بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٧

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 621

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 621
المشاهدات: 93502
تحميل: 6749


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93502 / تحميل: 6749
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 7

مؤلف:
العربية

نَصَرَهُمْ وَ هُمْ قَلِيلٌ لاَ يَنْتَصِرُونَ وَ مَنَعَهُمْ وَ هُمْ قَلِيلٌ لاَ يَمْتَنِعُونَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ إِنَّكَ مَتَى تَسِرْ إِلَى هَذَا اَلْعَدُوِّ بِنَفْسِكَ فَتَلْقَهُمْ فَتُنْكَبْ لاَ تَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ كَانِفَةٌ دُونَ أَقْصَى بِلاَدِهِمْ لَيْسَ بَعْدَكَ مَرْجِعٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ رَجُلاً مِحْرَباً وَ اِحْفِزْ مَعَهُ أَهْلَ اَلْبَلاَءِ وَ اَلنَّصِيحَةِ فَإِنْ أَظْهَرَ اَللَّهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ وَ إِنْ تَكُنِ اَلْأُخْرَى كُنْتَ رِدْءاً لِلنَّاسِ وَ مَثَابَةً لِلْمُسْلِمِينَ قول المصنف (و من كلام لهعليه‌السلام و قد شاوره عمر في الخروج الى غزو الروم بنفسه) هكذا في (المصرية و ابن ميثم)، و لكن في (ابن أبي الحديد و الخطية) بدل «الى غزو الروم بنفسه» «الى الروم»( ١) .

و كيف كان قال ابن أبي الحديد: هذه الغزاة هي غزاة فلسطين التي فتح فيها بيت المقدس، و قد ذكرها الطبري في تاريخه، و قال: ان علياعليه‌السلام و هو كان المستخلف على المدينة لما شخص عمر الى الشام، و ان عليا قال له: لا تخرج بنفسك انك من تريد يكون عدوا كلبا. فقال عمر: أنى أبادر بجهاد العدو موت العباس، انكم لو فقدتم العباس لانتقض بكم الشر كما ينتقض الحبل، فمات العباس لست سنين من امارة عثمان و انتقض بالناس الشر( ٢) .

قلت: ما نقله عن الطبري من رواياته عن سيف و روايات سيف موضوعة في كلها أو في جزئها لم يخل خبر منه من تحريف.

ثم أي وقت عرف عمر الملاحم حتى يخبر بها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، و لم لم يتعلم من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حكم الفرار من الطاعون حتى ذكره له عبد الرحمن ابن

____________________

(١) كذا في شرح ابن ميثم ٣: ١٦١، لكن لفظ شرح ابن أبي الحديد ٨: ٢٩٦ «الى غزو الروم» بلا «نفسه».

(٢) شرح ابن أبي الحديد ٨: ٢٩٨، و تاريخ الطبري ٣: ١٠٤ سنة ١٥.

٤٢١

عوف كما رواه الطبري( ١ ) ، و لم لم يتعلم منه حكم الحبشة، ففي أغاني أبي الفرج قال أبو عمرو الشيباني: كان عمر بعث علقمة بن محرز الكناني الى الحبشة و كانوا لا يشربون قطرة من الماء إلا باذن الملك و الا قوتلوا عليه،

فنزل الجيش على ماء قد ألقت لهم فيه الحبشة سمّا، فوردوه مغترين، فشربوا منه، فماتوا عن آخرهم، فأراد عمر أن يجهز اليهم جيشا عظيما، فشهدوا عنده ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أتركوا الحبشة ما تركوكم. و قال: وددت ان بيني و بينهم جبلا من نار.

ثم موت العباس لم يكن في عصر عمر حتى يبادر بجهاد العدو موته،

ثم انتقاض الشر بالناس انما كان من أحداث عثمان و أعمال عماله، كالوليد بن عقبة في صلاته الصبح بالناس أربعا سكران، و من ابن أبي سرح في قتله الناس بغير حق، و نظرائهما، و كان عمر هو السبب في تولي عثمان، فدبر الأمر له و لبني امية بما دبر في الشورى و كيفية اجرائها، فعمر نقض الشر على الناس، فقوله هذا نظير أن يضرم أحد نارا في دار ثم يقول: بادرت بالأمر الفلاني قبل أن تحرق النار الدار.

