وسائل الشيعة الجزء ١

وسائل الشيعة7%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-5503-01-9
الصفحات: 505

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 505 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 313589 / تحميل: 9302
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٠١-٩
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

يَهْدِيَهُ يَشْرَ‌حْ صَدْرَ‌هُ لِلْإِسْلَامِ ) (١) قال: من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنّته ودار كرامته في الاخرة يشرح صدره للتسليم لله، والثقة به، والسكون الى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن اليه، الحديث.

[١٨٤] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ): عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من بلغه عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله.

[١٨٥] ٤ - وعن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من بلغه عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) شيء من(٢) الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان له ذلك الثواب، وإن كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله.

[١٨٦] ٥ - وعن علي بن محمّد القاساني، عمن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له، ومن أوعده على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار.

ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن الحسين وأحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن محمّد، مثله(٣) .

[١٨٧] ٦ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي

____________________

(١) الانعام ٦:.١٢٥

٣ - المحاسن: ٢٥/٢.

٤ - المحاسن: ٢٥/١.

(٢) في المصدر: فيه.

٥ - المحاسن: ٢٤٦/٢٤٣.

(٣) التوحيد: ٤٠٦/٣.

٦ - الكافي ٢: ٧١/١.

٨١

عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له، وإن لم يكن على ما بلغه.

ورواه ابن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) نقلاً من كتاب هشام بن سالم، الذي هو من جملة الاصول، عن الصادق (عليه‌السلام ) مثله(١) .

[١٨٨] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمّد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول: من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه، وإن لم يكن الحديث كما بلغه.

[١٨٩] ٨ - أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال: روى الصدوق، عن محمد بن يعقوب، بطرقه إلى الائمة (عليهم‌السلام ) أنّ من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه، وإن لم يكن الامر كما نقل إليه.

[١٩٠] ٩ - علي بن موسى بن جعفربن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له[ أجر ](٢) ذلك وإن ( لم يكن الامر كما بلغه )(٣) .

١٩ - باب تأكّد استحباب حبّ العبادة والتفرّغ لها

[١٩١] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،

____________________

(١) الاقبال: ٦٢٧.

٧ - الكافي ٢: ٧١/٢.

٨ - عدّة الداعي: ٩.

٩ - إقبال الاعمال: ٦٢٧.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله.

الباب ١٩

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦٧/١.

٨٢

عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: في التوراة مكتوب: يا بن آدم، تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، ولا أكلك(١) إلى طلبك، وعليَّ أن أسُدَّ فاقتك، وأملأ قلبك خوفاً منّي، وإن لا تُفرّغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا، ثمّ لا أسُدّ فاقتك، وأكلك إلى طلبك.

[١٩٢] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبّها بقلبه، وباشرها بجسده، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسر أم على يسر.

[١٩٣] ٣ - وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله (عليه‌السلام ) : قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصدّيقين، تنعّموا بعبادتي في الدنيا، فإنّكم تتنعّمون بها في الاخرة.

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة، مثله.(٢)

[١٩٤] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال - في حديث -: كفى بالموت موعظة، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلاً.

[١٩٥] ٥ - محمد بن علي بن الحسين في كتاب ( العلل ): عن محمّد بن

____________________

(١) أي لا يخلّي الله تعالى بينه وبين طلبه ( راجع مجمع البحرين ٥: ٤٩٥ ).

٢ - الكافي ٢: ٦٨/٣.

٣ - الكافي ٢: ٦٨/٢.

(٢) أمالي الصدوق: ٢٤٧/٢.

٤ - الكافي ٢: ٦٩/١، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٢٦ من أبواب مقدمة العبادات.

٥ - علل الشرائع: ١٣/١١.

٨٣

الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبدالله بن أحمد النهيكي، عن علي بن الحسن الطاطري، عن درست بن أبي منصور، عن جميل بن دَرّاج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : جعلت فداك، ما معنى قول الله عزّ وجلّ:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ الا لِيَعْبُدُونِ ) (١) ؟ فقال: خلقهم للعبادة.

[١٩٦] ٦ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن قول الله عز وجل:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ الا لِيَعْبُدُونِ ) ؟ قال: خلقهم للعبادة، قلت: خاصة أم عامة؟ قال: لا، بل عامة.

[١٩٧] ٧ - وعن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانسَ الا لِيَعْبُدُونِ ) ؟ قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة.

قال: وسألته عن قول الله عزّ وجلّ:( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ الا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ) (٢) ؟ قال: خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) الذاريات ٥١: ٥٦.

٦ - علل الشرائع: ١٤/١٢.

٧ - علل الشرائع: ١٣/١٠.

(٢) هود ١١: ١١٨ و ١١٩.

(٣) تقدّم في الباب ٩ من أبواب مقدمة العبادات.

(٤) يأتي في الباب التالي.

٨٤

٢٠ - باب تأكّد استحباب الجدّ والاجتهاد في العبادة

[١٩٨] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن زيد الشحّام، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - أنه قال له: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد.

[١٩٩] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: جاء جبرئيل (عليه‌السلام ) إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال: يا محمّد، عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك لاقيه.

[٢٠٠] ٣ - وعنه، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج وحفص بن البختري وسلمة بيّاع السابري جميعاً، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) إذا أخذ كتاب علي (عليه‌السلام ) فنظر فيه قال: من يطيق هذا؟! من يطيق ذا؟!، قال: ثم يعمل به، وكان إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، وما أطاق أحد عمل علي (عليه‌السلام )

____________________

الباب ٢٠

فيه ٢٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٦٢/قطعة من الحديث ١، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٢ - الكافي ٣: ٢٥٥/١٧، ورواه الحسين بن سعيد في كتاب الزهد ٧٩/٢١٤ ويأتي بسندين مختلفين عن الخصال في الحديثين ٣ و ٢٧ من الباب ٣٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٣ - الكافي ٨: ١٦٣/١٧٢.

٨٥

من ولده من بعده إلا علي بن الحسين (عليه‌السلام ).

[٢٠١] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد، الحديث.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أحمد بن محمّد وعلي بن حديد جميعاً، عن أبي أسامة، مثله(١) .

[٢٠٢] ٥ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن عمرو بن سعيد بن هلال، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، الحديث.

[٢٠٣] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن بن علّان، عن أبي إسحاق الخراساني، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: شيعتنا الشاحبون(٢) ، الذابلون، الناحلون، الّذين إذا جنّهم اللّيل استقبلوه بحزن.

[٢٠٤] ٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بُزرج، عن مفضّل قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إياك والسفلة، فإنّما شيعة علي (عليه‌السلام ) من عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل

____________________

٤ - الكافي ٢: ٦٣/٩، ويأتي بتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس وما يناسبه.

(١) المحاسن: ١٨/٥٠.

٥ - الكافي ٢،: ٦٣/١١، ويأتي في ذيل الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٦ - الكافي ٢: ١٨٣/٧.

