مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٩

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 469

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
تصنيف: الصفحات: 469
المشاهدات: 248274
تحميل: 3341


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 469 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248274 / تحميل: 3341
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 9

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الصامتون وبقينا(٢) .

وكان بعض أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يضع حصاة في فيه، فإذا أراد أن يتكلّم بما علم أنّه لله وفي الله ولوجه الله، أخرجها [ من فمه ](٣) وأن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى، وإنما سبب هلاك الخلق ونجاتهم الكلام والصمت، فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام وصوابه، وعلم الصمت وفوائده، فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء، ومن علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت، ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وائتمنه على خزائنه، كان كلامه وصمته كلّه عبادة، ولا يطلع على عبادته إلّا الملك الجبار ».

[١٠٠٨٩] ١٧ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك ».

[١٠٠٩٠] ١٨ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « والسكوت كالذهب، والكلام كالفضة ».

[١٠٠٩١] ١٩ - أبو يعلى الجعفري في كتاب نزهة الناظر: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ثلاثة لا يصيبون إلّا خيراً: أولو الصمت، وتاركو الشرّ، والمكثرون ذكر الله عزّوجلّ » الخبر.

__________________

(١) (٢) في المخطوط « يقيناً » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٧ - الجعفريات ص ٢٣١.

١٨ - الجعفريات ص ٢٣٢.

١٩ - نزهة الناظر ص ٥٣.

٢١

[١٠٠٩٢] ٢٠ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه - إلى أن قال - وكان أكثر دهره صامتاً - إلى أن قال - وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على أن(١) يسمع أحرص منه على أن يتكلم - إلى أن قال - فعليكم بهذه الخلائق(٢) فالزموها ».

[١٠٠٩٣] ٢١ - البحار، عن الديلمي في أعلام الدين: عن ابن ودعان في أربعينه، بإسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما، عظيم أجرهما، لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق ».

١٠١ -( باب اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب على السكوت)

[١٠٩٤] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه، فزن كلامك واعرضه على العقل، فإن كان لله وفي الله فتكلّم به، وإن كان غير ذلك فالسكوت أولى(١) » الخبر.

[١٠٠٩٥] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال:

__________________

٢٠ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٣ ح ٢٨٩.

(١) في المصدر: ما.

(٢) كذا في المصدر، وفي المخطوط: الأخلاق.

٢١ - البحار ٧٧ ص ١٧٩.

الباب ١٠١

١ - مصباح الشريعة ص ٢٦٠.

(١) في المصدر: خير منه.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٩٣ ح ١٧٥.

٢٢

« السكوت عند الضرورة بدعة ».

١٠٢ -( باب وجوب حفظ اللسان مما لا يجوز من الكلام)

[١٠٠٩٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يعذّب اللسان بعذاب لا يعذّب به شئ من الجوارح، فيقول: أي ربّ، عذبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً من الجوارح، قال: فيقال: خرجت منك كلمة بلغت(١) مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام، وأخذ بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام، فوعزّتي لأعذبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئاً من جوارحك ».

[١٠٠٩٧] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنّة له مفتحة ».

[١٠٠٩٨] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك ».

__________________

الباب ١٠٢

١ - الجعفريات ص ١٤٧.

(١) في المصدر: يلهث.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٣ - الجعفريات ص ٢٣١.

٢٣

[١٠٠٩٩] ٤ - مجموعة الشهيد (ره): قيل للحسين بن عليعليهما‌السلام : ما الفضل؟ قال: « ملك اللسان، وبذل الإحسان » قيل: فما النقص؟ قال: « التكلّف لمّا لا يعنيك ».

[١٠١٠٠] ٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « كان أبو ذر يقول في عظته: يا مبتغي العلم إنّ هذا اللسان مفتاح كلّ خير ومفتاح كلّ شرّ، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك ».

الطبرسي في(١) المشكاة: نقلاً من المحاسن، عنه: مثله.

[١٠١٠١] ٦ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إمسك لسانك، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك ».

[١٠١٠٢] ٧ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من حفظ لسانه، ستر الله عورته ».

[١٠١٠٣] ٨ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان في شئ شؤم ففي اللسان ».

[١٠١٠٤] ٩ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام في وصيّته

__________________

٤ - مجموعة الشهيد.

٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٦.

(١) مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٦ - ٨ - مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٩ - الاختصاص ص ٢٢٩.

٢٤

إلى محمّد بن الحنفية: واعلم أن اللسان كلب عقور إنّ خليته عقر، وربّ كلمة سلبت نعمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ».

[١٠١٠٥] ١٠ - وعن الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « ان لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله، الله [ فينا ](١) ويناشدونه(٢) ، ويقولون: إنّما نثاب بك، ونعاقب بك ».

[١٠١٠٦] ١١ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان ».

[١٠١٠٧] ١٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: طوبى لمن كان صمته فكراً، ونظره عبراً، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم الناس من يده ولسانه ».

[١٠١٠٨] ١٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: وفي الخبر: « ما من صباح إلّا وتكلّم الأعضاء اللسان، فتقول: إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت أعوججنا ».

__________________

١٠ - الاختصاص ص ٢٣٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) كذا في المصدر، وفي المخطوط: فيناشدونه.

١١ - الاختصاص ص ٢٤٩.

١٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥١.

١٣ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٥

١٠٣ -( باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى)

[١٠١٠٩] ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي(١) القلب، وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب ».

[١٠١١٠] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها، وهي تقول: الحمد لله مات شهيداً، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف أيّتها المرأة؟ فلعلّه كان يبخل بما لا يضره، ويقول فيما لا يعنيه ».

[١٠١١١] ٣ - زيد الزراد في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في صفات المؤمنين: « ألسنتهم مسجونة، وصدورهم وعاء لسرّ الله، إن وجدوا له أهلاً (نبذوه إليه نبذاً)(١) وإن لم يجدوا له أهلاً ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها، وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شئ، خزّان

__________________

الباب ١٠٣

١ - مجمع البيان ج ١ ص ١٣٩.

(١) في المصدر: تقسي.

٢ - الجعفريات ص ٢٠٧.

٣ - أصل زيد الزراد ص ٧.

(١) كذا في المصدر، وفي المخطوط: نبدوا.

٢٦

العلم، ومعدون [ الحلم و ](٢) الحكم، وتبّاع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أكياس يحسبهم المنافق (خرسا عمياً بلهاً)(٣) ، وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، أنّهم لا كياس، فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة، صفوة الله، أسكنتهم الخشية [ لله ](٤) واعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسرّه » الخبر.

[١٠١١٢] ٤ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه ».

[١٠١١٣] ٥ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: إن آدمعليه‌السلام لمّا كثر ولده وولد ولده، كانوا يتحدثون عنده وهو ساكت، فقالوا: يا أبه مالك لا تتكلم؟ فقال: يا بني ان الله جل جلاله، لمّا أخرجني من جواره، عهد إليّ وقال: أقل كلامك ترجع إلى جواري.

[١٠١١٤] ٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن معاوية بن وهب، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « كان أبي يقول: قم بالحق، ولا تعرض لمّا نابك، واعتزل عمّا لا يعنيك ».

[١٠١١٥] ٧ - وعنهعليه‌السلام قال: « استمعوا مني كلاماً هو خير من

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: خرساء وعمياء وبلهاء.

٤ - تفسير القمي ج ٢ ص ٧١، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٣ و ج ٩٦ ص ١١٧ ح ٩.

٥ - قصص الأنبياء ص ١٨، وعنه في البحار ج ١١ ص ١٨٠ و ج ٧١ ص ٢٨٣.

٦ - الاختصاص ص ٢٣٠، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٨ ح ٤٦.

٧ - الاختصاص ص ٢٣١.

٢٧

الدّهم الموقفة(١) : لا تكلّمن بما لا يعنيك، ودع كثيراً من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً، فرب متكلّم بحقّ في غير موضعه فعنت ».

[١٠١١٦] ٨ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « ما أحسن الصمت إلّا من عيّ، والمهذار له سقطات ».

[١٠١١٧] ٩ - الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: قال: قيل للقمان: الست عبد آل فلان؟ قال: بلى، قيل: فما بلغ بك ما ترى(١) ؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني، وغضّي بصري، وكفّي(٢) لساني، وعفّتي في طعمتي، فمن نقص عن هذا فهو دوني، ومن زاد عليه فهو فوقي، ومن عمله فهو مثلي.

