الأمالي الشيخ المفيد

الأمالي الشيخ المفيد0%

الأمالي الشيخ المفيد مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 357

الأمالي الشيخ المفيد

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 357
المشاهدات: 47692
تحميل: 5976


توضيحات:

الأمالي الشيخ المفيد المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 47692 / تحميل: 5976
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ المفيد

الأمالي الشيخ المفيد

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا. قال أحمد بن يحيى الاودي: فرأيت الحسين بن عليّعليهما‌السلام في المنام، فقلت: حدثني مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بؤاه الله بها في الجنة حقبا ؟ قال: نعم، قلت: سقط الاسناد بيني وبينك.

٧ - قال: أخبرني أبوالطيب الحسين بن محمّد التمار قال: حدثنا محمّد بن القاسم الانباري قال: حدثنا أبوالحسن حميد بن محمّد بن حميد التميمي(١) قال: حدثنا أبوعبدالله محمّد بن نعيم العبدي قال: حدثنا أبوعلي الرؤاسي بن عبدالله قال: حدثني أبومسعود عبيد بن سميع، عن الكلبي، عن أبي صالح(٢) ، عن ابن عباس قال: لما قدم على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفد أياد، قال لهم: ما فعل قس بن ساعدة(٣) ؟ [ قالوا: مات يا رسول الله، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله قس بن ساعدة ] كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل أورق(٤) وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما أجدني أحفظه(٥) . فقال رجل من القوم: أنا أحفظه

____________________________

(١) كذا ولم نقف عليه، ويخطر بالبال كونه حميد بن فيد بن حميد التميمي الخشاب المعنون في تاريخ الخطيب وصحف في النسخ « فيد » بمحمّد.

(٢) هو بأذام أو بأذان مولى أم هانئ، معنون في الجرح والتعديل.

(٣) هو قس بضم القاف وشد السين المهملة بن ساعدة بن عمرو بن شمر بن عدى بن مالك بن أيدعان بن النمر بن وائلة بن الطمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى ابن دعمى بن أياد، الحكيم المشهورة، راجع لترجمته مروج الذهب.

(٤) الاورق من الابل: ما في لونه بياض إلى سواد وهو من أطيب الابل لحما لا سيرا وعملا.

(٥) في المطبوعة: « ما أجدني حفظه » والظاهر أن كلامه لما كان متضمنا لاشعار لا يهمهصلى‌الله‌عليه‌وآله حفظه ولا يجديه، فراجع تفصيله البحار الحروفى ج ١٥ ص ٢٢٩.

٣٤١

يا رسول الله، سمعته وهو يقول بسوق عكاظ. أيها الناس اسمعوا، وعوا، واحفظوا: من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحار ترجرج(١) ونجوم تزهر، ومطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، وضوء وظلام، وبر وآثام، ولباس ورياش ومركب، ومطعم ومشرب. إن في السماء لخبرا، وإن في الارض لعبرا ! مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون ؟ أرضوا بالمقام هناك فأقاموا ؟ أم تركوا فناموا(٢) ؟ يقسم بالله قس بن ساعدة قسما برا لا إثم فيه، ما لله على الارض دين أحب إليه من دين قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه، طوبى لمن أدرك صاحبه فتابعه(٣) ، وويل لمن أدركه ففارقه، ثم أنشأ يقول:

في الذاهبين الاول‍ين

 

من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا

 

للموت ليس لها مصادر

و رأيت قومي نحوها

 

تمضي الاصاغر والاكابر(٤)

لا يرجع الماضي إليك

 

و لا من الماضين غابر(٥)

أيقنت أني لا محا

 

لة حيث صار القوم صائر

 فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يرحم الله قس بن ساعدة، إني لارجو أن يأتي يوم القيامة امة وحده(٦) . فقال رجل من القوم: يا رسول الله لقد رأيت من

____________________________

(١) أي تحرك واضطرب، وفى جل النسخ: « تزخر »، وزخر البحر: طمى و تملا. وفى البيان والتبيين للجاحظ « ونجوم تمور » أي تذهب وتجئ.

(٢) في نقل الجاحظ « أم حبسوا فناموا ».

(٣) في نسخة والبحار: « فبايعه ».

(٤) في مروج الذهب وعقد الفريد « تمضى الاوائل والاواخر ».

