظر فيما ذكراه.

(٢) لم يذكره ابن حجر، وكذا كتابه في عدد الائمة (ع) وغيره مما لايخفى.

(٣) وتقدم اجازته للشيخ بجميع رواياته وأيضا سماعه عنه كتبه. وروى النجاشي عنه عن جماعة شيوخه كتب جماعة من مصنفي أصحابنا وراياتهم وكان عليه وقرائة بعضها وسماع بعض آخر منه.كما ان الشيخ روى في فهرسته بل في مواضع من رجاله كتب جماعة ورواياتهم عنه، وكذا في مشيخة التهذيبين وساير كتبه كالغيبة والامالي حسب ما أخرجناهم من كتبهما.ونحن نشير إلى مشايخهرحمه‌الله فيها منبها على موضع روايته عنه إذا إنفرد أحد العلمين (قدهما) بالرواية عنه عنهم وهم جماعة:(١) ابراهيم بن محمدبن معروف المزارى(٢) أحمد بن ابراهيم ابن أبي رافع الانصاري (النجاشي في ترجمته)(٣) أحمد بن ابن ابراهيم بن أبي رافع ابوعبدالله الصيمري(٤) احمد بن جعفر بن سفيان البزوفري(٥) احمد بن محمد بن سليمان ابوغالب الزراري(٦) أحمد بن محمد بن عمار ابوعلي الكوفي(٧) أحمد بن محمد بن عياش الجوهري (الفهرست في ترجمته) وفي الغيبة ١٨١ و ١٨٣: عن جماعة عنه والحسين داخل في جماعة مشايخه عنه.(٨) أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي(١٠) أحمد بن محمد بن نوح ابوالعباس السيرافي (الفهرست في ترجمته لكن في الغيبة ٢٢٧ عن جماعة عنه. والحسين داخل فيهم)(١١) أحمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد القمي (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى الحسن بن محبوب، والحسين بن سعيد، ومحمد بن الحسن الصفار)(١٢) أحمد بن محمد أبوعبدالله الصفواني (الغيبة ٢٤٢)(١٣) احمد بن عبدالله بن جلين أبوبكر الدوري الوراق (الفهرست ترجمته وترجمة جماعة)(١٤) اسماعيل بن يحيى بن أحمد العبسي (النجاشي في ترجمة موسى ابن ابراهيم المروزي)(١٥) جعفر بن محمد بن قولويه(١٦) الحسن ابن حمزة بن علي بن عبيد الله العلوي (الفهرست في تراجم جماعة)(١٧) الحسن بن محمد بن حمزة المرعشي الطبري الحسيني.(١٨) الحسن بن محمد بن يحيى العلوي (الفهرست والنجاشي في اسماعيل بن علي المخزومي)(١٩) الحسين بن احمد بن موسى (النجاشي في محمد بن عبيد الله الحضيني الحسيني العلوي).(٢٠) الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (النجاشي كما تقدم في ترجمته وفي الغيبة ١٩٦ و ٢٤٣ و ٢٤٧ عن جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).(٢١) الحسين بن علي بن سفيان البزوفري(٢٢) سهل بن احمد ابن عبدالله الديباجي(٢٣) الشريف ابوالقاسم علي بن محمد بن علي ابن القاسم العلوي العباسي، سمع منه في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة في منزله بباب الشعير (أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٦٣ إلى ص ٢٧٠)(٢٤) علي بن محمد القلانسي (النجاشي في ترجمة حمزة بن القاسم، وربعي بن عبدالله، واسماعيل بن مهران، وجماعة).=

٢٨١

____________________

=(٢٥) عمر بن محمد بن سالم المعروف بابن الجعابي (الفهرست ترجمته)(٢٦) محمد بن أحمد بن داود ابوالحسن القمي(٢٧) محمد ابن أحمد الصفواني (ره) (الغيبة ١٨٨ و ١٩٢ وروى في ص ٢٣٨ عن جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).(٢٨) محمد بن الحسين البزوفري (المشيخة في طرقه إلى أحمد بن محمدبن عيسى وجماعة(٢٩) محمد بن عبدالله ابوالفضل الشيباني (الفهرست في تراجم جماعة، والمشيختين في طرقه إلى جماعة)(٣٠) محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق (ره) (الفهرست في تراجم جماعة، وفي رجاله ٤٩٥ في ترجمة الصدوق (ره) وفي امالي ابن الطوسي ج ٢ / ٣٥ إلى ص ٥٨ وروى في الغيبة كثيرا عن جماعة عن الصدوق (ره) وهو داخل في الجماعة). (٣١) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون الكندي (الفهرست في ترجمة أحمدبن صبيح الاسدي)(٣٢) محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني (الفهرست في ابان بن عثمان).(٣٣) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون (النجاشي في محمد ابن معروف الخزاز الهلالي)(٣٤) محمد بن علي بن فضل بن تمام أبوالحسين الدهقان (النجاشي في تراجم جماعة كثيرة).(٣٥) محمد بن رجعان (امالي ابن الطوسي ج ٢ / ٣٠٣ إلى ص ٣٠٨)(٣٦) محمد بن سفيان أبوجعفر البزوفري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى أحمد بن إدريس، ومحمد بن أحمد بن يحيى الاشعري وأحمد بن محمد بن عيسى، والغيبة ١١٠ و ٢٠٣، و ٢٠٩، و ٢٦١، و ٢٦٥).(٣٧) محمد بن وهبان الديبلي (النجاشي في أحمد بن إبراهيم ابن المعلى العمي)(٣٨) نصر بن عامر بن وهب أبوالحسن السنجاري (النجاشي روى عنه عنه جمع كتبه وقال قال: قرأت عليه أكثرها، وأجازني الباقي).(٣٩) هارون بن موسى التلعكبري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى جماعة منهم الكليني، وفي الفهرست في ترجمة الكلينى، وإبراهيم ابن اسحاق الاحمري، واحمد بن علي الخضيب الايادي، وفي أمالي ابن الطوسي ج ١ / ٣٠٧ إلى ص ٣٢٦ وج ٢ / ٥٨ / ٢٥٦ إلى ص ٢٦٣ و ٣٠٨ إلى ص ٣١٤ وفي الغيبة روى عن جماعة عن التلعكبري في روايات كثيرة منها في(٢١١). والحسين بن عبيد الله داخل فيهم).

(٤٠) محمد بن وهبان أبوعبدالله الازدي (أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٩٣)(٤١) محمد بن وهبان ابوعبدالله الهنائي البصري (الامالي ج ٢ / ٢٧١ إلى ص ٢٨٣) ولعله يتحد مع سابقه فلا حظ. وقد أدرك الحسين بن عبيد الله الغضائريرحمه‌الله عبيد الله بن أبي زيد أبا طالب الانباري شيخ أصحابنا في عصره المتوفى(٣٥٦) لما قدم بغداد كما يأتي في ترجمته وقوله: قال الحسين بن عبيد الله: قدم أبوطالب بغداد واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه فلم يفعلوا ذلك. وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة أحمد بن محمد بن عمار أبي علي الكوفي(٢٩): قال الحسين بن عبيد الله: توفي أبوعلي أحمد بن محمد بن عمار سند ٣٤٦.وفي ترجمة أحمد بن محمد أبي غالب الزراري(٣٢) بعد ذكر كتبه: قال الحسين بن عبيد الله: قرأت سائره عليه عدة دفعات ومات (رض) في سنة ٣٦٨. (*)

٢٨٢

٢٨٣

٢٨٤

وماترحمه‌الله في نصف صفر سنة إحدى عشر وأربعمائة(١) .

____________________

(١) كما تقدم عن الشيخ في رجاله وعن ابن حجر في لسان الميزان. (*)

٢٨٥

١٦٥ - الحسين بن علي بن الحسين بن محمد ابن يوسف الوزير أبوالقاسم المغربي

من ولد بلاس بن بهرام جور (معرب كور) وأمه فاطمة بنت أبي عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة(١) .

____________________

(١) يأتي في ترجمة هارون بن عبدالعزيز ابي علي الاراجني الكاتب رقم(١١٨٥) قوله: وكان حسن التخصيص بمذهبنا، وهو جد أبي الحسين علي بن الحسين المغربي الكاتب والد الوزير أبي القاسم.

