موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء ٣

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)0%

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 679

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الصفحات: 679
المشاهدات: 188645
تحميل: 8738


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 679 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188645 / تحميل: 8738
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الفصل الرابع

أصحاب الإمام المهدي (عج)

جنسيَّاتهم، عددهم، كيفيَّة اجتماعهم

وينبغي أن نتكلَّم عنهم ( رضي الله عنهم ) في عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في الروايات التي تخصُّ أصحاب القائم المهدي (ع)، وتتكفَّل بيان خصائصهم وصفاتهم، حتى ما إذا حملنا عن ذلك فكرة كافية، انطلقنا في الجهات الآتية إلى إعطاء فهم مُتكامل لما سمعناه.

والروايات بهذا الصدد كثيرة جدَّاً، ومُتوفِّرة المصادر العامة والخاصة معاً، بعضها مُختصر العبارة، وبعضها مُسهِب، ونحن نقتصر على جملة كافية منها:

أخرج مسلم في صحيحه(1) ، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله (ص) - في حديث -: (... إنِّي لأعرف أسماءهم، وأسماء أبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ).

وأخرج أبو داود(2) ، بسنده عن أمِّ سلمة زوج النبي ( ص )، عن النبي ( ص )، قال: ( يكون اختلاف عند موت الخليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناس من أهل مكَّة فيُخرجونه - إلى أن قال: - فإذا

____________________

(1) ج8ص178.

(2) ج2ص423.

٢٦١

رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق، يُبايعونه بين الركن والمقام ).

ونُقل هذا الحديث عن أبي داود وابن عساكر في المصادر المـُتأخِّرة عنهما، كالصواعق المـُحرِقة لابن حجر، والبيان للكنجي، وينابيع المودَّة للقندوزي، ونور الإبصار للشبلنجي، وإسعاف الراغبين للصبَّان وغيرها...

وأخرج ابن ماجة(1) ، عن عبد الله، قال: بينما نحن عند رسول الله (ص)... إلى أن قال: (... حتى يأتي قوم من قِبل المشرق معهم رايات سود، فيسألونه الخير، فلا يُعطونه، فيُقاتلون فيُنصرَون، فيُعطَون ما سألوا، فلا يقبلونه... حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً.

فمَن أدرك ذلك منكم فليأتهم، ولو حبواً على الثلج ).

وفي حديث آخر(2) قال: قال رسول الله (ص): ( يخرج ناس من المشرق فيوطِّئون للمهدي - يعني سلطانه - ).

وأخرج الحاكم في المستدرك(3) ، بسنده عن محمد بن الحنفية قال: كنَّا عند علي رضي الله عنه، فسأله رجل عن المهدي.

فقال رضي الله عنه: ( هيهات! ثمَّ عقد بيده سبعاً، فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قُتِل، فيجمع الله تعالى له قوماً، قَزَع كقَزَع السحاب، يؤلِّف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد، يدخل فيهم على عدَّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوَّلون ولا يُدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر... ) الحديث.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

____________________

(1) ج2 ص1366

(2) ابن ماجة ج2 ص1368

(3) ج4 ص544

٢٦٢

وأخرج القندوزي في الينابيع(1) ، عن الباقر والصادق ( رضي الله عنهما )، في قوله تعالى:

( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ... ) (2) .

قالا: ( إنَّ الأُمَّة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، كعدَّة أهل بدر، يجتمعون في ساعة واحدة، كما يجتمع قَزَعُ الخريف ).

وأخرج الكنجي في البيان(3) ، عن ابن أعثم الكوفي عن كتاب الفتوح، عن أمير المؤمنين علي (ع) أنَّه قال: ( ويحاً للطالقان! فإنَّ لله عزَّ وجلَّ بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضَّة، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته، وهم أنصار المهدي (ع)، في آخر الزمان ).

أقول: وأخرجه عنه في ينابيع المودَّة في موضعين(4) .

وأخرج السيوطي في الحاوي(5) ، عن نعيم بن حمَّاد، عن ابن مسعود، قال: ( يُبايع للمهدي سبعة رجال علماء توجَّهوا إلى مكَّة من أُفق شتَّى على غير ميعاد، وقد بايع لكل رجل منهم ثلاثمئة وبضعة رجلاً، فيجتمعون بمكَّة فيبايعونه، ويقذف الله محبَّته في صدور الناس ) الحديث.

وأخرج ابن الصبَّاغ في الفصول المـُهمَّة(6) ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) في حديث القائم يقول فيه: (... فيصير إليه أنصاره من أطراف الأرض تُطوى لهم طياً، حتى يُبايعوه ).

أقول: هذا بعض ما أخرجته المصادر العامة بهذا الصدد.

____________________

(1) ينابيع المودَّة ص509 ط النجف.

(2) هود:11/8.

(3) 69.

(4) ص538 وص589.

(5) ج3 ص148.

(6) ص221.

٢٦٣

وأخرج النعماني(1) ، في حديث عن أمير المؤمنين (ع) يذكر فيه جيش الغضب قال: (... أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قَزَعٌ كقَزَع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة، حتى يبلغ تسعة.

أما والله، إنِّي لأعرف أميرهم ومناخ ركابهم... ) الحديث.

وفي حديث آخر عن علي (ع)، قال فيه: (... ثمَّ يجتمعون قَزَعاً كقَزَع الخريف من القبائل، ما بين الواحد والاثنين، والثلاث والأربعة، والخمسة والستّة، والسبعة والثمانية، والتسعة والعشرة ).

وفي حديث آخر، عن المـُفضَّل بن عمر، قال: قال: أبو عبد الله (ع): ( إذا أُذِنَ الإمام، دعا الله باسمه العبراني، فأُتيحت (فانتُخب) له صحابته الثلاثمئة والثلاثة عشر، قَزَعٌ كقَزَع الخريف، فهم أصحاب الألوية، منهم مَن يُفقَد عن فراشه ليلاً فيُصبح بمكَّة، ومنهم مَن يُرى يسير في السحاب نهاراً يُعرف باسمه واسم أبيه وحِلْيته ونسبه ).

قلت: جُعلت فداك، أيُّهم (أيُّهما) أعظم إيماناً؟

قال: ( الذي يسير في السحاب نهاراً، وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية:( ... أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً... ) )(2) .

وفي خبر آخر(3) ، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين أو عن محمد بن علي (ع) أنَّه قال: ( الفُقداء قوم يُفقَدون من فُرُشهم فيُصبحون بمكَّة، وهو قول الله عز وجل:( ... أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً... ) ، وهم أصحاب القائم (ع) ).