(٥) في المروج والعقد:

لا يرجع الماضي ولا * يبقى من الباقين غابر

(٦) في المطبوعة: « أمة واحدة ».

٣٤٢

قس عجبا، قال: وما الّذي رأيت ؟ قال: بينما أنا يوما بجبل في ناحيتنا يقال له: سمعان، في يوم قائظ شديد الحر(١) ، إذا أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة عندها عين ماء، وإذا حوله سباع كثيرة(٢) ، وقد وردت حتّى تشرب من الماء، وإذا زأر سبع منها على صاحبه، ضربه بيده، وقال(٣) : كف حتّى يشرب الّذي ورد قبلك، فلما رأيته وما حوله من السباع هالني ذلك، ودخلني رعب شديد، فقال لي: لا بأس عليك، لا تخف إن شاء الله، وإذا أنا بقبرين بينهما مسجد، فلما آنست به قلت: ما هذان القبران ؟ قال: قبر أخوين كانا لي يعبدان الله في هذا الموضع معي، فماتا، فدفنتهما في هذا الموضع، واتخذت فيما بينهما مسجدا(٤) أعبدالله فيه حتّى ألحق بهما، ثم ذكر أيامهما وفعالهما، فبكى، ثم قال:

خليلي هبا طال ما قد رقدتما

 

أجدكما لا تقضيان كراكما(٥)

ألم تعلما أني بسمعان مفرد

 

و مالي بها ممن حببت سواكما

أقيم على قبريكما لست بارحا

 

طوال الليالي أو يجيب صداكما(٦)

____________________________

(١) قاظ اليوم: اشتد حره، ويوم قائظ: شديد الحر.

(٢) في البحار: « وإذا حواليه سباع كثيرة ».

(٣) في نسخة: « وإذا زأر سبع منها على صاحبه فضربه بيده وقال له الخ »، وزأر الاسد: صات من صدره.

(٤) في المطبوعة: « ما بينهما ».

(٥) الهب: الانتباه من النوم، ونشاط كل ساير وسرعته. والكرى: النوم.

(٦) قال الجوهرى: الصدى: الّذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، يقال: صم صداه، وأصم الله صداه أي أهلكه، لان الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئا فيجيبه. وقال الفيروزآبادى: الصدى: الجسد من الادمى بعد موته، وطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى بزعم الجاهلية انتهى. وما في البيت يحتمل المعنيين، وعلى التقديرين « أو » بمعنى « إلى أن » أي أقيم على قبريكما إلى أن تحييا وتجيبانى (البحار).

٣٤٣

أبكيكما طول الحياة وما الّذي

 

يرد على ذي عولة إن بكاكما

كأنكما والموت أقرب غاية

 

بروحي في قبري كما قد أتاكما

فلو جعلت نفس لنفس وقاية

 

لجدت بنفسي أن أكون فداكما

 ٨ - قال: أخبرني أبونصر محمّد بن الحسين البصير قال: حدثنا عليّ بن أحمد بن سيابة قال: حدثنا عمر بن عبد الجبار قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لاصحابه: ألا إنه قد دب إليكم داء الامم من قبلكم وهو الحسد، ليس بحالق الشعر، لكنه حالق الدين دين دين(١) ، وينجي منه أن يكف الانسان يده، ويخزن لسانه، و لا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن.

وصلّى الله على سيدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلم تسليما

____________________________

(١) قال الشريف الرضى (ره) في المجازات النبوية ص ١١٢ تحت رقم ١٣٩: هذه استعارة، والمراد بالحالقة ههنا المبيرة المهلكة، أي هذه الحالة المذمومة تهلك الدين، وتستأصله كما تستأصل الموسى الشعر، والمقراض الوبر، وعلى هذا قول الشاعر: أرسل عليهم سنة قاشورة * تحتلق الناس احتلاق النورة أي تبير الناس، فتأتى على نفوسهم، أو تأتى على أموالهم من الابل والشياه، فتكون كأنها قد أتت على نفوسهم باتيانها على ما هو قوام نفوسهم، وانما جعل عليه الصلاة والسلام البغضاء حالقة الدين لانها سبب التفاني والتهالك والايقاع في المعاطب والمهالك، والداعى إلى سفك الدم الحرام واحتمال أعباء الاثام.