[١٠١١٨] ١٠ - الشهيد الثاني في منية المريد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنّ موسىعليه‌السلام لقي الخضرعليه‌السلام ، فقال: أوصني، فقال [ الخضر ](١) يا طالب العلم ان القائل أقلّ ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدّثتهم - إلى أن قال - ولا تكونن مكثاراً (في المنطق)(٢) مهذاراً، أنّ كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي

__________________

(١) كان في الأصل: الموقوفة، وفي المصدر: المدقوقة، وكلاهما تصحيف، والصحيح ما أثبتناه في المتن، وهي صفة مدح للخيل « انظر لسان العرب ج ٩ ص ٣٦١ ».

٨ - الإختصاص ص ٢٣٢.

٩ - مجموعة ورّام ج ٢ ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: نرى.

(٢) في المصدر: وكف.

١٠ - منية المريد ص ٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: بالنطق تكن.

٢٨

مساوئ السخفاء، ولكن عليك بذي اقتصاد فإنّ ذلك من التوفيق والسداد » الخبر.

[١٠١١٩] ١١ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: « مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام على قوم من أخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، وهم قعود في بعض المساجد، في أوّل يوم من شعبان، [ و ](١) إذا هم يخوضون في أمر للقدر وغيره ممّا اختلف فيه الناس، قد ارتفعت أصواتهم، واشتدّ فيه محكهم(٢) وجدالهم، فوقف عليهم فسلّم فردّوا عليه، وأوسعوا له، وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثم قال لهم(٣) :

يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولم يرد عليهم، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتتهم(٤) خشيته من غير عيّ(٥) ولا بكم، وأنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألباء العالمون بالله وأيّامه ».

[١٠١٢٠] ١٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الكلام إظهار ما في قلب المرء، من الصفاء والكدر والعلم والجهل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه،

__________________

١١ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٦٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) المحك، المشارَّة والمنازعة في الكلام. والحك: التمادي في اللجاجة (لسان العرب ج ١٠ ص ٤٨٦).

(٣) في المصدر زيادة: وناداهم.

(٤) في المصدر: أسكنتهم.

(٥) وفيه: صم.

١٢ - مصباح الشريعة ص ٢٥٩.

٢٩

فزن كلامك واعرضه على العقل والمعرفة(١) ، فإن كان لله وفي الله فتكلم به، وإن كان غير ذلك فالسكوت خير منه، وليس على الجوارح أخفّ مؤونة، وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله، من الكلام في رضاء الله ولوجهه، ونشر آلائه ونعمائه في عباده، ألا ترى أنّ الله عزّوجلّ لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسرّ إليهم من مكنونات علمه، ومخزونات وحيه غير الكلام، وكذلك بين الرسل والأمم، ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والكلف(٢) والعبادة وكذلك لا معصية أثقل(٣) على العبد وأسرع عقوبة عند الله، وأشدّها ملامة وأعجلها سامة عند الخلق منه.

واللسان ترجمان الضمير وصاحب خير القلب، وبه ينكشف ما في سرّ الباطن، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة، والكلام خمر تسكر(٤) القلوب والعقول ما كان منه لغير الله عزّوجلّ، وليس شئ أحقّ بطول السجن من اللسان ».

[١٠١٢١] ١٣ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « راحة الإنسان في حبس اللسان، سكوت اللسان سلامة الإنسان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بلاء الإنسان من اللسان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سلامة الإنسان في حفظ

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) الكلفة: المشقة والجمع كلف كغرفة وغرف (مجمع البحرين ج ٥ ص ١١٥)، وفي المصدر: الطف العبادة.

(٣) في المصدر: اشغل.

(٤) في المصدر: يسكر.

١٣ - جامع الأخبار ص ١٠٩ - ١١٠.

٣٠

اللسان(١) ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « البلاء موكّل بالمنطق ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فتنة اللسان أشدّ من ضرب السيف ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تقى(٢) من مؤونة لقلقه(٣) ، وقبقبه(٤) ، وذبذبه(٥) ، دخل الجنّة ».

وفي رواية أخرى: « من حفظ لقلقه، وقبقبه، وذبذبه، دخل الجنّة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله تعالى عند لسان كلّ قائل ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ».

