عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور21%

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 379

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور
  • البداية
  • السابق
  • 379 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 180582 / تحميل: 9715
الحجم الحجم الحجم
عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن عليعليه‌السلام ، عن أبائهعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « إنّ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها( بسم الله الرحمن الرحيم ) سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ الله عزَّوجلَّ قال لي : يا محمّد( ولَقَد آتَيناك سبعاً مِنَ المَثاني والقُرآنَ العَظِيم ) (١) فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم ، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإنّ الله تعالى خصّ محمّداً وشرّفه بها ، ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ، ما خلا سليمانعليه‌السلام فإنّه أعطاه منها( بسم الله الرحمن الرحيم ) ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت :( إنّي أُلقِيَ إليَّ كِتابٌ كَرِيم *إِنَّه مِن سُلَيمانَ وإِنّهُ بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ ) (٢) .

ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله الطيبين منقاداً لأمرهما مؤمناً بظاهرهما وباطنهما ، أعطاه الله عزَّوجلّ بكلّ حرف منها حسنة ، كلّ واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارئ ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنّه غنيمة ، لا يذهبنّ أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة »(٣) .

١٥٠ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال : « من قرأها ـ يعني سورة الفاتحة ـ فتح الله عليه خير الدنيا والآخرة ، وقال : إنّ اسم

__________________

(١) سورة الحجر ١٥ : ٨٧.

(٢) سورة النمل ٢٧ : ٢٩ ـ ٣٠.

(٣) أمالي الصدوق : ٢٤٠ / ٢٥٥ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠٠ / ٥٩ ، وعنهما في البحار ٩٢ : ٢٢٧ / ٥ ، والمستدرك ٤ : ٣٢٩ / ذيل حديث ٤٧٩٩ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٧.

٦١

الله الأعظم مقطّع في هذه السورة »(١) .

١٥١ ـ وعنه : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « فضل سورة الحمد ، كفضل حملة العرش ، من قرأها أعطاه ثواب حملة العرش »(٢) .

١٥٢ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « لو أنّ فاتحة الكتاب وضعت في كفّة الميزان ، ووضع القرآن في كفّة ، لرجحت فاتحة الكتاب سبع مرات »(٣) .

١٥٣ ـ وعنه : عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فاتحة الكتاب تعدل ثلث القرآن »(٤) .

الاستشفاء بها :

١٥٤ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « لو قرئت ( الحمد ) على ميّت سبعين مرة ثمّ ردّت فيه الروح ما كان ذلك عجباً »(٥) .

١٥٥ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد ابن إسماعيل بن بزيع ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي رفعه ، قالعليه‌السلام : « ما قرئت

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٠ / ٤٨٠٢.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٠ / ٤٨٠٣.

(٣) درر اللئالي ١ : ٣٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٠ / ٤٨٠٤.

(٤) نفس المصدر ١ : ٣٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣١ / ٤٨٠٥.

(٥) الكافي ٢ : ٦٢٣ / ١٦ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٦ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ٢٨٣ / ٢٤٨٢ ، دعوات الراوندي : ١٨٨ / ٥٢٢.

٦٢

( الفاتحة ) على وجع سبعين مرّة إلاّ سكن »(١) .

١٥٦ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « من لم تبرئه ( الحمد ) لم يبرئه شيء »(٢) .

١٥٧ ـ تفسير العياشي : عن إسماعيل بن أبان ، يرفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجابر بن عبدالله : « يا جابر ألا اُعلّمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه ؟ » قال : فقال جابر : بلى بأبي أنت واُمّي يا رسول الله علّمنيها ، قال : فعلّمه( الحمد لله ) اُمَّ الكتاب قال : ثمَّ قال له : « يا جابر ألا اُخبرك عنها ؟ » قال : بلى بأبي أنت واُمّي فأخبرني قال : « هي شفاء من كلِّ داء إلاّ السّام يعني الموت »(٣) .

١٥٨ ـ وعنه : عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « من لم تبرئه ( الحمد ) لم تبرئه شيء »(٤) .

١٥٩ ـ ابن الشيخ الطوسي في الأمالي : عن أبيه ، عن أبي محمّد الفحّام ، عن المنصوري ، عن عمّ أبيه ، عن الإمام علي بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام قال : « قال الصادقعليه‌السلام : من نالته علّة فليقرأ في جيبه ( الحمد ) سبع مرات ، فإن ذهبت العلّة

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٣ / ١٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٧.

(٢) الكافي ٢ : ٦٢٦ / ٢٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٨.

(٣) تفسير العياشي ١ : ٢٠ / ٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٧ / ٣٣ ، ومجمع البيان ١ : ١٧ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١٣ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٥.

(٤) نفس المصدر ١ : ٢٠ / ١٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٧ / ٣٤ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ١ : ١٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١٤ ، جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٦ ، عدّة الداعي ٣٣٥ / ٣.

٦٣

وإلاّ فليقرأها سبعين مرّة وأنا الضامن له العافية »(١) .

١٦٠ ـ ابني بسطام في طب الأئمة عليهم‌السلام : عن أحمد بن زياد ، عن فضالة بن أيوب ، عن إسماعيل بن زياد السكوني ، عن أبي عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ ( فاتحة الكتاب والمعوّذتين ) ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجد »(٢) .

١٦١ ـ وعنه : عن محمّد بن جعفر البرسي ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن سلمة بن محرز ، عن الباقرعليه‌السلام قال : « كلّ من لم تبرئه سورة ( الحمد ) و( قل هو الله أحد ) لم يبرئه شيء ، وكلّ علّة تبرأها هاتين السورتين »(٣) .

١٦٢ ـ وعنه : عن الخضر بن محمّد ، عن محمّد بن العباس ، عن النوفلي عبدالله بن الفضل ، عن أحدهمعليهم‌السلام قال : « ما قرئت ( الحمد ) على وجع سبعين مرّة إلاّ سكن باذن الله ، وإن شئتم فجرّبوا ولا تشكّوا »(٤) .

١٦٣ ـ وعنه : عن محمّد بن جعفر البرسي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الأرمني ، قال : حدّثنا محمّد بن سنان أبو عبدالله السنان ، قال : حدّثنا يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ، أنّه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك ، فقال : « ما لي أراك متغيّر اللون ؟ » فقال : جعلت فداك ،

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٨٤ / ٥٥٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١٢ ، والبحار ٩٢ : ٢٣١ / ١٣ ، ووورد أيضاً في دعوات الراوندي : ١٨٩ / ٥٢٥.

(٢) طبّ الأئمّةعليهم‌السلام : ٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٩.

(٣) طبّ الأئمّةعليهم‌السلام : ٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨١٠.

(٤) نفس المصدر : ٥٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١١.