ثم انّه يدّعي انّه امام المسلمين و يسأل اليهود عن الدجّال، و لا يدري انّه يفتح ايليا حتى يخبره يهودي بذلك، كما روى جميع ذلك الطبري.

قال ابن أبي الحديد أيضا: قال الطبري: قد كان الروم عرفوا من كتبهم ان صاحب فتح مدينة ايليا و هي بيت المقدس رجل اسمه على ثلاثة أحرف، فكان من حضر من امراء المسلمين يسألون عن اسمه، فيعلمون انّه ليس بصاحبهم، فلما طال عليهم الأمر في حرب الروم استمدوا عمر و قالوا: ان لم تحضر بنفسك لم يفتح علينا، فكتب اليهم أن يلتقوه برأس الجابية ليوم

____________________

(١) تاريخ الطبري ٣: ١٥٩، سنة ١٧.

٤٢٢

سمّاه لهم فلقوه و هو راكب حمار، و كان أول من لقيه يزيد بن أبي سفيان، ثم أبو عبيدة، ثم خالد ابن الوليد على الخيول، و عليهم الديباج و الحرير، فنزل عمر عن حماره و أخذ الحجارة رماهم بها و قال: سرعان ما لفتم عن رأيكم إياي تستقبلون في هذا الزي، و انما شبعتم منذ سنتين مسرع ما ندت بكم البطنة، و اللَّه لو فعلتموها على رأس المائتين لاستبدلت بكم غيركم، فقالوا: انما هي يلامقة و تحتها السلاح. فقال: فنعم اذن، فلما علم الروم مقدم عمر نفسه سألوه الصلح، فصالحهم و كتب لهم كتابا على أن يؤدوا الجزية الى أن قال شخص عمر من المدينة الى الشام أربع مرات، و دخلها مرة راكب فرس،

و مرة راكب بعير، و مرة راكب بغل، و مرة راكب حمار( ١) .

قلت: في (تاريخ الطبري): و أما الثالثة فقصّر عنها ان الطاعون مستعر الخ( ٢) .

و كيف كان فالعنوان لا يدل على انّهعليه‌السلام قال هذا الكلام في مشاورة عمر معه في الخروج الى غزو الروم، و لم أقف على من روى ذلك، حتى ان المفيد في الارشاد روى في العنوان السابق انّهعليه‌السلام أشار على عمر في غزوة نهاوند في قضاياه في زمن عمر( ٣ ) ، و اقتصر على ذاك، فلعل العنوان أيضا كلامهعليه‌السلام في القادسية أو في نهاوند برواية اخرى غير ما مر، و ان المصنف قال بكونه في غزو الروم حدسا، فلم يكنعليه‌السلام يشير برأي لم يؤخذ به.

و بالجملة المحقق رواية أصل العنوان دون سببه.

قولهعليه‌السلام «و قد توكل اللَّه لأهل هذا الدين باعزاز الحوزة» أي: الناحية «و ستر

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٨: ٢٩٨ ٣٠٠.

(٢) تاريخ الطبري ٣: ١٠٣ سنة ١٥.

(٣) الارشاد: ١١١.

٤٢٣

العورة» قال الجوهري: العورة كلّ خلل يتخوف منه في ثغر أو حرب. «و الذي نصرهم و هم قليل لا ينتصرون» فكانوا يعذبونهم في مكة و منهم عمار و أبوه و امه، و كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمر عليهم و يقول: صبرا آل ياسر، و حتى كانوا يكرهونهم على اظهار الكفر و منهم عمار فنزل فيه: إلا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان( ١) .

«و منعهم و هم قليل لا يمتنعون» و اذكروا إذْ أنتم قليل مستضعفون في الارض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم و أيدكم بنصره و رزقكم من الطيبات لعلّكم تشكرون( ٢) .

«حي لا يموت» أي: هو اللَّه تعالى، و «حي» خبر لقوله «و الذي».

«انك متى تسر الى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب» أي: تصير منكوبا «لا تكن للمسلمين كانفة» أي: من يكونون في كنفه و صيانته «دون أقصى بلادهم» من العدو «ليس بعدك مرجع يرجعون إليه».

