بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 639
المشاهدات: 222544
تحميل: 7010


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 222544 / تحميل: 7010
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 14

مؤلف:
العربية

كتاب بهج الصباغة

في شرح نهج البلاغة

المجلد الثالث عشر

الشيخ محمد تقي التّستري

١

المجلد الرابع عشر

٢

الفصل الخمسون في وصف الانصار و طوائف قريش و تميم و في الشعراء

٣

١ الحكمة ( ٤٦٥ ) و قالعليه‌السلام في مدح الأنصار :

هُمْ وَ اَللَّهِ رَبَّوُا اَلْإِسْلاَمَ كَمَا يُرَبَّى اَلْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ اَلسِّبَاطِ وَ أَلْسِنَتِهِمُ اَلسِّلاَطِ قول المصنّف : « و قالعليه‌السلام في مدح الأنصار » في ( الأغاني ) : حضرت وفود الأنصار باب معاوية فقيل له : استأذن للأنصار و كان عنده عمرو بن العاص فقال له : ما هذا اللقب ارددهم إلى أنسابهم إلى أن قال فدخلوا يقدمهم النعمان بن بشير و هو يقول :

يا سعد لا تجب الدعاء فما لنا

نسب نجيب به سوى الأنصار

نسب تخيره الإله لقومنا

أثقل به نسبا على الكفار

ان الذين ثووا ببدر منكم

يوم القليب هم وقود النار

٤

فقال معاوية لعمرو بن العاص : قد كنّا لأغنياء عن هذا(١) .

و فيه : روى الزهري أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من كان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فلا يبغض الأنصار .

و عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بنو هاشم و الأنصار حلفان ، و بنو امية و ثقيف حلفان(٢) .

و في ( المجازات النبوية ) للمصنف : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصار « أنتم الشعار و الناس الدثار »(٣) و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « الأنصار كرشي و عيبتي »(٤) .

و في ( كامل الجزري ) : قال أبو سعيد الخدري : لمّا أعطى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من غنائم حنين قريشا و قبائل العرب و لم تعط الأنصار شيئا وجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم : لقي النبي قومه فأخبر سعد بن عبادة النبي بذلك فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله :

له : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : ما أنا إلاّ من قومي قال : فاجمع لي قومك .

فجمعهم فأتاهم النبي فقال : ما حديث بلغني عنكم ، ألم آتكم ضلاّلا فهداكم اللَّه بي و فقراء فأغناكم اللَّه بي و أعداء فألّف اللَّه بين قلوبكم بي ؟ قالوا : بلى و اللَّه ، و للَّه و لرسوله المنّ و الفضل فقال : ألا تجيبوني ؟ قالوا : بماذا نجيبك ؟ فقال :

و اللَّه لو شئتم لقلتم فصدقتم « أتيتنا مكذّبا فصدّقناك و مخذولا فنصرناك و طريدا فآويناك و عائلا فواسيناك » أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألّفت بها قوما ليسلموا و وكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا برسول اللَّه إلى رحالكم ، و الذي نفسي بيده لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، و لو سلك الناس شعبا و سلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللّهم ارحم الأنصار و أبناء

____________________

( ١ ) الأغاني ١٦ : ٤٨ .

( ٢ ) لم نعثر عليه في كتب الصحاح المعبّرة .

( ٣ ) المجازات النبوية : ٤١ .

( ٤ ) المجازات النبوية : ٧١ .

٥

الأنصار و أبناء أبناء الأنصار فبكى القوم حتى اخضلو الحاهم و قالوا : رضينا برسول اللَّه قسما و حظا ، و تفرقوا(١) .

و قال كعب بن زهير فيهم :

من سرّه كرم الحياة فلا يزل

في مقنب من صالحي الأنصار

ورثوا المكارم كابرا عن كابر

ان الخيار هم بنو الأخيار

الناظرون بأعين محمرة

كالجمر غير كليلة الأبصار

الباذلون نفوسهم و دماءهم

يوم الهياج و سطوة الجبار

يتطهّرون يرونه نسكا لهم

بدماء من قتلوا من الكفار

فكساه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بردة كانت عليه ، و هي البردة التي عند الخلفاء الآن اشتراها معاوية من ولده(٢) .

و في ( الطبري ) : لما مات أبو امامة أسعد بن زرارة اجتمعت بنو النجار إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : ان هذا الرجل كان منّا فاجعل منّا رجلا مكانه يقيم من أمرنا ما كان يقيمه فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنتم أخوالي و أنا منكم و أنا نقيبكم .

