بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194138 / تحميل: 7309
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

القرآن في أعلى درجة من الادميين ما خلا النبيين من المرسلين ، و لا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم فان لهم من اللّه العزيز الجبار لمكانا عليا .

« و لا تسألوا به خلقه انّه ما توجّه العباد إلى اللّه بمثله » في ( الكافي ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان أحق الناس بالتخشع في السرّ و العلانية لحامل القرآن و ان أحقّ الناس في السر و العلانية بالصلاة و الصوم لحامل القرآن ثم نادى بأعلى صوته : يا حامل القرآن ، تواضع به يرفعك اللّه ، و لا تعزز به فيذلّك اللّه ، يا حامل القرآن تزيّن به للّه يزينك اللّه به ، و لا تزين به للناس فيشينك اللّه به إلى أن قال : و من أوتي القرآن فظن أن أحداً من الناس أوتي أفضل ممّا أوتي فقد عظم ما حقّر اللّه و حقّر ما عظّم اللّه .

« و اعلموا انّه شافع و مشفع و قائل و مصدق » هكذا في ( المصرية ) ،

و الصواب : ( شافع مشفع و قائل مصدق ) بدون و او في الموضعين كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) .

قال ابن أبي الحديد قال ابن ميثم استعارعليه‌السلام لفظي ( الشافع ) و ( المشفع ) و وجه الاستعارة كون تدبره و العمل بما فيه ماحيا لمّا يعرض للنفس من الهيئات الردية من المعاصي و ذلك مستلزم لمحو غضبه كما يمحو الشفيع المشفع أثر الذنب عن قلب المشفوع إليه ، و كذلك لفظ ( القائل المصدق ) و وجه الاستعارة كونه ذا ألفاظ إذا نطق بها لا يمكن تكذيبها .

ثم قال الخوئي لا يجوز حمل الكلام على المجاز ما دام إمكان الحمل على الحقيقة و يدلّ على كونه على الحقيقة ما في ( الكافي ) عن سعد الخفاف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : تعلّموا القرآن فان القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق و الناس عشرون و مائة ألف صف ، ثمانون ألف من أمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله و أربعون ألف من ساير الأمم ، فيأتي على صف المسلمين في

٤١

صورة رجل مسلم فينظرون إليه ثم يقولون لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم ، ان هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته و صفته غير انّه كان أشدّ اجتهادا منّا في القرآن الخبر .

و عن يونس بن عمّار عن الصادقعليه‌السلام قال ان الدواوين يوم القيامة ثلاثة : ديوان فيه النعم ، و ديوان فيه الحسنات ، و ديوان فيه السيئات ، فيقابل بين ديوان النعم و ديوان الحسنات فيستغرق النعم عامة الحسنات ، و يبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدّم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : يا ربّ أنا القرآن و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي و يطيل ليله بترتيلي و تفيض عيناه إذا تهجد ، فارضه كما أرضاني فيقول تعالى : ابسط يمينك فيملأها من رضوان اللّه و يملأ شماله من رحمة اللّه ،

ثم يقال : هذه الجنّة مباحة لك فاقرأ و اصعد درجة .

و عن إسحاق بن غالب عنهعليه‌السلام قال إذا جمع اللّه تعالى الأولين و الآخرين هم بشخص لم يرقط أحسن صورة منه ، فإذا نظر إليه المؤمنون و هو القرآن قالوا : هذا منّا هذا أحسن شي‏ء رأيناه ، حتى إذا انتهى إليهم جازهم ثم ينظر إليه الشهداء حتى إذا انتهى إلى آخرهم جازهم فيجوزهم كلّهم حتى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولون : هذا القرآن فيجوزهم حتى ينتهي إلى الملائكة فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ثم ينتهي حتى يقف عن يمين العرش فيقول الجبار و عزتي و جلالي ، و ارتفاع مكاني لأكرمنّ اليوم من أكرمك و لأهينن من أهانك .

و عن الفضيل بن يسار عنهعليه‌السلام قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا القرآن فانّه يأتي صاحبه يوم القيامة في صورة شاب جميل شاحب اللون ، فيقول له : أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك ، و أظمأت هو اجرك ، و أجففت ريقك ، و أسلت

٤٢

دمعتك الخبر قلت حمل الأخبار الأربعة على الاستعارة أيضا جائزة و ان كان خلاف الظاهر ، و يشهد له ما في آخر الأول قال سعد : قلت يا أبا جعفر ، و هل يتكلّم القرآن ؟ فتبسّمعليه‌السلام ثم قال : رحم اللّه الضعفاء من شيعتنا انّهم أهل تسليم ، ثم قال نعم و الصلاة تتكلّم ، و لها صورة و خلق تأمر و تنهى .

قال سعد : فتغيّر لذلك لوني ، و قلت هذا شي‏ء لا أستطيع التكلّم به في الناس فقالعليه‌السلام : و هل الناس إلاّ شيعتنا فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقّنا ثم قال : يا سعد اسمعك كلام القرآن ؟ فقلت بلى فقال : .ان الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر اللّه أكبر . . ١ فالنهي كلام و الفحشاء رجال و نحن ذكر اللّه و نحن أكبر .

و كذلك ما مر في آخر الثاني ( يقول تعالى : ابسط يمينك فيملأها من رضوان اللّه ) فانّه معلوم كون هذا استعارة و الحمل على لسان الحال كما في قوله تعالى :. . فقال لها و للأرض إئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ٢ غير بعيد .

« فانّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه و من محل به القرآن » من ( محل به إلى السلطان ) إذا سعى به إليه .

« يوم القيامة صدق عليه » و شفاعة القرآن شفاعة صاحبه و محله محله .

و قال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ٣ .

و في ( تاريخ بغداد ) ، كتب منصور السلمي إلى بشر المريسي الكلام في

____________________

( ١ ) العنكبوت : ٤٥ .

( ٢ ) فصلت : ١١ .

( ٣ ) الفرقان : ٣٠ .

٤٣

القرآن خالق أو مخلوق بدعة اشترك فيها السائل و المجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له و تكلّف المجيب ما ليس عليه و ما أعلم خالقا إلاّ اللّه ، و ما دونه مخلوق و لو كان القرآن خالقا لم يكن للذين دعوه إلى اللّه شافعا و لا بالذين ضيّعوه ما حلا فانته في القرآن إلى أسمائه التي سمّاه اللّه بها و لا تسّم القرآن باسم من عندك .

« فانه ينادي مناد يوم القيامة الا ان كلّ حارث مبتلى في حرثه و عاقبة عمله غير حرثة القرآن فكونوا من حرثته و اتباعه » اما ابتلاء غير حرثة القرآن فواضح حتى بالنسبة إلى نكاح النساء للأولاد فقال تعالىنساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنّى شئتم . . ١ و قال :. ان من أزواجكم و أولادكم عدوّاً لكم . . ٢ و قال :انما أموالكم و أولادكم فتنة . . ٣ و اما حرثة القرآن فهم حرثة الآخرة و في سورة الشورى الآية من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ماله في الآخرة من نصيب ٤ .

و من حرث الدنيا الحرث و باقي مستمتعاتها ، قال تعالى :زيّن للناس حبّ الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسوّمة و الأنعام و الحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و اللّه عنده حسن المآب ٥ و من حرث القرآن ، ما قال تعالى بعده :قل ءأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و أزواج

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٢٣ .

( ٢ ) التغابن : ١٤ .

( ٣ ) التغابن : ١٥ .

( ٤ ) الشورى : ٢٠ .

( ٥ ) آل عمران : ١٤ .

٤٤

مطهّرة و رضوان من اللّه و اللّه بصير بالعباد ١ .

هذا و في ( الأغاني ) ، قال ابن عياش كان الشعبي زوج اخت أعشى همدان و كان أعشى زوج اخت الشعبي فأتاه أعشى يوما و كان أحد القرّاء للقرآن فقال له : اني رأيت كأني أدخلت بيتا فيه حنطة و شعير ، و قيل لي : خذ أيّهما شئت فأخذت الشعير ، فقال : ان صدقت رؤياك تركت القرآن و قراءته ، و قلت الشعر فكان كما قال .

« و استدلوه » أي : اجعلوه دليلا .

« على ربكم و استنصحوه » أي : اجعلوه ناصحا .

« على أنفسكم و اتهموا عليه اراءكم » في قباله .

روى العياشي عن أبي جعفرعليه‌السلام : ليس شي‏ء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ان الآية ينزل أوّلها في شي‏ء و آخرها في شي‏ء و زاد في خبر آخر و هو كلام متصل ينصرف على وجوه .

« و استغشوا فيه أهواءكم » أي : احكموا على أهوائكم المخالفة لها بالغش .

