أشعار النساء المؤمنات

أشعار النساء المؤمنات0%

أشعار النساء المؤمنات مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 163

أشعار النساء المؤمنات

مؤلف: اُمّ علي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 163
المشاهدات: 56805
تحميل: 4716

توضيحات:

أشعار النساء المؤمنات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 163 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56805 / تحميل: 4716
الحجم الحجم الحجم
أشعار النساء المؤمنات

أشعار النساء المؤمنات

مؤلف:
العربية

(١٦) اُم الهيثم بنت الأسود

قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: تابعية من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وشيعته، شاعرة، ولم نجد من ذكرها باسم غير اُم الهيثم، ولعل اسمها كنيتها أو اشتهرت بالكنية، وقد اختلفت كلماتهم في إسم ابيها:

فالمفيد في الارشاد وأبو مخنف - فيما حكاه عنه أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين - قالا: اُم الهيثم بنت الأسود النخعية.

وابن عبد البر في الاسيتعاب، وابن الأثير في اُسد الغابة قالا: اُم الهيثم بنت العريان النخعية.

وابن حجر في الإصابة قال: اُم الهيثم النخعية.

ولعلها نسبت تارة إلى أبيها واخرى إلى جدها.

والذي عثرنا عليه من شعرها هو قصيدة ترثي بها أمير المؤمنين علياًعليه‌السلام . وقد اختلفت رواية الرواة في هذه القصيدة اختلافاً كثيراً، ويظهر أنه وقع خلط من المؤرخين بين هذه القصيدة وقصيدة أبي الاسود الدؤلي التي هي على وزنها وقافيتها حتى أن القصيدة المنسوبة إلى ام الهيثم نسبها بعضهم بتمامها إلى أبي الأسود. والظاهر أنه لاتحاد الوزن والقافية بين القصيدتين ادخل شيء من قصيدة ام الهيثم في قصيدة أبي الاسود وبالعكس اشتباهاً كما وقع نظير ذلك في ميمية الفرزدق في مدح زين العابدينعليه‌السلام وميمية أخرى للحزين الليثي الكناني في مدح بعض بني اُمية كما نبه عليه في الأغاني.

وقد ذكر هذه القصيدة صاحب الاستيعاب وتبعه صاحب اُسد الغابة

٨١

وذكرها أبوالفرج في مقاتل الطالبيين عن أبي مخنف ببعض المخالفة لما في الاستيعاب. ونحن نجمع بين الروايتين، فنذكرها أولاً برواية الاستيعاب ثم نذكرها برواية أبي مخنف.

ففي الاستيعاب: قال أبو الأسود وأكثرهم يرويها لاُم الهيثم بنت العريان النخعية.

في اُسد الغابة: من ذلك ما قاله أبو الأسود الدؤلي وبعضهم يرويها لاُم الهيثم بنت العريان النخعية:

ألا يا عين ويحك اسعدينا

ألا فبكي أمير المؤمنينا

أتبكي أم كلثوم عليه

بعبرتها وقد رأت اليقينا

ألا قل للخوارج حيث كانوا

فلا قرت عيون ‌الشامتينا

أفي الشهر الحرام(١) فجعتمونا

بخير الناس‌ طراً أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

فذللها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرأ المثاني ‌والمئينا

وكل مناقب الخيرات فيه

وحب رسول رب العالمينا

لقد علمت قريش حيث كانت

بأنك ‌خيرها حسباً ودينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين

رأيت البدر راق الناظرينا

وكنا قبل مقتله بخير

نرى مولى رسول الله فينا

يقيم الحق لا يرتاب فيه

ويعدل في العدى والأقربينا

وليس بكاتم علماً لديه

ولم يخلق من ‌المتجبرينا

كأن الناس إذ فقدوا علياً

نعام حار في بلد سنينا

_______________________________

(١) هكذا ورد، والصحيح: شهر الصيام.

