بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194139 / تحميل: 7309
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وقالشه : هشام بن(1) المثنّى غير معروف ، فهو إمّا مجهول أو مصحّف هاشم ، ووجدته بخطّطس في كتابكش هشام أيضاً(2) (3) .

وعنه أيضاً : صوابه هاشم كما نصّ عليه المصنّف حيث ذكره في باب هاشم(4) ولم يذكره في باب هشام ، مع أنّه ذكره في المختلف بهذه العبارة(5) (6) .

وفيكش غير ما ذكره العلاّمةرحمه‌الله أحاديث أُخر ، منها : عن الأصبغ بن نباته قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يمسح رأسه ويقول : يا كيّس يا كيّس(7) .

وعن عبد الله بن شريك قال : دخلنا على أبي جعفرعليه‌السلام يوم النحر وهو متّكٍ وقد أرسل إلى الحلاّق ، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبّلها فمنعه ثمّ قال : مَن أنت؟ قال : أنا أبو محمّد الحكم بن المختار(8) بن أبي عبيد الثقفي وكان متباعداً من أبي جعفرعليه‌السلام ، فمدّ يده إليه حتّى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثمّ قال : أصلحك الله إنّ الناس قد أكثروا في أبي وقالوا ، والقول والله قولك؟ قال : أي شي‌ء يقولون؟ قال : يقولون كذّاب ، ولا تأمرني بشي‌ء إلاّ قبلته ، فقال : سبحان الله أخبرني أبي والله أنّ مهر أُمّي كان ممّا بعث به المختار ، أَوَلَم ، يَبنِ دورنا‌

__________________

(1) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) التحرير الطاووسي : 558 / 418.

(3) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 80.

(4) الخلاصة : 179 / 2.

(5) مختلف الشيعة : 523 كتاب النكاح ، فيما يحرك بالمصاهرة.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 80.

(7) رجال الكشّي : 127 / 201.

(8) في المصدر : أبو الحكم بن المختار.

٢٤١

وقتل قاتلنا وطلب بدمائناعليه‌السلام ، وأخبرني والله أبي أنّه كان ليقيم(1) عند فاطمة بنيت عليعليه‌السلام يمهّدها الفارش ويثني لها الوسائد ومنها أصاب الحديث ، رحم الله أباك رحم الله أباك ما ترك لنا حقّا عند أحد إلاّ طلبه قتل قتلتنا وطلب بدمائنا(2) .

وفيه غير ذلك في مدحه(3) وقدحه(4) كلّها ضعيفة السند.

وفيه أيضاً : المختار وهو الّذي دعا الناس إلى محمّد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفيّة وسُمُّوا الكيسانيّة وهم المختاريّة ، وكان لقبه كيسان ، ولقّب كيسان لصاحب شرطته أبا عمرة وكان اسمه كيسان ؛ وقيل : إنّما سمّي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهو الّذي حمله على الطلب بدم الحسينعليه‌السلام ودلّه على قتلته وكان صاحب سرّه والغالب على أمره ، وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسينعليه‌السلام أنّه في دار أو في موضع إلاّ قصده فدهم الدار كلّها وقتل كلّ مَن فيها من ذي روح ، فكلّ دار بالكوفة خراب فهي ممّا هدمها ، وأهل الكوفة يضربون بها المثل(5) ، انتهى.

وفي التهذيب بسند ضعيف أنّ النبي وعليّاً والحسنينعليهم‌السلام يتوسّطون الصراط ، فينادي المختار الحسينعليه‌السلام يا أبا عبد الله إنّي طلبت بثارك ، فينقضّعليه‌السلام في النار كأنّه عقاب كاسر فيخرجه ، ولو شقّ عن قلبه لوجد حبّهما في قلبه(6) .

__________________

(1) في المصدر : ليمرّ ، ليقيم ( خ ل ).

(2) رجال الكشّي : 125 / 199.

(3) رجال الكشّي : 127 / 202 و 203.

(4) رجال الكشّي : 125 / 198.

(5) رجال الكشّي : 127 / 204.

(6) التهذيب 466 / 1528 ، والنقل بالمعنى.

٢٤٢

أقول : قيل المراد بهما الشيخان(1) ، والأقرب أنه حبّ الدنيا والملك كما في حديث آخر(2) .

وقولكش : إنّه دعا الناس الى محمّد بن علي ، لا يخفى أنّه إنّما دعا إليه في ظاهر الأمر بعد ردّ علي بن الحسينعليه‌السلام كتبه ورسله خوفاً من الشهرة وعلماً بما يؤول إليه أمره واستيلاء بني أُميّة على الأُمّة بعده ، وأمّا محمّد فاغتنم الفرصة وأمره بأخذ الثأر وحث الناس على متابعته ولذا أظهر المختار للناس أنّ خروجه بأمره ومال إليه ، وربما كان يقول إنّه المهدي ترويجاً لأمره وترغيباً للناس في متابعته ؛ وأمّا أنّه اعتقد إمامته دون علي بن الحسينعليه‌السلام فلم يثبت.

وأمّا عدم جواز سبّه فلا إشكال فيه ولا شبهة تعتريه وإن لم يرد في ذلك خبر ، فكيف مع وروده مع حسن الطريق كما نصّ عليه العلاّمة وقبلهطس (3) .

وهشام مصحّف هاشم كما ذكرهشه وبعده الفاضل عبد النبي‌

__________________

(1) ممّن ذهب إلى ذلك العلاّمة المجلسي في البحار : 45 / 346. ويؤيّده ما رواه ابن إدريس في آخر السرائر : 3 / 566 ممّا استطرفه من كتاب أبان بن تغلب بسنده عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، حيث نقل شبيه هذا الحديث وفيه : قلت له : ولم عذّب بالنار وقد فعل ما فعل؟ قال : إنّه كان في قلبه منهما شي‌ء ، والّذي بعث محمّداً بالحقّ لو أنّ جبرئيل وميكائيل كان في قلبهما شي‌ء لأكبّهما الله في النار على وجوههما.

(2) ذكر الشيخ الطريحي في كتابه المنتخب مثل حديث السرائر إلاّ أنّ فيه بدل قوله « إنّه كان في قلبه منهما شي‌ء. إلى آخره » هكذا : إنّ المختار كان يحب السلطنة وكان يحب الدنيا وزينتها وزخرفها ، وإنّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو أنّ جبرئيل وميكائيل كان في قلبهما ذرة من حبّ الدنيا لأكبّهما الله على وجوههما في نار جهنم ، انظر تكملة الرجال : 2 / 492.

(3) التحرير الطاووسي : 558 / 418.

٢٤٣

الجزائري(1) وبعدهما الأُستاذ العلاّمة(2) ، وتبع العلاّمةُ في ذلكطس فإنّه في رجاله كذلك(3) .

وأمّا قبول روايته على فرض تحقّقها فأنت خبير بأنّ ترحّم عالم من علمائنا على الراوي يقتضي حسنه وقبول قوله فكيف بترحّم الصادقعليه‌السلام على ما مرّ عن ابن عقدة.

وقالطس بعد القدح في روايات الذمّ : إذا عرفت هذا فإنّ الرجحان في جانب الشكر والمدح ولو لم يكن تهمة فكيف ومثله موضع أن يتّهم فيه الرواة ويستغش فيما يقول عنه المحدّثون لعيوب تحتاج إلى نظر(4) ، انتهى فتدبّر.

2953 ـ المختار بن زياد العبدي :

بصري ثقة ،ج (5) .

__________________

(1) ذكره في الحاوي في قسم الضعاف : 335 / 2078 قائلاً : ثمّ إنّا قدّمنا أنّ هشام وهاشم اسمان لمسمّىً واحد كما يظهر من الاعتبار. وكذا ذكر ذلك في هاشم بن المثنّى الّذي عدّه في قسم الصحاح : 160 حيث حكم باتّحادهما.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 330 ، والّذي فيها أنّهما أي هاشم وهشام متّحدان. وقال في ترجمة هشام بن المثنّى : 366 : قيل الظاهر أنّه هاشم الثقة ، وهشام مذكور في الرجال مجهولاً ، ولا يبعد أنْ يكون اشتبه على الشيخ لأنّه كثيراً ما يذكر رجلاً واحداً في رجاله مكرّراً كما لا يخفى على المتتبّع في رجاله ، والعلم عند الله ؛ إلاّ أنّ رواية ابن أبي عمير عنه لعلّها قرينة الاتّحاد ، ومرّ في المختار بن أبي عبيدة ما يشير إلى ذلك ، ويؤيّده أنّ هاشم بن إبراهيم وابن حنان وصاحب البريد وابن عتبة يقال لكلّ منهم هشام ، انتهى.

(3) التحرير الطاووسي : 558 / 418.

(4) التحرير الطاووسي : 560 / 418 ، وفيه بدل لعيوب : لفنون.

(5) رجال الشيخ : 406 / 12.

٢٤٤

وزادصه ود : من أصحاب أبي جعفر الثاني محمّد بن عليعليهما‌السلام (1) .

وفيمشكا : ابن زياد العبدي الثقة ، عنه الحسين بن سعيد ، ويعرف بوروده في طبقة أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام لأنّه معدود من رجالهعليه‌السلام (2) .

2954 ـ مخنف بن سليم الأزدي :

قي في أصحابهعليه‌السلام من اليمن(3) ، وفيصه نقلاً عنه(4) .