[١٠١٢٢] ١٤ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه(١) عمّن ذكره عن الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام : « أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: جمع الخير كلّه في ثلاث خصال: النظر،

__________________

(١) عنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٦ ح ٤٢.

(٢) في نسخة: وقى.

(٣) اللقلق: اللسان، (النهاية ج ٤ ص ٢٦٥).

(٤) القبقب: البطن، (النهاية ج ٤ ص ٧).

(٥) الذبذب: الذكر، (النهاية ج ٢ ص ١٥٤).

١٤ - المحاسن ص ٥ ح ١٠.

(١) ليس في المصدر.

٣١

والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبراً(٢) ، وسكوته فكراً(٣) وكلامه ذكراً، وبكى على خطيئته، وأمن(٤) الناس شرّه ».

[١٠١٢٣] ١٥ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن ابن ودعان في أربعينه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رحم الله عبداً تكلّم فغنم، أو سكت فسلم، إنّ اللسان أملك شئ للإنسان، ألا وأنّ كلام العبد كلّه عليه إلّا ذكر الله تعالى، أو امر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو إصلاح بين المؤمنين » فقال له معاذ بن جبل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما نتكلم؟ فقال له: « وهل تكبّ(١) الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه » الخبر.

[١٠١٢٥] ١٦ - العلامة الكراجكي في كنزه: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من وقى شرّ ثلاث فقد وقى الشرّ كلّه: لقلقه، وقبقبه وذبذبه » فلقلقه: لسانه، وقبقبه: بطنه، وذبذبه: فرجه.

[١٠١٢٥] ١٧ - الصدوق في العيون والمعاني وغيره: بأسانيدهم عن

__________________

(٢) في المصدر: اعتباراً.

(٣) في المصدر: فكره.

(٤) كان في المخطوط: فأمن، وما أثبتناه من المصدر.

١٥ - البحار ج ٧٧ ص ١٧٨.

(١) في المصدر: يكب.

١٦ - كنز الفوائد ص ١٨٤.

١٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٣١٩، ومعاني الأخبار ص ٨٣.

٣٢

الحسن بن عليعليهما‌السلام ، عن خاله هند - في حديث وصفه حلية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - قال: « قال: قد تركصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه » الخبر.

[١٠١٢٦] ١٨ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته، فأسكتتهم عن المنطق، وأنّهم لفصحاء عقلاء - إلى أن قال - يا هشام المتكلمون ثلاثة: فرابح، وسالم، وشاجب، فأمّا الرابح: فالذاكر لله، وأمّا السالم: فالساكت، وأمّا الشاجب: فالذي يخوض في الباطل، إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذئ قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه ».

[١٠١٢٧] ١٩ - الطبرسي في المشكاة: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « العالم لا يتكلّم بالفضول ».

[١٠١٢٨] ٢٠ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من فقه الرجل، قلّة كلامه فيما لا يعنيه ».

[١٠١٢٩] ٢١ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « من كثر كلامه، كثر كذبه ».

__________________

١٨ - تحف العقول ص ٢٩٤.

١٩ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

٢٠ - الأخلاق: مخطوط.

٢١ - الأخلاق: مخطوط.

٣٣

[١٠١٣٠] ٢٢ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمّد بن عمر بن سالم(١) ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف، عن محمّد بن يزيد، عن أحمد بن رزق(٢) ، عن أبي زياد الفقيمي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من حسن إسلام المرء، تركه الكلام فيما لا يعنيه ».

[١٠١٣١] ٢٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ الله يحبّ الحيّ العيّ(١) المتعفّف، وإنّ الله يبغض البليغ من الرجال ».

[١٠١٣٢] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون(١) المتشدّقون(٢) ».

__________________

٢٢ - أمالي المفيد ص ٣٤ ح ٩.

(١) كان في المخطوط: مسلم وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه، كما في المصدر، انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٦ ح ٩٥٣، ويظهر ذلك من المراجعة إلى الأمالي، كما في الصفحة ١٤ و ٣٤.

(٢) كان في المخطوط « أزرق » وهو تصحيف وصحته ما أثبتناه، كما في المصدر، راجع معجم الرجال ج ٢ ص ١١٥.

٢٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٠ ح ١٢٨.