٨٢

فلا تشمت معاوية بن حرب

فإن بقية الخلفاء فينا

وفي مقاتل الطالبيين: قال أبو مخنف: وقالت اُم الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي أمير المؤمنينعليه‌السلام :

ألا ياعين ويحك اسعدينا

ألا فبكي أمير المؤمنينا

رزينا خير من ركب المطايا

وحيسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرأ المثاني والمئينا

وكنا قبل مقتله بخير

نرى مولى رسول الله ‌فينا

يقيم الدين لا يرتاب فيه

ويقضي بالفرائض‌ مستبينا

ويدعو للجماعة من عصاه

وينهك قطع أيدي السارقينا

وليس بكاتم علماً لديه

ولم يخلق من المتجبرينا

لعمر أبي لقد أصحاب مصر

على طول الصحابة أو جعونا

وغرونا بأنهم عكوف

وليس كذاك فعل العاكفينا

أفي شهر الصيام فجعتمونا

بخير الناس طراً أجمعينا

ومن بعد النبي فخير نفس

أبو حسن وخير الصالحينا

كأن الناس إذ فقدوا عليا

نام جال في بلد سنينا

ولو أنا سئلنا المال فيه

بذلنا المال فيه والبنينا

أشاب ذؤابتي وأطال حزني

اُمامة حين فارقت القرينا

تطوف به لحاجتها إليه

فلما استيأست رفعت رنينا

وعبرة اُم كلثوم إليها

تجاوبها وقد رأت اليقينا

فلا تشمت معاوية بن حرب

فإن بقية الخلفاء فينا

٨٣

وأجمعنا الأمارة عن تراضٍ

إلى ابن نبينا وإلى أخينا

فلا نعطي زمام الأمر فينا

سواه الدهر آخر ما بقينا

وان سراتنا وذوي حجانا

تواصوا أن نجيب إذا دعينا

بكل مهند عضب وجرد

عليهن الكماة مسومينا(١)

***

__________________________________

(١) أعيان الشيعة ٣: ٤٨٧ - وانظري: الأغاني ١٢: ٣٢٩، الإرشاد للشيخ المفيد: ١٨، تأريخ الطبري ٥: ١٥٠، رياحين الشريعة ٣: ٤٥٥، الفصول المهمة: ١٣٩، مقاتل الطالبيين: ٤٣، مقتل الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام لابن أبي دنيا تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي المطبوع في نشرة تراثنا، العدد ١٢ السنة الثالثة.

٨٤

(١٧) اُميمة بنت عبدالمطلب

اُميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم، عمّة النبيّ صلّى الله عليه وآله، كانت شاعرة فصيحة اللسان بليغة.

قالت ترثي أباها

ألا هلك الراعي العشيرة ذو الفقد

وساقي الحجيج والمحامي عن المجد

ومن يؤلف الضيف الغريب بيوته

إذا ما سماء الناس تبخل بالرعد

كسبت وليداً خير ما يكسب الفتى

فلم تنفك تزداد يا شيبة الحمد

أبو الحارث الفياض خلي مكانه

فلا تبعدون فكل حي إلى بعد

فاني لباك ما بقيت وموجع

وكان له أهلاً لما كان من وجدي

سقاك ولي الناس في القبر ممطراً

فسوف أبكيه وإن كان في اللحد

٨٥

فقد كان زيناً للعشيرة كلها

وكان حميداً حيثما كان من حمدِ(١)

***

_______________________

(١) أعيان الشيعة ٣: ٢٤٦.

٨٦

(١٨) أمينة الأنصارية

قالت نصر بن مزاحم في « وقعة صفين »: قالت أمينة الأنصارية ترثي أبا اليهثم مالك بن التيهان، وقد قتل مع أمير المؤمنينعليه‌السلام بصفين.

منع اليوم أن أذوق رقاداً

مالك إذ مضى وكان عمادا

يا أبا الهيثم بن تيهان بإني

صرت للهم معدناً ووسادا

إذ غدا الفاسق الكفور عليهم

إنه كان مثلها معتادا

أصبحوا مثل من ثوى يوم أحد

يرحم الله تلكم الاجسادا(١)

***

__________________________________

(١) وقعة صفين: ٣٦٥. وانظري: أعيان الشيعة ٣: ٤٨٩، رياحين الشريعة ٣: ٤٥٤.

٨٧

(١٩) بدر التمام

قال السيد محسن الأمين في « أعيان الشيعة »: هي بنت الحسن أو الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس، وفي رسالة السيوطي المعروفة ب « نزهة الجلساء » التي وجدت نسختها في المكتبة الظاهرية بدمشق يقول فيها: إن بدر التمام كانت من البارعات في نظم الشعر، وسنذكر بعض أبيات شعرها.