روى الصدوق عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لعن اللّه المجاهدين في دين اللّه على لسان سبعين نبيا و من جادل في آيات اللّه فقد كفر ، قال عز و جل :ما يجادل في آيات اللّه إلاّ الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد ٢ و من فسر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب إلى أن قال الراوي عبد الرحمان بن سمرة فقلت : يا رسول اللّه ارشدني إلى النجاة فقال : يا ابن سمرة إذا اختلفت الأهواء و تفرّقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب٣ الخبر .

____________________

( ١ ) آل عمران : ١٥ .

( ٢ ) المؤمن : ٤ .

( ٣ ) ذكره المجلسي في بحار الأنوار ٣٦ : ٢٢٧ رواية ٣ .

٤٥

٦ الخطبة ( ١٧١ ) قال في تلك الخطبة :

وَ إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا ؟ اَلْقُرْآنِ ؟ فَإِنَّهُ حَبْلُ اَللَّهِ اَلْمَتِينُ وَ سَبَبُهُ اَلْأَمِينُ وَ فِيهِ رَبِيعُ اَلْقَلْبِ وَ يَنَابِيعُ اَلْعِلْمِ وَ مَا لِلْقَلْبِ جِلاَءٌ غَيْرُهُ مَعَ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ اَلْمُتَذَكِّرُونَ وَ بَقِيَ اَلنَّاسُونَ أَوِ اَلْمُتَنَاسُونَ « و ان اللّه سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن »لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية اللّه . . ١ .

« فانّه حبل اللّه المتين » روى أحمد بن حنبل في مسنده ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ، و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »٢ .

و روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى :و اعتصموا بحبل اللّه جميعاً . . ٣ عن أبي سعيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض٤ الخبر .

« و سببه » أي : واسطته .

« الأمين و فيه ربيع القلب »اللّه نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم

____________________

( ١ ) الحشر : ٢١ .

( ٢ ) مسند الامام أحمد بن حنبل ٣ : ١٤ ، دار صادر بيروت .

( ٣ ) آل عمران : ١٠٣ .

( ٤ ) تكرر الكلام في الصفحة ( ٢١ ) .

٤٦

إلى ذكر اللّه . . ١ .

« و ينابيع العلم » .ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء . . ٢ .تبياناً لِكلِّ شي‏ء قل لئن اجتمعت الانس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا . . ٣ .

« و ما للقلب جلاء غيره » و ما ورد عنهمعليهم‌السلام من أن أحاديثنا جلاء لقلوبكم لا ينافي كلامهعليه‌السلام إذ جميع أحاديثهم مأخوذة من القرآن قال الباقرعليه‌السلام لأبي الجارود : إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني أين هو من كتاب اللّه ثم قال في بعض حديثه : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن القيل و القال ، و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له أين هذا من كتاب اللّه ؟ قال : قال عز و جل :لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس . . ٤ و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل اللّه لكم قياما . . ٥ . . لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم . . ٦ .

« مع انّه قد ذهب المتذكرون »و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر ٧ .

« و بقى الناسون أو المتناسون »و لا تكونوا كالذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم . . ٨ .

____________________

( ١ ) الزمر : ٢٣ .

( ٢ ) الانعام : ٣٨ .

( ٣ ) الاسراء : ٨٨ .

( ٤ ) النساء : ١١٤ .

( ٥ ) النساء : ٥ .

( ٦ ) المائدة : ١٠١ .

( ٧ ) القمر : ١٧ .

( ٨ ) الحشر : ١٩ .

٤٧

٧ في الخطبة ( ١٧٨ ) منها في ذكر القرآن :

فَالْقُرْآنُ ؟ آمِرٌ زَاجِرٌ وَ صَامِتٌ نَاطِقٌ حُجَّةُ اَللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ أَخَذَ عَلَيْهِ مِيثَاقَهُ وَ اِرْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ أَتَمَّ نُورَهُ وَ أَكْمَلَ بِهِ دِينَهُ وَ قَبَضَ نَبِيَّهُ ص وَ قَدْ فَرَغَ إِلَى اَلْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ اَلْهُدَى بِهِ « فالقرآن آمر » بالمعروف .

« زاجر » عن المنكر .

كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون بشيراً و نذيراً . . ١ الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجاً قيّماً لينذر بأساً شديداً من لدنه و يبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً و ينذر الذين قالوا اتخذ اللّه ولدا . . ٢ .

« صامت ناطق »ان هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ٣ .

قال ابن أبي الحديد جعلهعليه‌السلام صامتا ناطقا لأنّه من حيث هو حروف و أصوات صامت إذ كان الغرض يستحيل أن يكون ناطقا لأن النطق حركة الأداة بالكلام ، و الكلام يستحيل أن يكون ذا أداة ينطق بالكلام و هو من حيث انه يتضمن الأخبار و الأمر و النهي و النداء و غير ذلك من أقسام الكلام كالناطق لأن الفهم يقع عنده ، و هذا من باب المجاز كما تقول هذه الربوع

____________________

( ١ ) فصلت : ٣ ٤ .

( ٢ ) الكهف : ١ ٤ .

( ٣ ) النمل : ٧٦ .

٤٨

الناطقة و اخبرتني الديار بعد رحيلهم بكذا و تبعه الخوئي .

قلت ما ذكره خبط ، فانما مرادهعليه‌السلام بالقرآن المصحف و المصحف خط و الخط صامت و من قرأه ينطق عنه فكانه هو الناطق و يشهد له قولهعليه‌السلام في الاحتجاج على الخوارج .

في ١٢١ ١ « انّا لم نحكم الرجال و انما حكّمنا القرآن ، و هذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين ، لا ينطق بلسان و لا بد له من ترجمان و انما ينطق عنه الرجال » .

كما ان تمثيله بقولهم ( الربوع الناطقة ) و مثله أيضا بلا ربط ، لأن ذلك لسان الحال و القرآن لسان القائل .

« حجّة اللّه على خلقه »و هذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه و اتقوا لعلّكم ترحمون ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا و ان كنّا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو انا أنزل علينا لكنّا أهدى منهم فقد جاءكم بيّنة من ربكم و هدىً و رحمة . . ١ « أخذ عليهم ميثاقه ». . فخلف من بعدهم خلف و رثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى و يقولون سيغفر لنا و ان يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يأخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على اللّه إلاّ الحق و درسوا ما فيه . . ٢ .

و إذ أخذ اللّه ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننّه للناس و لا تكتمونه فنبذوه و راء ظهورهم و اشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون ٣ .

« و ارتهن عليه أنفسهم » حيث ألزمهم العمل به .

____________________

( ١ ) الانعام : ١٥٥ ١٥٦ .

( ٢ ) الاعراف : ١٦٩ .

( ٣ ) آل عمران : ١٨٧ .

٤٩

« أتمّ نوره » هكذا في النسخ ، و عليه فالمعنى ( أتمّ اللّه نور القرآن ) و لكن الظاهر ان الأصل ( أتمّ به نوره ) أي أتمّ اللّه به نور نفسه بقرينة ما بعده قال تعالى :يريدون أن يطفؤا نور اللّه بأفواههم و يأبى اللّه الا أن يتمّ نوره و لو كره الكافرون ١ .

« و أكمل » هكذا في ( المصرية ) ، و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ( و أكرم ) .

« به دينه » .فانه نزّله على قلبك باذن اللّه مصدقاً لما بين يديه و هدىً و بشرى للمؤمنين ٢ .

« و قبض نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام » بالكسر .

« الهدى به » أي : جعل الهدى محكماً بالقرآن .

روى ابن سعد في ( طبقاته ) عن عايشة قالت : كنت جالسة عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسرّ إليها شيئا فبكت ، ثم أسرّ إليها فضحكت ، قالت قلت ما رأيت ضحكا أقرب من بكاء استخصك النبي بحديثه ثم تبكين ، قلت : أي شي‏ء أسر إليك ؟ فقالت ما كنت لأفشي سرّه فلمّا قبضصلى‌الله‌عليه‌وآله سألتها ، فقالت قال : ان جبرئيل كان يأتيني كلّ عام فيعارضني بالقرآن مرّة و انّه أتاني اليوم فعارضني مرتين ، و لا أظنّ إلاّ أجلي قد حضر و نعم السلف أنا لك .

قال ابن أبي الحديد ذكرعليه‌السلام ان اللّه قبض رسوله و قد فرغ إلى الخلق

____________________

( ١ ) التوبة : ٣٢ .

( ٢ ) البقرة : ٩٧ .

٥٠

بالقرآن من الاكمال و الاتمام لقوله تعالى : .اليوم أكملت لكم دينكم . . ١ قلت انما يتمّ هذا الكلام على مذهب الامامية القائلين بكون الامام قيم القرآن ،

و إلاّ فكيف فرغ بالقرآن مع الاكمال مع هذه الاختلافات و تفسير كلّ فرقة للقرآن على مشربها .

