• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23231 / تحميل: 4771
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

لا تكلّفهما أن يسألانك شيئا مما يحتاجان اليه ، وان كانا مستغنين عنه ، اليس يقول الله تعالى( لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون ) ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ، ص ١٧٢.

١٠١

العبادة

الكلام في العباده مفروغ عنه ، لأن الباري جلّ جلاله لم يكن يخلق الخلق الاّ لأجلها ، وهو تبارك وتقدس القائل في محكم التنزيل :( وما خلقت الجنّ والانس الاّ ليعبدون ) ( الذاريات ـ ٥٦ ). ولكن ما هي ؟. ان مصاديق العبادة كثيرة وكثيرة جدا بحيث لا يمكن عدّها وحصرها لأنّه يمكن للانسان أن يجعل كل اعماله صغيرة او كبيرة من عبادة الله جلّ جلاله وعلا ، لأن الأعمال بالنيات. ومن العبادات المرموقة التي لا محيص منها حب الأبوين.

١ ـ قال النبي صلوات الله عليه وعلى آله المعصومين : نظر الولد الى والديه حبّا لهما عبادة غوالي الدرر ، حرف النون ، ص ١٥٦. وتحف العقول ، مواعظ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ص ١٣٢.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه : روي أنّ النظر الى الكعبه عبادة ، والنظر الى الوالدين عبادة ، والنظر الى المصحف من قرائه عبادة والنظر الى وجه العالم عبادة ، والنظر الى آل محمد صلوات الله عليهم عبادة . زندگاني سلطان علي وهلال بن علي ، ص ٧.

١٠٢

احب الانباء

الواقع أن حب الوالدين لا يختلف بالنسبة لاولادهم الاّ أنه هناك مزايا ذاتية في بعض الاولاد وهي مما تؤهّلهم لأن يكونوا اقرب الى قلب الوالدين ، او أن في طباعهم حسنات توجب لهم حنان الوالدين اكثر ، وبغضّ النظرعن هذه الأمور لا فرق بين الاولاد صغيرهم وكبيرهم وذرهم وانثاهم كلّهم زينة في هذه الحياة.

١ ـ قال لؤي بن غالب لامرأته : اي بنيك احب اليك ؟ قالت : احبّهم اليّ الذي اجتمع فيه ثمان خصال : منها : ولا يغيّر تبرّه عقوق معدن الجواهر ٦٤.

١٠٣

درجات العقوق

العقوق ما يقابل البرّ ، وكما أن البرّ له درجات ، كذلك العقوق له درجات ، وهذه الدرجات والمراتب تظهر عند الأبناء حين يعصون أبويهم ، أو يؤذونهم ـ والعياذ بالله ـ فكل ما كان الأذي أشدا ، تكون مرتبه العاق أمرا ، وهكذا الى أن تصل النوبة الى عقوق ليس فوقه عقوق. وهذا ما قررّه الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما الطيبين الطاهرين حيث جاء في الحديث :

١ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليدرحمه‌الله قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن أبي همّام اسماعيل بن همّام ، عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن اسماعيل بن مسلم السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه8 ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : فوق كل برّ برّ حتى يقتل الرجل في سبيل الله عزّ وجلّ ، فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ وفوق كل عقوق عقوق ، حتى يقتل الرجل احد والديه ، فاذا قتل احدهما فليس فوقه عقوق الخصال ص ٩ ، باب الواحد ، الحديث ٣١.

٢ ـ حدّثنا أبيرحمه‌الله قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال :

١٠٤

حدّثني ايوب بن نوح عن محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر الواسطي قال : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر8 : الرجل يقول لابنه او لابنته بأبي أنت وأمي ، أو بأبوي. أترى بذلك بأسا ؟ فقالعليه‌السلام : ان كان ابواه حيين ، فأرى ذلك عقوقا ، وان كانا قد ماتا فلا بأس. قال : ثم قالعليه‌السلام : كان جعفرعليه‌السلام يقول : سعد أمرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من بعده ، وقد والله أراني الله خلفي من بعدي الخصال ، ص ٢٢ ، باب الواحد ، الحديث ٩٤.

