الأمالي الشيخ المفيد

الأمالي الشيخ المفيد0%

الأمالي الشيخ المفيد مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 357

الأمالي الشيخ المفيد

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 357
المشاهدات: 47675
تحميل: 5974


توضيحات:

الأمالي الشيخ المفيد المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 47675 / تحميل: 5974
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ المفيد

الأمالي الشيخ المفيد

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

الناس رؤساء جهالا، فسألوهم فقالوا بغير علم فضلوا وأضلوا(١) .

٢ - قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن أحمد بن علوية، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: أخبرنا توبة بن الخليل(٢) قال: أخبرنا عثمان بن عيسى(٣) ، قال: حدثنا أبوعبد الرحمن، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلما ركب قال له بعض أصحابه: رأيناك يا رسول الله صنعت ما لم تكن تصنعه ؟ قال: نعم، أتاني جبرئيلعليه‌السلام فبشرني أن عليا في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال: وفاطمة في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال: والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال: ومن يحبهم في الجنة، فسجدت لله تعالى شكرا، فلما رفعت رأسي قال: ومن يحب من يحبهم في الجنة [ فسجدت شكرا لله تعالى ].

٣ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا، ومحمّد ابن عبدالله بن محمّد بن سالم في آخرين قالا: حدثنا عبدالله بن سالم قال: حدثنا هشام بن مهران، عن خاله محمّد بن زيد العطار وكان من كبار أصحاب

____________________________

(١) قوله: « انتزاعا » اي محوا من الصدور. وهو مصدر ل‍ « يقبض » من غير لفظه لبيان النوع نحو رجع القهقرى.

(٢) لم نعثر عليه في الرجال، انما كان فيها محمّد بن الخليل الثقفي المكنى بأبي عبدالله وهو ثقة له نوادر. وفي أمالي الصدوق في سند خبر عن الثقفي عن توبه بن الخليل.

(٣) هو عثمان بن عيسى أبوعمرو العامري الكلابي. وأبو عبد الرحمن كنية لجمع من أصحاب الصادقعليه‌السلام أشهرهم محمّد بن الفضيل بن غزوان الضبي. واسماعيل ابن علي المسلى، وعبيدالله بن زياد الهراء الهمداني الكوفي. وأيوب بن عطية الحذاء الاعرج الكوفي وكونه أحد الاخيرين قريب. والاول أقرب.

٢١

الاعمش قال: حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا منذر بن جيفر قال: حدثنا محمّد بن يزيد الباني قال: كنت عند جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فدخل عليه عمر بن قيس الماصر وأبو حنيفة وعمر بن ذر(١) في جماعة من أصحابهم فسألوه عن الايمان، فقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، فجعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال له عمر بن ذر: بم نسميهم(٢) ؟ فقالعليه‌السلام : بما سماهم الله وبأعمالهم، قال الله عزّوجلّ: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا(٣) وقال: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ(٤) فجعل بعضهم ينظر إلى بعض.

فقال محمّد بن يزيد: وأخبرني بشر بن عمر بن ذر وكان معهم قال: لما خرجنا قال عمر بن ذر لابي حنيفة: ألا قلت: من عن رسول الله(٥) ؟ قال: ما أقول لرجل يقول: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤ - قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمّد الصيرفي، قال: أخبرنا محمّد بن إدريس قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: حدثنا رجل يقال [ له ]: إسرائيل(٦) ،

____________________________

(١) عمر بن ذر بن عبدالله بن زرارة الهمداني المرهبي أبوذر الكوفي قال ابن حجر ثقة. ولا يخفى ما في السند من الاعضال ولا يسعنا تصحيحه.

(٢) بناء سؤاله على أنه لا واسطة بين الايمان والكفر، فإذا لم يكونوا مؤمنين فهم كفار. وبناء الجواب على الواسطة كما عرفت. (البحار).

(٣) المائدة: ٣٨.

(٤) النور: ٢.

(٥) أي لم لم تسأله من أخبرك بهذا الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأجاب بأنه إذا ادعى العلم ونسب القول إليه كيف أستطيع أن أسأله من أخبرك.

(٦) هو اسرائيل بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي روى عن ميسرة بن حبيب النهدي أبوحازم الكوفي، وروى عنه الحسن بن عطية بن نجيح القرشي أبوعلى البزاز الكوفي.

٢٢

عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: قال لي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما رأيت الشخص الّذي اعترض لي ؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ذاك ملك لم يهبط قط إلى الارض قبل الساعة، استأذن الله عزّوجلّ في السلام على علي، فأذن له فسلم عليه، وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.

٥ - قال: أخبرني الحسين بن أحمد بن المغيرة(١) قال: أخبرني أبومحمّد حيدر بن محمّد السمرقندي قال: أخبرني أبوعمرو محمّد بن عمرو الكشي قال: حدثنا حمدويه بن نصير قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن المغيرة قال: كنت أنا ويحيى بن عبدالله بن الحسن عند أبي الحسنعليه‌السلام فقال له يحيى، جعلت فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب، فقال: سبحان الله، ضع يدك على رأسي فوالله ما بقيت شعرة فيه و [ لا ] في جسدي إلا قامت، ثم قال: لا والله ما هي إلا وراثة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

٦ - قال: أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إبراهيم والفضل الاشعريين، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر أو أبي عبداللهعليهما‌السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعيبه(٣) بها يوما ما.