٨ في الخطبة ( ١٥١ ) وَ عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اَللَّهِ

فَإِنَّهُ اَلْحَبْلُ اَلْمَتِينُ وَ اَلنُّورُ اَلْمُبِينُ وَ اَلشِّفَاءُ اَلنَّافِعُ وَ اَلرِّيُّ اَلنَّاقِعُ وَ اَلْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ وَ اَلنَّجَاةُ لِلْمُتَعَلِّقِ لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَامَ وَ لاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ وَ لاَ يُخْلِقُهُ كَثْرَةُ اَلرَّدِّ وَ وُلُوجُ اَلسَّمْعِ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ « و عليكم بكتاب اللّه فانّه الحبل المتين » روى الثعلبي في تفسير :

و اعتصموا بحبل اللّه جميعاً و لا تفرّقوا . . ٢ بأسانيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء إلى الأرض ،

و عترتي أهل بيتي ألا و انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ٣ .

« و النور المبين » .كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور باذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ٤ .

و روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن زيد بن أرقم ، قال قام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فينا خطيبا بماء يدعى خمأ بين مكة و المدينة ثم قال : أيها الناس

____________________

( ١ ) المائدة : ٣ .

( ٢ ) آل عمران : ١٠٣ .

( ٣ ) مرّ الكلام في الصفحة ( ٢١ ) .

( ٤ ) ابراهيم : ١ .

٥١

انما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب و اني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به فحث على كتاب اللّه و رغب ثم قال : و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي١ .

« و الشفاء النافع » لمريض عالج به ، فقال تعالى : .قل هو للذين آمنوا هدىً و شفاء . . ٢ « و الري » و هو ضد العطش .

« الناقع » من ( نقع الماء العطش ) إذا سكنه .

« و العصمة » عن الضلال .

« للمتمسك » به فقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه و في عترته ( ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا ) .

« و النجاة » من المهالك .

« للمتعلق » به قال تعالى : .و كذلك ننجي المؤمنين ٣ .

« لا يعوج » ككثير من الخلق .

« فيقام » أي : يجعل مستقيما قال تعالى :الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجاً قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه و يبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً و ينذر الذين قالوا اتخذ اللّه ولدا ٤ .

« و لا يزيغ » أي : يميل إلى الباطل .

____________________

( ١ ) ذكره المجلسي في « بحار الأنوار » ٢٢ : ١١٧ رواية ٣٤ باب ٧ نقلا عن « الطرائف » لابن طاووس : ١٢٢ حديث ١٨٦ مطبعة الخيام قم .

( ٢ ) فصلت : ٤٤ .

( ٣ ) الانبياء : ٨٨ .

( ٤ ) الكهف : ١ ٤ .

٥٢

« فيستعتب » أي : يطلب منه الرجوع إلى الحق .

« و لا يخلقه » افعال من ( خلق الثوب ) بالضم إذا بلي .

« كثرة الرد »لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ١ .

و لقد ردوا عليه من يوم نزل إلاّ انّه لا أثر لردودهم لوضوح بطلانها ،

و لصدورها من أهل الزيع و الأهواء ، و لأنّ كلّ رد أورده أحد من أهل الباطل أجاب عنه أهل الحق بأجوبة متعددة و أوّل من أجاب عن شبهات أهل الشبهة في القرآن هوعليه‌السلام من أراد الوقوف عليها راجع ( توحيد ) ابن بابويه .

« و ولوج » بالجر .

« السمع » أي : لا يخلقه كثرة دخوله السمع بتلاوة الانسان له ليلا و نهارا و استماعه من غيره بخلاف غيره من الكتب فتخلق بسماعها مرتين .

« من قال به صدق » لأنه الحق .

« و من عمل به سبق » غير العامل به إلى الدرجات .

هذا ، و روى ( سنن أبي داود ) عن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة ريحها طيب ، و طعمها طيب ، و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب و لا ريح لها ، مثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر ، و مثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر و لا ريح لها٢ .

____________________

( ١ ) فصلت : ٤٢ .

( ٢ ) سنن أبي داود ٤ : ٢٥٩ حديث ٤٨٢٩ طبع مصر .

٥٣

٩ في الخطبة ( ١٩٣ )

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ اَلْكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ وَ سِرَاجاً لاَ يَخْبُو تَوَقُّدُهُ وَ بَحْراً لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ وَ مِنْهَاجاً لاَ يُضِلُّ نَهْجُهُ وَ شُعَاعاً لاَ يُظْلِمُ ضَوْءُهُ وَ فُرْقَاناً لاَ يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ وَ تِبْيَاناً لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ وَ شِفَاءً لاَ تُخْشَى أَسْقَامُهُ وَ عِزّاً لاَ تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ وَ حَقّاً لاَ تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ فَهُوَ مَعْدِنُ اَلْإِيمَانِ وَ بُحْبُوحَتُهُ وَ يَنَابِيعُ اَلْعِلْمِ وَ بُحُورُهُ وَ رِيَاضُ اَلْعَدْلِ وَ غُدْرَانُهُ وَ أَثَافِيُّ اَلْإِسْلاَمِ وَ بُنْيَانُهُ وَ أَوْدِيَةُ اَلْحَقِّ وَ غِيطَانُهُ وَ بَحْرٌ لاَ يَنْزِفُهُ اَلْمُتَنَزِّفُونَ وَ عُيُونٌ لاَ يُنْضِبُهَا اَلْمَاتِحُونَ وَ مَنَاهِلُ لاَ يَغِيضُهَا اَلْوَارِدُونَ وَ مَنَازِلُ لاَ يَضِلُّ نَهْجَهَا اَلْمُسَافِرُونَ وَ أَعْلاَمٌ لاَ يَعْمَى عَنْهَا اَلسَّائِرُونَ وَ آكَامٌ لاَ يَجُوزُ عَنْهَا اَلْقَاصِدُونَ جَعَلَهُ اَللَّهُ رِيّاً لِعَطَشِ اَلْعُلَمَاءِ وَ رَبِيعاً لِقُلُوبِ اَلْفُقَهَاءِ وَ مَحَاجَّ لِطُرُقِ اَلصُّلَحَاءِ وَ دَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ وَ نُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ وَ حَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ وَ مَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ وَ عِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ هُدًى لِمَنِ اِئْتَمَّ بِهِ وَ عُذْراً لِمَنِ اِنْتَحَلَهُ وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ وَ فَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ وَ حَامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ وَ مَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ وَ جُنَّةً لِمَنِ اِسْتَلْأَمَ وَ عِلْماً لِمَنْ وَعَى وَ حَدِيثاً لِمَنْ رَوَى وَ حُكْماً لِمَنْ قَضَى « ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفا مصابيحه »يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم و يأبى اللّه إلاّ أن يتم نوره و لو كره الكافرون ١ .

« و سراجا لا يخبو » أي : لا يطفا .

____________________

( ١ ) التوبة : ٣٢ .

٥٤

« توقده و بحرا لا يدرك قعره » .و ما يعلم تأويله إلاّ اللّه . . ١ قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا ٢ .

« و منهاجا » أي : طريقا واضحا .

« لا يضلّ نهجه »و أنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )٣ و ما تنزّلت به الشياطين ٤ .

« و شعاعا لا يظلم ضوؤه »و لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات . . ٥ و كذلك أنزلناه آيات بينات . . ٦ .

« و فرقانا » قال الجوهري : كلّ ما فرق به بين الحق و الباطل فهو فرقان .

« لا يخمد » من ( خمدت النار ) إذا سكن لهبها و لم يطفأ جمرها .

« برهانه » في الأساس ( البرهان بيان الحجّة و ايضاحها مشتق من البرهرهه و هي البيضاء من الجواري كما اشتق السلطان من السليط ) و هو كما ترى .

« و تبيانا » هكذا في ( المصرية ) ، و لا معنى له و الصواب : ( و بنيانا ) كما في ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية .

« لا تهدم أركانه »انا نحن نزّلنا الذكر و انّا له لحافظون ٧ .

____________________

( ١ ) آل عمران : ٧ .

( ٢ ) الكهف : ١٠٩ .

( ٣ ) الشعراء : ١٩٢ ١٩٤ .

( ٤ ) الشعراء : ٢١٠ .

( ٥ ) النور : ٣٤ .

( ٦ ) الحج : ١٦ .

( ٧ ) الحجر : ٩ .

٥٥

« و شفاء لا تخشى أسقامه » .و يشف صدور قوم مؤمنين ١ .و شفاء لمّا في الصدور . . ٢ .

« و عزّا لا تهزم أنصاره » .أئتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين ٣ .

« و حقّا لا تخذل أعوانه »و إذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلمّا حضروه قالوا انصتوا فلمّا قضى و لّوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انّا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقاً لمّا بين يديه يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي اللّه و آمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب أليم ٤ .

« فهو معدن الايمان و بحبوحته » أي : وسطه ، لأن الايمان يحصل بعد شهود المعجز ، و القرآن أكبر معجز و ذكر الكراجكي في اعجازه طرقا منها عجز بلغاء العرب عن الاتيان بمثله في فصاحته و نظمه ، مع علمهم بأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جعله علما على صدقه و سماعهم للتحدّي فيه على ان يأتوا بسورة من مثله هذا مع اجتهادهم في دفع ما أتى به .

