أشعار النساء المؤمنات

أشعار النساء المؤمنات0%

أشعار النساء المؤمنات مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 163

أشعار النساء المؤمنات

مؤلف: اُمّ علي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 163
المشاهدات: 56808
تحميل: 4716

توضيحات:

أشعار النساء المؤمنات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 163 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56808 / تحميل: 4716
الحجم الحجم الحجم
أشعار النساء المؤمنات

أشعار النساء المؤمنات

مؤلف:
العربية

(٢٥) جرهمة الأنصارية

أورد لها ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات في مدح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه:

صهر النبي فذاك الله اكرمه

إذ اصطفاه وذاك الصهر مدخر

لا يسلم القرن منه إن ألم به

ولا يهاب وإن أعداؤه كثروا

من رام صولته أتت منيته

لا يدفع الثكل عن أقرانه الحذر(١)

***

______________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٢: ٩٣.

١٠١

(٢٦) حورية أُم حكيم بنت خالد الكنانية

زوجة عبيد الله بن العبّاس بن عبدالمطلب، اسمها حورية، ولكنها اشتهرت ببنت خالد الكنانية.

لما أمر معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطأة بقتل شيعة الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أغار بسر على مكّة والمدينة وقتل فيها أعداداً كثيرة. ثم توجه إلى صنعاء اليمن، وكان الحاكم فيها من قبل أمير المؤمنينعليه‌السلام هو عبيد الله بن عباس، فأحس بأنه لا يقوى على مقاومة بسر فخرج منها، ودخلها بسر لعنة الله عليه وقتل عدداً من أهلها، وكان ممن قتلهم سليمان وداود ابني عبيد الله بن عباس حيث كانا صغيرين فذبحهما وقطع رأسيهما كما يذبح الكبش.

فخرجت اُم حكيم مع جماعة من نساء قبيلتها باكيات معولات فدعت اُم حكيم بالويل على بسر، وقالت: تريقون دماء الرجال لقولكم أنهم مقصرون، فما ذنب الصغار؟ ولا يوجد من فعل فعلتكم هذه في الجاهلية.

فقال بسر: والله لهممت أن أضع فيكن السيف واقتلكن جميعاً.

قالت اُم حكيم: والله إن قتلتنا أحب إلينا مما فعلت بنا وانتدبت قائلة:

هامن أحس بابني اللذين هما

كالدرتين تشظى(١) عنهما الصدف

__________________________________________

(١) تشظى الشيء: إذا تطاير شظايا، وقال كالدرتين تشظى عنهما الهدف.

الصحاح ٦: ٢٣٩٢ « تشظى ».

١٠٢

هامن أحس بابني الذين هما

سمعي وقلبي فقلبي اليوم مختطف

هامن أحس بابني الذين هما

مخ العظام فمخي اليوم مزدهف(١)

نبئت بسراً وما صدقت ما زعموا

من قيلهم ومن الافك الذي اقترفوا

أنحى على ودجي ابني مرهفة

مشحوذة وكذاك الإثم يقترف

من دل والهة حرى مسلبة

على صبيين ضلا إذ مضى السلف

وقد دعا أمير المؤمنينعليه‌السلام على بسر وكان فيما دعا به « اللهم لا تمته حتى تسلبه عقله »، فلم يلبث إلا يسيراً حتى وسوس وذهب عقله. فكان يهذي بالسيف ويقول: أعطوني سيفاً أقتل به، لا يزال يردد ذلك، فاُتخذ له سيفاً من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزل يضربها حتى يصرع ويغشى عليه. وكان يضرب على الزق المنفوخ حتى ينتثر، فلبث كذلك إلى أن هلك لعنه الله.

وكان بسر مع معاوية بن أبي سفيان في صفين، فطلب مبارزة الإمام عليعليه‌السلام ، فلما علاه عليعليه‌السلام بالسيف وأيقن أن حتفه في تلك الضربة أبدى سوأته، كما فعل ذلك عمرو بن العاص قبله، فتركه الإمام علي سلام الله عليه.

وقد أولع الشعراء بذم هذا الفعل الخسيس الذي يدل على جبن وعدم حياء

__________________________________________

(١) اُزْهفَ الشيء وازدهف: أي ذهب به. الصحاح ٤: ١٣٧١ « زهف ».