وفي حديث آخر، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(ع) أنَّه قال: (... فيكون أول خلق الله مُبايعة له أعني جبرائيل، ويُبايعه الناس الثلاثمئة والثلاثة عشر، فمَن كان ابتُلي بالمسير وافى في تلك الساعة، ومَن افتُقد من فُرشه(4) ، وهو قول أمير المؤمنين علي (ع): المفقودون من فُرُشهم، وهو

____________________

(1) ص 168 من الغيبة وكذلك الحديثين اللذين بعده.

(3) الغيبة للنعماني ص169، وانظر نفس المضمون في إكمال الدين للصدوق مرويَّاً عن الإمام الجواد (ع).

(4) المصدر و الصفحة وكذلك الحديث الذي بعده.

(5) معطوف على المبتدأ (من كان ) يعني أنَّه يوافي أيضاً.

٢٦٤

قول الله عزَّ وجلَّ:( ... فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا... ) ) الحديث.

وفي حديث آخر(1) ، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: ( أصحاب القائم ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العَجم، بعضهم يُحمل في السحاب نهاراً يُعرف باسمه واسم أبيه وحِليته، وبعضهم نائم على فراشه، فيوافيه في مكَّة على غير ميعاد ).

وفي خبر آخر(2) ، عن حكيم بن سعيد قال: سمعت علياً (ع) يقول: ( إنَّ أصحاب القائم شباب لا كهل فيهم، إلاَّ كالكحل في العين، أو كالملح في الزاد، وأقلَّ الزاد الملح ).

وأخرج الشيخ في الغيبة(3) نحوه.

وأخرج الطبرسي(4) في حديث، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) أنَّه قال فيه: (... لكأنِّي به في يوم السبت العاشر من المـُحرَّم قائماً بين الركن والمقام، جبرائيل بين يديه يُنادي بالبيعة له، فتصير شيعته من أطراف الأرض تُطوى لهم طيَّاً حتى يُبايعوه، فيملأ الله به الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً ).

وأخرج المفيد في الإرشاد(5) نحوه.

وفي خبر آخر(6) عن محمد بن مسلم الثقفي، قال سمعت أبا جعفر (ع)، يقول: ( القائم منَّا منصور بالرعب، مؤيَّد بالنصر... - إلى أن قال: - فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً... - إلى أن قال: - فإذا اجتمع له العقد: عشرة آلاف رجل، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله... ) الحديث.

____________________

(1) الغيبة للنعماني ص170.

(2) المصدر والصفحة.

(3) ص28.

(4) إعلام الورى ص430.

(5) ص341.

(6) إعلام الورى ص433.

٢٦٥

وأخرج المفيد في الإرشاد(1) ، عن المـُفضَّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله (ع) في حديث، بعد أن ذكر مُبايعة القائم، قال: (... وقد وافاه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، فيُبايعونه، ويُقيم بمكَّة حتى يتمَّ أصحابه عشرة آلاف نفس، ثمَّ يسير منه إلى المدينة ).

وأخرج الصدوق في إكمال الدين(2) ، بسنده عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله (ع): كم يخرج مع القائم (ع)؟ فإنَّهم يقولون: إنَّه يخرج مثل عدَّة أهل بدر، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً.

قال: ( ما يخرج إلاَّ في أولي قوَّة، وما يكون أولوا قوَّة أقل من عشرة آلاف ).

إلى غير ذلك من الروايات، وهناك بعض الروايات تقوم بتعداد أماكن، و(جنسيّات) أصحاب الإمام المهدي (ع)، وتُعرب أيضاً عن (المشكلة القانونية) التي سيُحدثها وجودهم في مكّة قبل الظهور، وسنسمع طرفاً منها في هذا الفصل.

كما أنَّ هناك من الروايات ما يوضَّح شجاعتهم وإيمانهم وإخلاصهم لقائدهم والأعمال الموكولة إليهم.

وهذا ما سنذكره فيما بعد كلاَّ ًفي مكانه المناسب.

الجهة الثانية: في أهمِّيَّة أصحاب الإمام المهدي (ع):

يكتسب أصحاب الإمام المهدي (ع) أهمِّيَّتهم من جهة كونهم ناجحين ومُمحَّصين، في التمحيص الإلهي الذي كان ساري المفعول في عصر الغيبة الكبرى، كما عرفنا، فقد اثبتوا - من خلال التمحيص الذي عاشوه - جدارتهم وإخلاصهم وقدرتهم على التضحية الكبرى في سبيل الأهداف الإسلامية العُلْيَا.

وهذه هي الجهات الرئيسية التي تُميِّز المؤمن الحقيقي، والمـُشارك الرئيسي في تنفيذ الأهداف الإسلامية، عن غيره، وكلَّما كان الهدف أوسع وأكبر احتاج إلى تركيز في الإيمان والإخلاص، بشكل أعمق، فكيف لو كان هدفاً عالمياً لم ينله فيما سبق أيُّ قائد كبير ولا نبيٌّ عظيم؟ وإنَّما كان خطُّ الأنبياء والمرسلين، وما نالته البشرية من مظالم، وما أدَّته من تضحيات كلُّها من مُقدِّمات هذا الهدف الكبير وإرهاصاته، وقد كان التخطيط العام السابق على الظهور مُركَّزاً من أجل إنتاج هؤلاء على المستوى المطلوب لهذا الهدف الكبير.

____________________

(1) ص343.

(2) انظر المصدر المخطوط.

٢٦٦

ومن هنا نطقت الروايات التي سمعناها وغيرها، بمدحهم والثناء عليهم، فهم: ( رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته )، وهم ( رهبان بالليل ليوث بالنهار )، وهم ( خير فوارس على ظهر الأرض، أو من خير فوارس على ظهر الأرض )، وهم أيضاً ( أبدال الشام وعصائب أهل العراق ) , و ( النُّجباء من مصر ).

كل ذلك باعتبار أهمِّيَّتهم التي اكتسبوها من التخطيط العام السابق على الظهور.

وأمَّا أهمِّيَّتهم باعتبار ما سيُشاركون به تحت إمرة القائد المهدي (ع)، من غزو العالم بالعدل، وإقامة الدولة العالمية العادلة، ومُمارسة الحُكم في مناطق الأرض المختلفة، كما سيأتي... فحدّث عن هذه الأهمِّيَّة ولا حرج، فإنَّه الهدف الذي وجِدوا من أجله وكُرِّس التخطيط العام السابق من أجل تنمية قابليَّاتهم عليه.

