بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194098 / تحميل: 7307
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وذكره في الحاوي في الضعاف(1) ، وليس في محلّه.

وفيمشكا : ابن محمّد أبو محمّد المتكلّم الحاذق ، عنه أبو أيّوب الخزّاز ، وأبو بصير(2) .

509 ـ ثعلبة بن عمرو :

أبو عمرة الأنصاري ، ل(3) .

وفيهب : بدريّ ، عنه ابنه عبد الرحمن(4) . ثمّ في الكنى : صحابي ، قتل مع عليّعليه‌السلام (5) .

ويأتي في الحصين بن المنذر مدحه ، وفي الكنى أيضا(6) .

أقول : لم يذكره في الحاوي(7) ولا في الوجيزة ، وهو عجيب سيّما من الثاني.

510 ـ ثعلبة بن ميمون :

مولى بني أسد ، ثمّ مولى بني سلامة منهم ، أبو إسحاق النحوي ، كان وجها في أصحابنا ، وكان قارئا فقيها نحويّا لغويّا راوية ، وكان حسن العمل كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،جش (8) .

صه إلاّ قوله : منهم أبو إسحاق النحوي ، وزاد(9) : وكان فاضلا متقدّما‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 235 / 1280.

(2) هداية المحدّثين : 28.

(3) رجال الشيخ : 12 / 13 ، وفيه : أبو عميرة.

(4) الكاشف 1 : 118 / 717.

(5) الكاشف 3 : 319 / 303.

(6) يأتي ذلك نقلا عن الكشّي : 7 / 14 ، 8 / 17 ، 11 / 24.

(7) بل ذكره في حاوي الأقوال : 369 / 2185 في باب الكنى بعنوان : أبو عمرة الأنصاري.

(8) رجال النجاشي : 117 / 302.

(9) في نسخة « ش » : وزاد صه.

٢٠١

معدودا في العلماء والفقهاء(1) الأجلّة في هذه العصابة ، سمعه هارون الرشيد يدعو في الوتر فأعجبه(2) .

ثمّ زادجش : له كتاب ، عنه به عبد الله بن المزخرف الحجّال.

وفيكش : حمدويه ، عن محمّد بن عيسى : أنّ ثعلبة بن ميمون مولى محمّد بن قيس الأنصاري ، وهو ثقة خيّر فاضل مقدّم معلوم معدود في العلماء والفقهاء الأجلّة(3) من هذه العصابة(4) ، انتهى.

واعلم أنّه يقال له : أبو إسحاق الفقيه كما في جميل(5) ، وأبو إسحاق النحوي كما فيجش .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(6) .

قلت : هو من أعاظم الثقات والزهّاد والعبّاد والفقهاء والعلماء الأمجاد.

وربما يتأمّل في وثاقته لعدم ذكرها بلفظها ـ وما فيكش الظاهر أنّه من محمّد بن عيسى ـ وهذا التأمّل في غاية الركاكة.

ولعمري إنّجش لم يكن يدري بأنّه سيجي‌ء من يقنع بمجرّد ثقة بل بمجرّد رجحانه ، ولا يكفيه جميع ما ذكر ، على أنّ محمّد بن عيسى من الثقات الأجلّة كما ستعرف ، مع أنّ ذكركش ذلك ليس مجرّد حكاية ، بل هو في مقام الاعتماد والاعتداد. ومرّ في الفوائد ماله دخل(7) .

__________________

(1) في المصدر : الفضلاء ، القضاة ( خ ل ).

(2) الخلاصة : 30 / 1.

(3) كذا ورد في هامش المصدر عن نسخة ، وفي المتن : والفقهاء والأجلّة.

(4) رجال الكشّي : 412 / 776 ، وقوله : معدود ، لم ترد فيه.

(5) راجع رجال الكشّي : 375 / 705 في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(6) الوجيزة : 172 / 317.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 76.

٢٠٢

واحتمل بعض أن يكون : وهو ثقة. إلى آخره ، من كلامكش ، قال : وهو خلاف الظاهر.

أقول : واحتمل في الحاوي كونه من كلام حمدويه(1) .

ولا يخفى أنّ المتأمّل في وثاقته متأمّل في وثاقة محمّد ، كما يظهر من كلامه ، وعليه فلا كلام معه.

وأمّا سائر الأوصاف السابقة عنجش فلا تفيد أكثر من الحسن ، والوثاقة مأخوذ فيها مضافا إلى العدالة الضبط. نعم على القول بوثاقة محمّد ـ كما هو الصحيح ـ لا مجال للتوقّف في وثاقته إن قلنا بكون التعديل من باب الإخبار أو الظنون الاجتهادية.

وقد ذكره في الحاوي ـ مع ما عرف من طريقته ـ في الثقات.

وفيمشكا : ابن ميمون الثقة ، عنه أبو محمّد عبد الله بن محمّد المزخرف الحجّال ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعليّ ابن الحكم.

وهو عن زرارة ، وأبي بكر الحضرمي ، والصادق والكاظمعليهما‌السلام (2) .

511 ـ ثوير بن أبي فاختة :

واسم أبي فاختة : سعيد بن علاقة. روىكش عن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن عباد بن بشير ، عن ثوير ، قال : أشفقت على أبي جعفرعليه‌السلام من مسائل هيّأها له عمرو بن ذر وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام.

__________________

(1) حاوي الأقوال : 38 / 116.

(2) هداية المحدّثين : 28.

٢٠٣

وهذا لا يقتضي مدحا ولا قدحا ، فنحن في روايته من المتوقّفين ،صه (1) .

وقالشه : دلالة الخبر على القدح أظهر ، لأنّه يدلّ على عدم علمه بحقيقة الإمامعليه‌السلام على ما ينبغي(2) .

وفيجش : ابن أبي فاختة ، أبو جهم الكوفي ، واسم أبي فاختة سعيد ابن علاقة ، يروي عن أبيه ، وكان مولى أم هاني بنت أبي طالب.

قال ابن نوح : حدّثني جدّي ، عن بكر بن أحمد ، عن محمّد بن عبد الله البزّاز ، عن محمود بن غيلان ، عن شبابة بن سوّار ، قال : قلت ليونس ابن أبي إسحاق : مالك لا تروي عن ثوير؟ فإنّ إسرائيل يروي عنه. قال : ما أصنع به ، كان رافضيّا(3) .

وفيقر : ابن أبي فاختة سعيد بن جهمان مولى أم هاني(4) .

وزادق بعد جهمان : الهاشمي(5) .

وزادين علىق : تابعي(6) .

وفيقب : ابن أبي فاختة ـ بمعجمة مكسورة ومثنّاة ـ سعيد بن علاقة ـ بكسر المهملة ـ الكوفي ، أبو الجهم ، ضعيف ، رمي بالرفض ، من الرابعة(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 30 / 2.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 18.

(3) رجال النجاشي : 118 / 303.

(4) رجال الشيخ : 111 / 5.

(5) رجال الشيخ : 161 / 10 ، وفيه بعد أم هاني : كوفي.

(6) رجال الشيخ : 85 / 5 ، والصواب ـ كما في رجال الميرزا ـ بدلق : قر.

(7) تقريب التهذيب 1 : 121 / 54.

٢٠٤

وفيكش : محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عباد بن بشير(1) ، عن ثوير بن أبي فاختة ، قال : خرجت حاجّا ، فصحبني عمرو(2) بن ذر القاضي وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام ، فكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا : انظر الآن فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفرعليه‌السلام عنها(3) عن ثلاثين كلّ يوم ، وقد قلّدناك ذلك.

قال ثوير : فغمّني ذلك. حتّى إذا دخلت(4) المدينة افترقنا ، فنزلت أنا على أبي جعفرعليه‌السلام ، فقلت له : جعلت فداك إنّ ابن ذر وابن قيس الماصر والصلت صحبوني ، وكنت أسمعهم يقولون : قد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفرعليه‌السلام عنها ، فغمّني ذلك!

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ما يغمّك من ذلك ، إذ جاءوا فأذن لهم. الحديث(5) .

وفيتعق : قيل : ويقال : ثور ، والظاهر أنّه يذكر مكبّرا ومصغّرا ، كما يأتي في الحسين بن ثور(6) .