٦٤

وعكت وعكاً شديداً ، منذ شهر ، ثمّ لم تنقلع الحمّى عنّي ، وقد عالجت نفسي بكلّ ما وصفه لي المترفّعون ، فلم أنتفع بشيء من ذلك ، فقال له الصادقعليه‌السلام : « حل أزرار قميصك وأدخل رأسك في قميصك وأذّن وأقم ، واقرأ سورة ( الحمد ) سبع مرات » قال : ففعلت ذلك فكأنّما نشطت من عقال(١) .

١٦٤ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : اروي عن العالمعليه‌السلام : « من نالته علّة ، فليقرأ في جيبه ( اُمّ الكتاب ) سبع مرات ، فإن سكنت وإلاّ فليقرأ سبعين مرة ، فإنّها تسكن »(٢) .

١٦٥ ـ الطبرسي في مكارم الأخلاق : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « في ( الحمد ) سبع مرّات شفاء من كلّ داء ، فإن عوّذ بها صاحبها مائة مرّة ، وكان الروح قد خرج من الجسد ، ردّ الله عليه الروح »(٣) .

١٦٦ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « اعتلّ الحسينعليه‌السلام ، فاحتملته فاطمةعليها‌السلام ، فأتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، ادع الله لابنك أن يشفيه ، إنّ الله هو الذي وهبه لك ، وهو قادر على أن يشفيه ، فهبط جبرئيل فقال : يا محمد إنّ الله تعالى جدّه ، لم ينزل عليك سورة في القرآن إلاّ فيها فاء ، وكل فاء من آفة ، ما خلا ( الحمد ) فإنّه ليس فيها فاء ، فادع بقدح من ماء فاقرأ عليه ( الحمد ) أربعين مرّة ، ثمّ صب عليه ، فإنّ الله يشفيه ، ففعل ذلك ، فعوفي بإذن الله »(٤) .

__________________

(١) نفس المصدر : ٥٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٨ / ٤٧٣٥.

(٢) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٩ / ٤٧٣٦ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٣ / ٢٤٨٠.

(٣) مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٣ / ٢٤٨١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٩ / ٤٧٣٧.

(٤) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٣٨.

٦٥

١٦٧ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « قراءة الحمد شفاء من كلّ داء ، إلاّ السام »(١) .

١٦٨ ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب : اُبين(٢) احدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين ، فأخذ عليعليه‌السلام يده وقرأ شيئاً وألصقها ، فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : « فاتحة الكتاب ».

قال : فاتحة الكتاب! كأنّه استقلّها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليعليه‌السلام ، ومضى(٣) .

١٦٩ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن عبدالملك بن أبي عمير ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ( فاتحة الكتاب ) فيها شفاء من كلّ داء »(٤) .

١٧٠ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ( فاتحة الكتاب ) ، شفاء من كلّ سمّ »(٥) .

١٧١ ـ وعنه : عن أبي سليمان قال : كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في غزاة فصرع رجل ، فقرأ بعض الصحابة ( فاتحة الكتاب ) في اذنه ، فقام وعوفي من صرعه ، فقلنا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : « هي أُمّ القرآن وهي شفاء من كلّ داء »(٦) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٣٩.

(٢) اُبين : فُصل وقُطع : لسان العرب ١٣ : ٦٣.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٣٣٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٤٠.

(٤) درر اللئالي ١ : ٣٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٤١.

(٥) تفسير أبي الفتوح الرازي ١ : ١٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠١ / ٤٧٤٢.

(٦) نفس المصدر ١ : ١٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠١ / ٤٧٤٣.

٦٦

سورة البقرة

(٢)

مدنيّة إلاّ الآية ٢٨١ نزلت بمنى في حجّة الوداع

وهي أوّل سورة نزلت بالمدينة

فضلها :

١٧٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ ( البقرة وآل عمران ) جاء يوم القيامة تظلاّنه على رأسه مثل الإمامتين أو مثل الغيايتين(١) »(٢) .

__________________

(١) في المصدر : الغيابتين ، وما في المتن من الوسائل.

والغَيَاية : كلّ شيء أظلّ الانسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. النهاية في غريب الحديث ٣ : ٤٠٣ ـ غيا.

(٢) ثواب الأعمال : ١٣٠ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٤٩ / ٧٨٥٩ ، والبحار ٩٢ : ٢٦٥ / ٨ ، وورد أيضاً في تفسير العياشي ١ : ٢٥ / ٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٢ / ٤٨٠٩.

٦٧

١٧٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن اُبي بن كعب عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها فصلوات الله عليه ورحمته ، واُعطي من الأجر كالمرابط في سبيل الله سنة لا تسكن روعته ».

وقال لي : « يا اُبي مُر المسلمين أن يتعلّموا سورة ( البقرة ) فإنّ تعلّمها بركة وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة » قلت : يا رسول الله ما البطلة ؟ قال : « السحرة »(١) .

١٧٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ من سورة ( البقرة ) عشر آيات ، لم ير في ماله وولده شيئاً يسوؤه ، حتى يصبح »(٢) .

١٧٥ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن عبدالله بن عباس ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال في حديث : « وإنّ الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة ( البقرة ) وإنّ أصفر البيوت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء »(٣) .

١٧٦ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن أبي امامة ، عن اُبي بن كعب ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ لكلّ شيء سناماً ، وسنام القرآن سورة ( البقرة ) »(٤) .

دفع المكاره بها :

١٧٧ ـ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن سهل بن سعد ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٣٢ ، وورد مثله في تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٦٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٢ / ٤٨١٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٤ / ٤٨١٨.

(٣) درر اللئالي ١ : ٣٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٦ / ٤٦٦٠.

(٤) تفسير أبي الفتوح الرازي ١ : ٤٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٣ / ٤٨١١.

٦٨

قرأ هذه السورة في داره ، فإن قرأها في اليوم ، لا يحوم حوله الشياطين ثلاثة أيّام ، وإن قرأها في الليل لا يحومون حوله ثلاث ليال »(١) .

١٧٨ ـ وعنه : عن بريدة ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « تعلّموا سورة ( البقرة ) ، فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا سبيل للسحرة عليها »(٢) .

__________________

(١) نفس المصدر ١ : ٣٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٣ / ٤٨١٢.

(٢) نفس المصدر ١ : ٣٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٣ / ٤٨١٣.

٦٩

سورة آل عمران

(٣)

مدنيّة نزلت بعد سورة الأنفال

فضلها :

تقدّم فضلها في سورة ( البقرة ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

١٧٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن ابن عباس قال : قال رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ سورة ( آل عمران ) يوم الجمعة صلّى الله عليه وملائكته حتى تجبّ الشمس »(١) .

١٨٠ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله بكلّ حرف أماناً من حَرِّ جهنّم.

وإن كُتبت بزَعفَران وعُلِّقَتْ على امرأة لم تَحْمِلْ ، حمَلَتْ بإذن الله تعالى ، وإن عُلّقت على نَخْل أو شجَر يَرمي ثمَرَه أو ورَقه ، أمسَك بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٤٠٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ١ : ٥٩٣ / ٢ ، وورد صدر الحديث في مجمع البيان ١ : ٤٠٥.

