• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23084 / تحميل: 4706
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

١

٢

٣

٤

التّمهيد

 الإسلام دين الله الخالد قد أنزلت شريعته من السماء جاء لسعادة البشر وكماله وايصاله الى مطلق الكمال والكمال المطلق بتهذيبه وتعليمه البيان وتعديل الغرائز والقوى المكنونة في جبلته وتنظيم حياته الفردية والاجتماعية على صعيد القسط والموازنة بين ما أودع الله في طبعه وطبيعته وكونه وتحكيم الاسس التربوية في بيته وعلاقاته في اطار القوى الورع والخط المتبلور بالاستقامة وعدم الانحراف والمنصب في اساليب الهداية والارشاد ، والهادف الى الخير الاحسان والمتفتح أزهاره بالكفار وبالنضال والجهاد.

 فالإسلام دين الانسانيه ينظم بأحكامه وتشريعاته العادله وقوانينه القويمة وجميع شئون الحياة في مختلف الحقول الفردية والاجتماعية من الثقافة والسياسية والاقتصاد والخلاق المجتمع وغير ذلك ، وأنه يطرح برامجه السامية متماشية مع كل عصر وفي كل مواطن فيربى الامم والشعوب تربية سامية صالحة وفي مساره لا يعرضه الهبوط والسكون أذ يبتني صرحه الشامخ على الفطرة والسجايا الانسانية.

 وما من صغيرة أو كبيرة الا وللاسلام العظيم فيه حكم ودستور وتشريع رصين فأنه يعلمنا كيف نعيش وكيف يكون الانسان متقمصا برداء الانسانية وينظم حياته الفردية والاجتماعية ومنها علاقاته مع الآخرين ، واليكم قرائنا الاعزاء نموذج حيّ وصورة بارزة من تلك المفاهيم السامية

٥

والحقائق الناصعة ، وتلك علاقة الاباء والأبناء وبالعكس ومن ثم حقوقهم وما يجب عليهم كل اتجاه الآخر ، بلا ظلم وتعدّي ولا اجحاف وافراط بل في افق المحبة والمودّة وعالم الصفاء والصداقة وعدم توتر علاقات الابوة والبنوّة فانّا جعلناكم أمةً وسطاً.

 وإنّ علاقة الأبوين والأولاد لهي محط أنظار علماء النفس والمجتمع ، بل وللفقهاء مباحث قيمة تدور حول الوالدين والابناء في مسائل فقهية فرعية عديدة في كتاب الحج والحدود والنكاح ، وأكثر أبواب الفقه ، ولو أردنا جمعها لأدّى ذلك الى كتاب ضخم ، ولو أردنا تحقيقها والبحث حولها مسبغاً جامعا لوصل بنا الأمر الى تأليف عشرات من الكتب والرسائل.

 وزبدة المخاض أنّ للولد على الوالدين حقوقاً كما للوالدين على الأولاد حقوقاً ، كما هو معلوم ذلك في جميع الأديان السماوية والأنضمة الاجتماعية والقوانين البشرية ـ وان كانت ناقص ـ.

 وأمّا في الشريعة الإسلامية السماء ، فنري ما يعجب الناضر ويدهش المحقق وذلك في كيفية بناء العلاقة ورصانتها وتحكيمها في المجتمع والاسرة وحتى الانسان نفسه.

 والجدير بالذكر أنّ الولاية للأب وأن علا دون الام ، ولكنّ المحبة والشفقة والعطوفة للأم أوّلاً ثمّ الأب ، وهناك لطائف وأسرار كثيرة في بيان علاقة الأبوة والبنوة من زاوية الإسلام العظيم يقف عليها مطالعنا الكريم في هذا السفر الجليل.

 اذ قد تصدّى والدي المرحوم سماحة العلامة آية الله السيد علي بن الحسين العلوي تغمّده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه

٦

باسلوب شيّق وقلم بارع وتنسيق لطيف وتبويب ظريف لبيان وظائف الاباء والابناء في كتابه القيّم (الأثر الخالد في الولد والوالد ) مستلهماً ذلك من الايات القرانية والأحاديث الشريفة النبوية والولوية من الرسول الأكرم والعترة الطاهرة: ، اذ خلّف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وترك لنا من بعده الثقلين ، كتاب الله وعترته وهما الرّكنان الأساسيان للاسلام ، بل الإسلام ، كلّه بتشريع الرسول الأكرم منجي عالم البشرية من حضيض الجهل والشقاء الى وادي السعادة الخصبة بالعلم والايمان.