وزادي : عربي كوفي(5) .

وفي الجامع : ولاّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام أصفهان ، روى عنه ابنه أبو(6) رملة واسمه عامر.

مِخْنف : بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة ؛ وسُليم : بضمّ السين(7) .

2955 ـ مرازم بن حكيم الأزدي :

مولى ثقة ،ظم (8) .

وزادصه : وأخواه محمّد بن حكيم وحريز(9) بن حكيم ، يكنّى أبا محمّد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، ومات(10) في أيّام‌

__________________

(1) الخلاصة : 168 / 1 ورجال ابن داود : 187 / 1542.

(2) هداية المحدّثين : 144. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) رجال البرقي : 6.

(4) الخلاصة : 194.

(5) رجال الشيخ : 58 / 12 ، وفيه بعد الأزدي زيادة : ابن خالة عائشة.

(6) في المصدر : وأبو.

(7) جامع الأُصول : 15 / 183.

(8) رجال الشيخ : 359 / 6.

(9) في الخلاصة والنجاشي : وحديد.

(10) في نسخة « م » : مات.

٢٤٥

الرضاعليه‌السلام (1) .

وزادجش : وهو أحد من بُلي باستدعاء الرشيد له وأخوه(2) ، أحضرهما الرشيد مع عبد الحميد بن عواض فقتله وسلما ، ولهم حديث ليس هذا موضعه ؛ له كتاب ، علي بن حديد عنه به(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد ، عنه به(4) .

2956 ـ مرزبان بن عمران بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري القمّي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، صفوان عنه به ،جش (5) .

وفيصه : روىكش عن إبراهيم بن محمّد بن عبّاس الختلي قال : حدّثني أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عمران ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن علي ، عن المرزبان بن عمران الأشعري القمّي قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : أسألك عن أهمّ الأمور إلىَّ ، أَمِن شيعتكم أنا؟ فقال : نعم ، قال : قلت : اسمي مكتوب عندكم؟ قال : نعم(6) ، انتهى.

وفيكش ما ذكره(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 170 / 7 ، وفيها وفي النجاشي بعد الأزدي زيادة : المدائني.

(2) ولأخيه ( خ ل ) نقلاً عن مجمع الرجال : 6 / 82 ، وهو الصحيح.

(3) رجال النجاشي : 424 / 1138.

(4) الفهرست : 170 / 764.

(5) رجال النجاشي : 423 / 1134.

(6) الخلاصة : 172 / 16.

(7) رجال الكشّي : 505 / 971.

٢٤٦

أقول : ذكرطس ما مرّ وقال : في أحد رواته قول وهو محمّد بن عيسى(1) ، انتهى. وهو ليس في مكانه.

وطعن فيه الفاضل عبد النبي الجزائري بأنّه شهادة لنفسه(2) ، وهو كسابقه لما مرّ في الفوائد وكثير من التراجم(3) .

لكن هنا شي‌ء أهمّ ممّا ذكراه ، وهو أنّه لا يظهر من الخبر سوى مجرّد تشيّعه وهو لا يكفي لقبول روايته ، لكن في رواية صفوان عنه دلالة على الاعتماد ، ولذا(4) في الوجيزة : أنّه ممدوح(5) ، فتأمّل.

2957 ـ المرقع :

بالقاف والعين المهملة ، ابن قمامة ، من أصحاب عليعليه‌السلام ، وكان كيسانيّاً ،صه (6) ؛ي : إلاّ الترجمة ، وزاد : الأسدي(7) .

وفيكش روى عنه خبراً ربما يدلّ عليه(8) وقال : هذا يدلّ على أنّه كان كيسانيّاً(9) .

2958 ـ مرو بن رباح :

في نسخة منكش : قيل : إنّه أوّلاً كان يقول بإمامة أبي جعفرعليه‌السلام ثمّ‌

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 576 / 438.

(2) حاوي الأقوال : 336 / 2086.

(3) إذ تقدّم في فوائد الكتاب : 103 أنّ ذلك لا يضرّ بناءً على اعتداد المشايخ به ونقلهم إيّاه.

(4) في نسخة « ش » : ولعلّه لذا.

(5) الوجيزة : 319 / 1842.

(6) الخلاصة : 260 / 2.

(7) رجال الشيخ : 59 / 38.

(8) أي على كونه كيسانيّاً.

(9) رجال الكشّي : 96 / 152.

٢٤٧

إنّه فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدّة يسيرة تابعوه على ضلالة(1) ، فإنّه زعم أنّه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب ثمّ عاد إليه في عام آخر وزعم أنّه سأل عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأوّل ، فقال لأبي جعفرعليه‌السلام : هذا خلاف ما أجبتني به في هذه عامك الماضي! فذكر أنّه قال له : جوابناً خرج على وجه التقيّة ، فشكّ في إمامته وأمره ، فمال إلى شبيه قول البتريّة ، ومال معه نفر يسير(2) ، انتهى.

وفي الاختيار : عمر بن رباح. إلى آخره.

وفيتعق : مرّ في عمر عن صه ود ذلك(3) .

وفي النقد لعلّ الحكاية في مرو بن رباح وفي بعض النسخ عمر بن رباح(4) ، انتهى.

وفي الوجيزة : مر بن رباح ضعيف(5) (6) .

أقول : ذكرنا في عمر ما ينبغي أن يلاحظ.

2959 ـ مروان بن مسلم :

كوفي ثقة ،د (7) .

__________________

(1) في المصدر : ضلالته.

(2) رجال الكشّي : 430 / 237 ، وفيه عمر بن رياح كما سينبّه عليه.

(3) الخلاصة : 241 / 7 ورجال ابن داود : 264 / 368.

(4) في التعليقة : وفي النقد لعلّ الحكاية في مرو بن رباح ثمّ قال : وفي بعض النسخ عمر بن رباح. والّذي يقوى في الظنّ أنّ كلمة « لعلّ » سهوٌ من النسّاخ صوابه « نقل » ، وذلك لأنّ في النقد نقل الحكاية المذكورة في ترجمة مرو بن رباح ثمّ قال : وفي بعض. إلى آخره ، نقد الرجال : 341 / 1.

(5) الوجيزة : 320 / 1844 ، وفيها : مرو.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 331.

(7) رجال ابن داود : 188 / 1547 ، وفيه : كوفي لم جش ثقة.

٢٤٨

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، علي بن يعقوب الهاشمي عنه به(1)

وفيست : له كتاب رواه محمّد بن أبي حمزة ؛ وأخبرنا به جماعة ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عنه(2) .

وقالشه : فيد : مروان بن مسلم كوفي ثقة ، لم يذكره غيره ؛ وفيجش : ابن موسى ، كما ذكره المصنّف(3) ، انتهى(4) .

والّذي وجدناه ابن مسلم كما قدّمناه ، وقد وجدناه في طريق الرواية عنكش في حيّان السرّاج(5) .

وفيتعق : في النقد أيضاً كما ذكره المصنّف وقال : وهذه النسخة عندي أربع(6) ، وفي الوجيزة أيضاً : ابن مسلم(7) ، وبملاحظة أسانيد الروايات لا يبقى تأمّل فيه ، وسيجي‌ء في ذكر طريق الصدوق أيضاً(8) ، وأنّ ابن موسى وهم من سهو في نسخةطس (9) (10 ) .

أقول : قال الفاضل عبد النبي الجزائري : في كتابجش في النسخ المعتبرة : مروان بن مسلم ، والّذي يظهر لي أنّ ما ذكره العلاّمة والمحشّي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 419 / 1120.

(2) الفهرست : 169 / 760.

(3) الخلاصة : 173 / 19 ، حيث ذكره بعنوان : مروان بن موسى.

(4) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 82 ، وفيها بدل لم يذكره غيره : ولم يذكر غيره.

(5) رجال الكشّي : 314 / 568.

(6) نقد الرجال : 342 / 5.

(7) الوجيزة : 320 / 1846.

(8) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 77.

(9) منهج المقال : 415.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

٢٤٩

هو عبارة كتابطس وهو مختصر كتابجش وفيه كما نقلاه(1) ، انتهى.

وفي نسختين عندي منجش أيضاً : ابن مسلم.

وفيمشكا : ابن مسلم الكوفي الثقة ، عنه الحسن بن علي بن فضّال ، وعلي بن يعقوب الهاشمي(2) .

2960 ـ مروك بن عبيد بن سالم :

ابن أبي حفصة مولى بني عجل ، وقال بعض أصحابنا : إنّه مولى عمّار ابن المبارك العجلي ، واسم مروك صالح ، واسم أبي حفصة زياد ، قال أصحابنا القمّيون : نوادره أصل ، أحمد بن محمّد بن خالد عنه بكتابه ،جش (3) .

صه إلى قوله : واسم أبي حفصة زياد ؛ وزاد : قالكش : قال محمّد ابن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن مروك بن عبيد بن سالم ابن أبي حفصة فقال : ثقة شيخ صدوق(4) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(5) .

وفيكش ما نقلهصه (6) .

وفيتعق : الظاهر أنّه ثقة لما حقّقناه في الفوائد ، ويؤيّده ( رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه(7) و) أنّ الشيخ ربما يطعن في سند هو فيه‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 155 / 623.

(2) هداية المحدّثين : 145. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) رجال النجاشي : 425 / 1142.

(4) الخلاصة : 172 / 17.