وفي ترجمة محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني رقم(١٠٤٥) قوله: كان الوزير أبوالقاسم الحسين بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي ابن محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبدالله محمد بن ابراهيم النعمانيرحمهم‌الله . وقال ابن خلكان: وأما هو فأمه بنت محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني. ذكره في (أدب الخواص). وذكره إبن خلكان في الوفيات ج ١ / ٤٢٨ بنسبه وزاد بعد يوسف: ابن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن بادان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور المعروف بالوزير المغربي وذكر نحوه الحموي في المعجم ج ١٠ / ٧٩. ولقب وهو وساير أهله بالمغربي بأحد أجداده: أبوالحسين علي ابن محمد.كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد وكان يقال: له المغربي. كذا ذكره ابن خلكان. وقال وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد بخط والد الوزير المغربي على ظهر " مختصر اصلاح المنطق " الذي اختصره ولده الوزير ما مثاله: ولد سمله الله تعالى، وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الاحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلثمائة، واستظهر القرآن العزيز، وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة، ونحو خمسة عشر الف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر، وتصرف في النثر، وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظرائه ومن حساب المولد، والجبر، والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة، واختصر هذا الكاتب، فتناهى في اختصاره وأوفي على جميع فوائده حتى لم يفته شئ من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع كل نوع إلى ما يليق به، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة، وأرغب إلى الله سبحانه في بقائه ودوام سلامته. أه‍ كلام والده. وذكره نحوه ملخصا في معجم الادباء. وابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٣٠١ وقال ابن حجر: وكان كثير الازراء بالفضلاء يسأل النحوي عن الفقه، والفقيه عن التفسير، والمفسر عن العروض وأمثال ذلك، وكان ينسب إلى الدهاء وخبث الباطن مع ما فيه من التشيع إلى آخر كلامه. (*)

٢٨٦

٢٨٧

له كتب: منها كتاب خصائص علم القرآن(١) ، كتاب إختصار إصلاح المنطق(٢) ، كتاب إختصار غريب المصنف، رسالة في القاضي والحاكم، كتاب الالحاق بالاشتقاق، إختيار شعر أبي تمام، اختيار شعر البختري، إختيار شعر المتنبي والطعن عليه(٣) .

____________________

(١)وفي لسان الميزان: وله تفسير (إلى أن قال:) وإنه أملى عدة مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الاحاديث المسموعة له.وفى المعالم(١٣٨) أبوالقاسم المغربي بالوزير له كتاب المصابيح في تفسير القرآن.

(٢) وفي لسان الميزان: اختصر (كتاب اصلاح المنطق) إختصارا جيدا وشرع في نظمه، كل ذلك قبل أن يستكمل سبع عشرة سنة.

(٣) وفي لسان الميزان: ذكر له كتبا أخر منها: كتاب أدب الخواص والايناس في النوادر في النسب، ديوان نظم كثير المحاسن، رسالة فيها أسئلة من عدة فنون. وقال: دالة على تبحره في العلوم. وفي وفيات الاعيان: هو صاحب الديوان: الشعر، والنثر، وله (مختص إصلاح المنطق)، وكتاب " الايناس " وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة، ويدل على كثرة اطلاعه، وكتاب " أدب الخواص "، وكتاب " المأثور، في ملح الخدور " وغير ذلك. وكان لابي العلاء أحمد بن عبدالله المعري المتوفي(٤٤٩) إليه رسائل. قال أبوالحسن الباخرزي المتوفي سنة ٤٦٧ في دمية القصر ج ١ / ١٧٦ / ٣١ عند ذكر إبي القاسم الوزير المغربي: قرأت في رسائل أبي العلاء المعري اليه ما نبهني عليه، وعرفني درجته في البلاغة إوختصاصه من صناعة النظم والنثر بحسن الصياغة، وكان يلقب بالكمال ذي الجلالتين ولم يقع إلي من شعره إلا ماأنشدنيه الاديب يعقوب بن احمد النيسابوري قال الخ.ولما توفي الشريف الرضي الموسويرحمه‌الله أرثاه الوزير المغربي بقصيدة منها:

أذكرتنا يابن النبي محمد

يوما طوى عني اباك محمدا

ولقد عرفت الدهر قبلك ساليا إلا عليك فما أطاق تجلدا

ما زال نصل الدهر يأكل غمده

حتى رأيت في حشاه مغمدا

ذكره محمد بن شاكر الشافعي في عيون التواريخ في وقايع سنة(٤٠٦). (*)

٢٨٨

توفيرحمه‌الله يوم النصف من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة(١) .

____________________

(١) قال ابن خلكان: توفي في ثالث عشر شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وقيل ثمان وعشرين والاول أصح، وكانت وفاته بميافارقين، وحمل إلى الكوفة بوصية منه، وله في ذلك حديث يطول شرحه، ودفن بها في تربة مجاورة لمشهد الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأوصى أن يكتب على قبره (من الخفيف).

كنت في سفرة الغواية والجمل

مقيما فحان مني قدوم

تبت من كل مأثم فعسى يمحي

بهذا الحديث ذاك القديم

بعد خمس واربعين، لقد ما

طلت، إلا أن العزيم كريم

وذكره ياقوت الحموي في معجمه نحوه.(*)

٢٨٩

١٦٦ - الحسين بن محمد بن جعفر الخالع

أبوعبدالله الشاعر الاديب، له كتاب صنعة الشعر، كتاب المدارات، كتاب أمثال العامة(١) .

____________________

(١) قال السيوطي في بغية الواعاة(٢٣٥): الحسين بن محمد ابن جعفر بن محمد بن الحسين الرافقي النحوي يالمعروف بالخالع. قال الصفدي: كان من كبار النجاة، أخذ عن الفارسي، والسيرافي ويقال: انه من ذرية معاوية، فكان من الشعراء. صنف الامثال، تخيلات العرب، شرح شعر أبي تمام، صناعة الشعر، الاودية والجبال والرمال، وغير ذلك كان موجودا في عشر الثمانين وثلاثمائة قلت: حدث عنه الخطيب انتهى. وذكره نحوه في معجم الادباء ج ١٠ / ١٥٥ لكن ذكر وفاته سنة(٣٦٨).وذكره ابن النديم(٢٤٦) في الشعراء المحدثين بعد الثلثمائة قال: الخالع أبوعبدالله محمد بن الحسين (الحسين بن محمد ظ)، لقى سيف الدولة وله من الكتب. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٨ / ١٠٥ قائلا: الحسين بن محمد ابن جعفر بن الحسن بن محمد بن عبدالباقي، أبوعبدالله الشاعر المعروف بالخالع.رافقي الاصل سكن الجانب الشرقي من بغداد وحدث عن احمد بن الفضل بن خزيمة.إلى أن قال: كتبت عنه. إلى أن قال: مات الخالع في يوم الاثنين العاشر من شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وكان يذكر انه ولد في يوم السبت مستهل جمادي الاولى سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة. (*)

٢٩٠

مذهبه: لم يصرح الماتن (ره) بمذهبه إلا ان ذكره في مصنفي أصحابنا الامامية مع عدم تعرضه لمذهبه على ما هو طريقته يشير إلى كونه من الشيعة الامامية نعم لم أقف على من عده منهم ولا على ما يشير إلى ذلك. وأما ما في مجمع الرجال من ذكر كتاب (الزيارات) بدل ما في نسخة المتن (كتاب المدارات)، فلو ثبت فلا يدل على تشيعه فلا حظ. وقد ترجمه العامة في كتبهم في الرجال والتراجم وفي النجاة والشعراء والادباء ولم أقف عاجلا على رميهم اياه بالتشيع والظاهر انه عامي. نعم ضعفوه بانه كذاب كما في ميزان الاعتدال ج ١ / ٥٤٧، وفي لسان الميزان ج ٢ / ٣١٠ وعولا في ذلك على الخطيب فيما رواه وسمعه عن محمد بن احمد المصري الصواف قال: لم اكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة أحدهم ابوعبدالله الخالع: وذكره الخطيب في تاريخه ج ٨ / ١٠٦ في ترجمته. قلت: ومن العجيب انهم أطلقوا تضعيفه بأنه كذاب واعتمدوا في ذلك على محمد بن احمد أبي الفتح الصواف المصري المتوفى(٤٤٠) الذي ضعفوه في ترجمته، بانه متهم، وكان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ويستمع فيها لنفسه. ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٣ / ٤٦٣، والخطيب في تاريخ بغداد ج ١ / ٣٥٤. هذا آخر باب الحسن والحسين ويأتي بعده

٢٩١

تذييل باب الحسن والحسين

الحسن بن ابي الحسين احمد ابومحمد الناصر الصغير هو جد الادنى للسيدين الشريفين الرضي والمرتضى علم الهدىرضي‌الله‌عنه ما وقد مدحه الشريف المرتضى في ديباجة كتابه في شرح (الناصريات) عند ذكر نسبه قائلا: أما ابومحمد الحسن الملقب بالناصر بن ابي الحسين احمد الذي شاهدته وكاثرته، وكانت وفاته ببغداد في سنة ثمان وستين وثلثمائة، فانه كان خيرا، فاضلا، دينا، نقي السريرة، جميل النية، حسن الاخلاق، كريم النفس، وكان معظما مبجلا مقدما في أيام معز الدولة، وغيرها، لجلالة نسبه، ومحله في نفسه، ولانه كان ابن خالة بختيار عز الدولة، فان ابا الحسين احمد والده تزوج بحجر (حجير خ ل) بنت سهلان كساء الديلمي، وهي خالة بختيار، وأخت زوجة معز الدولة، ولوالدته هذه بيت كبير في الديلم، وشرف معروف. وولى أبومحمد الناصر جدي الادنى النقابة على العلويين بمدينة السلام عند اعتزال والديرحمه‌الله لها سنة اثنى وستين وثلثمائة. وقال في عمدة الطالب(٣١٠) في عقب ابي الحسين احمد بن الناصر مالفظه: أبومحمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد، وأبو الحسن محمد، فمن ولد الناصر ابوالقاسم ناصر الملقب (بريقا) بن الحسين بن احمد بن الحسن الناصر الصغير المذكور، ومنهم فاطمة بنت