الجهة الثالثة: في عددهم.

نصَّت الروايات - بشكل مُستفيض يكاد أن يكون متواتراً - أنَّ عددهم بمقدار جيش النبي (ص) في غزوة بدر، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً(1) ، كما وردت روايات سمعناها تنصُّ على أنَّ أصحابه لا يقلُّون عن عشرة آلاف رجل، فإنه (ع): ( ما يخرج إلاَّ في أُولي قوَّة، وما يكون أُولو قوَّة أقلَّ من عشرة آلاف )، كما نصَّت على ذلك الروايات.

والسرُّ في ذلك يعود إلى اختلاف درجات الإخلاص، التي قسَّمناها إلى أربعة في التاريخ السابق(2) ، يُنتجها التخطيط العام السابق على الظهور، ولا حاجة إلى تكراراها الآن، وإنَّما المـُهمِّ أنَّها تُنتج بصددنا هذا عدَّة نتائج:

النتيجة الأُولى: اختلاف عدد الناجحين في كل درجة؛ لضوح أنَّ درجات

____________________

(1) قال ابن الأثير في الكامل (ج2ص82) - خلال حديثه عن غزوة بدر الكبرى -: وكان مسير رسول الله (ص) لثلاث خلون من شهر رمضان، في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، وقيل: أربعة عشر. وقيل: بضعة عشر رجلاً. وقيل: ثمانية عشر. الخ كلامه.

فقد اختار هو العدد الذي نصَّت عليه الروايات واعتبرته أمراً مُسلَّماً، وربَّما كان مشهوراً بين المسلمين لفترة طويلة من صدر الإسلام.

وفي سيرة ابن هشام (ج2ص274) جاء في تقدير أحد أفراد الجيش المـُعادي لجيش رسول الله (ص): إنَّهم ثلاثمئة رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون.

أقول: هذا الرقم التقريبي يُناسب مع الرقم المطلوب، لأنَّهم عنئذ يزيدون على الثلاثمئة بقليل.

(2) ص248وما بعدها.

٢٦٧

الإخلاص كلَّما ارتفعت، تطلَّبت قابليَّات أوسع وثقافة أعمق لإحراز النجاح، ومن المعلوم أنَّ الأفراد الأكثر قابلية والأوسع ثقافة أقلُّ في العالم ممَّن هم دونهم... وهكذا.

ومن هنا كان الناجحون من الدرجة الأُولى أقلَّ منهم في الدرجة الثانية، وهم أقلُّ منهم في الدرجة الثالثة، وكلَّما قلَّت درجة الإخلاص زاد عدد القواعد الشعبية المـُتَّصفة به.

وقد دلَّتنا هذه الروايات على أنَّ المـُخلصين المـُمحَّصين من الدرجة الأُولى، مُنحصرون في ذلك الجيل الذي يظهر فيه الإمام المهدي (ع ) بثلاثمئة وثلاثة عشرة رجلاً.

على أنَّ الناجحين المـُمَّحصين من الدرجة الثانية، لا يقلُّون عن عشرة آلاف شخص في العالم، إن لم يكونوا أكثر.

فهذا هو السبب في اختلاف العدد الذي نطقت به هذه الأخبار، وستأتي في النتائج الآتية إيضاحات أكثر.

النتيجة الثانية: سُرعة التحاقهم بالمهدي (ع) ووصوله إليه... فالثلاثمئة والثلاثة عشر رجلاً يكونون حاضرين في المسجد الحرام في مكَّة، حين خطاب المهدي (ع) وبيعته الأُولى.

على حين أنَّ الباقين يتواردون إلى مكَّة بعد ذلك خلال الأيَّام القليلة القادمة؛ ومن هنا دلَّت الروايات التي سمعناها: أنَّ الإمام المهدي (ع) ينتظر في مكَّة حتى يتكامل لديه عشرة آلاف رجل.

النتيجة الثالثة: سرعة إيمانهم بالمهدي (ع) وسرعة مُبايعتهم له؛ إذ من المعلوم أنَّ الفرد كلَّما كان أعمق إيماناً وأوسع ثقافة يستطيع أن يُفهم قول الحق ويُشخَّص القائد الحق، بشكل أعمق وأسرع؛ ومن هنا سيكون هؤلاء هم الروَّاد الأوائل إلى مُبايعة الإمام المهدي (ع) بعد جبرائيل (ع)، ولربَّما كان جملة منهم يعرفونه في عصر غيبته، كما أسلفنا، فلا يحتاجون معه إلى أيَّة حجَّة أو معجزة.

النتيجة الرابعة: إنَّ هؤلاء سيكونون أول مَن يُدافع عنه، وذلك باعتبار ما دلَّت عليه بعض الروايات.

أخرج المجلسي في البحار(1) ، بالإسناد عن علي بن الحسين (ع) في ذكر القائم (ع) - يقول فيما قال -: فيقوم هو بنفسه فيقول:

____________________

(1) ج13ص179 وما بعدها.

٢٦٨

( أنا فلان بن فلان، أنا بن نبيِّ الله، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيِّ الله. فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم ثلاثمئة أو نيِّف على الثلاثمئة، فيمنعونه منه... ) الحديث.

فبينما كان (النفس الزكية) حين يُلقي خطابه بين الركن والمقام، رجلاً أعزل ليس له مُدافع، فيثورون عليه فيقتلوه، نجد أنَّ المهدي (ع) يقف في نفس الموضع بعد عدَّة أيَّام، فيخطب، فيثورون عليه ليقتلوه - طبقاً لهذه الرواية - لأنَّ المـُنحرفين يكرهون هذا الاتجاه الذي يُمثِّله الحق على كلِّ حال.

غير أنَّ الله تعالى يكون قد رصد للإمام المهدي (ع) مَن يحميه ويُدافع عنه ويُضحِّي من أجله، وهم هؤلاء الرادة الأوائل للثورة العالمية الجديدة.

غير أنَّه من المـُلاحَظ أنَّ هذه الرواية وحدها لا تكفي للإثبات التاريخي، غير أنَّ طبائع الأشياء تقتضي صحَّة حدوث مُحاولة القتل هذه، والله العالم.

النتيجة الخامسة: اختلاف أصحاب الإمام المهدي (ع) في الوظائف والأعمال التي توكل إليهم؛ نتيجةً لاختلاف درجاتهم في الإخلاص.

فإنَّ هؤلاء المـُمحَّصين الكاملين، سوف يكونون في جيش المهدي (ع)( هم أصحاب الرايات ) يعني القوَّاد ورؤساء الفرق، بالاصطلاح الحديث، على حين يكون المـُمحَّصون من الدرجة الثانية عامة جيشه الفاتح للعالم بالعدل.