٣٤٤

المجلس الحادي والاربعون

مجلس يوم السبت لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وأربعمائة

 حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان أيد الله تمكينه

 ١ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا محمّد بن الوليد(١) قال: حدثنا غندر محمّد قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني رحمه الله قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: إن أخوف ما أخاف عليكم طول الامل، واتباع الهوى، فأما طول الامل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. الا وإن الدنيا قد تولت مدبرة، والآخرة قد أقبلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل.

٢ - قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبومحمّد عبدالله بن محمّد بن سعيد بن زياد بن كنانة(٢) قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الحوبي(٣) قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الانصاري

____________________________

(١) تقدم مثله في المجلس الحادى عشر والثالث والعشرين بسندين آخرين. ومحمّد بن الوليد هو البسرى القرشى البصري المعنون في الجرح والتعديل، وقال: صدوق، يروى عن محمّد بن جعفر المدنى البصري المعروف بغندر الثقة وهو عن شعبة بن الحجاج.

(٢) تقدم الخبر بعينه سندا ومتنا مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ في المجلس التاسع تحت رقم ٢، ومر الكلام في سنده.

(٣) في جل النسخ « الجرمى ».

٣٤٥

قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن جبرئيلعليه‌السلام نزل علي وقال: إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام خطيبا على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره، والله يوحي إليك يا محمّد أن من خالفك في أمره فله النار(١) ، ومن أطاعك فله الجنة. فأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مناديا فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وخرج حتّى علا المنبر، فكان أول ما تكلم به: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال: « أيها الناس ! أنا البشير، وأنا النذير، وأنا النبيّ الامي، إني مبلغكم عن الله جل اسمه في أمر رجل لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة العلم، وهو الّذي انتجبه الله من هذه الامة، واصطفاه، وهداه، وتولاه، وخلقني وإياه(٢) ، وفضلني بالرسالة، وفضله بالتبليغ عني، وجعلني مدينة العلم، وجعله الباب، وجعلني خازن العلم(٣) والمقتبس منه الاحكام، وخصه بالوصية، وأبان أمره، وخوف من عداوته، وأزلف من والاه(٤) ، وغفر لشيعته، وأمر الناس جميعا بطاعته، وأنه عزّوجلّ يقول: من عاداه عاداني، ومن والاه والاني، ومن ناصبه ناصبني، ومن خالفه خالفني، ومن عصاه عصاني، ومن آذاه آذاني، ومن أبغضه أبغضني، ومن أحبه أحبني، ومن أراده أرادني، ومن كاده كادني، ومن نصره نصرني. يا أيها الناس اسمعوا لما أمركم به، وأطيعوه، فإني اخوفكم عقاب الله(٥)

____________________________

(١) في أمالى ابن الشيخ: « دخل النار ».

(٢) في الخبر المتقدم: « وهداه، وخلقني واياه من طينة واحدة ». وكأنه سقطت الجملة ههنا.

(٣) في الخبر المتقدم والامالي ونسخة: « وجعله خازن العلم الخ ».

(٤) في المطبوعة: « وأزلف مثواه ».

(٥) في المطبوعة: « عباد الله » فعليه جملة « يوم تجد كل نفس الخ » بأسره في محل النصب بأخوفكم، والا فالقياس: أخوفكم يوما تجد كل نفس الخ.

٣٤٦

﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ(١) . ثم أخذ بيد أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: معاشر الناس ! هذا مولى المؤمنين، وحجة الله على الخلق أجمعين، والمجاهد للكافرين، اللهم إني قد بلغت، وهم عبادك، وأنت القادر على صلاحهم، فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أستغفر الله تعالى لي ولكم ». ثم نزل عن المنبر: فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد إن الله عزّوجلّ يقرئك السلام، ويقول لك: جزاك الله عن تبليغك خيرا، فقد بلغت رسالات ربك، ونصحت لامتك، وأرضيت المؤمنين، وأرغمت الكافرين، يا محمّد إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به، يا محمّد ! قل في كل أوقاتك: « الحمد لله رب العالمين، وسيعلم الّذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ».