٢٩٢

الناصر الصغير المذكور وهي ام الرضيين ابني ابي أحمد النقيب الموسوي. قلت: تقدم تمام نسبه في الحسن بن علي الناصر. الحسن بن أحمد أبوالقاسم وكيل الناحية المقدسة روى الصدوق (ره) في الاكمال(٤٥٩) عن ابيه (رض) عن سعد بن عبدالله قال حدثني أبوالقاسم ابن ابي حليس قال: كنت أزور الحسينعليه‌السلام في النصف من شعبان، فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وهممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، فخرجت زائرا، وكنت اذا أردت العسكر أعلمتهم برقعة أو برسالة، فلما كان في هذه الدفعة قلت لابي القاسم الحسن بن احمد الوكيل: لا تعلمهم بقدومي فاني اريد ان اجعلها زورة خالصة قال: فجائني ابوالقاسم وهو يبتسم وقال: بعث الي بهذين الدينارين وقيل لي: ادفعهما إلى الحليسي وقل له: من كان في حاجة الله عزوجل كان الله في حاجته الحديث بطوله. قلت وفيه امور تدل على عنايته (ع) للحليسي، والحليسي غير مذكور بشي في الرجال. الحسن بن أحمد الكوفي هو الذي صلى على علي بن جندب الكوفي سنة ثمان وستين ومأتين. ذكره الشيخ في رجاله(٤٧٩) فيمن لم يرو عنهم (ع) في علي بن جندب.

٢٩٣

الحسن بن أيوب بن نوح

كان من اصحاب ابي محمد العسكري (ع)، ومن جماعة الشيعة الذين وفق لهم التشرف بزيارة امامنا الحجة عجل الله فرجه الشريف في أيام أبيه ابي محمد العسكريعليهما‌السلام وسمعوا منه النص على امامة ولده (ع) وخلافته من بعده ذكرناه في طبقات اصحابهما في حديث طويل، وهو غير الحسن بن أيوب المتقدم ص ١٠١ / ١١٢

الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي

ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٢) قائلا: الحسن بن حبيش الاسدي روى عنه ابراهيم بن عبدالحميد الكوفي. وفي أصحاب الصادق (ع)(١٦٧): الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي.وقال أيضا(١٦٦): الحسن بن حبيش الكوفي. وعن نسخة بدله: الحسن بن خنيس الكوفي. (بالخاء المعجمة والسين المهملة) وفي جامع الرواة حكى الثاني عن نسخة قديمة صحيحة. وفي مجمع الرجال ضبطه كذلك. وقال ابن داود(١٠٦) الحسن بن خنيس بالخاء المعجمة والنون المفتوحة والسين المهملة. ق (حج، كش) ثقة، وهو غير الحسن بن حبش (بالحاء المهملة والباء المفردة) ذاك روى عن قر، ق. وقال البرقي في أصحاب الباقرعليه‌السلام (١٢): الحسن بن أبي حبيش.

٢٩٤

وقال الكشي(٢٥٤): محمد بن مسعود قال حدثني حمدويه قال حدثني الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد الخثعمي عن ابراهيم ابن عبد الحيمد الصنعاني عن أبي أسامة زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) إذ مر الحسن بن حبيش، فقال أبوعبدالله (ع)، أتحب هذا؟ هذا من أصحاب أبي (ع).وبهذا الاسناد عن إبراهيم عن رجل عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام قال: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه فان بره بهم بره بوالديه. وقال العلامة في الخلاصة(٤١) بعد الحديث الاول: روى السيد على بن احمد العقيقي العلوي عن ابيه عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن ابي عبداللهعليه‌السلام مثل ماروى الكشي. قلت: الحديثان قاصران سندا أما بطريق الكشي، فبالخثعمي المجهول مع قصور الثاني سندا أيضا بالارسال وأما بطريق العقيقي فضعيف بالعقيقي المطعون، ودلالة لعدم دلالة كونه من اصحاب ابي جعفر (ع) على وثاقته مع عدم ذكر الحسن بالخصوص في الثاني. ثم انه لايبعد اتحاد الجميع وكونه من اصحاب الصادقين (ع) بقرينة رواية ابراهيم بن عبدالحميد عنه، فروى في الكافي ج ١ / ١٧٢ باب تحليل الميت عن علي بن ابراهيم عن ابيه، ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن خنيس قال قلت لابي عبدالله (ع) ان لعبد الرحمان بن سيابة دينا الحديث، ورواه الصدوق في باب الدين والقرض من الفقيه ٣٦١ / ٣١ باسناده عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن الخنيس

٢٩٥

قال قلت لابي عبدالله (ع) الحديث.واما ما في التهذيب ج ٦ / ١٩٥ / ٤٢٦: وعنه (محمد بن علي بن محبوب) عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد قال قلت لابي عبدالله الحديث، فالظاهر بقرينة الكافي، والفقيه: سقوط (عن الحسن بن خنيس) من نسخ الكتاب. ولم أقف على رواية للحسن ابن خنيس غير ما تقدم.

الحسن بن الحسين الانباري

التهذيب ج ٦ / ٣٣٥ عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج ١ / ٣٥٩) علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الانباري عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته اليه أذكر: إنني أخاف على خيط عنقي وان السلطان يقول: رافضي ولسنا نشك في انك تركت عمل السلطان للترفض، فكتب إلى ابوالحسن (ع) انك اذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تصير أعوانك وكتابك من أهل ملتك، وإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلا فلا. الحسن بن الحسين الذي روى عنه ابراهيم بن سليمان النهمي ذكره الشيخ في الفهرست(٥١) بعد الحسن بن علي الكلبي ورواياته بقوله: والحسن بن الحسين، له روايات رويناهما بالاسناد

٢٩٦

الاول (أخبرنا به أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عن ابراهيم ابن سليمان عنهما. قلت: طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة هذا بناء‌ا على وثاقة ابن عبدون وساير مشايخ النجاشي. ثم إنه لم يتميز الحسن بن الحسين إلا برواية ابراهيم بن سليمان النهمي عنه، وهو ثقة في الحديث كما تقدم في ترجمته ج ١ / ٢٧١، ويمكن اتحاد الحسن بن الحسين هذا مع الحسن بن الحسين الانباري المتقدم.

فلاحظ. الحسن بن الحسين ابوالفضل العلوي ذكره الشيخ بلا كنيته في أصحاب الرضا (ع)(٣٧٤) وفي أصحاب الهاديعليه‌السلام (٤١٤). ولعله الذي اشتكى عن احمد ابن حماد المروزي عند أبي الحسن الهادي (ع). ذكره الكشي في ترجمته(٣٤٧). ودخل على أبي محمد العسكريعليه‌السلام فهنأه بولادة الامام الحجة أرواحنا فداه. رواه الشيخ في الغيبة(١٣٨) قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي قال حدثني محمد ابن علي عن حنظلة بن زكريا الثقة قال حدثني عبدالله بن العباس العلوي وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا في أشياء كثيرة قال حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي قال: دخلت على أبي محمد (ع) بسر من رأى، فهنأته بسيدنا صاحب الزمان (ع) لما ولد. ورواه أيضا(١٥١) عن شيخه ابن أبي جيد القمي عن ابن الوليد

٢٩٧

عن عبدالله بن العباس بن عبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (ع) عن أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال الحديث.رواه الصدوق (ره) في الاكمال(٤٤٠) عن ابن الوليد عن ابن الوليد عن محمد بن الحسن الكرخي قال حدثنا عبدالله بن العباس العلوي الحديث. قلت: قد اختلفت الروايات وكلام الاصحاب في الضبط تارة (الحسن) وأخرى (الحسين). الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) المدني المعروف بالحسن بالمثلث ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٢) وقال: المدني، تابعي عن جابر بن عبدالله وهو اخو عبدالله بن الحسن وابراهيم لامهما وأبيهما أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن ابيطالب (ع) توفى قبل وفاة أخيه عبدالله. وفي اصحاب الصادق (ع) ايضا(١٦٥) وقال: تابعي روى عن جابر بن عبدالله مات سنة خمس وأربعين ومائة بالهاشمية، وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: أن صح ما ذكره الشيخ وغيره في تاريخ وفاته ومدة عمره فلا تصح روايته عن جابر المتوفى(٧٨) كما ذكرها الشيخ وغيره فان ولادة الحسن على هذا سنة(٧٧). قال البخاري في سر السلسلة(١٤): وابوعلي الحسن بن الحسن ابن الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) امه فاطمة بنت الحسين بن علي بن