(5) الفهرست : 168 / 753.

(6) رجال الكشّي : 563 / 1063.

(7) الكافي 1 : 91 / 9 ، 5 : 521 / 2. وما بين القوسين لم يرد في التعليقة.

٢٥٠

من غير جهته ولا يتأمّل من جهته أصلاً(1) (2) .

2961 ـ مرّة :

مولى خالد بن عبد الله القسري ،ق (3) .

وفيتعق : روى عنه صفوان بن يحيى في الصحيح(4) (5) .

2962 ـ مرّة الهمداني :

ي (6) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي ووجدته في كتاب الغارات لإبراهيم بن هلال الثقفي ـ : قد كان بالكوفة من فقهائنا من يعادي عليّاًعليه‌السلام ويبغضه مع غلبة التشيّع على الكوفة فمنهم مرّة الهمداني ، ثمّ نقل عنه أشياء ردّية(7) (8) ، فلاحظ.

ويأتي ذكره في مسروق(9) .

2963 ـ مسافر مولى أبي الحسنعليه‌السلام :

حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى قال : أخبرني مسافر قال : أمرني أبو الحسنعليه‌السلام بخراسان فقال : ألحق بأبي‌

__________________

(1) التهذيب 35 / 94.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(3) رجال الشيخ : 321 / 658.

(4) التهذيب 5 : 337 / 1164 ، الاستبصار 2 : 197 / 662 بسنده عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن مرّة مولى خالد قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(6) رجال الشيخ : 59 / 33.

(7) الغارات : 385 و 386.

(8) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 96 و 97.

(9) عن شرح ابن أبي الحديد : 4 / 98 ، وفيه أنّه ثلاثة لا يُؤمَنون على علي بن أبي طالب : مسروق ومرّة وشريح. 14‌

٢٥١

جعفرعليه‌السلام فإنّه صاحبك ،كش (1) .

وفيضا : مسافر يكنّى أبا مسلم(2) .

وفيتعق : في البلغة : شيخنا المعاصر توقّف في وجيزته فيه(3) ، مع أنّه في كتاب بحار الأنوار رجّح جلالته ومدحه ، وممّن بالغ في جلالته الشيخ السعيد جعفر بن محمّد بن نما في مقتله ، والأظهر عندي جلالته(4) ، انتهى(5) .

أقول : في نسختين من الوجيزة ممدوح فلعلّه جزم بعد التوقّف.

2964 ـ مسرور الطبّاخ :

مولى أبي الحسنعليه‌السلام ، من أهل بغداد ، رأى الصاحبعليه‌السلام ووقف على معجزته على ما ذكره الصدوق(6) ،تعق (7) .

قلت : ذكرنا ذلك في المقدّمة الاولى(8) .

2965 ـ مسروق :

روى الكشّي عن علي بن محمّد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان أنّه كان عشّاراً لمعاوية ومات في عمله ذلك ،صه (9) .

ومرّ ذكره في أُويس(10) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 506 / 972.

(2) رجال الشيخ : 392 / 62.

(3) الوجيزة : 320 / 1851 ، وفيها : ممدوح. وسينبّه عليه المصنّف.

(4) بلغة المحدّثين : 418 / 11 هامش رقم 1.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(6) عن كمال الدين : 442 / 16.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(8) بل في المقدّمة الثانية.

(9) الخلاصة : 261 / 8.

(10) عن رجال الكشّي : 97 / 154 حيث عدّة من الزهّاد الثمانية ، وزاد على ما مرّ نقله عن الخلاصة : بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له الرصافة ، وقبره هناك.

٢٥٢

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : روى أبو نعيم عن عمر بن ثابت عن أبي إسحاق قال : ثلاثة لا يُؤمَنون على علي بن أبي طالبعليه‌السلام : مسروق ومرّة وشريح ، وروى أنّ الشعبي رابعهم(1) ، انتهى فتدبّر.

2966 ـ مسعدة بن زياد الربعي :

ثقة عين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام صه (2) .

وزادجش : له كتاب ، هارون بن مسلم عنه به(3) .

وفيست : مسعدة بن صدقة له كتاب.

مسعدة بن زياد له كتاب.

مسعدة بن اليسع له كتاب.

مسعدة بن الفرج الربعي له كتاب.

أخبرنا بذلك كلّه جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عنهم(4) .

وفيقر : مسعدة بن زياد(5) . وزاد فيق : الكوفي(6) .

2967 ـ مسعدة بن صدقة :

عامّي ،قر (7) .

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 98 ، وفيه : عمرو بن ثابت.

(2) الخلصة : 173 / 28.

(3) رجال النجاشي : 415 / 1109.

(4) الفهرست : 167 / 742 745.

(5) رجال الشيخ : 137 / 41.

(6) رجال الشيخ : 314 / 546.

(7) رجال الشيخ : 137 / 40.

٢٥٣

وفيكش : بتري(1) .

وفيصه : قال الشيخ : إنّه عامّي ؛ وقالكش : إنّه بتري(2) .

وفيست ما في الّذي قبيله(3) .

وفيجش : يكنى أبا محمّد قاله ابن فضّال ، وقيل : يكنّى أبا بشر ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ؛ له كتب ، منها كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، هارون بن مسلم عنه به(4) .

وفيتعق : قال جدّي : الّذي يظهر من أخباره في الكتب أنّه ثقة ، لأنّ جميع ما يرويه في غاية المتانة موافق لما يرويه الثقات ، ولهذا عملت الطائفة بما رواه ، بل لو تتبّعت وجدت أخباره أسدّ(5) وأمتن من أخبار مثل جميل بن درّاج وحريز بن عبد الله(6) ، انتهى(7) .

وحكاية عمل الطائفة مرّت في السكوني(8) .

أقول : فيمشكا : ابن صدقه العامّي البتري عنه الباقرعليه‌السلام (9) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 390 / 733.

(2) الخلاصة : 260 / 3 ، وفيها : مسعد ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(3) الفهرست : 167 / 742 ، 745.

(4) رجال النجاشي : 415 / 1108 ، وفيه بعد صدقة زيادة : العبدي.

(5) في نسخة « ش » : أشد.

(6) روضة المتّقين : 14 / 266.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(8) نقلاً عن عدّة الأُصول : 5 / 380 وفيها : ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ونوح بن درّاج والسكوني وغيرهم من العامّة عن أئمّتناعليهم‌السلام فيما لم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه ، انهى. إلاّ أنّه لم يرد ذكره في من ذكر ، نعم لعلّ قوله : وغيرهم من العامّة يشمله.

(9) هداية المحدّثين : 260. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٢٥٤

2968 ـ مسعدة بن اليسع البصري :

ق (1) وفيست ما مرّ في ابن زياد(2) .

وفيجش : له كتاب ، هارون بن مسلم عنه به(3) .

وفيتعق : في الكافي عنه أنّه قال للصادقعليه‌السلام : والله إنّي لأُحبّك ، فأطرق ثمّ رفع رأسه وقال : صدقت يا أبا بشير سل قلبك عمّا لك في قلبي من حبّك فقد أعلمني قلبي عمّا لي في قلبك(4) (5) .

أقول : ربما يناقش في شهادته لنفسه ، والحقّ حصول الظنّ بصدقه بعد اعتناء المشايخ به ونقله وقد مرّ في الفوائد ، وهو عندجش من الإماميّة لما صرّح به في أوّل كتابه(6) ، وهو الظاهر من الشيخرحمه‌الله أيضاً لما ذكره فيست وأشرنا إليه في الفوائد(7) ، فلاحظ وتأمّل.

2969 ـ مسعود بن خراش :

في قي في خواصهعليه‌السلام من مضر ربعي ومسعود ابنا خراش العبسيان(8) .

وكذا فيصه نقلاً عنه ؛ وضبط فيها خراش بالمعجمتين بينهما المهملة(9) ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 314 / 544.

(2) الفهرست : 167 / 743 ، وفيه : له كتاب أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عنه.

(3) رجال النجاشي : 415 / 1110.

(4) الكافي 2 : 477 / 3 ، وفه : أبا بشر ، أبا بشير ( خ ل ).

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(6) رجال النجاشي : 3.

(7) وهو أنّ ذكر الشيخ في الفهرست من دون تعرّض لفساد في مذهبه دلالة على كونه إماميّاً عنده.

(8) رجال البرقي : 5.

(9) الخلاصة : 193.

٢٥٥

وفي الجامع جعله بكسر الحاء المهملة(1) وكذا في القاموس(2) .

أقول : في الوجيزة أنّه ممدوح(3) . وهو حسن ، لكنّه لم يذكر أخاه كالميرزا مع أنّهما مذكوران معاً كما سبق.

2970 ـ مسعود بن سعد :

أبو سعد الجعفي كوفي ،ق (4) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(5) ، ولم أعرف مأخذه(6) .

2971 ـ مسكين :

ثقة ،قر ، د(7) .

وفيتعق : كذا نقله في النقد عنقر أيضاً(8) ، وفي الوجيزة : والّذي‌

__________________

(1) جامع الأُصول 14 / 62.

(2) القاموس المحيط : 2 / 868.

(3) الوجيزة : 1861.

(4) رجال الشيخ : 317 / 603.

(5) الوجيزة : 321 / 1862.

