بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة12%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194100 / تحميل: 7308
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بالبصرة ووجهها وسيّد المسامعة ، وكان أوجه من أخيه عامر بن عبد الملك وأبيه ، وله بالبصرة عقب ، منهم.

روى عن أبي جعفرعليه‌السلام رواية يسيرة ، وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأكثر واختصّ به ، وقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّي لُاعدّك لأمر عظيم يا أبا سيّار ، وروى عن أبي الحسنعليه‌السلام ، له نوادر كثيرة(1) ،جش (2) .

وفيصه : ابن مالك ، وقيل : ابن عبد الملك ، أبو سيّار الملقّب كردين ، شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها وسيّد المسامعة ، روى عن أبي جعفرعليه‌السلام . إلى قوله : وروى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ويقال إنّ الصادقعليه‌السلام قال له أوّل ما رآه : ما اسمك؟ فقال : مسمع ، فقال : ابن مَن؟ فقال : ابن مالك ، فقال : بل أنت مسمع بن عبد الملك(3) ، انتهى.

وفيقر : مسمع كردين يكنّى أبا سيّار كوفي(4) .

وفيق : مسمع بن عبد الملك كردين(5) .

وفيست ما تقدّم في كردين(6) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : كبيرة.

(2) رجال النجاشي : 420 / 1124 وقد أنهى نسبه إلى بكر بن وائل ، وفيه أيضاً زيادة : وروى أيّام البسوس.

وقيل : البسوس اسم امرأة وهي خالة جساس بن مرّة الشيباني كانت لها ناقة يقال لها سراب ، فرآها كليب وائل في حماه وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره ، فرمى ضرعها بسهم ، فوثب جساس على كليب فقتله ، فهاجت حرب بكر وتغلب بن وائل بسببها أربعين سنة ، حتّى ضرب بها المثل في الشؤم وبها سمّيت حرب البسوس. تاج العروس : 4 / 180.

(3) الخلاصة : 171 / 13.

(4) رجال الشيخ : 136 / 23.

(5) رجال الشيخ : 321 / 657.

(6) الفهرست : 128 / 582 ، وفيه أنّ له كتاب يرويه عنه عبد الله الأصم.

٢٦١

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال عن مسمع كردين أبي سيّارة ، فقال : هو ابن مالك من أهل البصرة وكان ثقة(1) .

وفيتعق : عن صاحب المدارك أنّه قيل : وجد بخطّ الشهيدرحمه‌الله : عن يحيى بن سعيد أنّ مسمع بن مالك أو عبد الملك ممدوح. وفي الوجيزة : ثقة(2) . وهو الحقّ ، لأنّ التوثيق من باب الظنون الاجتهاديّة أو الخبر ، والموثّق منه حجّة كما حقّقناه في الفوائد.

وربما يظهر من الأخبار شفقة خاصّة منهمعليهم‌السلام بالنسبة إليه(3) ؛ وحديث توليته الغوص واكتسابه أربعمائة ألف درهم وإتيانه خمسها إلى الصادقعليه‌السلام وقولهعليه‌السلام : جميع ما اكتسبت مالنا ، وقوله : أحمل الجميع إليك ، وتحليلهعليه‌السلام جميعها له ، مشهور في غير موضع مذكور(4) ، ويظهر منه أيضاً نباهته ، وفيه من أمارات الجلالة والقوّة مثل كثرة الرواية وغيرها ممّا مرّ في الفوائد(5) .

قلت : ذكره في حاوي الأقوال في قسم الضعفاء(6) ، وهو ليس بمكانه.

والحال عند من يجعل التوثيق من باب الظنون الاجتهادية معلومة ، وكذا عند من يجعله من باب الخبر ويعمل بالموثّق ، وأمّا عند مَن لا يعمل‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 310 / 560.

(2) الوجيزة : 322 / 1872.

(3) راجع الكافي 1 : 323 / 1 و 2 : 246 / 3.

(4) انظر الكافي 1 : 337 / 3.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(6) حاوي الأقوال : 336 / 2087.

٢٦٢

به فلا شكّ أنّ في قولجش بعنوان الجزم « وقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّي لأعدّك لأمر عظيم » دلالة على المدح ، وكذا قوله « روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأكثر واختصّ به » إن لم نقل بدلالة قوله « سيّد المسامعة وسابقه ولاحقه » على ذلك ، مع الإغماض عن جزم العلاّمة بذلك أيضاً وذكره في القسم الأوّل وتصريحه في ضح بأنّه عظيم المنزلة(1) ؛ فهو إمّا ثقة أو ممدوح لا محالة.

والعجب منهرحمه‌الله في ترجمة المهدي مولى عثمان يقول : سند رواية المدح لم يتّضح طريقه إلاّ أنّ جزم الشيخ بذلك كافٍ في هذا الباب(2) ، وهنا لا يكتفي بجزمجش مع أنّهرحمه‌الله أضبط من الشيخ وأعرف بالرجال!.

2980 ـ مسهر بن عبد الملك بن سلع :

الهمداني(3) الكوفي أبو زيد ، أسند عنه ،ق (4) .

2981 ـ مسيب بن نجبة :

ن (5) . وزادي : الفزاري(6) .

وفيكش : قال الفضل بن شاذان : من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم. إلى أن قال : والمسيب بن نجبة(7) .

وفيقب : مسيب بن نجبة بفتح النون والجيم والموحّدة كوفي‌

__________________

(1) إيضاح الاشتباه : 300 / 705.

(2) ذكره في قسم الحسن من الحاوي.

(3) في نسخة « م » : الجيواني.

(4) رجال الشيخ : 321 / 666.

(5) رجال الشيخ : 70 / 4. وفي نسخة « م » في الموردين : نجية.

(6) رجال الشيخ : 58 / 8.

(7) رجال الكشّي : 69 / 124.

٢٦٣

مخضرم ، من الثانية ، مقبول ، قتل سنة خمس وستّين(1) .

2982 ـ المشمعل :

بالشين المعجمة والعين المهملة ، ابن سعد الأسدي الناشري بالنون والشين المعجمة بعد الألف قبل الراء ثقة من أصحابنا ، لم يرو عنه إلاّ عبيس بن هشام ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وروى عن أبي بصير ،صه (2) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب الدّيات يشترك فيه هو وأخوه الحكم(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه(4) .

قلت : تبعصه جش في قوله « لم يرو عنه إلاّ عبيس » وقد صرّح فيست كما رأيت برواية أحمد بن ميثم عنه ، فتدبّر.

2983 ـ مصاد بن عقبة الجزري :

أسند عنه ،ق (5) .

2984 ـ مصادف :

مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام .

روى عنهعليه‌السلام ، وهو ضعيف ،صه (6) .

وفيظم : مولاه أيضاً(7) .

__________________

(1) تقريب التهذيب 2 : 250 / 1141.

(2) الخلاصة : 173 / 20 ، وفيها : مشعل ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(3) رجال النجاشي : 420 / 125.

(4) الفهرست : 171 / 769.

(5) رجال الشيخ : 319 / 634.

(6) الخلاصة : 261 / 11.

(7) رجال الشيخ : 359 / 5. و « أيضاً » لم ترد في نسخة « م ».

٢٦٤

وفيكش : محمّد بن مسعود ، عن أحمد بن منصور الخزاعي ، عن أحمد بن الفضل الخزاعي ، عن ابن أبي عمر ، عن علي بن عطية [ عن مصادف(1) ] قال : اشترى أبو الحسنعليه‌السلام ضيعة بالمدينة أو قال : قرب المدينة ثمّ قال لي : إنّما اشتريتها للصبية يعني ولد مصادف وذلك قبل أن يكون من أمر مصادف ما كان(2) .

2985 ـ مصبح بن الهلقام :

بالقاف ، ابن علوان العجلي ، يكنّى أبا محمّد ، قريب الأمر ،صه (3) .

وزادجش : إخباري ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتب ، عنه جعفر بن عبد الله المحمدي(4) .

2986 ـ مصدّق بن صدقة :

ج (5) . وزادق : المدائني ، أخوه الحسن رويا أيضاً عن أبي الحسنعليه‌السلام (6) .

وفيصه ما نقله عنكش في محمّد بن الوليد(7) وزاد : وروى ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضّال قال : الحسن بن صدقة أحسبه أزديّاً وأخوه مصدّق رويا عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام وكانوا ثقات(8) .

__________________

(1) أثبتناه من المصدر.

(2) رجال الكشّي : 449 / 846.

(3) الخلاصة : 173 / 21.

(4) رجال النجاشي : 421 / 1126.

(5) رجال الشيخ : 406 / 20.

(6) رجال الشيخ : 320 / 650 ، وفيه : وأخوه الحسن. إلى آخره.

(7) وفيه : قال الكشّي : مصدق بن صدقة ومعاوية بن حكيم ومحمّد بن الوليد الخزّاز ومحمّد بن سالم بن عبد الحميد هؤلاء كلّهم فطحيّة وهم من أجلّة العلماء والفقهاء والعدول وبعضهم أدرك الرضاعليه‌السلام وكلّهم كوفيون.