قال ابن أبي الحديد فان قلت: فلم كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يشاهد الحروب بنفسه، و لم شاهد أمير المؤمنينعليه‌السلام الجمل و صفين و النهروان بنفسه.

و أجاب: بأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان موعودا بالنصر في قوله تعالى: و اللَّه يعصمك من الناس( ٣ ) و ان امير المؤمنينعليه‌السلام كان عالما من جهة النبي انّه لا يقتل في هذه الحروب، لقوله له «انك تقاتل بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين»( ٤) .

قلت: الصواب في الجواب هو انهماعليهما‌السلام لم يشاهدا حربا في الخارج

____________________

(١) رواه من طرق عديدة السيوطي في الدر المنثور ٤: ١٣٢. و الآية ١٠٦ من سورة النحل.

(٢) الانفال: ٢٦.

(٣) المائدة: ٦٧.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ٨: ٢٩٧.

٤٢٤

سوى غزوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لتبوك، فانه كان غزوا مع الروم، فخلف أمير المؤمنينعليه‌السلام الذي كان بمنزلة نفسه في أهله و قال له ما قال. ففي تاريخ الطبري قال ابن إسحاق: خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا على أهله و أمره بالإقامة فيهم،

فأرجف المنافقون بعلي و قالوا ما خلفه إلا استثقالا له و تخففا منه، فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي سلاحه، ثم خرج حتى أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و هو بالجرف،

فقال: زعم المنافقون انك انما خلفتني انك استثقلتني و تخففت مني. فقال كذبوا و لكني خلفتك لما ورائي، فارجع، فاخلفني في أهلي و أهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى( ١) .

«فابعث اليهم رجلا مجربا» من المجربين للحرب.

كان المهلب بن أبي صفرة، و هو الذي حمى البصرة من الخوارج حتى قيل بصرة المهلب، تمثل فيه الحجاج بقول لقيط الأيادي لقومه لما بعث كسرى جيشا لقتالهم:

فقلدوا امركم للَّه درّكم

رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا

لا مترفا أن ترجى العيش ساعده

و لا إذا حل مكروه به خشعا

لا يطعم النوم الا حيث يبعثه

هم يكاد حشاه يقطع الضلعا

مسهر النوم تغيبه اموركم

يروم منها على الأعداء مطلعا

ما انفك للخلف هذا الدهر اشطره

يكون متبعا طورا و متبعا

فليس يشغله مال يثمره عنكم

و لا ولد يبغي له الرفعا

حتى استمر على شزر مريرته

مستحكم السن لا فحما و لا ضرعا

«و أحفز» أي: سق «معه أهل البلاء و النصيحة، فان أظهر اللَّه فذاك» أي:

الظفر «ما تحب و ان تكن الاخرى» أي: الهزيمة «كنت ردءا» أي: عونا

____________________

(١) تاريخ الطبري ٢: ٣٦٨، سنة ٩.

٤٢٥

«للناس و مثابة» أي: مرجعا «للمسلمين».

هذا، و في (تاريخ الطبري) عن ابن عمر قال: جمع الناس بالمدينة حتى انتهى إليه فتح القادسية و دمشق، فقال: اني كنت امرءا تاجرا يغني اللَّه عيالي بتجارتي، و قد شغلتموني بأمركم، فماذا ترون انّه يحل لي من هذا المال؟

فأكثر القوم و عليعليه‌السلام ساكت، فقال له: ما تقول أنت؟ فقال: لك ما أصلحك و أصلح عيالك بالمعروف، ليس لك من هذا المال غيره. فقال القوم: القول قول علي بن أبي طالب( ١) .

و في (مناقب السروي): روى شريك و غيره ان عمر أراد بيع اهل السواد، فقال له عليعليه‌السلام : هذا مال أصبتم و لن تصيبوا مثله، و ان بعتم بقي من يدخل في الاسلام لا شي‏ء له. قال: فما أصنع؟ قال: دعهم شوكة للمسلمين،

فتركهم على انهم عبيد، ثم قال عليعليه‌السلام : فمن أسلم منهم فنصيبي منه حر( ٢) .