وقولشه : دلالة الخبر. إلى آخره ، لا تأمّل في كونه من مشاهير الشيعة ، يظهر بملاحظة ما ذكر وغيره ، وحكاية الإشفاق لا تضرّ بالنسبة إلى‌

__________________

(1) في المصدر : محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن بندار القمّي ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن عباد بن بشير. إلى آخره ، وسيشير إليه المصنّف في آخر الترجمة.

(2) في المصدر : عمر.

(3) في المصدر : منها.

(4) في المصدر : دخلنا.

(5) رجال الكشي : 219 / 394.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 114.

٢٠٥

شيعة ذلك الزمان ، وفي جهم بن أبي الجهم(1) ما له ربط(2) .

أقول : عن كتاب ميزان الاعتدال : ثوير بن أبي فاختة من الروافض(3) .

وفي الوجيزة : فيه مدح وذمّ(4) ، فتأمّل.

ثمّ إنّ الإشفاق لا يستلزم ظنّه عجزهعليه‌السلام ليكون غير عارف بحقيقة الإمامعليه‌السلام ، بل لعلّه لإشفاقه عليهعليه‌السلام أن يتأذى لخبثهم ورداءة لسانهم ، أو لعدم تمكّنهعليه‌السلام من إظهار الحقّ تقيّة منهم ؛ فلا يتوجّه إليه ذمّ أصلا.

هذا ، ولا يخفى ما في سند الرواية من السقط فيصه ورجال الميرزا(5) وسبقهماطس (6) ، لأنّ ثوير ينقر ق فكيف يروي عنه محمّد بن قولويه بواسطة واحدة.

والذي في نسختي من الاختيار ونقله في المجمع عنكش هكذا : محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن بندار القميّ ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن عبّاد‌

__________________

(1) قال في التعليقة : 89 في ترجمته : ذكر في ترجمة سعيد بن أبي الجهم أنّ آل أبي الجهم بيت كبير في الكوفة. ولعلّ أبا الجهم هذا هو ثوير بن أبي فاختة ، وجهم هذا هو والد هارون بن الجهم الثقة ، فيكون : جهم ابن ثوير بن أبي فاختة. فعلى هذا يظهر جلالة ثوير وأبيه سعيد. إلى آخره.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 76.

(3) ميزان الاعتدال 1 : 375 / 1408.

(4) الوجيزة : 172 / 322.

(5) منهج المقال : 76.

(6) التحرير الطاووسي : 104 / 71.

٢٠٦

ابن بشير ، عن ثوير بن أبي فاختة. إلى آخره(1) .

512 ـ ثوير بن عمرو :

ابن عبد الله المرهبي(2) الهمداني ، أسند عنه ،ق (3) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 219 / 394 ، مجمع الرجال : 1 / 302 ، وفيه بدل النضر : النصر.

(2) في نسخة « م » : الرهبي.

(3) رجال الشيخ : 161 / 11 ، وفيه بعد الهمداني زيادة : الكوفي.

٢٠٧
٢٠٨

باب الجيم‌

513 ـ جابر بن شمير :

الأسدي ، كوفي ، أبو العلاء ، أسند عنه ،ق (1) .

514 ـ جابر بن عبد الله :

الأنصاري ، ن(2) ، سين(3) .

وزاد ين قبل الأنصاري : ابن حرام ، وبعده : صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (4) . ونحوهقر (5) .

وفيي : المدني ، العربي ، الخزرجي(6) .

وفيل : شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مات سنة ثمان وسبعين(7) .

وفيقب : ابن حرام ، بمهملة وراء(8) .

وفيصه : أوردكش في مدحه روايات كثيرة من غير أن يورد ما يخالفها ، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير.

قال الفضل بن شاذان : إنّه من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 163 / 34.

(2) رجال الشيخ : 66 / 1.

(3) رجال الشيخ : 72 / 1.

(4) رجال الشيخ : 85 / 1 ، وفيه : ابن عمرو بن حزام.

(5) رجال الشيخ : 111 / 1.

(6) رجال الشيخ : 37 / 3.

(7) رجال الشيخ : 12 / 2.

(8) تقريب التهذيب 1 : 122 / 9.

٢٠٩

المؤمنينعليه‌السلام .

وقال ابن عقدة : أنّه منقطع إلى أهل البيتعليهم‌السلام .

وروي مدحه عن محمّد بن مفضل ، عن محمّد بن سنان ، عن حريز ، عن الصادقعليه‌السلام (1) ، انتهى.

وفيكش حديث السابقين(2) .

وفيه أيضا : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي الزبير المكّي ، قال : سألت جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فرفع حاجبيه(3) عن عينيه ـ وقد كان سقط على عينيه ـ فقال : ذلك(4) خير البشر ، أما والله إن(5) كنّا لنعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ببغضهم إيّاه(6) .

محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد ، عن أحمد بن يحيى(7) ، عن محمّد المنقري(8) ، عن عليّ بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان(9) ، عن أبي‌

__________________

(1) الخلاصة : 34 / 1.

(2) رجال الكشّي : 38 / 78 نقل عن الفضل بن شاذان أنّه قال : إنّ من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام : أبو الهيتم بن التيهان ، وأبو أيّوب ، وخزيمة بن ثابت ، وجابر ابن عبد الله.

(3) في نسخة « م » : حاجبه.

(4) في المصدر : ذاك.

(5) في المصدر : إنّا ( خ‌

(6) رجال الكشّي : 40 / 86.

(7) في المصدر : عن محمّد بن أحمد بن يحيى.

(8) في المصدر : عن محمّد بن السفري.

(9) في المصدر : عن فضل بن عثمان.

٢١٠

الزبير المكّي ، قال : رأيت جابرا يتوكّأ على عصاه وهو يدور سكك(1) المدينة ومجالسهم ويقول : عليّ خير البشر من أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ علي ، فمن أبى فلينظر في شأن أمّه(2) .

أبو محمّد جعفر بن معروف ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن عاصم الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ لأبي مناقب ما هي(3) لآبائي ، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجابر بن عبد الله الأنصاري : إنّك تدرك محمّد بن علي ، فأقرئه منّي السلام.

فأتى جابر منزل عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، فطلب محمّد بن عليّعليه‌السلام ، فقال(4) : هو في الكتّاب ، أرسل لك إليه؟ قال(5) : لا ، ولكنّي أذهب إليه.

فذهب في طلبه ، فقال للمعلّم : أين محمّد بن علي؟ قال : هو في تلك الرفقة ، أرسل لك إليه؟ قال : لا ، ولكنّي أذهب إليه.

فجاءه والتزمه(6) وقبّل رأسه وقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسلني إليك برسالة ، أن أقرئك السلام.

قال : عليه وعليك السلام.

ثمّ قال له جابر : بأبي أنت وأمّي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيامة.

__________________

(1) في المصدر : في سكك.

(2) رجال الكشّي : 44 / 93.

(3) في المصدر : ما هنّ.

(4) في المصدر : فقال له عليّعليه‌السلام .

(5) في نسخة « ش » : فقال.

(6) في المصدر : فالتزمه.

٢١١

قال : قد فعلت ذلك يا جابر(1) .

وفيه أحاديث أخر في مدحه.

وفيتعق : في آخر الباب الأوّل منصه عن قي : أنّه من الأصفياء(2) .

ولا يخفى أنّه من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى التوثيق.

ووثّقه خالي(3) .

وقيل : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة(4) .

أقول : الظاهر أنّه الفاضل عبد النبي الجزائري ، فإنّه مع ما عرفت من طريقته ذكره في الثقات وقال : حاله في الانقطاع إلى أهل البيتعليهم‌السلام والجلالة أشهر من أن يذكر ، ولا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة(5) ، انتهى.

وفيطس نحو ما فيصه إلاّ النقل عن ابن عقدة(6) .

ويأتي في أبيه(7) وفي وردان مدحه(8) .

515 ـ جابر المكفوف :

الكوفي ،ق (9) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 42 / 89.

(2) الخلاصة : 192 ، رجال البرقي : 3.

(3) الوجيزة : 173 / 324.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 77.