٧٠

١٨١ ـ وعنه : عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال : « إن كُتبت بزَعفران وعُلّقت على امرأة تُريد الحَمل ، حَمَلَتْ بإذن الله تعالى ، وإن علَّقها مُعسِر ، يسّر الله أمرَه ، ورَزَقَه الله تعالى »(١) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ١ : ٥٩٣ / ٣ ، وورد صدر الحديث في مجمع البيان ١ : ٤٠٥.

٧١

سورة النساء

(٤)

مدنيّة نزلت بعد سورة الممتحنة

فضلها :

١٨٢ ـ الصدوق في ثواب الأعمال : حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن عليّ بن عابس ، عن أبي مريم ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرَّ بن حبيش ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « من قرأ سورة ( النساء ) في كلِّ جمعة أمن من ضغطة القبر »(١) .

١٨٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن اُبي ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من قرأ سورة ( النساء ) ، فكأنّما تصدّق على كلّ مؤمن ورث ميراثاً ، واُعطي من الأجر كمن اشترى محرّراً ، وبرئ من الشرك ، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم »(٢) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٣١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٤٠٩ / ٩٧١٤ ، والبحار ٩٢ : ٢٧٣ / ١ ، وورد أيضاً في تفسير العياشي ١ : ٢١٥ / ١ ، وعنه في المستدرك ٦ : ١٠٣ / ٦٥٣٨.

(٢) مجمع البيان ٢ : ١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٨ / ٤٨٣٢.

٧٢

سورة المائدة

(٥)

مدنيّة إلاّ آية ٣ فنزلت بعرفات في حجة الوداع

نزلت بعد سورة الفتح

فضلها :

١٨٤ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبي مسعود المدائني ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « من قرأ سورة ( المائدة ) كلّ يوم خميس لم يلبس إيمانه بظلم ولم يشرك أبداً »(١) .

١٨٥ ـ لكفعمي في المصباح : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها اُعطي من الأجر عشر حَسَنات ، ومُحي عن عشر سيّئات ، ورُفع له عشر دَرَجات ، بعدد كلّ يهوديّ ونصرانيّ يتنفّس في دار الدنيا »(٢) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٣١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٠ / ٧٨٦١ ، والبحار ٩٢ : ٢٧٣ / ١ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ١٥٠ ، وتفسير العياشي ١ : ٢٨٨ / ٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٣.

(٢) مصباح الكفعمي : ٤٣٩ ، وعنه في تفسير البرهان ٢ : ٢١٤ / ٢٨٦٩ ، ووورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ١٥٠ ، بتقديم وتأخير.

٧٣

سورة الأنعام

(٦)

مكّية إلاّ الآيات ٢٠ و ٢٣ و ٩١ و ٩٣ و ١

١٤ و ١٤١ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٣ فمدنية

نزلت بعد سورة الحجر

فضلها :

١٨٦ ـ تفسير العيّاشي : عن أبي بصير ، قال : سَمِعتُ أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « إنّ سورةَ ( الأنعام ) نزَلتْ جملةً واحدةً ، وشيّعها سبعون ألف مَلَك حين أُنزِلَتْ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعظّموها وبجّلوها ، فإنّ اسم الله تبارك وتعالى فيها ، في سبعين مَوْضِعاً ، ولو يَعْلَمُ النّاسُ ما في قراءتها من الفَضْل ما ترَكوها ».

ثمّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من كان له إلى الله حاجَةٌ يريد قَضاءَها ، فليُصلّ أربع رَكَعات بفاتحة الكتاب والأنعام ، ولْيَقُل في صَلاته إذا فرَغ من القراءة : يا كريم يا كريم يا كريم ، يا عَظِيم يا عَظِيم يا عَظِيم ، يا أعظَم من كلّ عَظيم ، ياسَميع الدّعاء يا من لا تُغيّره الأيّام والليالي ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وارْحَمْ ضَعفي ، وفَقْري ، وفاقَتي ، ومسكَنَتي ، فإنّك أعْلَم بها مِنّي ، وأنتَ أعلَم بحاجَتي.

يا من رَحِم الشَّيْخَ يعقُوب حين رَدَّ عليه يُوسُف قُرَّة عينه ، يا من رَحِم أيّوب

٧٤

بعد حُلول بَلائِهِ ، يا مَنْ رَحِم محمّداً عليه وآله السلام ، ومن اليُتْم آواه ، ونَصره على جَبابِرَةِ قُريش ، وطَواغيتها ، وأمْكَنَه منهم ، يا مُغيث يا مُغيث يا مُغيث. يقوله مِراراً ، فَوَالذي نفسي بيدِه لو دعوتَ الله بها بعد ما تُصلّي هذه الصّلاة في دُبُرِ هذه السورة ، ثمّ سألتَ الله جميعَ حَوائِجِك ما بَخل عليكَ ، ولأعْطَاك ذلك إن شاء الله »(١) .

ورواه الكليني فيالكافي : عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة رفعه ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام مثله. إلى قوله : ما تركوها(٢) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن أبيه ، قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن الحسين بن محمد بن فرقد ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبي صالح ، مثله(٣) .

١٨٧ ـ وعنه : عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : من قرأ سورة ( الأنعام ) في كلّ ليلة ، كان من الآمنين يوم القيامة ، ولم ير النار بعينه أبداً(٤) .

١٨٨ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : قال : حدّثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال : « نزَلتْ سورة ( الأنعام ) جملةً واحدةً وشيّعها سبعون ألف مَلَك ، لهم زَجَل بالتّسبيح والتّهليل والتكبير ، فمَن قرأها سبَّحوا له إلى

__________________

(١) تفسير العياشي ١ : ٣٥٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٨ : ١٣٣ / ١٠٢٤٠ ، والمستدرك ٤ : ٢٩٦ / ٤٧٢٩ ، والبحار ٩١ : ٣٤٨ ، و ٩٢ : ٢٧٥ / ٦ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ٢٧١.

(٢) الكافي ٢ : ٦٢٢ / ١٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٠ / ٧٨٠٥.

(٣) ثواب الأعمال : ١٣١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٠ / ذيل ح ٧٨٠٥.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٣٥٤ / ٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٧ / ٤٧٣٠.

٧٥

يوم القيامة »(١) .

١٨٩ ـ الطبرسي في جوامع الجامع : في حديث أُبَي بن كعب ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « اُنزِلَتْ عليَّ ( الأنعام ) جملةً واحدة ، يُشيّعها سبعون ألف مَلَك ، لهم زَجَل بالتّسبيح والتّحميد ، فمَن قَرأها صلَّى عليه اُولئك السبعون ألف ملَك ، بعدَد كلّ آية من الأنعام يوماً وليلة »(٢) .