٧ - قال: أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد

____________________________

(١) هو الحسين بن أحمد بن المغيرة أبوعبدالله البوشنجي العراقي، ولعله ابن المغيرة الّذي روى عنه أبوغالب الزراري في رسالته، يروي عن أبي محمّد حيدر بن محمّد ابن نعيم السمرقندي الّذي من غلمان العياشي والراوي عن الكشي كما يأتي في السند.

(٢) أرادعليه‌السلام أن ما عندي ليس بعلم الغيب بل هو شئ أخذته عن آبائي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والغيب هو الّذي لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى.

(٣) في بعض النسخ « ليعنفه بها الخ ».

٢٣

ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن الحكم بن عتيبة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده ما يكفرها ابتلاه الله تعالى بالحزن فيكفر عنه ذنوبه.

٨ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن مستورد قال: حدثنا محمّد بن منير قال: حدثني إسحاق بن وزير(١) قال: حدثنا محمّد بن الفضيل بن عطاء مولى مزينة قال: حدثني جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن محمّد بن عليّ ابن الحنفية (رضي الله عنه) قال: كان اللواء معي يوم الجمل وكان أكثر القتلى في بني ضبة(٢) ، فلما انهزم الناس أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ومعه عمار بن ياسر ومحمّد بن أبي بكر رضي الله عنهما فانتهى إلى الهودج وكأنه شوك القنفذ مما فيه من النبل، فضربه بعصا ثم قال: هيه(٣) يا حميراء أردت أن تقتليني كما قتلت ابن عفان ؟ ! أبهذا أمرك الله أو عهد به إليك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت، ملكت فاسجح(٤) ، فقالعليه‌السلام لمحمّد بن أبي بكر: انظر هل نالها شئ من السلاح ؟

____________________________

(١) كذا ولم نجده، انما روى محمّد بن منير عن اسحاق بن سيار النصيبى.

(٢) بنو ضبة بطن من طابخة من العدنانية وبنو ضبة بن أد بن طابخة، كان ديارهم بجوار بني غنم بالنواحي الشمالية التهامية من نجد ثم انتقلوا في الاسلام إلى العراق للجزيرة الفراتية وبها قتلوا المتنبي الشاعر.

(٣) « هيه » بمعنى « ايه » فأبدل من الهمزة هاء، وايه اسم سمى به الفعل ومعناه الامر، تقول للرجل: ايه، بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود. وأيضا يقال لشئ يطرد هيه هيه بالكسر. ثم اعلم انه كان في صحيح البخاري باسناده عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيام الجمل، فأقاتل معهم. قال: لما بلغ رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ».

(٤) الاسجاح: حسن العفو أي ظفرت فأحسن وقدرت فسهل وأحسن العفو. قال ابن أبي الحديد في شرح قولهعليه‌السلام : « واصفح مع الدولة تكن لك العاقبة » ما هذا لفظه: « هذه كانت شيمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشيمة علي (عليه‌السلام ) أما شيمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فظفر بمشركي مكة وعفا عنهم كما سبق القول فيه عام الفتح، وأما علي (عليه‌السلام ) فظفر باصحاب الجمل وقد شقوا عصا الاسلام عليه وطعنوا فيه وخلافته، فعفا عنهم مع علمه بأنهم يفسدون عليه امره فيما بعد ويصيرون إلى معاوية اما بأنفسهم أو بآرائهم ومكتوباتهم وهذا أعظم من الصفح عن أهل مكة لان لم يبق لهم لما فتحت فئة يتحيزون إليها ويفسدون الدين عندها ».

٢٤

فوجدها قد سلمت، لم يصل إليها الا سهم خرق في ثوبها خرقا، وخدشها خدشا ليس بشئ. فقال ابن أبي بكر: يا أمير المؤمنين قد سلمت من السلاح إلا سهما قد خلص إلى ثوبها فخدش منه شيئا. فقال عليعليه‌السلام : احتملها فأنزلها دار ابني خلف الخزاعي(١) ، ثم أمر مناديه فنادى: لا يدفف(٢) على جريح ولا يتبع مدبر، ومن أغلق بابه فهو آمن(٣) .

____________________________

(١) يعني عبدالله وعثمان ابني خلف، وقال الطبري: هي أعظم دار بالبصرة.

(٢) في القاموس: اففته أجهزت عليه كدففته، ومنه داف ابن مسعود أبا جهل يوم بدر.