٣ ـ حدثنا ابيرحمه‌الله قال : حدثنا احمد بن ادريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمد بن السندي عن علي بن الحكم ، عن محمد بن فضيل عن شريس الوابشي ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الجنّه ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائه ، عام ولا يجدها عاق ولا ديوث ، قيل يا رسول الله وما الديوث ؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تزني امرأته وهو يعلم الخصال ، باب الاثنين ، ص ٣٠ ، الحديث ١٥.

٤ ـ حدّثنا ابو احمد محمد بن جعفر البنداء ، قال : جعفر بن محمد بن نوح ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا بشر بن نمير ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي امامة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اربعة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة : عاق ، ومنّان ، ومكذب بالقدر ، ومدمن خمر الخصال ، باب الاربعه ، ص ١٦٢ ، الحديث ١٨.

٥ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليدرحمه‌الله ،

١٠٥

قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن ايوب بن نوح وابراهيم بن هاشم جميعا عن محمد بن ابي عمير ، عن بعض اصحابه عن ابي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : وجدنا في كتاب عليعليه‌السلام أن الكبائر خمس : الشرك بالله عزّ وجلّ وعقوق الوالدين. وأكل الربا بعد البيّنة. والفرار من الزحف. والتعرّب بعد الهجرة الخصال باب الخمسة ، ص ٢٢٣ ، الحديث ١٦.

٦ ـ عن ابراهيم بن أبي البلاد ، عن ابيه ، عن ابي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : لو علم الله شيئا أدني من ( اف ) لنهي عنه ، وهو من العقوق ، وهو أدني العقوق ، ومن العقوق ان ينظر الرجل الى والدين يحّد النظر اليهما ذرايع البيان ، ص ٢٠٠ ، تكملة.

٧ ـ روي أن موسىعليه‌السلام ، قال : يا ربّ اين صديقي فلان الشهيد ). قال جلّ وعلا : « هو » في النار. قالعليه‌السلام : أو ليس قد وعدت الشهداء الجنّة ؟ قال تعالى : بلى ، ولكن كان مصرّا على عقوق الوالدين ، وأنا لا أقبل مع العقوق عملاً المصدر السابق.

٨ ـ قال نبي الإسلام المحبوبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بابان معجّلان عقوبتهما في الدنيا : البغي ، والعقوق غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص ١٤.

٩ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ايضا : ثلث قد حرّم الله عليهم

١٠٦

الجنّة : أ ـ مدمن الخمر. ب ـ والعاق. ج ـ والديوث المصدر السابق ، حرف الثاء ، ص ٣٠.

١٠ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلثة لا يحجبون النار : أ ـ المنّان. ب ـ وعاق والديه. ج ـ ومدمن الخمر المصدر السابق ص ٣٢.

١١ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شر الاولاد : العاق لوالديه المصدر السابق ، حرف الشين ، ص ٩٤.

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى ذراريه اجمعين : من أحزن والديه فقد عقّهما المواعظ العدديه ، باب الاربعمائة ص ٢٩٥.

١٣ ـ وفي كتاب ( الكبائر ) للحافظ محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ، التركماني الفارقي الأصل ، الدمشقي الشافعي ، المتوفي سنه ٧٤٨ ه‍ ـ ص ٤٠ في الكبيرة الثامنة ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو علم الله شيئا أدنى من الأف لنهى عنه ، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار ذرايع البيان ، الآفه الثامنة ، ص ١٧٦.

١٤ ـ وروي عن علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه وابنائه الصلاة والسلام عن ابيه ، عن جدّه أبي عبد الله: ، قال : لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لأتى به ...

١٠٧

مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٤٠٩ ، ذيل آيه ( وقضى ربك ) من سورة بني اسرائيل.

١٥ ـ فيه ايضا : وفي رواية اخرى عنه ، قالعليه‌السلام : أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئا ايسر منه واهون منه لنهي عنه نفس المصدر.

١٦ ـ فيه ايضا : وفي خبر آخر فليعمل العاق ما يشاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة ، فالمعنى : لا تؤذهما بقليل ولا كثير نفس المصدر.