١٩٠ ـ الكفعمي في المصباح : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها من أوَّلِها إلى قوله( تَكْسِبُونَ ) وكَّل الله به أربَعين ألف مَلَك ، يكتُبون له مثل عِبادَتهم إلى يوم القيامة »(٣) .

١٩١ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « إنّ من قرأ هذه السورة ، كان له بوزن جميع الأنعام التي خلقها الله في دار الدنيا درّاً ، بعدد كلّ درّ مائة ألف حسنة ، ومائة ألف درجة ، وإنّ هذه السورة نزلت جملة ، ومعها من كلّ سماء سبعون الف ملك ، لهم زجل بالتسبيح والتهليل ، فمن قرأها تستغفر له تلك الملائكة »(٤) .

١٩٢ ـ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن عبدالله بن عباس ، عن اُبي بن كعب ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « سورة ( الأنعام ) نزلت عليّ جملة واحدة ، ونزل سبعون الف ملك من السماء الى الأرض لمشايعتها ، فمن قرأها صلّى عليه سبعون

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ١٩٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٦ / ٤٧٢٨ ، والبحار ٩٢ : ٢٧٤ / ١ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ٢٧١.

(٢) جوامع الجامع : ١٢٢ ، وعنه في تفسير البرهان ٢ : ٣٩٦ / ٣٣٩٧.

(٣) مصباح الكفعمي : ٤٣٩ ، ومنه في تفسير البرهان ٢ : ٣٩٦ / ٣٣٩٨.

(٤) مخطوط. وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٧ / ٤٧٣٢.

٧٦

ألف ملك ، بعدد كلّ آية في هذه السورة ، في الليل والنهار »(١) .

١٩٣ ـ وعنه : عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ من ( الأنعام ) ثلاث آيات من أولها إلى قوله( ما تكسبون ) وكّل الله تعالى عليه أربعين ألف ملك ، يكتبون له مثل ثواب عبادتهم إلى يوم القيامة.

وينزل عليه من السماء السابعة ملكاً معه عمود من حديد ، يكون موكّلاً عليه حتى إذا أراد الشيطان أن يوسوسه ، أو يلقي في قلبه شيئاً ، يضربه بهذا العمود ضربة تطرده عنه ، حتى يكون بينه وبين الشيطان سبعون حجاباً ، ويقول الله تعالى له يوم القيامة :

عبدي إذهب إلى ظلّي ، وكل من جنّتي ، واشرب من الكوثر ، واغتسل من السلسبيل ، فإنّك عبدي وأنا ربّك »(٢) .

الاستشفاء بها :

١٩٤ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : أروي عن العالمعليه‌السلام أنّه قال : « إذا بدأت بك علّة تخوَّفت على نفسك منها ، فاقرأ ( الأنعام ) فإنّه لا ينالك من تلك العلّة ما تكره »(٣) .

١٩٥ ـ ابني بسطام في طب الأئمّة عليهم‌السلام : عن سلامة بن عمر الهمداني قال :

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٢ : ٢٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٧ / ٤٧٣٣.

(٢) نفس المصدر ٢ : ٢٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٨ / ٤٧٣٤.

(٣) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٢ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٧٥ / ٤ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٣ / ٢٤٨٣ ، عن الإمام الباقرعليه‌السلام .

٧٧

دخلت المدينة ، فأتيت أبا عبداللهعليه‌السلام ، فقلت : يابن رسول الله ، اعتللت على أهل بيتي بالحج ، وأتيتك مستجيراً من أهل بيتي ، من علّة أصابتني ، وهي داء الخبيثة قال : « أقم في جوار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي حرمه وأمنه ، واكتب سورة ( الأنعام ) بالعسل ، واشربه ، فإنّه يذهب عنك »(١) .

١٩٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « من كتبها بمِسك وزَعْفَران ، وشَرِبها ستّة أيّام متوالية ، يُرزق خيراً كثيراً ، ولم تصبه سوداء ، وعوفي من الأوجاع والألم بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) طب الأئمةعليهم‌السلام : ١٠٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣١٠ / ٤٧٦١.

(٢) مخطوط. وعنه في تفسير البرهان ٢ : ٣٩٦ / ٣٣٩٩.

٧٨

سورة الأعراف

(٧)

مكّية إلاّ من آية ١٦٣ إلى آية ١٧٠ فمدنيّة

نزلت بعد سورة ص

فضلها :

١٩٧ ـ تفسير العيّاشي : عن أبي بَصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « مَنْ قَرأ سورة ( الأعراف ) في كُلِّ شَهْرِ كان يومَ القيامة مِن الّذين لا خَوْفٌ عليهم ولا هُم يَحْزَنُون ، فإن قرَأها في كُلِّ جُمُعَة كان مِمَّن لا يُحاسَبُ يومَ القيامة ».

ثمّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « أما إنّ فيها آياً مَحْكَمَةً ، فلا تَدَعُوا قرَاءَتَها وتِلاوَتَها والقِيامَ بها ، فإنّها تَشْهَدُ يومَ القِيامَةِ لِمَنْ قَرأها عند رَبِّه »(١) .

ورواه ابن بابويه فيثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ٢ / ١ ، وعنه في المستدرك ٦ : ١٠٣ / ٦٥٣٩ ، وتفسير البرهان ٢ : ٥١٥ / ٣٧٧٨.

٧٩

أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله(١) .

١٩٨ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : في الخبر : « من قرأ سورة ( الأعراف ) جعل الله بينه وبين ابليس ستراً يحترس منه ، ويكون ممّن يزوره في الجنة آدمعليه‌السلام ، ويكون له بعدد كلّ يهودي ونصراني درجة من الجنة »(٢) .

١٩٩ ـ وعنه : قال الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام : « إنّ من قرأ هذه السورة في كلّ شهر ، كان يوم القيامة من الآمنين ، ومن قرأها في كلّ جمعة لا يحاسب يوم القيامة »(٣) .

٢٠٠ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن أُبي بن كعب ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( الأعراف ) جعل الله بينه وبين ابليس ستراً ، وكان آدمعليه‌السلام له شفيعاً يوم القيامة »(٤) .

ورواه الشيخ أبو الفتوح فيتفسيره : عن أبي امامة ، عن اُبي ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مثله(٥) .

٢٠١ ـ ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : للحفظ من الشياطين : إذا أخذ مضجعه يقرأ آية السخرة ، روي أنَّ رجلاً تعلّم ذلك من أمير المؤمنينعليه‌السلام ثمّ مضى ، فإذا

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٣٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٤٠٩ / ٩٧١٥ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ٣٩٣ ، الدروع الواقية : ٦٨ ، إلى قوله : لا يحاسب يوم القيامة ، مصباح الكفعمي : ٤٣٩.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٤.

(٣) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٥.

(٤) مجمع البيان ٢ : ٣٩٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٦.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٢ : ٣٦٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ذيل حديث ٤٨٣٦.

٨٠

من المسلمين »(1) .