(٣) في تحف العقول عن امام الهاديعليه‌السلام في جواب مسائل يحيى بن أكثم عن سؤاله عن قتل عليعليه‌السلام أهل صفين وعفوه عن أهل الجمل لما هزموا ودخلوا بابهم انه قال: « فان أهل الجمل قتل امامهم ولم تكن لهم فئة يرجعون إليها، وانما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين، رضوا بالكف عنهم، فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم والكف عن أذاهم، إذ لم يطلبوا عليه أعوانا. وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة، وامام يجمع لهم السلاح والدروع والرماح والسيوف ويسنى لهم العطاء، يتهيئ لهم الانزال، ويعود مريضهم، ويجبر كسيرهم، ويداوى جريحهم، ويحمل راجلهم، ويكسو حاسرهم، ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم، فلم يساو بين الفريقين في الحكم لما عرف من الحكم في قتال أهل التوحيد، لكنه شرح ذلك لهم، فمن رغب عرض على السيف أو يتوب من ذلك ». نقول: في بعض نسخ الحديث: « الا يجهز على جريح، ولا يتبع مول، ولا يطعن في وجه مدبر، ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن، ثم آمن الاسود والاحمر ». وفي كنز العمال للمتقى الهندي زيادة بعد قوله « الاحمر » وهي: « ولا يستحلن فرج ولا مال »، وانظروا ما حضر به الحرب من آنية فاقبضوه، وما كان سوى ذلك فهو لورثته، ولا يطلبن عبدا خارجا من العسكر، وما كان من دابة أو سلاح فهو لكم، وليس لكم أم ولد، والمواريث على فريضة الله، وأى امرأة قتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرا. قالوا: يا أمير المؤمنين تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم ؟ فقال: كذلك السيرة في أهل القبلة، فخاصموه، قال: فهاتوا سهامكم وأقرعوا على عائشة فهي رأس الامر وقائدهم، فعرفوا وقالوا: نستغفر الله، فأفحمهم عليعليه‌السلام .

٢٥

 ٩ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا عليّ بن الحسن التيملي(١) قال: وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمّد بن مسلم الاشجعي، عن محمّد بن نوفل بن عائذ الصيرفي قال: كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي فدخل علينا أبوحنيفة النعمان بن ثابت، فذكرنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ودار بيننا كلام في غدير خم(٢) ، فقال أبوحنيفة: قد قلت لاصحابنا: لا تقروا لهم بحديث غدير خم فيخصموكم، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال له: لم لا يقرون به أما هو عندك يا نعمان ؟ قال: بلى هو عندي وقد رويته، قال:(٣) فلم لا يقرون به وقد حدثنا بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل(٤) عن زيد بن أرقم أن

____________________________

(١) هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال التيملى الكوفي أبوالحسن كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجهم وثقتهم. روى عن أخويه عن أبيهما (صه). وفي بعض النسخ عليّ بن الحسين وهو تصحيف.

(٢) في بعض النسخ: « كلام في الولاية ».

(٣) يعني الهيثم بن حبيب.

(٤) هو عامر بن واثلة بن الاسقع الكناني أبوالطفيل، أدرك ثمان سنين من حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان كيسانيا ممن يقول بحياة محمّد ابن الحنفية وله في ذلك شعر وخرج تحت راية المختار بن أبي عبيدة. وفي (صه) عد من خواص عليعليه‌السلام .

٢٦

علياعليه‌السلام نشد الله في الرحبة(١) من سمعه، فقال أبوحينفة: أفلا ترون أنه قد جرى في ذلك خوض حتّى نشد على الناس لذلك(٢) ؟ فقال الهيثم: فنحن نكذب عليا أو نرد قوله ؟ فقال أبوحنيفة: ما نكذب عليا ولا نرد قولا قاله ولكنك تعلم أن الناس قد غلا منهم قوم(٣) . فقال الهيثم: يقوله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويخطب به ونشفق نحن منه ونتقيه بغلو غال أو قول قائل؟. ثم جاء من قطع الكلام بمسألة سأل عنها، ودار الحديث بالكوفة، و كان معنا في السوق حبيب بن نزار بن حيان(٤) فجاء إلى الهيثم فقال له: قد بلغني ما دار عنك في عليعليه‌السلام وقول من قال(٥) وكان حبيب مولى لبني هاشم

____________________________

(١) في النهاية: يقال: نشدتك الله وأنشدك الله وبالله، وناشدتك الله وبالله: أي سألتك وأقسمت عليك. والرحبة: بالضم: موضع بقرب القادسية على مرحلة من الكوفة. وبالفتح: الموضع المتسع بين أفنيه البيوت. وفي الكوفة محلات.

(٢) في بعض النسخ « حتّى يشد على الناس لذلك » والمتن أنسب.

(٣) أي كان منهم غالون يقولون بغلو فيه فالصواب أن نسكت عن رواية خبر الغدير والولاية حتّى يكون نسيا منسيا ولا يبقى لغلو أحد فيه مجال. وهيهات انه قد أخطأ الطريق وضل السبيل لانه متى جاز لنا أن نسكت عن الحق لبعض ما يلزمه من الباطل من بعض المنحرفين فالواجب علينا الصموت عن التوحيد والنبوة لوجود المنتحل والمبتدع، وهذا خلاف قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الّذينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.

(٤) في الخطية والبحار « بن حسان » وهو تصحيف. وهو حبيب بن نزار الهاشمي مولاهم الصيرفي، عده الشيخ في رجاله من اصحاب الصادقعليه‌السلام .

(٥) في المطبوع والبحار: « في علي وقوله ».