و توفر دواعيهم على إبطال أمره ، و استفراغ مقدورهم في أذيته ،

و تعذيب أصحابه ، و طرد المؤمنين به ، ثم ما فعلوه بعد ذلك من بذل النفوس و الأموال في حربه و الحرص على اهلاكه مع علمهم بأن ذلك لا يشهد بكذبه ،

و لا فيه إبطال الحجّة و لا يقوم مقام معارضة في ما جعله دلالة على صدقه ،

و تحداهم على الاتيان بمثله ، و قد كانوا قوما فصحاء حكماء عقلاء لا يصبرون

____________________

( ١ ) التوبة : ١٤ .

( ٢ ) يونس : ٥٧ .

( ٣ ) الاحقاف : ٤ .

( ٤ ) الاحقاف : ٢٩ ٣١ .

٥٦

على التقريع ، و لا يتغاضون عن التعجيز ، و عاداتهم معروفة إلى الافتخار ،

و تحدّى بعضهم لبعض بالخطب و الأشعار ، و في انصرافهم عن المعارضة دلالة على انّها كانت متعذرة عليهم ، و في التجائهم إلى الحروب الشاقة دونها بيان انّها الأيسر عندهم و أي عاقل يطلب أمرا بما فيه هلاك ماله و التغرير بنفسه ، و هو يقدر على كلام يغنيه بذلك ، و ينال به أمله و مراده فلا يفعله ، هذا ما لا يتصور في العقل و لا يتثبت في الوهم ، و في عجزهم الذي ذكرناه حجّة في معجز القرآن في صحّة نبّوة نبينا .

« و ينابيع العلم و بحوره » .ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء .١ .و لا رطبٍ و لا يابس إلاّ في كتاب مبين ٢ .

قال الكراجكى : و من اعجاز القرآن ، ما تضمنه من أخبار الدهور الماضية ، و أحوال القرون الخالية ، و أنباء الأُمم الغابرة ، و وصف الديار الداثرة ، و قصص الأنبياء المتقدمين ، و شرح أحكام أهل الكتابين ممّا لا يقدر عليه إلاّ من اختص بهم ، و انقطع إلى الاطّلاع في كتبهم ، و سافر في لقاء علمائهم و صحب رؤساءهم ، و لمّا كان نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله معلوم المولد و الدار و المنشأ و القرار لا تخفى أحواله ، و لا تستتر أفعاله ، لم يلف قط قبل بعثته مدارسا لكتاب ، و لا رؤى مخالطا لأهل الكتاب ، و لم يزل معروفا بالانفراد عنهم ، غير مختص بأحد منهم ، و لا سافر لاتباع عالم سرّا و لا جهرا ، و لا احتمال في نيل ذلك أوّلا و لا آخرا ، علم انّه لم يأخذ ذلك إلاّ عن ربّ العالمين ، و ثبت اعجاز القرآن الوارد على يده و كان قوله تعالى :و ما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر

____________________

( ١ ) الانعام : ٣٨ .

( ٢ ) الانعام : ٥٩ .

٥٧

و ما كنت من الشاهدين ١ و ما كنت بجانب الطور إذ نادينا و لكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما اتاهم من نذير من قبلك لعلّهم يتذكرون ٢ يعضد ما ذكرناه .

قال : و من ذلك أيضا ما ثبت في القرآن من الاخبار بالكائنات قبل كونها و اعلام ما في القلوب و ضمائرها كقوله تعالى في يهود خيبر :لن يضروكم إلاّ أذىً و ان يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ٣ و كان الأمر في هزيمتهم و خذلانهم كما قال سبحانه و قال في قصة بدر تشجيعا للمسلمين و اخبارا لهم عن عاقبة أمرهم و أمر المشركين :سيهزم الجمع و يولون الدبر ٤ فكان ذلك يقيناً كما قال سبحانه و قال فيهم : .الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل اللّه فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون . . ٥ فكان الظفر قريبا كما قال سبحانه و قال تعالى :و أورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضاً لم تطأوها . . ٦ يعني العراق و فارس ،

و كان الأمر كما قال سبحانه و قال تعالى :ألم غلبت الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين للّه الأمر من قبل و من بعد و يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر اللّه ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ٧ فأخبر تعالى عن ظفرهم بعد غلبهم ، و حدّد زمانه و حصره فكان

____________________

( ١ ) القصص : ٤٤ .

( ٢ ) القصص : ٤٦ .

( ٣ ) آل عمران : ١١١ .

( ٤ ) القمر : ٤٥ .

( ٥ ) الانفال : ٣٦ .

( ٦ ) الاحزاب : ٢٧ .

( ٧ ) الروم : ١ ٥ .

٥٨

الأمر فيه حسب ما قال و قال عز و جل :يا أيها الذين هادوا ان زعمتم انّكم أولياء اللّه من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين و لا يتمنونه أبداً بما قدّمت أيديهم و اللّه عليم بالظالمين ١ فقطع على بغيهم و اعلم انّهم لا يتمنون الموت ، فلم يقدر أحد منهم على دفعه و كان الأمر في ذلك موافقا لمّا قال سبحانه و قال تعالى :. و يقولون في أنفسهم لو لا يعذبنا اللّه بما نقول . . ٢ فأخبر عن ضمائرهم بما في سرائرهم و كان الأمر كما قال سبحانه و قال تعالى في أبي لهب و هو حي متوقع منه الايمان و البصيرة و الاسلامتبت يدا أبي لهب و تب ٣ فمات على كفره و لم يصر إلى الاسلام و قال لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّا كفيناك المستهزئين ٤ و كلّهم يومئذ حي عزيز في قومه ، فأهلكهم اللّه أجمعين و كفاه أمرهم على ما أخبر به سبحانه و أمثال ذلك كثيرة يطول بها الكتاب و قد ذكرها أهل العلم ، و هذا طرف منها يدل على معجزة القرآن و صدق من أتى به .

« و رياض » جمع الروضة .

« العدل و غدرانه » جمع الغدير ، القطعة من الماء غادرها السيل انّه لقول رسول كريم و ما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون و لا بقول كاهن قليلاً ما تذكرونتنزيل من ربّ العالمين ٥ .

« و اثافي الاسلام » استعارة من اثافي القدر الأحجار التي يوضع عليها .

« و بنيانه » و الأصل فيه بنيان البيت .

____________________

( ١ ) الجمعة : ٦ ٧ .

( ٢ ) المجادلة : ٨ .

( ٣ ) تبت : ١ .

( ٤ ) الحجز : ٩٥ .

( ٥ ) الحاقة : ٤٠ ٤٢ .

٥٩

قال هشام بن الحكم : اجتمع ابن أبي العوجاء و أبو شاكر الديصاني و عبد الملك البصري ، و ابن المقفع عند بيت اللّه الحرام يستهزؤون بالحاج ،

و يطعنون على القرآن فقال ابن أبي العوجاء لهم : تعالوا ينقض كلّ واحد منّا ربع القرآن ، و ميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه ، و قد نقضنا القرآن كلّه ، و ان في نقض القرآن إبطال نبوّة محمّد ، و في إبطال نبوّته إبطال الاسلام و اثبات ما نحن فيه ، فاتفقوا على ذلك و افترقوا على ذلك ، فلمّا كان من قابل اجتمعوا ثمة ، فقال لهم ابن أبي العوجاء : أما أنا فمتفكر منذ افترقنا في هذه الآية :فلمّا استيأسوا منه خلصوا نجيا . . ١ فما أقدر أن أضم إليها في فصاحتها ، و جمع معانيها ، فشغلتني هذه الآية عن التفكّر في ما سواها فقال عبد الملك : أنا متفكّر في هذه الآيةيا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذباباً و لو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب ٢ فلم أقدر على الاتيان بمثلها .

فقال أبو شاكر و أنا منذ فارقتكم متفكّر في هذه الآية :لو كان فيهما آلهة إلاّ اللّه لفسدتا . . ٣ فلم أقدر على الاتيان بمثلها فقال ابن المقفع : يا قوم ان هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر و أنا منذ فارقتكم مفكّر في هذه الآية :

و قيل يا أرض ابلغي ماءك و يا سماء اقلعي . . ٤ فلم أبلغ غاية معرفتها و لم أقدر على الاتيان بمثلها فبيناهم في ذلك إذ مر بهم جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام فقال :قل لئن اجتمعت الانس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا

____________________

( ١ ) يوسف : ٨٠ .

( ٢ ) الحج : ٧٣ .

( ٣ ) الانبياء : ٢٢ .

( ٤ ) هود : ٤٤ .

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وقالشه : هشام بن(1) المثنّى غير معروف ، فهو إمّا مجهول أو مصحّف هاشم ، ووجدته بخطّطس في كتابكش هشام أيضاً(2) (3) .