(١) في المصدر: العيي.

٢٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٢ ح ١٣٥.

(١) المتفيهقون: الذين يظهرون للناس أنهم ذوو فهم وذكاء ليقربوهم ويعظموهم، (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣١).

(٢) المتشدقون: جمع متشدق، وهو المتوسع في الكلام، والمتفاصح فيه من دون سبب، (لسان العرب ج ١٠ ص ١٧٣).

٣٤

[١٠١٣٣] ٢٥ - الشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته للشيخ شمس الدين محمّد بن تركي(١) : روى عن رجل من المجاهدين قتل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الغزوات، فأتته أمّه وهو شهيد بين القتلى، فرأت في بطنه حجر المجاعة مربوطاً لشدّة صبره وقوّة عزمه، فمسحت عليه وقالت: هنيئاً لك يا بني، فسمعها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها: « مه - أو نحوها - لعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه ».

١٠٤ -( باب استحباب مداراة الناس)

[١٠١٣٤] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا محمّد ربّك يقرئك السلام ويقول لك: دار خلقي ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بتبليغ الرسالة ».

[١٠١٣٥] ٢ - وعن الباقرعليه‌السلام : سئل(١) عن رجل خبيث قد لقي منه جهداً، هل ترى مكاشفته أم مداراته؟ فكتب إليه: « المداراة خير لك من المكاشفة، إن مع العسر يسرا، فإن العاقبة للمتقين ».

__________________

٢٥ - البحار ج ١٠٨ ص ١٠٥.

(١) صورة الإجازة موجودة في: روضات الجنات ج ١ ص ٢٧، والبحار ج ١٠٨ ص ٨٩ ح رقم ٤٤، والذريعة ج ١ ص ١٣٤ ح تحت رقم ٦٢٧ فراجع.

الباب ١٠٤

١ - مشكاة الأنوار ص ١٧٧.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

(١) في المخطوط زيادة « عنه »، حذفت لاستقامة المعنى.

٣٥

[١٠١٣٦] ٣ - الإمام أبو محمّد العسكريعليه‌السلام في تفسيره: في قوله تعالى:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) ، قال الصادقعليه‌السلام (٢) : « قولوا للناس كلّهم حسناً - مؤمنهم ومخالفهم - أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان، فإن استتر من ذلك(٣) يكف شرورهم عن نفسه، وعن إخوانه المؤمنين.

قال الإمامعليه‌السلام : إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منزله، إذ استأذن عليه عبد الله بن أبي سلول، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس أخو العشيرة ائذنوا له، فأذنوا له، فلمّا دخل أجلسه وبشر في وجهه، فلمّا خرج قالت عائشة: يا رسول الله، قلت فيه ما قلت، وفعلت به من البشر ما فعلت » فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عويش يا حميرا، إنّ شرّ الناس عند الله يوم القيامة، من يكرم اتقاء شرّه.

وقال الإمامعليه‌السلام (٤) : ما من عبد ولا أمة داري عباد الله بأحسن المداراة، ولم يدخل بها في باطل، ولم يخرج بها من حقّ، إلّا جعل الله نفسه تسبيحاً، وزكّى أعماله، وأعطاه لصبره على كتمان

__________________

٣ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٤٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٠١ ح ٤٢.

(١) البقرة ٢: ٨٣.

(٢) في المخطوط زيادة « قال » حذفت لاستقامة المعنى.

(٣) في المصدر: ذاك.

(٤) نفس المصدر ص ١٧.

٣٦

سرّنا، واحتمال الغيظ لمّا يحتمله(٥) من أعدائنا، ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله.

[١٠١٣٧] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « نروي أنّ الله تبارك وتعالى، أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي آخذك بمداراة الناس، كما آخذك بالفرائض.

ونروي أن المؤمن آخذ عن الله عزّوجلّ الكتمان، وعن نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مداراة الناس.

وعن العالمعليه‌السلام : الصبر في البأساء والضراء ».

[١٠١٣٨] ٥ - أبو علي محمّد بن همام في كتاب التمحيص: عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال: « لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنة من وليّه، فأمّا السنة من ربّه فكتمان السر، وأمّا السنة من نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمداراة الناس، وأمّا السنة من وليّه، فالصبر في البأساء والضراء ».