و في (كامل الجزري): أرسل سعد في الخمس كلّ شي‏ء أراد أن تعجب منه العرب و أراد اخراج خمس القطيف فلم يعتدل قسمته و هو بهار كسرى،

فقال للمسلمين: هل تطيب أنفسكم عن تربعة أخماس القطيف؟ فقالوا: نعم،

فبعثه الى عمر و هو بساط واحد طوله ستون ذراعا و عرضه ستون ذراعا مقدار جريب كانت الأكاسرة تعده للشتاء إذا ذهبت الرياحين شربوا عليه فكأنهم في رياض، فيه طرق كالصور و فيه فصوص كالأنهار أرضها مذهبة و خلال ذلك فصوص كالدرر، و في حافاته كالأرض المزروعة، و الأرض المبقلة بالنبات في الربيع و الورق من الحرير على قضبان الذهب و زهره الذهب و الفضة و ثمره الجوهر. فقال عمر: أشيروا عليّ فيه، فمن مشير بقبضه

____________________

(١) تاريخ الطبري ٣: ١١١ سنة ١٥.

(٢) مناقب السروي ٢: ٣٦٥.

٤٢٦

و آخر مفوض إليه، فقال له عليعليه‌السلام : لم تجعل علمك جهلا و يقينك شكا، انك ان تبقه على هذا اليوم لم تعدم في الغد من يستحق به ما ليس له الخ( ١) .

____________________

(١) كامل ابن الاثير ٢: ٥١٨ سنة ١٦.

٤٢٧

٤٢٨

الفصل العشرون في حبه و بغضهعليه‌السلام

٤٢٩

٤٣٠

مر في فصل الامامة العامة قولهعليه‌السلام : «لو أحبني جبل لتهافت» و قوله:

«من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا» و قوله: «ناصرنا و محبنا ينتظر الرحمة و عدوّنا و مبغضنا ينتظر السطوة»( ١) .

١ - حكمة (٤٥) و قالعليه‌السلام :

لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ اَلْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هَذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي وَ لَوْ صَبَبْتُ اَلدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى اَلْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي وَ ذَلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ؟ اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ ص؟ أَنَّهُ قَالَ يَا؟ عَلِيُّ؟ لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ أقول: رواه إبراهيم الثقفي في (غاراته) و الكليني في (روضته) و الشيخ في (أماليه) و الطبرسي في (بشارته)، و رواه أبو الطفيل و حبة العرني.

____________________

(١) مر في العنوان ٢١ و العنوان ٧ من الفصل السابع.

٤٣١

أما الأول فروى كما في البحار و نقل ابن أبي الحديد في موضع آخر،

و عن إسماعيل بن ابان الأزدي عن عمرو بن شمر عن جابر عن رفيع عن فرقد البجلي قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: ان قلت لكم انفروا الى عدوكم قلتم القر يمنعنا، أفترون عدوكم لا يجدون القر كما تجدونه؟ و لكنكم أشبهتم قوما قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انفروا في سبيل اللَّه، فقال كبراؤهم: لا تنفروا في الحر فقال تعالى لنبيه: قل نار جهنم أشدّ حرا لو كانوا يفقهون( ١ ) و اللَّه لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا الخ. مثله لكن فيه بدل بجماتها «بحذافيرها» و زاد «و قد خاب من حمل ظلما و افترى»( ٢) .

و أما الثاني فروى عن أبي يحيى كوكب الدم قال: قال أبو عبد اللَّهعليه‌السلام :

ما كان حواري عيسىعليه‌السلام بأطوع له من حوارينا لنا، و انما قال عيسى لهم من أنصاري الى اللَّه قالوا نحن أنصار اللَّه، فلا و اللَّه ما نصروه من اليهود و لا قاتلوهم دونه، و شيعتنا و اللَّه لم يزالوا منذ قبض اللَّه تعالى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ينصروننا، و يقاتلون دوننا، و يعذبون، و يحرقون، و يشردون في البلاد،

جزاهم اللَّه عنّا خيرا، و قد قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : و اللَّه لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا، و اللَّه لو أدنيت الى مبغضينا، و حثوت لهم من المال ما أحبونا( ٣) .

و أما الثالث فروى عن الجعابي باسناده عن سويد بن غفلة قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: و اللَّه لو صببت الدنيا على المنافق صبا ما أحبني، و لو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني، و ذلك اني سمعت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: يا

____________________

(١) التوبة: ٨١.