وعنه أيضاً : صوابه هاشم كما نصّ عليه المصنّف حيث ذكره في باب هاشم(4) ولم يذكره في باب هشام ، مع أنّه ذكره في المختلف بهذه العبارة(5) (6) .

وفيكش غير ما ذكره العلاّمةرحمه‌الله أحاديث أُخر ، منها : عن الأصبغ بن نباته قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يمسح رأسه ويقول : يا كيّس يا كيّس(7) .

وعن عبد الله بن شريك قال : دخلنا على أبي جعفرعليه‌السلام يوم النحر وهو متّكٍ وقد أرسل إلى الحلاّق ، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبّلها فمنعه ثمّ قال : مَن أنت؟ قال : أنا أبو محمّد الحكم بن المختار(8) بن أبي عبيد الثقفي وكان متباعداً من أبي جعفرعليه‌السلام ، فمدّ يده إليه حتّى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثمّ قال : أصلحك الله إنّ الناس قد أكثروا في أبي وقالوا ، والقول والله قولك؟ قال : أي شي‌ء يقولون؟ قال : يقولون كذّاب ، ولا تأمرني بشي‌ء إلاّ قبلته ، فقال : سبحان الله أخبرني أبي والله أنّ مهر أُمّي كان ممّا بعث به المختار ، أَوَلَم ، يَبنِ دورنا‌

__________________

(1) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) التحرير الطاووسي : 558 / 418.

(3) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 80.

(4) الخلاصة : 179 / 2.

(5) مختلف الشيعة : 523 كتاب النكاح ، فيما يحرك بالمصاهرة.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 80.

(7) رجال الكشّي : 127 / 201.

(8) في المصدر : أبو الحكم بن المختار.

٢٤١

وقتل قاتلنا وطلب بدمائناعليه‌السلام ، وأخبرني والله أبي أنّه كان ليقيم(1) عند فاطمة بنيت عليعليه‌السلام يمهّدها الفارش ويثني لها الوسائد ومنها أصاب الحديث ، رحم الله أباك رحم الله أباك ما ترك لنا حقّا عند أحد إلاّ طلبه قتل قتلتنا وطلب بدمائنا(2) .

وفيه غير ذلك في مدحه(3) وقدحه(4) كلّها ضعيفة السند.

وفيه أيضاً : المختار وهو الّذي دعا الناس إلى محمّد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفيّة وسُمُّوا الكيسانيّة وهم المختاريّة ، وكان لقبه كيسان ، ولقّب كيسان لصاحب شرطته أبا عمرة وكان اسمه كيسان ؛ وقيل : إنّما سمّي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهو الّذي حمله على الطلب بدم الحسينعليه‌السلام ودلّه على قتلته وكان صاحب سرّه والغالب على أمره ، وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسينعليه‌السلام أنّه في دار أو في موضع إلاّ قصده فدهم الدار كلّها وقتل كلّ مَن فيها من ذي روح ، فكلّ دار بالكوفة خراب فهي ممّا هدمها ، وأهل الكوفة يضربون بها المثل(5) ، انتهى.

وفي التهذيب بسند ضعيف أنّ النبي وعليّاً والحسنينعليهم‌السلام يتوسّطون الصراط ، فينادي المختار الحسينعليه‌السلام يا أبا عبد الله إنّي طلبت بثارك ، فينقضّعليه‌السلام في النار كأنّه عقاب كاسر فيخرجه ، ولو شقّ عن قلبه لوجد حبّهما في قلبه(6) .

__________________

(1) في المصدر : ليمرّ ، ليقيم ( خ ل ).

(2) رجال الكشّي : 125 / 199.

(3) رجال الكشّي : 127 / 202 و 203.

(4) رجال الكشّي : 125 / 198.

(5) رجال الكشّي : 127 / 204.

(6) التهذيب 466 / 1528 ، والنقل بالمعنى.

٢٤٢

أقول : قيل المراد بهما الشيخان(1) ، والأقرب أنه حبّ الدنيا والملك كما في حديث آخر(2) .

وقولكش : إنّه دعا الناس الى محمّد بن علي ، لا يخفى أنّه إنّما دعا إليه في ظاهر الأمر بعد ردّ علي بن الحسينعليه‌السلام كتبه ورسله خوفاً من الشهرة وعلماً بما يؤول إليه أمره واستيلاء بني أُميّة على الأُمّة بعده ، وأمّا محمّد فاغتنم الفرصة وأمره بأخذ الثأر وحث الناس على متابعته ولذا أظهر المختار للناس أنّ خروجه بأمره ومال إليه ، وربما كان يقول إنّه المهدي ترويجاً لأمره وترغيباً للناس في متابعته ؛ وأمّا أنّه اعتقد إمامته دون علي بن الحسينعليه‌السلام فلم يثبت.

وأمّا عدم جواز سبّه فلا إشكال فيه ولا شبهة تعتريه وإن لم يرد في ذلك خبر ، فكيف مع وروده مع حسن الطريق كما نصّ عليه العلاّمة وقبلهطس (3) .

وهشام مصحّف هاشم كما ذكرهشه وبعده الفاضل عبد النبي‌

__________________

(1) ممّن ذهب إلى ذلك العلاّمة المجلسي في البحار : 45 / 346. ويؤيّده ما رواه ابن إدريس في آخر السرائر : 3 / 566 ممّا استطرفه من كتاب أبان بن تغلب بسنده عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، حيث نقل شبيه هذا الحديث وفيه : قلت له : ولم عذّب بالنار وقد فعل ما فعل؟ قال : إنّه كان في قلبه منهما شي‌ء ، والّذي بعث محمّداً بالحقّ لو أنّ جبرئيل وميكائيل كان في قلبهما شي‌ء لأكبّهما الله في النار على وجوههما.

(2) ذكر الشيخ الطريحي في كتابه المنتخب مثل حديث السرائر إلاّ أنّ فيه بدل قوله « إنّه كان في قلبه منهما شي‌ء. إلى آخره » هكذا : إنّ المختار كان يحب السلطنة وكان يحب الدنيا وزينتها وزخرفها ، وإنّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو أنّ جبرئيل وميكائيل كان في قلبهما ذرة من حبّ الدنيا لأكبّهما الله على وجوههما في نار جهنم ، انظر تكملة الرجال : 2 / 492.

(3) التحرير الطاووسي : 558 / 418.

٢٤٣

الجزائري(1) وبعدهما الأُستاذ العلاّمة(2) ، وتبع العلاّمةُ في ذلكطس فإنّه في رجاله كذلك(3) .

وأمّا قبول روايته على فرض تحقّقها فأنت خبير بأنّ ترحّم عالم من علمائنا على الراوي يقتضي حسنه وقبول قوله فكيف بترحّم الصادقعليه‌السلام على ما مرّ عن ابن عقدة.

وقالطس بعد القدح في روايات الذمّ : إذا عرفت هذا فإنّ الرجحان في جانب الشكر والمدح ولو لم يكن تهمة فكيف ومثله موضع أن يتّهم فيه الرواة ويستغش فيما يقول عنه المحدّثون لعيوب تحتاج إلى نظر(4) ، انتهى فتدبّر.

2953 ـ المختار بن زياد العبدي :

بصري ثقة ،ج (5) .

__________________

(1) ذكره في الحاوي في قسم الضعاف : 335 / 2078 قائلاً : ثمّ إنّا قدّمنا أنّ هشام وهاشم اسمان لمسمّىً واحد كما يظهر من الاعتبار. وكذا ذكر ذلك في هاشم بن المثنّى الّذي عدّه في قسم الصحاح : 160 حيث حكم باتّحادهما.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 330 ، والّذي فيها أنّهما أي هاشم وهشام متّحدان. وقال في ترجمة هشام بن المثنّى : 366 : قيل الظاهر أنّه هاشم الثقة ، وهشام مذكور في الرجال مجهولاً ، ولا يبعد أنْ يكون اشتبه على الشيخ لأنّه كثيراً ما يذكر رجلاً واحداً في رجاله مكرّراً كما لا يخفى على المتتبّع في رجاله ، والعلم عند الله ؛ إلاّ أنّ رواية ابن أبي عمير عنه لعلّها قرينة الاتّحاد ، ومرّ في المختار بن أبي عبيدة ما يشير إلى ذلك ، ويؤيّده أنّ هاشم بن إبراهيم وابن حنان وصاحب البريد وابن عتبة يقال لكلّ منهم هشام ، انتهى.

(3) التحرير الطاووسي : 558 / 418.

(4) التحرير الطاووسي : 560 / 418 ، وفيه بدل لعيوب : لفنون.

(5) رجال الشيخ : 406 / 12.

٢٤٤

وزادصه ود : من أصحاب أبي جعفر الثاني محمّد بن عليعليهما‌السلام (1) .