(6) ذكر المامقاني في تنقيح المقال : 3 / 213 : ردّاً على المصنّف : وجهه ما رواه الشيخرحمه‌الله في محكيّ أماليه عن عبد الواحد بن محمّد عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى قال : سمعت أبا غسّان يقول : ما سمعت في جعفي أفضل من مسعود بن سعد ، وهو سعد الجعفي ، انتهى ، فإنّه تضمّن مدحاً معتدّاً به ، فإذا انضمّ إلى ما يظهر من الشيخرحمه‌الله من كونه إماميّاً كان الرجل من الحسان من غير تأمّل.

والسيّد الخوئي في المعجم : 18 / 143 بعد أن أورد هذه الرواية وأُخرى عن الصدوق بسنده إلى أبي غسّان أيضاً بما يقارب هذا المضمون قال : ولكن الروايتين ضعيفتان فإنّ رواة الحديثين مجاهيل ، على أنّ أبا غسّان لا يعتدّ بمدحه فإنّه مجهول ، ولا يبعد أنّه من العامّة. انظر الأمالي : 1 / 279 والخصال : 163 / 214.

(7) رجال ابن داود : 188 / 1559.

(8) نقد الرجال : 343 / 1.

٢٥٦

يروي عن الباقرعليه‌السلام ثقة(1) (2) .

قلت : ممّن روى عنهعليه‌السلام مسكين بن عبد الله(3) ، وهو مجهول ، فتدبّر.

هذا ، وفي نسختي من رجال الشيخ فيقر أيضاً : مسكين ثقة(4) . ويأتي في الّذي بعيده ذكره.

2972 ـ مسكين أبو الحكم بن مسكين :

كوفي ، ثقة ، ذكره سعد ، له كتاب ،جش (5) .

وفيصه : مسكين بن الحكم ثقة(6) .

وفيد : ابن الحكم بن مسكينجش كوفي ثقة(7) ، انتهى. وما تقدّم يحتمله.

قلت : هو الظاهر من الفاضل عبد النبي الجزائري حيث جعل لهما عنواناً واحداً(8) .

هذا ، وفي نسخة عندي منجش أبو الحكم كما تقدّم ، وفي الوجيزة أيضاً كذلك(9) ، وفي اخرى : أبو الحكم بن الحكم ، وفي الحاوي نقله كما فيصه ود.

__________________

(1) الوجيزة : 321 / 1864.

(2) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(3) كما في رجال الشيخ : 138 / 55 أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام .

(4) رجال الشيخ : 136 / 20.

(5) رجال النجاشي : 426 / 1145.

(6) الخلاصة : 170 / 5.

(7) رجال ابن داود : 188 / 1558.

(8) حاوي الأقوال : 154 / 614 ، وقد ذكرهما بعنوان : سكين بن الحكم.

(9) الوجيزة : 321 / 1863.

٢٥٧

2973 ـ مسلم بن أبي حيّة :

حكم في الوجيزة بحسنه(1) ،تعق (2) .

قلت : لم يظهر مأخذه(3) .

2974 ـ مسلم بن أبي سارة :

ثقة ،جش ،صه ، كذا قيل.

وفيتعق : الظاهر أنّه أخو الحسن وعمّ محمّد ابنه ، ومضى في ترجمته ما يشير إلى حسن حاله في الجملة ، وعدّه في الوجيزة من الحسان(4) (5) .

أقول : مرّ عنجش وصه في ابن أخيه محمّد بعد ذكره وذكر أبيه وابن عمّه : معاذ بن مسلم بن أبي سارة وهم أهل بيت فضل وأدب ، ثمّ قال : وهم ثقات لا يطعن عليهم بشي‌ء(6) . ويمكن إدخال مسلم في جملتهم واستفادة توثيقه(7) كما هو ظاهر مولانا عناية الله(8) .

وقول الميرزا : كذا قيل ، القائل السيّد يوسف أحد الجامعين للرجال ، وقد استفاد ذلك من العبارة المذكورة كما صرّح به في الوسيط واحتمله هو‌

__________________

(1) الوجيزة : 321 / 1866.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(3) الظاهر أنّ مأخذه ما رواه الكشّي في ترجمة أبان بن تغلب : 331 / 604 عنه أنّه قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام في خدمته ، فلما أردت أن أُفارقه ودّعته وقلت له : أُحبّ أن تزوّدني ، قال : ائتِ أبان بن تغلب فإنّه سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما روى لك عنّي فارو عنّي.

(4) الوجيزة : 321 / 1867.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(6) رجال النجاشي : 324 / 883 والخلاصة : 153 / 78.

(7) توثيقه ، لم ترد في نسخة « م ».

(8) مجمع الرجال : 6 / 89 هامش رقم (6).

٢٥٨

أيضاً(1) ، وإذا لم نُرجع الضمير إليه يمكن استفادة مدحه من كون ابنه وأخيه وابنه أهل بيت فضل وأدب كما أشار إليه فيتعق ، والظاهر أنّ حكمه في الوجيزة بحسنه لذلك.

2975 ـ مسلم بن خالد المكي :

الزنجي ، أسند عنه ،ق (2) .

2976 ـ مسلم بن عقيل بن أبي طالب :

ن (3) . وفيد : ن ، سين ، جخ (4) .

وفيتعق : روى الصدوق في أماليه بسنده إلى ابن عباس عن عليعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديثاً في مدح عقيل ذكرناه فيه وفي آخره : وإنّ ولده لمقتول(5) في محبّة ولدك ( فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون ، ثمّ بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى جرت دموعه على صدره ثمّ قال : إلى الله أشكو ما يلقى عترتي من بعدي. )(6) (7) .

2977 ـ مسلم بن عوسجة :

سين (8) . وزاد د قتل معهعليه‌السلام بكربلاء(9) .

__________________

(1) الوسيط : 245.

(2) رجال الشيخ : 309 / 471.

(3) رجال الشيخ : 70 / 5.

(4) رجال ابن داود : 189 / 1562.

(5) في نسخة « م » : المقتول.

(6) الأمالي : 111 / 3 المجلس السابع والعشرون.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333 وما بين القوسين لم يرد فيها.

(8) رجال الشيخ : 80 / 7.

(9) رجال ابن داود : 188 / 1561.

٢٥٩

2978 ـ مسلم مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام :

فيكش : محمّد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن الوليد البجلي ، عن العبّاس بن هلال ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : ذكر أنّ مسلماً مولى جعفر بن محمّدعليه‌السلام سندي ، وأنّ جعفراً قال له : أرجو أن تكون وفقت الاسم ، وأنّه عُلّم القرآن في النوم وأصبح وقد علمه(1) .

محمّد بن مسعود ، عن(2) عبد الله بن محمّد بن خالد ، عن الوشّاء ، عن الرضاعليه‌السلام مثله(3) .

وفيد : ق ،كش ممدوح(4) .

أقول : قالطس بعد ذكر الخبرين المذكورين وإنْ قدح فيهما : والأقرب أن يكون معتبراً ، فقد ورد فيه مدح ولم يرد ما ينافيه(5) ، انتهى فتأمّل.

ومضى ذكره في صدقة الأحدب(6) ، وفي الوجيزة ممدوح(7) .

2979 ـ مسمع بن عبد الملك بن مسمع :

ابن مالك بن مسمع أبو سيّار الملقّب كردين ، شيخ بكر بن وائل‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 338 / 624.

(2) عن ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) رجال الكشّي : 339 / 625.

(4) رجال ابن داود : 189 / 1563.

(5) التحرير الطاووسي : 568 / 428.

(6) عن التهذيب 5 : 444 / 1547 ، وفيه : لقي مسلم مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام صدقة الأحدب وقد قدم من مكّة فقال له مسلم : الحمد لله. فذكر دعاءً طويلاً إلى أن قال : فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : نِعْمَ ما تعلّمت. الحديث.

(7) الوجيزة : 321 / 1865.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

١ الحكمة ( ١١ ) قالعليه‌السلام :

أَعْجَزُ اَلنَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اِكْتِسَابِ اَلْإِخْوَانِ وَ أَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ « أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان » نظيره ما في ( العلل ) ، قال الأصبغ : كان أمير المؤمنينعليه‌السلام إذا أراد أن يوبّخ الرجل يقول له : « و اللّه لأنت أعجز من تارك الغسل يوم الجمعة ، فإنّه لا يزال في همّ إلى الجمعة الاخرى »١ .

و كذا ما عنهعليه‌السلام : أسوأ الناس حالا من لم يثق بأحد لسوء ظنّه و لم يثق به أحد لسوء فعله٢ .

و في ( الظرائف و اللطائف ) :

____________________

( ١ ) العلل : ٢٨٥ ح ٢ .

( ٢ ) بحار الأنوار ٧٨ : ٩٣ ح ١٠٤ من حديث مفصل الباب ١٦ .

٤٠١

تكثّر من الاخوان ما استطعت انّهم

عماد اذا ما استنجدتهم و ظهير

و ما يكثر ألف خل و صاحب

و ان عدوا واحدا لكثير١

الصديق عمدة الصديق و عدّته ، و نصرته و عقدته ، و ربيعه و زهرته ،

و مشتريه و زهرته ، و لقاء الصديق روح الحياة ، و فراقه اسم الممات ، و الحاجة إلى الأخ المعين كالحاجة إلى الماء المعين٢ .