١٠٨

حيّيان او ميّتان

يظن البعض من الأبناء أن الوالدين ان توفيّا انقضت العلاقة بينه وبينهما فلا حقّ ولا حقوق ولا عقوق ، لكن يجب أن ينبّه هؤلاء بأن العلاقة التى صاغتها السماء غير قابلة للانفصام فهي باقيه حتى الأبد ، وحتى الأبوين كالقلاوة المطوّقة للجيد ، فلا خلاص ولا مناص ، ويجب البر بهما واداء حقّهما حييّن كانا أوميّتين ، ويمكن أن يقال ان حفّهما وهما متوفّيان آكد من حقهما في أيام حياتهما لأنهما بعد هذه الحياة تقصر أيديهما عن العمل فيستحقّا النجدة بالخير والخيرات من الحج والصلوات ، والصوم والصدقات ، والصلاة المتتاليات ومن ثم يدعوان للانسان ، وعلى الله الاستجابة والغفران.

١ ـ عنه « اي عدة من اصحابنا » عن محمّد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ، عن محمد بن مروان ، قال : قال أبو عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام : ما يمنع الرجل منكم أن يبّر والديه حيّين وميّتين ؟ يصلّى عنهما ، ويتصدّق عنهما ، ويحج عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عزّ وجلّ ببرّه وصلته خيرا كثيرا الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٧.

٢ ـ الحسين بن محمّد ، عن معلي بن محمّد ، عن الحسن بن علي

١٠٩

عن عبد الله بن سنان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه الصلاه والسلام ، قال : ان العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ، ثم يموتان فلا يقضى عنهما ويوفّهما ، ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عاقا ، وانّه ليكون عاقا لهما في حيا تهما غير بار بهما ، فاذا ماتا قضى دينهما ، واستغفر لهما ، فيكتبه الله عزّ وجلّ بارا الكافي ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ٢١.

١١٠

الجنة

لو فكّرنا قليلاً وامعنّا النظر لرأينا الجنّة هي غاية الغايات ، وهي لا تحصل الاّ بأمور ، وأهمّها خدمة الوالدين ورضاهما ، فانّ الجنّة تحت اقدام الأمهات ، فلا يسعنا الاّ أن نخدم والدينا ، سواء في حياتهم او بعد وفاتهم ، وان كانت طريقة الخدمة تختلف عند الحياة وبعد الممات ، الاّ اننا مسؤلون في كلتا الحالتين ، فالنهيئ أنفسا ، ولنستمع الى ما جاء من كبرائنا ، اهل بيت العصمة ، وموضع الرسالة محمّد وآله الطاهرين ، صلوات الله عليهم اجمعين.

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويهرحمه‌الله قال : حدّثني عمّي محمد بن أبي القاسم ، عن احمد عن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان ، عن ابي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : اربع من كنّ فيه ، بني الله له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، واشفق على والديه ، ورفق بمملوكه.. الخصال ، باب الاربعة ، ص ١٨٠ ، الحديث ٥٣. وفي المحاسن البرقي عن ابن محبوب ، كتاب الاشكال والقرائن ، الحديث ٢٣ ص ٧.

٢ ـ حدّثنا احمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه عليهما

١١١

السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اربع من كنّ فيه ، نشر الله عليه كنفه وادخله الجنة في رحمته : حسن خلق يعيش به في الناس ، ورفق بالمكروب ، وشفقة على الوالدين ، واحسان الى المملوك الخصال باب الاربعة ، الحديث ٥٧ ص ١٨١.

٣ ـ وقد ورد عن الرسول الأعظم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من اصبح مرضيا لأبويه ، اصبح له بابان مفتوحان الى الجنّة ، ومن أمسى فمثل ذلك ، وان ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ، ص ١٧٨.

١١٢

النار

نعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار ، ان المعاصي كثيرة ، وبعضها كبيرة ، ومن اكبرها سخط الوالدين ، فانه داء وبيل ، من ابتلى لا ينجيه ملك مقرّب ، فهذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحذّرنا من سخط الوالدين وينذرنا النار وغضب الجبار. اللهم أرض عنا والدنيا بمحمّد وآله الأطهار صلواتك عليهم أجمعين.