١٠٣

فاعله، فقالت الحارث بن النضر السهمي من شعراء ذلك الوقت:

أفي كل يوم فارس ليس ينتهي

وعورته تحت العجاجة بادية

يكف بها عنه علي سنانه

ويضحك منها في الخلاء معاويه

بدت أمس من عمرو فقنع رأسه

وعورة بسر مثلها حذو حاذيه

فقولا لعمرو ثم بسر ألا انظرا

سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه

ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما

هما كانتا والله للنفس واقيه

فلولا هما لم تنجوا من سنانه

وتلك بما فيها عن العود ناهيه

متى تلقيا الخيل المشيحة صبحة

وفيها علي فاتركا الخيل ناحيه

وكونا بعيداً حيث لا تدرك القنا

نحوركما إن التجارب كافيه

وإن كان منه بعد في النفس حاجة

فعودا إلى ما شئتما هي ماهيه

***

١٠٤

وقال الامير أبو فراس الحمداني:

ولا خير في دفع الردى بمذلة

كما ردها يوماً بسوأته عمرو

وقال ابن منير الطرابلسي:

بطلّ بسوءته يقا

تل لا بصارمه الذكر

وقال السيد محسن الأمين من قصيدة له:

لا قاه عمرو والأسنة شرع

لقيا الحمامة للعقاب الكاسر

وتلاه بسر ثم ما نجاهما

منه سوا فعل الخسيس الغادر

فثنى حياء عنهما وعفا ولم

يرهقهما عفو الكريم القادر(١)

***

________________________________

(١) معادن الجواهر ونزهة الخواطر ١: ٣٦٠.

١٠٥

(٢٧) درة العلماء

هي العالمة الفاضلة، الكاملة الواعظة، القارئة العابدة الزاهدة، ذات الأخلاق الملكية، والصفات القدسية، الشهيرة ب « خانم قراءت »، والملقبة بالحزينة - لها أشعار باللغة العربية واُخرى بالفارسية، ولها أشعار جمعت فيها اللغتين العربية والفارسية. وأكثر شعرها في مدح النبي صلّى الله عليه وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام ، ولها اشعار كثيرة في الحكم والمواعظ.

ولها ديوان شعر طبع في طهران سنة ١٣٣٢ ه، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(١) .

ومن شعرها: قالت تصف النبيّ صلّى الله عليه وآله، والأئمةعليهم‌السلام :

خليلي الا تدنو إلى عين رائق

ترو بكأس سائغ متورد

وارحل بهذا الدار وابغ منازلاً

رفيعاً وسيعاً زاكياً ذا تسدد

وجالس مع الأبرار واذكر هنا لهم

حديث حبيب مشفق متودد

________________________________

(١) الذريعة ٩ | ١: ٢٣٥ رقم ١٤٣٢.

١٠٦

فطيب لنا نفساً لذكر نواله

وفرج بنا هما ببشر مجدد

هو الأصل في الايجاد والكل فرعه

بمولده كان الصفي مولد

فأحمد إن كان ابن آدم صورة

وبالصدق معنى آدم بن محمد

هو العلم المأثور في ظلم الدجى

هو العمد الممدود في كل مرصد

هو الكوكب الدري في وسط السما

به من معضلات الغواشي لنهتدي

هو الأمن والايمان والكهف والهدى

وهذا هو الدين القويم المؤيد

وعترته خير البرية كلها

هم العروة الوثقى وقصر المشيد

بهم فتح الله الامور بأسرها

على الخلق طراً ظلهم متمدد

فهم حجج الرحمن قدما على الورى

وفيهم كتاب الله بالحق يشهد

معاندهم لو كانت الأرض كلها

له ذهباً ملآى بذاك ليفتدي

١٠٧

وشيعتهم يوم القيامة حولهم

على سرر مستبشرين مروّد

لهم كل ما تشهي النفوس وكلما

تلذ به الأبصار في كل مورد

يقولون: أتمم ربنا نوراً

فإنا لهذا اليوم كنا نزود

ملائكة يستقبلون قدومهم

يرونهم من طيبين الممجد

يقولون لما ينظرون بوجههم

: سلامٌ عليكم فادخلوها مخلد

فلا تمسكن إلا بحبل ولائهم

ولا تدخرن عن باب آل محمد

كفاك بذكر الآل فخراً ونعمة

« حزينة » قومي واشكري وتهجد

وقالت في وصف الأئمة الأنثي عشرعليهم‌السلام :