وبعد أن يستتَّب الحُكم العادل للمهدي (ع) على البسيطة، سيكون هؤلاء الخاصة حُكَّاماً في العالم موزَّعين على مجموع الكرة الأرضية، كما سيأتي مُفصَّلاً، على حين لن يكون للمـُمحَّصين من الدرجة الثانية هذه المنزلة، بل يتكفَّلون أموراً إدارية أدنى من ذلك.

النتيجة السادسة: أنَّنا نفهم من مجموع الروايات: أنَّ العدد الكافي لغزو العالم بالعدل، الذي أنتجه التخطيط العام السابق على الظهور، والذي كان هو الشرط الأخير من شرائط الظهور وإيجاد اليوم الموعود... ليس العدد الكافي هو وجود ثلاثمئة وثلاثة عشر جندياً، كما قد يتخيَّل الناس من هذه الروايات وتذهب إليه بعض الأفهام الكلاسيكية؛ إذ يفهمون حصر أصحاب المهدي (ع) بهذا العدد.

وإنَّما العدد الكافي لغزو العالم، يتمثَّل في مثل هذا العدد من القوَّاد، والحصر في حقيقته - لو كان مُستفاداً من الروايات - منصبٌّ على ذلك، بقرينة ما عرفناه ونعرفه من

٢٦٩

الروايات الأُخرى الدالة على كونهم قوَّاداً وحكاماً.

يُضاف إلى هؤلاء عدد ضخم من الجيش، لا يقلُّ عن عشرة آلاف شخص في نواته الأُولى عند مبدأ الحركة؛ ومن هنا قالت إحدى الروايات: ( ما يخرج إلاَّ في أُولي قوَّة، وما يكون أُولو قوَّة أقلَّ من عشرة آلاف )، فهي تنفي بصراحة أن يكون جيش المهدي مُنحصراً بالثلاثمئة وثلاثة عشر؛ فإنَّهم وحدهم لا يُشكِّلون قوَّة، ولا يكونون كافين في تحقيق الهدف الكبير، وإنَّما هم يقومون بالقيادة والإشراف بالنسبة إلى غيرهم من الناس.

وسنعرف - في مُستقبل البحث - أنَّ عشرة آلاف جندي عدد كافٍ للمهدي (ع) في أول حركته، وكلَّما تتَّسع حركته، فإنَّ جيشه يتَّسع وتتَّضح أهدافه وأسلحته وتتكاثر على ما سوف نرى.

الجهة الربعة: في كيفيَّة وروده إلى مكَّة:

ونواجه حول ذلك أُطروحتين مُحتملتين:

الأُطروحة الأُولى: أنَّ هؤلاء الجماعة يصلون إلى مكَّة بشكل إعجازي، يجعل وصولهم سريعاً جدَّاً، وهذا هو ظاهر قسم من الروايات، ويكاد أن يكون صريح روايات أُخرى.

فهم ( يجتمعون في ساعة واحدة، كما تجتمع قَزَع الخريف )، وهم ( الفُقداء )، قوم يفقدون من فُرُشهم فيُصبحون بمكَّة ( وهو قول الله عز وجل:( ... أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا... ) ، والاستشهاد بالآية الكريمة في الأخبار بدفع الاستغراب الناتج من تجمُّعهم الإعجازي.

والصريح في ذلك ما صرَّح من الأخبار، بأنَّهم يصلون عن طريق طيِّ الأرض، يعني اختصارها بطريق إعجازي: ففي خبر ابن الصبَّاغ:

( فيصير إليه أنصاره من أطراف الأرض تُطوى لهم طيَّاً، حتى يُبايعوه ).

وفي خبر الطبرسي: ( فتصير شيعته من أطراف الأرض تُطوى لهم طيَّاً، حتى يُبايعوه ).

بل إنَّ ظاهر عدد من الروايات، أنَّ المعجزة تتحكَّم في سرعة وصول الفرد تبعاً لمقدار إخلاصه، فكلَّما كان إخلاصه أعمق أوصله الله تعالى بشكل أسرع، فمن هنا سيكون هؤلاء على عدَّة أقسام:

٢٧٠

القسم الأول: ( مَن كان ابتُلي بالمسير )، وهو السفر الأرضي، وظاهر سياق الرواية أنَّه أردأ الأقسام، بالرغم من أهمِّيَّته، فلم يوفَّق إلى الوصول الإعجازي.

القسم الثاني: ( المفقودون من فُرُشهم )، يكون الفرد مُستلقياً وهو نائم على فراشه، فيوافيه في مكَّة على غير ميعاد، وظاهر السياق العام: أنَّهم هم الذين تُطوى لهم الأرض، وبذلك فهُم أفضل من القسم الأول.

القسم الثالث: ( الذي يسير في السحاب نهاراً )، وهو ( يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحِلْيته )، وهم ( الأسرع وصولاً والأعظم إعجازاً... )، فيكون الأفضل من الثلاثة.

وظاهر هذه الروايات أنَّ القسمين الأخيرين لا يكونان إلاَّ من الثلاثمئة والثلاثة عشر من الخاصة، ولكن لا ظهور على أنَّهم جميعاً يصلون بالمعجزة، بل قد يكون منهم مَن يكون من القسم الأول، فيُبتلى بالمسير.

هذا، فضلاً عن غيرهم الذين هُم أقلُّ إخلاصاً، فإنَّ وصولهم عن طريق المعجزة غير مُحتمَل.

الأطروحة الثانية: أنَّهم يصلون إلى مكَّة بطريق السفر الاعتيادي، وقد سبق أن سمعنا كيف يحدث ذلك في وقت واسع، وبأسلوب طبيعي غير مُلفت للنظر.

حيث سمعنا أنَّه يُنادى باسم المهدي (ع) في شهر رمضان، ويكون موعد ظهوره في العاشر من مُحرَّم الحرام، وسيمرُّ خلال هذه الفترة موسم الحجِّ في ذي الحجَّة الحرام.

وحيث يعلم المـُخلصون المـُمحَّصون حصول الظهور بمكَّة، كما يعلمون بانفصال وقت الظهور عن وقت النداء زماناً ليس بالكثير.

إذن؛ فسوف يُسافر إلى الحج في ذلك العام كل راغب بلقاء الإمام المهدي (ع) مع سائر الحجَّاج، وبعد انتهاء موسم الحج سيختلف هؤلاء في الحجاز، أو في مكَّة على التعيين، بدافع من رغبتهم المـُلحَّة في حدوثه، وسيبقون هناك حتى يحصل الظهور في مُحرَّم الحرام.

