• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23230 / تحميل: 4771
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

رضا الاُم وسطها

ان في رضاء الأم وسخطها آثار عجيبة رأيناها في زماننا هذا ـ القرن الرابع عشر ـ وآثارها بعضاً تتعلق بالدنيا ، وبعضاً تتعلق بالآخرة ، تتعلق بالفقر والغنى ، والتوفيق وعدمه ، وطول العمر و قصيره ، وبركة النسل وعدمه ، وسعة الصدر وضيقه ، وهكذا الأم تؤثّر في جميع مرافق الحياة من الخير والشّر ، والسعادة والشقاء ، الى ابعد الحدود ، والى ما شاء الله تعالى.

١ ـ وحكي انّه كان في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاب يسمى علقمة ، وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان زوجي علقمة في النزع فأردت أن اعلمك يا رسول الله بحاله. فأرسل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمارا وصهيبا وبلالا ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امضوا اليه ولقّنوه الشهادة ، فمضوا اليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزاع فجعلوا يلقنونه : لا اله الاّ الله. ولسانه لا ينطق بها فارسلوا الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هل من ابويه أحد حي ؟. قيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم كبير السنّ ، فأرسل اليها رسول الله صلى الله عليه

٨١

منّي !. فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول : لا اله الاّ الله. فدخل بلال فقال : يا هؤلاء ان سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وان اضاها اطلق لسانه. ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمر بغسله وكفنه ، ثم صلّى عليه ، وحضر دفنه ، ثم قامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شفير قبره ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا معشر المهاجرين والأنصار ، من فضّل زوجته على أمّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، لا يقيل الله منه صرفا ولا عدلا ، الاّ أن يتوب لله عزوجلّ ، ويحسن اليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها ، وسخط الله في سخطها الى آخره ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ص ١٨٦.

٨٢

معنى العاق والعقوق

لكل أمة لغة ، ولكل لغة الفاظ ، وقد وضعت الالفاظ بأتقان ، اما الالفاظ العربية ، ولغتها فهي معجزة اللغات والالفاظ ، وقد اعجزت ارباب الفنّ باتقانها وتنسيقها ، لاسيما القرآن الكريم ، كلام الله المجيد ، معجزة الدهر الذي تعدد منه التحدي بالنسبة الى جميع اهل اللسان ، فهو القائل :قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتو بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( بني اسرائيل ـ ٨٨ ).

أما لفظ العقول ومعناه : فقد جاء في المجمع ، في مادة ( عقق ) : أدني العقوق ( أف ) عق الولد اباه ، يعق ، عقوقا ، من باب عقد : اذا آذاه وعصاه ، وترك الاحسان اليه وهو البر له. واصله من العق : وهو الشق والقطع.

١ ـ وهو من المعاصي الكبيرة مما أوعد الله عليه ، والاخبار به مصرّحة بأن العاق لا يدخل الجنّة ، وحاله حال مدمن الخمر ، والمنان لفعل الخير ذرايع البيان ، ص ١٩٨ ، تكمله.

٢ ـ عن ( الجعفريات ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من احزن والديه فقد عقّهما ذرايع البيان ، ص ١٩٩ ، تكمله.

٨٣

٣ ـ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه قال : ثلاثة لا يحجبون عن النار : العاق لوالديه. والمدمن من الخمر. والمنان بعطائه. قيل : يا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وما عقوق الوالدين ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يأمران فلا يطيعهما. ويسألانه فيحرمانهما. واذا هما لم يعظهما بحق ما يلزمهما نفس المصدر ، ص ٢٠٠.

٨٤

عاق الوالدين

ان موجبات عقاب الله تعالى لعبده كثيرة وهو اشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة ومن موارد عقابه الأليم ـ أعاذنا منه ـ عدم اطاعة الوالدين وأذاهم وعقوقهم وما يشينهم ، فاتق النار ايها الولد البار.