 جزى الله المؤلف خير الجزاء وأحسن العطاء وأجزل الثناء ، ووفقنا الله لما يحب ويرضى وقد نقّحت الكتاب وأضفت عليه فصولا والله من وراء القصد ، وما توفيقي الاّ بالله العلّي العظيم.

عادل العلوي

ايران ـ قم المقدّسة ـ الحوزة العلمية

٧

الاهداء

اليكم صاحب الزمان امامنا المنتظر الحجة الثاني عشر

أرواحنا فداه وعجّل الله فرجه الشريف.

الى كلّ والد وما ولد.

الى كّل الشباب الناهض المتعطّش لمعارف الإسلام.

الى طلاّب السعادة وروّاد الحياة الرغيدة.

اليكم هذه الفصول قبسات من نور.

٨

الائمة الاطهار ولد الرسول الاكرم

لا يشكّ أحد أن الأئمة الاثني عشر هم اولاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة سلام الله عليها. وقد صّرح هوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك في مواطن عديدة من كلامه.

 كما لا شكّ ولا ريب أنّهم: من علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفاطمه3 .

 ولكن بما أن ائمتنا: لم يدعوا أمرا الا و بينوه لنا لنكن على بصيرة من أمرنا. لذا حدّثونا بهذا وبيّنوا لنا ان الأئمّة محدّثون ايضا. يعني يطلعهم الله تعالى بواسطة حديث الملائكة معهم وذلك ليس على الله بعزيز. وهو جلّت عظمته القائل :

وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن يجتبى من رسله من يشاء ( آل عمران ـ ١٧٩ ).

١ ـ علي الأشعري عن الحسن بن عبيد الله عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن سماعه ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن ابنه أذينة ، عن زرارة : قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : الاثنا عشر الامام من آل محمد صلوات الله عليهم كلّهم محدّث من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وولد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّعليه‌السلام هما الوالدان الكافي ج ١ ، ص ٤٤٨ ، باب ما جاء في الاثنيعليه‌السلام الحديث ١٤.

٩

الاولاد والسعادة

الانسان منذ نعومة اظافره يحب السعادة ويهرب من الشقاء ، فأنّه يسعى ويجد بكلّ قواه لنيل السعادة والعيش الرغيد المفعم بالراحة والهناء ويحاول بكلّ طاقاته أن يسعد نفسه أولا ثمّ اسرته ومجتمعه والحق سعادة الانسان والمجتمع في نظام الإسلام الشامل الذي سنّه الله وأنزله والبشرية منذ ميلادها وحتى اليوم وغدا لم تجد نظاماً رصينا في قوانينه ومقاصده وطريقه كالدين الإسلامي القويم اذ هو دين الله والفطرة.

 والإسلام جاء لاسعاد الانسان وادارة دفة السفينة البشرية وسوقها نحو ساحلها المأمون وشاطئها المامون شاطئ السعادة والعدالة والحرية وساحل الرفاه والسلام والتقدم والازهار والوصول الى الكمال المطلق وتوحيد الله الأعظم.

والنصر حليف الإسلام شاءت الأعداء أم أبت والله متم نوره ولو كره المشركون ، وقد أمرنا أن ندعو لسعادة أولادنا ونطلب من الله ذلك وهم أجنّة في بطون أمهاتهم.

 بحار الأنوار ج ٥ ص ١٥٥ : باسناده عن كتاب علل الشرائع عن مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال : تعتلج النطفتان في الرحم فأيهما كانت أكثر جاءت تشبهها فأن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه وقال : تحول النطفة في الرحم

١٠

أربعين فمن أراد أن يدعو الله عزوجل ففي تلك الأربعين قبل أن تخلق ثم يبعث الله عزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها الى الله عزوجل فيقف منه ماشاء الله فيقول : الهي أشقيّ أم سعيد ؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك ما يشاء ، ويكتب الملك فيقول اللهم كم رزقه وما أجله ؟ ثمّ يكتبه ويكتب كلّ شيء يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع به فيردّه في الرحم فذلك الله عزوجل :( ما اصاب مصيبة في الأرض ولا في انفسكم الاّ في قبل أن نبرأها ) .

