علم الكلام ضرورات النهضة ودواعي التجديد
0%
مؤلف: تصدر عن مجلة الحياة الطيبة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 240
مؤلف: تصدر عن مجلة الحياة الطيبة
تصنيف: الصفحات: 240
المشاهدات: 31447
تحميل: 13952
توضيحات:
مؤلف: تصدر عن مجلة الحياة الطيبة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 240
مؤلف: تصدر عن مجلة الحياة الطيبة
علم الكلام
ضرورات النهضة ودواعي التجديد
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرس
المقدِّمة 7
الفصل الأوَّل .17
علم الكلام الجديد .19
علم الكلام الجديد .59
الفصل الثاني .94
سبيل الله الواحد أم سُبُله المتعدِّدة 96
نظرة إلى التعدُّدية في الأديان .130
دور الخيال في التعدُّدية الدينية 165
الفصل الثالث ..189
التقييم الكلامي للحداثة 191
حوار الإسلام والحداثة 219
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ربَّما يمكن القول بأنَّ الآية الأولى التي نزلت على محمد (صلَّى الله عليه وآله)، كانت اللُّبنة الأولى في بناء صرح علمٍ عُرف - بعد أن شُيِّدت أركانه - بـ: علم الكلام. ولا يبدو أنَّ في هذه الدعاوى مبالغةً أو إغراقاً؛ فقد عَرَّف المتكلِّمون علمهم بأنَّه العلم الذي يبحث "عن الله وصفاته وأفعاله" . ودعوى النبي (صلَّى الله عليه وآله) للنبوة تتضمَّن دعوى أخرى، هي: وجود كائن أسمى من عالم المادة، له صفات جمالية وكمالية؛ منها: صفة الهادي، اقتضت أنْ يستنقذ مخلوقاته من تيه الضلالة، وينقلهم إلى شاطئ الحق، فاختار لهم رسولاً من أنفسهم، يُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة. وما هذه الدعاوى - مقرونة بالبرهان والبحث والنقاش - إلاّ بداية لعلم الكلام، وموضوعاً له.
وقد لاقت دعوة الإسلام نفوساً عطشى للهداية، وأقربَ ما تكون إلى الفطرة، فكانت تُربة صالحة لنمو غراس العقيدة؛ ما لم يفسح المجال لتطوُّر الجدل حول تلك المعتقدات في تلك الفترة من عمر الدعوة الإسلامية. و الأمر الآخر هو أنَّ ثقل حضور النبي (صلَّى الله عليه وآله) ألقى بظلِّه على تلك المعتقدات، فأغناها عن الاستدلال؛ حيث كان له (صلَّى الله عليه وآله) من الأثر في نفوس أتباعه أنَّه كان يأمر
فيطاع، ويُصدَّق دون مطالبة بالدليل في كثير من الأحيان. ولم يكن الجدل حول العقيدة الإسلامية إلاّ مع الآخر من أهل الأديان الأخرى، أو مع المشركين. وقد استجاب القرآن لهم، وحاورهم حول أهمِّ أصول الإسلام وأركانه، بل قرَّر أرقى الآداب المطلوب مراعاتها في المحاورة: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (1) إلى غير ذلك ممَّا تزخر به آي القرآن من آداب الحوار وضوابطه.
وما أن انتقل الرسول (صلَّى الله عليه وآله) إلى جوار ربِّه، حتى دبَّ الخلاف بين المسلمين. وأبرز ما اختلفوا فيه هو الإمامة ؛ ومن هنا يرى بعض الباحثين أنَّ الخلفيَّة الأولى لعلم الكلام هي خلفية سياسية، مُطعَّمة في بعض الأحيان بألوان دينية (2) . ويدعم وجهة النظر هذه ارتباط كثير من مسائل علم الكلام بالسياسة، أو على الأقل ربطها المتأخِّر بها، ومن ذلك مسألة القضاء والقدر وربطها بمصدر السلطة؛ حيث يُدَّعى أنَّ نظرية الجبر وخلق الله لأفعال الإنسان تخدم السلطة السياسية، وتُوجِد لها مبرِّراً شرعياً لكل ما تمارسه على المحكومين. وكذلك مسألة خلق القرآن التي أرادها المأمون حجة للنيل من خصومه السياسيين، وهم الفقهاء وأهل الحديث، إلى غير ذلك ممَّا يحتاج إلى بحث مستقل ليس هذا مجاله.
وسواء صَدَقَت هذه التحليلات أم لم تصدق،
____________________
(1) العنكبوت: 46.
(2) الموسوعة الفلسفية العربية، مادة: كلام.
فإنَّ علم الكلام وُلد في ظل هذه الظروف والأجواء، ومع القرون الأولى للإسلام. وكان - كما يبدو للمنصِف - وليد البيئة الإسلامية، ومستجيباً لحاجات داخلية، اقتضتها طبيعة الحياة الدينية الإسلامية وظروفها.