٣ - قال: أخبرني أبوعبيدالله محمّد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أبوالحسن عليّ بن عبد الرحيم السجستاني، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبدالله بن عاصم، عن محمّد بن بشر قال: لما سير ابن الزبير ابن عباس رحمه الله إلى الطائف(٢) ، كتب إليه محمّد بن الحنفية رحمه الله: أما بعد فقد بلغني أن ابن الكاهلية سيرك إلى الطائف، فرفع الله جل اسمه لك بذلك ذكرا، وعظم لك أجرا، وحط به عنك وزرا(٣) . يا ابن عم إنما يبتلى الصالحون،

____________________________

(١) آل عمران: ٣٠.

(٢) كان ابن الزبير وهو عبدالله كثير البغض على بني أبى طالب، تحامل عليهم تحاملا شديدا وأظهر لهم العداوة والبغضاء حتّى بلغ ذلك منه أن ترك الصلاة على محمّد في خطبته، فقيل له: لم تركت الصلاة على النبيّ ؟ فقال: ان له أهل سوء يشرئبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به. ولما لم يكن به قوة عليهم وعجز عما دبره فيهم أخرجهم عن مكة وأخرج محمّد بن الحنفية إلى ناحية رضوى، وأخرج عبدالله بن عباس إلى الطائف اخراجا قبيحا راجع تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٦١، ٢٦٢ ونقل هناك هذا الكتاب بالاختصار.

(٣) الافعال الثلاثة للدعاء، كما يظهر من جواب ابن عباس له.

٣٤٧

وإنما تهدى الكرامة للابرار، ولو لم توجر إلا فيما تحب إذا قل أجرك، قال الله جل وعز: ﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ(١) وهذا ما لست أشك أنه خير لك عند بارئك، عظم الله لك الصبر على البلوى(٢) والشكر في النعماء إنه على كل شئ قدير. فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجاب عنه فقال: [ أما بعد فقد ] أتاني كتابك، تعزيني فيه على تسييري، وتسأل ربك جل اسمه أن يرفع لي به ذكرا، وهو تعالى قادر على تضعيف الاجر، والعائدة بالفضل، والزيادة بالاحسان. ما أحب أن الّذي ركب مني ابن الزبير كان ركبه مني أعداء خلق الله لي احتسابا في حسناتي ولما أرجو أن أنال به رضوان ربي(٣) . يا أخي ! إن الدنيا تولت وإن الآخرة قد أظلت، فاعمل صالحا، جعلنا الله وإياك ممن يخافه بالغيب، ويعمل لرضوانه في السر والعلانية، إنه على كل شئ قدير.

٤ - قال: حدثنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد الانباري الكاتب قال: حدثنا أبوعبدالله إبراهيم بن محمّد الازدي قال: حدثنا شعيب بن أيوب قال: حدثنا معاوية بن هشام(٤) ، عن سفيان، عن هشام بن حسان(٥) قال: سمعت أبا محمّد

____________________________

(١) البقرة: ٢١٦.

(٢) في بعض النسخ « عزم الله لك على الصبر في البلوى ».

(٣) ضمير به راجع إلى ابن الزبير، أي لما أرجو أن يكون هو وسيلة لنيلى رضوان ربى ولكن كثيرا ما يؤيد الرجل المؤمن بالرجل الفاسق.

(٤) هو معاوية بن هشام القصار الاسدي بالولاء يكنى أبا الحسن يروى عن سفيان الثوري، وروى عنه شعيب بن أيوب بن زريق الصريفينى القاضى وأصله من واسط وسكن صريفين بلدة بقرب بغداد.

(٥) هو هشام بن حسان القردوسى بضم القاف الازدي أبوعبدالله بصرى وكان من العباد والصالحين البكائين، كما في اللباب.

٣٤٨

الحسن بن عليّعليهما‌السلام يخطب الناس بعد البيعة له بالامر، فقال، نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسوله الاقربون، وأهل بيته الطيبون الطاهرون، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أمته، والتالي كتاب الله فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمعول علينا في تفسيره لا نتظني(١) تأويله بل نتيقن حقائقه، فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله عزّوجلّ ورسوله مقرونة، قال الله عزّوجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ(٢) ، ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ(٣) . وأحذركم الاصغاء لهتاف الشيطان بكم فإنه لكم عدو مبين، فتكونوا كأوليائه الّذين قال لهم: ﴿لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ(٤) ، فتلقون إلى الرماح وزرا، وإلى السيوف جزرا، وللعمد حطما، وللسهام غرضا(٥) ثم ﴿لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا

____________________________

(١) التظنى: اعمال الظن، وأصله التظنن ابدل من احدى النونات ياء.