٢٩٨

ابيطالب (ع). مات سنة خمس واربعين ببغداد في حبس المنصور. قلت: أي خمس واربعين بعد المائة. وذكره في عمدة الطالب مع عقبه(١٨٢). وقال ابوالفرج في مقاتل الطالبيين(١٢٦) بعد ذكره وذكر امه: وكان متألها، فاضلا، ورعا، يذهب في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مذهب الزيدية، ثم روى روايات تدل على انه كان لا يدهن ولا يكتحل ولا يلبس ثوبا لينا، ولا يأكل طيبا مادام أخيه عبدالله بالحبس ثم قال: وتوفى الحسن بن الحسن في محبسه بالهاشمية في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: واشار ابوالفرج إلى وفاته في حبس الهاشمية في ابراهيم أخيه(١٢٧) وفى على أخيه(١٢٩) وهناك روايات في توصيف محبسهم وظلمته وانه لايعرف اوقات الصلوات الا بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن ابن الحسن بن الحسن. وفى رواية: حبسهم ابوجعفر في محبس ستين ليلة ما يدرون بالليل ولا بالنهار ولا يعرفون وقت الصلاة الا بتسبيح علي بن الحسن. وقد قيدوا بالحديد والاغلال وضيق عليهم حتى نحفت ابدانهم وضعفت ففي رواية سليمان بن داود بن الحسن والحسن ابن جعفر قالا: لما حبسناكان معنا علي بن الحسن وكانت حلق أقيادنا قد إتسعت فكنا اذا أردنا صلاة أو نوما جعلناها عنا فاذا خفنا دخول الحراس أعدناها الحديث. وذكره الخطيب في تاريخه ج ٧ / ٢٩٣ بترجمة وأرخ وفاته بالهاشمية كما تقدم. قلت: قد أوردنا ما ورد في احوال الحسن بن الحسن بن الحسن وفى محبسه في كتابنا في اخبار الرواة. قال الكشي في ترجمة سليمان بن خالد(٢٣٠): حمدويه قال

٢٩٩

حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني يونس عن ابن مسكان عن سليمان ابن خالد قال: لقيت الحسن بن الحسن فقال أما لنا حق أما لنا حرمة اذا اخترتم منا رجلا واحدا، كفاكم؟ فلم يكن عندي جواب، فلقيت أبا عبداللهعليه‌السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي ألقه، فقل له: أتيناكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند غيركم، فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وأتينا بني عمكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند الناس، فقالوا: نعم. فصدقناهم وكانوا أهل ذلك، قال فلقيته، فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن: فان عندنا ما ليس عند الناس، فلم يكن عندي شئ، فأتيت أبا عبداللهعليه‌السلام فأخبرته، فقال لي: ألقه وقل: ان الله عزوجل يقول في كتابه " أتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين " فأقعدوا حتى نسألكم. قال فلقيته، فحاججته بذلك، فقال لي أفما عندكم شئ الا تعيبونا ان كان فلان يفزع وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا. محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات(١٥٦) باب(١٤) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن علي بن سعد قال: كنت قاعدا عند أبي عبداللهعليه‌السلام وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس: جعلت فداك ألقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار: جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك اذ لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية الحديث. قلت: بالتأمل في الحديثين يظهر إن المراد بالحسن بن الحسن هو الحسن بن الحسن بن الحسن أخو عبدالله وعم محمد ويتضح بما رواه الصفار في هذا الباب وهو أن الائمة (ع) أعطوا الجفر والجامعة

٣٠٠

المذهب ، وجدناهم يبغضونه مرّة ، و يحقرونه مرّة ، و يبغضون بفضل بغضه ولده ، و يحتقرون بفضل احتقارهم له رهطه و يضيفون إليه من نوادر اللؤم ما لم يبلغه ، و من غرائب البخل ما لم يفعله ، و حتى ضاعفوا عليه من سوء الثناء بقدر ما ضاعفوا للجواد من حسن الثناء١ .

و في ( تاريخ بغداد ) عن إسحاق الموصلي : دخلت على الرشيد يوما فقال : أنشدني من شعرك ، فأنشدته :

و آمرة بالبخل قلت لها اقصري

فذلك شي‏ء ما إليه سبيل

أرى الناس خلاّن الجواد و لا أرى

بخيلا له في العالمين خليل

و من خير حالات الفتى لو علمته

إذا نال خيرا أن يكون ينيل

عطائى عطاء المكثرين تكرّما

و مالي كما قد تعلمين قليل

و إني رأيت البخل يزري بأهله

و يحقر يوما أن يقال بخيل

إلى أن قال : فقال الرشيد : يا فضل ، أعطه مائة ألف درهم للّه در أبيات تأتينا بها ، ما أحسن فصولها و أثبت أصولها فقلت : كلامك أجود من شعري .

قال : أحسنت يا فضل ، أعطه مائة ألف أخرى .

هذا ، و كان عباس بن محمد عمّ أبي الرشيد مكينا عنده ، و كان أراد أن يخطب إليه ابنته ، فجاءه يوما و قال له : هجاني ربيعة الرقي ، فغضب و أمر بإحضاره و قال له : أتهجو عمّي ؟ فقال : قد مدحته بقصيدة ما قيل مثلها في أحد من الخلفاء ، فإن رأيت أن تأمره بإحضارها ، فأمره فتلكّأ فعزم عليه فعلم أنّه أخطأ ، فأحضرت فنظر الرشيد فيها فقال : صدق ربيعة ثم قال للعباس : بم أثبته ؟ فسكت و تغيّر لونه قال ربيعة : بدينارين فظنّ الرشيد أنّه قال ذلك موجدة قال له : بحياتي كم أثابك ؟ قال : و حياتك بدينارين فغضب الرشيد

____________________

( ١ ) البخلاء للجاحظ ٢ : ٩٧ ٩٨ من رسالة أبي العاص الثقفي ، نسخة دار الكتب المصرية .

٣٠١

و قال للعباس : فضحت آباءك و فضحتني و نفسك فنكس رأسه ، فأمر الرشيد بإعطائه ثلاثين ألف درهم و خلعة و حمله على بغلة ، و قال له : بحياتي لا تذكره في شعرك تصريحا أو تلويحا و فتر عمّا كان همّ به من التزويج إليه و اطرحه بعد و لا يزال ربيعة بعده يعبث به في حضرة الرشيد ، فجاء العباس يوما إلى الرشيد ببرنية غالية و قال : هذه غالية صنعتها لك بيدي اختير عنبرها من بحر عمان و مسكها من مفاوز التبت و بانها من ثغر تهامة ، فالفضائل كلّها مجموعة فيها ، و النعت يقصر عنها فاعترضه ربيعة فقال : ما رأيت أعجب منك ، إنّ تعظيمك هذا عند من تجبى إليه خزائن الأرض و تذلّ له جبابرة الملوك و تتحفه ببدائع ممالكها حتى كأنّك قد فقت به ما عنده ، أو أبدعت له ما لا يعرفه ،

لا تخلو فيه من ضعف عقل أو قصر همّة ، أنشدتك أيّها الخليفة إلاّ جعلت حظي من كلّ جائزة سنتي هذه الغالية حتى أو فيها حقّها فقال : ادفعوها إليه فدفعت إليه فأدخل يده فيها و أخرج ملئها و حلّ سراويله و أدخل يده فلطّخ بها استه و أخذ حفنة اخرى فطلى بها ذكره و أنثييه و أخرج حفنتين فطلى بها إبطيه ، ثم قال للرشيد : تأمر غلامي يدخل إليّ ؟ فأدخل فدفع إليه البرنية غير مختومة و قال له : اذهب بها إلى جاريتي فلانة و قل لها : طيّبي بها حرّك و استك حتى أجي‏ء الساعة و أنيكك ، فأخذها الغلام و مضى ، فضحك الرشيد حتى غشي عليه ، و كاد العباس يموت غيظا١ .

« و الجبن منقصة » في ( الظرائف ) : يقال : الشجاع محبب حتى إلى عدوّه ،

و الجبان مبغض حتى إلى اللّه٢ ، و قال الشاعر :

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد ١ : ١٠ .

( ٢ ) الظرائف و الطرائف للثعلبي : ٦٧ .