(٢) شحب جسمه: إذا تغيّر( لسان العرب ١: ٤٨٤ ). وفي نسخة: السائحون.

٧ - الكافي ٢: ١٨٣/٩، ويأتي مثله بسند آخر عن صفات الشيعة في الحديث ١٣ من الباب ٢٢ من أبواب جهاد النفس.

٨٦

لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فاولئك شيعة جعفر (عليه‌السلام ).

[٢٠٥] ٨ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ شيعة علي (عليه‌السلام ) كانوا خمص(١) البطون، ذبل الشفاه، أهل رأفة وعلم وحلم، يعرفون بالرهبانيّة، فاعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد.

[٢٠٦] ٩ - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) أنّ أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) قال: أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً، غبراً، خمصاً، بين أعينهم كركب المعزا، يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربَّهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.

وعنهم، عن إبن خالد، عن السندي بن محمّد، عن محمّد بن الصلت، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه‌السلام ) ، نحوه(٢) .

[٢٠٧] ١٠ - وعنهم، عن ابن خالد، عن محمد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن عيسى النهر سيري(٣) عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من عرف الله وعظّمه منع فاه من

____________________

٨ - الكافي ٢: ١٨٣/١٠، ويأتي أيضاً في الحديث ١٦ من الباب ٣ من أبواب جهاد النفس.

(١) خمص: جمع خميص وهو الضامر البطن من الجوع وغيره ( لسان العرب ٧: ٣٠ )

٩ - الكافي ٢: ١٨٥/٢١.

(٢) الكافي ٢: ١٨٥/٢٢.

١٠ - الكافي ٢: ١٨٦/٢٥.

(٣) في هامش الاصل عن نسخة: « النهريري ».

٨٧

الكلام، وبطنه من الطعام، وعَنّى(١) نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله، هؤلاء أولياء الله؟ قال: إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الاجال التي قد كتبت عليهم لم تقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العقاب(٢) ، وشوقاً إلى الثواب.

محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ): عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن خالد(٣) .

وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، مثله(٤) .

[٢٠٨] ١١ - وعن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أن أباه قال لجماعة من الشيعة: والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم، فأعينوا(٥) على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلّا بالعمل والاجتهاد، من ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله، الحديث. ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، نحوه(٦) .

[٢٠٩] ١٢ - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن

____________________

(١) عنّى بالعين المهملة والنون المشددة أي أتعب نفسه ( مجمع البحرين ١: ٣٠٨ )، وفي المصدر: عفى.

(٢) في المصدر: العذاب.

(٣) أمالي ألصدوق: ٢٤٩/٧.

(٤) أمالي الصدوق: ٤٤٤/٦.

١١ - أمالي الصدوق: ٥٠٠/٤.

(٥) في المصدر: فأعينوني.

(٦) الكافي ٨: ٢١٢/٢٥٩

١٢ - أمالي الصدوق: ٢٣٢/١٤.

٨٨

أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) أنّه قال: والله إن كان علي (عليه‌السلام ) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيينّ(١) فيخيّر غلامه خيرهما، ثمّ يلبس الاخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجُرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعاً، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليطعم الناس خبز البرّ واللحم وينصرف الى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضاً إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كدِّ يده، وتربت فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس، وان كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبهاً به علي بن الحسين (عليه‌السلام ) ، وما أطاق عمله أحد من الناس بعده، الحديث.

ورواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) عن محمّد بن قيس، نحوه(٢) .

[٢١٠] ١٣ - وفي ( العلل ): عن علي بن أحمد، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن آلهيثم، عن عباد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: سألت مولاةً لعلي بن الحسين (عليه‌السلام ) بعد موته فقلت: صفي لي أمور علي بن الحسين، فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقلت: بل اختصري. قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط، ولا فرشت له فراشاً بليل قط.

[٢١١] ١٤ - وفي ( معاني الاخبار ): عن الحسن بن عبدالله العسكري، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن عيسى، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن

____________________

(١) ثوب سُنبلانيّ: أي سابغ في الطول، أو منسوب الى بلدة سُنبلان بالروم ( مجمع البحرين ٥: ٣٩٣ ).

(٢) مجمع البيان ٥: ٨٨.

١٣ - علل الشرائع: ٢٣٢/ ٩.

١٤ - معاني الاخبار: ٣٢٥/١.

٨٩

جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن ابائه (عليهم‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) (١) قال: لا تنس صحّتك، وقوّتك، وفراغك، وشبابك، ونشاطك، أن تطلب بها الاخرة.

[٢١٢] ١٥ - وفي ( عيون الاخبار ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي - في حديث - أنّ الرضا (عليه‌السلام ) ( كان ربمّا يصلّي )(١) في يومه وليلته ألف ركعة، وإنّما ينفتل(٢) من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند إصفرار الشمس، فهو في هذه الاوقات قاعد في مصلّاه يناجي ربّه.

[٢١٣] ١٦ - وعن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس، عن الرضا (عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه كان (عليه‌السلام ) قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيى أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر. ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقه.

[٢١٤] ١٧ - وفي ( الخصال ) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمّد الانصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال: قال لي أبو جعفر (عليه‌السلام ) يا أبا المقدام، إنّما شيعة علي (عليه‌السلام ) الشاحبون، الناحلون، الذابلون، ذابلة شفاههم،

____________________

(١) القصص ٢٨: ٧٧.

١٥ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٣/٦، ويأتي صدره في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من أبواب أعداد الفرائض.

(١) في المصدر: لأنه ربّما صلّى.

(٢) انفتل فلان عن صلاته: أي انصرف ( لسان العرب ١١: ٥١٤ ).

١٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٤.

١٧ - الخصال: ٤٤٤/٤٠.

٩٠

خميصة بطونهم، متغيّرة ألوانهم، مصفرّة وجوههم، إذا جنّهم الليل اتخذوا الارض فراشاً، واستقبلوا الارض بجباههم كثير سجودهم، كثيرة دموعهم، كثير دعاؤهم، كثير بكاؤهم، يفرح الناس وهم ( محزونون )(١) .

[٢١٥] ١٨ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في ( الارشاد ): عن سعيد بن كلثوم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما‌السلام ) قال: والله ما أكل علي بن أبي طالبعليه‌السلام من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران ( كلاهما )(١) لله رضا الا أخذ باشدهما عليه في دينه(٢) ، وما نزلت برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) نازلة قط الا دعاه ثقة به، ( وما أطاق أحد )(٣) عمل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من هذه الأُمّة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل، كان وجهه بين الجنّة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد اعتق من ماله آلف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ممّا كدّ بيديه، ورشح منه جبينه، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة(٤) ، وما كان لباسه إلّا الكرابيس(٥) ، إذا فضل شيء عن يده ( دعا بالجلم )(٦) فقطعه، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه‌السلام ) ، ولقد دخل أبو جعفر (عليه‌السلام )ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرَّ لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت(٧) جبهته، وانخزم(٨) أنفه من

____________________

(١) في المصدر: يحزنون.