١ ـ وقد ورد عن الرسول الاعظم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن اصبح مسخطاً لأبويه ، أصبح له بابان مفتوحان الى النار ، ومن أمسى مثل ذلك ، وان كان واحداً فواحد ، وان ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما ذرايع البيان الآفة الثامنة ، ص ١٧٨.

١١٣

وآله ، وقال للرسول : قل لها ان قدرت على المسير الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والاّ فقرّي في المنزل حتى يأبيك ، فجاء اليها الرسول فأخبرها بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقالت : نفسي له الغداء ، انا احق بأتيانه فتو كأن على عصى ، واتت الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسلّمت ، فردّ3 ، وقال لها : يا أم علقمة اصدقيني ، وان كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى ، كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كثير الصلاة وكثير الصيام ، وكثير الصدقة. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فما حالك ؟. قال : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انا عليه ساخطة. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ولم ؟ قالت : يا رسول الله يؤثر على زوجته ويعصيني فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا بلال انطق واجمع لي حطبا كثيراً ! قالت : يا رسول الله صلى وما تصنع به ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : احرقه بالنار بين يديك قالت : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أم علقمة عذاب الله اشّد وأبقى ، فان سرّك أن يغفر الله له فارضى عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصداقته ما دمت عليه ساخطة فقالت : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني اشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين : اني قد رضيت عن ولدي علقمة. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انطلق يا بلال اليه فانظر هل يستطيع أن يقول : لا اله الاّ الله. أم لا ، فلعلّ أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء

١١٤

الجنّة من النار

الوقاية خير من العلاج ، والحمية رأس السلامة ، فمن توقّى واحتمى سلم. هذه احاديث من الرسول والآل صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعليهم اجمعين أمامكم فتوقّوا بها ، واحتموا بمباديها ، فانها خير وقايه للمتقين ، وامنع حماية للمحتمين. قد اوضحوا لنا الطريق واناروه وعلّمونا ما لم نكن نعلم ، فها ، طرق الجنّة ، وذي مهاوي النار ـ والعياذ بالله ـ ومما علّمونا هو خدمة الأبوين فانها وقاية وحمية ، وجنّة من النار. اللهم اجعل محبتنا لآبائنا الكرام جنّة لنا من النار ، بمحمّد وعترته الطيبين الأطهار ، صلواتك عليهم اجمعين ، آمين.

١ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميره ، عن عبد الله بن مسكان ، عن ابراهيم عن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله عليه أفضل السلام : انّ أبي قد كبر جدا وضعف ، فنحن نحمله اذا أراد الحاجة ، فقال : ان استطعت أن تلى ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فانه جنّة لك غدا الكافي ج ٢ ، ص ١٢٩ ، باب البر ، الحديث ١٣.

١١٥

كفران النعمة

الانسان كفور ، لم يقم وزنا لأنعم الله تعالى ، في حين انّ نعمه جلّت عظمته لا تعد ولا تحصى ، واكثر من ذلك أنّه يكفر ، وهذا يكون سببا لقطع الرّحمة ، وقلّة البركة ، وعدم رضى المولى جلّ جلاله ، والى آخر ما ينشأ من هذه الفضية من مآسي ، ومحن يشيب لها الاطفال و اعظم الكفران ، أن الفجرة من بني الانسان نسبوا الى الله ما لا ينبغي ، طالع ما قاله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١ ـ يا ابا ذر : ان الله جلّ ثناءه لمّا خلق الارض ، وخلق ما فيها من الشّجر ، لم تكن في الأرض شجرة يأتيها بنوا آدم الاّ اصابوا منها منفعة ، فلم تزل الأرض والشجر كذلك ، حتى تكلّم فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة ، قولهم : ( اتخذ الله ولدا ) فلمّا قالوها اقشعرّت الأرض ، وذهبت منفعة الأشجار بندهاى كرانمايه پيغمبر ص ٤٠ ، الحديث ٨٢.

١١٦

المضر

أعاذنا الله تعالى من أن نكون من المضرّين أو المتضررين ، فالأنسان ان لم يحفظه الله تعالى من شرور نفسه الامّارة بالسوء ، سيكون والعياذ بالله امّا والد سوء ، أو ولد سوء ، وكلاهما مما يبعثان على شقاءه في الدنيا والآخرة ، اجارنا الله تعالى وأبنائنا من سوء السريرة وعقوق الوالدين.