5 ـ وروى ابن عباس قال : اقبل النبيّ (ص) وقد حمل الحسن على رقبته فلقيه رجل ، فقال نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال رسول الله (ص) ونعم الراكب هو.(2)

6 ـ وروى عبد الله بن عبد الرحمن بن الزبير قال : أشبه أهل النبي (ص) وأحبهم إليه الحسن رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته أو قال : ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر(3)

7 ـ وروى ان النبي6 صلى احدى صلاتي العشاء فسجد سجدة أطال فيها السجود ، فلما سلم قال له الناس : في ذلك فقال : ( إن ابنى هذا ـ يعنى الحسن ـ ارتحلنى فكرهت أن أعجله )(4)

__________________

(1) الاصابة 1 / 330 ، صحيح البخاري ذكره فى الصلح ، ورواه الامام احمد بن حنبل فى مسنده 5 / 44 باسناده عن المبارك عن الحسن عن ابي بكرة قال : كان رسول الله6 يصلي بالناس ، وكان الحسن بن علي يثب على ظهره إذا سجد ، ففعل ذلك غير مرة ، فقالوا له : والله إنك لتفعل بهذا شيئا ، ما رأيناك تفعله باحد ، قال المبارك : فذكر شيئا ثم قال : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين ، وذكره ابن حجر في صواعقه وجاء في العقد الفريد 1 / 164 ان الرسول6 دخل على ابنته فاطمة فوجد الحسن طفلا يلعب بين يديها ، فقال لها : إن الله سيصلح على يدي ابنك هذا بين فئتين عظيمتين من المسلمين.

(2) الصواعق : ص 82 ، حلية الاولياء.

(3) الاصابة 2 / 11

(4) البداية والنهاية 8 / 33

٨١

8 ـ وصعد6 على المنبر ليخطب ، فجاء الحسن فصعد المنبر ، فوضعه على رقبته حتى كان يرى بريق خلخاليه من اقصى المسجد ، وهما يلمعان على صدر الرسول ، ولم يزل على هذه الحالة حتى فرغ6 من خطبته(1)

9 ـ وقال6 : « من سره أن ينظر إلى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى الحسن »(2)

10 ـ وقال6 : « الحسن ريحانتي من الدنيا »(3) 11 ـ وروى انس بن مالك قال دخل الحسن على النبي6 فأردت أن أميطه عنه ، فقال6 : « ويحك يا أنس دع ابنى ، وثمرة فؤادي ، فان من آذى هذا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله »(4)

هذه طائفة من الاخبار التي وردت عن النبي6 في سبطه الاكبر ، ويلمس فيها أسمى الوان التكريم والحفاوة والحب العميق.

الطائفة الثانية :

أما ما أثر عن النبي6 في حق السبطين8 فكوكبة من الروايات الصحاح التي دونها الثقات والحفاظ ، وهي صريحة

__________________

(1) البحار 6 / 58

(2) فضائل الاصحاب : ص 165 ، البداية والنهاية 8 / 35

(3) الاستيعاب 2 / 369

(4) كنز العمال 6 / 222

٨٢

الدلالة في أنهما8 من أعز الناس عند رسول الله صلى عليه وآله ومن أحبهم له ، ونذكر منها ما يلي :

1 ـ روى سعيد بن راشد ، قال : جاء الحسن والحسين8 يسعيان الى رسول الله6 فأخذ أحدهما فضمه الى إبطه ، ثم جاء الآخر فضمه إلى إبطه الاخرى ، وقال : ( هذان ريحانتي من الدنيا من أحبنى فليحبهما )(1) وكان النبي6 دوما يضفى عليهما هذا اللقب ، وقد وردت بذلك روايات عديدة(2)

2 ـ وروى انس بن مالك قال : سئل رسول الله6 أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال6 : « الحسن والحسين » وكان يقول : لفاطمة ادعي ابني فيشمهما ويضمهما إليه(3)

3 ـ وروى أسامة بن زيد قال : طرقت النبي6 ذات ليلد في بعض الحاجة فخرج النبيّ6 وهو مشتمل

__________________

(1) ذخائر العقبى : ص 124

(2) روى ابو نعيم في حلية الاولياء 3 / 201 عن جابر ان رسول الله6 قال : لعلي بن ابي طالب7 سلام عليك يا ابا الريحانتين اوصيك بريحانتي من الدنيا خيرا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك ، قال فلما قبض النبيّ6 : قال علي7 : هذا احد الركنين اللذين قال النبي6 فلما ماتت فاطمة3 قال علي (ع) : هذا الركن الآخر الذي قال النبيّ6 : وفي كنز العمال 7 / 110 عن سعد بن مالك قال دخلت على النبيّ6 والحسن والحسين يلعبان على ظهره ، فقلت يا رسول الله أتحبهما؟ فقال : ومالي لا احبهما ، وانهما ريحانتى من الدنيا

(3) صحيح الترمذي 2 / 306 فيض القدير 1 / 148

٨٣

على شيء لا ادري ما هو؟ فلما فرغت من حاجتي ، قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ قال فكشفه فاذا هو حسن وحسين على وركيه ، فقال : ( هذان ابناي ، وابنا ابنتي ، اللهم ، إني احبهما فأحبهما وأحب من يحبهما )(1)

4 ـ وروى سلمان الفارسي قال سمعت رسول الله6 يقول : ( الحسن والحسين ابناي من احبهما احبني ، ومن احبني أحبه الله ، ومن أحبه الله ادخله الجنة ، ومن أبغضهما ابغضني ومن ابغضني ابغضه الله ، ومن ابغضه الله ادخله النار »(2)

5 ـ وروى ابن عمر قال : قال رسول الله6 : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما »(3)

6 ـ واعتلى6 أعواد المنبر يخطب ، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران ، وهما يمشيان ويعثران ، فنزل6 عن المنبر فحملهما ، ووضعهما بين يديه ، وقال : صدق الله

__________________

(1) صحيح الترمذي 2 / 240 ، كنز العمال 7 / 110 ، وذكر آخر الحديث ابن حجر فى صواعقه ص 114

(2) مستدرك الحاكم 3 / 166 ، وبتغيير يسير رواه الهيثمي في مجمعه 9 / 811 وكذلك فى كنز العمال 6 / 221

(3) مستدرك الحاكم 3 / 167 ، صحيح ابن ماجة ، وتظافرت الاخبار الواردة عن النبيّ6 ان سبطيه سيدا شباب اهل الجنة ، روى الترمذي في صحيحه 2 / 306 عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله6 « الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة » ورواه احمد بن حنبل فى مسنده 3 / 3 ، وروى الخطيب البغدادي في تاريخه 1 / 140 بسنده عن علي7 قال قال : رسول الله : ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة )

٨٤

إذ يقول :( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ( لقد نظرت إلى هذين الصبيين وهما يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما )(1)