١٨ - الارشاد: ٢٥٥.

(٢) في المصدر: قط هما.

(٣) في نسخة: بدنه، منه قدّه.

(٤) في المصدر: وما ( أطاق ) قدر.

(٥) العجوة: ضرب من التمر يقال هو ما غرسه النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) بيده ( لسان العرب ١٥: ٣١ ).

(٦) الكرابيس: جمع كرباس وهو القطن ( لسان العرب ٦: ١٩٥ ).

(٧) في المصدر: من كمه دعا بالمقراض، والجلم: المقصّ ( لسان العرب ١٢: ١٠٢ ).

(٨) الدبرة: قرحة تتكون من ملازمة الجلد لشيء خشن، وتكون في جبهة الإِنسان من أثر السجود.

٩١

السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، وقال أبو جعفر (عليه‌السلام ) : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمةً له، فإذا هويفكّر فالتفت إليّ بعدهنيهة من دخولي، فقال: يا بُنيّ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) ، فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تَضجّراً، وقال: من يقوى على عبادة علي ابن أبي طالب (عليه‌السلام ) !.

[٢١٦] ١٩ - وعن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكانت الريح تميله مثل السنبلة.

[٢١٧] ٢٠ - محمّد بن الحسين الموسوي الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) - في خطبة له - قال: وعليكم بالجدّ والاجتهاد، والتأهّب والاستعداد، والتزوّد في منزل الزاد.

[٢١٨] ٢١ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) قال: روي أنّ أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) خرج ذات ليلة من المسجد - وكانت ليلة قمراء - فامَّ الجّبانة(١) ، ولحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم، ثمّ قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين، فتفرَّس في وجوهم، ثمّ قال: فمالي لا أرى عليكم سيماءُ الشيعة؟! قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟! قال: صفر الوجوه من السهر، عمش(٢) العيون من البكاء،

____________________

= على الارض بلا حائل. ( أنظر لسان العرب ٤: ٢٧٣ ).

(٨) في المصدر: وانخرم، والخزم: الثقب، ( راجع لسان العرب ١٢: ١٧٠ و ١٧٥ ).

١٩ - الإرشاد: ٢٥٦.

٢٠ - نهج البلاغة ٢: ٢٥١/٢٢٥.

٢١ - أمالي الطوسي ١: ٢١٩.

(١) في المصدر: فأتى الجبّانة، والجبانة بالتشديد: الصحراء وتسمّى بها المقابر لأنّها تكون في

الصحراء تسمية للشيء بموضعه ( لسان العرب ١٣: ٨٥ ).

(٢) العَمَش: أن لا تزال العين تسيل الدمع ولا يكاد الاعمش يبصر بها... ( لسان العرب ٦: ٣٢٠ ).

٩٢

حدب الظهور من القيام، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين.

[٢١٩] ٢٢ - وعن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي، عن الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جعفر (عليهم‌السلام ) أنه قال لخيثمة: أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنَّهم إذا قاموا بما أمروا أنَّهم هم الفائزون يوم القيامة.

أقول: والاحاديث في ذلك كثيرة جدّاً، وقد تقدّم بعضها(١) ، ويأتي جملة أخرى منها متفرّقة(٢) .

٢١ - باب استحباب استواء العمل، والمداومة عليه، وأقله سنة

[٢٢٠] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يقول: إنّي لأحُبّ أن أقدم على ربّي وعملي مستو.

____________________

٢٢ - أمالي الطوسي ١: ٣٨٠.

(١) تفدم ما يدل عليه:

أ: في الحديث ٢ من الباب ١٦ من أبواب مقدمة العبادات.

ب: وتدل عليه أيضاً أحاديث الباب ١٩ من هذه الابواب.

(٢) تاتي جملة أخرى:

أ: في الحديث ١ من الباب ٢٢ من أبواب مقدمة العبادات.

ب: في الحديث ١٤، ١٦، ٣١ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢١

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦٧/٥.

٩٣

[٢٢١] ٢ – وبالإِسناد، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يقول: إنّي لأحبّ أن أُداوم على العمل وإن قلّ.

[٢٢٢] ٣ – وبالإِسناد، عن معاوية بن عمّار، عن نجيّة(١) عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ما من شيء أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عمل يداوم عليه وإن قلّ.

[٢٢٣] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة، ثمّ يتحول عنه إن شاء إلى غيره، وذلك انّ ليلة القدريكون فيها في عامه ذلك ما شاء الله أن يكون.

[٢٢٤] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال: أحبُّ الاعمال إلى الله عزّ وجلّ ما داوم(٢) العبد عليه وإن قلّ.

ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب حريز بن عبدالله، مثله(٣) .

[٢٢٥] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم بن عمرو، عن سليمان بن

____________________

٢ - الكافي ٢: ٦٧/٤.

٣ - الكافي ٢: ٦٧/٣.

(١) في المصدر: نجبة.

٤ - الكافي ٢: ٦٧/١.

٥ - الكافي ٢: ٦٧/٢، ويأتي صدره في الحديث ١١ من الباب ٢٧ من هذه الابواب. وتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٣ من أبواب المواقيت.

(٢) في هامش المخطوط: دام ( منه قّده ).

(٣) السرائر: ٤٨٠.

٦ - الكافي ٢: ٦٧/٦.

٩٤

خالد قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إيّاك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها إثني عشر هلالاّ.

[٢٢٦] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد المسكنة، وأقبح من ذلك العابد لله ثمّ يدع عبادته.

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

٢٢ - باب استحباب الاعتراف بالتقصير في العبادة

[٢٢٧] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى (عليه‌السلام ) قال: قال لبعض ولده: يا بني، عليك بالجد، لا(٢) تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته، فان الله لا يعبد حق عبادته.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب(٣) .

ورواه ابن إدريس في ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( المشيخة ) للحسن بن محبوب(٤) .

____________________

٧ - الكافي ٢: ٦٨/٦.

(١) يأتي في:

أ - الحديث ١٠ من الباب ٢٨ من هذه الابواب.

ب - الحديث ١ من الباب ١٤ من أبواب اعداد الفرائض.

ج - الحديث ٢ من الباب ٢٦ من أبواب اعد اد الفرائض.

الباب ٢٢

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٩/١.

(٢) في الاصل عن نسخة: ( ولا ).

(٣) الفقيه ٤: ٢٩٢/٨٨٢ با ختلاف.

(٤) السرائر: ٤٨١ ويأتي ذيله في الحديث ٤ من الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس.

٩٥

ورواه الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[٢٢٨] ٢ - وبالاسناد، عن ابن محبوب، عن الفضل بن يونس، وعن أبي علي الاشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن علي بن مهزيار، عن الفضل بن يونس، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: أكثر من انّ تقول: اللهم لا تجعلني من المعارين، ولا تخرجني من التقصير، قال: قلت: أمّا المعارون فقد عرفت، أن الرجل يعار الدين ثم يخرج منه، فما معنى: لا تخرجني من التقصير؟ فقال: كل عمل تريد به الله عزوجل فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون، الا من عصمه الله عزوجل.