٢٧

فقال له الهيثم: النظر يمر(١) فيه أكثر من هذا، فخفض الامر. فحججنا بعد ذلك ومعنا حبيب فدخلنا على أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فسلمنا عليه، فقال له حبيب: يا أبا عبدالله كان من الامر كذا وكذا، فتبين الكراهية في وجه أبي عبداللهعليه‌السلام : فقال له حبيب: هذا محمّد بن نوفل حضر ذلك، فقال له أبوعبداللهعليه‌السلام : أي حبيب كف، خالقوا الناس بأخلاقهم(٢) وخالفهوهم بأعمالكم، فإن لكل امرئ ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا، وادخلوا في دهماء الناس، فإن لنا أياما ودولة يأتي بها الله إذا شاء، فسكت حبيب، فقالعليه‌السلام : افهمت يا حبيب ؟ لا تخالفوا أمري فتندموا، [ ف‍ ] قال: لن أخالف أمرك. قال أبوالعباس(٣) : وسألت عليّ بن الحسن عن محمّد بن نوفل فقال: كوفي، قلت: ممن ؟ قال: أحسبه مولى لبني هاشم، وكان حبيب بن نزار بن حيان مولى لبني هاشم، وكان الخبر فيما جرى بينه وبين أبي حنيفة حين ظهر أمر بني العباس فلم يمكنهم إظهار ما كان عليه آل محمّدعليهم‌السلام .

١٠ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي، عن أبي العباس أحمد ابن محمّد، عن محمّد بن سالم الازدي، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن عمران البجلي قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: من لم يجعل لله له من نفسه واعظا فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا.

المجلس الرابع

ومما أملاه في مجلس يوم السبت النصف منه ولم احضره ولكن استنسخته وقرأته عليه، وسمع ولدي أبوالفوارس أبقاه الله يوم الخميس لخمس خلون من شوال من هذه السنة. أخبرنا الشيخ الاجل المفيد أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان أدام الله تأييده وتوفيقه قراءة عليه في هذا اليوم

____________________________

(١) كذا.

(٢) خالقه: عاشره بخلق حسن، يقال: خالص المؤمن وخالق الفاجر.

(٣) يعني ابن عقدة أحمد بن محمّد بن سعيد.

٢٨

 ١ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا أبوموسى هارون بن عمرو المجاشعي قال: حدثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن (آبائهعليهم‌السلام ، عن) جده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العالم بين الجهال كالحي بين الاموات، وإن طالب العلم ليستغفر له كل شئ حتّى حيتان البحر وهوام(١) الارض وسباع البر وأنعامه، فاطلبوا العلم فإنه السبب بينكم وبين الله عزّوجلّ، وإن طلب العلم فريضة على كل مسلم.

٢ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبي العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا محمّد بن هارون بن عبد الرحمن الحجازي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عيسى بن أبي الورد، عن أحمد بن عبد العزيز، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا يقل مع التقوى عمل، وكيف يقل ما يتقبل(٢) .

٣ - قال: أخبرني الشريف أبوعبدالله محمّد بن الحسن الجواني(٣) قال: أخبرني أبوطالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود (عن أبيه)(٤) قال: حدثنا نصر بن أحمد قال: حدثنا علي بن

____________________________

(١) الهوام جمع الهامة وهي كل ذات سم يقتل، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور.

(٢) سيأتي الحديث في المجلس الثالث والعشرين بسند آخر، وفي الرابع و الثلاثين بهذا السند.

(٣) الظاهر كونه محمّد بن الحسن بن عبدالله بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيدالله مولى الحسين بن عليّ بن الحسنعليهما‌السلام . وفي بعض النسخ « محمّد بن الحسين » وهو من أهل آمل طبرستان وكان فقيها وسمع الحديث وله كتاب ثواب الاعمال علي ما في فهرس النجاشي.

(٤) قال الصدوق ره في مشيخته « وما كان فيه عن محمّد بن مسعود العياشي فقد رويته عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى الله عنه عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي رضي الله عنه ».

٢٩

حفص.(١) قال: حدثنا خالد القطواني(٢) قال: حدثنا يونس بن أرقم قال: حدثنا عبد الحميد بن أبي الخنسا، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جده فروة الظفاري قال: سمعت سلمان رحمه الله يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تفترق أمتي ثلاث فرق: فرقة على الحق لا ينقض الباطل منه شيئا، يحبوني ويحبون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب الجيد كلما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلا جودة. وفرقة على الباطل لا ينقص الحق منه شيئا، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل الحديد كلما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلا شرا. وفرقة مدهدهة(٣) على ملة السامري، لا يقولون: لا مساس لكنهم يقولون: لا قتال، إمامهم عبدالله بن قيس الاشعري(٤) .

٤ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا عمر بن عيسى بن عثمان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا خالد بن عامر بن عباس، عن محمّد بن سويد الاشعري قال: دخلت أنا و فطر بن خليفة(٥) على جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، فقرب إلينا تمرا فأكلنا وجعل

____________________________

(١) في بعض النسخ: « عليّ بن جعفر » وبكلى العنوانين مشترك والتميز مشكل.

(٢) هو خالد بن مخلد القطواني أبوالهيثم البجلى مولاهم المتوفى ٢١٣، أو ١٤، أو ١٥.

(٣) دهدهدت الحجرة أي دحرجته، ولعله كناية عن اضطرابهم في الدين وتزلزلهم بشبهات المضلين. (البحار)

(٤) هو عبدالله بن قيس أبوموسى الاشعري المشهور أحد الحكمين في قضية صفين.

(٥) فطر بن خليفة المخزومي من رجال العامة ذكروه في معاجمهم واختلفوا فيه، وثقه ابن معين، وقال العلجي: ثقة حسن الحديث وكان فيه تشيع قليل، وقال ابن سعد كان ثقة ان شاء الله، ومن الناس من يستضعفه وكان لا يدع أحدا يكتب عنه، وقال الساجى: صدوق ثقة ليس بمتقن كان أحمد بن حنبل يقول: « هو خشبي مفرط » وكان يقدم عليا على عثمان. وقال صاحب جامع الرواة شيعي جلة.