(8) الخلاصة : 173 / 26.

٢٦٥

وقالشه : لا وجه لإدخاله في هذا القسم أي الأوّل من بين الفطحيّة الثقات كإسحاق بن عمّار وغيره من بني فضّال ، والأولى جعله من القسم الثاني(1) ، انتهى.

وفيكش ما ذكرهصه في محمّد(2) .

وفيتعق : مرّ في أخيه الحسن توقّف العلاّمة في مثل هذا التعديل(3) ؛ وقوله « لا وجه له »(4) مرَّ في إبراهيم بن صالح ما يمكن الجواب عنه(5) (6) .

أقول : لعلّ عدم توقّفهرحمه‌الله هنا لانضمام تعديلكش إلى توثيق علي بن الحسن بن فضّال ، بل هذا هو الظاهر.

هذا ، وفي ذكر الشيخ إيّاه فيج بعد ذكره فيق دلالة على دركه أربعة من الأئمةعليهم‌السلام ، ولم يذكره فيظم وضا ، فتأمّل.

وقولكش كما مرّ في محمّد : وبعضهم أدرك الرضاعليه‌السلام ، يشير إلى أنّهعليه‌السلام آخِر من أدركوه ، فتدبّر.

2987 ـ مصعب بن يزيد الأنصاري :

قال أبو العبّاس : ليس بذاك ، وقال أبو جعفر ابن بابويهرحمه‌الله : إنّه عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام ،صه (7) .

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 82.

(2) رجال الكشّي : 563 / 1062.

(3) الخلاصة : 45 / 51.

(4) في التعليقة : لا وجه. إلى آخره.

(5) فيه أنّ الأصل عندهم عدم اعتبار رواية غير المؤمن من حيث أنّه غير مؤمن كقاعدة ، أما لو انجبر وأُيّد بما يجبر ويؤيّد فلا شبهة في عملهم بها واعتبارهم لها.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

(7) الخلاصة : 261 / 13. وفي نسخة « م » بدل مصعب : مصدّق.

٢٦٦

جش إلى قوله : ليس بذاك ؛ وزاد : له كتاب ، علي بن الحسن الطويل عنه به(1) .

وفيتعق : للصدوق طريق إليه(2) ؛ وفي النقد : الظاهر أنّ ما ذكرهجش غير ما ذكره ابن بابويه(3) (4) .

قلت : وجزم بذلك في الوسيط وقال : فإنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بواسطة(5) ، انتهى. وعلى فرض الاتحاد العمل المذكور لا يجديه نفعاً أصلاً.

2988 ـ مصقلة بن هبيرة :

هرب إلى معاوية ،ي (6) .

وزادصه : من أصحاب عليعليه‌السلام (7) .

قلت : كان قد اشترى مصقلة هذا من عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام معقل بن قيس سبيّ بني ناجية وكانوا قد ارتدّوا ، فاشتراهم وأعتقهم بمائتي ألف وقيل بخمسمائة ألف ، وادّى منها النصف وهرب إلى معاوية ، فقالعليه‌السلام : ترّحه الله فعل فعل السيّد وفرّ فرار العبيد وخان خيانة الفاجر ، أمّا عتقهم‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 419 / 1122.

(2) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 20.

(3) نقد الرجال : 345 / 4.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

(5) الوسيط : 246 ، وانظر الكافي 2 : 87 / 3 حيث روى عنهعليه‌السلام بواسطة العوام بن الزبير.

وذكر السيّد الخوئي معلّقاً على ما في المقام : على أنّه لو كان من عنونه النجاشي هو عامل أمير المؤمنين عليه‌السلام لذكره في كتابه في الطبقة الأُولى. معجم رجال الحديث : 18 / 174. چ‌

(6) رجال الشيخ : 59 / 36.

(7) الخلاصة : 260 / 1.

٢٦٧

فقد مضى لا سبيل عليه(1) .

2989 ـ مطّلب بن زياد الزهري :

القرشي المدني ، ثقة ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام نسخة ،صه (2) .

وزادجش : أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه بها(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(4) .

2990 ـ المظفر بن جعفر بن محمّد :

ابن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن ابي طالبعليه‌السلام ، روى عنه التلعكبري إجازة كتب العيّاشي عن ابنه(5) جعفر بن محمّد عن أبيه أبي النضر ، يكنّى أبا طالب ،لم (6) .

وفيتعق : هو ابن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي كما روى عنه الصدوقرحمه‌الله كذلك كثيراً مترحّماً(7) ، ولا يبعد أن يكون من مشايخه ،

__________________

(1) راجع التهذيب 10 : 139 / 551 وشرح ابن أبي الحديد : 3 / 144 والغارات : 245 248.

(2) الخلاصة : 173 / 23.

(3) رجال النجاشي : 423 / 1136.

(4) الفهرست : 168 / 754.

(5) في المصدر : عن أبيه ، والظاهر صحّة ما في المتن ، فهو جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي الراوي لكتب أبيه كما يظهر ذلك من مشيخة الفقيه : 4 / 92 ورجال الشيخ : 459 / 10.

(6) رجال الشيخ : 500 / 58.

(7) معاني الأخبار : 111 / 3 ، وروى عنه مترضياً كما في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 254 / 3 ، 2 : 76 / 5 ، 138 / 1 والتوحيد : 179 / 13 والخصال : 343 / 8 ، 450 / 54 ، 517 / 4.

٢٦٨

وقيل : إنّ المظفّر الثاني تكرار وسهو وإنّه كما في المتن ، وفيه تأمّل(1) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر ، عنه التلعكبري(2) .

2991 ـ المظفر بن محمّد بن أحمد :

أبو الجيش البلخي ، متكلّم ، مشهور الأمر ، سمع الحديث فأكثر ، له كتب كثيرة ، كتاب مجالسه مع المخالفين في معاني مختلفة ، كتاب فدك ، كتاب الردّ على مَن جوّز على القديم البطلان ، كتاب الأرزاق والآجال ، كتاب الأنساب وأنّه غير هذه الجملة. ثمّ ذكر الكتب الآتية عنست وقال(3) : أخبرنا بكتبه شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان.

ومات أبو الجيش سنة سبع وستّين وثلاثمائة(4) ، وقد قرأ على أبي سهل النوبختيرحمه‌الله ،جش (5) .

ونحوهصه ( وفيها بدل البلخي : الخراساني )(6) .

وفيست : متكلّم ، له كتاب(7) في الإمامة ، وكان عارفاً بالأخبار ، وكان من غلمان أبي سهل النوبختي ، فمن كتبه كتاب المثالب سمّاه فعلت فلا تلم ، كبير ، وله كتاب نقض العثمانيّة للجاحظ ، وله كتاب الاعراض(8) والنكت في الإمامة ، وغير ذلك ، وكان شيخنا أبو عبد اللهرحمه‌الله قرأه عليه وأخذه عنه(9) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

(2) هداية المحدّثين : 145. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) في نسخة « ش » : فقال.

(4) في نسخة « ش » : ومائة.

(5) رجال النجاشي : 422 / 1130.

(6) الخلاصة : 170 / 9. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(7) في المصدر : كتب.

(8) كذا في الفهرست ، وفي رجال النجاشي ورد : الأغراض.

(9) الفهرست : 169 / 758 ، وفيه : قرأ عليه وأخذ عنه.

٢٦٩

أقول : ذكره في الحاوي في قسم الضعفاء(1) ، وهو غريب ، بل على ذلك يجب إدخاله(2) ( رحمة الله ) فيهم أيضاً.

وفي الوجيزة : ممدوح(3) .

قلت : بل لا يبعد عدّه في الثقات.

وفيمشكا : ابن محمّد الخراساني ، عنه المفيدرحمه‌الله فإنّه شيخه(4) .

2992 ـ معاذ بن الأسود بن قيس :

العبدي الكوفي تابعي ، أسند عنه ،ق (5) .

وفي نسخة : معان ، بالنون.

2993 ـ معاذ بيّاع الأكسية :

هو ابن كثير ، وكذا بياع الكرابيس على الظاهر ،تعق (6) .

2994 ـ معاذ بن ثابت الجوهري :

له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن الصفّار وسعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسن بن علي بن يوسف المعروف بابن بقاح ، عنه ،ست (7) .

وفيتعق : هو في طريق الصدوق إلى عمرو بن جميع(8) ، ويروي‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 337 / 2092.

(2) أي : صاحب الحاوي ، قال الشيخ المامقاني : 3 / 220 : وهو اعتراض موجّه إذ لم يرد في حقّه كلمة ثقة من أحد.

(3) الوجيزة : 323 / 1886.

(4) هداية المحدّثين : 145. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 32 / 647 ، وفيه : معان.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

(7) الفهرست : 168 / 755.

(8) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 76.