يا خلي البال قد حرت الفكر

صم عن غيرك سمعي والبصر

هجت نار الحب في وجنتنا

لن لنا قلباً قسياً كالحجر

١٠٨

ارجع النضرة فينا مقبلاً

لا تركنا لهشيم المحتضر

ليس ينجيني من الغم سوا

أجل جاء وأمر قد قدر

ضجت النفس من الموت أسى

قلتها كوني كمن يهوى السفر

إنما فيها نزلنا عابرين

ليست الدنيا لنا دار مقر

مضت الناس على قنظرة

أنت تمضين عليها بحذر

لا مناص اليوم مما نزلت

فتنادين بها أين المفر

فامسكي بالعروة الوثقى التي

إن تمسكت بها تلقي الظفر

سادة قد طابت الأرض بهم

حيث ما ينحون من رجس طهر

في دجى الليل الغواشي المظلم

بعضهم شمس وبعض كالقمر

في سماء المجد أبدوا مشرقين

أنجم تعدادها أثنا عشر

١٠٩

هم أمان الخلق طراً كلما

غاب نجم منهم نجم زهر

هم عماد الدين أنوار الهدى

من تولاهم نجا من كل شر

هم ولاة الأمر بعد المصطفى

بولاهم كل ذنب يغتفر

عن صراط الحق من شايعهم

عاجلاً سهلاً بلا خوف عبر

خاتم فيهم كختم الأنبياء

معلن الحق وقتال الكفر

هو حبل الله للمعتصمين

لعدو الله سيف مشتهر

سيدي قد ذاب قلبي في هواك

لا تدعني إن دائي ذو خطر

أنت حصن الله يا كهف الورى

آية الله وذكرى للبشر

موتنا فيك حياة دائم

وتوريك من الموت أمر

فمتى تظهر يا سيدنا

أم متى يبدو لنا منك الأثر

١١٠

لست إن أرجوا صريخا غيركم

في اُموري وليوم المنتشر

فبحق السادة المنتجبين

رب لا تهتك عبيوبي المتستتر

بيننا فاجمع واياهم إذا

دنت الآجال منا وحضر

« يا حزينة » اصبري واستبشري

إن تُسرين ليوم قد عسر

وقالت تشكو زمانها وترك الأهل والأحبة لها وسبب تسميتها بالحزينة:

ألا يا نديمي خلني في غلا صدري

ألم تر سيل الدمع من مقلتي يجري

إلى الله أشكو ما أرى من أحبتي

لياليّ تمضي في الكآبة بالسهر

يهينونني كالقاف حين تنزلت

وقد كنت كالباء المرفع في الحفر

أبيت وأمسي بين أهلي غريبة

ودار أبي لي صار كالبدو في القفر

فكم جئتهم حباً لهم وكرامة

وكم رفضوني في الشدائد والغمر

١١١

فكم من بليات أرى من جفائهم

وكم مصيبات يقل لها صبري

فكم من نهار ما تفرغت ساعة

وكم من ليال ما رقدت الى الفجر

وإن مدت الأيدي إليهم بحاجة

يدي دون أيديهم ترد إلى نحري

بلا جهة من غير أني أحبهم

وداد غنى لا عن تملقة الفقر

وإني بحمد الله ذات استطاعة

ولكن من هجرانهم كسروا ظهري

لداهيتي سميت نفسي « حزينة »

سموم بليات أذوق مدى دهري

تلامذتي إن تسألني عبارة

لكثرة أشجاني اُجيب بلا أدري

وكنت في غور من العلم خائضة

خوض الحضيض لوجه الدر في البحر

فربي كفيل في الامور جميعها

عليه توكلت وفوضته أمري

***

١١٢

وقالت أيضا:

يا ذلة بعد عز كنت فيه مدى

سنين أعوام دهري ليت ما مضت

اضحت دويراي أياماً قلائلة

من بعد ما ضحكت يا طول ما بكت

وقالت أيضا:

يا قرحة ثقبت قلبي وليس لها

معالج يتداواها وملتئم

حتى الممات بأحشائي جراحتها

داء يؤلم روحي وهو مكتتم(١)

***

___________________________

(١) تراجم النساء ٢: ٧٢.