٣٠

يناول فطرا منه، ثم قال له: كيف الحديث الّذي حدثتني عن أبي الطفيل(١) رحمه الله في الابدال ؟ فقال فطر: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت عليا أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: الابدال من أهل الشام والنجباء(٢) من أهل الكوفة، يجمعهم الله لشر يوم لعدونا(٣) . فقال جعفر الصادقعليه‌السلام : رحمكم الله بنا يبدأ البلاد ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم، رحم الله من حببنا إلناس ولم يكرهنا إليهم.

٥ - قال: أخبرني عليّ بن محمّد القرشي إجازة قال: حدثنا أبوالحسن عليّ بن الحسن بن فضال قال: حدثنا الحسين بن نصر(٤) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن عبد الملك قال: حدثنا أبو(عبدالله) عبد الرحمن المسعودي، عن عمرو بن حريث الانصاري، عن الحسين بن سلمة البناني، عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام قال: لما فرغ أمير المؤمنينعليه‌السلام من تغسيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتكفينه وتحنيطه أذن للناس وقال: ليدخل منكم عشرة عشرة ليصلوا عليه، فدخلوا وقام أمير المؤمنينعليه‌السلام بينه وبينهم و قال: ﴿إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(٥) وكان الناس يقولون كما يقول. قال أبوجعفرعليه‌السلام : وهكذا

____________________________

(١) هو عامر بن واثلة الكناني وقد تقدم.

(٢) قال في النهاية: في حديث علي رضى الله عنه « الابدال بالشام » هم الاولياء والعباد. سموا بذلك لانهم كلما مات واحد منهم أبدل بآخر. والنجيب [ جمعه النجباء ] الفاضل من كل حيوان وقد نجب ينجب نجابة: إذا كان نفيسا في نوعه.

(٣) أي يوم ظهور القائمعليه‌السلام .

(٤) تقدم الكلام فيه ص ١٧ فراجع.

(٥) الاحزاب: ٥٦.

٣١

كانت الصلاة عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٦ - قال: أخبرني أبوغالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدثنا أبوالقاسم حميد بن زياد قال: حدثنا الحسن بن محمّد(٢) ، عن محمّد بن الحسن بن العطار، عن أبيه الحسن بن زياد قال: لما قدم زيد بن عليّ الكوفة(٣) دخل قلبي من ذلك بعض ما يدخل. قال: فخرجت إلى مكة ومررت بالمدينة فدخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام وهو مريض فوجدته على سرير مستلقيا عليه وما بين جلده وعظمه شئ(٤) ، فقلت: إني أحب أن أعرض عليك ديني، فانقلب على جنبه ثم نظر إلي فقال: يا حسن ما كنت أحسبك إلا وقد استغنيت عن هذا، ثم قال: هات فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا رسول الله، فقالعليه‌السلام : معي مثلها. فقلت: وأنا مقر بجميع ما جاء به محمّد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: فسكت، قلت: وأشهد أن عليا إمام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرض طاعته، من شك فيه كان ضالا ومن جحده كان كافرا، قال: فسكت. قلت: وأشهد أن الحسن والحسينعليهما‌السلام بمنزلته حتّى انتهيت إليهعليه‌السلام فقلت: وأشهد أنك بمنزلة الحسن والحسين ومن تقدم من الائمة. فقال: كف، قد عرفت الّذي تريد، ما تريد إلا أن أتولاك على هذا، قال: قلت: فإذا توليتني على هذا فقد بلغت الّذي أردت، قال: قد توليتك

____________________________

(١) قال العلامة المجلسي (ره): الظاهر أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان صلى على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ذلك، واكتفى في صلاة الناس عليه بذلك، اما لعدم تقدم أبي بكر للصلاة أو لغير ذلك انتهى وفيه مالا يخفى.

(٢) هو الحسن بن محمّد بن سماعة أبومحمّد الكندى الصيرفي من شيوخ الواقفة كثير الحديث فقيه ثقة [ جشن صه ].

(٣) يعني حين خروجه على حكومة وقته في أيام هشام بن عبد الملك الاموى.

(٤) كناية عن شدة الهزال والتحول.

٣٢

عليه، فقلت: جعلت فداك إني قد هممت بالمقام، قال: ولم ؟ قال: قلت: إن ظفر زيد [ أ ] وأصحابه فليس أحد أسوأ حالا عندهم منا، وإن ظفر بنو أمية فنحن عندهم بتلك المنزلة، قال: فقال لي: انصرف ليس عليك بأس من أولى ولا من أولى(١) .

٧ - قال: أخبرني الشريف أبومحمّد الحسن بن حمزة الطبري قال: حدثنا أبوالحسن عليّ بن حاتم القزويني قال: حدثنا أبوالعباس محمّد بن جعفر المخزومي قال: حدثنا محمّد بن شمون البصري، عن عبدالله بن عبد الرحمن(٢) . قال، حدثني الحسين بن زيد(٣) ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام قال: من أعاننا بلسانه على عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عزّوجلّ.