١ ـ قال سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاثة لا يدخلون الجنة : منهم : العاق. معدن الجواهر ، ص ٣١ ، باب ذكر ما جاء في ثلاثة.

٢ ـ قال امير المؤمنين سلام الله عليه : من ظلم يتيما عقّ اولاده درر الكلم ، حرف الميم ، ص ٢٣٩.

٣ ـ عن مولانا الصادق عليه افضل الصلاة والسلام : لا يدخل الجنّة العاق لوالديه ، والمدمن من الخمر ، والمنان بالفعال الخير اذا عمله ذرايع البيان ، ص ١٩٨ ، تكلمه.

٤ ـ عن شيخنا المفيد باسناده عن أبي اسحق الهمداني ، عن أبيه ، عن سيّد الموحدين أمير المؤمنينعليه‌السلام ، « قال » قال

٨٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تأخر الى الآخره : عقوق الوالدين. والبغي على الناس. وكفر الاحسان ذرايع البيان ، ص ١٩٩.

٥ ـ وفي رواية « الكراجي » : ملعون ملعون من ضرب والديه ، ملعون من عقّ والديه ، ملعون من قاطع رحمة المصدر السابق.

٦ ـ عن مولانا الباقر عليه الصلاة والسلام : اياكم والعقوق فان الجنّة يوجد ريحها من مسيرة مائه سنة ، وما يجدها عاق ولا قاطع رحم نفس المصدر.

٨٦

عقّ الوالدين

لا يتخيل أن العقوق الذي هو تعرض الى عقاب الله وعذابه يكون من جهة الوالدين فحسب ، وانما هو من الجهتين ، يعني أنه كما يعق الوالدان ولدهما ، كذلك الوالد يعق والديه اذا ظلماه وهو برّ بهما ، فان الله تبارك وتعالى عدل محض ، فلم يجعل حقا لاحد على احد الا وجعل مثله للطرف الآخر ، واليك الحديث المتضمن هذا المعنى.

١ ـ حدثنا أبيرحمه‌الله قال : حدّثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن آبائه ، عن على صلوات الله عليهم اجمعين قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ، اذا كان الولد صالحاً ما يلزم لهما الخصال ، باب الاثنين ، ص ٤٥ ، الحديث ٧٧.

٨٧

٨٨

حقوق الوالدين

ذوي الحقوق كثيرون ، ولكن اكبر الحقوق واعظمها واولاها حق الله سبحانه وتعالى ، ورسوله عليه وآله الصلاه والسلام ، واولياءه عليهم صلوات ربّ الارباب ، لأن اعظم النعم واكبرها من هؤلاء ، فالله تعالى حدّث عن نعمه و لاحرج( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ـ ابراهيم ـ ٣٤) وأما الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكم قاسى المحن واحتمل المصائب والأذى في سبيل هداية وسعادة البشر ، حتى قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما اوذي نبي مثل ما اوذيت. وأما الأولياء أئمة الخلق وهداة الحق المصطفين المنتجبين صلوات الله عليهم اجمعين ، فسل عنهم التأريخ والعلم والانسانية لترى اياديهم على كل ذي وجود من يومهم الى آخر الدنيا ، بل وحتى في الآخرة ونعيمها ، فاز من تمسّك بهم ونجى ، وخسر من تركهم وهوى ، اللهم احينا حياتهم وامتنا مماتهم ، واحشرنا معهم بحقّهم عليك وحقك عليهم آمين آمين يا رب العالمين.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حق علي على المسلمين كحق الوالد على ولده غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص ٤٩.

٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ايضاً : انا وعلي ابوا هذه

٨٩

الأمة نفس المصدر.

٣ ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن درست بن أبي منصور ، عن أبي الحسن موسى على آبائه وأبنائه وعليه افضل التحيات والبركات من الله تعالى ، قال : سأل رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البررة الكرام ؟. ما حق الوالد على ولده ؟ قال صلوات الله المتعال عليه وأله الطاهرين : لا يسمّيه باسمه ، ولا يمشى بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسّب له الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٥.