(٢) رواه الثقفي في الغارات ١: ٤١، و عنه المجلسي في فتن البحار: ٦٢٧، و ابن أبي الحديد في شرحه ٢: ٩٥.

(٣) الكافي ٨: ٢٦٨ ح ٣٩٨.

٤٣٢

علي لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق( ١) .

و أما الرابع فروى عن ابن عقدة باسناده عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة انّه لعهد النبي الامي: انه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق، و لو ضربت أنف المؤمنين بسيفي هذا ما أبغضوني أبدا، و لو أعطيت المنافقين هكذا و هكذا ما أحبوني أبدا( ٢) .

و أما الخامس فروى عنهعليه‌السلام : لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني، و لو صببت على المنافق ذهبا و فضة ما أحبني، ان اللَّه أخذ ميثاق المؤمنين بحبي و ميثاق المنافقين ببغضي فلا يبغضني مؤمن و لا يحبني منافق أبدا»( ٣) .

و أما السادس فروى و قد نقله ابن أبي الحديد في موضع آخر كسابقه انهعليه‌السلام قال: ان اللَّه أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي و ميثاق كلّ منافق على بغضي، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني، و لو صببت الدنيا على المنافق ما أحبني( ٤) .

«لو ضربت خيشوم» أي: أقصى أنف «المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني».

في (الكافي) عن الحارث بن حصيرة قال: مررت بحبشي و هو يستقي بالمدينة و إذا هو أقطع، فقلت له: من قطعك؟ قال: خير الناس، كنّا ثمانية أخذنا في سرقة، فذهب بنا الى علي بن أبي طالب، فأقررنا فقال: أما تعرفون انها

____________________

(١) امالي أبي علي الطوسي ١: ٢٠٩، جزء ٨.

(٢) بشارة المصطفى: ١٥٢.

(٣) رواه ابن أبي الحديد في شرحه ٤: ٨٣.

(٤) المصدر السابق.

٤٣٣

حرام؟ قلنا: نعم، فأمر بنا، فقطعت أصابعنا من الراحة، و خليت الابهام، ثم أمر بنا، فحبسنا في بيت يطعمنا فيه السمن و العسل حتى برئت أيدينا، ثم أمر بنا،

فأخرجنا و كسانا، فأحسن كسوتنا، ثم قال: ان تتوبوا و تصلحوا فهو خير لكم يلحقكم اللَّه بأيديكم في الجنة، و الا تفعلوا يلحقكم اللَّه بأيديكم في النار( ١) .

و في (المناقب) عن ابن عباس: دخل أسود على أمير المؤمنينعليه‌السلام و أقرّ أنّه سرق فقال: طهرني فاني سرقت، فأمر بقطع يده، فاستقبله ابن الكواء فقال:

من قطعك؟ قال: ليث الحجاز، و كبش العراق، و مصادم الأبطال، و المنتقم من الجهّال، كريم الأصل، شريف الفضل، محل الحرمين، وارث المشعرين، أبو السبطين، أول السابقين، و آخر الوصيين من الريسين، المؤيد بجبرئيل،

المنصور بميكائيل، الحبل المتين، المحفوظ بجند السماء اجمعين، ذاك و اللَّه أمير المؤمنين، على رغم الراغمين. فقال له ابن الكوّاء: قطع يدك و تثني عليه.

قال: لو قطعني اربا اربا ما ازددت له إلا حبا. فدخل ابن الكوّاء عليهعليه‌السلام و أخبره بقصة الأسود، فقالعليه‌السلام له: يا ابن الكواء ان محبينا لو قطعناهم اربا اربا ما ازدادوا لنا إلا حبّا، و ان في أعدائنا من لو ألعقناهم السمن و العسل ما ازدادوا لنا إلا بغضا( ٢) .

«و لو صببت الدنيا بجمّاتها» قال ابن دريد: الجم الكثير من كل شي‏ء، قال أبو خراش الهذلي «ان تغفر اللّهم تغفر جمّا»( ٣ ) «على المنافق على أن يحبني ما أحبني» في (تاريخ الطبري) بعد ذكر ضربة ابن ملجم لهعليه‌السلام فأدخل اللعين عليه، فقال له: أي عدو اللَّه ألم أحسن اليك؟ قال: بلى. قال: فما حملك على هذا؟

____________________

(١) الكافي ٧: ٢٦٤ ح ٢٢.