قالت:

يبدو وعيدك قبل وعدك

ويحول منك دون وردك

ويزور طيفك في الكرى

فبحمد طيفك لا بحمدك

لم لا ترق لذل عبدك

وخضوعه فتفي بعهدك

وكان أبوها من مشتهري شعراء الشيعة، وكان معروفاً باسم البارع بن الدباس(١) .

***

__________________________________

(١) أعيان الشيعة ٣: ٥٤٦، رياحين الشريعة ٤: ٧١.

٨٨

(٢٠) برة بنت عبدالمطلب

برة بنت عبد المطلب بن هاشم، عمّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، كانت فصيحة اللسان بليغة شاعرة، وهي صحابية جليلة.

قالت ترثي أباها:

عيني جودا بدمع درر

على طيب الخيم والمعتصر

على ماجد الجد واري الزناد

جميل المحيا عظيم الخطر

على شيبة الحمد ذي المكرمات

وذي المجد والعز والمفتخر

وذي الحلم والفضل في النائبات

كثير المكارم جم الفجر

له فضل مجدٍ على قومه

منير يلوح كضوء القمر

أتته المنايا فلم تشوه

بصرف الليالي وريت القمر(١)

***

_______________________

(١) أعيان الشيعة ٣: ٢٤٦.

٨٩

(٢١) بكارة الهلالية

من نساء العرب الموصوفات بالشجاعة والإقدام والفصاحة والشعر والنثر والخطابة، كانت من أنصار الإمام علي بن أبي طالب، سلام الله عليه في حرب صفين، فخطبت بها خطباً حماسية حضت بها القوم على أن يخوضوا غمارات الحرب بدون خوف ولا تردد.

قال ابن طيفور في بلاغات النساء: حدثني عبدالله بن عمر، وقراءة من كتابه علي قال: حدثنا ابراهيم بن عبدالله بن محمّد المفضل، قال حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن الوليد، عمن سمعه من حذافة الجمحي قال:

دخلت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كبرت سنها، ودق عظمها، ومعها خادمان لها وهي متكئة عليهما وبيدها عكاز، فسلمت على معاوية بالخلافة، فأحسن عليها الرد وأذن لها في الجلوس، وكان عنده مروان بن الحكم وعمرو بن العاص.

فابتدأ مروان فقال: أما تعرف هذه يا أميرالمؤمنين؟.

قال: ومن هي؟.

قال: هي الّتي تعين علينا في صفين، وهي القائلة:

يا زيد دونك فاستشر(١) من درانا

سيفاً حساماً في التراب دفينا

__________________________________

(١) في هامش العقد الفريد: في بعض الأصول: فاحتفر.

٩٠

قد كان مذخوراً لكل عظيمة(١)

فاليوم أبرزه الزمان مصونا

وقال عمرو بن العاص: وهي القائلة يا أميرالمؤمنين:

أترى ابن هند للخلافة مالكاً

هيهات ذلك وما(٢) أراد بعيد

منتك نفسك في الخلاء ضلالة

أغراك عمرو للشقا وسعيد

فارجع بأنكد طائرٍ بنحوسها

لاقت علياً أسعد وسعود

فقال سعيد: يا أمير المؤمنين وهي القائلة:

قد كنت آمل(٣) أن أموت ولا أرى

فوق المنابر من اُمية خاطبا

فالله أخر مدتي فتطاولت

حتى رأيت من الزمان عجائبا

__________________________________

(١) في العقد الفريد: قد كنت اُذخره ليوم كريهة.

(٢) في العقد الفريد: وإن.

(٣) في العقد الفريد: أطمع.

٩١

في كل يوم لا يزال خطيبهم

وسط الجموع لآل أحمد عائبا(١)

ثم سكت القوم، فقالت بكارة: نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين، واعتورتني محجني(٢) وكثر عجي(٣) ، وعشى بصري، وأنا والله قائلة ما قالوا، لا أدفع ذلك بتكذيب، فأمض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين.

فقال معاوية: إنه لا يضعك شيء فاذكري حاجتك تقضى فقضى حوائجها.