كره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخص بها بعضهم دون بعض ، فكان من فضل بني النجار الذي يعدّ على قومهم ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان نقيبهم(٣) .

و قال ابن أبي الحديد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصار : إنّكم لتكثرون عند الفزع و تقلّون عند الطمع(٤) .

و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعامر بن الطفيل لما توعده : يكفي اللَّه ذلك و أبناء قيلة(٥) .

____________________

( ١ ) الكامل لابن الأثير ٢ : ٢٧١ ٢٧٢ .

( ٢ ) الكامل لابن الأثير ٢ : ٢٧٦ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٢ : ٩ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ١٠٥ .

( ٥ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ١٨٤ .

٦

و قالت الأنصار : لو لا عليعليه‌السلام لأنفنا أن يذكر المهاجرون معنا أو أن يقرنوا بنا ، و لكن ربّ واحد كألف بل كألوف(١) .

و قال الوزير المغربي و كان شديد العصبية للأنصار و لقحطان قاطبة ، و كان ينتمي إلى ازد شنؤة :

ان الذي أرسى دعائم أحمد

و علا بدعوته على كيوان

ابناء قيلة وارثو شرف العلى

و عراعر الأقيال من قحطان

بسيوفهم يوم الوغى و أكفّهم

ضربت مصاعب ملكه بجران

لو لا مصارعهم و صدق قراعهم

خرّت عروش الدين للأذقان

فليشكرنّ محمد أسياف من

لولاه كان كخالد بن سنان(٢)

و قال ابن أبي الحديد و هذا إفراط قبيح منه ، و لا سيما في البيت الأخير(٣) .

قلت : بل ليشكرنّ الأنصار لهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال تعالى .( بل اللَّه يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) (٤) .

قولهعليه‌السلام « هم و اللَّه ربوا » بفتح الباء من التربية .

« الإسلام كما يربى الفلو » بتشديد الواو و ضم الفاء أو فتحها ، أي : المهر لأنّه يفتلى أي يفطم .

في ( المروج ) في ورود النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة و إحداق الأنصار به يقول صرمة النجاري :

ثوى في قريش بضع عشرة حجّة

يذكر لا يلقى صديقا مواتيا

و يعرض في أهل المواسم نفسه

فلم ير من يوفي و لم ير داعيا

____________________

( ١ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ١٨٥ .

( ٢ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ١٨٥ .

( ٣ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ١٨٥ .

( ٤ ) الحجرات : ١٧ .

٧

فلما أتانا أظهر اللَّه دينه

و أصبح مسرورا بطيبة راضيا

و أصبح لا يخشى من الناس واحدا

بعيدا و لا يخشى من الناس دانيا

بذلنا له الأموال في كل ملكنا

و أنفسنا عند الوغى و التآسيا

و نعلم أنّ اللَّه لا ربّ غيره

و أنّ رسول اللَّه للحق رائيا

نعادي الذي عادى من الناس كلّهم

جميعا و إن كان الحبيب المصافيا(١)

و في ( الاستيعاب ) : اختلف إليه ابن عباس حتى تعلّم منه هذه الأبيات(٢) .

« مع غنائهم بأيديهم السباط » قال الجوهري : شعر سبط و سبط :

مسترسل و رجل سبط الجسم إذا كان حسن القد و الاستواء ، قال جندح :

فجاءت به سبط العظام كأنّما

عمامته بين الرجال لواء(٣)

في ( الطبري ) : كان ممّا صنع اللَّه به لرسوله أنّ هذين الحيين الأوس و الخزرج من الأنصار كانا يتصاولان مع النبي تصاول الفحلين ، لا تصنع الأوس شيئا فيه عن النبي غناء إلاّ قالت الخزرج و اللَّه لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند النبي في الاسلام حتى يوقعوا مثلها ، و إذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك ثم ذكر غيلة الأوس لكعب بن الأشرف الذي كان شديدا في عداوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم ذكر غيلة الخزرج في قبالهم لسلام بن أبي الحقيق الخيبري الذي كان أيضا شديدا في عداوته قال : و كان المتصدون لقتله ثمانية ، و كان نهاهم أن يقتلوا وليدا أو امرأة ، و كانت امرأته تصيح فيرفعون السيف عليها فيذكرون نهي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيكفّون أيديهم عنها ثم كلّ منهم يدّعي قتله لما رجعوا ، فنظر النبي إلى أسيافهم فقال : أرى أثر العظام في سيف

____________________

( ١ ) المروج ٢ : ٢٨٧ .