(٢) لم أظفر عليه في مناقب السروي، بل رواه شاذان بن جبرئيل في الفضائل: ١٧٢، و صاحب الروضة فيه كما في البحار ٤٠: ٢٨١ ح ٤٤.

(٣)

٤٣٤

قال: شحذته أربعين صباحا، و سألت اللَّه أن يقتل به شر خلقه. فقالعليه‌السلام : لا أراك إلا مقتولا به، و لا أراك إلا من شرّ خلقه( ١) .

«و ذلك أنه قضى» أي: قدّر «فانقضى» أي: تقضى و فرغ منه «على لسان النبي الامي» من ام القرى و هو مكة «انّه قال: يا علي» هكذا في (المصرية و ابن أبي الحديد)، و ليس «يا علي» في (ابن ميثم و الخطية)( ٢ ) «لا يبغضك مؤمن» روى الثعلبي في (تفسيره) مسندا عن البراء بن عازب قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: قل «اللّهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في صدور المؤمنين ودا» فقالها فأنزل تعالى: ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا( ٣) .

قال سبط ابن الجوزي: قال ابن عباس: هذا الود جعله اللَّه لعليعليه‌السلام في قلوب المؤمنين( ٤) .

و في (مروج المسعودي): قال معاوية لضرار بن ضمرة: كيف حزنك على أبي الحسن؟ قال: حزن من ذبح ولدها على صدرها فما ترقأ عبرتها و لا يسكن حزنها( ٥) .

و في (الاستيعاب): قال معاوية لأبي الطفيل: كيف وجدك على خليلك أبي الحسن؟ قال: كوجد ام موسى على موسى، و اشكو الى اللَّه التقصير( ٦) .

«و لا يحبك منافق» روى الخطيب في أبي علي بن هشام عن زر بن حبيش عنهعليه‌السلام قال: ان فيما عهد إلي رسول اللَّه: ألا يحبك إلا

____________________

(١) تاريخ الطبري ٤: ١١١، سنة ٤٠.

(٢) توجد الكلمة في شرح ابن أبي الحديد ١٨: ١٧٣، و شرح ابن ميثم ٥: ٢٦٦.

(٣) مريم: ٩٦.

(٤) تذكرة الخواص: ١٧.

(٥) مروج الذهب ٣: ١٦.

(٦) الاستيعاب ٤: ١١٧.

٤٣٥

مؤمن، و لا يغبضك إلا منافق.

و روي في الربيع بن سهل عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليّا على منبركم هذا و هو يقول عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إليّ انّه لا يحبّك إلاّ مؤمن، و لا يبغضك إلاّ منافق.

و روى في الحسن بن مزيد أبو علي الحنظلي الجصاص المخرمي الذي وثقه عن سويد بن غفلة ان عمر بن الخطاب رأى رجلا يسب عليا فقال:

إنّي اظنك منافقا، سمعت رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: انما عليّ مني بمنزلة هارون من موسى إلا انّه لا نبي بعدي.

و روى (إرشاد المفيد) مسندا عن الحرث الهمداني قال: رأيت علياعليه‌السلام و قد جاء ذات يوم فصعد المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم قال: قضاء قضاه اللَّه على لسان النبي انه لا يحبني إلا مؤمن، و لا يبغضني إلا منافق، و قد خاب من افترى( ١) .

و روى ابن عقدة كما في (أمالي الشيخ) باسناده عن عبد اللَّه بن يحيى قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: صليت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن يصلي معه أحد من الناس ثلاث سنين، فكان مما عهد إلي ألا يبغضني مؤمن، و لا يحبني كافر أو منافق، و اللَّه ما كذبت و لا كذبت، و لا ضللت و لا ضل بي، و لا نسيت ما عهد إليّ( ٢) .

و روى البلاذري و الترمذي و السمعاني كما في (مناقب السروي) عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي ابن أبي طالبعليه‌السلام .

____________________

(١) الارشاد: ٢٥.