٢٧٠

عنه ابن أبي عمير في الحسن بإبراهيم(1) (2) .

قلت : في ذلك دلالة على الوثاقة ، وفي رواية جماعة كتابه دلالة على الاعتماد ، وعدم القدح من الشيخ فيست فيه يدلّ على كونه من الإماميّة ؛ فإذن هو إمامي ممدوح لا محالة.

وفيمشكا : ابن الثابت ، عنه ابن بقاح(3) .

2995 ـ معاذ بن كثير الكسائي :

الكوفي ،ق (4) .

وفي الإرشاد ممّن روى صريح النصّ بالإمامة من أبي عبد اللهعليه‌السلام على ابنه أبي الحسن موسىعليه‌السلام من شيوخ أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . إلى آخر ما مرّ في سليمان بن خالد(5) ، فلاحظ.

وفيتعق : في نوادر كتاب الصوم من الفقيه : عن معاذ بن كثير ويقال له : معاذ بن مسلم الهرّاء(6) ، فيظهر منه اتّحادهما ، ويومئ إليه التلقّب بالهراء ، أي : بيّاع الثياب الهرويّة.

وفي التهذيب أحاديث تدلّ على مدح ابن كثير(7) وي بعضها معاذ بن كثير بيّاع الكرابيس(8) ، ويحتمل أن يكون هو الكسائي(9) .

__________________

(1) أمالي الصدوق : 236 / 2 المجلس الثامن والأربعون ، وفيه : معاذ الجوهري.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

(3) هداية المحدّثين : 145. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال الشيخ : 314 / 542.

(5) الإرشاد : 2 / 216.

(6) الفقيه 2 : 110 / 471.

(7) في التعليقة نقل حديثين في مدحه عن الكافي ، الكافي 1 : 220 / 1 و 8 : 237 / 318.

(8) التهذيب 7 : 4 / 11.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

٢٧١

قلت : يريد بذلك احتمال اتّحاد معاذ بن كثير الكسائي مع بيّاع الكرابيس كما أشار إليه سابقاً لاحتمال كونه هو الكسائي المشهور النحوي ، فإنّ اسمه علي ؛ وأمّا اتّحاده مع ابن مسلم فيحتاج إلى التأمّل.

وفي الوجيزة : ابن كثير الكسائي وثّقه المفيد(1) . ثمّ ذكر ابن مسلم ووثّقه(2) كما يأتي.

وفيمشكا : ابن كثير الممدوح ، ثبيت عنه(3) .

2996 ـ معاذ بن مسلم النحوي :

ثقة ؛ روىكش عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير قالا : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن معاذ ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : بلغني أنّك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قلت : نعم ، وأردت أنْ أسألك عن ذلك قبل أنْ أخرج : إنّي أقعد في المسجد فيجي‌ء الرجل فيسألني عن الشي‌ء فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون ، ويجي‌ء الرجل أعرفه بمودّتكم وحبّكم فأخبره بما جاء عنكم ، ويجي‌ء الرجل لا أعرفه ولا ادري مَن هو فأقول : جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا ، فادخل قولكم فيما بين ذلك ؛ قال : فقال لي : اصنع كذا فإني كذا أصنع ،صه (4) .

فيقر : ابن مسلم الهرّاء(5) . وزاد فيق الأنصاري الكوفي أسند عنه(6) .

__________________

(1) الوجيزة : 323 / 1887‌

(2) الوجيزة : 323 / 1887.

(3) هداية المحدّثين : 146 ، والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(4) الخلاصة : 171 / 12.

(5) رجال الشيخ : 137 / 43.

(6) رجال الشيخ : 314 / 541.

٢٧٢

وفيكش : في معاذ بن مسلم الفرّاء النحوي : حدّثني حمدويه وإبراهيم. إلى آخر ما ذكرهصه (1) .

وفيتعق : مرّ في محمّد بن الحسن بن أبي سارة : وهم أي : محمّد بن الحسن ومعاذ بن مسلم والحسن بن أبي سارة أهل بيت فضل وأدب ، وعلى معاذ تفقّه الكسائي علم العرب ، والقرّاء يحكون كثيراً : قال أبو جعفر الرواسي ومحمّد بن الحسن ، وهم ثقات لا يطعن عليهم بشي‌ء(2) ، انتهى.

والظاهر غفلة المصنّف عن ذلك ، ولعلّ المنشأ إضمار كلمة « عنه » بعد « يحكون » وكون « قال أبو جعفر » ابتداء كلام ، فيكون التوثيق من الرواسي ويكون مجهولاً ولا يعتدّ به ؛ لكن بأدنى تأمّل يظهر أنّ قوله « قال أبو جعفر » محكي القُرّاء في كتبهم(3) ، وكذا قوله « ومحمّد بن الحسن » أي : يحكون كثيراً بهاتين العبارتين.

وربما يتوهّم كون « الفرّاء » بالفاء ويكون عطفاً على الكسائي ، وجُوّز على هذا احتمال آخر ، وهو أنْ يكون « ومحمّد بن الحسن » مقولاً لقول أبي جعفر ، أي : قال أبو جعفر إنّ محمّد بن الحسن أيضاً كالكسائي والفرّاء يحكي عنه ؛ وهذا توهّم عجيب وتجويز غريب ، فإنّ الفراء هو معاذ ، وضمير « يحكون » للجمع ، و « يحكون » بلا عطف ، وإضمار عنه خلاف الظاهر ، ومحمّد بن الحسن غير معهود على هذا ، وكلمة « أيضاً » فقدانها غير ملائم. وبالجملة : الفساد قطعي.

__________________

(1) رجال الكشّي : 252 / 470.

(2) انظر رجال النجاشي : 324 / 883 ، وفيه : وعلى معاذ ومحمّد فَقِه الكسائي. إلى آخره.

(3) في النسخ زيادة : أي.

٢٧٣

وفي البلغة ذكره بعنوان الهراء وكتب تحته : أستاذ الفراء النحوي ، وهو أيضاً(1) يقال له معاذ الفراء ، وهو المخترع لعلم التصريف ، كما نص عليه جماعة من علماء الأدب منهم خالد الأزهري.

وقال المعاصر دام فضله في حاشية الوجيزة : الظاهر أنه الفرّاء المشهور ، ويظهر من الكشّاف والجوهري أنّه أستاذه ، وفيه ملا يخفى(2) ، انتهى.

وفي نفس الوجيزة : وابن مسلم الهراء أُستاذ الفراء النحوي ثقة(3) .

والظاهر أنّ الهراء عن الشيخ سهو واشتباه من النسخة ، فإنّ الفراء باتّصال الفاء باللام يصير الهراء.

وفي النقد : كأنّه الفراء النحوي المشهور ، ووثّقهجش في ترجمة محمّد بن الحسن بن أبي سارة(4) ، انتهى.

ومضى في ابن كثير(5) ما له دخل.

وفي التهذيب في كتاب القضاء في الصحيح عن عبد الله بن المغيرة عن معاذ الفراء : وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام يسمّيه النحوي. ثمّ ذكر كما مرّ عنكش وفي آخره : رحمك الله هكذا فاصنع(6) (7) .

__________________

(1) وهو أيضاً ، لم ترد في المصدر.

(2) بلغة المحدّثين : 420.

(3) الوجيزة : 323 / 1888 ، وفيها : معاذ بن مسلم الفرّاء النحوي ثقة. وفي النسخة الخطيّة منها : 55 كما في المتن.

(4) نقد الرجال : 346 / 8.

(5) أي معاذ بن كثير.

(6) التهذيب 6 : 225 / 539 ، وفيه معاذ الهرّاء.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 334.

٢٧٤

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائري في قسم الثقات وقال بعد نقل ما مرّ عنصه : قلت : ذكرهجش في ترجمة محمّد بن الحسن فقال : معاذ بن مسلم بن أبي سارة هو ابن عمّ محمّد بن الحسن بن أبي سارة ، ثقة ، وعلى معاذ ومحمّد فَقِه الكسائي علم العرب(1) ، انتهى.

وقال مولانا عناية الله بعد ذكر ما فيكش وجخ : تقدّم عنجش في محمّد بن الحسن بن أبي سارة. وكتب في الحاشية : فيه أنّ معاذاً هذا ثقة من أهل بيت علم وأدب لا يطعن عليه(2) ، انتهى.

وأمّا ما ظنّه الأُستاذ العلاّمة دام مجده منشأً ، فلا يسبق إلى ذهن قطٍ ، بل هو غلط صرف.

ثمّ إنّ ما مرّ عنتعق من كون الهرّاء سهواً في كلام الشيخ ، فقد رأيت في ترجمة ابن كثير نقله هو نفسه عن الفقيه أيضاً كذلك ، وفي نسختي من الاختيار أيضاً الهراء ، وكذا في نسخة مولانا عناية الله(3) ، ومرّ ابنه الحسين أيضاً بهذا الوصف(4) ، فلاحظ.