٨ - قال: أخبرني الشريف أبومحمّد الحسن بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن عبدالله(٤) ، عن جده أحمد بن عبدالله قال: حدثني أبي، عن داود بن النعمان، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام إنه قال: من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها، ومن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة، ومن أحبنا بقلبه وكف بيده ولسانه

____________________________

 (١) في بعض النسخ: « من إلى ولا من إلى » وهو مخفف أولى، وأولى اسم اشارة أي ليس عليك بأس من زيد واصحابه ولا من بني أمية وأنت في سلم من هؤلاء وهؤلاء.

(٢) محمّد بن الحسن بن شمون البصري أبوجعفر بغدادي واقف ثم غلا وكان ضعيفا جدا فاسد المذهب (صه جش). وعبدالله بن عبد الرحمن الاصم المسمعى بصرى ضعيف غال ليس بشئ (صه جش).

(٣) هو الحسين بن زيد بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . وصحف في المطبوعة والبحار بالحسين بن يزيد.

(٤) ما نعرفه الا أنه قد يخطر بالبال كونه أحمد بن عبدالله الكوفي صاحب ابراهيم ابن اسحاق الاحمري. أو رجل في طبقته.

٣٣

فهو في الجنة(١) .

٩ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر بن سالم(٢) قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا محمّد بن يزيد(٣) قال: حدثنا أحمد بن رزق، عن أبي زياد الفقيمي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه(٤) .

المجلس الخامس

ومما أملاه في يوم الاثنين السابع عشر منه وسمعه أبوالفوارس أبقاه الله تعالى: أخبرني الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمّد بن محمّد النعمان أدام الله حراسته وتوفيقه قراءة عليه

 ١ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي قال: حدثنا أبوعبداللهاللهالله

____________________________

(١) أي من أحبنا بقلبه فقط ولم ينصرنا بيده ولسانه فهو في الجنة.

(٢) هو أبوبكر الجعابي المعروف وقد تقدم ترجمته. يروى عن ابن عقدة.

(٣) هو محمّد بن يزيد النخعي. وراويه أحمد بن يوسف الجعفي، وشيخه أحمد بن رزق الغمشاني البجلى، وهو يروى عن الفقيمى بضم الفاء وفتح القاف وهو لقب معمر بن عطية الكوفى، وعباس بن عمرو، والحسن بن عمرو الكوفي وكلهم في طبقة واحدة ولم تذكر لاحدهم كنية حتّى نتميز من هو.

(٤) أي ما لا يهمه ولا ينفعه في معاشه ومعاده، من عناه الامر إذا تعلقت عنايته به، وعد بعض العلماء مما لا يعني العبد: تركه تعلم العلم الّذي فيه صلاح نفسه واشتغاله بتعلم ما يصلح به غيره كعلم الجدل مثلا وربما يعتذر في نفسه بأني اريد بذلك نفع الناس و أرشاد الخلق، مع أنه يعلم من نفسه خلاف ذلك، بل لا يريد الا التطاول على الاقران و التراوس عليهم، ولو كان صادقا لاشتغل قبل كل شئ باصلاح نفسه من اخراج هذه الصفة الملعونة الحابطة للاعمال.

٣٤

جعفر بن محمّد الحسني(١) قال: حدثنا الفضل بن القاسم قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن جده عبدالله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب قال: سمعت عليّ بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام يقول: ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن إلا بذنبه، وما يعفو الله عنه أكثر، وكان إذا رأى المريض قد برئ قال: ليهنئك الطهر من الذنوب، فاستأنف العمل.

٢ - قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي قال: حدثنا أبوالحسين العباس بن المغيرة الجوهري قال: حدثنا أبوبكر أحمد بن منصور الرمادي(٢) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبدالله بن مسعود قال: خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة وفد الجن(٣) قال: فحط على(٤) ، ثم ذهب فلما رجع تنفس وقال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود، فقلت: استخلف يا رسول الله. قال: من ؟ قلت: أبا بكر، قال:(٥) فمشى ساعة ثم تنفس وقال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود،

____________________________

(١) هو جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى.

(٢) هو أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي أبوبكر ثقة حافظ (التقريب) والرمادي ينسب إلى رمادة بفتح الراء والميم وهو موضع باليمن، وليس منسوبا إلى رمادة فلسطين، على ما في اللباب، والمراد بعبد الرزاق الحافظ أبوبكر بن همام بن نافع الحميري مولاهم الصنعاني صاحب التصانيف، المعنون في تهذيب التهذيب والتذكرة وكذا أبوه همام بن نافع، وقال ابن حجر: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابنه عبد الرزاق: حج أبي أكثر من سنين حجة. وقال الذهبي في الميزان نقموا على عبد الرزاق التشيع، وما كان يغلو فيه، بل كان يحب عليا رضي الله عنه ويبغض من قاتله.

(٣) هذه القصة وقعت في مسيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى غزوة تبوك كما ذكره الواقدي في مغازيه.

(٤) العلى بالضم والقصر: موضع من ناحية وادى القرى، نزله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم في طريقه إلى تبوك وفيه مسجد (النهاية).

(٥) يعني عبدالله بن مسعود.

٣٥

فقلت: استخلف يا رسول الله. قال: من ؟ قلت: عمر، فسكت، ثم مشى ساعة وتنفس وقال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود، فقلت: استخلف يا رسول الله. قال: من ؟ قلت: عثمان، فسكت، ثم مشى ساعة فقال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود، فقلت: استخلف يا رسول الله قال: من ؟ قلت: عليّ بن أبي طالب ؟ فتنفس ثم قال: والّذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين(١) .