وبهذا نفهم كيف يحضر الفرد من بلاده البعيدة، بالرغم من أنَّه لا يعلم بنفسه أنَّه من المـُخلصين المـُمحَّصين الكاملين، كما سبق من أنَّ الفرد لا يعلم انطباق نتيجة التخطيط عليه، غير أنَّه يبقى في مكَّة انطلاقاً من إيمانه وأشواقه، لا نتيجة لمعرفته بحقيقة نفسه.

وبذلك تتمُّ معرفة كيف أنَّ الله يجمعهم من البلاد المـُتباعدة ( قَزَعاً كقَزَع الخريف )، أي قطعاً كقطع السحاب حين تجتمع في السماء ( على غير ميعاد )، لا يعرف بعضهم بعضاً، ولا يعرف أيُّ واحد منهم بمقصود الآخر، وربَّما لا يستطيع أن يسأله عن مقصوده أو أن يُخبره بذات نفسه، إلاَّ أنَّ جميعهم في الواقع، مُنتظرون للظهور مؤيِّدون

٢٧١

له بكل ما لديهم من نفس ونفيس.

فإذا ظهر قائدهم، كانوا هم أول سامع لخطابه وأول مُدافع عنه، وأول مُبايع له.

وهم من قبائل مُختلفة، ومن بلدان شتَّى، لا تجمعهم جنسيَّة ولا نسب ولا قبيلة.

إنَّما يكون من كل قبيلة ( الرجل والرجلان والثلاثة، حتى يبلغ تسعة )، وهكذا الحق ينطبع على أفراد قلائل على غير تعيين، بحسب ما للفرد من قابليَّات وثقافة لا بحسب جنسيته أو لغته أو نسبه.

وهم يجتمعون في ساعة واحدة، لا باعتبار أنَّ الطريق إلى مكَّة يستوعب ساعة واحدة فقط - بطيِّ الأرض الإعجازي - فإنَّ المعجزة لا تستغرق أكثر من دقائق، ولا تحتاج إلى ساعة، وإنَّما بمعنى: أنَّ وقت اجتماعهم متوافق في ساعة واحدة يكونون كلُّهم في المسجد الحرام سويَّة، ساعة إلقاء المهدي (ع) خطبته... بغضِّ النظر عن كيفيَّة وصولهم تماماً.

وأمَّا أنَّهم ( يفقدون من فُرُشهم )، فباعتبار خروجهم خلسة عن أهلهم وذويهم المـُنحرفين، الكارهين للسفر إلى الحق، سواء كان إلى الحج أم إلى المهدي (ع).

وأمَّا السير في السحاب نهاراً، فهو السفر بطريق الجوِّ إلى مكَّة، وهو أيضاً بدوره أُسلوب مُعتاد وطبيعي في الوصول إلى مكَّة.

ولَعَمْرِي، إنَّ هذه الأمور كانت حال صدور هذه الأخبار، وحال تسجيلها في مصادرها الأُولى، أموراً على مستوى المعجزات، إلاَّ أنَّ العصر الحديث عصر السرعة حقَّق ذلك ورفع الاستغراب عنه.

نعم، بقي الإعجاز في حصول الأخبار عن هذه الأُمور، وتسجيلها في المصادر قبل حدوثها بمئات السنين. ولم يكن قانون:( كلِّم الناس على قدر عقولهم ) ، ليسمح بالتصريح بهذه الحقائق في ذلك العصر من قوَّاد الإسلام الأوائل، بغير هذا الأسلوب.

ونفس الشيء نستطيع أن نفهمه من ( طيِّ الأرض )، فإنَّ الانطباع العام عنه وإن كان هو الإعجاز حتى يكون نصَّاً فيه بحسب الذوق العام... إلاَّ أنَّنا يمكن أن نفهم منه - في كل مورد نسمعه في السنة الشريفة - معنى رمزيَّاً لسرعة الانتقال بالوسائط الحديثة،

٢٧٢

أو ما كان على غرارها في أيِّ عصر ماضٍ أو مستقبل، باعتبار أنَّ التصريح بحقيقة الأمر لم يكن مناسباً مع فَهْمِ السامعين الموجودين في عصر صدور هذه الأخبار.

ومن تسلسل هذه الفكرة يمكن أن نفهم الوجه فيما دلَّت عليه بعض الروايات، من أنَّ مَن يسير في السحاب نهاراً أفضل من المفقود في فراشه ليلاً، وذلك؛ لأنَّنا فهمنا أنَّ المفقود من فراشه ليلاً سيتَّخذ طريق البرِّ طريقاً له، على حين يتًَّخذ الآخر طريق الجوِّ، وطريق الجوِّ أسرع وصول، فطبقاً لاحتمال ظهور المهدي (ع) في أيِّ لحظة، يكون الوصول السريع بعد (النداء) أدلَّ على الإخلاص والإيمان؛ لأنَّ فيه توفيراً للوقت الزائد على السفر البرِّي، واستعداداً للظهور بشكل أسرع.

كما يمكن أن نفهم معنى كون الفرد الذي يسير في السحاب نهاراً، معروفاً بحِلْيته واسمه واسم أبيه، فإنَّ ذلك ممَّا يُضبط عادة في سجلاَّت السفر في الدوائر المـُختصَّة، وفي الدفتر الذي تُزوِّده به، وإلاَّ فليس المفروض أن يعرفه كل الناس أو أغلبهم حتى لو سافر بالطريق الإعجازي، إلاَّ أن تكون المعرفة بالطريق الإعجازي أيضاً.

وليس في الروايات صراحة في أنَّ المفقودين من فُرُشهم، أعني مَن يُسافرون أرضاً، ليسوا معروفين، فإنَّهم لا محالة معروفون لجماعة من الناس، كالآخرين ومُزوَّدون أيضاً بدفتر السفر الذي يحتوي على الصورة والاسم وأسم الأب وغير ذلك.

بقيت حول هذه الأُطروحة الثانية (الطبيعية) بعض الاستفهامات، ينبغي عرضها ونقدها، لتستطيع هذه الأُطروحة أن تقف تجاه الأُطروحة الأُولى (إعجازية).

الاستفهام الأول: إنَّ ظاهر عدد من الروايات، أنَّ الجميع يصلون سويَّة في صباح يوم واحد مُشترَك، يكون - في الأكثر - هو اليوم الذي يحصل الظهور خلاله، أو في مسائه، على ما في بعض الروايات، وهذا لا يمكن تفسيره إلاَّ بالمفهوم الإعجازي، فكيف نوافق بينها وبين الأُطروحة الثانية؟!