١ ـ من اقوال سيّد الوصيين أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : والد السوء يعرّ السلف ويفسد الخلف. هذا بالنسبة الى الوالد ، وأمّا بالنسبه الى الولد : قالعليه‌السلام : ولد السوء يهدم السلف ويشين الشرف. وقالعليه‌السلام أيضا : ولد عقوق محنة وشوم درر الكلم ، حرف الواو ، ص ٢٨٧.

١١٧

لا ضرر ولا ضرار

من القواعد المسلّمة التي سنّها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي قاعدة لا ضرر ولا ضرار ، وهذه كانت في قصة سمرة بن جندب مع أحد الأنصار الذي كان قد باعه دارا فيها نخلة ، وكان يأتيها سمرة كل يوم فاستثقل الأنصاري الأمر ، فشكا الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى سمرة واحضره ، فقال له : بعه النخلة ، فأبي سمرة ، واخيرا أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقلع النخلة واعطائها ايّاه ، وقال : لا ضرر ولا ضرار في الإسلام وفيما نحن فيه احدي مصاديق الضرر والضرار ، فقال العلي القدير جلّت قدرته :

١ ـوالوالدات يرضعن اولادهنّ حولين كاملين لمن اراد أنّ يتمّ الرضاعة ، وعلى المولود له رزقهنّ وكسوتهن بالمعروف لا تكلّف نفس الاّ وسعها ، لا تضارّ والدة بولدها ، ولا مولود له بولده ، وعلى الوارث مثل ذلك ، فان ارادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ، وان اردتم أن تسترضعوا اولادكم فلا جناح عليكم اذا سلّمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أنّ الله بما تعملون بصير ( البقرة ـ ٢٣٣ ).

١١٨

الهرب بعد الطلب

لقد خلق الانسان هلوعاً ، يحرص على سلامته مهما كلّف الأمر ، و يبخل بماله مهما قلّ أو كثر ، وتهزمه أصغر صعوبة ، ويخيفه أقلّ شين وليس له صبر ولا تصبّر على مكاره الدهر ، حتى ولو كان يضّره في دينه أو دنياه ، وهذا ديدنه من قديم الزمان ، يمتنع عن الخير ، ويجزع من الشرّ ، فما صلح من هذا النوع الاّ القليل ، اولئك الذين هداهم الله تعالى فاهتدوا ، وهدوا الى صراط السويّ ، والباقون لا يعبئون بقول ولا فعل ، ها هو القرآن الكريم يحدثنا عن بعضهم ، وهم الذين طلبوا من نبيّ لهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيل الله تعالى محتجين بطردهم عن ديارهم ، وابنائهم ، ولكن لمّا حصص الحق و حان وقت العمل تولّوا الاّ قليلا منهم ، فهربوا بعد الطلب.

١ ـألم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا النبّي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ، وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ، فلما كتب عليهم القتال تولّوا الاّ قليلا منهم ، والله عليم بالظالمين ( البقرة ـ ٢٤٦ ).

١١٩

اولاد ابليس

هكذا اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون المولّدون ثلاثة ، وكل يولد حسب ما بقتضيه طبيعتة الأولية ، ثم انه يمكن لاولادهم أن يختاروا غير ما هم عليه ، فمثلا ابليس لا يلد الا الكافر ، ولكن آمن أحد اولاده واسمه هام بن هنم بن لاقيس بن ابليس وهذا خلاف ما تقتضيه ذاته.

١ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليدرحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، قال : حدّثنا احمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن اسماعيل ، عن الحسن بن طريف عن آبي عبد الرحمن ، عن معاويه بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : الآباء ثلاثه : ١ ـ آدم : ولد مؤمنا. ٢ ـ والجان : ولد مؤمنا وكافرا. ٣ ـ وابليس : ولد كافرا. وليس فيهم نتاج ، انمّا يبيض ويفرح ، وولده ذكور ، ليس فيهم اناث الخصال باب الثلاثة ، ص ١٢٠، الحديث ١٨٦.

١٢٠