وسائل الشيعة الجزء ١

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-5503-01-9
الصفحات: 505

وسائل الشيعة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: ISBN: 964-5503-01-9
الصفحات: 505
المشاهدات: 303328
تحميل: 8733


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 505 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 303328 / تحميل: 8733
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-5503-01-9
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يَهْدِيَهُ يَشْرَ‌حْ صَدْرَ‌هُ لِلْإِسْلَامِ ) (١) قال: من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنّته ودار كرامته في الاخرة يشرح صدره للتسليم لله، والثقة به، والسكون الى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن اليه، الحديث.

[١٨٤] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ): عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من بلغه عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله.

[١٨٥] ٤ - وعن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من بلغه عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) شيء من(٢) الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان له ذلك الثواب، وإن كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله.

[١٨٦] ٥ - وعن علي بن محمّد القاساني، عمن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له، ومن أوعده على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار.

ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن الحسين وأحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن محمّد، مثله(٣) .

[١٨٧] ٦ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي

____________________

(١) الانعام ٦:.١٢٥

٣ - المحاسن: ٢٥/٢.

٤ - المحاسن: ٢٥/١.

(٢) في المصدر: فيه.

٥ - المحاسن: ٢٤٦/٢٤٣.

(٣) التوحيد: ٤٠٦/٣.

٦ - الكافي ٢: ٧١/١.

٨١

عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له، وإن لم يكن على ما بلغه.

ورواه ابن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) نقلاً من كتاب هشام بن سالم، الذي هو من جملة الاصول، عن الصادق (عليه‌السلام ) مثله(١) .

[١٨٨] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمّد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول: من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه، وإن لم يكن الحديث كما بلغه.

[١٨٩] ٨ - أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال: روى الصدوق، عن محمد بن يعقوب، بطرقه إلى الائمة (عليهم‌السلام ) أنّ من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه، وإن لم يكن الامر كما نقل إليه.

[١٩٠] ٩ - علي بن موسى بن جعفربن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له[ أجر ](٢) ذلك وإن ( لم يكن الامر كما بلغه )(٣) .

١٩ - باب تأكّد استحباب حبّ العبادة والتفرّغ لها

[١٩١] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،

____________________

(١) الاقبال: ٦٢٧.

٧ - الكافي ٢: ٧١/٢.

٨ - عدّة الداعي: ٩.

٩ - إقبال الاعمال: ٦٢٧.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله.

الباب ١٩

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦٧/١.

٨٢

عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: في التوراة مكتوب: يا بن آدم، تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، ولا أكلك(١) إلى طلبك، وعليَّ أن أسُدَّ فاقتك، وأملأ قلبك خوفاً منّي، وإن لا تُفرّغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا، ثمّ لا أسُدّ فاقتك، وأكلك إلى طلبك.

[١٩٢] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبّها بقلبه، وباشرها بجسده، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسر أم على يسر.

[١٩٣] ٣ - وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله (عليه‌السلام ) : قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصدّيقين، تنعّموا بعبادتي في الدنيا، فإنّكم تتنعّمون بها في الاخرة.

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة، مثله.(٢)

[١٩٤] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال - في حديث -: كفى بالموت موعظة، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلاً.

[١٩٥] ٥ - محمد بن علي بن الحسين في كتاب ( العلل ): عن محمّد بن

____________________

(١) أي لا يخلّي الله تعالى بينه وبين طلبه ( راجع مجمع البحرين ٥: ٤٩٥ ).

٢ - الكافي ٢: ٦٨/٣.

٣ - الكافي ٢: ٦٨/٢.

(٢) أمالي الصدوق: ٢٤٧/٢.

٤ - الكافي ٢: ٦٩/١، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٢٦ من أبواب مقدمة العبادات.

٥ - علل الشرائع: ١٣/١١.

٨٣

الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبدالله بن أحمد النهيكي، عن علي بن الحسن الطاطري، عن درست بن أبي منصور، عن جميل بن دَرّاج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : جعلت فداك، ما معنى قول الله عزّ وجلّ:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ الا لِيَعْبُدُونِ ) (١) ؟ فقال: خلقهم للعبادة.

[١٩٦] ٦ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن قول الله عز وجل:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ الا لِيَعْبُدُونِ ) ؟ قال: خلقهم للعبادة، قلت: خاصة أم عامة؟ قال: لا، بل عامة.

[١٩٧] ٧ - وعن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانسَ الا لِيَعْبُدُونِ ) ؟ قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة.