[٢٢٩] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه‌السلام ) يقول: لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، الحديث.

[٢٣٠] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض العراقيين، عن محمّد بن المثنّى الحضرمي، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر قال: قال أبوجعفر (عليه‌السلام ) : يا جابر، لا أخرجك الله من النقص والتقصير.

[٢٣١] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : قال الله عزّ وجلّ: لا يتّكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم،

____________________

(١) أمالي الطوسي ١: ٢١٥.

٢ - الكافي ٢: ٥٩/٤.

٣ - الكافي ٢: ٣٣١/١٧.

٤ - الكافي ٢: ٥٩/٢.

٥ - الكافي ٢: ٥٠/٤ قطعة من حديث طويل.

٩٦

أعمارهم(١) في عبادتي، كانوا مقصّرين، غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي، والنعيم في جناني(٢) ، ورفيع الدرجات العلى في جواري، ولكن برحمتي فليثقوا، وفضلي فليرجوا، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا، الحديث.

وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، مثله(٣) .

ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد(٤) .

ورواه الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن يعقوب(٥) .

ورواه أيضاً عن أبيه، عن المفيد، عن عمر بن محمّد، عن علي بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، مثله(٦)

[٢٣٢] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن عبد الحميد، عن عامر بن رباح، عن عمر(٧) بن الوليد، عن سعد الإِسكاف، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ثلاث قاصمات الظهر: رجل استكثرعمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه.

وفي ( معاني الاخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عبد

____________________

(١) في المصدر: وأتعبوا أعمارهم.

(٢) في نسحة: جناتي، منه قده.

(٣) الكافي ٢: ٥٨/١.

(٤) التوحيد: ٤٠٤/١٢ قطعة أخرى من حديث الكافي ٢: ٥٠/٤ وهي القطعة الواردة في الحديث ١ من الباب الاتي.

(٥) أمالي الطوسي ١: ٢١٥.

(٦) أمالي الطوسي ١: ١٦٨.

٦ - الخصال: ١١١/٨٥.

(٧) في المصدر: عمرو.

٩٧

الحميد، مثله(١) .

[٢٣٣] ٧ - وفي ( الخصال ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال إبليس(٢) : إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل، فإنّه غير مقبول منه: إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) ، وفي أدعية الصحيفة وغيرها من الادعية المأثورة دلالة واضحة على ذلك(٤) .

٢٣ - باب تحريم الإِعجاب بالنفس، وبالعمل والإِدلال به

[٢٣٤] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله تعالى: إنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيجتهد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً منّي له، وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه زارىء عليها، ولو أُخليّ بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله،

____________________

(١) معاني الاخبار: ٣٤٣/١.

٧ - الخصال: ١١٢/٨٦.

(٢) في المصدر زيادة: لعنة الله عليه لجنوده.

(٣) يأتي ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب الاتي.

(٤) الدعاء ١٢ في الاعتراف وطلب التوبة الى الله من أدعية الصحيفة السجادية.

الباب ٢٣

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٥٠/٤.

٩٨

ورضاه عن نفسه، حتى يظّن أنه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حدّ التقصير، فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه يتقرّب إليّ، الحديث.

ورواه الصدوق والطوسي كما تقدّم(١) .

[٢٣٥] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئاً من البرّ فيدخله شبه العجب به، فقال: هو في حاله الاولى وهو خائف أحسن حالاً منه في حال عجبه.

ورواه البرقي في ( المحاسن ): عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[٢٣٦] ٣ - وبالاسناد، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث -: قال موسى بن عمران (عليه‌السلام ) لإبليس: أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت(٣) عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عزّ وجلّ لداود: يا داود، بشّر المذنبين، وأنذر الصدّيقين، قال كيف أبشّر المذنبين، وأنذر الصدّيقين؟ قال: يا داود، بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنّه ليس عبد أنصبه للحساب الا هلك.

[٢٣٧] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن

____________________

(١) تقدم في ذيل الحديث ٥ من الباب السابق، الّا أنّ الطوسي لم يرو هذه القطعة في أمالية، وانّما وردت فيه قطعة الحديث ٥ المذكور.

٢ - الكافي ٢: ٢٣٧/٧.

(٢) المحاسن: ١٢٢/١٣٥.

٣ - الكافي ٢: ٢٣٧/٨.

(٣) استحوذ: غلب ( لسان العرب ٣: ٤٨٧ ).

٤ - الكافي ٢: ٢٣٦/٤.

٩٩

الحجّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه، ويعمل العمل فيسرّه ذلك، فيتراخى عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له ممّا دخل فيه.

ورواه الحسين بن سعيد، في كتاب ( الزهد ) عن محمّد بن أبي عمير، مثله(١) .

[٢٣٨] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات، منها أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربّه، فيمنّ على الله عزّوجلّ، ولله عليه فيه المنّ.

ورواه الصدوق في ( معاني الاخبار ): عن محمد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن أسباط، مثله(٢) .

[٢٣٩] ٦ - وعنه، عن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبدالله، عن ميمون بن علي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

[٢٤٠] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن رجل يرفعه عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ الله علم أنّ الذنب خيرللمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً

____________________

(١) الزهد: ٦٧/١٧٨.

٥ - الكافي ٢: ٢٣٦/٣.

(٢) معاني الاخبار: ٢٤٣.

٦ - الكافي ١: ٢١/٣١.

٧ - الكافي ٢: ٢٣٦/١.

١٠٠

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أسباط، مثله(١) .

[٢٤١] ٨ - وعنه(٢) ، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من دخله العجب هلك.

[٢٤٢] ٩ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن نضر بن قرواش، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: أتى عالم عابداً فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يُسأل عن صلاته، وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا؟! قال: فكيف بكاؤك؟ فقال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال له العالم: فإنَّ ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مُدِلّ(٣) ، إن المدلّ لا يصعد من عمله شيء.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ): عن النضر بن سويد، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، مثله(٤) .

[٢٤٣] ١٠ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن أبي داود، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما‌السلام ) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والاخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صدّيق، والعابد فاسق، وذلك أنَّه يدخل العابد المسجد مُدلاً بعبادته، يُدِلُّ بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، ويستغفر الله عزّ وجلّ ممّا صنع من

____________________

(١) علل الشرائع: ٥٧٩.

٨ - الكافي ٢: ٢٣٦/٢.

(٢) وهذه عبارة الكليني والظاهر أن ضمير عنه راجع الى أحمد لا إلى محمد ( منه قده ).

٩ - الكافي ٢: ٢٣٦/٥.

(٣) الـمُدِلّ: المتّكل على عمله ظانّاً بأنّه هوالذي ينجيه ( مجمع البحرين ٥: ٣٧٢ ).