(5) حاوي الأقوال : 43 / 140.

(6) التحرير الطاووسي : 116 / 83.

(7) وفيه نقلا عن رجال الكشّي : 41 / 87 عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كان عبد الله أبو جابر ابن عبد الله من السبعين ومن الاثني عشر ، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر.

(8) في رجال الكشّي : 123 / 194 عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ارتدّ الناس بعد قتل الحسينعليه‌السلام إلاّ ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم.

وعن حمزة بن محمّد الطيّار مثله وزاد فيه : جابر بن عبد الله الأنصاري.

(9) رجال الشيخ : 163 / 32.

٢١٢

وفيصه : روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسن(1) ، عن العبّاس ، عن جابر المكفوف : أنّ الصادقعليه‌السلام وصله بثلاثين دينارا وعرض بمدحه.

وروى ابن عقدة عن عليّ بن الحسن ، عن عبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : دخلت عليهعليه‌السلام فقال : أما يصلونك؟ فقلت : ربما فعلوا. فوصلني بثلاثين دينارا ، ثمّ قال : يا جابر ، كم من عد إن غاب لم يفقدوه وإن شهد لم يعرفوه ، في أطمار(2) ، لو أقسم على الله لأبرّ قسمه(3) ، انتهى.

وفيكش : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني عليّ بن الحسن. إلى آخر ما نقله عن ابن عقدة(4) .

أقول : الروايتان واحدة إلاّ أنّ الذي فيكش بدل ابن عقدة : محمّد ابن مسعود ، والثانية بلفظها والأولى بمعناها ، كما فيطس أيضا(5) .

هذا ، وفي الوجيزة : ممدوح(6) .

516 ـ جابر بن يزيد :

روىكش فيه مدحا وبعض الذم ، والطريقان ضعيفان ، ذكرناهما في الكتاب الكبير.

وقال السيّد عليّ بن أحمد العقيقي العلوي : روى أبي ، عن عمّار بن‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : عن محمّد عن علي بن الحسن.

(2) أطمار جمع طمر بالكسر ، وهو الثوب الخلق ، تاج العروس : 3 / 360.

(3) الخلاصة : 35 / 3.

(4) رجال الكشّي : 335 / 613.

(5) التحرير الطاووسي : 115 / 82.

(6) الوجيزة : 173 / 325.

٢١٣

أبان(1) ، عن الحسين بن أبي العلاء : أنّ الصادقعليه‌السلام ترحّم عليه وقال : إنّه كان يصدق علينا.

وقال ابن عقدة : روى محمّد بن أحمد(2) بن البرّاء الصائغ ، عن أحمد ابن الفضل ، عن(3) حنّان بن سدير ، عن زياد بن أبي الحلال : أنّ الصادقعليه‌السلام ترحّم على جابر وقال : إنّه كان(4) يصدق علينا ، ولعن المغيرة وقال : إنّه كان يكذب علينا.

وقالغض : جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه ولكن جلّ من روى عنه ضعيف فممّن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ، ومفضّل بن صالح السكوني(5) ، ومنخل بن جميل الأسدي. وأرى الترك لما روى هؤلاء عنه والوقف في الباقي إلاّ ما خرج شاهدا.

وقالجش : جابر بن يزيد الجعفي لقي أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام ، ومات في أيّامه سنة ثمان وعشرين ومائة ، روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا ، منهم : عمرو(6) بن شمر ، ومفضّل بن صالح ، ومنخل بن جميل ، ويوسف بن يعقوب ، وكان في نفسه مختلطا.

وكان شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه تدلّ على الاختلاط ، ليس هذا موضعا لذكرها.

والأقوى عندي الوقف(7) فيما يرويه هؤلاء عنه كما قاله الشيخ ابن‌

__________________

(1) في المصدر : روي عن أبي عمّار بن أبان.

(2) في المصدر : أحمد بن محمّد.

(3) في المصدر : ابن.

(4) كان ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) في المصدر : والسكوني.

(6) في نسخة « م » : عمر.

(7) في المصدر : التوقّف.

٢١٤

الغضائري ،صه (1) .

وفيجش : ابن يزيد أبو عبد الله وقيل : أبو محمّد الجعفي ، عربيّ قديم. نسبه(2) : بني(3) الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مرار بن(4) جعفي. لقي أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام . إلى آخره(5) .

وزاد بعد لذكرها : وقلّ ما يورد عنه شي‌ء في الحلال والحرام.

له كتب ، منها التفسير ، الربيع بن زكريّا الورّاق ، عن عبد الله بن محمّد ، عنه به.

وهذا عبد الله بن محمّد يقال له : الجعفي ، ضعيف.

ثمّ ذكر له عدّة من الكتب وجملة من الطرق(6) .

وفيست : له أصل ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن المفضّل ابن صالح ، عنه.

ورواه حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه.

وله كتاب التفسير ، عمّار(7) بن مروان ، عن منخل بن جميل ، عنه به(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 35 / 2.

(2) في نسخة « ش » : نسبته.

(3) في المصدر : ابن.

(4) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(5) إلى آخره ، لم ترد في نسخة « ش ».

(6) رجال النجاشي : 128 / 332.

(7) كذا ورد في فهرست طبعة مشهد : 73 / 139 والمصادر التي تنقل عنه ، والموجود في طبعه النجف : 45 / 157 : عثمان.

(8) الفهرست : 45 / 157.

٢١٥

وفيقر : ابن يزيد بن حارث بن عبد يغوث الجعفي ، توفّي سنة ثمان وعشرين ومائة على ما ذكر ابن حنبل ، وقال يحيى بن معين : مات سنة اثنين وثلاثين(1) .

وفيق : تابعي ؛ أسند عنه ، روى عنهما(2) .

وفيهب : عنه شعبة والسفيانان ، من أكبر علماء الشيعة ، وثّقه شعبة فشذّ وتركه الحفّاظ(3) .

وفيقب : ضعيف ، رافضي ، من الخامسة ، مات سنة سبع وعشرين ومائة ، وقيل : سنة اثنين وثلاثين(4) .

واعلم أنّ قولصه : التوقّف فيما يرويه هؤلاء ، مشعر بقبول ما يرويه عنه الثقات ، ولعلّه الصواب ، فإنّ(5) تلك الإشعار إن كان ممّا(6) قيلت فيه فلعلّه لسخافة ما نقله عنه هؤلاء الضعفاء ، وإن نقلت عنه أو مضمونها فلعلّ ذلك أيضا من فعل هؤلاء ؛ على أنّ قائلها غير معلوم. وكأنّ مستند نسبة الاختلاط ليس إلاّ هذا ، والله العالم.

وفيكش : حمدويه وإبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي ، فقلت : أنا(7) أسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام . فلمّا دخلت ابتدأني وقال : رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا ، لعن الله المغيرة بن سعيد‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 111 / 6.

(2) رجال الشيخ : 163 / 30.

(3) الكاشف 1 : 122 / 748.

(4) تقريب التهذيب 1 : 123 / 17.

(5) في نسخة « ش » : لأنّ.

(6) في نسخة « ش » : فيما.

(7) في المصدر : لهم.

٢١٦

كان يكذب علينا(1) .

جبرئيل بن أحمد ، حدّثني محمّد بن عيسى ، عن عبد الله بن جبلّة الكناني ، عن ذريح المحاربي ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن جابر الجعفي وما روى ، فلم يجبني ـ وأظنّه قال : سألته بجمع فلم يجبني ـ فسألته الثانية ، فقال لي : يا ذريح ، دع ذكر جابر ، فإنّ السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شيّعوا(2) ـ أو قال : أذاعوا ـ(3) .

وروي عن سفيان الثوري أنّه قال : جابر الجعفي صدوق في الحديث إلاّ أنّه كان يتشيّع(4) . وحكي عنه أنّه قال : ما رأيت أورع بالحديث من جابر(5) .

وفيتعق : قولجش : روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا ، الظاهر أنّه يشير إلى غمزغض وتضعيفه(6) ولم يسندهما إلى نفسه ، ويشير إليه أنّه لم يطعن في بعضهم في ترجمته.