قال: وسألته عن قول الله عزّ وجلّ:( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ الا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ) (٢) ؟ قال: خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) الذاريات ٥١: ٥٦.

٦ - علل الشرائع: ١٤/١٢.

٧ - علل الشرائع: ١٣/١٠.

(٢) هود ١١: ١١٨ و ١١٩.

(٣) تقدّم في الباب ٩ من أبواب مقدمة العبادات.

(٤) يأتي في الباب التالي.

٨٤

٢٠ - باب تأكّد استحباب الجدّ والاجتهاد في العبادة

[١٩٨] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن زيد الشحّام، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - أنه قال له: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد.

[١٩٩] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: جاء جبرئيل (عليه‌السلام ) إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال: يا محمّد، عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك لاقيه.

[٢٠٠] ٣ - وعنه، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج وحفص بن البختري وسلمة بيّاع السابري جميعاً، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) إذا أخذ كتاب علي (عليه‌السلام ) فنظر فيه قال: من يطيق هذا؟! من يطيق ذا؟!، قال: ثم يعمل به، وكان إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، وما أطاق أحد عمل علي (عليه‌السلام )

____________________

الباب ٢٠

فيه ٢٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٦٢/قطعة من الحديث ١، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٢ - الكافي ٣: ٢٥٥/١٧، ورواه الحسين بن سعيد في كتاب الزهد ٧٩/٢١٤ ويأتي بسندين مختلفين عن الخصال في الحديثين ٣ و ٢٧ من الباب ٣٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٣ - الكافي ٨: ١٦٣/١٧٢.

٨٥

من ولده من بعده إلا علي بن الحسين (عليه‌السلام ).

[٢٠١] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد، الحديث.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أحمد بن محمّد وعلي بن حديد جميعاً، عن أبي أسامة، مثله(١) .

[٢٠٢] ٥ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن عمرو بن سعيد بن هلال، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، الحديث.

[٢٠٣] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن بن علّان، عن أبي إسحاق الخراساني، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: شيعتنا الشاحبون(٢) ، الذابلون، الناحلون، الّذين إذا جنّهم اللّيل استقبلوه بحزن.

[٢٠٤] ٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بُزرج، عن مفضّل قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إياك والسفلة، فإنّما شيعة علي (عليه‌السلام ) من عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل

____________________

٤ - الكافي ٢: ٦٣/٩، ويأتي بتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس وما يناسبه.

(١) المحاسن: ١٨/٥٠.

٥ - الكافي ٢،: ٦٣/١١، ويأتي في ذيل الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٦ - الكافي ٢: ١٨٣/٧.

(٢) شحب جسمه: إذا تغيّر( لسان العرب ١: ٤٨٤ ). وفي نسخة: السائحون.

٧ - الكافي ٢: ١٨٣/٩، ويأتي مثله بسند آخر عن صفات الشيعة في الحديث ١٣ من الباب ٢٢ من أبواب جهاد النفس.

٨٦

لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فاولئك شيعة جعفر (عليه‌السلام ).

[٢٠٥] ٨ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ شيعة علي (عليه‌السلام ) كانوا خمص(١) البطون، ذبل الشفاه، أهل رأفة وعلم وحلم، يعرفون بالرهبانيّة، فاعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد.

[٢٠٦] ٩ - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) أنّ أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) قال: أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً، غبراً، خمصاً، بين أعينهم كركب المعزا، يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربَّهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.

وعنهم، عن إبن خالد، عن السندي بن محمّد، عن محمّد بن الصلت، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه‌السلام ) ، نحوه(٢) .

[٢٠٧] ١٠ - وعنهم، عن ابن خالد، عن محمد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن عيسى النهر سيري(٣) عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من عرف الله وعظّمه منع فاه من

____________________

٨ - الكافي ٢: ١٨٣/١٠، ويأتي أيضاً في الحديث ١٦ من الباب ٣ من أبواب جهاد النفس.

(١) خمص: جمع خميص وهو الضامر البطن من الجوع وغيره ( لسان العرب ٧: ٣٠ )

٩ - الكافي ٢: ١٨٥/٢١.

(٢) الكافي ٢: ١٨٥/٢٢.

١٠ - الكافي ٢: ١٨٦/٢٥.

(٣) في هامش الاصل عن نسخة: « النهريري ».

٨٧

الكلام، وبطنه من الطعام، وعَنّى(١) نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله، هؤلاء أولياء الله؟ قال: إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الاجال التي قد كتبت عليهم لم تقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العقاب(٢) ، وشوقاً إلى الثواب.

محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ): عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن خالد(٣) .

وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، مثله(٤) .

[٢٠٨] ١١ - وعن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أن أباه قال لجماعة من الشيعة: والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم، فأعينوا(٥) على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلّا بالعمل والاجتهاد، من ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله، الحديث. ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، نحوه(٦) .

[٢٠٩] ١٢ - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن

____________________

(١) عنّى بالعين المهملة والنون المشددة أي أتعب نفسه ( مجمع البحرين ١: ٣٠٨ )، وفي المصدر: عفى.

(٢) في المصدر: العذاب.

(٣) أمالي ألصدوق: ٢٤٩/٧.

(٤) أمالي الصدوق: ٤٤٤/٦.

١١ - أمالي الصدوق: ٥٠٠/٤.

(٥) في المصدر: فأعينوني.

(٦) الكافي ٨: ٢١٢/٢٥٩

١٢ - أمالي الصدوق: ٢٣٢/١٤.

٨٨

أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) أنّه قال: والله إن كان علي (عليه‌السلام ) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيينّ(١) فيخيّر غلامه خيرهما، ثمّ يلبس الاخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجُرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعاً، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليطعم الناس خبز البرّ واللحم وينصرف الى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضاً إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كدِّ يده، وتربت فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس، وان كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبهاً به علي بن الحسين (عليه‌السلام ) ، وما أطاق عمله أحد من الناس بعده، الحديث.

ورواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) عن محمّد بن قيس، نحوه(٢) .

[٢١٠] ١٣ - وفي ( العلل ): عن علي بن أحمد، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن آلهيثم، عن عباد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: سألت مولاةً لعلي بن الحسين (عليه‌السلام ) بعد موته فقلت: صفي لي أمور علي بن الحسين، فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقلت: بل اختصري. قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط، ولا فرشت له فراشاً بليل قط.

[٢١١] ١٤ - وفي ( معاني الاخبار ): عن الحسن بن عبدالله العسكري، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن عيسى، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن

____________________

(١) ثوب سُنبلانيّ: أي سابغ في الطول، أو منسوب الى بلدة سُنبلان بالروم ( مجمع البحرين ٥: ٣٩٣ ).

(٢) مجمع البيان ٥: ٨٨.

١٣ - علل الشرائع: ٢٣٢/ ٩.

١٤ - معاني الاخبار: ٣٢٥/١.

٨٩

جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن ابائه (عليهم‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) (١) قال: لا تنس صحّتك، وقوّتك، وفراغك، وشبابك، ونشاطك، أن تطلب بها الاخرة.

[٢١٢] ١٥ - وفي ( عيون الاخبار ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي - في حديث - أنّ الرضا (عليه‌السلام ) ( كان ربمّا يصلّي )(١) في يومه وليلته ألف ركعة، وإنّما ينفتل(٢) من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند إصفرار الشمس، فهو في هذه الاوقات قاعد في مصلّاه يناجي ربّه.

[٢١٣] ١٦ - وعن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس، عن الرضا (عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه كان (عليه‌السلام ) قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيى أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر. ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقه.

[٢١٤] ١٧ - وفي ( الخصال ) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمّد الانصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال: قال لي أبو جعفر (عليه‌السلام ) يا أبا المقدام، إنّما شيعة علي (عليه‌السلام ) الشاحبون، الناحلون، الذابلون، ذابلة شفاههم،

____________________

(١) القصص ٢٨: ٧٧.

١٥ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٣/٦، ويأتي صدره في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من أبواب أعداد الفرائض.

(١) في المصدر: لأنه ربّما صلّى.

(٢) انفتل فلان عن صلاته: أي انصرف ( لسان العرب ١١: ٥١٤ ).

١٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٤.

١٧ - الخصال: ٤٤٤/٤٠.

٩٠

خميصة بطونهم، متغيّرة ألوانهم، مصفرّة وجوههم، إذا جنّهم الليل اتخذوا الارض فراشاً، واستقبلوا الارض بجباههم كثير سجودهم، كثيرة دموعهم، كثير دعاؤهم، كثير بكاؤهم، يفرح الناس وهم ( محزونون )(١) .