وفيمشكا : ابن زياد العبدي الثقة ، عنه الحسين بن سعيد ، ويعرف بوروده في طبقة أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام لأنّه معدود من رجالهعليه‌السلام (2) .

2954 ـ مخنف بن سليم الأزدي :

قي في أصحابهعليه‌السلام من اليمن(3) ، وفيصه نقلاً عنه(4) .

وزادي : عربي كوفي(5) .

وفي الجامع : ولاّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام أصفهان ، روى عنه ابنه أبو(6) رملة واسمه عامر.

مِخْنف : بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة ؛ وسُليم : بضمّ السين(7) .

2955 ـ مرازم بن حكيم الأزدي :

مولى ثقة ،ظم (8) .

وزادصه : وأخواه محمّد بن حكيم وحريز(9) بن حكيم ، يكنّى أبا محمّد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، ومات(10) في أيّام‌

__________________

(1) الخلاصة : 168 / 1 ورجال ابن داود : 187 / 1542.

(2) هداية المحدّثين : 144. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) رجال البرقي : 6.

(4) الخلاصة : 194.

(5) رجال الشيخ : 58 / 12 ، وفيه بعد الأزدي زيادة : ابن خالة عائشة.

(6) في المصدر : وأبو.

(7) جامع الأُصول : 15 / 183.

(8) رجال الشيخ : 359 / 6.

(9) في الخلاصة والنجاشي : وحديد.

(10) في نسخة « م » : مات.

٢٤٥

الرضاعليه‌السلام (1) .

وزادجش : وهو أحد من بُلي باستدعاء الرشيد له وأخوه(2) ، أحضرهما الرشيد مع عبد الحميد بن عواض فقتله وسلما ، ولهم حديث ليس هذا موضعه ؛ له كتاب ، علي بن حديد عنه به(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد ، عنه به(4) .

2956 ـ مرزبان بن عمران بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري القمّي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، صفوان عنه به ،جش (5) .

وفيصه : روىكش عن إبراهيم بن محمّد بن عبّاس الختلي قال : حدّثني أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عمران ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن علي ، عن المرزبان بن عمران الأشعري القمّي قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : أسألك عن أهمّ الأمور إلىَّ ، أَمِن شيعتكم أنا؟ فقال : نعم ، قال : قلت : اسمي مكتوب عندكم؟ قال : نعم(6) ، انتهى.

وفيكش ما ذكره(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 170 / 7 ، وفيها وفي النجاشي بعد الأزدي زيادة : المدائني.

(2) ولأخيه ( خ ل ) نقلاً عن مجمع الرجال : 6 / 82 ، وهو الصحيح.

(3) رجال النجاشي : 424 / 1138.

(4) الفهرست : 170 / 764.

(5) رجال النجاشي : 423 / 1134.

(6) الخلاصة : 172 / 16.

(7) رجال الكشّي : 505 / 971.

٢٤٦

أقول : ذكرطس ما مرّ وقال : في أحد رواته قول وهو محمّد بن عيسى(1) ، انتهى. وهو ليس في مكانه.

وطعن فيه الفاضل عبد النبي الجزائري بأنّه شهادة لنفسه(2) ، وهو كسابقه لما مرّ في الفوائد وكثير من التراجم(3) .

لكن هنا شي‌ء أهمّ ممّا ذكراه ، وهو أنّه لا يظهر من الخبر سوى مجرّد تشيّعه وهو لا يكفي لقبول روايته ، لكن في رواية صفوان عنه دلالة على الاعتماد ، ولذا(4) في الوجيزة : أنّه ممدوح(5) ، فتأمّل.

2957 ـ المرقع :

بالقاف والعين المهملة ، ابن قمامة ، من أصحاب عليعليه‌السلام ، وكان كيسانيّاً ،صه (6) ؛ي : إلاّ الترجمة ، وزاد : الأسدي(7) .

وفيكش روى عنه خبراً ربما يدلّ عليه(8) وقال : هذا يدلّ على أنّه كان كيسانيّاً(9) .

2958 ـ مرو بن رباح :

في نسخة منكش : قيل : إنّه أوّلاً كان يقول بإمامة أبي جعفرعليه‌السلام ثمّ‌

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 576 / 438.

(2) حاوي الأقوال : 336 / 2086.

(3) إذ تقدّم في فوائد الكتاب : 103 أنّ ذلك لا يضرّ بناءً على اعتداد المشايخ به ونقلهم إيّاه.

(4) في نسخة « ش » : ولعلّه لذا.

(5) الوجيزة : 319 / 1842.

(6) الخلاصة : 260 / 2.

(7) رجال الشيخ : 59 / 38.

(8) أي على كونه كيسانيّاً.

(9) رجال الكشّي : 96 / 152.

٢٤٧

إنّه فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدّة يسيرة تابعوه على ضلالة(1) ، فإنّه زعم أنّه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب ثمّ عاد إليه في عام آخر وزعم أنّه سأل عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأوّل ، فقال لأبي جعفرعليه‌السلام : هذا خلاف ما أجبتني به في هذه عامك الماضي! فذكر أنّه قال له : جوابناً خرج على وجه التقيّة ، فشكّ في إمامته وأمره ، فمال إلى شبيه قول البتريّة ، ومال معه نفر يسير(2) ، انتهى.

وفي الاختيار : عمر بن رباح. إلى آخره.

وفيتعق : مرّ في عمر عن صه ود ذلك(3) .

وفي النقد لعلّ الحكاية في مرو بن رباح وفي بعض النسخ عمر بن رباح(4) ، انتهى.

وفي الوجيزة : مر بن رباح ضعيف(5) (6) .

أقول : ذكرنا في عمر ما ينبغي أن يلاحظ.

2959 ـ مروان بن مسلم :

كوفي ثقة ،د (7) .

__________________

(1) في المصدر : ضلالته.

(2) رجال الكشّي : 430 / 237 ، وفيه عمر بن رياح كما سينبّه عليه.

(3) الخلاصة : 241 / 7 ورجال ابن داود : 264 / 368.

(4) في التعليقة : وفي النقد لعلّ الحكاية في مرو بن رباح ثمّ قال : وفي بعض النسخ عمر بن رباح. والّذي يقوى في الظنّ أنّ كلمة « لعلّ » سهوٌ من النسّاخ صوابه « نقل » ، وذلك لأنّ في النقد نقل الحكاية المذكورة في ترجمة مرو بن رباح ثمّ قال : وفي بعض. إلى آخره ، نقد الرجال : 341 / 1.

(5) الوجيزة : 320 / 1844 ، وفيها : مرو.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 331.

(7) رجال ابن داود : 188 / 1547 ، وفيه : كوفي لم جش ثقة.

٢٤٨

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، علي بن يعقوب الهاشمي عنه به(1)

وفيست : له كتاب رواه محمّد بن أبي حمزة ؛ وأخبرنا به جماعة ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عنه(2) .

وقالشه : فيد : مروان بن مسلم كوفي ثقة ، لم يذكره غيره ؛ وفيجش : ابن موسى ، كما ذكره المصنّف(3) ، انتهى(4) .

والّذي وجدناه ابن مسلم كما قدّمناه ، وقد وجدناه في طريق الرواية عنكش في حيّان السرّاج(5) .

وفيتعق : في النقد أيضاً كما ذكره المصنّف وقال : وهذه النسخة عندي أربع(6) ، وفي الوجيزة أيضاً : ابن مسلم(7) ، وبملاحظة أسانيد الروايات لا يبقى تأمّل فيه ، وسيجي‌ء في ذكر طريق الصدوق أيضاً(8) ، وأنّ ابن موسى وهم من سهو في نسخةطس (9) (10 ) .

أقول : قال الفاضل عبد النبي الجزائري : في كتابجش في النسخ المعتبرة : مروان بن مسلم ، والّذي يظهر لي أنّ ما ذكره العلاّمة والمحشّي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 419 / 1120.

(2) الفهرست : 169 / 760.

(3) الخلاصة : 173 / 19 ، حيث ذكره بعنوان : مروان بن موسى.

(4) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 82 ، وفيها بدل لم يذكره غيره : ولم يذكر غيره.

(5) رجال الكشّي : 314 / 568.

(6) نقد الرجال : 342 / 5.

(7) الوجيزة : 320 / 1846.

(8) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 77.

(9) منهج المقال : 415.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

٢٤٩

هو عبارة كتابطس وهو مختصر كتابجش وفيه كما نقلاه(1) ، انتهى.

وفي نسختين عندي منجش أيضاً : ابن مسلم.

وفيمشكا : ابن مسلم الكوفي الثقة ، عنه الحسن بن علي بن فضّال ، وعلي بن يعقوب الهاشمي(2) .

2960 ـ مروك بن عبيد بن سالم :

ابن أبي حفصة مولى بني عجل ، وقال بعض أصحابنا : إنّه مولى عمّار ابن المبارك العجلي ، واسم مروك صالح ، واسم أبي حفصة زياد ، قال أصحابنا القمّيون : نوادره أصل ، أحمد بن محمّد بن خالد عنه بكتابه ،جش (3) .