موضوع علم الكلام وغاياته
وقد اختار علماء الكلام البحث عن الذات الإلهية، وما يتعلق بها من صفات وأفعال، موضوعاً لعلمهم. واختاروا الدفاع عن الدين، وردِّ الشُّبهات الواردة على أصول الدين ومفرداته الاعتقادية، غايةً لهم وهدفاً.
يقول ابن خلدون مُعرِّفاً علم الكلام: "هو علم يتضمَّن الحِجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، والردَّ على المبتدِعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السُّـنَّة" (1) . وفي مورد آخر يقول - مبيِّناً موضوع علم الكلام -: "فموضوع علم الكلام، عند أهله، إنَّما هو العقائد الإيمانية، بعد فرضها صحيحة من الشرع؛ من حيث يمكن أن يُستدل عليها بالأدلة العقلية، فترفع البدع وتزول الشكوك والشُّبه عن تلك العقائد" (2) .
وتجد هذا الوعي لموضوع علم الكلام في كثير من عبارات المتكلِّمين، المتقدِّمين منهم والمتأخرين. ولكن طُرح مُؤخَّراً رأي يفترض أنَّ علم الكلام علم لا موضوع له، حيث إنَّ الهمَّ الأول للمتكلِّمين هو الدفاع عن الدين؛
____________________
(1) ابن خلدون، المقدِّمة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ص 458.
(2) المصدر نفسه، ص 466.
وبالتالي معالجة الشُّبهات الواردة عليه. وينتج عن هذا، أنَّ هذه الشبهات هي موضوعه، ومن الطبيعي أنَّها ليست ثابتة، بل هي كل يوم بلبوس
جديد. وقد نُوقش هذا الرأي من قبل بعض الباحثين، ولا مجال للتفصيل.
تطوُّر علم الكلام عِبر التاريخ
عرف تاريخ علم الكلام فترات ازدهار وفترات ركود؛ نتجت في بعض الأحيان عن التشكيك في مدى مشروعية البحث الكلامي، حيث رأى بعض الفقهاء في البحث الكلامي فتحاً لباب البدعة، ودخولاً في ما لا ينبغي الدخول فيه، فيُنقل عن مالك بن أنس قوله: "... أهل البدع الذين يتكلَّمون في أسماء الله وصفاته، ولا يسكتون عمَّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان" (1) .
وفي نصٍّ آخر عن الشافعي يقول فيه: "لقد أطَّلعتُ من أهل الكلام على شيء ما توهَّمتُه قط، ولأن يُبتلي المرء بجميع ما نهى الله عنه سوى الشرك؛ خيرٌ من أن يُبتلى بالكلام" (2) .
____________________
(1) جلال الدين السيوطي، صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام، ص 96.
(2) فخر الدين الرازي، مناقب الإمام الشافعي، مخطوطة في مكتبة الأزهر، تحت رقم 3936، ورقة 65.
هذا ورغم التشكيك في علم الكلام ومشروعيته، نما هذا العلم وتشكَّلت مدارسه واتجاهاته، وكان يحتضن، كما غيره من العلوم، بعض السلبيات وكثيراً من الإيجابيات.
وأهمُّ السلبيَّات التي تُؤخذ على علم الكلام:
1ـ تحوُّله إلى أساس لتقسيم المسلمين إلى فِرق وأحزاب، ما أدَّى إلى البُعد عن المنهجية في كثير من موارد النزاع بين المتكلِّمين؛ حيث كفَّر بعضهم بعضاً، وأُلِّفت كتب تحمل في ثناياها هجوماً وتجريحاً أكثر ممَّا تحمل نقاشاً منهجياً علمياً، وانعكس ذلك حتى في عناوين بعض الكتب. وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى كتاب موجز بعنوان: "رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس" حيث تقوم فكرة الكتاب على رسالة شكر يُوجِّهها إبليس إلى الأشاعرة.
2ـ الإغراق في النظريات البعيدة عن الواقع ؛ بحيث صار المتكلِّم ينحت مسائله من داخل علمه، ومن مخزون فكره، بدل الرجوع إلى الواقع ومعالجة قضاياه، لبيان موقف الإسلام منها. ولذلك نجد أنَّ فكرةً ما ربَّما شغلت عقول المتكلِّمين لسنوات، وذُكِرت في أكثر كتبهم الكلامية، رغم عدم وجود مَن يُؤمن بها. هذه الأمور وغيرها دعت كثيراً من الباحثين، إلى الإحساس بضرورة إحداث نُقلة في مراحل تطوُّر هذا العلم، بوحي من مستجدات طرأت على الفكر الإنساني عموماً، والفكر الديني خصوصاً.