٣ - قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي قال: حدثنا أبوالحسين العباس بن المغيرة الجوهري قال: حدثنا أبوبكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عنبسة(٢) قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن عبدالله بن العباس قال: لما حضرت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ؟ فقال عمر: لا تأتوه بشئ فانه قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله(٣) .

____________________________

(١) أكتع مرادف لاجمع، ولا يستعمل الا معها يقال: « رأيتهم أجمعين أكتعين ». والخبر رواه الخوارزمي في مناقبه.

(٢) هو عنبسة بن خالد بن يزيد أبي النجاد الاموي مولاهم الايلى الّذي ذكره ابن حبان في الثقات. روى عن عمه يونس بن يزيد، وروى عنه أحمد بن صالح أبوجعفر المصرى الحافظ الّذي يعرف بابن الطبري، وكان جامعا، يعرف الفقه والحديث والنحو ويذاكر بحديث الزهري محمّد بن مسلم بن شهاب.

(٣) لا يخفى على اللبيب ان هذا القول (غلبه الوجع) في هذا المقام لا يكون الا بمعنى « أهجر في كلامه وخلط وهذى » ولا يفوه به الا من له غرض سياسي له المام به، والا فقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي » يدل على كمال عقله وشدة اهتمامه بامور الامة. وفي قباله « حسبنا كتاب الله » كلام باطل لا طائل تحته الا.، لانه معلوم بالمشاهدة أن آيات الاحكام في القرآن لا يتجاوز الخمسمائة تقريبا وجلها في مقام التشريع لا بيان الحكم، كما قال عز من قائل: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ فلو كان الكتاب بنفسه كافيا فلم يقول قائله غير مرة: « لولا علي لهلك عمر ». ثم لم يكتف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل بالكتاب وأوصى بالكتاب والعترة.

٣٦

 فاختلف أهل البيت واختصموا(١) ، فمنهم من يقول: قوموا(٢) يكتب لكم رسول الله، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما كثر اللغط والاختلاف(٣) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قوموا عني. قال عبيدالله بن عبدالله بن عتبة: وكان ابن عباس رحمه الله يقول: الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين أن يكتب لنا ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم(٤) .

٤ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر بن محمّد الحسني قال: حدثنا أبوموسى عيسى بن مهران المستعطف(٥) قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا وهيب(٦) قال: حدثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم، وليقطعن برجال دوني، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك،

____________________________

(١) في نسخة: « فتخاصموا ».

(٢) في البحار: « قربوا » وجعل « قوموا » نسخة بدل عنه.

(٣) اللغط: صوت وضجة لا يفهم معناها.

(٤) قال العلامة المجلسي (ره): « خبر طلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الدواة والكتف ومنع عمر عن ذلك مع اختلاف ألفاظه متواتر بالمعنى، وأورده البخاري و مسلم وغيرهما من محدثي العامة في صحاحهم، وقد أورده البخاري في مواضع من صحيحه منها في الصحفة الثانية من مفتتحه ». انتهى.

(٥) هو أبوموسى عيسى بن مهران المستعطف البغدادي بضم الميم وسكون السين المهملة. يروى عن عفان بن مسلم الباهلى الصفار البصري. وقيل: له كتب في جرح بعض الصحابة. وقال السمعاني: هو رجل سوء من شياطين الرافضة.

(٦) هو وهيب بن خالد بن عجلان الباهلى المعنون في التقريب.

٣٧

إنهم ما زالوا يرجعون على أعقابهم القهقرى(١) .

٥ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر بن سالم قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر ابن محمّد الحسني قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا أبومعاوية الضرير(٢) قال: حدثنا الاعمش، عن شقيق(٣) ، عن أم سلمة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: دخل عليها عبد الرحمن بن عوف(٤) فقال: يا أمه قد خفت أن تهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش مالا، قالت: يا بني فأنفق، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه. قال: فخرج عبد الرحمن فلقي عمر بن الخطاب فأخبره بالّذي قالت أم سلمة

____________________________

(١) الاخبار في ذلك كثيرة جدا من طرق الفريقين ومتواترة معنى، وتبين حكم الصحابة في العدالة وعدمها. وفي لفظ البخاري « اصيحابي اصيحابي ». وقال المجلسي (ره): « اعلم أن أكثر العامة على أن الصحابة كلهم عدول، وقيل: هم كغيرهم مطلقا، وقيل: هم كغيرهم إلى حين ظهور الفتن بين عليعليه‌السلام ومعاوية، وأما بعدها فلا يقبل الداخلون فيها مطلقا، وقالت المعتزلة: هم عدول الا من علم أنه قاتل علياعليه‌السلام فانه مردود. وذهبت الامامية إلى أنهم كساير الناس من أن فيهم [ العادل، وفيهم ] المنافق والفاسق والضال بل كان أكثرهم كذلك، ولا أظنك ترتاب بعد ملاحظة تلك الاخبار المأثورة من الجانبين المتواترة بالمعنى في صحة هذا القول ».

(٢) هو محمّد بن خازم أبومعاوية الضرير الكوفي، عمى وهو صغير، ثقة، أحفظ الناس لحديث أعمش (التقريب).