و قال ابن أبي الحديد قال الشاعر :

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

و إنّ ابن عم المرء فاعلم جناحه

و هل ينهض البازي بغير جناح

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة

و لكن اخوان الصفاء الذخائر٣

و كان أيوب السختياني اذا بلغه موت أخ له يقول : كأنّما سقط عضو منّي .

و قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : لكلّ شي‏ء حلية و حلية الرجل أودّاؤه٤ .

و في الخبر : لما قتل بمؤتة جعفر بكى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله و قال : المرء كثير بأخيه٥ .

« و أعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم » نظيره ما في ( تاريخ بغداد ) ان شعيب بن حرب أراد أن يتزوج بأمرأة فقال لها : اني سيّى‏ء الخلق .

قالت : و أسوأ خلقا منك من أحوجك إلى أن تكون سيّى‏ء الخلق فقال : أنت

____________________

( ١ ) الظرائف و اللطائف : ٧٥ .

( ٢ ) الظرائف و اللطائف : ٧٦ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١١٣ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٦١٥ ح ٩ .

( ٥ ) بحار الأنوار ٢١ : ٥٧ ح ٨ الباب ٢٤ .

٤٠٢

اذن امرأتي١ .

٢ الحكمة ( ٢٣٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ أَطَاعَ اَلتَّوَانِيَ ضَيَّعَ اَلْحُقُوقَ وَ مَنْ أَطَاعَ اَلْوَاشِيَ ضَيَّعَ اَلصَّدِيقَ « مَنْ أَطَاعَ اَلتَّوَانِيَ ضَيَّعَ اَلْحُقُوقَ » أبو المعافي :

ان التواني أنكح العجز بنته

و ساق إليها حين زوّجها مهرا

فراشا و طيئا ثم قال لها اتّكي

فقصر كما عندي لأن تلدا الفقرا٢

قيل لمّا قتل الصغد سعيد بن عثمان و كان عبد الرحمن بن ارطان بن سيحان معه في الدار فلم ينصره :

ان المؤاكل لم تصدق مودته

و فرعنه ابن ارطاة بن سيحانا

و قال البحتري في اسماعيل بن شهاب :

ازرى به من غدره بصديقه

و عقوقه لأخيه ما ازرى به

في كلّ يوم وقفة بفنائه

تخزي الشريف وردة عن بابه

اسمع لغضبان تثبت ساعة

فبداك قبل هجائه بعتابه

اللّه يسهر في مديحك ليله

متململا و تنام دون ثوابه

يقظان ينتخب الكلام كأنّه

جيش لديه يريد أن يلقى به

فأتى به كالسيف رقرق صيقل

ما بين قائم سنخه و ذبابه

و حجبته حتى توهّم انّه

هاج اتاك بشتمه و سبابه

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد ٩ : ٢٤٠ .

( ٢ ) ربيع الأبرار للزمخشري ٣ : ٦١٠ .

٤٠٣

و اذا الفتى صحب التباعد و اكتسى

كبرا عليّ فلست من أصحابه١

« و من أطاع الواشي ضيّع الحقوق » في ( الأغاني ) : كان الحرث بن مارية الغساني ملك الشام مكرّما لزهير بن جناب الكلبي ينادمه و يحادثه ، فقدم على الملك رجلان من بني نهد بن زيد يقال لهما سهل و حزن ابنا رزاح و كان عندهما حديث من أحاديث العرب ، فاجتباهما الملك و نزلا بالمكان الأثير منه فحسدهما زهير فقال : أيّها الملك و اللّه هما عين لذي القرنين يعني المنذر الأكبر عليك و هما يكتبان إليه بعورتك و خلل ما يريان منك قال : كلا فلم يزل به زهير حتى أوغر صدره ، و كان اذا ركب يبعث إليهما ببعيرين يركبان معه فبعث إليهما بناقة واحدة فعرفا الشّرّ ، فلم يركب أحدهما و توقف فقال له الآخر :

فإلاّ تجللها يعالوك فوقها

و كيف توقى ظهر ما أنت راكبه

فركبها مع أخيه ، و مضى بهما فقتلا ثم بحث عن أمرهما فوجده باطلا ،

فطرد زهيرا و شتمه٢ .

٣ الحكمة ( ٣٨ ) و قالعليه‌السلام لابنه الحسن :

يَا بُنَيَّ اِحْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وَ أَرْبَعاً لاَ يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ أَغْنَى اَلْغِنَى اَلْعَقْلُ وَ أَكْبَرَ اَلْفَقْرِ اَلْحُمْقُ وَ أَوْحَشَ اَلْوَحْشَةِ اَلْعُجْبُ وَ أَكْرَمَ اَلْحَسَبِ حُسْنُ اَلْخُلُقِ يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ اَلْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ اَلْبَخِيلِ فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ

____________________

( ١ ) ديوان البحتري ٢ : ١٣٨ .

( ٢ ) الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني ٥ : ١١٨ .

٤٠٤

وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ اَلْفَاجِرِ فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ اَلْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ اَلْبَعِيدَ وَ يُبَعِّدُ عَلَيْكَ اَلْقَرِيبَ قول المصنّف : « و قالعليه‌السلام لابنه الحسن » و في ( الكافي ) :١ إنّ السجادعليه‌السلام وصّى ابنه الباقرعليه‌السلام بهذه الأربعة الأخيرة ، و زاد : و إيّاك و مصاحبة القاطع لرحمه ، فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللّه في ثلاثة مواضع ،

قال عز و جل :فهل عسيتم إن تولّتيم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم اللّه فأصمّهم و أعمى أبصارهم ٢ ، .الذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار ٣ ،الذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ٤ .

قولهعليه‌السلام : « احفظ عني أربعا و أربعا » لم يقلعليه‌السلام ثمانيا لأنّ الكلّ ليست من واد واحد بل أربع منها من واد و أربع من واد .

« لا يضرّك ما عملت معهن » هو دليل على أهمية تلك الأربع و تلك الأربع :

« أغنى الغنى العقل » روى ( الكافي ) عن الباقرعليه‌السلام : لما خلق اللّه تعالى العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك و لا أكملتك إلاّ فيمن أحب ، أما إنّي إيّاك آمر و إيّاك أنهى و إيّاك اعاقب و إيّاك اثيب٥ .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٧٦ ح ٧ .

( ٢ ) محمّد : ٢٢ ٢٣ .

( ٣ ) الرعد : ٢٥ .

( ٤ ) البقرة : ٢٧ .

( ٥ ) الكافي ١ : ١٠ ح ١ .

٤٠٥

« و أكبر الفقر الحمق » روى ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : إنّ الثواب على قدر العقل ، ان رجلا من بني إسرائيل كان يعبد اللّه في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة المياه ، و ان ملكا من الملائكة مر به فقال :

يا ربّ أرني ثواب عبدك هذا فأراه اللّه فاستقلّه ، فأوحى إليه ان اصحبه فأتاه في صورة انسي فقال له : من أنت ؟ رجل عابد بلغني مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد اللّه معك ، فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له : ان مكانك لنزه و ما يصلح إلاّ للعبادة فقال العابد : ان لمكاننا هذا عيبا قال :

و ما هو ؟ قال : ليس لربّنا بهيمة ، فلو كان له حمار لرعيناه في هذا الموضع فان هذا الحشيش يضيع فأوحى تعالى إلى الملك : انّما اثيبه على قدر عقله١ .

و عن ( مناقب ابن الجوزي ) : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا يزال العقل و الحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة ، فاذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه٢ .

و في ( عيون القتيبي ) : قال أعرابي : لو صوّر الحمق لأضاء معه الليل يعني تكون ظلمة الليل بالنسبة إليه مضيئة٣ .

و في كتاب ( كليلة و دمنة ) : الأدب يذهب عن العاقل السكر و يزيد الأحمق سكرا ، كما أن النهار يزيد كلّ ذي بصر بصرا و يزيد الخفافيش سوء بصر٤ .

____________________

( ١ ) الكافي ١ : ١١ ح ٨ .

( ٢ ) ذكره المجلسي في بحار الأنوار ١ : ٩٦ ح ٢٩ ، أما كتاب مناقب الامام علي لابن الجوزي فهو غير موجود ، و يبدو أنه كان موجودا في عهد المجلسي حيث ذكر في ٧٨ : ٦٤٠ : أقول وجدت في مناقب ابن الجوزي مفصلا في كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام و أحببت إيراده .

( ٣ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٣ : ٢٨٠ .

( ٤ ) نقلها في كليلة و دمنة و رفعه ابن قتيبة في عيون الأخبار ٣ : ٢٨١ ، و يبدو أن العلاّمة التستري نقلها من عيون الاخبار .

٤٠٦

و في ( مجالس الشيخ ) مسندا عن الباقرعليه‌السلام قال : أردت سفرا فأوصى اليّ أبي فقال : و إيّاك أن تصاحب الأحمق أو تخالطه ، ان الأحمق هجنة ، غائبا كان أو حاضرا ، ان تكلّم فضحه حمقه و ان سكت قصر به عيه ، و ان عمل أفسد ،

و ان استرعى أضاع ، لا علمه من نفسه يغنيه و لا علم غيره ينفعه ، لا يطيع ناصحه و لا يستريح مقارنه ، تودّ امّه انّها ثكلته و امرأته انّها فقدته ، و يودّ جاره بعد داره ، و جليسه الوحدة من مجالسته ، ان كان أصغر من في المجلس أعيى من فوقه و ان كان أكبرهم أفسد من دونه١ .