(٤) الزهد: ٦٣/١٦٨ باختلاف يسير.

١٠ - الكافي ٢: ٢٣٧/٦.

١٠١

الذنوب.

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد رفعه عن الصادق (عليه‌السلام ) ، نحوه(١) .

[٢٤٤] ١١ - أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ): عن ابن سنان، عن العلاء، عن خالد الصيقل، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: إن الله فوّض الأمر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين، فلمّا رأى أنّ الأشياء قد انقادت له قال: من مثلي؟ فارسل الله إليه نويرة من النار، قلت: وما النويرة؟ قال: نار مثل الانملة، فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخيّل(٢) لذلك حتى وصلت إلى نفسه لما دخله العجب(٣) .

ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن العلاء(٤) عن أبي خالد الصيقل، مثله(٥) .

[٢٤٥] ١٢ - وعن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله أو علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث -: ثلاث مهلكات: شحّ(٦) مطاع،

____________________

(١) علل الشرائع: ٣٥٤/١.

١١ - المحاسن: ١٢٣/١٣٩.

(٢) في نسخة: فتخللت، ( منه قده ) وفي المصدر: فتخبل.

(٣) هذا يشعر بأنَّ بعض العجب غير محرَّم لما تقرر من عصمة الملائكة ولعلّه أوّل مراتبه فتدبّر، ( منه قدّه ).

(٤) كذا في المصدر وكان في الأصل أبي العلاء.

(٥) عقاب الأعمال: ٢٩٩/١.

١٢ - المحاسن: ٣/٣.

(٦) الشحّ: البخل ( لسان العرب ٢: ٤٩٤ ).

١٠٢

وهوى متبّع، وإعجاب المرء بنفسه.

[٢٤٦] ١٣ - وعن هارون بن الجهم، عن أبي جميلة مفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال - في حديث -: ثلاث موبقات: شحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه.

ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، مثله(١) .

[٢٤٧] ١٤ - وعن حمّاد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، في وصيّة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لأمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ، قال: لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، الحديث.

[٢٤٨] ١٥ - محمّد بن علي بن الحسين، بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي (عليه‌السلام ) - قال: يا علي، ثلاث مهلكات: شحّ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.

[٢٤٩] ١٦ - وبإسناده، عن محمّد بن زياد يعني ابن أبي عمير، عن أبان بن

____________________

١٣ - المحاسن: ٤/٤، وتأتي قطعة منه في الحديث ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء من كتاب الطهارة وقطعة منه أيضاً في الحديث ١٩ من الباب ١ من أبواب صلاة الجماعة من كتاب الصلاة. ويأتي تمامه في الحديث ١٧ من الباب ٥ من أبواب ما تجب فيه الزكاة من كتاب الزكاة عن الخصال والزهد.

(١) معاني الاخبار: ٣١٤/١، والخصال: ٨٣/١٠.

١٤ - المحا سن: ١٦/٤٧.

١٥ - الفقيه ٤: ٢٦٠/٨٢٤، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء من كتاب الطهارة.

١٦ - الفقيه ٤: ٢٨١/٨٣٢.

١٠٣

عثمان، عن الصادق (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وإن كان الممرّ على الصراط حقّاً فالعجب لماذا؟!

[٢٥٠] ١٧ - وفي ( العلل )، وفي ( التوحيد ): عن طاهر بن محمّد بن يونس، عن محمّد بن عثمان الهروي، عن الحسن بن مهاجر، عن هشام بن خالد، عن الحسن بن يحيى، عن صدقة بن عبدالله، عن هشام، عن أنس، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، عن جبرئيل - في حديث - قال: قال الله تبارك وتعالى: ما يتقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضتُ عليه، وإنَّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلّا يدخله عجب فيفسده.

[٢٥١] ١٨ - وفي ( الأمالي ) ويقال له: ( المجالس ): عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون، عن عبيدالله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد الهادي(١) ، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : من دخله العجب هلك.

[٢٥٢] ١٩ - محمّد بن الحسن في ( المجالس والاخبار ): عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي، عن علي بن القاسم بن الحسين، عن أبيه القاسم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لولا أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلّى الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبداً.

____________________

١٧ - علل الشرائع: ١٢/٧ والتوحيد: ٣٩٨/١.

١٨ - أمالي الصدوق: ٣٦٢/ذيل الحديث ٩.

(١) في المصدر: عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام .

١٩ - أمالي الطوسي ٢: ١٨٤.

١٠٤

[٢٥٣] ٢٠ - الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ): عن محمّد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن الثمالي، عن أحدهما (عليهما‌السلام ) قال: إنّ الله تعالى يقول: إن من عبادي لمن يسألني الشيء من طاعتي لأحبّه فأصرفُ ذلك عنه لكيلا يعجبه عمله.

[٢٥٤] ٢١ - وبالإِسناد، عن الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ثلاث منجيات: خوف الله في السرّ والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وثلاث مهلكات: هوى متّبع، وشحّ مطاع، وإعجاب المرء بنفسه.

[٢٥٥] ٢٢ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) قال: سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك.

[٢٥٦] ٢٣ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : الإِعجاب يمنع الازدياد.

[٢٥٧] ٢٤ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله.

[٢٥٨] ٢٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه، عن المفيد، عن عمر بن محمّد، عن علي بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: الملوك حكّام على الناس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك.

____________________

٢٠ - الزهد: ٦٨/١٧٩.

٢١ - الزهد: ٦٨/١٨٠.

٢٢ - نهج البلاغة ٣: ١٦٣/٤٦.

٢٣ - نهج البلاغة ٣: ١٩٣/ ١٦٧.

٢٤ - نهج البلاغة ٣: ٢٠١/٢١٢.

٢٥ - أمالي الطوسي ٥٥: ١.

١٠٥

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه ان شاء الله تعالى(٢) .

٢٤ - باب جواز السرور بالعبادة من غير عجب، وحكم تجدّد العجب في أثناء الصلاة

[٢٥٩] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العبّاس قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من سرّته حسنته وساءته سيِّئته فهو مؤمن.

[٢٦٠] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو النخعي والحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: سُئل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) عن خيار العباد؟ فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا أُعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا.

ورواه الصدوق في ( الامالي ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن جعفر النخعي، عن محمد بن مسلم وغيره، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، مثله(٣) .

____________________

(١) تقدّم في الحديث ٧ من الباب ٢٢ من أبواب مقدمة العبادات.

(٢) ياتي في الحديث ٥ من الباب ٥٥ والحديث ٢ من الباب ٧٥ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢٤

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٨٣/٦.

٢ - الكافي ٢: ١٨٨/٣١.

(٣) أمالي الصدوق: ١٩/٤.

١٠٦

[٢٦١] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قيل له وأنا حاضر: الرجل يكون في صلاته خالياً فيدخله العجب، فقال: إذا كان أول صلاته بنيّة يريد بها ربَّه فلا يضرّه ما دخله بعد ذلك، فليمض في صلاته، وليخسأ الشيطان(١) .