7 ـ وروى ابن عباس قال : بينا نحن ذات يوم مع النبي6 إذ أقبلت فاطمة سلام الله عليها تبكى ، فقال لها رسول الله6 : فداك أبوك ، ما يبكيك؟ قالت إن الحسن والحسين خرجا ، ولا أدرى أين باتا ، فقال لها رسول الله6 : لا تبكين فان خالقهما ألطف بهما مني ومنك ، ثم رفع يديه ، فقال : اللهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبرئيل ، وقال يا محمد ، لا تحزن فانهما في حظيرة بني النجار ، نائمان ، وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما ، فقام النبي6 ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين8 معتنقان نائمان ، وإذا الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما ، يظلهما ، فأكب النبي6 عليهما يقبلهما ، حتى انتبها من نومهما ، ثم جعل الحسن على عاتقه الايمن ، والحسين على عاتقه الايسر ، فتلقاه أبو بكر ، وقال يا رسول الله : ناولني أحد الصبيين أحمله عنك ، فقال6 نعم المطي مطيهما ، ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خير منهما ، حتى أتى المسجد فقام رسول الله6 على قدميه وهما على عاتقيه ثم قال :

« معاشر المسلمين ، ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟

« بلى يا رسول الله »

« الحسن والحسين ، جدهما رسول الله6 خاتم المرسلين ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ، سيدة نساء أهل الجنة »

__________________

(1) صحيح الترمذي 2 / 306 ، صحيح النسائي 1 / 209

٨٥

ثم قال6 : « ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ » قالوا : بلى يا رسول الله

« الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبي طالب ، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب. »

ثم قال : « أيها الناس ، ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ » قالوا : بلى يا رسول الله

« الحسن والحسين ، خالهما القاسم بن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله ».

ثم قال : اللهم ، انك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة ، وعمهما ، في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة ، ومن أبغضهما في النار.(1)

ودل الحديث على مدى حبه6 لسبطيه ، وانهما أحب أهل بيته إليه ، وآثرهما عليه ، ومن المعلوم أن شأن النبوة بعيد عن الاندفاع بعواطف الحب ، فانه6 لم يمنحهما هذا الحب الا لانهما مصدرا كل فضيلة ، ومنبعا كل خير.

8 ـ وروى جابر ، قال دخلت على النبي6 والحسن والحسين على ظهره ، وهو يقول : « نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما »(2) وبهذا المضمون روى عمر قال رأيت الحسن والحسين8 على عاتقي النبي6 فقلت نعم الفرس تحتكما فقال النبي6 ونعم الفارسان هما(3) وقد نظم ذلك

__________________

(1) ذخائر العقبى : ص 130

(2) كنز العمال 7 / 108 ، مجمع الهيثمي 9 / 182

(3) مجمع الهيثمي 9 / 181 ، كنز العمال 7 / 106

٨٦

شاعر العقيدة السيد الحميرى فى قوله :

اتى حسنا والحسين الرسول

وقد برزا ضحوة يلعبان

فضمهما وتفداهما

وكانا لديه بذاك المكان

ومرا وتحتهما عاتقاه

فنعم المطية والراكبان

9 ـ وروى يعلى بن مرة الثقفي(1) قال : جاء الحسن والحسين يستبقان الى رسول الله6 فضمهما إليه ، وقال : إن الولد مبخلة مجبنة(2)

10 ـ وقال6 : ( الحسن والحسين سبطان من الاسباط )(3)

11 ـ وبلغ من مزيد حبه واشفاقه على سبطيه أنه كان يعوذهما خوفا عليهما من الحسد ، فقد روى أبو نعيم بسنده عن عبد الله ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله6 إذ مرّ الحسن والحسين وهما صبيان ، فقال : هات ابنى أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه اسماعيل ، واسحاق ، فقال : « اعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ، ومن

__________________

(1) روي في المستدرك الحديث عن يعلى بن منبه الثقفي ، وراجعنا كتب التراجم فلم نجد يعلى بن منبه وانما الموجود يعلى بن مرة ، ولعل ما وقع ما فى المستدرك كان سهوا ، وجاء فى كل من الاصابة ، واسد الغابة ان يعلى بن مرة من افاضل الصحابة ، روى عن رسول الله6 وعن امير المؤمنين7 وشهد مع النبيّ6 الحديبية ، وبايع بيعة الرضوان وشهد خيبر ، والفتح وهوازن والطائف.

(2) مستدرك الحاكم 3 / 168 ، مسند الامام احمد بن حنبل 4 / 172

(3) الصواعق المحرقة : ص 114 ، كنز العمال 6 / 221

٨٧

كل شيطان وهامة »(1) وليس في سجل المودة الانسانية أجمل من هذا الحنان ، ولا أكرم من هذا العطف.

12 ـ ومما اشتهر بين المسلمين قوله6 : « الحسن والحسين إمامان إن قاما وان قعدا »(2) واضفى6 على حفيديه حلة الامامة ، وهي من أهم الصفات الماثلة فيهما وذلك لما تستدعيه من المثل العليا التي لا تتوفر إلا عند من اختاره الله واصطفاه من بين عباده ، فقد خص الله بها خليله إبراهيم قال تعالى :( قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (3) وسنتحدث عن الامامة ، وما يعتبر في الامام من المؤهلات ، والصفات عند عرض مثله7 .

الطائفة الثالثة :

وتواترت النصوص الصحيحة عن النبي6 في لزوم مودة أهل بيته ، وانه حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وقرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم سفن النجاة ، وأمان الأمة ، وإلى القراء بعض تلك السنن.

__________________

(1) حلية الاولياء 5 / 44 الفضائل الخمسة من الصحاح الستة 3 / 177

(2) البحار 10 / 78 ، وجاء في نزهة المجالس 2 / 184 ، وفى الاتحاف بحب الاشراف : ص 129 ان رسول الله6 قال للحسن والحسين :« انتما الامامان ولامكما الشفاعة » وجاء فى منهاج السنة 4 / 210 ان رسول الله6 قال : للحسين 7 « هذا امام ابن امام اخو امام ابو أئمة تسعة ».

(3) سورة البقرة : آية 124

٨٨

1 ـ روى زيد بن أرقم أن رسول الله6 قال : لعلي وفاطمة والحسن والحسين: : ( أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم »(1)

2 ـ وعن أبي بكر قال : رأيت رسول الله6 خيم خيمة ، وهو متّكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين: فقال : « معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردىء الولادة »(2)

3 ـ وروى احمد بن حنبل أن النبي6 أخذ بيد الحسن والحسين ، وقال : « من احبني ، وأحب هذين وأباهما ، وامهما كان معي فى درجتي يوم القيامة »(3)

4 ـ وروى جابر ، قال رسول الله6 : ذات يوم بعرفات ، وعلى تجاهه « ادن منى يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها فمن تعلق بغصن منها ادخله الله الجنة »(4)

5 ـ وروى ابن عباس قال : قال رسول الله6 ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتى أمان لأمتي من الاختلاف

__________________

(1) كنز العمال 7 / 102 ، سنن ابن ماجة ص 14 ورواه ابن كثير فى البداية والنهاية عن ابي هريرة.