هذا ، و قالوا : أرسل عجل بن لجيم فرسا له في حلبة فجاء سابقا ، فقيل له سمّه يعرف به ، فقام ففقأ عينه و قال : قد سمّيته أعور ، فقال شاعر :

رمتني بنو عجل بداء أبيهم

و أيّ عباد اللّه أنوك من عجل

أليس أبوهم عار عين جواده

فأضحت به الأمثال تضرب بالجهل٢

و قالوا : قال أبو كعب القاص في قصصه : إنّ النبيّ قال : في كبد حمزة ما علمتم فادعوا اللّه أن يطعمنا من كبد حمزة و قال مرّة في قصصه : اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا و كذا فقيل له : ان يوسف لم يأكله الذئب فقال : فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف٣ .

و قالوا : خرج الخليفة يوم عيد إلى المصلّي و الطبول تضرب بين يديه و الأعلام تخفق على رأسه ، فقال رجل : اللّهم لا طبل إلاّ طبلك فقيل له : لا تقل

____________________

( ١ ) المجالس للشيخ ٢ : ٢٢٦ .

( ٢ ) عيون الأخبار ٢ : ٤٣ .

( ٣ ) عيون الأخبار ٢ : ٤٦ .

٤٠٧

هكذا فليس للّه طبل فبكى و قال : أرأيتم يجي‏ء هو وحده لا يضرب بين يديه طبل و لا ينصب على رأسه علم ، فإذن هو دون الأمير .

« و أوحش الوحشة العجب » روى ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : ان عيسىعليه‌السلام كان من شرائعه السيح في البلاد ، فخرج في بعض سيحه و معه رجل من أصحابه قصير و كان كثير اللزوم لعيسى ، فلما انتهى عيسىعليه‌السلام إلى البحر قال : « بسم اللّه » بصحّة يقين منه ، فمشى على ظهر الماء فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسىعليه‌السلام جازه « بسم اللّه » بصحّة يقين منه ، فمشى على ظهر الماء و لحق بعيسى ، فدخله العجب بنفسه فقال : هذا عيسى روح اللّه يمشي على الماء و أنا أمشي على الماء ، فما فضله عليّ فرمس في الماء فاستغاث بعيسىعليه‌السلام فتناوله فأخرجه ثم قال له : ما قلت يا قصير ؟ قال : قلت كذا و دخلني عجب فقالعليه‌السلام له : لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك اللّه فيه فمقتك فتب إلى اللّه تعالى١ .

« و أكرم الحسب حسن الخلق » روى ( الكافي ) أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لبني عبد المطلب : إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة و حسن البشر٢ .

و عن الصادقعليه‌السلام : هلك رجل على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى الحفارين فاذا بهم لم يحفروا شيئا و شكوا ذلك إلى النبي فقالوا : ما يعمل حديدنا في الأرض فكأنما يضرب به في الصفاء فقال : و لم ، ان كان صاحبكم حسن الخلق إيتوني بقدح من ماء ، فأتوه به فأدخل يده فيه ثم رشّه على الأرض رشّا ثم قال :

احفروا فحفروا فكأنّما كان رملا يتهايل عليهم٣ .

____________________

( ١ ) الكافي ٦ : ٣٠٦ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ١٠٣ ح ١ .

( ٣ ) بحار الأنوار ٧١ : ٣٧٦ ح ٨ الباب ٩ .

٤٠٨

و عنهعليه‌السلام : اذا خالطت الناس فان استطعت ألاّ تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل ، فان العبد يكون فيه بعض التقصير من العباد و يكون له حسن الخلق فيبلغه اللّه بحسن خلقه درجات الصائم القائم١ .

و في خبر : ان قوما لم يكن بأس في أحسابهم سلبوها لسوء خلقهم ،

و ان قوما لم يكونوا ذوي أحساب اعطوا لحسن خلقهم .

« يا بني إيّاك و مصادقة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك » في ( الكامل ) :

كان أبو الحسن بن الفرات يقول : ان المقتدر يقتلني فصحّ قوله فمن ذلك انّه عاد من عنده يوما و هو مفكّر كثير الهمّ ، فقيل له في ذلك فقال : كنت عند المقتدر فما خاطبته في شي‏ء من الأشياء إلاّ قال لي : نعم قلت له الشي‏ء و ضدّه ، في كلّ ذلك يقول : نعم فقيل له : هذا لحسن ظنّه بك و ثقته بما تقول و اعتماده على شفقتك فقال : لا و اللّه و لكنّه أذن لكلّ قائل ، و ما يؤمني أن يقال له مر بقتل الوزير فيقول : نعم و اللّه إنّه قاتلي :

اتّق الأحمق أن تنصحه

انما الأحمق كالثوب الخلق

كلّما رقعت منه جانبا

حرّكته الريح و هنا فانخرق

أو كصدع في زجاج بيّن

أو كفتق و هو يعيى من رتق

و اذا جالسته في مجلس

أفسد المجلس منه بالخرق

و اذا نهنهته كي يرعوي

زاد جهلا و تمادى في الحمق

و قال آخر :

فان النوك للاحساب غول

و أهون دائه داء العياء

و من ترك العواقب مهملات

فأيسر سعيه سعي العناء

فلا تثقن بالنوكي لشي‏ء

و لو كانوا بني ماء السماء

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ١٠١ ح ٢٤ .

٤٠٩

و ليسوا قابلي أدب فدعهم

و كن من ذاك منقطع الرجاء١

و من أمثالهم « أنت شولة الناصحة » قال ابن السكيت : كانت ( شوله ) أمة لعدوان ، رعناء و كانت تنصح لمواليها فتعود نصيحتها و بالا عليها لحمقها٢ و في ( الأغاني ) : كان الوليد بن يزيد يوما جالسا و عنده عمر الوادي و أبو رقية و كان ضعيف العقل ، و كان يمسك المصحف على ام الوليد فقال الوليد لعمر الوادي ، و قد غنّاه صوتا : أحسنت و اللّه أنت جامع لذتي و أبو رقية مضطجع و هم يحسبونه نائما ، فرفع رأسه إلى الوليد فقال له : و انا جامع لذات امّك فغضب الوليد و همّ به فقال له عمر الوادي : ما يعقل أبو رقية و هو صاح فكيف و هو سكران فأمسك عنه٣ .

« و إيّاك و مصادقة البخيل فإنّه يقعد » و نقل الطبعة ( المصرية )٤ « يبعد » غلط .

« عنك أحوج ما تكون إليه » ألّف سهل بن هارون متولي خزانة حكمة المأمون رسالة في مدح البخل و أرسلها إلى الحسن بن سهل ، فوقع الحسن عليها : لقد مدحت ما ذمّ اللّه و حسنت ما قبّح ، و ما يقوم صلاح لفظك بفساد معناك ، و قد جعلنا ثواب عملك سماع قولك فما نعطيك شيئا٥ .

« و إيّاك و مصادقة الفاجر فانّه يبيعك بالتافة » أي : الحقير اليسير .

كان ابراهيم الصولي صديقا لابن الزيات ، فولّى ابن الزيات الوزارة و الصولي على الأهواز ، فقصده ابن الزيات و وجّه إليه بأبي الجهم و أمره

____________________

( ١ ) الكامل للمبرد : ٨ : ١٥٣ ١٥٤ .

( ٢ ) إصلاح المنطق لابن السكّين : ٣٢٢ .

( ٣ ) الأغاني ٧ : ٨٦ .

( ٤ ) الطبعة المصرية : ٦٦٧ الحكمة ( ٣٨ ) .

( ٥ ) ذكرها الجاحظ في أول رسائل البخلاء الجزء الاول .

٤١٠

بكشفه فتحامل عليه تحاملا شديدا ، فكتب إليه يشكو أبا الجهم و يقول : هو كافر لا يبالي ما عمل و كتب إليه :

و كنت أخي بإخاء الزمان

فلما نبا حربت حربا عوانا

و كنت أذم إليك الزمان

فأصبحت فيك أذم الزمانا

و كنت اعدّك للنائبات

فما أنا أطلب منك الأمانا١

ثم وقف الواثق على تحامله عليه ، فرفع يده عنه و أمره أن يقبل منه ما رفعه و يرد إلى الحضرة مصونا ، فلما أحسن بذلك بسط في ابن الزيات و هجاه هجاء كثيرا فقال :

قدرت فلم تضرر عدوا بقدرة

و سمت بها إخوانك الذلّ و الرغما

و كنت مليّا بالتي قد يعافها

من الناس من يأبى الدنية و الذما٢

و قال :

دعوتك في بلوى ألمّت صروفها

فأوقدت من ضغن عليّ سعيرها

و اني إذا أدعوك عند ملمّة

كداعية بين القبور نصيرها

و في ( الأغاني ) : قال بشار :

و ما تحرّك أير فامتلا شبقا

الا تحرك عرق في است

ثم قال : في است من و مر به تسنيم بن الحواري فسلّم عليه فقال « في است تسنيم » فقال له : أي شي‏ء ويلك ؟ فقال : لا تسل فقال : قد سمعت ما أكره فاذكر لي سببه فأنشده البيت فقال : ويلك أي شي‏ء حملك على هذا ؟ قال : سلامك عليّ قال : لا سلّم اللّه عليك و لا عليّ إن سلّمت عليك

____________________

( ١ ) الأغاني ١٠ : ٥٧ .