وعن كتاب طبقات النحاة للسيوطي أنّ معاذ بن مسلم شيعي من رواة جعفر ومن أعيان النحاة وأوّل من وضع علم الصرف ، وقول الكافيجي : إنّ واضعه معاذ بن جبل ، خطأٌ ، ويقال له الهرّاء لأنّه كان يبيع الثياب الهروية(5) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 154 / 620.

(2) مجمع الرجال : 6 / 79 وهامش رقم (2) ، إلاّ أنّ الموجود في الهامش : فيه أنّ محمّداً هذا ثقة ومن أهل بيت علم وأدب لا يطعن عليه ، وعلى معاذ فقه الكسائي علم العربية واللسان ، انتهى. والظاهر أنّ إبدال معاذ بمحمّد سهو من النسّاخ ، فلاحظ.

(3) مجمع الرجال : 6 / 97.

(4) عن رجال الشيخ في أصحاب الصادقعليه‌السلام : 169 / 66.

(5) بغية الوُعاة 2 : 290 / 2006.

٢٧٥

وقال ابن خلّكان : تأدّب عليه الكسائي وروى عنه الحديث أيضاً ونقل عنه في كتبه كثيراً ، وكان معاذ شيعياً. إلى آخر كلامه(1) .

وفي الكشّاف في تفسير سورة مريم : الهراء أُستاذ الفراء(2) .

وعن الكشف : قيل له الهراء لأنّه كان يبيع الثياب الهروية(3) ، ومثله في الصحاح والقاموس(4) ، فتدبّر.

وفي حاشية نسخة من(5) الوجيزة منه : ربما يظنّ أنّه الفراء المشهور ، ويظهر من الكشّاف والجوهري وغيرهما(6) أنّه أُستاذه ، انتهى.

وفيمشكا : ابن مسلم الثقة ، حسين ابنه عنه ، وعبد الله بن المغيرة الثقة(7) .

2997 ـ معان بن الأسود :

كما في نسخة ، مرّ في معاذ(8)

2998 ـ معاوية بن حكيم بن معاوية :

ابن عمّار الدهني ، ثقة جليل في أصحاب الرضاعليه‌السلام ، قالهجش . وقالكش : إنّه فطحي وهو عدل عالم ،صه (9) .

__________________

(1) انظر وفيات الأعيان 5 : 218 / 725.

(2) الكشّاف : 2 / 520.

(3) كشف النقاب عن الأسماء والألقاب 2 : 456 / 1512.

(4) الصحاح : 6 / 2434 ، القاموس المحيط : 4 / 403.

(5) نسخة من ، لم ترد في نسخة « ش ».

(6) في نسخة « م » : وغيره.

(7) هداية المحدّثين : 146. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(8) عن رجال الشيخ : 320 / 647 ، وفيه : معان.

(9) الخلاصة : 167 / 3.

٢٧٦

وزادجش على ما سبق : له كتب وله نوادر ، علي بن الحسن بن فضّال عنه بكتبه(1) .

وفيج : ابن حكيم(2) . وزاد فيدي : ابن معاوية بن عمّار(3) . وفيلم : روى عنه الصفّار(4) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله والصفّار ، عنه.

وله كتاب الطلاق وكتاب الحيض وكتاب الفرائض ، حمدان القلانسي عنه(5) .

وما فيكش نقلهصه في ترجمة محمّد بن الوليد(6) .

وفيتعق : روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(7) ولم يستثن.

وفي البلغة : وقيل ثقة ، وليس ببعيد(8) .

وفي التهذيب في باب عدّة اليائسة : والذي ذكرناه هو مذهب معاوية بن حكيم بن متقدّمي فقهاء أصحابنا وجميع فقهائنا المتأخّرين(9) . ولعلّ فيه‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 412 / 1098.

(2) رجال الشيخ : 406 / 19.

(3) رجال الشيخ : 424 / 42 ، وفيه زيادة : الكوفي.

(4) رجال الشيخ : 515 / 133.

(5) الفهرست : 165 / 734.

(6) رجال الكشّي : 563 / 1062 ، وفيه بعد أن عدّ جماعة هو فيهم قال : قال أبو عمرو : هؤلاء كلّهم فطحيّة وهم من أجلّة العلماء والفقهاء والعدول وبعضهم أدرك الرضاعليه‌السلام وكلّهم كوفيون.

(7) التهذيب 9 : 399 / 1244.

(8) بلغة المحدّثين : 421 / 26 ، وفيها : موثّق.

(9) التهذيب 8 : 138 / ذيل الحديث 481.

٢٧٧

شهادة على عدم فطحيّة.

وفي الكافي : وكان معاوية بن حكيم يقول : ليس عليهنّ عدّة(1) . وفيه أيضاً إشارة إلى ما قلناه(2) .

وفيمشكا : ابن حكيم الثقة ، عنه محمّد بن علي بن محبوب ، وحمدان القلانسي ، والصفّار ، وعلي بن الحسن بن فضّال ، وابن بطّة عن أحمد بن أبي عبد الله عنه ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى(3) .

2999 ـ معاوية بن سعيد :

له مسائل عن الرضاعليه‌السلام ، محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عنه بها ،جش (4) .

وفيضا : ابن سعيد الكندي(5) . وزاد فيق : الكوفي(6) .

وفيتعق : مضى في أخيه محمّد أنّهما معروفان(7) (8) .

قلت : في ذلك إشارة إلى المدح ، لأنّ المراد المعروفية بالخير ؛ وظاهرجش كونه إماميّاً ، وفي الوجيزة ذكره وقال : له مسائل عن الرضاعليه‌السلام (9) .

__________________

(1) الكافي 6 : 85 / ذيل الحديث 5.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 335.

(3) هداية المحدّثين : 146. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال النجاشي : 410 / 1904 ، وفيه : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن معاوية بن سعيد عن الرضاعليه‌السلام .

(5) رجال الشيخ : 389 / 39.

(6) رجال الشيخ 310 / 488.

(7) عن رجال الشيخ : 290 / 155.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 336.

(9) الوجيزة : 323 / 1892.

٢٧٨

وفيمشكا : ابن سعيد ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(1) .

3000 ـ معاوية بن شريح :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه ، [ست (2) ]. والظاهر أنّه ابن ميسرة بن شريح.

وفيتعق : هذا هو الظاهر كما يظهر من الأخبار ، وقال الصدوق عند ذكر طرقه : وما كان فيه عن معاوية بن شريح فقد رويته. إلى أن قال : عن معاوية بن ميسرة بن شريح(3) .

هذا ، ويروي عنه البزنطي(4) وابن أبي عمير(5) ، وحسّنه خاليرحمه‌الله (6) (7) .

أقول : أمّا في الوجيزة فلم أجده على ما في نسختين عندي(8) ،

__________________

(1) هداية المحدّثين : 146 ، وفيها زيادة : وصفوان. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(2) الفهرست : 166 / 737. وما بين المعقوفين أثبتناه من المنهج.

(3) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 16 ، وفيه : وما كان فيه عن معاوية بن ميسرة فقد رويته. إلى أن قال : عن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي.

وذكر أيضاً طريقه إلى معاوية بن شريح قائلاً : فقد رويته عن أبي رضي‌الله‌عنه عن سعيد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عثمان بن الحسين عن معاوية بن شريح ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 65.

(4) الكافي 5 : 177 / 11 ، التهذيب 7 : 86 / 368 ، وفيهما : معاوية بن ميسرة.

(5) الكافي 3 : 514 / 6 و 564 / 1 ، التهذيب 4 : 16 / 41.

(6) الوجيزة : 404 / 336.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 336.

(8) نعم في أصل الوجيزة لم يرد ذكره ، ولكن ذكره عند تعرضه لطرق الصدوق وجعله ممدوحاً.

٢٧٩

وظاهرست كونه إماميّاً ، وبعد رواية المذكورين عنه يكون إماميّاً ممدوحاً.

هذا ، وصرّح مولانا عناية الله باتّحاده مع ابن ميسرة(1) ، وهو الظاهر.

3001 ـ معاوية بن عثمان :

له كتاب ، رواه أيّوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عنه ،جش (2) .

وفيتعق : ويروي عنه ابن أبي عمير في الصحيح(3) (4) .

أقول : الكلام فيه كما في الذي قبيله(5) .

3002 ـ معاوية بن عمّار بن أبي معاوية :

خبّاب(6) بن عبد الله الدهني مولاهم كوفي ودهن من بجيلة ـ ، كان وجهاً في أصحابنا ومقدماً ، كبير الشأن ، عظيم المحل ، ثقة وكان أبوه عمّار ثقة في العامة وجهاً يكنّى أبا معاوية وأبا القاسم وأبا حكيم ، وكان له من الولد القاسم وحكيم ومحمّد ؛ روى معاوية عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وله كتب ، عنه ابن أبي عمير ومحمّد بن سكين ، ومات سنة خمسٍ وسبعين ومائة ،جش (7) .

__________________

(1) مجمع الرجال : 6 / 99.