٤ ـ عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن أبنه عن عبد الله بن بخر ، عن عبد الله بن مكان ، عنم رواه عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام ، قال : قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد الأنصاري في برّ الوالدين في قول الله عز وجلّ :( وبالوالدين احسانا ) ـ فظننّا أنها الآية التي في بني اسرائيل( وقضى ربك أن لا تعبدوا الاّ اياه «وبالوالدين احسانا ») فلما كان بعد سألته ؟. فقال : هي التي في لقمان( ووصيّنا الانسان بوالديه « حسنا »ان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) فقال : ان ذلك أعظم « من » أن يأمر بصلتهما وحقّهما على كل حال( وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم ) ؟. فقال : لا بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ماذا وحقّهما الاّ عظما الكافي ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٦.

٩٠

اعالة الاولاد

ان موضوع الاعالة موضوع مهّم جدّا ، وقد درسه وتدارسه علماء الاقتصاد من زمن غير قريب ، ولهم فيه الكلام الطويل من نفض وابرام ، ودفع ودخل ، فمنهم من اوجب النفقة ـ اي اعالة الاولاد ـ وهو ما وافق الاحكام الإسلامية ، وطبعاً بحدود حّددها الشرع الشريف ـ راجع كتاب النكاح في الفقه ـ ، وفهم من لا يوجبها ، بل يشكّلها ويعرفها بشكل لا طائل بحته مهما بحثنا ونبحث. وانا اذ أسلمنا وجهنا لله تعالى ، ما لنا وأقوال المخلوق له جل وعلا في امور قد شرّع لها نهجا قويما مستقيما ، كما قد أعضينا عن التفلسف فيما وجب علينا تعبدا.

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد الوليدرحمه‌الله قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدثنا محمّد بن عيسى بن عبيد عن زكريا المؤمن ، رفعه الى ابي عبد الله الصلاة والسلام قال : من عال ابنتين او اختين او عمتين او خالتين حجبتاه من النار.. الخصال ص٣٠ ، باب الاثنين ، الحديث ١٤.

٩١

النفقة على الوالد

من الواضع المهمّه في الشرع المقدّس ، هو موضوع النفقه ، وهذا الموضوع الذي قد اقلق أدفعه المفكرين العصرييّن ، فانهم كلما يحاولون أن يجعلوا النفقه كلّ على عاتقه ، ويقننوا بهذا الصدد قانونا يرون العيب والنقص باوزان في يرمون اليه ، فان أيّ كفه يرجحونها بتقى الأخرى موجوحه ، ويبان الخلل في دستورهم ، فلا مفّر الاّ الى المشرّع الخالق ، ولا مناص الاّ الالتجاء الى ما سنّه هو جلّت عظمته فلن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن تجد لسنته الله تحويلا.

١ ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسنرحمه‌الله قالا : حدّثنا محمد بن يحيى العطار ، واحمد بن ادريس جميعا عن محمد بن احمد ، عن موسى بن عمر ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن حريز عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام ، قال ( حريز ) قلت من الذي أجبر عليه وتلزمني نفقته : قالعليه‌السلام : الوالدين ، الولد ، والزوجة الخصال ، باب الاربعة ، ص ٢٠١ ، الحديث ١٠٩.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسنرحمه‌الله ، قال :حدثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن محمد بن احمد ، عن أبي اسحاق ابراهيم بن هاشم عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي ، عن عدة من اصحابنا يرفعونه

٩٢

الى أبي عبد الله عليه التحيّات الزاكيات من الله ، أنه قالعليه‌السلام : خمسة لا يعطون من الزكوة ، الولد. والوالدين. والمرأة. والمملوك. لأنّه يجبر « الرجل » على النفقه عليهم الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٣٤ ، الحديث ٤٥.

٣ ـيسئلونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين و الاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ، وما تفعلوا من خير فان الله به عليم ( البقرة ـ ٢١٥ ).