[٢٦٢] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في كتاب ( صفات الشيعة ) عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن.

٢٥ - باب جواز التقيّة في العبادات، ووجوبها عند خوف الضرر

[٢٦٣] ١ - علي بن الحسين المرتضى في ( رسالة المحكم والمتشابه ) نقلاً من ( تفسير النعماني ) بإسناده الآتي، عن علي (عليه‌السلام ) قال(٢) : وأمّا الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار فإنّ الله نهى المؤمن أن يتّخذ الكافر وليّاً، ثمَّ منَّ عليه بإطلاق الرخصة له عند التقيّة في الظاهر أن يصوم بصيامه، ويفطر بإفطاره، ويُصلّي بصلاته، ويعمل بعمله، ويظهر له استعمال ذلك موسعاً

____________________

٣ - الكافي ٣: ٢٦٨/٣.

(١) يخسأ الشيطان: يسكته صاغراً مطروداً ( مجمع البحرين ١: ١٢١ ).

٤ - صفات الشيعة: ٣٢/٤٤.

الباب ٢٥

فيه حديث واحد

١ - المحكم والمتشابه: ٣٦ - ٣٧.

(٢) اختلفت عبارة هذا الحديث في النسخ المطبوعة من المصدر، ففيها تقديم وتأخير، انظرذلك في الطبعة الحجرية.

١٠٧

عليه فيه، وعليه أن يدين الله تعالى في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الأُمّة، قال الله تعالى:( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِ‌ينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إلّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُ‌كُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ) (١) فهذه رحمة(٢) تفضّل الله بها على المؤمنين رحمةً لهم، ليستعملوها عند التقيّة في الظاهر، وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الله يحبُّ أن يؤخذ برخصه كما يحبُّ أن يؤخذ بعزائمه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك وعلى أحكام التقيّة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر(٣) .

٢٦ - باب استحباب الاقتصاد في العبادة عند خوف الملل

[٢٦٤] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغيره، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: اجتهدت في العبادة وأنا شابٌّ فقال لي أبي: يا بُنيَّ، دون ما أراك تصنع، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً رضي منه باليسير.

[٢٦٥] ٢ – وبالإِسناد عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة.

[٢٦٦] ٣ - وعن عِدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال،

____________________

(١) آل عمران ٣: ٢٨.

(٢) في المصدر: رخصة.

(٣) يأتي في الابواب: ٢٤، ٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠ من أبواب الامر والنهي من كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الباب ٢٦

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٧٠/٥.

٢ - الكافي ٢: ٧٠/٢.

٣ - الكافي ٢: ٧٠/٤.

١٠٨

عن الحسن بن الجهم، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: مرّ بي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث وقد اجتهدتُ في العبادة، فرآني وأنا أتصابُّ عرقاً، فقال لي: يا جعفر يا بني، إنّ الله إذا أحبّ عبداً أدخله الجنّة، ورضي عنه باليسير.

[٢٦٧] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: إنّ الله إذا أحبَّ عبداً فعمل[ عملاً ](١) قليلاً جزاه بالقليل الكثير، ولم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له.

[٢٦٨] ٥ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : الا إنّ لكلّ عبادة شرة(١) ثمٍ تصير إلى فترة، فمن صارت شرة عبادته إلى سُنّتي فقد اهتدى، ومن خالف سنّتي فقد ضلّ، وكان عمله في تبار(٢) ، أما إنّي أُصلّي، وأنام، وأصوم، وأفطر، وأضحك، وأبكي، فمن رغب عن منهاجي وسنّتي فليس منّي، وقال: كفى بالموت موعظة، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلاً.

[٢٦٩] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ هذا الدين متين فأوغلوا(١) فيه برفق، ولا تكرهوا عبادة الله

____________________

٤ - الكافي ٢: ٧٠/٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - الكافي ٢: ٦٩/١، وقد مرّ ذيله في الحديث ٤ من الباب ١٩ من أبواب مقدّمة العبادات.

(٢) الشرّة: الرغبة والنشاط ( لسان العرب ٤: ٤٠١ ).

(٣) في نسخة: تباب، منه قدّه، وتبار، بمعنى الهلاك ( مجمع البحرين ٣: ٢٣٢ )، والتباب: الخسران والهلاك ( مجمع البحرين ٢: ١٢ ).

٦ - الكافي ٢: ٧٠/١.

(٤) أوغلوأ: ادخلوا ( لسان العرب ١١: ٧٣٢ ).

١٠٩

إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبتّ(١) الذي لا سفراً قطع، ولا ظهراً أبقى.

وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن مقرن، عن محمّد بن سوقة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[٢٧٠] ٧ - وعن حميد بن زياد، عن الخشّاب، عن ابن بقاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : يا علي، إنّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربّك، إنّ المنبتّ - يعني المفرط - لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرماً، واحذر حذر من يتخوَّف أن يموت غداً.

[٢٧١] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: كان أبي يقول: ما من أحد أبغض إلى الله عزّ و جلّ من رجل يقال له: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يفعل كذا وكذا، فيقول: لا يعذّبني الله على أن أجتهد في الصلاة والصوم، كأنّه يرى أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ترك شيئاً من الفضل عجزاً عنه.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، مثله(٣) .

____________________

(١) الراكب المنبَتّ: هو الذي أتعب دابّته حتى عطب ظهره، فبقي منقطعاً به لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى ( لسان العرب ٢: ٧ ).

(٢) الكافي ٢: ٧٠/١.

٧ - الكافي ٢: ٧١/٦.

٨ - الفقيه ٢: ٤٨/٢٠٩.

(٣) الكافي ٤: ٩٠/٣.

١١٠

[٢٧٢] ٩ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) ويقال له: ( المجالس ) عن أبيه، عن أبي عمر بن مهدي، عن أحمد، عن أحمد بن يحيى، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن الاعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة، عن عبدالله، عن علي (عليه‌السلام ) قال: اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة، ثم قال: تعلّموا ممّن علم فعمل.

أقول: وقد تقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

باب ٢٧ - استحباب تعجيل فعل الخير وكراهة تأخيره

[٢٧٣] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: إذا همّ أحدكم بخير فلا يؤخّره، فإنّ العبد ربمّا صلّى الصلاة، أو صام اليوم، فيقال له: اعمل ما شئت بعدها فقد غفر(٣) لك.

[٢٧٤] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان أبي يقول: إذا هممت بخير فبادر، فإنّك لا تدري ما يحدث.

[٢٧٥] ٣ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول: إنَّ الله ثقّل

____________________

٩ - أمالي الطوسي ١: ٢٧٠.

(١) تقدم في الحديث ٧ من الباب ١٧، وفي الحديث ٢١ من الباب ٢٣ من هذه الابواب.