[١٠١٣٩] ٦ - محمّد بن علي الخزاز في كفاية الأثر: عن أحمد بن محمّد بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله الواسطي، عن محمّد بن أحمد الجمحي(١) ، عن هارون بن يحيى عن عثمان بن عثمان بن خالد، عن

__________________

(٥) في المصدر: يسمعه.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

٥ - التمحيص ص ٦٧ ح ١٥٩.

٦ - كفاية الأثر ص ٢٣٩.

(١) كان في المخطوط « الحجمي » وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٢٤.

٣٧

أبيه، قال مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمّداًعليه‌السلام ، والحسن وعبد الله وعمر وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمّد بن عليعليهما‌السلام وكنّاه بالباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في وصيّته أن قال: « يا بنيّ، إن العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم أبقى، واللسان أكثر هذراً، واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافرها في كلمتين، إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلّا عن شئ قد عرفه وفطن له » الخبر.

[١٠١٤٠] ٧ - السيد علي بن طاووس في فتح الأبواب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لسلمان: « يا سلمان، إن الناس لو قارضتهم قارضوك(١) ، وإن(٢) تركتهم لم يتركوك، وإن(٣) هربت منهم أدركوك، قال: فاصنع ماذا؟ قال أقرضهم عرضك ليوم فقرك ».

[١٠١٤١] ٨ - وجدت منقولاً عن خطّ الشهيد الثاني، منقولاً عن خط الشهيد الأول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « كمال الأدب والمروّة في سبع خصال: العقل، والحلم، والصبر، والرفق، والصمت، وحسن الخلق، والمداراة ».

[١٠١٤٢] ٩ - وروي أنه سمع سليمان عصفوراً يقول للهدهد: ما رأيت أحسن من لقائك للحداة والباز وهما عدوّاك، فقال الهدهد: يا أخي

__________________

٧ - فتح الأبواب ص ٦٧.

(١) اي إن سببتهم ونلت منهم سبوك، (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٢٧).

(٢) في المصدر: فان.

(٣) في المصدر: فان.

٨ - مجموعة الشهيد

٩ - مجموعة الشهيد

٣٨

من حسنت مداراته طابت حياته، فقال سليمان: صدق والله الهدهد.

[١٠١٤٣] ١٠ - البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري: قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيما أوصى به رفاعة بن شدّاد البجلي في رسالة إليه: « دار المؤمن ما استطعت، فإن ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله [ وله يكون ثواب الله ](١) وظالمه خصم الله، فلا تكن خصمه ».

[١٠١٤٤] ١١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس ».

١٠٥ -( باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة)

[١٠١٤٥] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب ابتلاء المؤمن: عن الصادقعليه‌السلام قال: « [ والله ](١) ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن ».

ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن ابن مسلم،

__________________

١٠ - البحار ج ٧٤ ص ٢٣٠ عن كتاب قضاء الحقوق ح ٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

١١ - الغايات ص ٦٦.

الباب ١٠٥

١ - المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٩

عن أحدهماعليهما‌السلام : مثله(٢) .

[١٠١٤٦] ٢ - وعن أبان بن تغلب: قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن حق المؤمن على المؤمن، قال: « حقّ المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم به لكفرتم ».

[١٠١٤٧] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « والله ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن، فقال: إن المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة.

وقال: إن المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله فلا يخونه، ولا يخذله، ومن حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يلبس ويعرى أخوه، وما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم.

وقال: أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإذا احتجت فسله، وإذا سألك فتعطه، ولا تمله خيراً ولا يمله لك، كن له ظهيراً فإنه لك ظهير، إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد زره وأجلّه(١) وأكرمه، فإنه منك وأنت منه، وإن كان عاتباً فلا تفارقه حتى تسلّ سخيمته(٢) ، وإن أصابه خير فاحمد الله عزّوجلّ، وإن أبتلي فاعطه، وتحمّل عنه واعنه ».

__________________

(٢) الغايات ص ٧٢.

٢ - المؤمن ص ٥٥ ح ١٤٢.

٣ - المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥.

(١) في المصدر: وأجلله.

(٢) السخيمة: الحقد في النفس (النهاية ج ٢ ص ٣٥١).

٤٠