وجوابه: ( إنَّ كلا الانطباعين وإن كانا يردَّان إلى الخيال عند استعراض الروايات، إلاَّ أنَّ استظهارهما منها محل المناقشة، فإنَّ الروايات قالت: ( منهم مَن يُفقَد عن فراشه ليلاً فيُصبح بمكَّة ).

وهذا صحيح بالنسبة إلى الفرد الواحد، باعتبار سرعة الواسطة التي تحمله، وأمَّا إن كان كل الأفراد يصلون في صباح يوم واحد، فهذا ممَّا لا دليل عليه.

وأمَّا بالنسبة إلى الانطباع الآخر، وهو أنَّهم يجتمعون في يوم الظهور، دون الأيام

٢٧٣

السابقة عليه، فكل ما سمعناه من الروايات أنَّها تقول: ( فتصير شيعته من أطراف الأرض، حتى يُبايعوه )، أو تقول: ( وقد وافاه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، فيُبايعونه )، وهي غير دالَّة على ذلك كما هو واضح... إذ يُناسب أن يصلوا في يوم، ويُبايعونه في يوم آخر مهما كان هذا اليوم بعيداً.

الاستفهام الثاني: إنَّ الأُطروحة الأُولى الإعجازية، موافقة لقانون المعجزات؛ لأنَّ مجيئهم الإعجازي السريع في وقت ضيِّق نسبيَّاً، هو الأوفق بنجاحهم في مُهمَّتهم، ومن ثمَّ نجاح المهدي (ع) نفسه، فيكون المجيء الإعجازي دخيلاً في نجاح الدولة العالمية العادلة نفسها، فيكون قيام المعجزة ضرورياً لذلك؛ لأنَّها بحسب قانونها تقوم حينما يتوقَّف عليها الهدف العادل وتطبيق الهُدى والحق، الأمر الآن على ذلك.

وبذلك تترجَّح الأُطروحة الأُولى، فكيف ولماذا نُرجِّح الأُطروحة الثانية؟

وجواب ذلك: إنَّ قانون المعجزات دلَّنا على أنَّ المعجزة إنَّما تقوم إذا انحصر طريق إقامة الحق والعدل بالمعجزة، وأمَّا إذا كان هناك أُسلوبان، كلاهما موصِل إلى نفس النتيجة، احدهما طبيعي، والآخر إعجازي، لم تحدث المعجزة، بل أوكِلت النتيجة إلى الأسلوب الطبيعي لإنتاجها، وإن كان يستغرق وقتاً أكبر وجهداً أكثر، وقد استنتجنا من ذلك عدَّة نتائج في التاريخ السابق.

وقلنا هناك: إنَّ كل ظهور في الروايات أو غيرها، يُخالف هذا القانون، ينبغي الاستغناء عنه وعدم الاعتماد عليه.

والحال بالنسبة إلى هؤلاء الخاصة كذلك، فإنَّ الأطروحة ( الطبيعية ) لا قصور فيها عن إنتاج النتيجة، وهو مؤازرة المهدي (ع) ودعم حركته، فإنَّ المـُهمَّ وجودها جميعاً حال إلقائه الخطبة، التي هي أول لحظات الظهور، وأمَّا الذي لم يحدث لهم قبل ذلك، فهذا لا يزيد ولا يُنقص في الأمر شيئاً إذا أُحرزت حياتهم إلى ذلك الحين، وسنعرف عدم تعرُّض أحد منهم للقتل.

فإذا كانت الأطروحة الطبيعية مُنتِجة للمطلوب، كانت هي المـُتعيِّنة ضدَّ الأطروحة الإعجازية؛ لأنَّ المعجزة لا تقوم مع إمكان الإنتاج بالطريق الطبيعي، وكل ظهور في الروايات يقف ضدَّ ذلك لا بدَّ من الاستغناء عنه.

الجهة الخامسة: في جنسيَّات هؤلاء الثلاثمئة والثلاثة عشر، بمعنى تعيين بلدانهم التي كانوا فيها قبل حضورهم إلى مكَّة، أو اللغات التي ينتسبون إليها.

٢٧٤

ويحسن بنا - أولاً - أن نتذَّكر بعض العبارات التي تمَّت إلى ذلك من الروايات السابقة، ونُضيف إليها روايات أخرى، لنعرف الموضوع بوضوح.

قالت الروايات: ( فيأتيه ناس من أهل مكَّة فيُخرجونه... أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق )، و( يخرج ناس من المشرق فيوطِّئون للمهدي سلطانه )، و( الرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة، حتى يبلغ تسعة )، و( أصحاب القائم ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العَجم ).

وأخرج النعماني(1) ، بسنده إلى أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله الصادق (ع)، أنَّه قال: ( سيبعث الله ثلاثمئة وثلاثة عشر إلى مسجد مكَّة، يعلم أهل مكَّة أنَّهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم ) الحديث.

وأخرج الشيخ(2) عن الفضل بن شادان، بسنده عن جابر الجعفي، قال أبو جعفر(ع): ( يُبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمئة ونيِّف، عدَّة أهل بدر، فيهم النُّجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق... ) الحديث.

وأخرج السيوطي في الحاوي(3) عن الطبراني في الأوسط والحاكم، عن أمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (ص): ( يُبايع لرجل بين الركن والمقام عدَّة أهل بدر، فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام... ) الحديث.

وفي حديث آخر(4) : ( الأبدال من الشام وعصب أهل المشرق ) الحديث.

____________________

(1) غيبة النعماني ص169.

(2) غيبة الشيخ الطوسي ص284.

(3) انظر ص129.

(4) ص137 منه.

٢٧٥

وأخرج أيضاً(1) عن أبي غنم الكوفي في كتاب الفتن، عن علي بن أبي طالب، قال: ( وَيْحَاً للطالقان! فإنَّ لله فيه كنوزاً ليست من ذهب ولا فضَّة، ولكن بها رجال عرفوا الله حقَّ معرفته، وهم أنصار المهدي في آخر الزمان ).

ورواه الكنجي في البيان(2) ، عن ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح، ونقله القندوزي في الينابيع(3) عن الكنجي.

ونقله عنه أيضاً في موضع آخر من الينابيع(4) بلفظ مُقارب.

وهناك بعض الروايات التي تحمل أسماء أصحاب المهدي (ع) وأسماء مُدنهم تفصيلاً، ينبغي أن نذكر بعض نماذجها؛ لأجل أن نفهمها بعد ذلك فَهْماً مُتكاملاً.