٩٣

الدعاء

لكل شيء ـ مهما صغر أو كبر ـ أثر ، والآثار تتعلق بالدنيا والآخرة ، ومما روئي منه اعجب الآثار هو الدعاء ، فقد جرّب أن بعض الأدعية تشقّ طريقها الى الاستجابة كالسيف الصارم ، كيف لايكون كذلك والدعاء من البعض اقرب الى هدف الاستجابه.

١ ـ حفظ عنهم: : أن ستة لا تحجب لهم عن الله تعالى دعوة : منهم الوالد البار لولده ، والولد الصالح لوالده معدن الجواهر ، باب ما جاء في ستة ، ص ٥٥.

٢ ـ حدثنا ابو الحسين محمّد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد احمد بن الحسين ، قال : حدثنا ابو يزيد احمد بن خالد الخالدي ، عن محمد بن احمد بن صالح التميمي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثني انس بن محمد ابو مالك ، عن ابيه عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن ابي طالب: ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : في وصيته له ، يا علي اربعة لا تردّ لهم امام عادل ، ووالد لولده ، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب. والمظلوم يقول الله جل جلاله وعزتي وجلالي لانتصرنّ لك ، ولو بعد

٩٤

حين الخصال ، باب الاربعة ، ص ١٥٧ ، الحديث ٤.

٣ ـ عن « الجعفريات » قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اياكم ودعوة الوالد ! فانها ترفع السحاب حتى ينظر الله اليها ، فيقول : الىّ حتى استجيب له ، فايّاكم و دعوه الوالد فانها احد من السيف ذرايع البيان ، ص ١٩٩ ، تكملة.

٤ ـ عن « الجعفريات » عن الراوندي بسند طويل ، عن سلمة بن وردان ، قالت : سمعت أنس بن مالك يقول : ارتقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر درجة ، فقال : آمين. ثم ارتقى الدرجة الثانية ، فقال : آمين. ثم ارتقى الدرجة الثالثة ، فقال : آمين. ثم استوى فجلس. فقال اصحابه على ما أمّنت يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال : أتاني جبرائيل فقال : رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت آمين. فقال : رغم أنف امرئ ادرك ابويه فلم يدخل الجنّة فقلت آمين. فقال : رغم انف امرئ ادرك شهر رمضان فلم يغفر له فقلت آمين ذرايع البيان ، ص ٢٠٠ ، تكمله.

٥ ـ قال سيد الانامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاث دعوات لا ترد أ ـ دعوة الوالد لولده. ب ـ ودعوة الصائم. ج ـ ودعوة المسافر غوالي الدرر ، حرف الثاء ، ص ٣٠.

٦ ـ قال ايضاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته المصدر السابق ، حرف الدال ص ٦٠.

٩٥

٧ ـ «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا » ( بني اسرائيل ـ ٢٤ ).

٨ ـ قال صاحب مجمع البيان : معناه أدع لهما بالمغفرة والرحمة في حياتهما وبعد مماتهما جزاء لتربيتهما ايّاك في صباك ، وهذا ان كانا مؤمنين ، وفي دلالة أنّ دعاء الولد لوالده الميّت مسموع والاّ لم يكن للامر به معنى ج ٦ ، ص٤١٠ ، ذيل آيه ( وقل رب ) من سوره بني اسرائيل.

٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ين عيسى ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلاة والسلام والتحيات والبركات الى يوم الدين ، آمين ، ادعو لوالديّ اذا كانا لا يعرفان الحق ؟. قالعليه‌السلام أدع لهما ، وتصدّق عنهما ، وان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما ، فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : ان الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق الكافي ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٨.

٩٦

حقوق الوالدين

هل يمكن لعبد يؤدي حقوق الله كما هو حقّه ؟ كلاّ ثمّ كلاّ. ولمّا كان حق الوالدين مشتق من حق الله تبارك وتقدّس كيف يمكن اداءه ! وبغض النظرعن اداء الحق كلّه ، يظن أن لا يمكن اداء قسط ضئيل منه ، فالويل كل الويل للذين لا يسعون في اداء هذا الحق العظيم.