 نهج الفصاحة ص ٢٦٠ حديث ١٢٥٧ : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ثلاث من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح والمسكن الواسع والمركب البهي.

 ان الله تعالى وكّل بالرحم ملكا يقول : أي رب نطفة أي رب عقلة ، أي رب مضغة ، فأذا أراد أن يقضي خلقها ، قال : أي رب شقي أو سعيد ذكر أو انثى ؟ فما الرزق فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه.

١١

العزيز في كل مكان

هناك اشياء عزيزة ، كالدرهم والدينار مثلا ، فكثيرا ما يعد والانسان بك قواه ليصطادهما ، فلا يقادان له ، ولا يعتكفان بساحته ، واذا ضفر بهذين العزيزين ، تراه يصرفهما بكل سهولة ورغبة في الأعز منهما ، كأن لا عزّة لهما على طول الخط وهناك أشياء عزيزة أيضا ، لكن لا كالدرهم والدنيار ، ولا يجمعهما وجه شبه ابدا. منها : الولد الرشيد ، المعين لأبويه على حروف الزمان ، والأخذ بايديهما عند العجز والكبر ، فمثله النعمة الكبرى ، والجوهرة الثمينة ، بل انه هو النفس العزيزة وأعّز منها. فيا أيها الأولاد كونوا للآباء عونا وزينا حتى تعزوا في الدنيا والآخرة.

١ ـ قال الامام الصادقعليه‌السلام : ثلاثه اشياء في كل زمان عزيزة وهي الاخاء في الله تعالى ، والزوجة الصالحة الاليفة تعينه في دين الله عزّوجل : والولد الرشيد ، ومن وجد الثلاثة فقد اصاب خير الدارين ، والحظ الأوقر من الدنيا والآخرة. الخ ، جاء في كتاب مصباح الشريعه ، الباب الخامس والخمسون ص ٣٦.

١٢

المقوم

لا بد لكل شيء من مقوّم ، فالفرد ـ مثلاً ـ لا يقوّمه الاّ النوع ، والنوع لا يقوّمه الاّ الجنس والفصل وهكذا. ولايوجد في الدنيا ما لا مقوّم له. هكذا شاءت ارادة الله تعالى ، لذا نرى أن قوّام بعض الاشياء ببعض بحيث لولا المقوّم ـ بكسره الواو ـ لما وجد المقوّم ـ بفتح الواو ـ.

١ ـ من ذلك قيل ان سبعه أشياء لا قوام لها الاّ بسبعة منها : الولد بوالده معدن الجواهر ص ٦٠.

١٣

عمارة الدّنيا

 الدنيا تعمّر بأشياء اهمها التناسل وبقاء النسل وتتبعها امور لا تنفك عنها لتلازمها مع حياة الأفراد مثل الصنايع والمهن والعمارة والعمل والكد والتجارة والفقر والغنى والحاجة والسلطان بمعنى ليتخذ بعضهم بعضا سخريا.

١ ـ قال احد العلماء : أن عمارة الدنيا منوطة بستة احوال : منها : الحنو على الاولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلاك معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في ستة : ص ٥٦.

٢ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا ابا ذر : أن الله يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم پندهاي گرانمايه پيغمبر ص ٣٨ الحديث ٧٨.

١٤

حرث الدّنيا البنون

انّ ما يحرث الانسان في هذه الحياة ينتج له في هذه وفي بعدها.

أما الذي ينتج في هذه ، فهو المال والولد. فاذا كان المال من حلال فهنيئا له ما يستفيد منه.

وأما الذي ينتج له في تلك ، فهو العمل الصالح الذي قدّمه وزرعه في دنياه.

وعلى هذا يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي ذر :

١ ـ يا أباذر : حرث الآخرة العمل الصالح. حرث الدنيا المال والبنون پندهاى گرانمايه پيغمبر ص ٣١ الحديث ٥٨.

١٥

لذّة الولد

من الحالات النفسانية التى تعتري الانسان هي اللذه ، واللذة لها شعب وموارد كثيرة لا تعد ، ومن مواردها المهمة لذّة الوالد من الولد بقدّه وجماله وأدبه وكماله ونطقه ومشيه وريحه وخلقه وما اشبه.

١ ـ لذا قيل : اطيب الروائح ريحان ، ريح جسد تحبه وريح ولد تمرّ به معدن الجواهر باب ذكرما جاء في اثنين ٢٩.