(٢) و (٣) النساء: ٥٩، ٨٣.

(٤) الانفال: ٤٨.

(٥) الوزر بالتحريك: الجبل المنيع وكل معقل والملجأ والمعتصم، أي تكونون معاقل للرماح تأوى اليكم. والجزور من الابل يقع على الذكر والانثى والجمع الجزر، وجزر السباع: اللحم الذى تأكله، يقال: تركوهم جزرا بالتحريم إذا قتلوهم. والعمد بالتحريك وبضمتين: جمع العمود. والحطم: الكسر، أي تحطمكم وتكسركم العمد. والغرض. الهدف الّذي يرمى إليه، ونصب الجميع بالحالية ان قرئ فتلقون على بناء المجهول، ويحتمل التميز، وبالمفعولية ان قرئ على بناء المعلوم راجع البحار ج ٤٣ ص ٣٦٠.

٣٤٩

خَيْرًا(١) .

٥ - قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد رحمه الله عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلا أدخله الله الجنة.

وصلّى الله عليه سيدنا محمّد النبيّ وآله وسلم

المجلس الثاني والاربعون

مجلس يوم السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وأربعمائة

 حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان أيد الله تمكينه

 ١ - قال: أخبرني المظفر بن محمّد البلخي قال: حدثنا محمّد بن همام أبوعلي قال: حدثنا حميد بن زياد(٢) قال: حدثنا إبراهيم بن عبيدالله بن حيان قال: حدثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: اعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس، وارض بقسم الله تكن من أغنى الناس، وكف عن محارم الله تكن أورع الناس، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما.

____________________________

(١) الانعام: ١٥٨.

(٢) هو عالم جليل القدر واسع العلم كثير التصانيف وكان من أهل نينوى قرية إلى جنب الحائر. وشيخه ابراهيم بن عبيدالله لم نقف عليه بهذه النسبة وفى بعض النسخ « ابراهيم بن عبدالله » والصواب ابراهيم بن عبد الحميد وهو الاسدي. وبقية رجال السند معنونة في الرجال.

٣٥٠

 ٢ - قال: أخبرني أبوعبيدالله محمّد بن عمران المرزباني قال: حدثني أحمد بن محمّد الجوهري قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدثنا عبد الكريم ابن محمّد [ قال: حدثنا محمّد بن عليّ ] بن عليّ قال: حدثنا محمّد بن منقر(١) ، عن زياد بن المنذر قال: حدثنا شرحبيل، عن أم الفضل بن العباس(٢) قالت: لما ثقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الّذي توفي فيه أفاق إفاقة ونحن نبكي حوله، فقال: ما الّذي يبكيكم ؟ قلنا: يا رسول الله نبكي لغير خصلة، نبكي لفراقك إيانا، ولانقطاع خبر السماء عنا، ونبكي للامة من بعدك، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما إنكم المقهورون [ و ] المستضعفون بعدي(٣) .

 ٣ - قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا أبوعوانة موسى بن يوسف القطان الكوفي قال: حدثنا محمّد بن سليمان المقري الكندي، عن عبد الصمد بن عليّ النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الاصبغ بن نباتة العبدي قال: لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام غدونا عليه نفر من أصحابنا أنا، والحارث(٤) ، وسويد بن غفلة، وجماعة معنا، فقعدنا على الباب، فسمعنا البكاء فبكينا، فخرج إلينا الحسن بن عليّعليهما‌السلام فقال: يقول لكم أمير المؤمنين: انصرفوا إلى منازلكم، فانصرف القوم غيري، واشتد البكاء من منزله، فبكيت، فخرج الحسنعليه‌السلام فقال: ألم أقل لكم انصرفوا ؟ ! فقلت: لا والله يا ابن رسول الله

____________________________

(١) ما بين المعقوفين زيادة كان في بعض النسخ ولم نقف عليه وكذا « محمّد بن منقر » واما زياد بن المنذر فهو أبوالجارود الاعمى.

(٢) هي لبابة بن الحارث بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاى الهلالية، اخت ميمونة ام المؤمنين، ام الفضل بن العباس بن عبد المطلب. وقيل هو اول امرأة أسلمت بعد خديجةعليها‌السلام وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يزورها، وراويه شرحبيل تابعي مشترك.