( ٢ ) الاستيعاب ١ : ٣٣٤ .

( ٣ ) الجوهري ٢ : ١١٢٨ مادة سبط .

٨

عبد اللَّه بن أنيس رجل من الثمانية .

و فيه في مجي‏ء قريش إلى بدر : فبعثوا عمير الجمحي و قالوا له احزر لنا أصحاب محمد فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال ثلاثمائة يزيدون أو ينقصون ، و لكن يا معشر قريش رأيت الولايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس لهم منعة و لا ملجأ إلاّ سيوفهم ، و اللَّه ما أرى يقتل رجل منهم حتى يقتل رجل منكم . .

و فيه في مسير النبي إلى بدر ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أشيروا عليّ أيّها الناس و إنّما يريد الأنصار لأنّهم كانوا عدد الناس و كانوا لما بايعوهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعقبة قالوا له : إذا وصلت إلينا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا و نساءنا فكان النبي يتخوّف ألا ترى الأنصار نصرته إلاّ من عدو دهمه بالمدينة ، فقال له سعد بن معاذ : و اللَّه لكأنّك تريدنا يا رسول اللَّه قال : أجل قال : فقد آمنّا بك و صدّقناك فامض لما أردت ، فو الذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ، إنّا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء فسرّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله فقال :

سيروا و ابشروا ، و اللَّه لكأنّي الآن أنظر إلى مصارع القوم(١) .

و في ( المروج ) : دخل قيس بن سعد بن عبادة بعد وفاة عليعليه‌السلام و وقوع الصلح في جماعة من الأنصار على معاوية فقال لهم معاوية : يا معشر الأنصار بم تطلبون ما قبلي ، فو اللَّه لقد كنتم قليلا معي كثيرا عليّ ، و لفللتم حدي يوم صفين حتى رأيت المنايا تلظى في أسنتكم ، و هجوتموني في أسلافي بأشدّ من وقع الأسنة حتى إذا أقام اللَّه ما حاولتم ميله قلتم « ارع وصيّة النبي فينا » هيهات يأبى الحقير الغدرة فقال قيس : نطلب ما قبلك بالإسلام الكافي به اللَّه لا بما تمت إليه الأحزاب ، و أما عداوتنا لك فلو شئت كففنا ، و أما هجاؤنا إيّاك

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٢ : ١٨٤ .

٩

فقول يزول باطله و يثبت حقّه ، و اما استقامة الأمر لك فعلى كره كان منّا ، و اما فلّنا حدّك يوم صفين فانّا كنّا مع رجل طاعته طاعة اللَّه ، و أما وصيّة النبي بنا فمن آمن بالنبي رعاها بعده(١) .

و في ( صفين نصر ) : دعا معاوية النعمان بن بشير و مسلمة بن مخلد و لم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال : يا هذان لقد غمّني ما لقيت من الأوس و الخزرج ، صاروا واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال ، حتى و اللَّه جبنوا أصحابي الشجاع و حتى ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلاّ قالوا قتله الأنصار ، أما و اللَّه لألفينهم بحدّي و حديدي و لأعبين لكلّ فارس منهم فارسا ينشب في حلقه ، ثم لأرمينهم بأعدادهم من قريش رجال لم يغذهم التمر و الطفيشل ، آووا و نصروا و لكن أفسدوا حقّهم بباطلهم فغضب النعمان و قال : يا معاوية لا تلومن الأنصار بسرعتهم في الحرب ، فانّهم كانوا كذلك في الجاهلية ، و أما دعاؤهم إلى النزال فقد رأيتهم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، و اما لقاؤك إيّاهم في أعدادهم من قريش فان أحببت ان ترى فيهم مثل ما رأيت آنفا فافعل ، و اما التمر فانّه كان لنا فلما ان ذقتموه شاركتمونا فيه ، و أما الطفيشل فكان لليهود فلما أكلناه غلبناهم عليه كما غلب قريش على السخينة .

إلى أن قال : و انتهى الكلام إلى الأنصار ، فجمعهم قيس بن سعد و خطبهم فقال : ان معاوية قال ما قد بلغكم و أجاب عنكم صاحبكم ، فلعمري لئن غظتم اليوم معاوية لقد غظتموه بالأمس ، و ان وترتموه في الاسلام لقد وترتموه في الشرك ، و ما لكم اليه ذنب غير نصر هذا الدين أنتم عليه ، فجدوا اليوم جدا تنسونه ما كان أمس ، وجدوا غدا فتنسوه ما كان اليوم ، و أنتم مع هذا الذي كان عن يمينه جبرئيل يقاتل و عن يساره ميكائيل يقاتل و القوم مع

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ١٧ .