١٦

الولد نعمة

يهنّأ الانسان على نعم الله تبارك وتعالى ، وأي نعمة اكبر وأعظم من ولد يهبه المولى الكريم جلّ جلاله لأبوين عطوفين حنينين ، يتّبعا انفسهما في نشأه ونموّه وتربيته ، ويخافا عليه من أصغر حادث يربّيه او يؤذيه الى أن يبلغ أشدّه. فياليته يفطن ويبرّ بهما بعد تلك التي مضت ، وهو يسير الى الرشد ، والتهاني تتر على أبويه.

١ ـ من أقوال امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، قال : في رجل هنّاه بولد شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشدّه ورزقت برّه ، جاء في كتاب درر الكلم ، حرف الشين بلفظ شكر ، ص ١٨٣.

١٧

الولد ريحانه

 الريحان زرع من الخضروات معطّر ، تميل اليه النفس وترتاح من شمّهة الروح. والولد غصن شبّهوه بشطب الريحان ، فالأبوان لّما ينظران الى ولدهما يستشمّا منه ما هو اعطر من الريحان في المعنة ونفوسهما ، وما الذّ من أن يكبر الولد ويمشي أمام ابويه ـ لا سيما اذا كان صالحا ـ فقد نقل أن رجلا جاء الى البيت الهاشمي يسئل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان بعده وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والرجل لايعلم فلما علم حزن حزنا شديدا ، فقال له الحسينعليه‌السلام روحي فداه ، معناه : أتريد أتنظر الى من يشبه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خلقا وخلقا ومنطقا ، فجاء به الى أن أراه عليا الاكبرعليه‌السلام ، ففرح الرجل ، ثم سئله الحسين صلوات الله عليه ، ايها الرجل ما الذّ اللذائذ ؟. فقال :أن يكون عندك ولد كهذا فيمشي أمامك ، ثم قال الحسينعليه‌السلام ما أشدّ الأحزان فقال فقدك كهذا الولد ، الى آخره لعن الله الظالمين لكم يا آل محمّد صلوات الله وسلامه عليكم أجمعين الى يوم الدين.

١ ـ قال النبي العظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الوالد ريحانة. وريحانتاي الحسن والحسين عليهم صلوات الله تعالى غوالي الدرر حرف الواو ، ص ١٦٨.

١٨

الانس بالولد

لا شكّ و لا ريب في أن الانسان يأنس ببعض الأشياء المطبوعة ، حيث تتماشى مع طبيعته ، كذلك لا شك في أن المطبوعات تختلف وتتمايز عنده ، فبعضها تطابث ذوقه مأة بالمأة ، وبعضها الآخر أقل من الأول ، وهكذا ، هذا كله من الغرائز الأولية والفطرية للبشر.

 ثم ان الناس يختلفون حسب اختلاف أذواقهم ، فتري الشيء المحبوب عند هذا لم يكن محبوبا عند الآخرين ، والمرغوب عند الآخر لم يرغب فيه بعضهم ، والمثل السائر يقول : لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.

 ومن الجدير بالذكر : أنّه مع اختلاف اذواقهم ، وروحيّاتهم ، وأوضاعهم ، وبيآتهم ، كلّهم وقد اتحدوا في أمر واحد ـ وحتى شاركهم به الحيوانات ـ وهو الأنس بالولد ـ فالكبير والصغير ، والغني والفقير ، والأبيض والأسود ، والشريف والوضيع ، كل يأنس بطفله ، ويراه ابدع المخلوقات.

 يقال أنّه : قيل للغراب : جئنا بأجمل الفراخ ، فجاء بفرخه ، في حين أن فرخ الغراب من اقبح الفراخ ، فقسّ على هذا : فعلل وتفعلل.

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : أتى

١٩

رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال يا رسول الله أنّي راغب في الجهاد ، نشيط ، قال : فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل تكن حيّا عند الله ترزق وان تمت فقد وقع أجرك على الله ، وان رجعت ، رجعت من الذنوب كما ولدت ، قال : يا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكرام البرره ) ان لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ، ويكرهان خروجي ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطاهرين : فقر مع والديك ، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة الكافي ج ٢ ، ص ١٢٨ ، باب البر ، الحديث ١٠.

٢٠