(٢) امالي أبي علي الطوسي ١: ٢٦٧، جزء ١٠.

٤٣٦

و روى (فضائل أحمد بن حنبل) كما فيه ان جابرا و أبا سعيد الخدري قالا: كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ببغضهم عليا.

و روى أبانة العكبري كما فيه عن جابر و زيد بن أرقم قالا: ما كنّا نعرف المنافقين و نحن مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ببغضهم عليّاعليه‌السلام ( ١) .

و بالجملة قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله له «لا يحبك إلا مؤمن، و لا يبغضك إلا منافق» من الاخبار المتواترة، قال السروي: صرّح أبو القاسم البلخي بأنه رواه كثير من أرباب الحديث عن جمع من الصحابة( ٢) .

و قال ابن أبي الحديد في موضع آخر: قال شيخنا أبو القاسم البلخي: قد اتفقت الاخبار الصحيحة التي لا ريب عند المحدثين فيها، على ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي: لا يبغضك إلا منافق، و لا يحبك إلا مؤمن( ٣) .

ثم ان من الواضح ان عدم حب أولياء اللَّه ينافي الايمان، الا ان حبهم لا يستلزمه، فهو أعمّ قضية الشرط و المشروط، و كذلك في جنب بغضهم فان بغضهم ينافي الايمان، و أما عدم بغضهم فهو أعم من الايمان، فيمكن ان يكون منافقا غير مبغض لهم، لكنّه خصوصية لأمير المؤمنينعليه‌السلام حسب ما قال نفسه «بأنّه قضي على لسان النبي فانقضى» ان يكون حبه و بغضهعليه‌السلام مع الايمان و النفاق كالسبب و المسبب.

و روى ابن عقدة كما في (أمالي الشيخ) باسناده عن عبد اللَّه بن يحيى ان عليّاعليه‌السلام قال: ان ابني فاطمة يشترك في حبهم البر و الفاجر، و اني كتب لي

____________________

(١) كذا جاء في مناقب السروي ٣: ٢٠٧ و ما رواه عن الترمذي ٥: ٦٣٥ ح ٣٧١٧، و ما رواه عن البلاذري في أنساب الاشراف ٢: ٩٦ ح ١٩.

(٢) لم يوجد في مناقب السروي بل نقله ابن أبي الحديد في شرحه ٤: ٨٣.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٨٣.

٤٣٧

أن يحبني كلّ مؤمن، و يبغضني كلّ منافق( ١) .

و بمضمونه أخبار اخر، و وجدنا الأمر كذلك، فابن الزبير كان لا يظهر البغض مع الحسن و الحسين، بل كان يجالس الحسين كثيرا، و كان من أشد مبغضي أمير المؤمنين.

و عن الباقرعليه‌السلام : ان اللَّه تعالى نصب عليّا علما بينه و بين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، و من انكره كان كافرا، و من جهله كان ضالا، و من نصب معه شيئا كان مشركا، و من جاء بولايته دخل الجنة( ٢) .

هذا و محبهعليه‌السلام يراه حال احتضاره حيث يحب، و مبغضه يراه في ذاك الوقت بحيث يكره.

روى (الكافي) عن عباية عنهعليه‌السلام قال: و اللَّه لا يبغضني عبد أبدا يموت على بغضي الا رآني عند موته حيث يكره، و لا يحبني عبد أبدا فيموت على حبي الا رآني عند موته حيث يحب( ٣) .

و قال ابن أبي الحديد في موضع آخر: روى أبو غسان النهدي قال: دخل قوم من الشيعة على عليّعليه‌السلام في الرحبة، و هو على حصير خلق، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: حبك. قال: أما انه من أحبني رآني حيث يحب أن يراني، و من ابغضني رآني حيث يكره أن يراني. ثم قال: ما عبد اللَّه أحد قبلي الا نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

و لقد هجم علينا أبو طالب و انا و هو ساجدان، فقال: أو فعلتموها. ثم قال لي و انا غلام: ويحك انصر ابن عمك( ٤) .

و روى الكشي عن الشعبي قال: سمعت الحرث الاعور يقول: أتيت

____________________

(١) أمالي أبي علي الطوسي ١: ٣٤٤ جزء ١٢.