١٠

لواء أبي جهل و الأحزاب(١) .

و في ( جمل المفيد ) : قال محمد بن الحنفية : فوقفت بين يدي أبي باللواء ، فقال قيس بن سعد بن عبادة :

هذا اللواء الذي كنّا نحفّ به

مع النبي و جبريل لنا مددا

ما ضرّ من كانت الأنصار عيبته

ألاّ يكون له من غيرهم أحدا

قوم إذا حاربوا طالت أكفّهم

بالمشرفية حتى يفتحوا البلدا(٢)

« و ألسنتهم السلاط » أي : الحداد .

في ( طبقات كاتب الواقدي ) : أقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكّة ما أقام يدعو القبائل إلى اللَّه و يعرض نفسه عليهم نفسه كلّ سنة بمجنة و عكاظ و منى أن يؤووه حتى يبلغ رسالة ربه و لهم الجنّة ، فلا يستجيب له قبيلة بل يؤذى و يشتم ، حتى أراد اللَّه إظهار دينه ساقه إلى هذا الحي من الأنصار ، فانتهى إلى نفر منهم و هم يحلقون رؤوسهم ، فجلس إليهم فدعاهم إلى اللَّه و قرأ عليهم القرآن ، فاستجابوا له و أسرعوا ، فآمنوا و صدقوا و آووا و نصروا و واسوا ، و كانوا أطول الناس ألسنة و أحدّهم سيوفا(٣) .

هذا ، و في ( كامل المبرّد ) : قال رجل من بني مخزوم قلت و هم قوم أبي جهل لرجل من الأنصار : أتعرف الذي يقول :

ذهبت قريش بالمكارم كلّها

و اللؤم تحت عمائم الأنصار

قال : لا و لكن أعرف الذي يقول :

الناس كنوه أبا حكم

و اللَّه كنّاه أبا جهل

____________________

( ١ ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٤٤٥ .

( ٢ ) جمل المفيد : ١٨٢ ١٨٣ .

( ٣ ) الطبقات لابن سعد ١ : ٢١٧ .

١١

أبقت رئاسته لأسرته

لؤم الفروع و دقّة الأصل

و كان يزيد عتب على قوم من الأنصار ، فأمر كعب بن جعيل بهجائهم فقال : أهجو الأنصار فأردّ إلى الكفر ، أدلّك على غلام من الحي نصراني كأن لسانه لسان ثور يعني الأخطل فأمره فقال ذاك البيت ، فدخل النعمان بن بشير على معاوية ، فحسر عمامته عن رأسه ثم قال : يا معاوية أترى لؤما ؟

فقال : ما أرى إلاّ كرما فقال له :

فما لي ثار دون قطع لسانه .

و دونك من يرضيه عنك الدراهم(١) .

و روى ( سنن أبي داود ) عن أنس : أنّ المهاجرين قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذهبت الأنصار بالأجر كلّه قال : لا ما دعوتم اللَّه لهم و أثنيتم عليهم(٢) .

هذا ، و في ( سيرة ابن هشام ) : أسعد أبو كرب تبع الآخر لما قاتل أهل المدينة تزعم الأنصار أنّهم كانوا يقاتلونه بالنهار و يقرونه بالليل ، فيعجبه ذلك منهم و يقول : و اللَّه ان قومنا لكرام(٣) .

و فيه : بلغني عن يحيى بن سعيد أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين افتتح مكة و دخلها قام على الصفا يدعو و قد أحدقت به الأنصار ، فقالوا فيما بينهم : أترون النبي إذ فتح اللَّه عليه أرضه و بلده يقيم بها فلما فرغ من دعائه قال : ما ذا قلتم ؟ قالوا : لا شي‏ء فلم يزل بهم حتى أخبروه فقال النبي : معاذ اللَّه ، المحيى محياكم و الممات مماتكم .

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ١ : ١٥٣ .

( ٢ ) سنن أبي داود ٢ ٣٤٩ حديث ٤٨١٢ .

( ٣ ) سيرة ابن هشام ١ : ١١ .