(٣) تقدم ما بمعناه ص ٢١٢.

(٤) يعنى الحارث بن عبدالله الاعور.

٣٥١

ما تتابعني نفسي، ولا تحملني رجلي أن أنصرف حتّى أرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه. قال: فتلبث، فدخل، ولم يلبث أن خرج، فقال لي: ادخل، فدخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء، قد نزف(١) واصفر وجهه، ما أدري وجهه أصفر أو العمامة، فأكببت عليه، فقبلته و بكيت، فقال لي: لا تبك يا أصبغ، فإنها والله الجنة، فقلت له: جعلت فداك إني أعلم والله أنك تصير إلى الجنة، وإنما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين، جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإني أراني لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا. فقال: نعم يا أصبغ، دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فقال لي: يا علي انطلق حتّى تأتي مسجدي، ثم تصعد على منبري، ثم تدعو الناس إليك، فتحمد الله عزّوجلّ وتثني عليه، وتصلي علي صلاة كثيرة، ثم تقول: أيها الناس ! إني رسول الله إليكم، وهو يقول لكم: [ ألا ] إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه(٢) أو ادعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيرا أجره. فأتيت مسجده، وصعدت منبره، فلما رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوي، فحمدت الله، وأثنيت عليه وصليت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة كثيرة، ثم قلت: أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم، وهو يقول لكم: ألا إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيرا أجره. قال: فلم يتكلم أحد من القوم إلا عمر بن الخطاب فإنه قال: قد أبلغت

____________________________

(١) نزف الدم فلانا: خرج منه دم كثير حتّى يضعف فهو نزيف.

(٢) أي انتسب واعتزى٢٢.

٣٥٢

يا أبا الحسن ولكنك جئت بكلام غير مفسر، فقلت: أبلغ [ ذلك ] رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرجعت إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته الخبر، فقال: ارجع إلى مسجدي حتّى تصعد منبري، فاحمد الله، واثن عليه، وصل علي، ثم قل: أيها الناس ما كنا لنجيئكم(١) بشئ إلا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإني أنا أبوكم، ألا وإني أنا مولاكم، ألا وإني أنا أجيركم.

٤ - قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام قال: بني الاسلام على خمسة دعائم: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت الحرام، والولاية لنا أهل البيت(٢) .

٥ وبهذا الاسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عزّوجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت. فقال رجل من القوم: وما علامة حبكم يا رسول الله ؟ فقال: محبة هذا، ووضع يده على رأس عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٦ - قال: أخبرني أبوالحسن على بن خالد المراغى قال: حدثنا القاسم ابن محمّد الدلال قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا عليّ بن غراب(٣) ، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن

____________________________

(١) في نسخة: « ما كنا نجيئكم ».

(٢) روى الكليني (ره) كثيرا من الاحاديث في هذا الباب ج ٢ ص ٢٤١٨، وفيه عن زرارة قال: قلت: وأى شئ من ذلك أفضل ؟ فقال: الولاية أفضل، لانها مفتاحهن، والوالى هو الدليل عليهن، اهـ.

(٣) هو على بن عبد العزيز أبوالحسن القاضى الفزارى الكوفى و « غراب » لقب أبيه.

٣٥٣

سلمة بن كهيل: عن عياض بن عياض(١) ، عن أبيه قال: مر عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بملا فيهم سلمان رحمة الله عليه فقال لهم سلمان: قوموا، فخذوا بحجزة هذا، فوالله لا يخبركم بسر نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله غيره(٢) .

٧ - قال: أخبرني المظفر بن محمّد البلخي قال: حدثنا أبوعلي محمّد بن همام الاسكافي قال: أخبرني أبوجعفر أحمد بن ما بندار، عن منصور بن العباس القصباني حدثهم عن الحسن بن عليّ الخزاز، عن عليّ بن عقبة، عن سالم بن أبي حفصة قال: لما هلك أبوجعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام قلت لاصحابي: انتظروني حتّى أدخل على أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فأعزيه، فدخلت عليه فعزيته، ثم قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله من كان يقول: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » فلا يسأل عمن بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا والله لا يرى مثله أبدا. قال: فسكت أبوعبداللهعليه‌السلام ساعة، ثم قال: قال الله عزّوجلّ: إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له فيها كما يربي أحدكم فلوه(٣) حتّى أجعلها له مثل احد. فخرجت إلى أصحابي، فقلت: ما رأيت أعجب من هذا ! كنا نستعظم قول أبي جعفرعليه‌السلام : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بلا واسطة، فقال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : « قال الله عزّوجلّ » بلا واسطة !.