أخرج ابن طاووس في الملاحم والفتن(5) ، عن أبي صالح السليلي في كتاب الفتن، من عدد رجال المهدي (ع) بذكر بلادهم، ثمَّ ذكر السند إلى الأصبغ بن نباتة، قال: خطب أمير المؤمنين علي (ع) خطبة، فذكر المهدي وخروج مَن يخرج معه وأسماءهم.

فقال له أبو خالد الحلبي: صفه لنا يا أمير المؤمنين!

فقال علي (ع): ( ألا إنَّه يُشبه الناس خلقاً وخُلقاً وحُسناً برسول الله (ص)، ألا أدلُّكم على رجاله وعددهم؟! ).

قلنا: بلى يا أمير المؤمنين.

قال: ( سمعت رسول الله (ص) قال: أوَّلهم من البصرة وآخرهم من اليمامة )، وجعل علي (ع) يعدد رجال (المهدي) (ع) والناس يكتبون، فقال: ( رجلان من البصرة، ورجلان من الأهواز، ورجل من عسكر مكرم، ورجل من مدينة تُستر، ورجل من دورق، ورجل من الباستان ( لعلَّها: الباكستان )، واسمه علي، وثلاثة... من اسمه ( لعلَّها: أسمرة )، أحمد وعبد الله وجعفر، ورجلان من عمان، محمد والحسن، ورجلان من سيراف، شدَّاد وشديد، وثلاثة من شيراز، حفص ويعقوب وعلي،

____________________

(1) ص161 منه.

(2) انظر ص69.

(3) ينابيع المودَّة ص589 غير أنَّه قال: ( رجال معروفون، وهم عرفوا الله ). الحديث.

(4) المصدر ص538.

(5) ص119وما بعدها.

٢٧٦

وأربعة من أصفهان، موسى وعلي وعبد الله وغلفان، ورجل من أبدح واسمه يحيى، ورجل من المرج ( العرج) واسمه داود، ورجل من الكرخ واسمه عبد الله، ورجل من بروجرد واسمه قديم، ورجل من نهاوند واسمه عبد الرزاق، ورجلان من الدينور، عبد الله وعبد الصمد، وثلاثة من همدان، جعفر وإسحاق وموسى، وعشرة من قم، أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول الله (ص)، ورجل من خراسان اسمه دريد، وخمسة من الذين أسماؤهم على أهل الكهف، ورجل من آمل، ورجل من جرجان، ورجل من هراة، ورجل من بلخ، ورجل من قراح، ورجل من عانة، ورجل من دامغان، ورجل من سرخس، وثلاثة من اليسار، ورجل من ساوة، ورجل من سمرقند، وأربعة وعشرون من الطالقان، وهم الذين ذكرهم رسول الله (ص)، وفي خراسان(1) كنوز لا ذهب ولا فضَّة، ولكن رجال يجمعهم الله ورسوله، ورجلان من قزوين، ورجل من فارس، ورجل من أبهر، ورجل من برجان ( لعلها جرجان )، ورجل من جموح، ورجل من شاخ، ورجل من صريح، ورجل من أردبيل، ورجل من مراد، ورجل من تدمر، ورجل من أرمينية، وثلاثة من المراغة، ورجل من خوي، ورجل من سلماس، ورجل من أردبيل (مكرر في الرواية)، ورجل من بدليس، ورجل من نسور، ورجل من بركري، ورجل من سرخيس، ورجل من من أرجرد ( لعلَّها: بروجرد )، ورجل من قلقيلا، وثلاثة من واسط، وعشرة من الزوراء، ورجل من السراة، ورجل من النيل، ورجل من صيداء، ورجل من جرجان، ورجل من القصور، ورجل من الأنبار، ورجل من عكبرا، ورجل من الحنَّانة، ورجل من تبوك، ورجل من الجامدة، وثلاثة من عبادان، وستَّة من حديثة الموصل، ورجل من الموصل، ورجل من معلثاي، ورجل من نصيبين، ورجل من كازرون، ورجل من فارقين ( أقول أصله: ميا فارقين )، ورجل من آمد، ورجل من رأس العين، ورجل من الرقَّة، ورجل من حرَّان، ورجل من بالس، ورجل من قبج.. ثلاثة من طرطوس، ورجل من

____________________

(1) قوله: ( كنوز لا ذهب ولا فضَّة )، ورد بالنسبة إلى الطالقان في الرواية السابقة، لا بالنسبة إلى خراسان، فلعلَّ قوله: وفي خراسان هنا زائد، والعبارة تنسجم بدونه.

٢٧٧

القصر، ورجل من أدنة ( لعلَّها أدرنة )، ورجل من خمرى ( أقول أصلها: باخمرى )، ورجل من عرار ( لعلَّها: عرعر )، ورجل من قورص ( لعلَّها: قبرص )، ورجل من أنطاكية، وثلاثة من حلب، ورجلان من حمص، وأربعة من دمشق،... ورجل من سورية، ورجلان من قسوان ( لعلَّها: أسوان )، ورجل من قيموت ( لعلَّها: بيروت )، ورجل من كراز ورجل من أذرح، ورجل من عامر، ورجل من دكار، ورجلان من بيت المقدس، ورجل من الرملة، ورجل من بالس ( مكرَّر )، ورجلان من عكَّا، ورجل من صور، ورجل من عرفات، ورجل من عسقلان، ورجل من غزَّة، وأربعة من الفسطاط، ورجل من قرميس، ورجل من دمياط، ورجل من المحلة، ورجل من الإسكندرية، ورجل من برقة، ورجل من طنجة، ورجل من الإفرنجة ( يعني أوروبا بلاد الإفرنج، أو فرنسا خاصة )، ورجل من القيروان، وخمسة من السوس ( لعلَّها: الشرق الأقصى )، ورجلان من قبرص، وثلاثة من حميم قوص، ورجل من عدن، ورجل من علالي، وعشرة من مدينة الرسول (ص) وأربعة من مكَّة، ورجل من الطائف، ورجل الدير، ورجل من الشيروان ورجل من زبيد، وعشرة من مرو، ورجل من الإحساء، ورجل من القطيف، ورجل من هجر، ورجل من اليمامة - قال علي عليه الصلاة والسلام: - أحصاهم لي رسول الله (ص) ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، بعدد أصحاب بدر، يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها ).

فهؤلاء حوالي المئتين والأربعين فرداً، وهو ينقص عن العدد المطلوب بتسعين.