وقوله : قال(7) شيخنا أبو عبد الله ، الظاهر من عبارته في الردّ على الصدوق الآتية في زياد بن المنذر وثاقته(8) .

وقال جدّي : الظاهر أنّه كان من أصحاب أسرارهماعليهما‌السلام ، وكان يذكر بعض المعجزات التي لا تدركها عقول الضعفاء ، فنسبوا إليه ما‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 191 / 336.

(2) في المصدر : شنّعوا.

(3) رجال الكشّي : 193 / 340.

(4) في نسخة « م » : تشيّع.

(5) رجال الكشّي : 195 / 346.

(6) وتضعيفه ، لم ترد في نسخة « م ».

(7) في التعليقة : وكان.

(8) الرسالة العددية ـ ضمن مصنفات الشيخ المفيد ـ : 9 / 35.

٢١٧

نسبوا ، سيّما الغلاة والعامّة.

وروى مسلم في أوّل كتابه ذموما كثيرة في جابر(1) ، والكلّ يرجع إلى الرفض وإلى القول بالرجعة(2) .

ووثّقه خالي(3) .

وغض مع إكثاره في الطعن في الأجلّة قال فيه : ثقة في نفسه(4) . وهذا ينادي بكمال وثاقته.

وقولصه : كما قال الشيخ ابن الغضائري ، فيه شي‌ء إلاّ أنّ الأمر فيه سهل.

وببالي أنّ الكفعمي عدّه من البوّابين لهمعليهم‌السلام (5) .

وقوله : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر ، نقله في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف الناس في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه. إلى آخره(6) .

وهذا يدلّ على أنّ منشأ الاختلاف نقل الأعاجيب عنهمعليهم‌السلام (7) .

ويأتي في خالد بن نجيح ونصر بن الصباح ما له ربط.

أقول : ذكره في الحاوي في الضعاف ، قال(8) : لقدحجش فيه ،

__________________

(1) صحيح مسلم : 1 / 20.

(2) روضة المتقين : 14 / 76.

(3) الوجيزة : 173 / 326.

(4) راجع الخلاصة : 35 / 2.

(5) مصباح الكفعمي : 2 / 218.

(6) بصائر الدرجات : 479 / 4 ، باختلاف كثير ، ولم نجد عين النصّ فيه.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 77.

(8) في نسخة « ش » : وقال.

٢١٨

وتوثيقغض لا يصلح لمعارضته(1) .

قلت : كلامجش ليس صريحا في ضعفه ، وعلى فرضه فالترجيح للتوثيق لترحّم الإمامعليه‌السلام عليه بل تزكيته ، وعدم مقاومتها لقدحجش طريف ، والسند كما ترى صحيح ، مضافا إلى الحديث الآخر الصريح في جلالته أيضا والسند أيضا معتبر.

ويأتي في يونس بن عبد الرحمن : أنّ علم الأئمّةعليهم‌السلام انتهى إلى أربعة أحدهم جابر(2) .

وفي حاشية المجمع من المصنّف عن ميزان الاعتدال : جابر بن يزيد(3) الجعفي الكوفي أحد علماء الشيعة ، ورع في الحديث ما رأيت أورع منه ، صدوق. وذكر ذمّه كثيرا في التشيّع(4) .

والذي نقله في مجالس المؤمنين عن الميزان هكذا : جابر بن يزيد الجعفي أحد علماء الشيعة. وعن ابن مهدي : أنّه كان ورعا في الحديث ما رأيت أورع منه. قال الشعبي : صدوق. وعدّه يحيى بن أبي بكر من أوثق الناس. وقال : وكيع : ثقة. وروى عبد الحاكم(5) عن الشافعي : أنّ سفيان الثوري كان يقول للشعبي : إن قلت في جابر قلت فيك(6) ، انتهى. أي : إن طعنت فيه طعنت فيك.

وأمّا الاستناد إلى الأشعار فعجيب من مثلجش ، كانت منه أو فيه.

__________________

(1) حاوي الأقوال : 241 / 1324.

(2) رجال الكشّي : 485 / 917.

(3) في المصدر زيادة : ابن الحارث.

(4) مجمع الرجال : 2 / 7 ، والذي فيه : وذكر ذمّه أيضا كثيرا.

(5) في الميزان والمجالس : الحكم.

(6) مجالس المؤمنين : 1 / 306.

٢١٩

وما مرّ عنتعق : من أنّ قولصه فيه شي‌ء ، هو : أنّ الذي حكم بهغض ترك ما يرويه هؤلاء والوقف في الباقي ، لا الوقف فيما يرويه هؤلاء كما أورده الفاضل عبد النبي الجزائري أيضا وكذا المحقّق الشيخ محمّد على العلاّمةرحمه‌الله .

والجواب : أنّ المراد من الوقف الترك ، كما اعترف به الأخير.

والمراد بالمماثلة في خصوص هذا المقدار لا غير ، وإليه الإشارة في قوله دام فضله : إلاّ أنّ الأمر سهل.

وفيمشكا : ابن يزيد الجعفي ، عنه عمرو بن شمر ، وعبد الرحمن بن كثير ، وحريز ، وأبو جميلة المفضّل بن صالح ، والسكوني(1) ، وعبد الله بن محمّد ، والمنخل بن جميل الأسدي ، ويوسف بن يعقوب ، وإبراهيم بن سليمان(2) .

517 ـ الجارود بن المنذر :

أبو المنذر الكندي ، النخّاس ، الكوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ثقة ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب ، عليّ بن الحسن بن رباط ، عنه به(4) .

وفيست : ابن المنذر له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه(5) .

__________________

(1) في المصدر : وأبو جميلة المفضّل بن صالح السكوني.

(2) هداية المحدّثين : 28.

(3) الخلاصة : 37 / 6. وفيها : الكندي ، أبو المنذر ، النخّاس ، كوفي.

(4) رجال النجاشي : 130 / 334.

(5) الفهرست : 45 / 158.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

إلى مواضعها فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته انشقّت عن كبده١ .

و في الخبر : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أو صني قال : احفظ لسانك .

قال : أو صني قال : احفظ لسانك قال : أوصني قال : احفظ لسانك ويحك و هل يكبّ الناس على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم٢ .

و عنهمعليهم‌السلام : يعذب اللّه اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح .

فيقول : أي : رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح فيقال له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك و انتهك به الأموال و الفروج٣ .

١٦ الحكمة ( ١٧٩ ) و قالعليه‌السلام :

اَللَّجَاجَةُ تَسُلُّ اَلرَّأْيَ « تسل » بضمّ التاء من السل .

و عنهعليه‌السلام : من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا قيل : و ما هن ؟ قال : العجلة ، و التواني ، و اللجاج ، و العجب٤ .

و في ( المروج ) : قال معاوية : قبّح اللّه اللجاج إنّه لعقور ، ما ركبته قط إلاّ خذلت٥ .

و في ( أنساب البلاذري ) كان ابن الزبير رجلا إذا عرض له الرأي أمضاه

____________________

( ١ ) مروج الذهب ٣ : ٢٠ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ١١٣ الرواية ٣ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ١١٥ الرواية ١٦ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٨ : ٤٣ الرواية ٣٤ الباب ١٦ ، و ٧٨ : ٦٥ الرواية ١٤٤ الباب ١٦ .

( ٥ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٠ .

٣٤١

من غير روية و لا مشاورة ، فكتب إلى عبد اللّه بن مطيع في نفي بني أمية عن المدينة إلى الشام و مروان يومئذ شيخهم و ابنه عبد الملك ناسكهم و من يصدرون عن رأيه ، و كان بعبد الملك جدري ظهر به ، فأشخصهم ابن مطيع ،

فحمل مروان ابنه عبد الملك على جمل و شدّه عليه شدّا ، فدخلهم من إخراجهم من المدينة أمر عظيم ، فاجتمع وجوه قريش إلى ابن الزبير فقالوا : إنّما بعثت أفاعي لا يبل سليمها ، أمثل مروان و بني امية يشخصون إلى الشام فوجّه ابن الزبير رسولا إلى ابن مطيع بكتاب يأمره فيه بإقرار بني امية بالمدينة و ترك إشخاصهم ، فأتبعهم حتى و افاهم بأدني أرض الشام ، فعرض عليهم الإنصراف فأبوا ، و قال عبد الملك و قد نقه من مرضه للرسول : قل لأبي خبيب : إنّا نقول « لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه » يصنع اللّه لنا١ .