تجديد الكلام؛ دواعيه ومساربه
عند الحديث عن دواعي التحديث في علم الكلام، يمكن الإشارة إلى السلبيات التي واجهت علم الكلام في مسيرته التاريخية، ومنها ما أشرنا إليه أعلاه. وأمَّا مداخل التجديد في هذا العلم، فمنها:
1ـ تجديد المسائل:
إذا كان علم الكلام يهدف إلى شرح وجهة نظر الإسلام حول بعض القضايا الكلِّـيَّة الكبرى، التي تواجه الإنسان ولا تدخل ضمن مجال علم آخر من العلوم الإسلامية الأخرى كالفقه أو غيره من العلوم، وأمثلة ذلك كثيرة، فإنَّا نُشير إلى بعضها في بعض دراسات هذا الكتاب، ومنها:
أ - العلاقة بين الدين والعلم.
ب - الدين والأدلجة.
ج - الدين والأسطورة.
د - الدين والمرأة.
2ـ تجدُّد المناهج:
استخدم علم الكلام الجدل منهجاً في أكثر استدلالاته في مرحلة النشأة، ثُمَّ بعد أن تعرَّف المسلمون على الفلسفة والمنطق، طوَّروا منهج هذا العلم
واستفادوا من العلوم الواردة في استدلالاتهم. ويُسجَّل للخواجة نصير الدين الطوسي، أو عليه، حسب تقييم بعض الدارسين، تحويله علم الكلام إلى فلسفة بعد اعتماد مناهج الفلاسفة وطرائق استدلالهم. وفي هذا العصر يمكن الإشارة إلى السيد الشهيد الصدر (رحمه الله) بوصفه فاتحاً لاستخدام منهج الاحتمال في علم الكلام، في كتابه الذي لم يُعطَ حقَّه في الأوساط العلمية حتى الآن "الأسس المنطقية للاستقراء" ، وقد استخدم هذا المنهج وطبَّقه في دراسة كلامية طُبعت بعنوان: "المُرسِل، الرسول، الرسالة" .
3 ـ تجدُّد اللغة:
بين الفكر واللغة علاقات ووشائج لا يمكن تجاوزها أو تجاهل دورها. ولا شك في أنَّ اللغة كائن حي، يتطوَّر باستمرار نتيجة الخبرات التي تُضاف إلى رصيد الإنسان الفكري. وعلم الكلام - كما غيره من العلوم - علم يُؤدَّى باللغة، وتُصاغ أفكاره بوساطتها، فمن الطبيعي أن يتجدَّد مع تجدُّد اللغة وتطوُّرها.
نشأة المصطلح وإشكاليَّاته
لا يتَّفق الباحثون على التسمية؛ حيث يرى فيها بعضهم نوعاً من القطيعة مع التراث، ومن هؤلاء الشيخ عبد الله جوادي آملي ، حيث لا يرى مُبرِّراً لهذه
التسمية رغم موافقته على ضرورة التجديد، ويطرح سؤالاً يبدو له مبرِّراته المنطقية؛ وهو: ماذا نُسمِّي علم الكلام بعد مدَّة من الزمن؟ (1) .
وفي مقابل هذه النظرة هناك مَن يرى بأنَّ علم الكلام الجديد هو علم آخر، يختلف عن علم الكلام القديم في منهجه ومسائله ولغته. وبالتالي هو علم يجد في التراث ما ينفعه ويغنيه، وبالتالي لا ينقطع عن الموروث الإسلامي، بل ربَّما لا يمكنه ذلك، ولكنَّه - على أيِّ حال - علم جديد؛ لا تطوير للعلم القديم عينه. وبعبارةٍ أخرى، سوف تبقى الحاجة إلى علم الكلام القديم، والحاجة إلى تطويره كذلك، ولكنَّنا نحتاج إلى علم جديد هو هذا العلم، الجديد في كل شيء حتى في هندسته المعرفية (2) .
وسواء تمَّ تبنِّي هذه النظرة أو تلك، فإنَّ هذا المصطلح استُخدم وراج بغض النظر عن المعنى المراد منه في كثير من الأحيان، وأكثر ما راج في الأوساط الثقافية في الجمهورية الإسلامية. ويُرجع بعضُ الباحثين اشتقاق هذا المصطلح إلى العالم الهندي شبلي النعماني في كتاب له حمل اسم: "علم الكلام الجديد"، وتُرجم هذا الكتاب إلى الفارسية وطُبع عام 1950 بالعنوان نفسه، ولم أعثر على ترجمة عربية لهذا الكتاب بعد محاولات للبحث عنه. وبعده صدرتْ كتب أخرى تُمثِّل محاولات متفرِّقة للنهوض بعلم الكلام وتجديده، إلا أنَّها لم
____________________
(1) ندوة عُقدة في قم، وطبعت في كتاب بعنوان: "كلام جديد در گذر انديشه ها"، ص 22 - 25.