(2) رجال النجاشي : 411 / 1095.

(3) الكافي 4 : 63 / 5. وأضاف في جامع الرواة : 3 / 239 قائلاً : روى هذا الخبر بعينه مع شي‌ء زائد عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمّار عن إسماعيل بن يسار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في التهذيب في باب فضل الصلاة من أبواب الزيادات 2 : 238 / 941 ، والظاهر أنّ ابن عثمان في الكافي اشتباه والصواب ابن عمّار بقرينة اتّحاد الخبر وكثرة رواية ابن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة عنه ، والله أعلم.

(4) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(5) حيث إنّ ظاهر النجاشي كونه إماميّاً ، وبضميمة رواية المذكورين عنه يصير إماميّاً ممدوحاً.

(6) في نسخة « م » : حباب.

(7) رجال النجاشي : 411 / 1096.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

إلى مواضعها فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته انشقّت عن كبده١ .

و في الخبر : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أو صني قال : احفظ لسانك .

قال : أو صني قال : احفظ لسانك قال : أوصني قال : احفظ لسانك ويحك و هل يكبّ الناس على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم٢ .

و عنهمعليهم‌السلام : يعذب اللّه اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح .

فيقول : أي : رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح فيقال له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك و انتهك به الأموال و الفروج٣ .

١٦ الحكمة ( ١٧٩ ) و قالعليه‌السلام :

اَللَّجَاجَةُ تَسُلُّ اَلرَّأْيَ « تسل » بضمّ التاء من السل .

و عنهعليه‌السلام : من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا قيل : و ما هن ؟ قال : العجلة ، و التواني ، و اللجاج ، و العجب٤ .

و في ( المروج ) : قال معاوية : قبّح اللّه اللجاج إنّه لعقور ، ما ركبته قط إلاّ خذلت٥ .

و في ( أنساب البلاذري ) كان ابن الزبير رجلا إذا عرض له الرأي أمضاه

____________________

( ١ ) مروج الذهب ٣ : ٢٠ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ١١٣ الرواية ٣ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ١١٥ الرواية ١٦ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٨ : ٤٣ الرواية ٣٤ الباب ١٦ ، و ٧٨ : ٦٥ الرواية ١٤٤ الباب ١٦ .

( ٥ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٠ .

٣٤١

من غير روية و لا مشاورة ، فكتب إلى عبد اللّه بن مطيع في نفي بني أمية عن المدينة إلى الشام و مروان يومئذ شيخهم و ابنه عبد الملك ناسكهم و من يصدرون عن رأيه ، و كان بعبد الملك جدري ظهر به ، فأشخصهم ابن مطيع ،

فحمل مروان ابنه عبد الملك على جمل و شدّه عليه شدّا ، فدخلهم من إخراجهم من المدينة أمر عظيم ، فاجتمع وجوه قريش إلى ابن الزبير فقالوا : إنّما بعثت أفاعي لا يبل سليمها ، أمثل مروان و بني امية يشخصون إلى الشام فوجّه ابن الزبير رسولا إلى ابن مطيع بكتاب يأمره فيه بإقرار بني امية بالمدينة و ترك إشخاصهم ، فأتبعهم حتى و افاهم بأدني أرض الشام ، فعرض عليهم الإنصراف فأبوا ، و قال عبد الملك و قد نقه من مرضه للرسول : قل لأبي خبيب : إنّا نقول « لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه » يصنع اللّه لنا١ .

١٧ الحكمة ( ١٨١ ) و قالعليه‌السلام :

ثَمَرَةُ اَلتَّفْرِيطِ اَلنَّدَامَةُ وَ ثَمَرَةُ اَلْحَزْمِ اَلسَّلاَمَةُ في ( العقد ) : قالوا : لا ينبغي للعاقل أن يستصغر شيئا من الخطأ و الزلل ،

فانه متى استصغر الصغير يوشك أن يقع في الكبير ، فقد رأينا الملك يؤتى من العدو المحتقر ، و رأينا الصحة تؤتى من الداء اليسير ، و رأينا الأنهار تندفق من الجداول الصغار٢ .

و قالوا : لا يكون الذم من الرعية لراعيها إلاّ لإحدى ثلاث : كريم قصر به عن قدره فاحتمل لذلك ضغنا ، أو لئيم بلغ ما لا يستحق فأورثه ذلك بطرا ،

____________________

( ١ ) الأنساب ، للبلاذري .

( ٢ ) لم نعثر عليه في العقد الفريد .

٣٤٢

و رجل منع حظّه من الإنصاف فشكا تفريطا .

و قيل لرجل سلب ملكه : ما الذي سلبك ملكك ؟ قال : دفع شغل اليوم إلى غد ، و التماس عدّة بتضييع عدد ، و استكفاء كلّ مخدوع عن عقله .

١٨ الحكمة ( ١٨٢ ) و ( ٤٧١ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ خَيْرَ فِي اَلصَّمْتِ عَنِ اَلْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي اَلْقَوْلِ بِالْجَهْلِ أقول : رواه ( الروضة ) و أكثروا الكلام في أفضلية الصمت و الكلام١ ،

ففي ( ديوان المعاني ) : عن أبي تمام قال : تذاكرنا الكلام و الصمت في مجلس سعيد بن عبد العزيز ، فقال : ليس النجم كالقمر ، إنّك إنّما تمدح السكوت بالكلام و لا تمدح الكلام بالسكوت٢ .

و قال بعضهم :

لئن ندمت على سكوتي مرة

لقد ندمت على الكلام مرارا٣

و قيل : لو كان بعض الكلام من ورق لكان جلّ السكوت من ذهب٤ .

إلاّ أنّ الصواب : أنّ الكلام من حيث هو أفضل ، فقد قال تعالىخلق الإنسان ٥ ،علّمه البيان ٦ و قال عز و جل .فلما كلّمة قال إنّك اليوم

____________________

( ١ ) روضة الكافي للكليني ٨ : ٢ ح ٤ .

( ٢ ) ديوان المعاني ١ : ١٤٩ .

( ٣ ) الظرائف : ٥٨ ، كذلك المستطرف ١ : ١٨٧ ، لملك في الفرس .

( ٤ ) الظرائف : ٥٨ .

( ٥ ) الرحمن : ٣ .

( ٦ ) الرحمن : ٤ .

٣٤٣

لدينا مكين أمين ١ .

و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : المرء بأصغريه قلبه و لسانه٢ .

و قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه٣ .

فإن كان للكلام مقتض فلا خير في السكوت ، و ان لم يكن فلا خير في الكلام ، كما قالعليه‌السلام فكلامهعليه‌السلام هو القول الفصل في المقام و لبعضهم :

عجبت لإزراء العيي بنفسه

و صمت الذي [ قد ] كان بالقول أعلما

و في الصمت ستر في العيي و إنّما

صحيفة لب المرء أن يتكلّما

و أراد جمع ذم الحجاج و شتمه لسليمان بن عبد الملك لأنّ الحجاج أراد خلعه ، فقال بعضهم : انّه قنور بن قنور و أتى بكلمات من هذا القبيل فقال سليمان : ما هذا الشتم فقال آخر : إنّ عدو اللّه كان يتزيّن تزيّن المومسة و يصعد المنبر فيتكلّم بكلام أولياء اللّه و ينزل فيعمل عمل الجبابرة فقال سليمان : هذا الكلام .

هذا و ابن أبي الحديد لم ينقل العنوان إلاّ من الأخير ، مع أنّ الأول في جميع النسخ ، و صدقه ابن ميثم فهو مما كرّره المصنف سهوا٤ .

١٩ الحكمة ( ١٨٦ ) و قالعليه‌السلام :

لِلظَّالِمِ اَلْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ أقول : إنّما قالعليه‌السلام « للظالم البادي » لأن المنتقم لا لوم عليه ، قال

____________________

( ١ ) يوسف : ٥٤ .

( ٢ ) بحار ٧ : ٤ ح ١ .

( ٣ ) بحار ٤٠ : ١٦٣ ح ٥٤ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٩ .

٣٤٤

تعالى .فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .١ و قال تعالىو جزاء سيئة سيئة مثلها .٢ و قالوا : البادى‏ء أظلم .

و أما الظالم البادى‏ء فقد قال تعالىو يوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ٣ .

و في ( الكامل ) في قصة قتل المقتدر و حرب مونس معه : كان المقتدر قد أمر فنودي : من جاء بأسير فله عشرة دنانير و من جاء برأس فله خمسة دنانير فلما انهزم أصحابه لقيه جمع من أصحاب مونس فشهروا عليه سيوفهم فقال : ويحكم أنا الخليفة قالوا قد عرفناك يا سفلة أنت خليفة إبليس تبذل في كلّ رأس خمسة دنانير و في كلّ أسير عشرة دنانير ، فضرب على عاتقه و ذبح و أخذوا عليه جميع ما عليه حتى تركوه مكشوف العورة فستره بعضهم بحشيش٤ .