(٣) هو أبووائل شقيق بن سلمة الاسدي الكوفى، أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يرو عنه، قال الاعمش: قال لي أبووائل: يا سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد فوقعت عن البعير فكادت عنقي تندق فلو مت يومئذ كانت النار، وكنت يومئذ ابن احدى عشرة سنة.

(٤) نقل ابن قتيبة عن أبى اليقظان عثمان بن عمير أنه قال: مات عبد الرحمن في خلافة عثمان وقسم ميراثه على ستة عشر سهما فبلغ نصيب كل امرأة ثمانين ألف درهم.

٣٨

فجاء يشتد حتّى دخل عليها، فقال: يا أمه أنا منهم ؟ فقالت: لا أعلم ولن أبرئ بعدك أحدا.

٦ - قال: أخبرنا الشريف أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر الموسوي(١) قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا يحيى بن زكريا ابن شيبان قال: حدثنا محمّد بن سنان قال: أخبرني أحمد بن سليمان القمي الكوفي قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: إن كان النبيّ من الانبياء ليبتلى بالجوع حتّى يموت جوعا، وإن كان النبيّ من الانبياء ليبتلى بالعطش حتّى يموت عطشا، وإن كان النبيّ من الانبياء ليبتلى بالعراء(٢) حتّى يموت عريانا، وإن كان النبيّ من الانبياء ليبتلى بالسقم والامراض حتّى تتلفه، وإن كان النبيّ من الانبياء ليأتي قومه فيقوم فيهم، يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلى توحيد الله وما معه مبيت ليلة(٣) فما يتركونه يفرغ من كلامه و لا يستمعون إليه حتّى يقتلوه، وإنما يبتلي الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم عنده.

٧ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن زكريا قال: حدثنا عثمان بن عيسى، عن أحمد بن سليمان، وعمران بن مروان، عن سماعة بن مهران قال:

____________________________

 (١) لم نجده غير أنه في أول باب زيادات مزار التهذيب عن المفيد عنه عن ابن عقدة معنعنا عن أبى عبداللهعليه‌السلام يقول: « لا يمكث جثة نبي ولا وصي نبي في الارض أكثر من أربعين يوما ». ووقع في جامع الرواة في ترجمة ابن عقدة سهو أو تصحيف وذكر فيمن روى عن ابن عقدة: محمّد بن أحمد بن طاهر الموسوي.

(٢) العراء: المكان الخالي من نبت يستتر به كما قال الله تعالى في الصافات: « فنبذ بالعراء وهو سقيم » في قصة يونس (عليه‌السلام )، أي بالمكان الخالي من نبت يستره من يومه أو بعد ثلاثة أيام أو أكثر « وهو سقيم » أي كفرخ لا ريش عليه.

(٣) يعنى ليس معه من القوت ما يبيت به ليلة، أو لم يمهلوه أن يبيت ليلة واحدة بل ساعة حتّى يفرغ من كلامه.

٣٩

سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: إن الّذي قال الله في كتابه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا(١) سلط الله عليه قومه، فكشطوا وجهه وفروة رأسه(٢) فبعث الله إليه ملكا فقال له: إن رب العالمين يقرئك السلام ويقول: [ إنه ] قد رأيت ما صنع بك قومك، فسلني ما شئت. فقال: يا رب العالمين لي بالحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام أسوة، قال أبوعبداللهعليه‌السلام : وليس هو إسماعيل بن إبراهيم على نبيناعليهما‌السلام .

٨ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: أخبرنا أبوعبدالله [ جعفر بن ] محمّد بن جعفر الحسني قال: حدثنا عيسى بن مهران، عن يونس، عن عبدالله بن محمّد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن زينب بنت علي ابن أبي طالبعليهما‌السلام قالت: لما اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمةعليهما‌السلام فدك(٣) والعوالي، وأيست من إجابته لها عدلت إلى قبر أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________________

(١) مريم: ٥٤.

(٢) الكشط: النزع والقلع. والفروة: جلدة الرأس بشعرها.

(٣) قال في معجم البلدان: « فدك بالتحريك وآخره كاف قرية بالحجارة، بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة. أفاءها الله على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سنة سبع صلحا وذلك: أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزل خيبر وفتح حصونها، ولم يبق الا ثلاث واشتد بهم الحصار، راسلوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل، وبلغ ذلك أهل فدك، فأرسلوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم، فأجابهم إلى ذلك، فهي مما لم يوچف عليها بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قيل: لما نزلت قوله تعالى: « وآت ذا القربى حقه » استوضح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من جبرئيل مراد الاية فقال له: أعط فاطمة فدك لتكون بلغة لها ولاولادها وذلك عوض عما بذلته أمها خديجة من أموال وجهود في سبيل الاسلام. وبقيت عندها حتّى توفى أبوهاصلى‌الله‌عليه‌وآله فانتزعها الخليفة الاول حسب زعمه وردها إلى بيت المال. راجع البحار الطبعة القديمة ج ٨ الباب العاشر فانه (ره) قد استوفى البحث في المقام وكتاب فدك العلامة المرحوم السيد حسن الموسوي القزويني، وكتاب فدك في التاريخ للعلامة الفذ السيد محمّد الباقر الصدر، والنص والاجتهاد للسيد شرف الدين العاملي رحمهم الله.

٤٠