٣٠٢

يفرّ الجبان من أبيه و أمه

و يحمي شجاع القوم من لا يناسبه١

و لمّا قال المتنبي :

يرى الجبناء أنّ الجبن عقل

و تلك خديعة الطبع اللئيم

و كلّ شجاعة في المرء تغني

و لا مثل الشجاعة في الحكيم٢

قيل له أنّى يكون الشجاع حكيما و هما على طرفي النقيض ؟ قال : هذا علي ابن أبي طالب شجاع و حكيم٣ .

« و الفقر يخرس الفطن عن حجّته » .

في ( كامل المبرد ) قال أعرابي من باهلة :

سأعمل نص العيص حتى يكفّني

غنى المال يوما أو غنى الحدثان

فللموت خير من حياة يرى لها

على الحر بالإقلال و سم هو ان

متى يتكلّم يلغ حكم كلامه

و إن لم يقل قالوا عديم بيان

كأن الغنى عن أهله بورك الغنا

بغير لسان ناطق بلسان٤

و قيل :

إذا قلّ مال المرء قلّ حياؤه

و ضاقت عليه أرضه و سماؤه

و أصبح لا يدري و إن كان حازما

أقدّامه خير له أم وراؤه٥

و قال صالح بن عبد القدوس :

____________________

( ١ ) المصدر نفسه .

( ٢ ) المصدر نفسه .

( ٣ ) المصدر نفسه .

( ٤ ) الكامل في الأدب لأبي العباس المبرد ١ : ٢١٧ ، و ذكره الجاحظ في البيان و التبيان ١ : ٢٣٤ بلفظ العيس ( بدلا من العيص ) و ذكره ابن أبي الحديد ١٨ : ٨٨ ، و ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار ١ : ٢٣٩ .

( ٥ ) الظرائف و اللطائف : ٥٢ .

٣٠٣

بلوت امور الناس سبعين حجّة

و جرّبت صرف الدهر في العسر و اليسر

فلم أر بعد الدين خيرا من الغنى

و لم أر بعد الكفر شرّا من الفقر١

و في ( كامل المبرد ) : لمّا ولى عبيد اللّه بن زياد حارثة بن بدر رامهرمز ،

و سرق ، قال له أنس بن أبي أنيس :

أحار بن بدر قد وليت إمارة

فكن جرزا فيها تخون و تسرق

و لا تحقرن يا حار شيئا وجدته

فحظّك من ملك العراقين سرق

و باه تميما بالغنى إنّ للغنى

لسانا به المرء الهيوبة ينطق٢

و في ( بيان الجاحظ ) : قال عروة بن الورد :

ذريني للغنى أسعى فإنّي

رأيت الناس شرّهم الفقير

و أهونهم و أحقرهم لديهم

و ان أمسى له نسب و خير

و يقصي في الندى أو يزدريه

حليلته و ينهره الصغير

و يلفى ذو الغنى و له جلال

يكاد فؤاد صاحبه يطير

قليل ذنبه و الذنب جم

و لكن للغنى ربّ غفور٣

و في ( عيون القتيبي ) : قال النمر بن تولب :

فالمال فيه تجلّة و مهابة

و الفقر فيه مذلّة و قبوح

و لآخر :

رزقت لبا و لم ارزق مروّته

و ما المروة إلاّ كثرة المال

إذا أردت مساماة يقعدني

عمّا ينوه باسمي رقّة الحال

____________________

( ١ ) الظرائف و اللطائف : ٥٢ .

( ٢ ) الكامل للمبرد ١ : ٢٧٢ .

( ٣ ) البيان للجاحظ ١ : ٢٣٤ .

٣٠٤

و لآخر :

يغطي عيوب المرء كثرة ماله

يصدّق فيما قال و هو كذوب

و يزري بعقل المرء قلة ماله

يحمقه الأقوام و هو لبيب١

و قال حسان :

ربّ حلم أضاعه عدم المال

و جهل غطى عليه النعيم٢

« و المقل غريب في بلدته » قال ابن أبي الحديد : يقال : مالك نورك ، فإن أردت أن تنكسف ففرّقه و أتلفه و قال خلف الأحمر : لا تظني أنّ الغريب هو النائي ، و لكنّما الغريب المقلّ٣ .

قلت : و قال الشاعر :

ألم تر بيت الفقر يهجر أهله

و بيت الغنى يهدى له و يزار٤

و قال أيضا :

إذا ما قلّ ما لك كنت فردا

و أي الناس زوار المقلّ٥

و قال أيضا :

و من يكن له نشب يحبب

و من يفتقر يعش عيش ضرّ

و يجنب سر النجى و لكن

أخا المال محضر كلّ سر٦

و قال أيضا :

____________________

( ١ ) العيون للقتيبي ١٢ : ٢٣٩ .

( ٢ ) المصدر نفسه ١ : ٢٤٠ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٨٨ .

( ٤ ) عيون الأخبار ١ : ٢٤٢ .

( ٥ ) المصدر نفسه ١ : ٢٤٢ .

( ٦ ) المصدر نفسه ١ : ٢٤٢ ، و الشعر لزيد بن عمرو بن نفيل .

٣٠٥

و لم أر مثل الفقر أوضع للفتى

و لم أر مثل المال أرفع للرذل١

و لابن فارس :

قد قال فيما مضى حكيم

ما المرء إلاّ بأصغريه

فقلت قول امرى‏ء لبيب

ما المرء إلاّ بدرهميه

من لم يكن معه درهماه

لم تلتفت عرسه إليه

و كان من ذلّه حقيرا

تبول سنوره عليه

و لآخر :

فلو كنت ذا مال لقرّب مجلسي

و قيل إذا أخطأت أنت رشيد

رأيت الغنى قد صار في الناس سؤددا

و كان الفتى بالمكرمات يسود

و إن قلت لم يسمع مقالي و إنني

لمبدى‏ء حق بينهم و معيد

« و في العجز آفة » في ( عيون القتيبي ) قال أبو المعافي :

و إن التواني أنكح العجز بنته

و ساق إليها حين زوّجها مهرا

فراشا وطيئا ثم قال لها اتكي

قصاراهما لا بد أن يلدا الفقرا٢

و قال الأصمعي : دخلت على هارون الرشيد و بين يديه بدرة ، فقال : إن حدثتني بحديث في العجز فأضحكتني ، و هبتك هذه البدرة فقلت : نعم ، بينا أنا في صحاري الأعراب في يوم شديد البرد و الريح و إذا بأعرابي قاعد على أجمة و هو عريان قد احتملت الريح كساءه فألقته على الأجمة ، فقلت : يا أعرابي ما

____________________

( ١ ) ديوان المعاني ١ : ١٤١ ، و نهاية الارب ٣ : ٢٣٦ .

( ٢ ) عيون القتيبي ١ : ٢٤٤ .

٣٠٦

أجلسك ههنا على هذه الحالة ؟ فقال : جارية و عدتها يقال لها سلمى أنا منتظر لها فقلت : و ما يمنعك من أخذ كسائك ؟ فقال : العجز يوقفني عن أخذه فقلت له :

فهل قلت في سلمى شيئا ؟ فقال : نعم فقلت : أسمعني للّه أبوك فقال : لا أسمعك حتى تأخذ كسائي و تلقيه عليّ فأخذته و ألقيته عليه فأنشا يقول :

لعلّ اللّه أن يأتي بسلمى

فيبطحها و يلقيني عليها

و يأتي بعد ذاك سحاب مزن

تطهرنا و لا نسعى إليها

فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره و قال : أعطوه البدرة١ .

و في ( ديوان معاني العسكري ) : و أكسل بيت سمعناه عن يحيى بن سعيد الأموي لبعضهم :

سألت اللّه أن يأتي بسلمى

و كان اللّه يفعل ما يشاء

فيأخذها و يطرحها بجنبي

و يرقدها و قد كشف الغطاء

و يأخذني و يطرحني عليها

و يرقدها و قد قضي القضاء

و يرسل ديمة سحبا علينا

فيغسلنا و لا يلقى عناء٢

« و الصبر شجاعة » لأنّه من قوّة القلب ، قال الشاعر :

تصبّر و لا تبد التضعضع للعدى

و لو قطّعت في الجسم منك البواتر

سرور الأعادي أن تراك بذلّة

و لكنّها تغتمّ إذ أنت صابر٣

و في ( مقاتل الطالبيين ) : اخذ عمرو بن شداد من أصحاب ابراهيم بن عبد اللّه ابن الحسن بعد قتله ، فأتى به ابن دعلج من قبل المنصور فأمر بقطع يده ، فمدّها فقطعت ، ثم مدّ اليسرى فقطعت ، ثم رجله اليمنى فقطعت ، ثم

____________________

( ١ ) المصدر نفسه ٣ : ٣٠٠ .

( ٢ ) ديوان معاني العسكري ١ : ١٩٧ .

( ٣ ) الظرائف و الطرائف للثعلبي : ٥٩ .