١٢

٢ الحكمة ( ١٢٠ ) و سئلعليه‌السلام عن قريش فقال :

أَمَّا ؟ بَنُو مَخْزُومٍ ؟ فَرَيْحَانَةُ ؟ قُرَيْشٍ ؟ تُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ وَ اَلنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ وَ أَمَّا ؟ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ ؟ فَأَبْعَدُهَا رَأْياً وَ أَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا وَ أَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا وَ أَسْمَحُ عِنْدَ اَلْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا وَ هُمْ أَكْثَرُ وَ أَمْكَرُ وَ أَنْكَرُ وَ نَحْنُ أَفْصَحُ وَ أَنْصَحُ وَ أَصْبَحُ أقول : و في ( رسالة الجاحظ ) كما في ( ينابيع مودة سليمان الحنفي ) قال عليعليه‌السلام حين سئل عن بني هاشم و بني امية « نحن أنجد و أمجد و أجود و هم أنكر و أمكر و أغدر »(١) .

و قالعليه‌السلام أيضا : نحن أطعم للطعام و أضرب للهام(٢) .

و روى ( موفقيات ابن بكار ) عن عبد اللَّه بن إبراهيم الجمي عن نوفل بن عمارة : قال رجل من قريش لعليعليه‌السلام : أخبرنا عنكم و عن بني عبد شمس قال :

نحن أصبح و أفصح و أسمح فقال الرجل : ما أبقيت للقوم شيئا قال : بلى هم أكثر و أمكر و أنكر(٣) .

و في ( العقد ) : قيل لعليعليه‌السلام : أخبرنا عنكم و عن بني امية فقال : بنو امية أنكر و أمكر و أفجر ، و نحن أصبح و أنصح و أسمح .

و قال الشعبي : قال عليعليه‌السلام : أما بنو هاشم فأطعمها للطعام و أضربها للهام ، و أمّا بنو أمية فأشدّها حجرا و أطلبها للأمر الذي لا ينال فينالونه(٤) .

____________________

( ١ ) ينابيع المودة : ١٥٤ .

( ٢ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥ : ٢٠٨ .

( ٣ ) موفقيات ابن بكار : ٣٤٣ .

( ٤ ) العقد الفريد ٣ : ٣١٥ .

١٣

و في ( العيون ) : قال عليعليه‌السلام : خصصنا بخمس بصباحة و فصاحة و سماحة و رجاحة و حظوة يعني عند النساء(١) .

و سئلعليه‌السلام فقال : هم أغدر و أفجر و أمكر ، و نحن أفصح و أصبح و أسمح .

قول المصنّف : « و سئلعليه‌السلام عن قريش » في ( المروج ) : قريش خمسة و عشرون بطنا : بنو هاشم ، بنو المطلب ، بنو أسد بن عبد العزى ، بنو عبد الدار بن قصي ، بنو زهرة بن كلاب ، بنو تيم بن مرة ، بنو مخزوم ، بنو يقظة ، بنو عدي بن كعب ، بنو سهم ، بنو جمح و هم قريش البطاح ، بنو مالك بن حنبل ، بنو معيص ، بنو عامر ، بنو أسامة بن لؤي ، بنو الأدرم و هم تيم بن غالب ، بنو محارب بن فهم ، بنو الحرث بن عبد اللَّه ، بنو عائذة و هم خزيمة بن لؤي بنو بنانة و هم سعد بن لؤي قريش الظواهر(٢) .

و في ( المعارف ) : النضر بن كنانة أبو قريش ، و ولده مالك و الصلت و صار الصلت في اليمن و رجعت قريش إلى مالك بن النضر فهو أبوها كلّها ، و ولده فهر و الحارث ، و من الحارث أبو عبيدة ، و أما فهر فمنه تفرّقت قبائل قريش و ولده غالب و محارب ، و من محارب ضرار بن الخطاب شاعر قريش في الجاهلية ، و ولد غالب لؤي و تيم و من تيم الأدرم من أعرابهم قال :

ان بني الأدرم ليسوا من أحد

ليسوا إلى قيس و ليسوا من أسد

و لا توفاهم قريش في العدد

و أمّا لؤي فإليه ينتهي عدد قريش و شرفها ، و ولده كعب و عامر و سعد و خزيمة و الحارث و عوف ، و ولد عامر حسل و معيص ، و من معيص ابن ام

____________________

( ١ ) العيون ٤ : ٢٥ .

( ٢ ) المروج ٢ : ٣٢ .