١٧ الحكمة ( ١٨١ ) و قالعليه‌السلام :

ثَمَرَةُ اَلتَّفْرِيطِ اَلنَّدَامَةُ وَ ثَمَرَةُ اَلْحَزْمِ اَلسَّلاَمَةُ في ( العقد ) : قالوا : لا ينبغي للعاقل أن يستصغر شيئا من الخطأ و الزلل ،

فانه متى استصغر الصغير يوشك أن يقع في الكبير ، فقد رأينا الملك يؤتى من العدو المحتقر ، و رأينا الصحة تؤتى من الداء اليسير ، و رأينا الأنهار تندفق من الجداول الصغار٢ .

و قالوا : لا يكون الذم من الرعية لراعيها إلاّ لإحدى ثلاث : كريم قصر به عن قدره فاحتمل لذلك ضغنا ، أو لئيم بلغ ما لا يستحق فأورثه ذلك بطرا ،

____________________

( ١ ) الأنساب ، للبلاذري .

( ٢ ) لم نعثر عليه في العقد الفريد .

٣٤٢

و رجل منع حظّه من الإنصاف فشكا تفريطا .

و قيل لرجل سلب ملكه : ما الذي سلبك ملكك ؟ قال : دفع شغل اليوم إلى غد ، و التماس عدّة بتضييع عدد ، و استكفاء كلّ مخدوع عن عقله .

١٨ الحكمة ( ١٨٢ ) و ( ٤٧١ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ خَيْرَ فِي اَلصَّمْتِ عَنِ اَلْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي اَلْقَوْلِ بِالْجَهْلِ أقول : رواه ( الروضة ) و أكثروا الكلام في أفضلية الصمت و الكلام١ ،

ففي ( ديوان المعاني ) : عن أبي تمام قال : تذاكرنا الكلام و الصمت في مجلس سعيد بن عبد العزيز ، فقال : ليس النجم كالقمر ، إنّك إنّما تمدح السكوت بالكلام و لا تمدح الكلام بالسكوت٢ .

و قال بعضهم :

لئن ندمت على سكوتي مرة

لقد ندمت على الكلام مرارا٣

و قيل : لو كان بعض الكلام من ورق لكان جلّ السكوت من ذهب٤ .

إلاّ أنّ الصواب : أنّ الكلام من حيث هو أفضل ، فقد قال تعالىخلق الإنسان ٥ ،علّمه البيان ٦ و قال عز و جل .فلما كلّمة قال إنّك اليوم

____________________

( ١ ) روضة الكافي للكليني ٨ : ٢ ح ٤ .

( ٢ ) ديوان المعاني ١ : ١٤٩ .

( ٣ ) الظرائف : ٥٨ ، كذلك المستطرف ١ : ١٨٧ ، لملك في الفرس .

( ٤ ) الظرائف : ٥٨ .

( ٥ ) الرحمن : ٣ .

( ٦ ) الرحمن : ٤ .

٣٤٣

لدينا مكين أمين ١ .

و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : المرء بأصغريه قلبه و لسانه٢ .

و قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه٣ .

فإن كان للكلام مقتض فلا خير في السكوت ، و ان لم يكن فلا خير في الكلام ، كما قالعليه‌السلام فكلامهعليه‌السلام هو القول الفصل في المقام و لبعضهم :

عجبت لإزراء العيي بنفسه

و صمت الذي [ قد ] كان بالقول أعلما

و في الصمت ستر في العيي و إنّما

صحيفة لب المرء أن يتكلّما

و أراد جمع ذم الحجاج و شتمه لسليمان بن عبد الملك لأنّ الحجاج أراد خلعه ، فقال بعضهم : انّه قنور بن قنور و أتى بكلمات من هذا القبيل فقال سليمان : ما هذا الشتم فقال آخر : إنّ عدو اللّه كان يتزيّن تزيّن المومسة و يصعد المنبر فيتكلّم بكلام أولياء اللّه و ينزل فيعمل عمل الجبابرة فقال سليمان : هذا الكلام .

هذا و ابن أبي الحديد لم ينقل العنوان إلاّ من الأخير ، مع أنّ الأول في جميع النسخ ، و صدقه ابن ميثم فهو مما كرّره المصنف سهوا٤ .

١٩ الحكمة ( ١٨٦ ) و قالعليه‌السلام :

لِلظَّالِمِ اَلْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ أقول : إنّما قالعليه‌السلام « للظالم البادي » لأن المنتقم لا لوم عليه ، قال

____________________

( ١ ) يوسف : ٥٤ .

( ٢ ) بحار ٧ : ٤ ح ١ .

( ٣ ) بحار ٤٠ : ١٦٣ ح ٥٤ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٩ .

٣٤٤

تعالى .فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .١ و قال تعالىو جزاء سيئة سيئة مثلها .٢ و قالوا : البادى‏ء أظلم .

و أما الظالم البادى‏ء فقد قال تعالىو يوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ٣ .

و في ( الكامل ) في قصة قتل المقتدر و حرب مونس معه : كان المقتدر قد أمر فنودي : من جاء بأسير فله عشرة دنانير و من جاء برأس فله خمسة دنانير فلما انهزم أصحابه لقيه جمع من أصحاب مونس فشهروا عليه سيوفهم فقال : ويحكم أنا الخليفة قالوا قد عرفناك يا سفلة أنت خليفة إبليس تبذل في كلّ رأس خمسة دنانير و في كلّ أسير عشرة دنانير ، فضرب على عاتقه و ذبح و أخذوا عليه جميع ما عليه حتى تركوه مكشوف العورة فستره بعضهم بحشيش٤ .

هذا و ابن أبي الحديد قدّم العنوان من هنا قريبا من ثلاثين عنوانا٥ .

٢٠ الحكمة ( ٢١٥ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْخِلاَفُ يَهْدِمُ اَلرَّأْيَ أقول : إنّ الرأي كبنيان ، و الخلاف هدم له ، و الشواهد له كثيرة ، و منها قصّة جذيمة الأبرش و مخالفته رأي قيصر و منها قصّة هوازن في حنين

____________________

( ١ ) البقرة : ١٩٤ .

( ٢ ) الشورى : ٤٠ .

( ٣ ) الفرقان : ٢٧ .

( ٤ ) الكامل ٨ : ٢٤٢ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٦٩ ، عنونه برقم ( ١٥٢ ) .

٣٤٥

و مخالفة رئيسهم دريد في رأيه .

٢١ الحكمة ( ٢٤٣ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا اِزْدَحَمَ اَلْجَوَابُ خَفِيَ اَلصَّوَابُ قالوا : الغلط يوجب اللغط و قال المأمون لهاشمي رفع صوته على آخر : الصواب : في الأسدّ لا الأشدّ .

و قال العتابي : لو سكت من لا يعلم عمّا لا يعلم سقط الاختلاف .

و كان المفضل الضبي إذا لم يرض الجواب أنشد الذي أجابه قول الفرزدق :

أعد نظرا يا عبد قيس فإنّما

أضاءت لك النار الحمار المقيدا١

٢٢ الحكمة ( ٢٢١ ) و قالعليه‌السلام :

بِئْسَ اَلزَّادُ إِلَى اَلْمَعَادِ اَلْعُدْوَانُ عَلَى اَلْعِبَادِ أقول : و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتّقوا الظلم فإنّه ظلمات يوم القيامة٢ و قال تعالىإنّ ربّك لبالمرصاد ٣ قال الصادقعليه‌السلام : المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة و كما أنّ عدوان العباد بئس الزاد للمعاد بئس الرياش للمعاش٤ .

____________________

( ١ ) ديوان الفرزدق : ١٨٠ و فيه « فربما » بدلا من « فإنما » .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٣٢ .

( ٣ ) الفجر : ١٤ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٣١ .

٣٤٦

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أتاني جبرئيل قط إلاّ و عظني و آخر قوله لي « إيّاك و مشارّة الناس فإنّها تكشف العورة و تذهب بالعزّ و في خبر فإنّها تورث المعرة و تظهر المعورة١ .