 ٨ - قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن

____________________________

(١) كذا وهو معنون في الجرح والتعديل وذكر كنيته « أبوقيلة » وقال: روى عن أبيه، وعنه سلمة بن كهيل، والظاهر اتحاده مع عياض بن عبدالله الكوفى المعنون في التقريب والتهذيب لابن حجر وقال كوفى روى عن أبيه، وعنه سلمة بن كهيل.

(٢) تقدم مثله بسند آخر مع زيادة في المجلس السابع عشر تحت رقم ٢.

(٣) الفلو بالفتح ثم الضم وتشديد الواو: العظيم من أولاد ذوات الحافر.

٣٥٤

محمّدعليهما‌السلام يقول: لا يكمل إيمان العبد حتّى يكون فيه أربع خصال: يحسن خلقه(١) ، ويسخي نفسه(٢) ، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلم تسليما.

تمام الامالي في مجالس هذا الشهر وهو شهر رمضان سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وحسبنا الله ونعم الوكيل

____________________________

(١) في بعض النسخ: « حسن خلقه ».

(٢) سخيت نفسي وبنفسى عن الشئ: تركته ولم تنازعني إليه نفسي. وفى البحار عن أمالى الطوسى وهذا الكتاب: « ويستخف نفسه »، وفى المحاسن ج ١ ص ٨: « وتسخو نفسه ». ثم تعاليقنا على هذا الاثر القيم الفخم النفيس، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة الحنيفية البيضاء بنشر آثار أعلام الدين وعمد المذهب ومآثرهم، ويسددنا في سبيل ذلك ويحفظنا من كل خطأ وزلة أو مسامحة أو اهمال، انه ولى التوفيق والتسديد فله الحمد والمنة والتأييد. الحسين استاد ولى على اكبر الغفاري يوم الخميس ١٧ شوال المكرم ١٤٠٣ ق ٦ / ٥ / ٦٢ ش

٣٥٥

الفهرست

المجلس الأول. ١

المجلس الثاني. ١٣

المجلس الثالث.. ٢٠

المجلس الرابع. ٢٨

المجلس الخامس.. ٣٤

المجلس السادس.. ٤٣

المجلس السابع. ٥٤

المجلس الثامن. ٦٧

المجلس التاسع. ٧٦

المجلس العاشر ٨٥

المجلس الحادى عشر ٩٢

المجلس الثاني عشر ٩٩

المجلس الثالث عشر ١١١

المجلس الرابع عشر ١١٧

المجلس الخامس عشر ١٢٤

المجلس السادس عشر ١٣٢

المجلس السابع عشر ١٣٨

المجلس الثامن عشر ١٤٣

المجلس التاسع عشر ١٥١

المجلس العشرون. ١٥٨

المجلس الحادي والعشرون. ١٦٦

المجلس الثاني والعشرون. ١٧٢

المجلس الثالث والعشرون. ١٧٩

المجلس الرابع والعشرون. ٢١١

المجلس الخامس والعشرون. ٢١٥

٣٥٦

المجلس السادس والعشرون. ٢٢٠

المجلس السابع والعشرون. ٢٢٨

المجلس الثامن والعشرون. ٢٣٧

المجلس التاسع والعشرون. ٢٤٦

المجلس الثلاثون. ٢٥٢

المجلس الحادي والثلاثون. ٢٥٩

المجلس الثاني والثلاثون. ٢٧٠

المجلس الثالث والثلاثون. ٢٧٤

المجلس الرابع والثلاثون. ٢٨٤

المجلس الخامس والثلاثون. ٢٩٢

المجلس السادس والثلاثون. ٣٠١

المجلس السابع والثلاثون. ٣١٠

المجلس الثامن والثلاثون. ٣١٧

المجلس التاسع والثلاثون. ٣٢٩

المجلس الاربعون. ٣٣٧

المجلس الحادي والاربعون. ٣٤٥

المجلس الثاني والاربعون. ٣٥٠

٣٥٧