صه إلى قوله : واسم أبي حفصة زياد ؛ وزاد : قالكش : قال محمّد ابن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن مروك بن عبيد بن سالم ابن أبي حفصة فقال : ثقة شيخ صدوق(4) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(5) .

وفيكش ما نقلهصه (6) .

وفيتعق : الظاهر أنّه ثقة لما حقّقناه في الفوائد ، ويؤيّده ( رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه(7) و) أنّ الشيخ ربما يطعن في سند هو فيه‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 155 / 623.

(2) هداية المحدّثين : 145. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) رجال النجاشي : 425 / 1142.

(4) الخلاصة : 172 / 17.

(5) الفهرست : 168 / 753.

(6) رجال الكشّي : 563 / 1063.

(7) الكافي 1 : 91 / 9 ، 5 : 521 / 2. وما بين القوسين لم يرد في التعليقة.

٢٥٠

من غير جهته ولا يتأمّل من جهته أصلاً(1) (2) .

2961 ـ مرّة :

مولى خالد بن عبد الله القسري ،ق (3) .

وفيتعق : روى عنه صفوان بن يحيى في الصحيح(4) (5) .

2962 ـ مرّة الهمداني :

ي (6) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي ووجدته في كتاب الغارات لإبراهيم بن هلال الثقفي ـ : قد كان بالكوفة من فقهائنا من يعادي عليّاًعليه‌السلام ويبغضه مع غلبة التشيّع على الكوفة فمنهم مرّة الهمداني ، ثمّ نقل عنه أشياء ردّية(7) (8) ، فلاحظ.

ويأتي ذكره في مسروق(9) .

2963 ـ مسافر مولى أبي الحسنعليه‌السلام :

حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى قال : أخبرني مسافر قال : أمرني أبو الحسنعليه‌السلام بخراسان فقال : ألحق بأبي‌

__________________

(1) التهذيب 35 / 94.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(3) رجال الشيخ : 321 / 658.

(4) التهذيب 5 : 337 / 1164 ، الاستبصار 2 : 197 / 662 بسنده عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن مرّة مولى خالد قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(6) رجال الشيخ : 59 / 33.

(7) الغارات : 385 و 386.

(8) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 96 و 97.

(9) عن شرح ابن أبي الحديد : 4 / 98 ، وفيه أنّه ثلاثة لا يُؤمَنون على علي بن أبي طالب : مسروق ومرّة وشريح. 14‌

٢٥١

جعفرعليه‌السلام فإنّه صاحبك ،كش (1) .

وفيضا : مسافر يكنّى أبا مسلم(2) .

وفيتعق : في البلغة : شيخنا المعاصر توقّف في وجيزته فيه(3) ، مع أنّه في كتاب بحار الأنوار رجّح جلالته ومدحه ، وممّن بالغ في جلالته الشيخ السعيد جعفر بن محمّد بن نما في مقتله ، والأظهر عندي جلالته(4) ، انتهى(5) .

أقول : في نسختين من الوجيزة ممدوح فلعلّه جزم بعد التوقّف.

2964 ـ مسرور الطبّاخ :

مولى أبي الحسنعليه‌السلام ، من أهل بغداد ، رأى الصاحبعليه‌السلام ووقف على معجزته على ما ذكره الصدوق(6) ،تعق (7) .

قلت : ذكرنا ذلك في المقدّمة الاولى(8) .

2965 ـ مسروق :

روى الكشّي عن علي بن محمّد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان أنّه كان عشّاراً لمعاوية ومات في عمله ذلك ،صه (9) .

ومرّ ذكره في أُويس(10) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 506 / 972.

(2) رجال الشيخ : 392 / 62.

(3) الوجيزة : 320 / 1851 ، وفيها : ممدوح. وسينبّه عليه المصنّف.

(4) بلغة المحدّثين : 418 / 11 هامش رقم 1.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(6) عن كمال الدين : 442 / 16.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 332.

(8) بل في المقدّمة الثانية.

(9) الخلاصة : 261 / 8.

(10) عن رجال الكشّي : 97 / 154 حيث عدّة من الزهّاد الثمانية ، وزاد على ما مرّ نقله عن الخلاصة : بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له الرصافة ، وقبره هناك.

٢٥٢

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : روى أبو نعيم عن عمر بن ثابت عن أبي إسحاق قال : ثلاثة لا يُؤمَنون على علي بن أبي طالبعليه‌السلام : مسروق ومرّة وشريح ، وروى أنّ الشعبي رابعهم(1) ، انتهى فتدبّر.

2966 ـ مسعدة بن زياد الربعي :

ثقة عين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام صه (2) .

وزادجش : له كتاب ، هارون بن مسلم عنه به(3) .

وفيست : مسعدة بن صدقة له كتاب.

مسعدة بن زياد له كتاب.

مسعدة بن اليسع له كتاب.

مسعدة بن الفرج الربعي له كتاب.

أخبرنا بذلك كلّه جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عنهم(4) .

وفيقر : مسعدة بن زياد(5) . وزاد فيق : الكوفي(6) .

2967 ـ مسعدة بن صدقة :

عامّي ،قر (7) .

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 98 ، وفيه : عمرو بن ثابت.

(2) الخلصة : 173 / 28.

(3) رجال النجاشي : 415 / 1109.

(4) الفهرست : 167 / 742 745.

(5) رجال الشيخ : 137 / 41.

(6) رجال الشيخ : 314 / 546.

(7) رجال الشيخ : 137 / 40.

٢٥٣

وفيكش : بتري(1) .

وفيصه : قال الشيخ : إنّه عامّي ؛ وقالكش : إنّه بتري(2) .

وفيست ما في الّذي قبيله(3) .

وفيجش : يكنى أبا محمّد قاله ابن فضّال ، وقيل : يكنّى أبا بشر ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ؛ له كتب ، منها كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، هارون بن مسلم عنه به(4) .

وفيتعق : قال جدّي : الّذي يظهر من أخباره في الكتب أنّه ثقة ، لأنّ جميع ما يرويه في غاية المتانة موافق لما يرويه الثقات ، ولهذا عملت الطائفة بما رواه ، بل لو تتبّعت وجدت أخباره أسدّ(5) وأمتن من أخبار مثل جميل بن درّاج وحريز بن عبد الله(6) ، انتهى(7) .

وحكاية عمل الطائفة مرّت في السكوني(8) .

أقول : فيمشكا : ابن صدقه العامّي البتري عنه الباقرعليه‌السلام (9) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 390 / 733.

(2) الخلاصة : 260 / 3 ، وفيها : مسعد ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(3) الفهرست : 167 / 742 ، 745.

(4) رجال النجاشي : 415 / 1108 ، وفيه بعد صدقة زيادة : العبدي.

(5) في نسخة « ش » : أشد.

(6) روضة المتّقين : 14 / 266.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(8) نقلاً عن عدّة الأُصول : 5 / 380 وفيها : ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ونوح بن درّاج والسكوني وغيرهم من العامّة عن أئمّتناعليهم‌السلام فيما لم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه ، انهى. إلاّ أنّه لم يرد ذكره في من ذكر ، نعم لعلّ قوله : وغيرهم من العامّة يشمله.

(9) هداية المحدّثين : 260. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٢٥٤

2968 ـ مسعدة بن اليسع البصري :

ق (1) وفيست ما مرّ في ابن زياد(2) .

وفيجش : له كتاب ، هارون بن مسلم عنه به(3) .

وفيتعق : في الكافي عنه أنّه قال للصادقعليه‌السلام : والله إنّي لأُحبّك ، فأطرق ثمّ رفع رأسه وقال : صدقت يا أبا بشير سل قلبك عمّا لك في قلبي من حبّك فقد أعلمني قلبي عمّا لي في قلبك(4) (5) .

أقول : ربما يناقش في شهادته لنفسه ، والحقّ حصول الظنّ بصدقه بعد اعتناء المشايخ به ونقله وقد مرّ في الفوائد ، وهو عندجش من الإماميّة لما صرّح به في أوّل كتابه(6) ، وهو الظاهر من الشيخرحمه‌الله أيضاً لما ذكره فيست وأشرنا إليه في الفوائد(7) ، فلاحظ وتأمّل.

2969 ـ مسعود بن خراش :

في قي في خواصهعليه‌السلام من مضر ربعي ومسعود ابنا خراش العبسيان(8) .

وكذا فيصه نقلاً عنه ؛ وضبط فيها خراش بالمعجمتين بينهما المهملة(9) ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 314 / 544.

(2) الفهرست : 167 / 743 ، وفيه : له كتاب أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عنه.

(3) رجال النجاشي : 415 / 1110.

(4) الكافي 2 : 477 / 3 ، وفه : أبا بشر ، أبا بشير ( خ ل ).

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(6) رجال النجاشي : 3.

(7) وهو أنّ ذكر الشيخ في الفهرست من دون تعرّض لفساد في مذهبه دلالة على كونه إماميّاً عنده.