( ٢ ) الأغاني ١٠ : ٥٧ .

٤١١

بعدها و بشّار يضحك١ .

« و إيّاك و مصادقة الكذّاب ، فإنّه كالسراب يقرّب عليك البعيد و يبعّد عليك القريب » السراب : الذي تراه نصف النهار كأنّه ماء .

في ( المناقب ) : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن خصال ، فكان فيما سأله : أخبرني عن لا شي‏ء فتحيّر فقال عمرو بن العاص : وجّه فرسا فارها إلى عسكر علي ليباع ، فاذا قيل للذي معه : بكم ؟ يقول : بلا شي‏ء ، فعسى أن تخرج المسألة فجاء الرجل إلى عسكر أمير المؤمنين فمرعليه‌السلام به و معه قنبر فقال : يا قنبر ساومه فقال : بكم الفرس قال : بلا شي‏ء قال : يا قنبر خذ منه قال : اعطني لا شي‏ء فأخرجه إلى الصحراء و أراه السراب فقال : و كيف ؟ قال : أما سمعت اللّه تعالى يقول . يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا .٢ .

٤ الحكمة ( ٦٥ ) و قالعليه‌السلام :

فَقْدُ اَلْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ في ( العيون ) : قال أيوب السختياني : اذا بلغ موت أخ لي فكأنّما سقط عضو مني و في الخبر « المرء كثير بأخيه » و قال :

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة

و لكن اخوان الثقات الذخائر٣

و قال ابن أبي الحديد قال الشاعر :

فلا تحسبي ان الغريب الذي نأى

و لكن من تناين عنه غريب

____________________

( ١ ) الأغاني ٤ : ١٤٢ ، بيت الشعر الذي يبدأ ب « و ما تحرك » غير كامل و لفظ ( است ) مضاف ، و بعده عدة نقاط . .

( ٢ ) المناقب ٢ : ٣٨٣ و الآية ( ٣٩ ) من سورة النور .

( ٣ ) العيون ٣ : ١ .

٤١٢

اذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم

و خلفت في قرن أنت غريب١

و مثله قولهعليه‌السلام : « الغريب من ليس له حبيب » .

٥ الحكمة ( ١٣٤ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ يَكُونُ اَلصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلاَثٍ فِي نَكْبَتِهِ وَ غَيْبَتِهِ وَ وَفَاتِهِ أقول : في ( كامل المبرد ) : قال عليعليه‌السلام ثلاثة لا يعرفون إلاّ في ثلاث : لا يعرف الشجاع إلاّ في الحرب ، و لا الحليم إلاّ عند الغضب ، و لا الصديق إلاّ عند الحاجة٢ .

و عن الصادقعليه‌السلام : الصداقة محدودة ، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة ، و من لم يكن فيه شي‏ء من تلك الحدود فلا تنسبه إلى شي‏ء من الصداقة ، أوّلها : أن تكون سريرته و علانيته لك واحدة ، و الثانية : أن يرى زينك زينه و شينك شينه ، و الثالثة : لا يغيّره عنك مال و لا ولاية ، و الرابعة : أن لا يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته ، و الخامسة : لا يسلّمك عند النكبات٣ .

و عنهعليه‌السلام : من غضب عليك ثلاث مرّات فلم يقل فيك شرّا فاتخذه لنفسك صديقا٤ .

و في ( العيون ) : قال علي كرّم اللّه وجهه :

أخوك الذي ان أحوجتك ملمة

من الدهر لم يبرح لها الدهر واجما

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢١٠ .

( ٢ ) الكامل في الأدب للمبرد ١ : ١٨٤ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ١٣٩ ح ٦ ، و شروع الحديث : لا تكون الصداقة إلاّ بحدودها . .

( ٤ ) بحار الأنوار ، ٧٤ : ١٧٣ ح ٢ الباب ١١ .

٤١٣

و ليس أخوك الحق من إن تشعبت

عليك أمور ظل يلحاك لائما١

« و لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في نكبته » قال الشاعر :

احذر مودة ما ذق

شاب المرارة بالحلاوة

يحصي الذنوب عليك

أيام الصداقة للعداوة٢

و قال آخر :

سعيد بن عثمان بن عفان لا يرى

لصاحبه قرضا عليه و لا فرضا

و في ( نسب قريش ابن بكار ) : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر بعد ظفره : من لقي أبا البختري و هو ابن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى فلا يقتله .

و كان ممّن قام في الصحيفة و كان يدخل الطعام على بني هاشم في الشعب .

فقال المجذر بن زياد : فلقيته فقلت : ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرنا أن لا نقتلك فقال : أنا و زميلي و معه رجل فقلت : لا فقال :

لا يسلم ابن حرّة زميله

حتى يموت أو يرى سبيله

فقتلهما٣ و في ( صداقة التوحيدي ) : قال الاسكندر لديوجانس : بم يعرف الرجل أصدقاءه ؟ قال : بالشدائد ، لأن كلّ أحد في الرخاء صديق٤ .

و في ( وزراء الجهشياري ) : طلبت دولة العباسية عبد الحميد الكاتب كاتب الاموية و كان صديقا لابن المقفع ففاجأهما الطلب و هما في بيت ،

فقال الذين دخلوا عليهما : أيكما عبد الحميد فقال كلّ واحد منهما : أنا خوفا من أن ينال صاحبه بمكروه و خاف عبد الحميد أن يسرعوا إلى ابن المقفع فقال :

____________________

( ١ ) عيون الأخبار لبن قتيبة ٣ : ٥٠ .

( ٢ ) المصدر نفسه ٣ : ١٠٧ .

( ٣ ) لمصعب بن الزبير نسب قريش : ٢١٣ و قد سها العلاّمة التستري في ذكر اسم المؤلف الأصلي لكتاب نسب قريش .

( ٤ ) الصداقة للتوحيدي : ٧٠ .

٤١٤

ترفقوا فإنّ فيّ علامات و كلوا بنا بعضكم و يمضي بعض يذكر تلك العلامات لمن وجه بكم ففعلوا ذلك ، و أخذوا عبد الحميد١ .

أيضا : كانت بين ابن المقفع و عمارة بن حمزة مؤدّة ، فأنكر أبو جعفر على عمارة في وقت من الأوقات شيئا و نقله إلى الكوفة و كان ابن المقفع اذ ذاك بها فكان يأتيه فيزوره ، فبينا هو ذات يوم عنده إذ ورد على عمارة كتاب و كيله بالبصرة يعلمه أنّ ضيعة مجاورة لضيعته لا تصلح ان ملكها غيره و ان أهلها قد بذلوا له ثلاثين ألف درهم و انّه ان لم يبتاعها فالوجه ان يبيع ضيعته .

فقرأ عمارة الكتاب و قال : ما أعجب هذا ، و كيلنا يشير علينا بالابتياع مع الاضاقة و الإملاق و نحن إلى البيع أحوج و كتب إلى وكيله ببيع ضيعته و الانصراف إليه ، و سمع ابن المقفع الكلام و انصرف إلى منزله و أخذ سفتجة إلى الوكيل بثلاثين الف درهم و كتب إليه على لسان عمارة اني قد كتبت إليك ببيع ضيعتي ، ثم حضرني مال و قد أنفذت إليك سفتجة فابتع الضيعة المجاورة لك و لا تبع ضيعتي و أقم مكانك و أنفذ الكتاب بالابتياع مع رسول قاصد ، فورد على الوكيل و قد باع الضيعة ، ففسخ البيع و ابتاع الضيعة المجاورة ، و كتب إلى عمارة يذكر الأمر و انّه قد صارت لك ضيعة نفيسة فلما قرأ عمارة الكتاب أكثر التعجب و لم يعرف السبب و سأل عمّن حضر عند ورود كتاب الوكيل ، فقيل له : ابن المقفع ، فعلم أنّه من فعله ، فلما صار إليه بعد أيّام و تحدّثا قال عمارة له : بعثت بتلك الثلاثين ألف درهم إلى الوكيل و كنّا إليها ههنا أحوج ، قال : فان عندنا فضلا و بعث إليه بثلاثين ألفا أخرى٢ .

و حكى ان سفيان لمّا أمر بتقطيع ابن المقفع و طرحه في التنور يعني

____________________

( ١ ) الوزراء للجهشياري : ٨٠ .

( ٢ ) الوزراء و الكتّاب للجهشياري : ١٠٩ ١١٠ .

٤١٥

من طرف المنصور قال له : و اللّه لتقتلني و تقتل بقتلي ألف نفس و لو قتل مائة مثلك ما وفوا بواحد ، ثم قال :

اذا ما مات مثلي مات شخص

يموت بموته خلق كثير

و أنت تموت وحدك ليس يدري

بموتك لا الصغير و لا الكبير١

و في ( تاريخ بغداد ) : قال محمد بن عبد الرحمن أبو جعفر الصيرفي :

بعث إليّ الحكم بن موسى أنّه يحتاج إلى نفقة ، و لم يك عندي إلاّ ثلاثة آلاف درهم ، فوجّهت بها إليه ، فلما صارت في قبضته وجّه إليه خلاد بن أسلم أنّه يحتاج إلى نفقة ، فوجّه بها كلّها إليه و احتجت أنا إلى نفقة فوجّهت إلى خلاد أنّي أحتاج إلى نفقة فوجّه بها كلّها إليّ ، فلما رأيتها مصرورة في خرقتها و هي الدراهم بعينها أنكرت ذلك ، فبعثت إلى خلاد : ما قصة هذه الدراهم ؟ فاخبرني ان الحكم بن موسى بعث بها إليه ، فوجّهت إلى الحكم منها بألف و وجهت إلى خلاّد منها بألف و أخذت منها ألفا٢ .