[٢١٥] ١٨ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في ( الارشاد ): عن سعيد بن كلثوم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما‌السلام ) قال: والله ما أكل علي بن أبي طالبعليه‌السلام من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران ( كلاهما )(١) لله رضا الا أخذ باشدهما عليه في دينه(٢) ، وما نزلت برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) نازلة قط الا دعاه ثقة به، ( وما أطاق أحد )(٣) عمل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من هذه الأُمّة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل، كان وجهه بين الجنّة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد اعتق من ماله آلف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ممّا كدّ بيديه، ورشح منه جبينه، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة(٤) ، وما كان لباسه إلّا الكرابيس(٥) ، إذا فضل شيء عن يده ( دعا بالجلم )(٦) فقطعه، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه‌السلام ) ، ولقد دخل أبو جعفر (عليه‌السلام )ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرَّ لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت(٧) جبهته، وانخزم(٨) أنفه من

____________________

(١) في المصدر: يحزنون.

١٨ - الارشاد: ٢٥٥.

(٢) في المصدر: قط هما.

(٣) في نسخة: بدنه، منه قدّه.

(٤) في المصدر: وما ( أطاق ) قدر.

(٥) العجوة: ضرب من التمر يقال هو ما غرسه النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) بيده ( لسان العرب ١٥: ٣١ ).

(٦) الكرابيس: جمع كرباس وهو القطن ( لسان العرب ٦: ١٩٥ ).

(٧) في المصدر: من كمه دعا بالمقراض، والجلم: المقصّ ( لسان العرب ١٢: ١٠٢ ).

(٨) الدبرة: قرحة تتكون من ملازمة الجلد لشيء خشن، وتكون في جبهة الإِنسان من أثر السجود.

٩١

السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، وقال أبو جعفر (عليه‌السلام ) : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمةً له، فإذا هويفكّر فالتفت إليّ بعدهنيهة من دخولي، فقال: يا بُنيّ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) ، فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تَضجّراً، وقال: من يقوى على عبادة علي ابن أبي طالب (عليه‌السلام ) !.

[٢١٦] ١٩ - وعن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكانت الريح تميله مثل السنبلة.

[٢١٧] ٢٠ - محمّد بن الحسين الموسوي الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) - في خطبة له - قال: وعليكم بالجدّ والاجتهاد، والتأهّب والاستعداد، والتزوّد في منزل الزاد.

[٢١٨] ٢١ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) قال: روي أنّ أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) خرج ذات ليلة من المسجد - وكانت ليلة قمراء - فامَّ الجّبانة(١) ، ولحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم، ثمّ قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين، فتفرَّس في وجوهم، ثمّ قال: فمالي لا أرى عليكم سيماءُ الشيعة؟! قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟! قال: صفر الوجوه من السهر، عمش(٢) العيون من البكاء،

____________________

= على الارض بلا حائل. ( أنظر لسان العرب ٤: ٢٧٣ ).

(٨) في المصدر: وانخرم، والخزم: الثقب، ( راجع لسان العرب ١٢: ١٧٠ و ١٧٥ ).

١٩ - الإرشاد: ٢٥٦.

٢٠ - نهج البلاغة ٢: ٢٥١/٢٢٥.

٢١ - أمالي الطوسي ١: ٢١٩.

(١) في المصدر: فأتى الجبّانة، والجبانة بالتشديد: الصحراء وتسمّى بها المقابر لأنّها تكون في

الصحراء تسمية للشيء بموضعه ( لسان العرب ١٣: ٨٥ ).

(٢) العَمَش: أن لا تزال العين تسيل الدمع ولا يكاد الاعمش يبصر بها... ( لسان العرب ٦: ٣٢٠ ).

٩٢

حدب الظهور من القيام، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين.

[٢١٩] ٢٢ - وعن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي، عن الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جعفر (عليهم‌السلام ) أنه قال لخيثمة: أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنَّهم إذا قاموا بما أمروا أنَّهم هم الفائزون يوم القيامة.

أقول: والاحاديث في ذلك كثيرة جدّاً، وقد تقدّم بعضها(١) ، ويأتي جملة أخرى منها متفرّقة(٢) .

٢١ - باب استحباب استواء العمل، والمداومة عليه، وأقله سنة

[٢٢٠] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يقول: إنّي لأحُبّ أن أقدم على ربّي وعملي مستو.

____________________

٢٢ - أمالي الطوسي ١: ٣٨٠.

(١) تفدم ما يدل عليه:

أ: في الحديث ٢ من الباب ١٦ من أبواب مقدمة العبادات.

ب: وتدل عليه أيضاً أحاديث الباب ١٩ من هذه الابواب.