٣٠٧

مدّ اليسرى فقطعت و ما يقربه أحد و لا يمسّه ثم قال له : مدّ عنقك فمدّها فضربه ضارب بسيف كليل فلم يصنع شيئا ، فقال : اطلبوا سيفا صارما فعجل الضارب فنبا فلم يصنع شيئا فقال عمر : و سيف أصرع من هذا فسلّ ابن دعلج سيفا كان عليه فدفعه إلى رجل فضربه ، و قال ابن دعلج لعمرو بن شداد :

أنت و اللّه الصارم١ .

و في ( الطبري ) : قال ابن إسحاق : لما انهزم المشركون في حنين أدرك رجل من المسلمين دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله و هو يظنّ أنّه امرأة و ذلك أنّه كان في شجار له ، فأناخ به و إذا هو شيخ كبير فقال له : ما ذا تريد بي ؟

قال : أقتلك قال : و من أنت ؟ قال : ربيعة بن رفيع السلمي ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا فقال : بئسما سلحتك امك ، خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل في الشجار ثم اضرب به و ارفع عن العظام و اخفض عن الدماغ فإنّي كذلك كنت أقتل الرجال ، ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنّك قتلت دريدا فربّ يوم و اللّه قد منعت نساءك فزعمت بنو سليم أنّ ربيعة قال : لما ضربته فوقع تكشّف الثوب عنه فإذا عجانه و بطون فخذيه مثل القرطاس عن ركوب الخيل أعراء ، فلما رجع إلى أمه أخبرها بقتله فقالت : و اللّه لقد أعتق أمّهات لك ثلاثا٢ .

« و الزهد ثروة » قال تعالى :لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم .٣ قالوا : جمع تعالى في هاتين الكلمتين ، و قال الشاعر :

إذا ما شئت أن تحيا حلوة المحيا

فلا تحسد و لا تحقد و لا تأسف على الدنيا٤

____________________

( ١ ) مقاتل الطالبيين : ٢٢٠ .

( ٢ ) تاريخ الملوك و الامم للطبري ٢ : ٣٥٠ .

( ٣ ) الحديد : ٢٣ .

( ٤ ) الظرائف و الطرائف للثعلبي : ٣٥ .

٣٠٨

« و الورع جنة » :و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثُمّ ننجي الّذين اتّقوا و نذر الظالمين فيها جثيا ١ .

و في الخبر : « الصوم جنّة من النار »٢ و وجهه أنّ الصوم علّة للورع و التقوى قال تعالى : .كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلهم لعلّكم تتّقون ٣ و الورع جنّة و سبب السبب سبب .

٤ الحكمة ( ١٤٩ ) و قالعليه‌السلام :

هَلَكَ اِمْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَهُ أقول : قال الشعبي كما روى ( الخصال ) : إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام تكلّم بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة و أيتمن جواهر الحكمة و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن ، ثلاث منها في المناجاة و ثلاث منها في الحكمة و ثلاث منها في الأدب إلى أن قال : و أما اللاتي في الحكمة فقال : « قيمة كلّ امرى‏ء ما يحسنه » و « ما هلك امرؤ عرف قدره »٤ .

و لفظ الخبر مع العنوان مختلف لكن المعنى واحد ، و صدق الشعبي في كون كلمتهعليه‌السلام مما ليس له قيمة ، فمن لم يعرف قدره بالنسبة إلى الدنيا أو الآخرة هلك ، أمّا الآخرة فمعلوم و أمّا الدّنيا فلأنّه يعمل عملا لم يكن له أن يعمله أو يتكلّم بكلام لم يكن له أن يقوله .

و في ( الأغاني ) : قال المهدي يوما لمروان بن أبي حفصة : أين ما تقوله

____________________

( ١ ) مريم : ٧١ ٧٢ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ١١٩ الرواية ( ٥ ) .

( ٣ ) البقرة : ١٨٣ .

( ٤ ) الخصال : ١٨٦ .

٣٠٩

فينا من قولك في أبينا :

له لحظات عن حفافي سريره

اذا كرها فيها عقاب و نائل

فاعترضه آدم بن عبد العزيز فقال : هيهات أن يقول هذا و لا ابن هرمة كما قال الأخطل فينا :

شمس العداوة حتى يستقاد لهم

و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا١

فغضب المهدي حتى استشاط و قال : كذب و اللّه ابن النصرانية العاض بظر امّه ، و كذبت يا عاض بظر امّك ، و اللّه لو لا أن يقال إنّي خفرت بك لفرقتك من أكثرك شعرا ، خذوا برجل ابن الفاعلة فأخرجوه على تلك الحالة و جعل المهدي و هو يجر يشتمه و يقول : يابن الفاعلة أراها في رؤوسكم و نفوسكم .

و في ( المقاتل ) : كان الرشيد يسأل عمّن له ذكر و نباهة من آل أبي طالب ،

فذكر له عبد اللّه بن الحسن بن علي الأصغر المعروف بابن الأفطس ، فوجّه من أخذه و ادخل عليه فقال له : بلغني أنّك تجمع الزيدية و تدعوهم إلى الخروج معك قال : و اللّه ما أنا من هذه الطبقة ، أنا غلام نشأت بالمدينة و في صحاريها أسعى على قدمي و أتصيّد بالبواشق ، ما هممت بغير ذلك قط قال : صدقت و لكنّي انزلك دارا و اوكل بك رجلا واحدا يكون معك و لا يحجبك أحدا يدخل عليك فقال : نشدتك باللّه في دمي ، فو اللّه لئن فعلت ذلك بي لأوسوسن و ليذهبن عقلي فلم يقبل ذلك منه و حبسه فلم يزل يحتال لأن تصل رقعة إلى الرشيد حتى قدر على ذلك فأنفذ إليه رقعة مختومة فيها كلّ كلام قبيح و كلّ شتم شنيع ، فلما قرأها طرحها و قال : قد ضاق صدر هذا الفتى فهو يتعرّض للقتل و ما يحملني فعله على ذلك ثم دعا جعفر بن يحيى فأمره أن يحوله إليه

____________________

( ١ ) الأغاني ٨ : ٣٠١ ، كذا ورد في ديوان الاخطل : ١٠٦ .

٣١٠

و يوسع عليه في محبسه ، فلما كان يوم عيد و هو يوم نيروز قدمه جعفر بن يحيى فضرب عنقه و غسل رأسه و جعله في منديل و أهداه إلى الرشيد مع هدايا فقبلها و قدمت إليه ، فلما نظر إلى الرأس أفظعه و قال له : ويحك لم فعلت هذا ؟ قال : لإقدامه على ما كتب به إلى الخليفة و بسط لسانه بما بسط فقال له :

ويحك قتلك إيّاه بغير أمري أعظم من فعله ثم أمر بغسله و دفنه فلما كان من أمره ما كان في جعفر قال لمسرور إذا أردت قتله فقل له : هذا بعبد اللّه بن حسن بن حسن ابن عمي الذي قتلته بغير أمري فقال مسر و له ذلك عند قتله١ .

٥ الحكمة ( ٣٦٣ ) و قالعليه‌السلام :

مِنَ اَلْخُرْقِ اَلْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ اَلْإِمْكَانِ وَ اَلْأَنَاةُ بَعْدَ اَلْفُرْصَةِ أما أصل « الخرق » ففي ( الكافي ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو كان الخرق خلقا يرى ما كان شي‏ء من خلق اللّه تعالى أقبح منه .

و عن أبي جعفرعليه‌السلام : من قسم له الخرق حجب عنه الايمان٢ .

و أمّا المعاجلة فقال تعالى :يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ٣ و قال تعالى حاكيا عن سليمان : .سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ٤ و قال :

و كان الإنسان عجولا ٥ ، و قال :خُلِقَ الإنسان من عجلٍ سأُريكم آياتي

____________________

( ١ ) مقاتل الطالبيين : ٣٢٨ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٢١ ح ٢ .

( ٣ ) الحجرات : ٦ .

( ٤ ) النمل : ٢٧ .

( ٥ ) الاسراء : ١١ .

٣١١

فلا تستعجلون ١ ، و أمّا الأناة بعد الفرصة فقالوا : الفرصة تمر مر السحاب .

و قيل لأبي العيناء : لا تعجل فإنّ العجلة من الشيطان فقال : لو كانت من الشيطان لما قال كليم اللّه تعالى :و عجلت إليك ربّ لترضى ٢ ، يقال : الآفات في التأخيرات٣ ، و قال شاعر :

كم من مضيع فرصة قد أمكنت

لغد و ليس غد له بموات

حتى إذا فاتت و فات طلابها

ذهبت عليها نفسه حسرات٤

أيضا :

و إنّ فرصة أمكنت في العدا

فلا تبد فعلك إلاّ بها

فان لم تلج بابها مسرعا

أتاك عدوك من بابها

و إيّاك من ندم بعدها

و تأميل اخرى و أنّى بها٥

و بالجملة : العجلة قبل الإمكان ، و التأنّي بعد الإمكان كلاهما مذمومان و هما من الخرق كما قالعليه‌السلام ، و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : من تأنّى أصاب أو كاد ، و من تعجّل أخطأ أو كاد٦ و قال القطامي :

قد يدرك المتأني بعض حاجته

و قد يكون من المستعجل الزلل

و ربما فات قوما بعض نجحهم

من التأني و كان الحزم لو عجلوا٧

____________________

( ١ ) الأنبياء : ٣٧ .