وهناك رواية تذكرهم بكاملهم وتذكر أسماءهم ومدنهم، يحسن بنا أن نذكرها بالرغم من طولها، لنتوفَّر على المقارنة بين الروايتين.

روي في إلزام الناصب(1) ، بسند ضعيف عن عبد الله بن مسعود، رفعه إلى علي بن أبي طالب: لمَّا تولى الخلافة... أتى البصرة فرَقِيَ جامعها وخطب الناس... وهي آخر خُطبة خطبها ( وتُسمَّى خطبة البيان، وهي لها نسختان، وهذا النصُّ مطابق لأحد النسختين، كما ذكر في المصدر ).

أقول: بين النسختين اختلاف كبير جدَّاً، ونحن ننقل منها بمقدار الحاجة من النسخة الأُولى:

____________________

(1) ص193 وما بعدها إلى عدَّة صفحات، ط إيران.

٢٧٨

( اسمعوا أُبيِّن لكم أسماء أنصار القائم! إنَّ أوَّلهم من أهل البصرة وآخرهم من الأبدال، فالذين من أهل البصرة رجلان، اسم أحدهما علي والآخر محارب، ورجلان من قاشان، عبد الله وعبيد الله، وثلاثة رجال من المهجمة، محمد وعمر ومالك، ورجل من السند، عبد الرحمان، ورجلان من حجر ( لعلَّها: هَجَر )، موسى وعباس، ورجل من الكورة، إبراهيم، ورجل من شيراز عبد الوهاب، وثلاثة رجال من سعداوة، أحمد ويحيى وفلاح، وثلاثة رجال من زين، محمد وحسن وفهد، ورجلان من حمير، مالك وناصر، وأربعة رجال من سيروان، وهم عبد الله وصالح وجعفر وإبراهيم، ورجل من عقر، أحمد، ورجلان من المنصورية، عبد الرحمان وملاعب، وأربعة رجال من سيراف، خالد ومالك وحوقل وإبراهيم، ورجلان من خوفج ( لعلَّها خوي )، محروز ونوح، ورجل من المثقة، هارون، ورجلان من السنن ( لعلَّها السند )، مقداد وهود، وثلاثة من رجال الهويقين، عبد السلام وفارس وكليب، ورجل من الزناط، جعفر، وستَّة رجال من عمان، محمد وصالح وداود وهواشب وكوش ويونس، ورجل من العارة ( لعلَّها: عانة )، مالك، ورجلان من ضفار يحيى وأحمد، ورجل من كرمان، عبد الله، وأربعة رجال من صنعاء، جبرائيل وحمزة ويحيى وسميع، ورجلان من عدن، عون وموسى، ورجل من لونجة كوثر، ورجلان من صمد ( لعلَّها: صفد )، علي وصالح، وثلاثة رجال من الطائف، علي وسبا وزكريا، ورجل من هجر، عبد القدوس، ورجلان من الخطِّ، عزيز ومبارك، وخمسة رجال من جزيرة آوال، وهي البحرين، عامر وجعفر ونصير وبكير وليث، ورجل من الكبش، فهد (محمد)، ورجل من الجدَّا، إبراهيم، وأربعة رجال من مكَّة، عمر وإبراهيم ومحمد وعبد الله، وعشرة من المدينة، على أسماء أهل البيت، علي وحمزة وجعفر وعباس وطاهر وحسن وحسين وقاسم وإبراهيم ومحمد، وأربعة رجال من الكوفة، محمد وغياث وهود وعتاب (عباب)، ورجل من مرو، حذيفة، ورجلان من نيشابور، علي ومهاجر، ورجلان من سمرقند، علي وجاهد، وثلاثة رجال من كازرون، عمر ومقمر ويونس،

٢٧٩

ورجلان من الأسوس، شيبان وعبد الوهاب، ورجلان من دستر، أحمد وهلال، ورجلان من الضيف، عالم وسهيل، ورجل من طائف اليمن، هلال، ورجلان من مرقون، بشر وشعيب، وثلاثة رجال من بروعة، يوسف وداود وعبد الله، ورجلان من عسكر مكرم، الطيِّب وميمون، ورجل من واسط، عقيل، وثلاثة رجال من الزوراء، عبد المطَّلب وأحمد وعبد الله، ورجلان من سرَّ مَن رأى، مرائي وعامر، ورجل من المسهم (المتهم )، جعفر، وثلاثة رجال من سيلان، نوح وحسن وجعفر، ورجل من كرخ بغداد، قاسم، ورجلان من نوبة، واصل وفاضل، وثمانية رجال من قزوين، هارون وعبد الله وجعفر وصالح وعمر وليث وعلي ومحمد، ورجل من البلخ، حسن، ورجل من المداغة ( لعلًَّها: المراغة ) صدقة، ورجل من قم، يعقوب، وأربعة وعشرون من الطالقان، وهم الذين ذكرهم رسول الله (ص) فقال: أجد بالطلقان كنز ليس من الذهب ولا فضَّة (الفضة). فهم هؤلاء كنزهم الله فيها، وهم صالح وجعفر ويحيى وهود وفالح وداود وجميل وفضيل وعيسى وجابر وخالد وعلون وعبد الله وأيوب وملاعب وعمر وعبد العزيز ولقمان وسعد وقبضة ومهاجر وعبدون وعبد الرحمان وعلي، ورجلان من سحار، أبان وعلي، ورجلان من شرخيس، ناحية وحفص، ورجل من الأنبار، علوان. ورجل من القادسية، حصين، ورجل من الدورق، عبد الغفور، وستَّة رجال من الحبشة، إبراهيم وعيسى ومحمد وحمدان وأحمد وسالم، ورجلان من الموصل، هارون وفهد، ورجل من بلقا، صادق، ورجلان من نصيبين، أحمد وعلي، ورجل من سنجار، محمد، ورجلان من خرسان ( لعلَّها: خراسان )،نكبة ومنسون، ورجلان من أرمينية، أحمد وحسين، ورجل من أصفهان، يونس، ورجل من وهان ( لعلَّها: وهران ) حسين، ورجل من الريِّ، مجمع، ورجل من دنيا، شعيب، ورجل من هراش، نهروش، ورجل من سلماس، هارون ورجل من بلقيس، محمد، ورجل من الكرد، عزن، ورجل من الحبش، كثير، ورجلان من الحلاط، محمد وجعفر، ورجل من الشوبا، عمير، ورجلان من البيضا، سعد وسعيد، وثلاثة رجال من الضيعة، زيد وعلي وموسى، ورجل من أوس، محمد، ورجل من الأنطاكية، عبد الرحمان،

٢٨٠