١١٣

(٢٨) دعد الكيالي

شاعرة فلسطينية، كرست اعمالها الأدبية للنكبة، وغنت لفلسطين في معظم شعرها. وفي عام ١٩٤٦ م زارت مدينة النجف الأشرف، ونظمت فيها قصيدة رائعة، قرنت فيها بين ضيعة القدس ومأساة الطفوف، مستلهمة من كربلاء صمود الحسينعليه‌السلام وتضحيته. وقد نشرت هذه القصيدة مؤخراً مجلة الموسم الفصلية في عددها الثالث عشر الصادر في عام ١٤١٣ ه = ١٩٩٢ م، حيث تقول فيها:

يا فتاة العرب إبكي واندبي

يوم عاشوراء واستبكي ونوحي

كربلا أي مآس هجت لي

فغدا قلبي كالطير الذبيح..!

كربلا أي دماء أهرقت

فوق كثبانك يا مهد جروحي.!

كربلا يا آهة الشعر ويا

دمعة الفن ويا أنة روحي

جئت أسعى بحنين ظامئ

لثرى جدي تخفيني مسحوي

رحت أبكي بذهول خاشع

وأناجي من بذياك الضريح

جئت يا جداه أسعى وأنا

مثل نسر تاعس الجد العثور

جئت يا جداه أذري دمعة

دمعة المظلم يدعو وا ثبوري.!

جئت أبكي وطناً ضاع ولم

ار من يفديه إلا بالشمور..!

كلهم يهتف فليحيى وقد

صار واموتاه من أهل القبور.!

ضاع من عرب وهم في لهوهم

يضربون الطبل لا طبل النفير.!

ليتني يا جد قدمت ولم

أر مسرى جدنا ملك اليهود

ليتني يا جد قدمت ولم

أر قومي عيشهم عيش العبيد

١١٤

يرتضون الذل يا جد كأن

لم تمت في ساحة الحق الشهيد.!

مت حر الراي لم تخضع لما

يخفض الهامة يا خير الجدود

حرموك الماء يا جد فلم

ينل الحرمان من عزم الحديد

قتلوا ولدك يا جد فلم

ينل القتل من البأس الشديد

كلهم كان شجاعاً باسلاً

لم يطق صبراً على ظلم يزيد

قتلوا؟ لا. انهم أحياء في

جنة الخلد بأمن وسعود

غلبوا؟ لا إنهم لم يغلبوا

كيف يا جد وهم أسد الأسود!!

إنهم قد نصروا الحق وما

مات من مات فدى الحق التليد

ليتنا متنا فدى أوطاننا

ليتنا لم نخدر بالوعود

ليتنا يا جد ثرنا مثلما

ثرت قدماً بالضبا لا بالقصيد.!

شهد الله بأني وأنا

أبدع الشعر وأشدو للخلود

١١٥

قد كرهت الشعر والنثر معاً

وعشقت النار في جوف الحديد!

ليتني نار عصوف تمحق

الظلم والطغيان من هذا الوجود

ليتني قنبلة ذرية

فأريح الكون من شر اليهود.!

ليتني لكنني يا جد في

عزلتي يرهقني ثقل القيود

***

جئت أستوحي ضريحاً طاهراً

وبقلبي ذكرة الماضي الأسيف

وعلى خدي دمع ناطق

بشجوني آه من دمع ذريف.!

ثم ودعت وروحي ذاهل

وعلى ثغري صدى الروح اللهيف

آه يا ذكرى فؤاد ذاب من

ضيعة القدس ومأساة الطفوف

إيه يا من ألهمتني مبدئي

إيه يا بنت الرزايا والصروف

أفهمي الأعراب أن الحق لا

شيء يعليه سوى الحرب العنيف

١١٦

(٢٩) الرباب بنت امرئ القيس

الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة ابن ثور بن كلب. هكذا ذكر نسبها ابن سعد في الطبقات(١) .

وقال السيد محسن الأمين في الأعيان نقلا عن نسمة السحر: الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حليم بن خباب بن كلب الكلبية(٢) .

وقال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: الرباب بنت امرئ القيس بن جابر بن كعب بن علي بن وبرة بن ثعلبة بن عمران بن الحاف بن قضاعة(٣) .

واُمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصادف بن حصن بن كعب. وفي الأغاني: امها هند بنت الربيع بن مسعود بن مروان بن حصين بن كعب بن عليم بن كليب(٤) .

وهي زوجة سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليه. وقال أبو الفرج الأصفهاني: قال هشام بن الكلبي: كانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن(٥) .

__________________________________

(١) الطبقات الكبرى: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام المطبوعة في نشرة تراثنا ١٠: ١٨٧.

(٢) أعيان الشيعة ٦: ٤٤٩.

(٣) الأغاني ١٦: ١٣٩.

(٤) الأغاني ١٦: ١٣٩.

(٥) الأغاني ١٦: ١٤١.

١١٧

وفي أعيان الشيعة نقلا عن نسمة السحر: كانت الرباب من خيار النساء جمالاً وأدباً وعقلاً. أسلم أبوها في خلافة عمر، وكان نصرانياً من عرب الشام، فولاه عمر على قومه من قضاعة، وما أمسى حتى خطب إليه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ابنته الرباب لابنه الحسينعليه‌السلام فزوجه إياها(١) .

وفي الأغاني: خطب علي بناته له ولولديه الحسنين، فقال: أنكحتك يا علي المحياة ابنتي، وأنكحتك يا حسن سلمى، وانحكتك يا حسين الرباب. فولدت الرباب للحسين سكينة عقيلة قريش وعبد الله الذي قتل يوم الطف واُمه تنظر إليه(٢) .

وأحب الحسينعليه‌السلام زوجته الرباب حباً شديداً، وكان معجباً بها يقول فيها الشعر، وما قاله فيها وفي بنته سكينة:

لعمرك انني لاُحب داراً

تحل بها سكينة والرباب

احبهما وأبذل جل مالي

وليس للائمي فيها عتاب

ولست لهم وإن عتبوا مطيعا

حياتي أو يعليني التراب(٣)

وفي تاج العروس: قال الحسينعليه‌السلام في الرباب:

أحب لحبها زيداً جميعاً

ونتلة كلها وبني الرباب

أخوالاً لها من آل لامٍ

أحبهم وطرّ بني جناب(٤)

__________________________________

(١) أعيان الشيعة ٦: ٤٤٩.

(٢) الأغاني ١٦: ١٤١، جمهرة أنساب العرب: ٤٥٧.

(٣) الأغاني ١٦: ١٣٩، البداية والنهاية ٨: ٢٠٩، تذكرة الخواص: ٢٣٣، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهارعليهم‌السلام ١٣: ١٤، الفصول المهمة: ١٨٣.

(٤) تاج العروس ١: ٢٣٦ « ربب ».

١١٨

ولما استشهد الحسين سلام الله عليه في أرض كربلاء وجدت عليه الرباب وجداً شديداً، حتى أنها أقامت على قبره سنة كاملة ثم انصرفت(١) .

وفي تذكرة الخواص: أن الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين أخذت الرأس ووضعته في حجرها وقبلته وقالت:

واحسينا فلا نسيت حسيناً

أقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعاً

لا سقى الله جانبي كربلاء(٢)

ومما قالته في رثائهعليه‌السلام :

إن الذي كان نوراً يستضاء به

بكربلاء قتيل غير مدفون

سبط النبي جزاك الله صالحة

عنا وجنبت خسران الموازين

قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به

وكنت تصحبنا بالرحم والدين

من لليتامى ومن للسائلين

يغني ويؤوي إليه كل مسكين

والله لا أبتغي صهراً بصهركم

حتى اُغيب بين الرمل والطين(٣)

__________________________________

(١) البداية والنهاية ٨: ٢٠٩.

(٢) تذكرة الخواص ٢٣٣، منتهى الآمال ١: ٤٦٣.

(٣) الأغاني ١٦: ١٤١، منتهى الآمال ١: ٣٣٥، أعلام النساء ١: ٤٣٩.

١١٩

وكان قد خطبها بعد استشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام خلق كثير من الاشراف، فقالت: ما كنت لأتخذ حمواً بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، فو الله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً.

وقال الشيخ المامقاني في التنقيح يعتمد على روايتها غاية الاعتماد(١) .

***

______________________

(١) تنقيح المقال ٣: ٧٨.

١٢٠