( ٢ ) طه : ٨٤ .

( ٣ ) الظرائف : ٦٥ .

( ٤ ) الظرائف للثعلبي : ٦٥ .

( ٥ ) الظرائف للثعلبي : ٦٥ ، و هو لابن المعتز .

( ٦ ) الظرائف : ٦٥ .

( ٧ ) ذكره الثعلبي في الظرائف : ٦٥ ، و البيهقي في المحاسن و المساوى‏ء ٢ : ١٣٢ ، و كذا نهج البلاغة ٧ : ٨٧ ، و كذا في ديوان القطامي : ٢ .

٣١٢

٦ الحكمة ( ٣٧٨ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْبَخِيلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ اَلْعُيُوبِ وَ هُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ أقول : هكذا في ( المصرية )١ و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) « البخل جامع . » و هو الصحيح٢ .

« البخل جامع لمساوى‏ء العيوب » عنهعليه‌السلام : إذا لم يكن للّه في عبد حاجة ابتلاه بالبخل٣ .

و في خبر : لا يجتمع الشحّ و الإيمان في قلب عبد أبدا٤ .

و في ( الجهشياري ) : كان محمد بن يحيى البرمكي قبيح البخل ، فدخل يوما أبو الحارث جمير و كان يألفه على أبيه فقال له أبوه : صف لي مائدة محمد فقال هي فتر في فتر و صحافه منقورة من حب الخشخاش و بين نديمه و بين الرغيف نقدة جوزة قال : فمن يحضره ؟ قال : الكرام الكاتبون قال : فمن يأكل معه ؟ قال : الذباب فقال : سوءة له أنت خاص به و ثوبك مخرق قال : و اللّه ما أقدر على إبرة منه أخيطه بها ، و لو ملك محمد بيتا من بغداد إلى النوبة مملوا إبرا ثم جاءه جبرئيل و ميكائيل و معهما يعقوب النبي يضمنان له عنه إبره و يسألانه إعارته إيّاها ليخيط بها قميص يوسف الذي قدّ من دبر ما فعل٥ و قال الشاعر :

____________________

( ١ ) الطبعة المصرية المصححة بلفظ « البخل » : ٧٤٧ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣١٦ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ٤٤ ح ٢٢ ، و كذا الفقيه ٢ : ٦٣ ح ١٧١٧ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٣ : ٣٠٢ ح ١٠ .

( ٥ ) الجهشياري : ٢٤٢ .

٣١٣

خير من البخل للفتى عدمه

و من بنين أعقة عقمه

و روى الخطيب١ عن أبي العيناء قال : قال الفضل بن سهل رأيت جملة البخل سوء الظنّ باللّه تعالى ، و جملة السخاء حسن الظنّ باللّه تعالى قال عز و جل :الشيطان يعدكم الفقر . . ٢ و قال عز و جل :. . و ما أنفقتم من شي‏ء فهو يخلفه . . ٣ .

« و هو زمام يقاد به إلى كلّ سوء » عنهعليه‌السلام لرجل سمعه يقول : « الشحيح أعذر من الظالم » : كذبت ، إنّ الظالم يتوب و يستغفر اللّه و يردّ الظلامة على أهلها ،

و الشحيح إذا شحّ منع الزكاة و الصدقة و صلة الرحم و إقراء الضيف و النفقة في سبيل اللّه و أبواب البرّ ، و حرام على الجنّة أن يدخلها شحيح٤ .

٧ الحكمة ( ٤٥٤ ) و قالعليه‌السلام :

مَا لاِبْنِ آدَمَ وَ اَلْفَخْرُ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَ آخِرُهُ جِيفَةٌ وَ لاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَ لاَ يَدْفَعُ حَتْفَهُ أقول : لما سمع الصاحب بن عبادة قول المتنبي :

أيّ محل أرتقي

أي عظيم أتّقي

و كلّ ما خلق اللّه

و ما لم يخلق

محتقر في همّتي

كشعرة في مفرقي٥

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١٢ : ٣٤٢ ٣٤٣ .

( ٢ ) البقرة : ٢٦٨ .

( ٣ ) سبأ : ٣٩ .

( ٤ ) الكافي ٤ : ٤٤ الرواية ١ .

( ٥ ) المتنبي : ١٧٤ .

٣١٤

قال : قبيح بمن أوّله نطفة مذرة ، و آخره جيفة قذرة ، و هو فيما بينهما حامل بول و عذرة أن يقول مثل هذا الكلام الذي لا تسعه معذرة .

« ما لابن آدم و الفخر » في ( نسب قريش مصعب الزبيري ) : كان علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب أشدّ الناس فخرا ، و يضرب به المثل للشي‏ء إذا كان ثقيلا فيقال « أثقل من فخر ابن ركانة »١ .

و ممن أفرط في الفخر قابوس بن و شمكير فقال في وصف نفسه كما في ( ديوان معاني العسكري ) ملك عنان الدهر فهو طوع قياده و تبع مراده ،

ينتظر أمره ليمتثل و يرقب نهيه ليعتزل ، تضاءلت الأرض تحت قدمه فصارت له في الانقياد كبعض خدمه ، إذا رأت منه هشاشة أعشبت ، و إن أحسّت منه بجفوة أجدبت ، خيله الغرمات و الأوهام ، و أنصاره الليالي و الأيام ، من هرب منه أدركه بمكائدها ، و من طلبه وجده في مراصدها ، تعرض رفاهية العيش بإعراضه ، و تنقبض الأرزاق بانقباضه ، أضاء نجم الإقبال إذا أقبل ، و أهّل هلال المجد إذا تهلل ، تحقر في عينه الدّنيا ، و ترى تحته السماء العليا ، قد ركب عنق الفلك و استوى على ذات الحبك ، تبرّجت له البروج و تكوكبت لعبادته الكواكب ،

و استجارت بعزّته المجرة ، و آثرت لمحاسنه أوضاع الثريا ، لو شاء عقد الهواء و جسم الهباء ، و فصل تراكيب الأشياء ، و ألف بين النار و الماء ، و أخمد ضياء الشمس و القمر ، و كفاهما عناء السير و السفر ، و سد مناخر الرياح الزعازع ،

و أطبق أجفان البروق اللوامع و قطع ألسنة الرعود بسيف الوعيد ، و نظم صوب الغمام نظم الفريد ، و قضى ما يراه على القضاء النازل ، و رفع عن الأرض سطوة الزلازل ، و عرض الشيطان بمعرض الإنسان ، و كحل العيون بصور الغيلان ، و أنبت العشب على البحار ، و ألبس الليل ضوء النهار ،

____________________

( ١ ) نسب قريش لمصعب الزبيري : ٩٦ .

٣١٥

و مهاجرة من هذه قدرته ضلال ، و منابذة من هذه سورته خبال ، و من له هذه المعجزات يشترى رضاه بالنفس و الحياة ، و من يأتي بهذه الآيات يبتغى هواه بالصوم و الصلاة ، و من لم يتعلّق بحبل منه كان بهيما لاشية به ، و من لم يأو منه إلى ظلّ ظليل ظل صريعا لا عصمة له ، لو علمت أنّ الأرض ، لا تسف تراب قدمي لما وضعت عليها جانبا ، و أنّ السماء لا تتوق إلى تقبيل هامتي لما رفعت إليها طرفا١ الخ .

قبّحه اللّه قبّحه ما أسفهه ، ما أسفهه ، و لنعم ما قال الصاحب فيه ، لقب نفسه شمس المعالي و كان كسوفها .

و في ( المعجم ) لم يكن قابوس يعرف حدّا في التأديب غير ضرب الأعناق ، فتبرّم به عسكره و كان خرج إلى قصر بناه و سمّاه شه آباد فتعاهدوا أن يتسلقوا عليه و يغتالوه ، و قد واطأهم على الأمر جميع من كان معه في الحصن ، فتعذّر عليهم الصعود إليه ، فنعوه إلى الناس ، فانتهت اصطبلاته و سيقت دوابّه و بغاله ، و قلّدوا ابنه الأمر ، فخرج قابوس إلى بسطام مع خزائنه فحصره ابنه و امتنع هو عليه ، ثم أمكن من نفسه عند الضرورة فقبض عليه و حمل إلى بعض القلاع و ذكر أنّه اغتيل .٢ .