و عن الصادقعليه‌السلام : من زرع العداوة حصد ما بذر٢ .

٢٣ الحكمة ( ٢٤١ ) و قالعليه‌السلام :

يَوْمُ اَلْمَظْلُومِ عَلَى اَلظَّالِمِ أَشَدُّ مِنَ اَلظَّالِمِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ و الحكمة ( ٣٤١ ) و قالعليه‌السلام :

يَوْمُ اَلْعَدْلِ عَلَى اَلظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ اَلْجَوْرِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ أقول : الأصل فيهما واحد ، و قد غفل المصنّف في الثاني عن الأول و إلاّ لقال بعد الأول : « و روي بلفظ آخر » ، أو نبّه في الثاني على مرّه بلفظ آخر .

و كيف كان ففي ( الكافي ) : دخل رجلان على الصادقعليه‌السلام في مداراة بينهما ، فلما سمع كلامهما قال : أما إنّه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم ، أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم ، و من يفعل الشرّ فلا ينكر الشرّ إذا فعل به ، إنّما يحصد ابن آدم ما يزرع ، و ليس يحصد أحد من المرّ حلوا و لا من الحلو مرّا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما٣ .

و عنهعليه‌السلام : من ظلم سلّط اللّه عليه من يظلمه أو سلّط على عقبه أو على

____________________

( ١ ) بحار الأنوار ٧٣ : ٤٠٨ الرواية ١٣ .

( ٢ ) البحار ٧٣ : ٤٠٩ الرواية ١٥ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ ح ٢٢ .

٣٤٧

عقب عقبه ، يقول تعالى و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريّة ضعافا خافوا عليهم فليتقوا اللّه و ليقولوا قولاً سديداً١ .

و عنهعليه‌السلام : أوحى اللّه تعالى إلى نبي في مملكة جبّار أن ائته و قل له : إنّي لم أستعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال ، و إنّما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين ، و إنّي لم أدع ظلامتهم و إن كانوا كفّارا٢ .

و عن الباقرعليه‌السلام : ما انتصر اللّه من ظالم إلاّ بظالم ، قال تعالى : و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون٣ .

في ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) : عن ( كتاب العبر ) : كان المعروف ببكبوش وزر لجلال الدولة بن بويه و استولى على أمره ، فقبض بكبوش على رجل من نباه البصرة و صادره و استأصله و خلاه كالميت ، فلما كان في بعض الأيام ركب بكبوش في مركب عظيم فصادف الرجل فقال له الرجل : اللّه بيني و بينك ، و اللّه لأرمينك بسهام الليل ، فأمر بكبوش بالإيقاع به فضرب حتى ترك ميتا و قال له : هذه سهام النهار قد أصابتك فلما كان بعد ثلاثة أيام قبض جلال الدولة على بكبوش و اجلس في حجرة على حصير و وكّل به من يسي‏ء إليه ، فدخل الفرّاشون لكنس الحجرة و شيل الحصير الذي تحته فوجدت رقعة فأخذها الفراشون و سلّموها إلى ابن الهدهد ( فراش سالار ) فقال : من طرحها ؟

فقال : ما دخل أحد و لا خرج و قرئت فإذا فيها :

سهام الليل لا تخطي و لكن

لها أمد و للأمد انقضاء

أتهزأ بالدعاء و تزدريه

تأمّل فيك ما صنع الدعاء

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ ح ١٣ ، و الآية ٩ من سورة النساء .

( ٢ ) بحار الانوار ١٤ : ٤٦٤ ح ٣٦ باب ٣١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ الرواية ١٩ ، و الآية ١٢٩ من سورة الأنعام .

٣٤٨

فأخبر جلال الدولة بشرح القصة ، فأمر الفراشين بضرب فكّه حتى تقع أسنانه و عذّب بكلّ نوع حتى هلك١ .

٢٤ الحكمة ( ٢٧٥ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَلطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ وَ ضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ وَ رُبَّمَا شَرِقَ شَارِبُ اَلْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ وَ كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ اَلشَّيْ‏ءِ اَلْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ اَلرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ وَ اَلْأَمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ اَلْبَصَائِرِ وَ اَلْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لاَ يَأْتِيهِ « الطمع مورد غير مصدر و ضامن غير وفي » شبّهعليه‌السلام الطمع تارة بمن يوردك الماء و لا يصدرك فتهلك و اخرى بمن يضمن لك نيلك المقصود و لا يفي لك فتخيّب و يصدّق ما قالهعليه‌السلام طمع و افد البراجم فأورده و لم يصدره و ضمن له و لم يف و شرحه أنّ أسعد بن المنذر كان مسترضعا في بني دارم انصرف ذات يوم من صيده و به نبيذ ، فبعث كما تعبث الملوك ، فرماه رجل من بني دارم بسهم فقتله ، فغزاهم أخوه عمرو بن هند ملك الحيرة فقتلهم يوم القصيبة و يوم أوارة ، ثم أقسم ليحرقن منهم مائة فأخذ تسعة و تسعين رجلا منهم فقذفهم في النار ثم أراد أن يبرّ قسمه فأتى بعجوز فقالت :

ألا فتى يفدي هذه العجوز ثم قالت : هيهات صارت الفتيان حمما و مر وافد البراجم و هم بنو مالك بن حنظلة فاشتم رائحة اللحم فظنّ أنّ الملك يتّخذ طعاما ، فعرج إليه فأتي به إليه فقال له : من أنت ؟ قال : وافد البراجم فقال : الشقي وافد البراجم ثم أمر به فقذف في النار ، فعيّرت بنو تميم لطمع البرجمي في أكل الشواء بحب الطعام ، فقال بعضهم :

____________________

( ١ ) التذكرة ، لسبط ابن الجوزي : ٣٩٠ ٣٩١ .

٣٤٩

ألا أبلغ لديك بني تميم

بآية ما يحبّون الطعاما

إذا ما مات ميت من تميم

فسرك أن يعيش فجى‏ء بزاد

بخبز أو بتمر أو بلحم

أو الشي‏ء الملفف في البجاد

تراه ينقب البطحاء حولا

ليأكل رأس لقمان بن عاد١

« و ربما شرق شارب قبل ريه » مسكين ابن آدم مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة و تنتنه العرقة و تقتله الشرقة .

« و كلّما عظم قدر الشي‏ء المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده » في ( الكافي ) :

كتب الجوادعليه‌السلام إلى رجل : ذكرت مصيبتك بابنك الذي كان أحب ولدك إليك ،

إنّما يأخذ اللّه تعالى من الولد و غيره أزكى ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة٢ .

« و الأماني تعمي أعين البصائر » ، .و غرتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه . . ٣ ،ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به . . ٤ .

و في ( أمالي الشيخ ) : عن أبي المفضل عن رجل عن ابن السكيت عن الهاديعليه‌السلام : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إيّاكم و الإيطال بالمنى فإنّها من بضائع العجزة .

و أنشد ابن السكيت :

إذا ما رمى بي الهمّ في ضيق مذهب

رمت بالمنى عنه إلى مذهب رحب٥

« و الحظ يأتي من لا يأتيه » في ( الكامل ) بعد ذكر استيلاء علي بن بويه في

____________________

( ١ ) الأغاني ٢٢ : ١٩٢ ، و هو لابن الصعق العامري .

( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٠٥ ح ١٠ .

( ٣ ) الحديد : ١٤ .

( ٤ ) النساء : ١٢٣ .

( ٥ ) الأمالي للشيخ : ٥٨ .

٣٥٠

سنة ( ٣٢٢ ) على شيراز : طلب الجند أرزاقهم فلم يكن عنده ما يعطيهم ، فكاد ينحل أمره فقعد في غرفة دار الإمارة يفكّر في أمره ، فرأى حيّة خرجت من موضع في سقف تلك الغرفة و دخلت في ثقب هناك ، فدعا الفرّاشين ففتحوا الموضع فرأوا و راءه بابا فدخلوه إلى غرفة اخرى و فيها عشرة صناديق مملوة مالا و مصوغا و كان فيها ما قيمته خمسمائة ألف دينارا فأنفقها و ثبت ملكه إن كان قد أشرف على الزوال .