١٤

كلثوم ، و من حسل سهل و سهيل و السكران بنو عمرو و سامة بن لؤي وقع بعمان ، و أما سعد بن لؤي فمنهم عائذة و هم في بني شيبان و مقاس العائذي الشاعر و أمّا كعب بن لؤي فولده مرة و هصيص و عدي ، و من هصيص بنو سهم و بنو جمح و أما عدي فمنهم عمر ، و أما مرة فمنهم تيم رهط أبي بكر و طلحة ، و منهم مخزوم و من مخزوم أبو جهل بن هشام ، و في هشام قالوا :

و أصبح بطن مكّة مقشعرا

كأنّ الأرض ليس بها هشام

و منهم كلاب و ولد كلاب زهرة و قصي ، و زهرة أخوال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، و أمّا قصي و اسمه زيد فسمّي مجمعا لأنّه جمع قبائل قريش و أنزلها مكّة و بنى دار الندوة و أخذ المفتاح من خزاعة و ولده عبد مناف و اسمه المغيرة و عبد الدار و عبد العزى و عبد و قد باد و من عبد العزى خويلد بن أسد أبو خديجة و جد الزبير ، و من عبد الدار آل أبي طلحة قتلوا يوم أحد إلاّ عثمان بن طلحة أسلم فدفع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إليه مفتاح الكعبة و شيبة بن عثمان في ولده المفتاح ، و ولد عبد مناف هاشم و عبد شمس و المطلب و نوفل و من نوفل جبير بن مطعم(١) .

« فقال أمّا بنو مخزوم » بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب قال الجوهري : يقال لكلّ مثقوب مخزوم .

و في ( البيان ) : قال خالد بن صفوان لعبدري : هشمتك هاشم و أمتك امية و خزمتك مخزوم ، و أنت من عبد دارها و منتهى عارها تفتح لها الأبواب إذا أقبلت و تغلقها إذا أدبرت(٢) .

« فريحانة قريش » و في ( البيان ) : سأل معاوية دغفلا عن بني مخزوم

____________________

( ١ ) المعارف : ٦٧ .

( ٢ ) البيان و التبيين ١ : ٣٣٦ .

١٥

فقال : معزى مطيرة ، عليها قشعريرة ، إلاّ بني المغيرة ، فإنّ فيهم تشادق الكلام و مصاهرة الكرام(١) .

و في ( البيان ) : قال معاوية : لا ينبغي أن يكون الهاشمي غير جواد ، و لا الاموي غير حليم ، و لا الزبيري غير شجاع ، و لا المخزومي غير تياه فبلغ ذلك الحسن بن عليعليهما‌السلام فقال : قاتله اللَّه أراد أن يجود بنو هاشم فينفد ما بأيديهم ، و يحلم بنو امية فيتحببوا إلى الناس ، و يتشجع آل الزبير فيفنوا ، و يتيه بنو مخزوم فيبغضهم الناس(٢) .

« تحب حديث رجالهم » قد عرفت أن دغفلا النسابة قال في بني المغيرة :

تشادق الكلام .

هذا ، و من المحبوبين حديثا مالك بن نويرة اليربوعي الذي قتله خالد بن الوليد من قبل أبي بكر غدرا و زنا بامرأته حتى أنكر ذلك عليه عمر ، قال أخوه متمم لعمر : أسرني بنو تغلب في الجاهلية فبلغ ذلك مالكا فجاء ليفتديني ، فلما رآه القوم أعجبهم جماله و حدّثهم فأعجبهم حديثه فأطلقوني له بغير فداء .

« و النكاح في نسائهم » و من نسائهم ام سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و منهن ام سلمة زوجة السفاح .

في ( المروج ) : كانت ام سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد اللَّه بن الوليد بن المغيرة المخزومي عند عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك فهلك عنها ، ثم كانت عند هشام فهلك عنها ، فبينا هي ذات يوم إذ مر بها أبو العباس السفاح و كان جميلا وسيما فسألت عنه فنسب لها ، فأرسلت مولاة لها تعرض عليه أن يتزوجها و قالت لها : قولي له : هذه سبعمائة دينار وجه بها إليّ و كان معها

____________________

( ١ ) البيان و التبيين ١ : ١٢١ .

( ٢ ) البيان و التبيين ٤ : ٦١ .