(٢) يأتي في:

أ - الحديث ١٠ من الباب ٢٨ من أبواب مقذمة العبادات.

ب - الحديث ٤، ٥، ٨، ١١ من الباب ١٦ من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها.

الباب ٢٧

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١١٤/١.

(٣) في المصدر: غفر الله.

٢ - الكافي ٢: ١١٤/٣.

٣ - الكافي ٢: ١١٥/١٠.

١١١

الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وإنّ الله خفَّف الشرّ على أهل الدنيا كخفّته في موازينهم يوم القيامة.

[٢٧٦] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : افتتحوا نهاركم بخير، وأملوا على حفظتكم في أوّله خيراً، وفي آخره خيراً، يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله.

[٢٧٧] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الله يحبّ من الخير ما يعجّل.

[٢٧٨] ٦ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخّره، فإنّ الله عزّ وجلّ ربّما اطّلع على العبد وهو على شيء من الطاعة، فيقول: وعزّتي وجلالي، لا أعذّبك بعدها أبداً، وإذا هممت بسيّئةٍ فلا تعملها، فإنّه ربمّا اطّلع الله على العبد وهو على شيء من المعصية، فيقول: وعزّتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبداً.

[٢٧٩] ٧ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشير بن يسار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا أردت شيئاً من الخير فلا تؤخّره، فإنّ العبد يصوم اليوم الحار يريد ما عند الله فيعتقه الله به من النار، الحديث.

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن علي بن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله البرقي، مثله(١) .

____________________

٤ - الكافي ٢: ١١٤/٢.

٥ - الكافي ٢: ١١٤/٤.

٦ - الكافي ٢: ١١٥/٧.

٧ - الكافي ٢: ١١٥/٥.

(١) أمالي الصدوق: ٣٠٠/١١.

١١٢

[٢٨٠] ٨ - وعنهم، عنه، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من همّ بخير فليعجّله ولا يؤخّره، فإنّ العبد ربّما عمل العمل فيقول الله تبارك وتعالى: قد غفرت لك، ولا أكتب عليك شيئاً أبداً، ومن همّ بسيّئة فلا يعملها، فإنّه ربمّا عمل العبد السيّئة فيراه الربّ سبحانه فيقول: لا وعزّتي وجلالي، لا أغفر لك بعدها أبداً.

[٢٨١] ٩ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا همّ أحدكم بخير أو صلة فإنّ عن يمينه وشماله شيطانين، فليبادر لا يكفّاه عن ذلك.

[٢٨٢] ١٠ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول: من هم بشيء من الخير فليعجله، فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة.

[٢٨٣] ١١ - محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب حريز: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: أعلم أنّ أول الوقت أبداً أفضل، فتعجّل الخير ما استطعت، الحديث.

[٢٨٤] ١٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن الزيّات، عن محمّد بن همام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن أحمد بن سلامة، عن محمّد بن الحسن العامري، عن أبي معمر، عن أبي بكر ابن عيّاش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن علي، عن أبيه ( عليهما

____________________

٨ - الكافي ٢: ١١٥/٦.

٩ - الكافي ٢: ١١٥/٨.

١٠ - الكافي ٢: ١١٥/٩.

١١ - السرائر: ٤٨٠، ويأتي بتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٣ من أبواب المواقيت.

١٢ - أمالي الطوسي ١: ٦.

١١٣

السلام) قال: إذا عرض لك شيء من أمر الاخرة فابدأ به، وإذا عرض لك شيء من أمر الدنيا فتأنّه حتى تصيب رشدك.

[٢٨٥] ١٣ - محمّد بن الحسن في ( المجالس والأخبار ) بإسناده عن أبي ذر، في وصيّة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، قال: يا أبا ذر، إغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، يا أبا ذر، إيّاك والتسويف(١) باملك، فإنّك بيومك ولست بما بعده، يا أبا ذر، إذا أصبحت فلا تُحدّث نفسك بالسماء، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحّتك قبل سقمك.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

٢٨ - باب عدم جواز استقلال شيء من العبادة والعمل استقلالا يؤدّي إلى الترك

[٢٨٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشير بن يسار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ولا تستقلّ ما يتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ ولو شقّ تمرة.

[٢٨٧] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد،

____________________

١٣ - أمالي الطوسي ٢: ١٣٩.

(١) التسويف: التأخير. من قولك: سوف أفعل ( لسان العرب ٩: ١٦٤ ).

(٢) يأتي في الباب ٢ والباب ٩ من أبواب فعل المعروف.

الباب ٢٨

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١١٥/٥

٢ - الكافي ٢: ٣٣٦ /٥.

١١٤

عمّن ذكره، عن عبيد بن زرارة، عن محمّد بن مارد قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : حديث روي لنا أنك قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت، فقال: قد قلت ذلك، قال: قلت وإن زنوا أو سرقوا، أو شربوا الخمر؟ فقال لي: إنا لله وإنا إليه راجعون! والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل ووضع عنهم، إنما قلت؛ إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره فإنه يقبل منك.

[٢٨٨] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن عمر بن يزيد، عن الرضا (عليه‌السلام ) أنّه قال - في حديث -: تصدّق بالشيء وإن قلّ، فإنّ كلّ شيء يراد به الله وإن قلّ - بعد أن تصدق النيّة فيه - عظيم، إنّ الله تعالى يقول:( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ خَيْرَاً يَرَ‌هُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ شَرّ‌اً يَرَ‌هُ ) (١) .

[٢٨٩] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن عبدالله بن المغيرة، عن معاوية بن عمّار، عن إسماعيل بن يسار، قال سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: إيّاكم والكسل، إنّ ربّكم رحيم يشكر القليل، إن الرجل ليصلّي الركعتين تطوّعاً يريد بهما وجه الله فيدخله الله بهما الجنّة، وإنّه ليتصدّق بالدرهم تطوّعاً يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنّة، وإنّه ليصوم اليوم تطوّعاً يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنة.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه في ( ثواب الاعمال ) عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن

____________________

٣ - الكافي ٤: ٤/١٠. وفيه - بعد كلام - مرالصبي فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل، ويأتي تمامه في الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب الصدقة من كتاب الزكاة.

(١) الزلزال ٩٩: ٧، ٨.

٤ - التهذيب ٢: ٢٣٨/٩٤١ باختلاف يسير، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٨ من هذه الابواب وفي الحديث ٤ من الباب ١٢ من أبواب أعداد الفرائض.

(٢) الخقيه ١: ١٣٤/٦٣١.

١١٥

الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار(١) .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن يسار، مثله(٢) .

[٢٩٠] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في ( معاني الأخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن فضيل بن عثمان قال: سئل أبوعبدالله (عليه‌السلام ) عمّا روي عن أبيه: إذا عرفت فاعمل ما شئت، وأنهم يستحلّون بعد ذلك كلّ محرّم؟ فقال: ما لهم لعنهم الله! إنّما قال أبي (عليه‌السلام ) : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك(٣) .