(٢) تاتي جملة أخرى:

أ: في الحديث ١ من الباب ٢٢ من أبواب مقدمة العبادات.

ب: في الحديث ١٤، ١٦، ٣١ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢١

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦٧/٥.

٩٣

[٢٢١] ٢ – وبالإِسناد، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يقول: إنّي لأحبّ أن أُداوم على العمل وإن قلّ.

[٢٢٢] ٣ – وبالإِسناد، عن معاوية بن عمّار، عن نجيّة(١) عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ما من شيء أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عمل يداوم عليه وإن قلّ.

[٢٢٣] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة، ثمّ يتحول عنه إن شاء إلى غيره، وذلك انّ ليلة القدريكون فيها في عامه ذلك ما شاء الله أن يكون.

[٢٢٤] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال: أحبُّ الاعمال إلى الله عزّ وجلّ ما داوم(٢) العبد عليه وإن قلّ.

ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب حريز بن عبدالله، مثله(٣) .

[٢٢٥] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم بن عمرو، عن سليمان بن

____________________

٢ - الكافي ٢: ٦٧/٤.

٣ - الكافي ٢: ٦٧/٣.

(١) في المصدر: نجبة.

٤ - الكافي ٢: ٦٧/١.

٥ - الكافي ٢: ٦٧/٢، ويأتي صدره في الحديث ١١ من الباب ٢٧ من هذه الابواب. وتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٣ من أبواب المواقيت.

(٢) في هامش المخطوط: دام ( منه قّده ).

(٣) السرائر: ٤٨٠.

٦ - الكافي ٢: ٦٧/٦.

٩٤

خالد قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إيّاك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها إثني عشر هلالاّ.

[٢٢٦] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد المسكنة، وأقبح من ذلك العابد لله ثمّ يدع عبادته.

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

٢٢ - باب استحباب الاعتراف بالتقصير في العبادة

[٢٢٧] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى (عليه‌السلام ) قال: قال لبعض ولده: يا بني، عليك بالجد، لا(٢) تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته، فان الله لا يعبد حق عبادته.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب(٣) .

ورواه ابن إدريس في ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( المشيخة ) للحسن بن محبوب(٤) .

____________________

٧ - الكافي ٢: ٦٨/٦.

(١) يأتي في:

أ - الحديث ١٠ من الباب ٢٨ من هذه الابواب.

ب - الحديث ١ من الباب ١٤ من أبواب اعداد الفرائض.

ج - الحديث ٢ من الباب ٢٦ من أبواب اعد اد الفرائض.

الباب ٢٢

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٩/١.

(٢) في الاصل عن نسخة: ( ولا ).

(٣) الفقيه ٤: ٢٩٢/٨٨٢ با ختلاف.

(٤) السرائر: ٤٨١ ويأتي ذيله في الحديث ٤ من الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس.

٩٥

ورواه الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[٢٢٨] ٢ - وبالاسناد، عن ابن محبوب، عن الفضل بن يونس، وعن أبي علي الاشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن علي بن مهزيار، عن الفضل بن يونس، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: أكثر من انّ تقول: اللهم لا تجعلني من المعارين، ولا تخرجني من التقصير، قال: قلت: أمّا المعارون فقد عرفت، أن الرجل يعار الدين ثم يخرج منه، فما معنى: لا تخرجني من التقصير؟ فقال: كل عمل تريد به الله عزوجل فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون، الا من عصمه الله عزوجل.

[٢٢٩] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه‌السلام ) يقول: لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، الحديث.

[٢٣٠] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض العراقيين، عن محمّد بن المثنّى الحضرمي، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر قال: قال أبوجعفر (عليه‌السلام ) : يا جابر، لا أخرجك الله من النقص والتقصير.

[٢٣١] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : قال الله عزّ وجلّ: لا يتّكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم،

____________________

(١) أمالي الطوسي ١: ٢١٥.

٢ - الكافي ٢: ٥٩/٤.

٣ - الكافي ٢: ٣٣١/١٧.

٤ - الكافي ٢: ٥٩/٢.

٥ - الكافي ٢: ٥٠/٤ قطعة من حديث طويل.

٩٦

أعمارهم(١) في عبادتي، كانوا مقصّرين، غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي، والنعيم في جناني(٢) ، ورفيع الدرجات العلى في جواري، ولكن برحمتي فليثقوا، وفضلي فليرجوا، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا، الحديث.

وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، مثله(٣) .

ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد(٤) .