(2) إشارة إلى كتاب د. أحد قراملكي، الهندسة المعرفية لعلم الكلام الجديد، دار الهادي، بيروت.
تُمثِّل حركة واضحة المعالم، وضمن هذا الخط لا يمكن إغفال الدور الذي لعبه كل من الشهيد مرتضى مطهري والشهيد محمد باقر الصدر .
وفي العقد الأخير من القرن العشرين وما بعده، فُتح باب البحث على مصراعيه في هذا المجال في الجمهورية الإسلامية في إيران، ونُشرت دراسات في المجلاَّت الفكرية الدورية، وفي كتب مستقلَّة، وعُقدت ندوات عدَّة ومؤتمرات، تُرجم بعضها إلى العربية، وما بقي غير مترجم أكثر. وفي ترجمته إغناء للمكتبة العربية الإسلامية نتمنَّى أن يُقيَّض لهذا العمل مَن ينجزه.
الحياة الطَّـيِّبة
الفصل الأوَّل
* علم الكلام الجديد - تمهيد وعرضي تاريخي................... عبد الجبار الرفاعي
* علم الكلام الجديد - قراءة أولية.......................................... حيدر حب الله
الشيخ عبد الجبار الرفاعي *
تمهيد تاريخي
تبلورت النواة الأولى لعلم الكلام في فضاء بعض الاستفهامات، وما اكتنفها من جدلٍ وتأمُّلٍ في دلالات بعض الآيات القرآنية المتشابهة، التي تتحدَّث عن الذات والصفات، والقضاء والقدر، ثُمَّ اتسع بالتدريج إطار هذه الأسئلة والتأمُّلات، فشملت مسائل أخرى تجاوزت قضية الإلوهية والصفات إلى الإمامة، فور التحاق النبي الكريم (صلَّى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى. وما فتئت قضية الإمامة تستأثر باهتمام العقل الإسلامي وقتئذٍ، حتى أضحت من أهمِّ مسائل التفكير العقائدي في حياة المسلمين.
وقد كان للحروب الداخلية في المجتمع الإسلامي أثر هامٌّ في تطوير النقاش في الموضوعات العقائدية، وفي توالُدِ أسئلة جديدة تتمحوَرُ حول حكم مرتكب الكبيرة، وخلق أفعال العباد، وحرية المكلَّف واختياره، وغير ذلك من المسائل.
____________________
* رئيس تحرير مجلَّة قضايا إسلامية معاصرة.
كذلك عملت الفتوحات على إدخال شعوب عدَّةٍ في الإسلام، لبثت مدَّة طويلة في نِحلٍ كتابيَّةٍ أو وثنيَّةٍ، ولم تستطع حركة الدعوة العاجلة تحرير وعي هؤلاء المسلمين من ترسُّبات أديانهم ونِحَلِهم السَّابقة. فنجم عن ذلك شيوع مناخٍ فكريٍّ مضطرب، يموج برؤى متقاطعة وسجالات صاخبة، غدَّتها في فترة لاحقة أفكار المنطق والفلسفة ومقولاتهما، التي تدفَّقت من مراكز الترجمة، وبخاصة في عصر المأمون العبَّاسي.
في هذا الفضاء الثقافي تشكَّل علم الكلام، وصار واحداً من الإبداعات المعرفية للحضارة الإسلامية، وانخرط في دراسته وتدريسه والتأليف فيه قطاع كبير من العلماء المسلمين، منذ نهاية القرن الهجري الأول، وبلغ ذلك ذروته في القرن الرابع. وصار تنوُّع الأقوال في علم الكلام، هو الأساس لوجود الفِرق والاتجاهات المختلفة في الإسلام. فميلاد أيَّة فرقة، ونموِّها وتأثيرها في مسار الحياة الإسلامية، بات يتوقَّف على بنائها لآراء وتصوُّرات مستدَلَّة في القضايا العقائدية؛ ولهذا عملت الفِرق التي ظهرت بدوافع سياسة على صياغة فهمٍ عقائدي خاص بها، وشدَّدت على أفكار محدَّدة، استندت إليها بوصفها مرجعية في سلوكها السياسي. أمَّا الجماعات التي أخفقت في تكوين منظومة عقيدية، تصدر عنها مواقفها السياسية، فإنَّها انطفأت باكراً، وإنْ خطف وهجها الأبصار عند ظهورها.
إنَّ علم الكلام تحكَّمت في نشأته وتطوُّره مجموعة ظواهر سياسية واجتماعية وثقافية، كانت سائدة في المجتمعات الإسلامية آنذاك، فأمدَّت عقل