(8) رجال البرقي : 5.

(9) الخلاصة : 193.

٢٥٥

وفي الجامع جعله بكسر الحاء المهملة(1) وكذا في القاموس(2) .

أقول : في الوجيزة أنّه ممدوح(3) . وهو حسن ، لكنّه لم يذكر أخاه كالميرزا مع أنّهما مذكوران معاً كما سبق.

2970 ـ مسعود بن سعد :

أبو سعد الجعفي كوفي ،ق (4) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(5) ، ولم أعرف مأخذه(6) .

2971 ـ مسكين :

ثقة ،قر ، د(7) .

وفيتعق : كذا نقله في النقد عنقر أيضاً(8) ، وفي الوجيزة : والّذي‌

__________________

(1) جامع الأُصول 14 / 62.

(2) القاموس المحيط : 2 / 868.

(3) الوجيزة : 1861.

(4) رجال الشيخ : 317 / 603.

(5) الوجيزة : 321 / 1862.

(6) ذكر المامقاني في تنقيح المقال : 3 / 213 : ردّاً على المصنّف : وجهه ما رواه الشيخرحمه‌الله في محكيّ أماليه عن عبد الواحد بن محمّد عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى قال : سمعت أبا غسّان يقول : ما سمعت في جعفي أفضل من مسعود بن سعد ، وهو سعد الجعفي ، انتهى ، فإنّه تضمّن مدحاً معتدّاً به ، فإذا انضمّ إلى ما يظهر من الشيخرحمه‌الله من كونه إماميّاً كان الرجل من الحسان من غير تأمّل.

والسيّد الخوئي في المعجم : 18 / 143 بعد أن أورد هذه الرواية وأُخرى عن الصدوق بسنده إلى أبي غسّان أيضاً بما يقارب هذا المضمون قال : ولكن الروايتين ضعيفتان فإنّ رواة الحديثين مجاهيل ، على أنّ أبا غسّان لا يعتدّ بمدحه فإنّه مجهول ، ولا يبعد أنّه من العامّة. انظر الأمالي : 1 / 279 والخصال : 163 / 214.

(7) رجال ابن داود : 188 / 1559.

(8) نقد الرجال : 343 / 1.

٢٥٦

يروي عن الباقرعليه‌السلام ثقة(1) (2) .

قلت : ممّن روى عنهعليه‌السلام مسكين بن عبد الله(3) ، وهو مجهول ، فتدبّر.

هذا ، وفي نسختي من رجال الشيخ فيقر أيضاً : مسكين ثقة(4) . ويأتي في الّذي بعيده ذكره.

2972 ـ مسكين أبو الحكم بن مسكين :

كوفي ، ثقة ، ذكره سعد ، له كتاب ،جش (5) .

وفيصه : مسكين بن الحكم ثقة(6) .

وفيد : ابن الحكم بن مسكينجش كوفي ثقة(7) ، انتهى. وما تقدّم يحتمله.

قلت : هو الظاهر من الفاضل عبد النبي الجزائري حيث جعل لهما عنواناً واحداً(8) .

هذا ، وفي نسخة عندي منجش أبو الحكم كما تقدّم ، وفي الوجيزة أيضاً كذلك(9) ، وفي اخرى : أبو الحكم بن الحكم ، وفي الحاوي نقله كما فيصه ود.

__________________

(1) الوجيزة : 321 / 1864.

(2) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(3) كما في رجال الشيخ : 138 / 55 أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام .

(4) رجال الشيخ : 136 / 20.

(5) رجال النجاشي : 426 / 1145.

(6) الخلاصة : 170 / 5.

(7) رجال ابن داود : 188 / 1558.

(8) حاوي الأقوال : 154 / 614 ، وقد ذكرهما بعنوان : سكين بن الحكم.

(9) الوجيزة : 321 / 1863.

٢٥٧

2973 ـ مسلم بن أبي حيّة :

حكم في الوجيزة بحسنه(1) ،تعق (2) .

قلت : لم يظهر مأخذه(3) .

2974 ـ مسلم بن أبي سارة :

ثقة ،جش ،صه ، كذا قيل.

وفيتعق : الظاهر أنّه أخو الحسن وعمّ محمّد ابنه ، ومضى في ترجمته ما يشير إلى حسن حاله في الجملة ، وعدّه في الوجيزة من الحسان(4) (5) .

أقول : مرّ عنجش وصه في ابن أخيه محمّد بعد ذكره وذكر أبيه وابن عمّه : معاذ بن مسلم بن أبي سارة وهم أهل بيت فضل وأدب ، ثمّ قال : وهم ثقات لا يطعن عليهم بشي‌ء(6) . ويمكن إدخال مسلم في جملتهم واستفادة توثيقه(7) كما هو ظاهر مولانا عناية الله(8) .

وقول الميرزا : كذا قيل ، القائل السيّد يوسف أحد الجامعين للرجال ، وقد استفاد ذلك من العبارة المذكورة كما صرّح به في الوسيط واحتمله هو‌

__________________

(1) الوجيزة : 321 / 1866.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(3) الظاهر أنّ مأخذه ما رواه الكشّي في ترجمة أبان بن تغلب : 331 / 604 عنه أنّه قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام في خدمته ، فلما أردت أن أُفارقه ودّعته وقلت له : أُحبّ أن تزوّدني ، قال : ائتِ أبان بن تغلب فإنّه سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما روى لك عنّي فارو عنّي.

(4) الوجيزة : 321 / 1867.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333.

(6) رجال النجاشي : 324 / 883 والخلاصة : 153 / 78.

(7) توثيقه ، لم ترد في نسخة « م ».

(8) مجمع الرجال : 6 / 89 هامش رقم (6).

٢٥٨

أيضاً(1) ، وإذا لم نُرجع الضمير إليه يمكن استفادة مدحه من كون ابنه وأخيه وابنه أهل بيت فضل وأدب كما أشار إليه فيتعق ، والظاهر أنّ حكمه في الوجيزة بحسنه لذلك.

2975 ـ مسلم بن خالد المكي :

الزنجي ، أسند عنه ،ق (2) .

2976 ـ مسلم بن عقيل بن أبي طالب :

ن (3) . وفيد : ن ، سين ، جخ (4) .

وفيتعق : روى الصدوق في أماليه بسنده إلى ابن عباس عن عليعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديثاً في مدح عقيل ذكرناه فيه وفي آخره : وإنّ ولده لمقتول(5) في محبّة ولدك ( فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون ، ثمّ بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى جرت دموعه على صدره ثمّ قال : إلى الله أشكو ما يلقى عترتي من بعدي. )(6) (7) .

2977 ـ مسلم بن عوسجة :

سين (8) . وزاد د قتل معهعليه‌السلام بكربلاء(9) .

__________________

(1) الوسيط : 245.

(2) رجال الشيخ : 309 / 471.

(3) رجال الشيخ : 70 / 5.

(4) رجال ابن داود : 189 / 1562.

(5) في نسخة « م » : المقتول.

(6) الأمالي : 111 / 3 المجلس السابع والعشرون.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 333 وما بين القوسين لم يرد فيها.

(8) رجال الشيخ : 80 / 7.

(9) رجال ابن داود : 188 / 1561.

٢٥٩

2978 ـ مسلم مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام :

فيكش : محمّد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن الوليد البجلي ، عن العبّاس بن هلال ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : ذكر أنّ مسلماً مولى جعفر بن محمّدعليه‌السلام سندي ، وأنّ جعفراً قال له : أرجو أن تكون وفقت الاسم ، وأنّه عُلّم القرآن في النوم وأصبح وقد علمه(1) .

محمّد بن مسعود ، عن(2) عبد الله بن محمّد بن خالد ، عن الوشّاء ، عن الرضاعليه‌السلام مثله(3) .

وفيد : ق ،كش ممدوح(4) .

أقول : قالطس بعد ذكر الخبرين المذكورين وإنْ قدح فيهما : والأقرب أن يكون معتبراً ، فقد ورد فيه مدح ولم يرد ما ينافيه(5) ، انتهى فتأمّل.

ومضى ذكره في صدقة الأحدب(6) ، وفي الوجيزة ممدوح(7) .

2979 ـ مسمع بن عبد الملك بن مسمع :

ابن مالك بن مسمع أبو سيّار الملقّب كردين ، شيخ بكر بن وائل‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 338 / 624.

(2) عن ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) رجال الكشّي : 339 / 625.

(4) رجال ابن داود : 189 / 1563.

(5) التحرير الطاووسي : 568 / 428.

(6) عن التهذيب 5 : 444 / 1547 ، وفيه : لقي مسلم مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام صدقة الأحدب وقد قدم من مكّة فقال له مسلم : الحمد لله. فذكر دعاءً طويلاً إلى أن قال : فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : نِعْمَ ما تعلّمت. الحديث.

(7) الوجيزة : 321 / 1865.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617