(2) الرياض النضرة 2 / 252

(3) مسند احمد 1 / 77 ينابيع المودة ص 164 صحيح الترمذي 2 / 2 / 301

(4) مسند احمد 1 / 77

٨٩

فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس )(1)

6 ـ روى زيد بن أرقم قال : قال رسول الله6 « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى ، احدهما اعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتى ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(2)

إن حديث الثقلين من أوثق الأحاديث النبوية ، واكثرها ذيوعا ، وقد اهتم العلماء به اهتماما بالغا لانه يحمل جانبا مهما من جوانب العقيدة الاسلامية ، كما انه من اظهر الأدلة التي تستند إليها الشيعة في حصر الامامة في اهل البيت ، وفي عصمتهم من الاخطاء والاهواء لان النبيّ6 قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا يفترق أحدهما عن الآخر ومن الطبيعي أن صدور آية مخالفة لاحكام الدين تعتبر افتراقا عن الكتاب العزيز ، وقد صرح النبيّ6 بعدم افتراقهما حتى يردا عليه الحوض ، فدلالته على العصمة ظاهرة جلية ، وقد كرر النبي6 هذا الحديث في غير موقف من المواقف لأنه يهدف الى صيانة الأمة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية ، وغيرها أن تمسكت باهل البيت ولم تتقدم عليهم ، ولم تتأخر عنهم.

واستيفاء البحث في جوانب الحديث يستدعى وضع كتاب خاص ، وقد كفانا مئونة البحث عنه ما ذكره العلماء من التحقيق الرائع في جميع مناحى الحديث سواء أكان من ناحية السند أم الدلالة وغيرها(3)

__________________

(1) مستدرك الحاكم 3 / 149

(2) صحيح الترمذي 2 / 308 ، اسد الغابة 2 / 12

(3) المراجعات : ص 49 ـ 52 ، الاصول العامة للفقه المقارن ص 164 ـ 187

٩٠

7 ـ روى أبو سعيد الخدرى قال : سمعت النبي6 يقول : « إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له »(1)

يقول الامام شرف الدين في مرجعاته القيمة في بيان الحديث ما نصه « وأنت تعلم أن المراد من تشبيههم: بسفينة نوح أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار ، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى « يوم الطوفان » إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أن ذاك غرق فى الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله. والوجه في تشبيههم: بباب حطة هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة.

هذا وجه الشبه ، وقد حاوله ابن حجر إذ قال : ـ بعد أن أورد هذه الاحاديث وغيرها من أمثالها ـ

« ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم وأخذ بهدي علمائهم نجا ، من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان » إلى أن قال : ( وبباب حطة ـ يعني ووجه تشبيههم بباب حطة ـ ان الله جعل دخول

__________________

(1) مجمع الزوائد 9 / 168 ، وجاء في مستدرك الحاكم عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر يقول : وهو آخذ بباب الكعبة : أيها الناس من عرفنى فأنا من عرفتم ، ومن انكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله يقول : « مثل اهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا. ومن تخلف عنها غرق » وقد تظافرت الأخبار بهذا النص.

٩١

ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها »(1)

8 ـ قال6 : « معرفة آل محمد براءة من النار وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب. »(2)

9 ـ قال6 : « من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله »(3)

10 ـ قال6 : « واجعلوا أهل بيتى منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين »(4)

__________________

(1) المراجعات : ص 54

(2) المراجعات : ص 58 نقلا عن كتاب الشفاء ص 40

(3) المراجعات : ص 59 نقلا عن الامام الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسيره الكبير

(4) المراجعات نقلا عن الشرف المؤبد ص 58.

٩٢

ان الواجب على المسلمين أن يجعلوا أهل بيت نبيهم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، فيتمسكوا بأهدافهم ، ويأخذوا بأفعالهم وأقوالهم ، ولو انهم حققوا ذلك لكانوا سادات الامم وهداة الشعوب ولكنهم ناصبوهم العداء ، واخروهم عن مراتبهم ، وأزالوهم عن مكانتهم ، فاصيبت الامة بالنكسات ، وحفت بها الخطوب والاخطار فانا لله وإنا إليه راجعون.

11 ـ قال (ص) : لا تزول قدما عبد ـ يوم القيامة ـ حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن محبتنا أهل البيت »(1)

إن المسلمين مسئولون أمام الله عن مودة أهل البيت وعن حبهم ، ومن اظهر ألوان الحب الأخذ بأقوالهم والاقتداء بهم في جميع المجالات.

12 ـ قال (ص) : من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه وليقتد بأهل بيتى من بعدي فانهم عترتي ، خلقوا من طينتى ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من امتي ، القاطعين فيهم صلتى ، لا أنالهم الله شفاعتي »(2)

ونقتصر على هذه السنن التي أثرت عن الرسول6 في أهل بيته ، وهناك عشرات أمثالها ذكرت في كتب الحديث وهي تهتف بفضلهم ، وتلزم المسلمين بالرجوع إليهم في جميع المجالات.

__________________

(1) المراجعات نقلا عن السيوطي في احياء الميت ، والنبهانى فى اربعينه.

(2) كنز العمال 6 / 217.

٩٣

احتفاء المسلمين به :

واحتفى المسلمون بالامام الحسن احتفاء بالغا فكان كبار الصحابة يقابلونه بالتجلة والتكريم ، ويتسابقون الى القيام بخدمته ، فهذا عبد الله بن عباس حبر الأمة كان إذا ركب الحسن والحسين8 بادر فأمسك لهما الركاب وسوى عليهما الثياب ، وقد لامه مدارك بن زياد على ذلك فنهره وقال له :

« يا لكع أو تدري من هذان؟! هذان ابنا رسول الله6 أو ليس مما أنعم الله به علي أن أمسك لهما الركاب ، وأسوي عليهما الثياب »(1)

وبلغ من تعظيم المسلمين وتكريمهم لهما انهما كانا يفدان الى بيت الله الحرام ماشيين فما اجتازا على ركب الا ترجل ذلك الركب اجلالا واكبارا لهما ، وإذا طافا بالبيت الحرام بلغ زحام الناس عليهما مبلغا هائلا لم يشاهد نظيره لاجل السلام عليهما والتبرك بزيارتهما(2) وكان أبو هريرة إذا رأى الامام الحسن (ع) مقبلا قام إليه فقبله بسرته لأنه رأى رسول الله6 يفعل ذلك(3) وحقا للمسلمين أن يكرموا حفيد نبيهم ويقدسوه بعد ما كرمه النبيّ6 ورفع من شأنه.