و في ( المروج ) : عن الواقدي قال : كان لي صديقان أحدهما هاشمي و كنّا كنفس واحدة ، فنالتني ضيقة شديدة و حضر العيد ، فقالت امرأتي : أما نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس و الشدّة ، و أما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبي رحمة لهم ، لأنّهم يرون صبيان الجيران قد تزيّنوا في عيدهم و أصلحوا ثيابهم و هم على هذه الحال من الثياب الرثة ، فلو احتلت بشي‏ء تصرفه في كسوتهم .

فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة عليّ لما حضر العيد ، فوجّه إليّ كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف درهم ، فما استقر قراره إذ كتب إليّ الصديق

____________________

( ١ ) الوزراء و الكتّاب : ١١٠ .

( ٢ ) تاريخ بغداد ، لم نعثر عليه في ترجمة محمّد بن عبد الرحمن الصيرفي ٢ : ٣١٢ و ترجمة الحكم ابن موسى القنطري ٨ : ٢٢٦ .

٤١٦

الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي ، فوجّهت إليه الكيس بحاله و خرجت إلى المسجد ، فأقمت فيه ليلي مستحييا من امرأتي ، فلما دخلت عليها استحسنت ما كان مني و لم تعنفني عليه ، فبينا أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي و معه الكيس كهيئته فقال لي : اصدقني عمّا فعلت في ما وجهت إليك .

فعرفته الخبر فقال : إنّك وجهت إليّ و ما أملك على الأرض ، إلاّ ما بعثت به إليك .

و كتبت إلى صديقنا المواساة فوجّه بكيسي بخاتمي فتواسينا الألف أثلاثا ،

و أخرجنا إلى المرأة قبل ذلك مائة درهم ، و نمى الخبر إلى المأمون فدعاني فشرحت له الخبر ، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار لكل واحد ألفا دينار و للمرأة ألف دينار١ .

و في ( كامل المبرد ) : لبعضهم :

فتى غير محجوب الغنى عن صديقه

و لا مظهر الشكوى إذا النعل زلّت

رأى خلّتي من حيث يخفى مكانها

فكانت قذى عينيه حتى تجلّت٢

و في ( المعجم ) للصولي :

و لكن عبد اللّه لمّا حوى الغني

و صار له من بين اخوانه مال

رأى خلّة منهم تسدّ بماله

فساهمهم حتى استوت بهم الحال٣

« و غيبته » لا كما في اللسان قال ابن بري : قال بجير بن عنمة الطائي :

و ان مولاي ذو يعاتبني

لا أحنة عنده و لا جرمه

ينصرني منك غير معتذر

يرمي و رائي بأمسّهم و املمه

و قال الآخر :

____________________

( ١ ) المروج : ٣٣ ٣٤ .

( ٢ ) الكامل للمبرّد ١ : ١٨٤ .

( ٣ ) المعجم ١ : ١٦٧ .

٤١٧

أنّى يكون أخا أو ذا محافظة

من كنت في غيبه مستشعرا وجلا

إذا تغيّب لم تبرح تظنّ به

سوءا و تسأل عمّا قال أو فعلا

و قيل :

و ليس أخي من ودّني رأي عينه

و لكن أخي من ودّني و هو غائب

و قيل :

و ليس محبّا من يدوم وداده

مع الوصل لكن من يدوم مع الصدّ

هذا ، و في ( الحلية ) : خرج أبو تراب الرملي سنة من مكّة فقال لأصحابه :

خذوا اسم طريق الجادة حتى آخذ طريق تبوك فقالوا له : الحرّ شديد قال : لا بدّ و لكن إذا دخلتم رملة فانزلوا عند فلان صديق لي فنزلوا عليه فشوى لهم أربع قطع لحم ، فلما وضع بين أيديهم جاءت الحدأة فأخذت قطعة منها فقلنا : لم يكن رزقنا فأكلنا الباقي ، فلما كان بعد يومين خرج أبو تراب من المفازة ، فقلنا :

هل وجدت في الطريق شيئا فقال : لا إلاّ يوم كذا رمى إليّ حدأة بقطعة شواء حار فقلنا له : قد تغذينا منه فانّه من عندنا أخذت الحدأة فقال : كذا كانت الصداقة١ .

في المروج : ذكر للمنصور تدبير هشام في حرب كانت له ، فبعث إلى رجل ينزل رصافة هشام يسأله عن تلك الحرب ، فقدم عليه فقال له : أنت صاحب هشام قال : نعم قال : فأخبرني كيف فعل في حرب دبّرها سنة كذا و كذا قال : فعل رضي اللّه عنه فيها كذا و كذا ، و فعل رحمه اللّه كذا و كذا فأغاظ ذلك المنصور فقال له : قم عليك غضب اللّه تطأ بساطي و تترحّم على عدوّي .

فقام الشيخ و هو يقول : ان لعدوّك قلادة في عنقي لا ينزعها إلاّ غاسلي فأمر برده و قال له : كيف ؟ قال : انّه كفاني الطلب وصان وجهي عن السؤال فلم أقف

____________________

( ١ ) الحلية ١٠ : ١٦٤ ١٦٥ .

٤١٨

على باب عربي و لا عجمي ، أفلا يجب عليّ أن أذكره إلاّ بخير فقال المنصور :

بلى و اللّه ، للّه أمّ نهضت عنك ، أشهد أنّك نهيض حرّة١ .

و قال المدائني : قال المنصور صحبت رجلا ضريرا إلى الشام و كان يريد مروان بن محمد بشعر قال فيه إلى أن قال و حججت في سنة ( ١٤١ ) فنزلت في جبلي زرور في الرمل أمشي لنذر كان عليّ ، فإذا أنا بالضرير ،

فأومأت إلى من كان معي فتأخروا و دنوت منه فأخذت بيده ، فقال : من أنت ؟

قلت : رفيقك إلى الشام في أيام بني امية و أنت متوجه إلى مروان ، فتنفّس و أنشأ يقول :

آمت نساء بني اميّة منهم

و بناتهم بمضيعة أيتام

نامت جدودهم و أسقط نجمهم

و النجم يسقط و الجدود تنام

خلت المنابر و الأسرّة منهم

فعليهم حتى الممات سلام

فقلت له : كم أعطاك مروان ؟ قال : أغناني فلا أسأل بعده أحدا إلى أن قال فقلت : أنا أبو جعفر المنصور فقال : اعذر فإنّ ابن عمّك محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله قال « جبلت النفوس على حبّ من أحسن إليها و بغض من أساء إليها » فهممت به ثم تذكرت الصحبة فأطلقته٢ .

و في ( الأغاني ) : في أبي الأسد : لما مات ابراهيم الموصلي قيل لأبي الأسد و كان صديقه ألا ترثيه فقال :

تولّى الموصلي فقد تولّت

بشاشات المزاهر و القيان

و أي فلاحة بقيت فتبقى

حياة الموصلي على الزمان

ستبكيه المزاهر و الملاهي

و يسعدهن عاتقة الدنان

____________________

( ١ ) المروج ٣ : ٢٨٥ .

( ٢ ) مروج الذهب ٣ : ٢٨٥ .

٤١٩

و تبكيه الغوية اذ تولّى

و لا تبكيه تالية القرآن

فقيل له : ويحك فضحته و قد كان صديقك فقال : هذه فضيحة عند من لا يعقل ، أمّا من يعقل فلا ، و بأي شي‏ء كنت أذكره و أرثيه أ بالفقه أم بالزهد أم بالقراءة ، و هل يرثى إلاّ بهذا و شبهه١ .

٦ الحكمة ( ٢١٨ ) و قالعليه‌السلام :

حَسَدُ اَلصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ اَلْمَوَدَّةِ في ( الطرائف ) : قال بعض الحكماء لا ينفع العلاج في أربعة : العداوة إذا خالطها الحسد و المرض إذا خالطه الهرم ، و الفقر إذا خالطه الكسل ، و الشحّ إذا خالطه الكبر٢ .

و قال ابن أبي الحديد الإنسان لا يحسد نفسه قيل لحكيم : ما الصديق ؟

فقال : انسان هو أنت إلاّ أنّه غيرك٣ .

و من أدعية الحكماء : اللّهم اكفني بوائق الثقات ، و احفظني من كيد الأصدقاء٤ .

و للمثقب العبدي :

فإمّا أن تكون أخي بحقّ

فأعرف منك غثّي من سميني

و إلاّ فاطرحني و اتركني

عدوّا أتّقيك و تتقيني٥

____________________

( ١ ) الأغاني ١٤ : ١٤٠ ١٤١ .

( ٢ ) الظرائف و الطرائف : ٧٨ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٩ .

( ٤ ) المصدر نفسه : ١٩ : ٣٩ .

( ٥ ) المصدر نفسه ١٠ : ١١٠ ، ذكره أيضا ابن قتيبة : ٢٥٠ ، دار الكتب العلمية .

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617