[٢٩١] ٦ - وفي ( الخصال )، وفي ( معاني الاخبار )، وفي كتاب ( إكمال الدين ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: إنّ الله أخفى أربعةً في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرنّ شيئاً من طاعته، فربمّا وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنّ شيئاً من معصيته، فربمّا وافق سخطه ( معصيته )(٤) وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرنّ شيئاً من

____________________

(١) ثواب الاعمال: ٦١.

(٢) المحاسن: ٢٥٣/٢٧٦.

٥ - معاني الأخبار: ١٨١.

(٣) جاء في هامش المخطوط، منه قدّه: « فيه ردّ على الصوفيّة القائلين بسقوط التكليف عند الكشف وكمال المعرفة، وقد تقدم مثله ( ح ٢ ) بهذا الباب أيضاً عن أبي عبدألله (عليه‌السلام )».

٦ - الخصال: ٢٠٩/٣١ ومعاني الاخبار: ١١٢/١ واكمال الدين ٢٩٦/٤.

(٤) ليس في المصدرين الأخرين.

١١٦

دعائه، فربمّا وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليّه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله(٢) فربمّا يكون وليّه وأنت لا تعلم.

[٢٩٢] ٧ - وفي ( العلل ): عن محمّد بن موسى، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبد العظيم الحسني، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن الفضل، عن خاله محمّد بن سليمان، عن رجل، عن محمّد بن علي (عليه‌السلام ) أنّه قال لمحمد بن مسلم: يا محمّد بن مسلم، لا يغرنّك الناس من نفسك، فإنّ الأمر يصل اليك دونهم، ولا تقطعنّ(١) النهار عنك كذا وكذا، فإنّ معك من يحصي عليك، ولا تستصغرنّ حسنة تعملها(٢) فإنّك تراها حيث ( تسرّك، ولا تستصغرنّ سيّئة تعمل بها فإنّك تراها حيث )(٣) تسوؤك، وأحسن، فانّي لم أر شيئاً قط أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة محدثة لذنب قديم.

الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ): عن فضالة بن أيّوب، عن عبدالله بن يزيد، عن علي بن يعقوب قال: قال لي أبو عبدالله (عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٤) .

[٢٩٣] ٨ - أحمد بن محمّد بن خالد في ( المحاسن ): عن أبيه، عن ابن سنان، عن محمّد بن حكيم، عمّن حدّثه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال علي (عليه‌السلام ) : اعلموا أنّه لا يصغر ما ضر يوم القيامة، ولا يصغر ما ينفع يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين.

____________________

(١) في المصدر: من عباد.

٧ - علل الشرائع: ٥٩٩/٤٩.

(٢) في المصدر: تقطع.

(٣) وفيه: تعمل بها.

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٥) كتاب الزهد: ١٦/٣١.

٨ - المحاسن: ٢٤٩/٢٥٧.

١١٧

[٢٩٤] ٩ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّه قال: افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإنّ صغيره كبير، وقليله كثير، ولا يقولنّ أحدكم: إنّ أحداً أولى بفعل الخير منّي فيكون والله كذلك، إنّ للخير وللشرّ أهلاً، فمهما تركتموه منهما كفاكموه أهله.

[٢٩٥] ١٠ - وقال (عليه‌السلام ) : قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه.

[٢٩٦] ١١ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول الله عزوجل:( وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ) (١) .

٢٩ - باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة ( عليهم‌السلام ) واعتقاد إمامتهم

[٢٩٧] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول: كلّ من دان الله عزّ وجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضالّ متحيّر، والله شانىء لأعماله - إلى أن قال - وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا

____________________

٩ - نهج البلاغة ٣: ٢٥٤/٤٢٢.

١٠ - نهج البلاغة ٣: ٢٥٩/٤٤٤.

١١ - أمالي الطوسي ١: ٢٢٨.

(١) البقرة ٢: ٢٦١.

الباب ٢٩

فيه ١٩ حديثاً

١ - الكافي ١: ١٤٠ /٨.

١١٨

محمّد، أنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلّوا وأضلّوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون ممّا كسبوا على شيء، ذلك هو الضلال البعيد.

[٢٩٨] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعن عبدالله بن الصلت جميعاً، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ذروة الأمر، وسنامه، ومفتاحه، وباب الاشياء، ورضى الرحمن، الطاعة للامام بعد معرفته، أما لو أنّ رجلاً قام ليله، وصام نهاره، وتصدّق بجميع ماله، وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حقّ في ثوابه، ولا كان من أهل الإِيمان.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن عبدالله بن الصلت بالإِسناد(١) .

[٢٩٩] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: من لم يأت الله عزّ وجلّ يوم القيامة بما أنتم عليه لم تقبل منه حسنة، ولم يتجاوز له عن سيّئة.

[٣٠٠] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس - في حديث - قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) لعباد بن كثير: إعلم أنّه لا يتقبّل الله منك شيئاً حتى تقول قولاً عدلاً.

[٣٠١] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عدّة من

____________________

٢ - الكافي ٢: ١٦/٥.

(١) المحاسن: ٢٨٦/٤٣٠.

٣ - الكافي ٨: ٣٣/٦.

٤ - الكافي ٨: ١٠٧/٨١.

٥ - الكافي ٨: ٢٧٠/٣٩٩.

١١٩

أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: والله لو أنّ إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبّر عُمر الدنيا ما نفعه ذلك، ولا قَبِلَه الله عزّ وجلّ، ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عزّ وجلّ أن يسجد له، وكذلك هذه الأمّة العاصية، المفتونة(١) بعد نبيّها (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وبعد تركهم الإِمام الذي نصبه نبيّهم (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لهم، فلن يقبل الله لهم عملاً، ولن يرفع لهم حسنة، حتّى يأتوا الله من حيث أمرهم، ويتولّوا الامام الذي أمروا بولايته، ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم.

[٣٠٢] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) - فى حديث - قال: من لا يعرف الله، وما يعرف الإِمام منّا أهل البيت، فإنّما يعرف ويعبد غير الله، هكذا والله ضلالاً.

[٣٠٣] ٧ - وعن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن أحمد بن الحسن، عن معاوية بن وهب، عن إسماعيل بن نجيح، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: الناس سواد وأنتم الحاجّ.

[٣٠٤] ٨ - وعن علي بن محمّد، ( عن علي بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن )(٢) ، عن منصور بن يونس، عن حريز، عن فضيل، عن أبي جعفر

____________________

(١) الفتنة: الابتلاء، والامتحان، والاختبار ( لسان العرب ١٣: ٣١٧ ).

٦ - الكافي ١: ١٣٩/٤.

٧ - الكافي ٤: ٥٢٣/١٢، ويأتي تمامه في الحديث ٥ من الباب ٩ من أبواب العود إلى منى.

٨ - الكافي ٨: ٢٨٨/ ٤٣٤.

(٢) في المصدر: علي بن الحسن.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505