ورواه الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن يعقوب(٥) .

ورواه أيضاً عن أبيه، عن المفيد، عن عمر بن محمّد، عن علي بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، مثله(٦)

[٢٣٢] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن عبد الحميد، عن عامر بن رباح، عن عمر(٧) بن الوليد، عن سعد الإِسكاف، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ثلاث قاصمات الظهر: رجل استكثرعمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه.

وفي ( معاني الاخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عبد

____________________

(١) في المصدر: وأتعبوا أعمارهم.

(٢) في نسحة: جناتي، منه قده.

(٣) الكافي ٢: ٥٨/١.

(٤) التوحيد: ٤٠٤/١٢ قطعة أخرى من حديث الكافي ٢: ٥٠/٤ وهي القطعة الواردة في الحديث ١ من الباب الاتي.

(٥) أمالي الطوسي ١: ٢١٥.

(٦) أمالي الطوسي ١: ١٦٨.

٦ - الخصال: ١١١/٨٥.

(٧) في المصدر: عمرو.

٩٧

الحميد، مثله(١) .

[٢٣٣] ٧ - وفي ( الخصال ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال إبليس(٢) : إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل، فإنّه غير مقبول منه: إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) ، وفي أدعية الصحيفة وغيرها من الادعية المأثورة دلالة واضحة على ذلك(٤) .

٢٣ - باب تحريم الإِعجاب بالنفس، وبالعمل والإِدلال به

[٢٣٤] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله تعالى: إنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيجتهد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً منّي له، وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه زارىء عليها، ولو أُخليّ بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله،

____________________

(١) معاني الاخبار: ٣٤٣/١.

٧ - الخصال: ١١٢/٨٦.

(٢) في المصدر زيادة: لعنة الله عليه لجنوده.

(٣) يأتي ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب الاتي.

(٤) الدعاء ١٢ في الاعتراف وطلب التوبة الى الله من أدعية الصحيفة السجادية.

الباب ٢٣

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٥٠/٤.

٩٨

ورضاه عن نفسه، حتى يظّن أنه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حدّ التقصير، فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه يتقرّب إليّ، الحديث.

ورواه الصدوق والطوسي كما تقدّم(١) .

[٢٣٥] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئاً من البرّ فيدخله شبه العجب به، فقال: هو في حاله الاولى وهو خائف أحسن حالاً منه في حال عجبه.

ورواه البرقي في ( المحاسن ): عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[٢٣٦] ٣ - وبالاسناد، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث -: قال موسى بن عمران (عليه‌السلام ) لإبليس: أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت(٣) عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عزّ وجلّ لداود: يا داود، بشّر المذنبين، وأنذر الصدّيقين، قال كيف أبشّر المذنبين، وأنذر الصدّيقين؟ قال: يا داود، بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنّه ليس عبد أنصبه للحساب الا هلك.

[٢٣٧] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن

____________________

(١) تقدم في ذيل الحديث ٥ من الباب السابق، الّا أنّ الطوسي لم يرو هذه القطعة في أمالية، وانّما وردت فيه قطعة الحديث ٥ المذكور.

٢ - الكافي ٢: ٢٣٧/٧.

(٢) المحاسن: ١٢٢/١٣٥.

٣ - الكافي ٢: ٢٣٧/٨.

(٣) استحوذ: غلب ( لسان العرب ٣: ٤٨٧ ).

٤ - الكافي ٢: ٢٣٦/٤.

٩٩

الحجّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه، ويعمل العمل فيسرّه ذلك، فيتراخى عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له ممّا دخل فيه.

ورواه الحسين بن سعيد، في كتاب ( الزهد ) عن محمّد بن أبي عمير، مثله(١) .

[٢٣٨] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات، منها أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربّه، فيمنّ على الله عزّوجلّ، ولله عليه فيه المنّ.

ورواه الصدوق في ( معاني الاخبار ): عن محمد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن أسباط، مثله(٢) .

[٢٣٩] ٦ - وعنه، عن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبدالله، عن ميمون بن علي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

[٢٤٠] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن رجل يرفعه عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ الله علم أنّ الذنب خيرللمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً

____________________

(١) الزهد: ٦٧/١٧٨.

٥ - الكافي ٢: ٢٣٦/٣.

(٢) معاني الاخبار: ٢٤٣.

٦ - الكافي ١: ٢١/٣١.

٧ - الكافي ٢: ٢٣٦/١.

١٠٠