و ممّن فخر عضد الدولة فقال في نفسه :

عضد الدولة و ابن ركنها

ملك الأملاك غلاّب القدر

و في ( اليتيمة )٣ :يحكى أنّ عضد الدولة لما احتضر لم ينطق لسانه إلاّ بتلاوة ما أغنى عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه ٤ .

____________________

( ١ ) ديوان معاني العسكري ١ : ٨٦ ٨٧ .

( ٢ ) المعجم ١٦ : ٢٣٢ .

( ٣ ) اليتيمة ٢ : ٢٥٩ .

( ٤ ) الحاقّة : ٢٨ ٢٩ .

٣١٦

و من الفخورين جذيمه الأبرش ، كان مع برصه لا ينادم أحدا ذهابا بنفسه و كان يقول : أنا أعظم من أن أنادم إلاّ الفرقدين ، فكان يشرب كأسا و يصبّ لكلّ واحد من الفرقدين كأسا في الأرض ، فلما أتاه مالك و عقيل بابن اخته الذي استهوته الشياطين ، قال لهما : احتكما فقالا له : منادمتك فنادماه أربعين سنة يحادثانه فيها و ما أعادا عليه حديثا١ .

هذا ، و في ( ديوان المعاني ) : أفخر بيت قالته العرب قول جرير :

إذا غضبت عليك بنو تميم

حسبت الناس كلّهم غضابا٢

و قول الفرزدق :

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

و إن نحن أو مأنا إلى الناس و قّفوا٣

و في ( نسب قريش ابن بكار ) : جلس محمّد بن هشام المخزومي إذ كان على مكّة في الحجر ، فاختصم إليه عيسى بن عبد اللّه و عثمان بن أبي بكر الحميديان أي : من ولد حميد بن زهير بن الحارث بن أسد فقال محمّد : أنا ابن الوحيد لأقضين فيكما بقضاء يتحدّث به أهل القريتين قضاء مغيريا فقال عثمان : صه صه حبوا أتدري من الرجل معك ؟ أزهر لزهر المتسربل المجد معه إزاره و رداؤه و قال عيسى : نوّهت بما جد لما جد بكر لبكر ، و اللّه ما أنا بنافخ كير و لا ضارب زير لو ثقبت قدماي لانتثرت منهما بطحاء مكّة ، أنا بن زهير دفين الحجر فقال محمّد : قوموا كنتم و حشا في الجاهلية و ما استأنستم في الإسلام٤ .

« أوّله نطفة و آخره جيفة » في ( العيون ) : قال الأحنف : عجبت لمن جرى في

____________________

( ١ ) عيون الأخبار ١ : ٢٧٤ .

( ٢ ) ديوان المعاني : ٧٦ .

( ٣ ) ديوان الفرزدق : ٣٢ .

( ٤ ) نسب قريش : ٤٤٧ ٤٤٨ .

٣١٧

مجرى البول مرّتين كيف يتكبّر١ ، و قال شاعر :

يا مظهر الكبر إعجابا بصورته

انظر خلاءك إنّ النتن تثريب

لو فكّر الناس فيما في بطونهم

لما استشعر الكبر شبّان و لا شيب

هل في ابن آدم غير الرأس مكرمة

و هو لخمس من الأقذار مضروب

أنف يسيل و اذن ريحها سهك

و العين مرمصة و الثغر ملعوب

يابن التراب و مأكول التراب غدا

أقصر فإنّك مأكول و مشروب٢

« لا يرزق نفسه » و ما في ( المصرية ) : « و لا يرزق نفسه »٣ تحريف .

في ( العيون ) : قال المدائني : رأيت مولى باهلة يطوف بين الصفا و المروة على بغلة ثمّ رأيته بعد ذلك راجلا في سفر ، فقلت له : أراجل في هذا الموضع ؟ قال : نعم إنّي ركبت حيث يمشي الناس فكان حقّا على اللّه أن يرجلني حيث يركب الناس٤ .

« و لا يدفع حتفه » أي :موته الذين قالوا لإخوانهم و قعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ٥ ،يقولون لو كان لنا من الأمر شي‏ء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم . . ٦ .

و في الخبر : إذا جزع أحد من أهل الميت يقول له ملك الموت : فادرأ عن نفسك الموت إن كنت صادقا .

____________________

( ١ ) العيون ١ : ٢٧٢ .

( ٢ ) العيون ١ : ٢٧٣ .

( ٣ ) الطبعة المصرية المصححة « لا يرزق نفسه » : ٧٦١ .

( ٤ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ١ : ٢٧٣ .

( ٥ ) آل عمران : ١٦٨ .

( ٦ ) آل عمران : ١٥٤ .

٣١٨

و قال ابن قتيبة : قال لي رجل : سمعت رجلا ينشد :

ألا رب ذي أجل قد حضر

طويل التمني قليل الفكر

إذا هزّ في المشي أعطافه

تبينت في منكبيه البطر١

فغدوت عليه لأكتب تمام القصيدة ، فوجدته قد مات .

٨ الحكمة ( ٤٦١ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْغِيبَةُ جُهْدُ اَلْعَاجِزِ قالوا : و شرّ عداوة المرء السباب .

و قالوا : الغيبة إدام كلاب النار٢ .

و قال ابن أبي الحديد : قيل للأحنف : من أشرف الناس ؟ قال : من إذا حضر هابوه و إذا غاب اغتابوه٣ .

٩ الخطبة ( ١٣٨ ) و من كلام لهعليه‌السلام في النهي عن غيبة الناس :

وَ إِنَّمَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ اَلْعِصْمَةِ وَ اَلْمَصْنُوعِ إِلَيْهِمْ فِي اَلسَّلاَمَةِ أَنْ يَرْحَمُوا أَهْلَ اَلذُّنُوبِ وَ اَلْمَعْصِيَةِ وَ يَكُونَ اَلشُّكْرُ هُوَ اَلْغَالِبَ عَلَيْهِمْ وَ اَلْحَاجِزَ لَهُمْ عَنْهُمْ فَكَيْفَ بِالْعَائِبِ اَلَّذِي عَابَ أَخًا وَ عَيَّرَهُ أَ مَا ذَكَرَ مَوْضِعَ سَتْرِ اَللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ اَلذَّنْبِ اَلَّذِي عَابَهُ بِهِ وَ كَيْفَ يَذُمُّهُ

____________________

( ١ ) العيون ١ : ٢٧٣ .

( ٢ ) بحار الأنوار ٧٥ : ٢٤٨ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ١٧٩ .

٣١٩

بِذَنْبٍ قَدْ رَكِبَ مِثْلَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رَكِبَ اَلذَّنْبَ بِعَيْنِهِ فَقَدْ عَصَى اَللَّهَ فِيمَا سِوَاهُ مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَكُنْ عَصَاهُ فِي اَلْكَبِيرِ وَ عَصَاهُ فِي اَلصَّغِيرِ لَجُرْأَتُهُ عَلَى عَيْبِ اَلنَّاسِ أَكْبَرُ يَا عَبْدَ اَللَّهِ لاَ تَعْجَلْ فِي عَيْبِ أَحَدٍ بِذَنْبِهِ فَلَعَلَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ وَ لاَ تَأْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ صَغِيرَ مَعْصِيَةٍ فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَيْهِ فَلْيَكْفُفْ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عَيْبَ غَيْرِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ عَيْبِ نَفْسِهِ وَ لْيَكُنِ اَلشُّكْرُ شَاغِلاً لَهُ عَلَى مُعَافَاتِهِ مِمَّا اُبْتُلِيَ بِهِ غَيْرُهُ أقول : قول المصنّف : « في النهي عن غيبة الناس » قال الجوهري : اغتابه اغتيابا إذا وقع فيه ، و الاسم الغيبة ، و هو ان يتكلّم خلف إنسان مستور بما يغمّه لو سمعه ، فإن كان صدقا فهو غيبة ، و إن كذبا سمّي بهتانا١ .

و في ( الكافي ) : عن أبي الحسنعليه‌السلام : من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه ممّا عرفه الناس لم يغتبه ، و من ذكره بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه٢ .

و عن الصادقعليه‌السلام : الغيبة أن تقول في أخيك ممّا ستره اللّه عليه ، أما الأمر الظاهر مثل الحدّة و العجلة فلا٣ .

قولهعليه‌السلام : « و إنما ينبغي لأهل العصمة » أي : من عصمه اللّه بلطفه من معصيته .

« و المصنوع إليهم » أي : المنعم عليهم من اللّه تعالى في السلامة من الذنوب و العيوب .

« أن يرحموا أهل الذنوب و المعصية » حيث أعدّوا لأنفسهم العقوبة و لمثلهم يحق الترحّميا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلاّ

____________________

( ١ ) الصحاح للجوهري ١ : ١٩٦ ، مادة ( غيب ) .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٥٨ ح ٦ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٣٥٨ ح ٧ .

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617