١ ـ قال الصادق عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلوة والسلام : برّ الوالدين من حسن معرفة العبد بالله ، اذ لا عبادة اسرع بلوغا لصاحبها الى رضا الله من برّ الوالدين المؤمنين لوجه الله تعالى ، لأن حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى ، اذا كانا على منهاج الدين والسنه ، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله تعالى الى طاعتهما « معصيته خ ل » ومن اليقين الى الشك ، ومن الزهد الى الدنيا ، ولا يدعو أنهّ الى خلاف ذلك ، فاذا كانا كذلك ـ أي يدعوان الى خلاف طاعة الله تعالى ـ فمعصيتهما طاعتهما معصية ، قال الله تعالى وتقدّس :( وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب اليّ ثم اليّ مرجعكم ) ( لقمان : ١٥ ). جاء في كتاب مصباح الشريعة ، الباب الثاني والسبعون ، ص ٤٨.

٢ ـ وأما في باب المصاحبة « العشرة خ ل » فقاربهما وارفق

٩٧

بهما واحتمل اذا هما بحق « بنحو خ ل » ما احتملا عنك في حال صغرك ، ولا تظيّق عليهما فيما قد وسّع الله عليك من المأكول والملبوس ولا تحوّل وجهك « بوجهك خ ل » عنهما ، ولا ترفع صوتك فوق صوتهما ، فان تعظيمهما من أمر الله ، وقل لهما باحسن القول ، والطف بهما فان الله لا يضيع اجر المحسنين.

٣ ـ قال رسول الانسانيةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ! رضا الله من رضا الوالدين غوالي الدرر ، حرف الياء ص ١٧٢.

٤ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ! سخط الله في سخط الوالدين نفس المصدر.

٩٨

حق الولد على الوالد

كما أن للوالد حق على الولد ، كذلك للولد حق على الوالد ، ولو أن كلاهما عرف حق صاحبه وأدّاه لازداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوئهما ، ولشملتها رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة ، وما المطلوب سواها.

١ ـ ثم من حق الولد على الوالد ما قاله أحد الحكماء : اعلم أن لولدك عليك سبعة حقوق : تتخيّر أمة ، واسمه ، وظئره ( المرضعة ) ، وتعلّمه كتاب الله عز وجلّ ، والخط ، والحساب ، والسباحة معدن الجواهر ، باب ما جاء في سبعة ، ص ٦١.

٢ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص ٤٩.

٩٩

الفريضة

من الفرائض ما لا مانع من مبادلتها بغيرها ، مثل خصال كفّارة الصوم مثلا. فالمكلّف ان عجز عن صوم شهرين متتابعين ، له أن يبدّلها بالعتق او الاطعام. ومنها ما لا مجال لتبديلها مع بقاء عنوانها الأولى كما أن للفرائض درجات وأحجام ، فمنها ما تكن صغيرة ومنها ما تكن اكبر ، ومن كبرائها برّ الوالدين التى لا تتبدل بغيرها من البرّ و الحسنات.

١ ـ من كلمات مولانا امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه أنه قال بر الوالدين اكبر فريضة جاء في كتاب درر الكلم.

٢ ـ وقال تعالى :( وبالوالدين احسانا ) النساء آية ٣٦ والبقرة آيه ٨٣ والأنعام آية ١٥١. والاسراء آية ٢٣.

٣ ـ قال شيخنا العلامة المجلسي « ره » في ج ١٦ ص ١٤ من ( بحار الانوار ) نقلا عن الكافي مسندا عن على بن ابراهيم وابن محبوب وأبي ولاد الحنّاطرحمه‌الله أنه قال : سألت ابا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عز وجل( وبالوالدين احسانا ) ما هذا الاحسان ؟ فقالعليه‌السلام : الاحسان ، ان تحسن صحبتهما وأن

١٠٠