هذا و ابن أبي الحديد قدّم العنوان من هنا قريبا من ثلاثين عنوانا٥ .

٢٠ الحكمة ( ٢١٥ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْخِلاَفُ يَهْدِمُ اَلرَّأْيَ أقول : إنّ الرأي كبنيان ، و الخلاف هدم له ، و الشواهد له كثيرة ، و منها قصّة جذيمة الأبرش و مخالفته رأي قيصر و منها قصّة هوازن في حنين

____________________

( ١ ) البقرة : ١٩٤ .

( ٢ ) الشورى : ٤٠ .

( ٣ ) الفرقان : ٢٧ .

( ٤ ) الكامل ٨ : ٢٤٢ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٦٩ ، عنونه برقم ( ١٥٢ ) .

٣٤٥

و مخالفة رئيسهم دريد في رأيه .

٢١ الحكمة ( ٢٤٣ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا اِزْدَحَمَ اَلْجَوَابُ خَفِيَ اَلصَّوَابُ قالوا : الغلط يوجب اللغط و قال المأمون لهاشمي رفع صوته على آخر : الصواب : في الأسدّ لا الأشدّ .

و قال العتابي : لو سكت من لا يعلم عمّا لا يعلم سقط الاختلاف .

و كان المفضل الضبي إذا لم يرض الجواب أنشد الذي أجابه قول الفرزدق :

أعد نظرا يا عبد قيس فإنّما

أضاءت لك النار الحمار المقيدا١

٢٢ الحكمة ( ٢٢١ ) و قالعليه‌السلام :

بِئْسَ اَلزَّادُ إِلَى اَلْمَعَادِ اَلْعُدْوَانُ عَلَى اَلْعِبَادِ أقول : و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتّقوا الظلم فإنّه ظلمات يوم القيامة٢ و قال تعالىإنّ ربّك لبالمرصاد ٣ قال الصادقعليه‌السلام : المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة و كما أنّ عدوان العباد بئس الزاد للمعاد بئس الرياش للمعاش٤ .

____________________

( ١ ) ديوان الفرزدق : ١٨٠ و فيه « فربما » بدلا من « فإنما » .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٣٢ .

( ٣ ) الفجر : ١٤ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٣١ .

٣٤٦

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أتاني جبرئيل قط إلاّ و عظني و آخر قوله لي « إيّاك و مشارّة الناس فإنّها تكشف العورة و تذهب بالعزّ و في خبر فإنّها تورث المعرة و تظهر المعورة١ .

و عن الصادقعليه‌السلام : من زرع العداوة حصد ما بذر٢ .

٢٣ الحكمة ( ٢٤١ ) و قالعليه‌السلام :

يَوْمُ اَلْمَظْلُومِ عَلَى اَلظَّالِمِ أَشَدُّ مِنَ اَلظَّالِمِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ و الحكمة ( ٣٤١ ) و قالعليه‌السلام :

يَوْمُ اَلْعَدْلِ عَلَى اَلظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ اَلْجَوْرِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ أقول : الأصل فيهما واحد ، و قد غفل المصنّف في الثاني عن الأول و إلاّ لقال بعد الأول : « و روي بلفظ آخر » ، أو نبّه في الثاني على مرّه بلفظ آخر .

و كيف كان ففي ( الكافي ) : دخل رجلان على الصادقعليه‌السلام في مداراة بينهما ، فلما سمع كلامهما قال : أما إنّه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم ، أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم ، و من يفعل الشرّ فلا ينكر الشرّ إذا فعل به ، إنّما يحصد ابن آدم ما يزرع ، و ليس يحصد أحد من المرّ حلوا و لا من الحلو مرّا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما٣ .

و عنهعليه‌السلام : من ظلم سلّط اللّه عليه من يظلمه أو سلّط على عقبه أو على

____________________

( ١ ) بحار الأنوار ٧٣ : ٤٠٨ الرواية ١٣ .

( ٢ ) البحار ٧٣ : ٤٠٩ الرواية ١٥ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ ح ٢٢ .

٣٤٧

عقب عقبه ، يقول تعالى و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريّة ضعافا خافوا عليهم فليتقوا اللّه و ليقولوا قولاً سديداً١ .

و عنهعليه‌السلام : أوحى اللّه تعالى إلى نبي في مملكة جبّار أن ائته و قل له : إنّي لم أستعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال ، و إنّما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين ، و إنّي لم أدع ظلامتهم و إن كانوا كفّارا٢ .

و عن الباقرعليه‌السلام : ما انتصر اللّه من ظالم إلاّ بظالم ، قال تعالى : و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون٣ .

في ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) : عن ( كتاب العبر ) : كان المعروف ببكبوش وزر لجلال الدولة بن بويه و استولى على أمره ، فقبض بكبوش على رجل من نباه البصرة و صادره و استأصله و خلاه كالميت ، فلما كان في بعض الأيام ركب بكبوش في مركب عظيم فصادف الرجل فقال له الرجل : اللّه بيني و بينك ، و اللّه لأرمينك بسهام الليل ، فأمر بكبوش بالإيقاع به فضرب حتى ترك ميتا و قال له : هذه سهام النهار قد أصابتك فلما كان بعد ثلاثة أيام قبض جلال الدولة على بكبوش و اجلس في حجرة على حصير و وكّل به من يسي‏ء إليه ، فدخل الفرّاشون لكنس الحجرة و شيل الحصير الذي تحته فوجدت رقعة فأخذها الفراشون و سلّموها إلى ابن الهدهد ( فراش سالار ) فقال : من طرحها ؟

فقال : ما دخل أحد و لا خرج و قرئت فإذا فيها :

سهام الليل لا تخطي و لكن

لها أمد و للأمد انقضاء

أتهزأ بالدعاء و تزدريه

تأمّل فيك ما صنع الدعاء

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ ح ١٣ ، و الآية ٩ من سورة النساء .

( ٢ ) بحار الانوار ١٤ : ٤٦٤ ح ٣٦ باب ٣١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ الرواية ١٩ ، و الآية ١٢٩ من سورة الأنعام .

٣٤٨

فأخبر جلال الدولة بشرح القصة ، فأمر الفراشين بضرب فكّه حتى تقع أسنانه و عذّب بكلّ نوع حتى هلك١ .

٢٤ الحكمة ( ٢٧٥ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَلطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ وَ ضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ وَ رُبَّمَا شَرِقَ شَارِبُ اَلْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ وَ كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ اَلشَّيْ‏ءِ اَلْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ اَلرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ وَ اَلْأَمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ اَلْبَصَائِرِ وَ اَلْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لاَ يَأْتِيهِ « الطمع مورد غير مصدر و ضامن غير وفي » شبّهعليه‌السلام الطمع تارة بمن يوردك الماء و لا يصدرك فتهلك و اخرى بمن يضمن لك نيلك المقصود و لا يفي لك فتخيّب و يصدّق ما قالهعليه‌السلام طمع و افد البراجم فأورده و لم يصدره و ضمن له و لم يف و شرحه أنّ أسعد بن المنذر كان مسترضعا في بني دارم انصرف ذات يوم من صيده و به نبيذ ، فبعث كما تعبث الملوك ، فرماه رجل من بني دارم بسهم فقتله ، فغزاهم أخوه عمرو بن هند ملك الحيرة فقتلهم يوم القصيبة و يوم أوارة ، ثم أقسم ليحرقن منهم مائة فأخذ تسعة و تسعين رجلا منهم فقذفهم في النار ثم أراد أن يبرّ قسمه فأتى بعجوز فقالت :

ألا فتى يفدي هذه العجوز ثم قالت : هيهات صارت الفتيان حمما و مر وافد البراجم و هم بنو مالك بن حنظلة فاشتم رائحة اللحم فظنّ أنّ الملك يتّخذ طعاما ، فعرج إليه فأتي به إليه فقال له : من أنت ؟ قال : وافد البراجم فقال : الشقي وافد البراجم ثم أمر به فقذف في النار ، فعيّرت بنو تميم لطمع البرجمي في أكل الشواء بحب الطعام ، فقال بعضهم :

____________________

( ١ ) التذكرة ، لسبط ابن الجوزي : ٣٩٠ ٣٩١ .

٣٤٩

ألا أبلغ لديك بني تميم

بآية ما يحبّون الطعاما

إذا ما مات ميت من تميم

فسرك أن يعيش فجى‏ء بزاد

بخبز أو بتمر أو بلحم

أو الشي‏ء الملفف في البجاد

تراه ينقب البطحاء حولا

ليأكل رأس لقمان بن عاد١

« و ربما شرق شارب قبل ريه » مسكين ابن آدم مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة و تنتنه العرقة و تقتله الشرقة .

« و كلّما عظم قدر الشي‏ء المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده » في ( الكافي ) :

كتب الجوادعليه‌السلام إلى رجل : ذكرت مصيبتك بابنك الذي كان أحب ولدك إليك ،

إنّما يأخذ اللّه تعالى من الولد و غيره أزكى ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة٢ .