وروى ذلك ابن طيفور أيضا من طريق آخر حيث قال: وحدثني عيسى بن مروان، قال: حدثني محمد بن عبد الله الخزامي، عن الشعبي قال: استأذنت بكارة الهلالية على معاوية فأذن لها، فدخلت وكانت امرأة قد أسنت وعشى بصرها وضعفت قوتها، فهي ترتعش بين خادمين لها، فسلمت ثم جلست.

فقال معاوية: كيف أنت يا خالة؟.

قالت: بخير يا أمير المؤمنين.

قال: غيرك الدهر.

قالت: كذلك هو ذو غير، من عاش كبر ومن مات قبر...(٤) .

وروى ذلك أيضا ابن عبد ربه - في العقد الفريد ضمن الوافدات على

________________________________________

(١) في العقد الفريد:

في كل يوم للزمان خطيبهم

بين الجموع لآل أحمد عائبا

(٢) المحجن والمحجنة: العصا المعوجة. لسان العرب ١٣: ١٠٨ « حجن ».

(٣) عج: رفع صوته بالدعاء والاستغاثة. لسان العرب ٢: ٣١٨ « عجج ».

(٤) بلاغات النساء: ٣٤.

٩٢

معاوية - عن محمّد بن عبدالله الخزاعي عن الشعبي مع اختلاف في الالفاظ (١) .

وذكره أيضاً عمر رضا كحالة في أعلام النساء(٢) ، والمحلاتي في رياحين الشريعة(٣) .

***

_______________________

(١) أعلام النساء ١: ٣٤٦.

(٢) العقد الفريد ١: ١٣٧.

(٣) رياحين الشريعة ٤: ٨١.

٩٣

(٢٢) بنت أبي الأسود الدؤلي

ذكر الشيخ منتجب الدين في كتاب الأربعين في الحكاية الرابعة من الحكايات التي نقلها في آخره، قال: أخبرنا أبو علي تيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي البيع، أخبرنا الشيخ المفيد أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد بن الحسين الحافظ، أخبرنا السيد أبو الفتح عبيد الله بن موسى بن أحمد بن الرضاعليه‌السلام :

أن أبا محمد جعفر بن أحمد حدثهم: أخبرنا أحمد بن عمران، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، عن الحارث بن محمد التميمي عن علي بن محمد، قال: رايت ابنة أبي الأسود الدؤلي وبين يدي أبيها خبيص.

فقالت: يا أبة اطعمني.

فقال: أفتحي فاك، ففتحته فوضع فيه مثل اللوزة، ثم قال لها: عليك بالتمر فهو أنفع وأشبع.

فقالت: هذا أنفع وأنجع.

فقال: هذا طعام بعث به الينا معاوية يخدعنا به عن حب علي بن أبي طالب علي السلام.

فقالت: قبحه الله، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر، تباً لمرسله وآكله، ثم عالجت نفسها وقاءت ما أكلت منه، وانشأت تقول باكية:

أبا لشهد المزعفر يا ابن هند

نبيع عليك إسلاماً ودينا

٩٤

فلا والله ليس يكون هذا

ومولانا أمير المؤمنينا(١)

وقال الشيخ أبوالفتوح الرازي في تفسيره: كان عمرها خمس أو ست سنين.

وقال الشيخ عبّاس القمّيّ في الكنى والألقاب: وروي أن معاوية أرسل إليه - أي إلى أبي الاسود الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو - هدية منها حلواء يريد بذلك استمالته وصرفه عن حب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فدخلت ابنة صغيرة له خماسي أو سداسي عليه، فأخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلتها في فمها.

فقال لها أبو الأسود: يا بنتي ألقيه فإنه سم، هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ويردنا عن محبة أهل البيتعليهم‌السلام .

فقالت الصبية: قبحه الله، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر، تباً لمرسله وآكله فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلت ثم قالت:

أبالشهد المزعفر يا ابن هند

نبيع عليك أحساباً ودينا

معاذ الله كيف يكون هذا

ومولانا أمير المؤمنينا(٢)

_______________________

(١) الأربعون حديثاً: ٨١.

(٢) الكنى والألقاب ١: ٨. وانظر: أعيان الشيعة ٢: ٢٧٥ و ٣: ٦٠٧، رياحين الشريعة ٤: ٢٢٢، سفينة البحار ١: ٦٦٩.