١٦

مال عظيم و جوهر و حشم فأتته المولاة فعرضت عليه ذلك فقال : أنا مملق لا مال عندي فدفعت إليه المال فأنعم لها و أقبل إلى أخيها فسأله التزويج فزوجه إيّاها ، فأصدقها خمسمائة دينار و أهدى مائتي دينار و دخل عليها من ليلته ، فإذا هي على منصة ، فصعد عليها فإذا كلّ عضو منها مكلّل بالجوهر فلم يصل إليها ، فدعت بعض جواريها فنزلت و غيّرت لبسها و لبست ثيابا مصبغة و فرشت له فراشا على الأرض دون ذلك ، فلم يصل إليها فقالت : لا يضرّك هذا ، كذلك كان يصيبهم مثل ما أصابك فلم تزل به حتى وصل إليها من ليلته و حظيت عنده ، و حلف ألا يتزوج عليها و لا يتسرى ، فولدت له محمدا و ريطة ، و غلبت عليه غلبة شديدة حتى ما كان يقطع أمرا إلاّ بمشورتها و بتدبيرها .(١) .

و في ( نسب قريش مصعب الزبيري ) : بعث عبد الملك بن مروان إلى المغيرة ابن عبد الرحمن المخزومي أن يقدم عليه أراد أن يزوجه اخته زينب فقدم المغيرة أيلة و بها يحيى بن الحكم ، فخطب إليه اخته زينب و جعل له أربعين ألف دينار فزوّجه إيّاها و لما قدم دمشق على عبد الملك خطب إليه زينب فقال له : مررت بعمّك يحيى فخطبها إليّ فزوجتها منه و لم أعلم أن لك فيها حاجة فغضب عبد الملك على عمّه و أخذ كلّ شي‏ء له ، فقال يحيى « كعكتان و زينب » يعني لا ابالي إذا وجدت كعكتين و عندي زينب و كانت زينب تسمى من حسنها الموصولة ، لأنّ كل رب منها كأنّما حسن خلقه ثم وصل إلى الإرب الآخر(٢) .

هذا ، و ورد مدح مطلق نساء قريش ، روى ( الكافي ) عن أحدهماعليهما‌السلام قال :

خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ام هاني بنت أبي طالب فقالت : يا رسول اللَّه اني مصابة في

____________________

( ١ ) المروج ٣ : ٢٦٠ .

( ٢ ) نسب قريش : ٣٠٧ .

١٧

حجري أيتام و لا يصلح لك إلاّ امرأة فارغة فقال النبي : ما ركب الإبل مثل نساء قريش أحناها على ولد و لا أرعى على زوج في ذات يديه(١) .

هذا ، و أتى ابن أبي الحديد بما يضحك الثكلى ، فاقتصر في شرح العنوان على عد رجال مخزوم في الجاهلية و الاسلام و ما قيل فيهم من الأشعار ثم ان ابن أبي الحديد كأنّه كان من أكبر رجال مخزوم و أنف من قولهعليه‌السلام فيهم ، فقال : و يمكن أن يقال قالت مخزوم ما أنصفنا من اقتصر في ذكرنا على أن قال « مخزوم ريحانة قريش تحب حديث رجالهم و النكاح في نسائهم » و لنا في الجاهلية و الإسلام مآثر عظيمة و رجال كثيرة ثم عدّ منهم المغيرة و الوليد بن المغيرة و هشام بن المغيرة و أبا جهل بن هشام و عكرمة بن أبي جهل و عمر بن أبي ربيعة و خالد بن الوليد و ابنه عبد الرحمن و هشام بن إسماعيل و جمعا آخر ، و قال : ينبغي أن يقال إنّهعليه‌السلام لم يقل هذا الكلام احتقارا لهم ، و لكن لما كان أكثر همّه يوم المفاخرة أن يفاخر بني عبد شمس لما بينه و بينهم فلما مر ذكر مخزوم بالعرض قال فيهم ما قال ، و لو كان يريد مفاخرتهم لما اقتصر على ما قال على أن أكثر هؤلاء إسلاميون بعده و علي إنّما يذكر من قبله(٢) .

فإنّ هذا الرجل يدّعي المعرفة و يتكلّم بمثل هذا الكلام ، إلاّ انّه لما كان كثير من الذين قال بامامتهم سابّين لهعليه‌السلام لا غرو منه ان يقتصر على هذا المقدار ، و كان يمكنه اذ أنف لمخزوم أن يقول انّه غير معلوم كون هذا من كلامهعليه‌السلام فقد عرفت ان ( رسالة الجاحظ ) و ( عقد ابن عبد ربه ) و ( عيون ابن قتيبة ) اقتصرت على نقل وصفهعليه‌السلام لهاشم و امية دون مخزوم .

ثم أيّ قيمة لرجال كفار و منافقين و مخالفين عند اللَّه تعالى و عند

____________________

( ١ ) الكافي ٥ : ٣٢٦ ح ٣ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٨٥ .