« و الأماني تعمي أعين البصائر » ، .و غرتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه . . ٣ ،ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به . . ٤ .

و في ( أمالي الشيخ ) : عن أبي المفضل عن رجل عن ابن السكيت عن الهاديعليه‌السلام : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إيّاكم و الإيطال بالمنى فإنّها من بضائع العجزة .

و أنشد ابن السكيت :

إذا ما رمى بي الهمّ في ضيق مذهب

رمت بالمنى عنه إلى مذهب رحب٥

« و الحظ يأتي من لا يأتيه » في ( الكامل ) بعد ذكر استيلاء علي بن بويه في

____________________

( ١ ) الأغاني ٢٢ : ١٩٢ ، و هو لابن الصعق العامري .

( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٠٥ ح ١٠ .

( ٣ ) الحديد : ١٤ .

( ٤ ) النساء : ١٢٣ .

( ٥ ) الأمالي للشيخ : ٥٨ .

٣٥٠

سنة ( ٣٢٢ ) على شيراز : طلب الجند أرزاقهم فلم يكن عنده ما يعطيهم ، فكاد ينحل أمره فقعد في غرفة دار الإمارة يفكّر في أمره ، فرأى حيّة خرجت من موضع في سقف تلك الغرفة و دخلت في ثقب هناك ، فدعا الفرّاشين ففتحوا الموضع فرأوا و راءه بابا فدخلوه إلى غرفة اخرى و فيها عشرة صناديق مملوة مالا و مصوغا و كان فيها ما قيمته خمسمائة ألف دينارا فأنفقها و ثبت ملكه إن كان قد أشرف على الزوال .

و حكى أنّه أراد أن يفصل ثيابا فدلّوه على خيّاط كان لياقوت صاحب شيراز قبله فأحضره فحضر خائفا و كان أصم ، فقال له عماد الدولة علي بن بويه : لا تخف فإنّما أحضرناك لتفصّل ثيابا فلم يفهم ما قال ، فابتدأ و حلف بالطلاق إنّ الصناديق التي عنده لياقوت ما فتحتها فتعجبّ من هذا الاتفاق فأمره بإحضارها فأحضر ثمانية صناديق فيها مال و ثياب قيمته ثلاثمائة ألف دينار ، ثم ظهر له من ودائع ياقوت يعقوب و عمرو ابني ليث جملة كثيرة فامتلأت خزائنه و ثبت ملكه١ .

٢٥ الحكمة ( ٢٨٥ ) و قالعليه‌السلام :

بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اَلْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ اَلْغِرَّةِ أي : فلا تتعظون ، كمن لا يستضي‏ء بالنور إذا كان بينه و بينه حجاب ،

و المراد حثّهم على إزالة حجاب الغرةيا أيها الناس إنّ وعد اللّه حق فلا تغرّنّكم الحياة الدّنيا و لا يغرّنّكم باللّه الغرور ٢ فان لم يسعوا في رفع

____________________

( ١ ) الكامل ٨ : ٢٧٦ ٢٧٧ .

( ٢ ) فاطر : ٥ .

٣٥١

الحجاب يضرب لهم حجاب في القيامة يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى و لكنكم فتنتم أنفسكم و تربصتم و ارتبتم و غرّتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه و غرّكم باللّه الغرور ١ .

٢٦ الحكمة ( ٣٤٧ ) و قالعليه‌السلام :

اَلثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ اَلاِسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ قالت بنو تميم لسلامة بن جندل كما في ( العيون ) : اثن علينا بشعرك .

فقال : افعلوا حتى أثني٢ .

و قال عمرو بن معديكرب :

فلو أنّ قومي أنطقتني رماحهم

نطقت و لكن الرماح أجرت

و تقول العرب : لا تهرف قبل أن تعرف ، أي : لا تطنب في الثناء قبل الاختبار٣ .

« و التقصير عن الاستحقاق عي أو حسد » مدح رجل من أشراف تميم آخر منهم عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في وفدهم عليه ، فقال الممدوح : قصّر في وصفي فذمّه المادح ثم قال : ما كذبت في مدحي الأول و صدقت في ذمّي الثاني رضيت عنه فقلت فيه أحسن ما أعرفه ، و أغضبني فقلت فيه شرّ ما أعرفه فأعجب

____________________

( ١ ) الحديد : ١٣ ١٤ .

( ٢ ) العيون ٣ : ١٦٩ .

( ٣ ) عيون الأخبار ٣ : ١٦٩ .

٣٥٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كلامه و قال : إنّ من البيان لسحرا١ .

٢٧ الحكمة ( ٣٤٨ ) و قالعليه‌السلام :

أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ الحكمة ( ٤٧٧ ) و قالعليه‌السلام :

أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهُ أقول : الأصل فيهما واحد ، و قد غفل المصنف في الثاني عن الأوّل حتى ينبّه على ذلك كما هو دأبه ، و مفادهما واحد و المراد أنّ كلّ ذنب عدّه صاحبه هيّنا و خفيفا يصير أشدّ ذنب و لو كان ذنبا صغيرا .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما روي في ( الكافي ) : اتّقوا المحقرات من الذنوب فإنّها لا تغفر بأن يذنب و يقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك٢ .

و قال الصادقعليه‌السلام كما روي أيضا إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه : إيتوني بحطب فقالوا : نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب .

قال : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فأتوا بما صار بعضه على بعض .

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هكذا تجتمع الذنوب ، إيّاكم و المحقرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شي‏ء طالبا يقول تعالى . و نكتب ما قدّموا و آثارهم و كلّ شي‏ء أحصيناه في إمام مبين٣ .

____________________

( ١ ) الفقيه ٤ : ٣٧٩ الرواية ٥٨ الباب ٢ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٢٨٧ ح ١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٢٨٨ ح ٣ ، و الآية ١٢ من سورة يس .

٣٥٣

و في دعاء أبي حمزة : إلهي ما عصيتك و أنا بربوبيتك جاحد ، و لا بأمرك مستخفّ ، و لا لو عيدك متهاون ، و لا لعقوبتك متعرّض ، و لكن خطيئة عرضت و سوّلت لي نفسي و غلبني هواي و أعانني عليها شقوتي١ .

و تارك الصلاة كافر دون الزاني ، لأن الزاني يزني من غلبة الشهوة و تارك الصلاة يتركها استخفافا بها و قالواعليهم‌السلام : لا تنال شفاعتنا مستخفا بالصلاة٢ هذا ، و نقل ابن المعتز في ( بديعه ) العنوان بلفظ آخر فقال : قال عليعليه‌السلام : « إنّ أعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه »٣ .

٢٨ الحكمة ( ٣٦٢ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ اَلْمِرَاءَ في ( الكافي ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقي اللّه تعالى بهنّ دخل الجنّة من أي باب شاء : من حسن خلقه ، و خشي اللّه في المغيب و المحضر ، و ترك المراء و إن كان محقّا٤ .

و عن ابن أبي ليلى : لا أماري أخي فإمّا أن اكذبه و إمّا أن اغضبه٥ .

٢٩ الحكمة ( ٨٤ )

 وَ اِعْلَمُوا أَنَّ يَسِيرَ اَلرِّيَاءِ شِرْكٌ وَ مُجَالَسَةَ أَهْلِ اَلْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلْإِيمَانِ

____________________

( ١ ) مفاتيح الجنان : ٣٤٥ .

( ٢ ) فقيه من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٠٦ ح ٦١٨ ، و هو للإمام الصادقعليه‌السلام .

( ٣ ) البديع لابن المعتز : ٣٧ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٠٠ ح ٢ .

( ٥ ) العقد الفريد ٣ : ٢٠ .

٣٥٤

وَ مَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ جَانِبُوا اَلْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ وَ اَلصَّادِقُ عَلَى شُرُفِ مَنْجَاةٍ وَ كَرَامَةٍ وَ اَلْكَاذِبُ عَلَى شَفَا مَهْوَاةٍ وَ مَهَانَةٍ وَ لاَ تَحَاسَدُوا فَإِنَّ اَلْحَسَدَ يَأْكُلُ اَلْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ اَلنَّارُ اَلْحَطَبَ وَ لاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا اَلْحَالِقَةُ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَلْأَمَلَ يُسْهِي اَلْعَقْلَ وَ يُنْسِي اَلذِّكْرَ فَأَكْذِبُوا اَلْأَمَلَ فَإِنَّهُ غُرُورٌ وَ صَاحِبُهُ مَغْرُورٌ

٣٥٥

« و اعلموا أنّ يسير الرياء شرك » روى باب رياء ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال : كلّ رياء شرك ، و من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، و من عمل للّه كان ثوابه على اللّه١ .

و عنهعليه‌السلام : قال تعالى : أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبل منه ألاّ ما كان خالصا٢ .