(٢) اخرجه الكليني في الكافي ١: ٤٣٧ ح ٧.

(٣) الكافي ٣: ١٣٢ ح ٤.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ٤: ١٠٤.

٤٣٨

عليّاعليه‌السلام ذات ليلة فقال: يا أعور ما جاء بك؟ فقلت: حبك و اللَّه. فقال: أما اني سأحدثك لتشكرها، أما انه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يحب، و لا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يكره الخبر( ١) .

و في (الكافي) عن ابن أبي يعفور: دخلت على خطاب الجهني و كان شديد النصب و هو في الموت، فسمعته يقول: يا علي مالي و لك، فأخبرت بذلك ابا عبد اللَّهعليه‌السلام فقال: رآه و رب الكعبة( ٢) .

هذا، و كما امر بحبهعليه‌السلام حتى روى الخوارزمي في (مناقبه): «ان الناس لو اجتمعوا على حبه لما خلق اللَّه تعالى النار»( ٣ ) كذلك أمر بحب شيعته الخاص كسلمان و أبي ذر و المقداد، روى الطبري في ذيله عن بريدة قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن اللَّه تعالى أمرني بحب أربعة. قيل: يا رسول اللَّه من هم سمّهم لنا؟ فقال: علي منهم يقول ذلك ثلاثا و أبو ذر، و المقداد، و سلمان، أمرني بحبهم و أخبرني انه يحبهم( ٤) .

هذا، و كما كانوا يعرفون المنافقين من زمان حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ببغضهعليه‌السلام كذلك كان يعرف أصحاب أبي الخطاب المبتدع ببغض أجلة اصحاب الباقر و الصادقعليهما‌السلام : زرارة، و محمّد بن مسلم، و أبو بصير، و بريد العجلي.

روى الكشي عن جميل بن دراج قال: دخلت على أبي عبد اللَّهعليه‌السلام فاستقبلني رجل خارجا من عنده فقالعليه‌السلام : لقيت الرجل؟ قلت: بلى هو من أصحابنا من اهل الكوفة. فقال: لا قدس اللَّه روحه، انه ذكر أقواما كان أبي

____________________

(١) اختيار معرفة الرجال: ٨٨ ح ١٤٢.

(٢) الكافي ٣: ١٣٣ ح ٩.

(٣) مناقب الخوارزمي: ٢٨.

(٤) منتخب ذيل المذيل: ٥٠.

٤٣٩

ائتمنهم على حلال اللَّه و حرامه، و كانوا عيبة علمه، و كذلك اليوم هم عندي هم مستودع سري أصحاب أبي حقا، اذا أراد اللَّه بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي احياءا و أمواتا، يحيون ذكر أبي بهم يكشف اللَّه كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين و تأول الغالين. فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات اللَّه و رحمته أحياءا و أمواتا بريد العجلي،

و زرارة، و أبو بصير، و محمّد بن مسلم، يا جميل سيبين لك امر هذا الرجل.

قال جميل: فو اللَّه ما كان الا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى أصحاب أبي الخطاب. فقلت: اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته و كنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء( ١) .

هذا و كما ان حبهعليه‌السلام علامة الايمان، و بغضه علامة النفاق، كذلك حبه علامة طيب المولد، و بغضه علامة عدم طيب المولد، فعن الهروي في الغريبين قال عبادة بن الصامت: كنا نسبر أولادنا بحب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فاذا رأينا احدهم لا يحبه علمنا انه لغير رشده( ٢) .

و في (المناقب) عن انس: كان الرجل بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه، ثم يقف على طريق عليّعليه‌السلام ، فاذا نظر إليه قال: يا بني تحب هذا الرجل؟

فان قال نعم قبّله، و ان قال لا خرق به، و قال له: الحق بأمك( ٣) .

و عن كتاب ابن مردويه عن أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك بن انس ان انس بن مالك قال: ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه الا ببغض عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ( ٤) .

____________________

(١) اختيار معرفة الرجال: ١٣٧ ح ٢٢٠.

(٢) نقله عنه السروي في مناقبه ٣: ٢٠٧.

(٣) مناقب السروي ٣: ٢٠٧.

(٤) نقله عنه السروي في مناقبه ٣: ٢٠٧.

٤٤٠