__________________

(1) تاريخ ابن عساكر 4 / 212 ، مناقب ابن شهرآشوب 2 / 143

(2) البداية والنهاية 8 / 37

(3) مسند الامام احمد بن حنبل 2 / 255 ، انساب الاشراف للبلاذري

٩٤

الفاجعة الكبرى

٩٥
٩٦

وقطع الحسن7 شوطا من طفولته مع جده الرسول6 حتى توسعت مداركه ونمت ملكاته ، وهو ناعم البال قرير العين ، يستقبل الحياة كل يوم بثغر باسم وبهناء وسعادة ، يرى من جده6 الحنان والعطف ، ومن مشيخة الصحابة التعظيم والتكريم ، وقد رأى7 ما منح به الاسلام من التوسع وكثرة الغزوات حتى دخل الناس في دين الله افواجا افواجا ، فقد تحطمت عروش الشرك واندحرت قوى الالحاد ، وغزت الجيوش الاسلامية مكة التي هي اعز بلد وامنعه في الجزيرة العربية ، وقام الاسلام وهو عبل الذراع مفتول الساعد شامخ الكيان وسرت موجات فتحه الى أغلب شعوب الأرض ، وقد غمرت قلوب المسلمين المسرات على هذا النصر الذي أعزهم الله وأيدهم به وكان أشد المسلمين فرحا واعظمهم سرورا بهذه الانتصارات التي حققها الاسلام أهل البيت.

ولكن لم تدم لهم الحالة الهانئة فقد عبس الزمن فى وجوههم ، واكفهر ، وغزا قلوبهم بخوف غامض وحزن بهيم فقد آن للرسول6 أن يفد على الله ، وينتقل الى حظيرة القدس ، وقد بدت له طلائع الرحيل وامارات الانتقال وهي :

1 ـ وكانت أول النذر بمغادرته لهذه الحياة نزول الوحي عليه بهذه الآية( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) وقد اثارت كوامن التوجس في نفسه فقد سمعه المسلمون ينعى نفسه ويقول :

« ليتنى اعلم متى يكون ذلك؟ »

ونزلت عليه بعد هذه الآية سورة « النصر » فكان يسكت بين التكبير والقراءة ويقول :

« سبحان الله وبحمده ، استغفر الله واتوب إليه »

٩٧

وقد ساور قلوب المسلمين الخوف والجزع فانطلقت قلوبهم قبل السنتهم تستفهم عن هذه الحالة الرهيبة فاجابهم6 :

« إن نفسي قد نعيت لي »(1)

وحينما سمع المسلمون ذلك قدّت قلوبهم وانهارت قواهم ، وغامت أبصارهم بفيض من الدموع ، وأصابتهم رجفة هزت كيانهم واشاعت في نفوسهم الجزع والخوف.

2 ـ ونزل عليه القرآن الكريم في تلك السنة مرتين فاستشعر بذلك حضور الاجل المحتوم(2) واخذ ينعى نفسه ، ويعلن مفارقته لهذه الحياة وقد تصدعت القلوب لهذا النبأ وطافت بالمسلمين أمر الوان المحن والخطوب

حجة الوداع :

ولما علم الرسول6 بانتقاله الى دار الخلود ، وهو قد تحمل في سبيل ارشاد المسلمين وهدايتهم من العنت والعناء ما تنوء بحمله النفوس رأى أن يتم النهاية لرسالته المقدسة ويضع الخطة السليمة التي تضمن لامته من بعده السعادة والنجاح فحج6 من اجل ذلك حجته الأخيرة الشهيرة بحجة الوداع ، في السنة العاشرة من الهجرة واشاع بين الوافدين لبيت الله الحرام ان هذا الالتقاء هو آخر العهد بهم قائلا :

« انى لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابدا »

وجعل يطوف على الجماهير ويعرفهم بما يضمن لهم السعادة والنجاح « يا أيها الناس ، اني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل

__________________

(1) مناقب ابن شهر اشوب 1 / 127.

(2) الخصائص الكبرى 2 / 368

٩٨

بيتى »(1)

لقد قرن بين الكتاب والعترة الطاهرة وجعل التمسك بهما منجاة من الفتن والزيغ ، ولو أن الامة تابعته في قوله ، وتمسكت بهما لما حلت بها الاهواء والخطوب وما عراها الذل والهوان ، وما اختلفت كلمتها ، ولا تشعبت الى فرق واحزاب( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )

غدير خم :

ولما فرغ النبي6 من أداء مناسك الحج اتجه الى يثرب فلما وصل موكبه الى غدير خم هبط عليه أمين الوحي فأمره أن يحط رحله في رمضاء الهجير ، وينصب الامام أمير المؤمنين خليفة من بعده ومرجعا لأمته ، وكان أمر السماء يحمل طابعا مهما بالغ الخطورة ، فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية :

( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (2) واضطرب النبي من هذا الانذار وهذا التهديد ، إنه إن لم ينفذ ما أراد الله في تقليد أمير المؤمنين بهذا المنصب الخطير فما بلغ رسالة الله وضاعت جميع اتعابه وجهوده ، فانبرى6 بعزم ثابت الى تنفيذ ذلك وإن اغضب الطامعين بالخلافة والمنحرفين عن الامام7 ، فوضع6 اعباء المسير وحط رحله في ذلك المكان القاحل وكان الوقت قائضا حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتقى من الحر وامر صلى الله

__________________

(1) صحيح الترمذي 2 / 308

(2) سورة المائدة نزلت هذه الآية فى يوم الغدير ذكر ذلك الواحدى فى اسباب النزول ص 150 والفخر الرازي فى تفسيره الكبير وغيرهما.

٩٩

عليه وآله باجتماع الجماهير فلما اجتمعوا صلى بهم فلما انفلت من صلاته أمر أن توضع حدائج الابل لتكون له منبرا فصنعوا له ما اراد فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين مائة الف أو يزيدون ، وقد اتجهوا بقلوبهم قبل اسماعهم الى الرسول ليسمعوا ما يلقى عليهم ، وانبرى6 فبين لهم ـ اولا ـ جهاده المقدس واتعابه الشاقة فى سبيل ارشادهم وانقاذهم من حضيض الشرك والعبودية ، وذكر لهم ـ ثانيا ـ جملة من الاحكام الاسلامية والآداب الدينية فأمرهم بتطبيقها على واقع حياتهم ، وبعد ذلك قال لهم :

« فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين »

فناداه مناد من القوم

« وما الثقلان يا رسول الله؟ »

فاجابه6 : « الثقل الاكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر الاصغر عترتي وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا »

ثم أخذ بيد علي حتى بان بياض إبطيهما وعرفه القوم اجمعون وقال :

« أيها الناس ، من أولى الناس بالمؤمنين من انفسهم؟

فاجابوه « الله ورسوله اعلم »

فقال6 : إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من انفسهم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه قال ذلك ثلاث مرات او أربع مرات ، ثم قال :

« اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، واحب من أحبه ، وابغض

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379