و حكى أنّه أراد أن يفصل ثيابا فدلّوه على خيّاط كان لياقوت صاحب شيراز قبله فأحضره فحضر خائفا و كان أصم ، فقال له عماد الدولة علي بن بويه : لا تخف فإنّما أحضرناك لتفصّل ثيابا فلم يفهم ما قال ، فابتدأ و حلف بالطلاق إنّ الصناديق التي عنده لياقوت ما فتحتها فتعجبّ من هذا الاتفاق فأمره بإحضارها فأحضر ثمانية صناديق فيها مال و ثياب قيمته ثلاثمائة ألف دينار ، ثم ظهر له من ودائع ياقوت يعقوب و عمرو ابني ليث جملة كثيرة فامتلأت خزائنه و ثبت ملكه١ .

٢٥ الحكمة ( ٢٨٥ ) و قالعليه‌السلام :

بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اَلْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ اَلْغِرَّةِ أي : فلا تتعظون ، كمن لا يستضي‏ء بالنور إذا كان بينه و بينه حجاب ،

و المراد حثّهم على إزالة حجاب الغرةيا أيها الناس إنّ وعد اللّه حق فلا تغرّنّكم الحياة الدّنيا و لا يغرّنّكم باللّه الغرور ٢ فان لم يسعوا في رفع

____________________

( ١ ) الكامل ٨ : ٢٧٦ ٢٧٧ .

( ٢ ) فاطر : ٥ .

٣٥١

الحجاب يضرب لهم حجاب في القيامة يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى و لكنكم فتنتم أنفسكم و تربصتم و ارتبتم و غرّتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه و غرّكم باللّه الغرور ١ .

٢٦ الحكمة ( ٣٤٧ ) و قالعليه‌السلام :

اَلثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ اَلاِسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ قالت بنو تميم لسلامة بن جندل كما في ( العيون ) : اثن علينا بشعرك .

فقال : افعلوا حتى أثني٢ .

و قال عمرو بن معديكرب :

فلو أنّ قومي أنطقتني رماحهم

نطقت و لكن الرماح أجرت

و تقول العرب : لا تهرف قبل أن تعرف ، أي : لا تطنب في الثناء قبل الاختبار٣ .

« و التقصير عن الاستحقاق عي أو حسد » مدح رجل من أشراف تميم آخر منهم عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في وفدهم عليه ، فقال الممدوح : قصّر في وصفي فذمّه المادح ثم قال : ما كذبت في مدحي الأول و صدقت في ذمّي الثاني رضيت عنه فقلت فيه أحسن ما أعرفه ، و أغضبني فقلت فيه شرّ ما أعرفه فأعجب

____________________

( ١ ) الحديد : ١٣ ١٤ .

( ٢ ) العيون ٣ : ١٦٩ .

( ٣ ) عيون الأخبار ٣ : ١٦٩ .

٣٥٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كلامه و قال : إنّ من البيان لسحرا١ .

٢٧ الحكمة ( ٣٤٨ ) و قالعليه‌السلام :

أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ الحكمة ( ٤٧٧ ) و قالعليه‌السلام :

أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهُ أقول : الأصل فيهما واحد ، و قد غفل المصنف في الثاني عن الأوّل حتى ينبّه على ذلك كما هو دأبه ، و مفادهما واحد و المراد أنّ كلّ ذنب عدّه صاحبه هيّنا و خفيفا يصير أشدّ ذنب و لو كان ذنبا صغيرا .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما روي في ( الكافي ) : اتّقوا المحقرات من الذنوب فإنّها لا تغفر بأن يذنب و يقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك٢ .

و قال الصادقعليه‌السلام كما روي أيضا إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه : إيتوني بحطب فقالوا : نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب .

قال : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فأتوا بما صار بعضه على بعض .

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هكذا تجتمع الذنوب ، إيّاكم و المحقرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شي‏ء طالبا يقول تعالى . و نكتب ما قدّموا و آثارهم و كلّ شي‏ء أحصيناه في إمام مبين٣ .

____________________

( ١ ) الفقيه ٤ : ٣٧٩ الرواية ٥٨ الباب ٢ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٢٨٧ ح ١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٢٨٨ ح ٣ ، و الآية ١٢ من سورة يس .

٣٥٣

و في دعاء أبي حمزة : إلهي ما عصيتك و أنا بربوبيتك جاحد ، و لا بأمرك مستخفّ ، و لا لو عيدك متهاون ، و لا لعقوبتك متعرّض ، و لكن خطيئة عرضت و سوّلت لي نفسي و غلبني هواي و أعانني عليها شقوتي١ .

و تارك الصلاة كافر دون الزاني ، لأن الزاني يزني من غلبة الشهوة و تارك الصلاة يتركها استخفافا بها و قالواعليهم‌السلام : لا تنال شفاعتنا مستخفا بالصلاة٢ هذا ، و نقل ابن المعتز في ( بديعه ) العنوان بلفظ آخر فقال : قال عليعليه‌السلام : « إنّ أعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه »٣ .

٢٨ الحكمة ( ٣٦٢ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ اَلْمِرَاءَ في ( الكافي ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقي اللّه تعالى بهنّ دخل الجنّة من أي باب شاء : من حسن خلقه ، و خشي اللّه في المغيب و المحضر ، و ترك المراء و إن كان محقّا٤ .

و عن ابن أبي ليلى : لا أماري أخي فإمّا أن اكذبه و إمّا أن اغضبه٥ .

٢٩ الحكمة ( ٨٤ )

 وَ اِعْلَمُوا أَنَّ يَسِيرَ اَلرِّيَاءِ شِرْكٌ وَ مُجَالَسَةَ أَهْلِ اَلْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلْإِيمَانِ

____________________

( ١ ) مفاتيح الجنان : ٣٤٥ .

( ٢ ) فقيه من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٠٦ ح ٦١٨ ، و هو للإمام الصادقعليه‌السلام .

( ٣ ) البديع لابن المعتز : ٣٧ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٠٠ ح ٢ .

( ٥ ) العقد الفريد ٣ : ٢٠ .

٣٥٤

وَ مَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ جَانِبُوا اَلْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ وَ اَلصَّادِقُ عَلَى شُرُفِ مَنْجَاةٍ وَ كَرَامَةٍ وَ اَلْكَاذِبُ عَلَى شَفَا مَهْوَاةٍ وَ مَهَانَةٍ وَ لاَ تَحَاسَدُوا فَإِنَّ اَلْحَسَدَ يَأْكُلُ اَلْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ اَلنَّارُ اَلْحَطَبَ وَ لاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا اَلْحَالِقَةُ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَلْأَمَلَ يُسْهِي اَلْعَقْلَ وَ يُنْسِي اَلذِّكْرَ فَأَكْذِبُوا اَلْأَمَلَ فَإِنَّهُ غُرُورٌ وَ صَاحِبُهُ مَغْرُورٌ

٣٥٥

« و اعلموا أنّ يسير الرياء شرك » روى باب رياء ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال : كلّ رياء شرك ، و من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، و من عمل للّه كان ثوابه على اللّه١ .

و عنهعليه‌السلام : قال تعالى : أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبل منه ألاّ ما كان خالصا٢ .

« و مجالسة أهل الهوى منسأة للايمان » فسر ابن أبي الحديد٣ « منسأة » بالنسيان و تبعه ابن ميثم و الخوئي و الصواب : كونه من « نسيئة البيع » و من قولهم « نسأت الإبل عن الحوض » إذا أخّرتها و دفعتها عنه ، و يقال للعصا منسأة لكونها آلة دفع المكروه و تأخيره قال شاعر :

أمن أجل حبل لا أباك ضربته

بمنسأة قد جر حبلك أحبلا٤

و قال آخر :

إذا دببت على المنسآة من هرم

فقد تباعد عنك اللهو و الغزل

و بالجملة المراد بالمنسأة العصا ، قال تعالى في سليمانعليه‌السلام . تأكل منسأته . .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٠١ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي : ٢٩٥ ح ٩ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٦ الخطبة ٨٥ .