١٨

رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله و عندهعليه‌السلام ، و قد قال الجاحظ فيما نقل نفسه عنه ان في مخزوم نزل قوله تعالى( و ذرني و المكذِّبين أولي النّعمة ) .(١) و قوله تعالى .( و تركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم ) .(٢) و في الوليد نزل قوله تعالى( ذرني و من خلقتُ وحيداً و جعلت له مالاً ممدوداً و بنين شهوداً ثم يطمع أن أزيد كلا انّه كان عنيداً سأُرهقه صعوداً انّه فكّر و قدّر فقُتل كيف قدّر ثم قُتل كيف قدّر ثم نظر ثم عبس و بسر ثم أدبر و استكبر فقال ان هذا إلا سحرٌ يؤثر ان هذا إلاّ قول البشر سأُصليه سقر و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر لواحة للبشر ) (٣) و قوله تعالى أما من استغنى .

( فأنت له تصدى و ما عليك ألاّ يزّكى ) (٤) و في أبي جهل نزل قوله تعالى( ذق انّك أنت العزيز الكريم ) (٥) و قوله تعالى( فليدع ناديه سندع الزبانية ) (٦) .

و كان أبو جهل أعتى من فرعون ، ففرعون لما أدركه الغرق قال . .

( آمنت أنّه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) .(٧) ( حتى قال له جبرئيل الان ) ( و قد عصيت قبل ) .(٨) و أما أبو جهل فحين قتله ادّعى أنّه غلب على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

و عكرمة بن أبي جهل كان سرّ أبيه ، فروى الزبير بن بكار أنّه لما بويع أبو بكر ندم قوم من الأنصار و ذكروا عليّاعليه‌السلام و هتفوا باسمه و أنّه في داره لم

____________________

( ١ ) المزمل : ١١ .

( ٢ ) الأنعام : ٩٤ .

( ٣ ) المدثر : ١٠ ٢٩ .

( ٤ ) عبس : ٤ ٧ .

( ٥ ) الدخان : ٤٩ .

( ٦ ) العلق : ١٦ ١٨ .

( ٧ ) يونس : ٩٠ .

( ٨ ) يونس : ٩١ .

١٩

يخرج إليهم ، و كان أشدّ قريش على الأنصار نفر سهيل بن عمرو العامري و الحرث بن هاشم و عكرمة بن أبي جهل المخزوميان و هؤلاء أشراف قريش الذين حاربوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم دخلوا في الاسلام و كلّهم موتور قد وتره الأنصار إلى أن قال : فلما بلغ الأنصار قول هؤلاء الرهط قام ثابت بن قيس بن شماس فقال : يا معشر الأنصار إنّما يكبر عليكم هذا القول لو قاله أهل الدين من قريش ، فأما إذ كان من أهل الدّنيا لا سيما من أقوام كلّهم موتور فلا يكبرن عليكم ، فان تكلمت رجال قريش الذين هم أهل الآخرة مثل كلام هؤلاء فعند ذلك قولوا ما أحببتم و إلا فأمسكوا(١) .

و أما خالد بن الوليد فعمدة آثاره فراره بالمسلمين يوم موتة فصار عارا للإسلام ، و لما رجعوا إلى المدينة كان المسلمون يصيحون بهم يا فرار و يحثّون عليهم التراب ، و غدره بجمع من المسلمين زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و قتله لهم بغير حق ، فتبرأ منه و من فعله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و بعث لإرضاء أوليائهم ، و غدره بجمع من المسلمين زمان أبي بكر كما مر و قرره أبو بكر و دافع عنه فعزله عمر ساعة وفاة أبي بكر و قيامه بالأمر لذلك(٢) .

و أما ابنه عبد الرحمن فأحد أعوان معاوية ، و كانعليه‌السلام يلعنه بعد صفين كما يلعن معاوية بعد صلاة غداته و مغربه(٣) .

و أما عمر بن أبي ربيعة فهو الهتاك للمحصنات حتى سمّي بالفاسق و أحرقه اللَّه في الدنيا قبل الآخرة(٤) .

و أما هشام بن اسماعيل فهو أحد من كان يسبّهعليه‌السلام ، فلما عزله الوليد

____________________

( ١ ) أخبار الموفقيات للزبير بن بكار : ٥٨٣ .

( ٢ ) المغازي للواقدي ٢ : ٧٦٤ .

( ٣ ) الغارات : ١٧٤ .

( ٤ ) الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني ١ : ٢٤٨ .

٢٠