٩٥

(٢٣) بنت أبي يشكر

روى الشيخ الكليني في الكافي: عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن حسان، عن محمد بن رنجويه، عن عبد الله بن الحكم الأرمني، عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري، قال: أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام نعزيها بابن بنتها، فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسين، فإذا هو في ناحية قريبا من النساء، فعزيناها ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي، فقالت:

اعدد رسول الله واعدد بعده

اسد الإله وثالثاً عباسا

واعدد علي الخير واعدد جعفراً

واعدد عقيلاً بعده الرواسا

فقال: أحسنت زيديني، فاندفعت تقول:

ومنا إمام المتقين محمد

وحمزة منا والمهذب جعفر

ومنا علي صهره وابن عمه

وفارسه ذاك الإمام المطهرا

٩٦

فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجيء، ثم قالت خديجة: سمعت عمي محمد بن علي صلوات الله عليهما وهو يقول: « إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها، ولا ينبغي لها أن تقول هجراً، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح » (١) .

***

____________________________________________________

(١) الكافي ١: ٢٩١ حديث ١٧، باب ما يفصل بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة.

٩٧

(٢٤) الجارية

قال الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي في كتابه « الأربعون حديثاً » الحكاية الاُولى: أخبرنا الشيخ أبو علي نيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب فيما أذن له، أخبرنا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الواعظ إملاءاً، أخبرنا محمد بن علي بن محمد النحوي بقراءتي عليه في داري، أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا حاتم بن الليث، أخبرنا عبد الله بن عمرو الجشمي، أخبرنا أبو سعيد مضر القارئ، عن عبد الواحد بن زيد انه قال:

كنت حاجاً إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين واقفتين عند الركن اليماني، أحداهما تقول لاُختها: لا وحق المنتجب بالوصية، والحاكم بالسوية، العادل في القضية، العالي البينة، الصحيح النية، بعل فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا.

قال عبد الواحد: وكنتُ أسمع، فقلت: يا جارية من المنعوت بهذه الصفة؟.

فقالت: ذاك والله علم الأعلام، وباب الأحكام، وقسيم الجنة والنار، وقاتل الكفار والفجار، ورباني الاُمة، ورئيس الأئمة، ذاك أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، الهزبر الغالب أبو الحسن علي بن أبي طالب.

قلت: من أين تعرفين علياً؟.

قالت: وكيف لا أعرف من قُتل أبي بين يديه في يوم صفين، ولقد دخل علي اُمي ذات يوم فقال: « كيف أصبحت يا اُم الأيتام »؟.

٩٨

فقالت له اُمي: بخير يا أمير المؤمنين، ثم أخرجتني واُختي هذه إليه، وكان قد أصابني من الجدري ما ذهب به والله بصري، فلما نظر إلي تأوه ثم طفق يقول:

ما ان تأوهت من شيء رزيت به

كما تأوهت للأطفال في الصغر

قد مات والدهم من كان يكفلهم

في النائبات وفي الأسفار والحضر

ثم أمرّ بيده المباركة على وجههي فانفتحت عيناي لوقتي وساعتي، فوالله يا ابن أخي إني لانظر إلى الجمل الشارد في الليلة الظلماء، كل ذلك ببركة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ثم أعطانا شيئاً من بيت المال وطيب قلبنا ورجع.

قال عبد الواحد: فلما سمعت هذا القول قمت إلى دينار من نفقتي فأعطيتها وقلت: خُذي يا جارية هذا واستعيني به على وقتك.

قالت: إليك عني، فقد خلفنا خير السلف على خير خلف، نحن اليوم في عيال أبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام ، فولت وطفقت تقول:

ما نيط حب علي في خناق فتى

إلا له شهدت بالنعمة النعم

ولا له قدم زل الزمان به

إلا له أثبتت من بعدها قدم

٩٩

ما سرني أن أكن من غير شيعته

لو أن لي ما حوته العرب والعجم(١)

***

____________________________________________________

(١) الأربعون حديثاً: ٧٥. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ٧١، وأورده في الخرائج والجرائح ( مخطوط )، ومناقب ابن شهر آشوب ٢: ٣٣٤، ونقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار٤١: ٢٢٠ عن بشارة المصطفى، وأورده في ثاقب المناقب: ١٧٠ ( مخطوط )، وعنه في مدينة المعاجز: ١٠٥ حديث ٢٨٠.

١٠٠