( ٤ ) لسان العرب ١٤ : ١١٨ ، و البيت منسوب لأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٥٦

« و محضرة للشيطان » روى مجالسة أهل معاصي ( الكافي ) عن الجعفري قال : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : مالي رأيتك عند عبد الرحمان بن أبي يعقوب فقلت : إنّه خالي فقال : إنّه يقول في اللّه قولا عظيما ، يصف اللّه و لا يوصف ، فإما جلست معه و تركتنا و إمّا جلست معنا و تركته فقلت : هو يقول ما شاء ، أي شي‏ء علي منه إذا لم أقل بقوله فقال : أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى و كان أبوه من أصحاب فرعون فتخلّف ليعظ أباه و يلحقه بموسى فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا ، فأتى موسىعليه‌السلام الخبر فقال : هو في رحمة اللّه و لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قاربت المذنب دفاع١ .

« جانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب للايمان » قال تعالىإنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون .٢ و روى باب كذب ( الكافي ) عنهعليه‌السلام : لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله و جدّه٣ .

و عن الباقرعليه‌السلام : إنّ الكذب هو خراب الإيمان٤ .

« الصادق على شرف منجاة و كرامة » هكذا في ( المصرية )٥ ، و لكن في ( ابن أبي الحديد٦ و ابن ميثم و الخوئي و الخطية ) : « الصادق على شفا منجاة و كرامة » فهو الصحيح .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٧٤ ح ٢ .

( ٢ ) النحل : ١٠٥ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ١٠٥ ح ٨ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٣٩ الرواية ٤ .

( ٥ ) الطبعة المصرية : ٢٠٣ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٤ ، الخطبة ( ٨٥ ) ، شرح الخوئي ٦ : ١٢٤ الخطبة ( ٨٥ ) ، و شرح ابن ميثم البحراني ٢ : ٢٨١ الخطبة ( ٨٣ ) أما الخطية النسخية فكما ذكر العلاّمة انظر ص ٥٧ في النسخة الخطية .

٣٥٧

و روى باب صدق ( الكافي ) عن الباقرعليه‌السلام : إنّ الرجل ليصدق حتى يكتبه اللّه صديّقا١ .

و عن الصادقعليه‌السلام : إنّ العبد ليصدق حتى يكتب عند اللّه من الصادقين و يكذب حتّى يكتب عند اللّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال تعالى : صدق و برّ ، و إذا كذب قال تعالى : كذب و فجر٢ .

و في ( تاريخ بغداد ) : كان لربعي بن خراش ابنان عاصيان زمن الحجاج ،

فقيل للحجاج إنّ أباهما لم يكذب قط فلو أرسلت إليه فسألته عنهما ، فأرسل إليه أين ابناك ؟ فقال : هما في البيت قال : قد عفونا عنهما لصدقك٣ .

و في السير : إنّ الحجاج أراد قتل أحد من أسارى أصحاب ابن الأشعث فقال له : لا تقتلني كان ابن الأشعث يوما يسبّك و أنا نهيته فقال : لك شاهد قال نعم ، و دعا أحد من الأسارى فشهد له ، فقال الحجاج : أنت نهيته قال : لا قال :

لم قال : لأني كنت مبغضك فقال الحجاج : عفوت عنكما الأول لدفاعه عنّي و الثاني لصدقه٤ .

« و الكاذب على شفا » هكذا في ( المصرية )٥ و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية و الخوئي ) : « على شرف »٦ فهو الصحيح ، و إنما « شفا » كان في السابقة ، و ( المصرية ) عكست .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٣٨ الرواية ٢ .

( ٢ ) الكافي ١ : ١٠٥ ح ٩ .

( ٣ ) تاريخ بغداد ٨ : ٤٣٣ .

( ٤ ) لم نعثر عليه في تراجم الحجاج و لا في كتب التاريخ الشهيرة .

( ٥ ) الطبعة المصرية لمحمّد عبده : ٢٠٣ .

( ٦ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٤ ، ابن ميثم ٢ : ٢٨١ و النسخة الخطية كذلك انظر ص ٥٧ من النسخة الخطية ، و شرح الخوئي كذلك ٦ : ١٢٤ .

٣٥٨

« مهواة » أي : هوي و سقوط .

« و مهانة » أي : حقارة مصدر « مهن » .

في ( أمالي القالي ) : خرج أو في بن مطر الخزاعي و جابر الرزامي و مالك الرزامي من مازن ليغيروا على بني أسد بن خزيمة ، فلقوهم فقتل مالك و أرتث أو في جريحا ، فقال لجابر : احملني قال : إنّ بني أسد قريب و أنت ميت لا محالة ، و أن يقتل واحد خير من أن يقتل اثنان قال : فازحف بي إلى عماية قال :

فضاء لا يسترك منها شي‏ء قال : فانهض بي إلى قساس قال : ما قساس إلاّ حرملة لبني أسد قال : في أوان قال إنّما ذلك تحت أيديهم فأتى الحي فأخبرهم أنّ أوفى و مالكا قد قتلا ثم أن أوفى تحامل إلى بعض المياه فتعالج به حتى برئ ، ثم أقبل فقال رجل من القوم و جابر فيهم لو لا أن الموتى لم يأن بعثها لأنبأتكم أنّ هذا أو فى قال أبو عبيدة : فانسل جابر من القوم فما يدرى أين وقع و لا ولده إلى الساعة استحياء من القوم من الكذبة التي كذبها١ .

و عنهعليه‌السلام : الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار ، و لا يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع ابرة صدق فيسمّى عند اللّه كذّابا٢ .

و في ( كامل المبرد ) : روي أنّ أشراف الكوفة كانوا يظهرون بالكناسة فيتحدّثون على دوابهم حتى تطردهم الشمس ، فوقف عمرو بن معديكرب الزبيدي و خالد بن الصعقب النهدي ، فأقبل عمرو يحدّثه فقال : أغرنا مرة على بني نهد فخرجوا مستزعقين أي مقدمين لخالد بن الصعقب فحملت عليه فطعنته فأرديته ثم ملت بالصمصامة فأخذت رأسه ، فقال خالد خلل أي :

____________________

( ١ ) ذيل الأمالى : ٩١ .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٢ : ٢٥٩ ح ٢٤ .

٣٥٩

استتر أبا ثور ان قتيلك هو المحدّث١ .

و قال ابن أبي الحديد : قال الشاعر :

لا يكذب المرء إلاّ من مهانته

أو عادة السوء أو [ من ] قلّة الأدب

لعض جيفة كلب خير رائحة

من كذبة المرء في جدّ و [ في ] لعب٢

« و لا » و في ( ابن ميثم و الخطية ) : « لا »٣ .

« تحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب » في ( معارف ابن قتيبة ) : كان امية بن أبي الصلت قرأ الكتب المتقدّمة و رغب عن عبادة الأوثان و كان يخبر أن نبيّا قد أطلّ زمانه و كان يؤمل أن يكون هو فلما بلغه مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كفر به حسدا ، قالوا : و لما أنشد النبيّ شعره قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : آمن بلسانه و كفر بقلبه٤ .

و حسد قابيل هابيل فقتله .

و قال الخوئي : روي أنّ رجلا كان يغشى بعض الملوك و يقوم بحذائه و يقول له : أحسن إلى المحسن بإساءته فإن المسي‏ء سيكفيك اساءته فحسده رجل على ذلك المقام و الكلام فسعى به إلى الملك ، فقال : إن هذا الذي يقوم بحذائك و يقول ما يقول يزعم أنّ الملك أبخر فقال الملك : و كيف يصحّ ذلك عندي ؟ قال : تدعوه إليك فإنّه إذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشمّ ريحة البخر فقال له : انصرف حتى أنظر فخرج الحاسد و دعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم ، فخرج الرجل من عنده و قام بحذاء الملك على عاداته

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٢ : ٥٦٢ ٥٦٣ .

( ٢ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٣٦٠ .

( ٣ ) في شرح ابن ميثم ورد لفظ « و لا » بخلاف ما ذكره ، أما الخطية فقد ورد « لا » : انظر شرح ابن ميثم ٦ : ٢٨٨ الخطبة ٥٧ .

( ٤ ) المعارف لابن قتيبة : ٦٠ .

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617