« و مجالسة أهل الهوى منسأة للايمان » فسر ابن أبي الحديد٣ « منسأة » بالنسيان و تبعه ابن ميثم و الخوئي و الصواب : كونه من « نسيئة البيع » و من قولهم « نسأت الإبل عن الحوض » إذا أخّرتها و دفعتها عنه ، و يقال للعصا منسأة لكونها آلة دفع المكروه و تأخيره قال شاعر :

أمن أجل حبل لا أباك ضربته

بمنسأة قد جر حبلك أحبلا٤

و قال آخر :

إذا دببت على المنسآة من هرم

فقد تباعد عنك اللهو و الغزل

و بالجملة المراد بالمنسأة العصا ، قال تعالى في سليمانعليه‌السلام . تأكل منسأته . .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٠١ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي : ٢٩٥ ح ٩ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٦ الخطبة ٨٥ .

( ٤ ) لسان العرب ١٤ : ١١٨ ، و البيت منسوب لأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٥٦

« و محضرة للشيطان » روى مجالسة أهل معاصي ( الكافي ) عن الجعفري قال : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : مالي رأيتك عند عبد الرحمان بن أبي يعقوب فقلت : إنّه خالي فقال : إنّه يقول في اللّه قولا عظيما ، يصف اللّه و لا يوصف ، فإما جلست معه و تركتنا و إمّا جلست معنا و تركته فقلت : هو يقول ما شاء ، أي شي‏ء علي منه إذا لم أقل بقوله فقال : أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى و كان أبوه من أصحاب فرعون فتخلّف ليعظ أباه و يلحقه بموسى فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا ، فأتى موسىعليه‌السلام الخبر فقال : هو في رحمة اللّه و لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قاربت المذنب دفاع١ .

« جانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب للايمان » قال تعالىإنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون .٢ و روى باب كذب ( الكافي ) عنهعليه‌السلام : لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله و جدّه٣ .

و عن الباقرعليه‌السلام : إنّ الكذب هو خراب الإيمان٤ .

« الصادق على شرف منجاة و كرامة » هكذا في ( المصرية )٥ ، و لكن في ( ابن أبي الحديد٦ و ابن ميثم و الخوئي و الخطية ) : « الصادق على شفا منجاة و كرامة » فهو الصحيح .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٧٤ ح ٢ .

( ٢ ) النحل : ١٠٥ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ١٠٥ ح ٨ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٣٩ الرواية ٤ .

( ٥ ) الطبعة المصرية : ٢٠٣ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٤ ، الخطبة ( ٨٥ ) ، شرح الخوئي ٦ : ١٢٤ الخطبة ( ٨٥ ) ، و شرح ابن ميثم البحراني ٢ : ٢٨١ الخطبة ( ٨٣ ) أما الخطية النسخية فكما ذكر العلاّمة انظر ص ٥٧ في النسخة الخطية .

٣٥٧

و روى باب صدق ( الكافي ) عن الباقرعليه‌السلام : إنّ الرجل ليصدق حتى يكتبه اللّه صديّقا١ .

و عن الصادقعليه‌السلام : إنّ العبد ليصدق حتى يكتب عند اللّه من الصادقين و يكذب حتّى يكتب عند اللّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال تعالى : صدق و برّ ، و إذا كذب قال تعالى : كذب و فجر٢ .

و في ( تاريخ بغداد ) : كان لربعي بن خراش ابنان عاصيان زمن الحجاج ،

فقيل للحجاج إنّ أباهما لم يكذب قط فلو أرسلت إليه فسألته عنهما ، فأرسل إليه أين ابناك ؟ فقال : هما في البيت قال : قد عفونا عنهما لصدقك٣ .

و في السير : إنّ الحجاج أراد قتل أحد من أسارى أصحاب ابن الأشعث فقال له : لا تقتلني كان ابن الأشعث يوما يسبّك و أنا نهيته فقال : لك شاهد قال نعم ، و دعا أحد من الأسارى فشهد له ، فقال الحجاج : أنت نهيته قال : لا قال :

لم قال : لأني كنت مبغضك فقال الحجاج : عفوت عنكما الأول لدفاعه عنّي و الثاني لصدقه٤ .

« و الكاذب على شفا » هكذا في ( المصرية )٥ و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية و الخوئي ) : « على شرف »٦ فهو الصحيح ، و إنما « شفا » كان في السابقة ، و ( المصرية ) عكست .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٣٨ الرواية ٢ .

( ٢ ) الكافي ١ : ١٠٥ ح ٩ .

( ٣ ) تاريخ بغداد ٨ : ٤٣٣ .

( ٤ ) لم نعثر عليه في تراجم الحجاج و لا في كتب التاريخ الشهيرة .

( ٥ ) الطبعة المصرية لمحمّد عبده : ٢٠٣ .

( ٦ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٤ ، ابن ميثم ٢ : ٢٨١ و النسخة الخطية كذلك انظر ص ٥٧ من النسخة الخطية ، و شرح الخوئي كذلك ٦ : ١٢٤ .

٣٥٨

« مهواة » أي : هوي و سقوط .

« و مهانة » أي : حقارة مصدر « مهن » .

في ( أمالي القالي ) : خرج أو في بن مطر الخزاعي و جابر الرزامي و مالك الرزامي من مازن ليغيروا على بني أسد بن خزيمة ، فلقوهم فقتل مالك و أرتث أو في جريحا ، فقال لجابر : احملني قال : إنّ بني أسد قريب و أنت ميت لا محالة ، و أن يقتل واحد خير من أن يقتل اثنان قال : فازحف بي إلى عماية قال :

فضاء لا يسترك منها شي‏ء قال : فانهض بي إلى قساس قال : ما قساس إلاّ حرملة لبني أسد قال : في أوان قال إنّما ذلك تحت أيديهم فأتى الحي فأخبرهم أنّ أوفى و مالكا قد قتلا ثم أن أوفى تحامل إلى بعض المياه فتعالج به حتى برئ ، ثم أقبل فقال رجل من القوم و جابر فيهم لو لا أن الموتى لم يأن بعثها لأنبأتكم أنّ هذا أو فى قال أبو عبيدة : فانسل جابر من القوم فما يدرى أين وقع و لا ولده إلى الساعة استحياء من القوم من الكذبة التي كذبها١ .

و عنهعليه‌السلام : الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار ، و لا يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع ابرة صدق فيسمّى عند اللّه كذّابا٢ .

و في ( كامل المبرد ) : روي أنّ أشراف الكوفة كانوا يظهرون بالكناسة فيتحدّثون على دوابهم حتى تطردهم الشمس ، فوقف عمرو بن معديكرب الزبيدي و خالد بن الصعقب النهدي ، فأقبل عمرو يحدّثه فقال : أغرنا مرة على بني نهد فخرجوا مستزعقين أي مقدمين لخالد بن الصعقب فحملت عليه فطعنته فأرديته ثم ملت بالصمصامة فأخذت رأسه ، فقال خالد خلل أي :

____________________

( ١ ) ذيل الأمالى : ٩١ .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٢ : ٢٥٩ ح ٢٤ .

٣٥٩

استتر أبا ثور ان قتيلك هو المحدّث١ .

و قال ابن أبي الحديد : قال الشاعر :

لا يكذب المرء إلاّ من مهانته

أو عادة السوء أو [ من ] قلّة الأدب

لعض جيفة كلب خير رائحة

من كذبة المرء في جدّ و [ في ] لعب٢

« و لا » و في ( ابن ميثم و الخطية ) : « لا »٣ .

« تحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب » في ( معارف ابن قتيبة ) : كان امية بن أبي الصلت قرأ الكتب المتقدّمة و رغب عن عبادة الأوثان و كان يخبر أن نبيّا قد أطلّ زمانه و كان يؤمل أن يكون هو فلما بلغه مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كفر به حسدا ، قالوا : و لما أنشد النبيّ شعره قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : آمن بلسانه و كفر بقلبه٤ .

و حسد قابيل هابيل فقتله .

و قال الخوئي : روي أنّ رجلا كان يغشى بعض الملوك و يقوم بحذائه و يقول له : أحسن إلى المحسن بإساءته فإن المسي‏ء سيكفيك اساءته فحسده رجل على ذلك المقام و الكلام فسعى به إلى الملك ، فقال : إن هذا الذي يقوم بحذائك و يقول ما يقول يزعم أنّ الملك أبخر فقال الملك : و كيف يصحّ ذلك عندي ؟ قال : تدعوه إليك فإنّه إذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشمّ ريحة البخر فقال له : انصرف حتى أنظر فخرج الحاسد و دعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم ، فخرج الرجل من عنده و قام بحذاء الملك على عاداته

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٢ : ٥٦٢ ٥٦٣ .

( ٢ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٣٦٠ .

( ٣ ) في شرح ابن ميثم ورد لفظ « و لا » بخلاف ما ذكره ، أما الخطية فقد ورد « لا » : انظر شرح ابن ميثم ٦ : ٢٨٨ الخطبة ٥٧ .

( ٤ ) المعارف لابن قتيبة : ٦٠ .

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617