سنرى، فإنَّ واحدة من القضايا المطروحة، والتي هي في الحقيقة
"إلى أي حدٍّ"
و
"بأيِّ معنىً"،
ما يزال بإمكانها أن تتوقَّع أجوبة حاسمة.
علم
التأويل
واللاهوت
إنَّ البعد التاريخي للمعرفة الإنسانية، وكذلك تنوُّع الطُّرق الموصِلة إليها ضمن الأطر اللغوية وأمثالها، قد أوضح لكثير من الناس أنَّ المعرفة الحقَّة والعلمية تستدعي المواجهة الناقدة والتأويلية للموضوع المطروح للبحث.
ولفنِّ التأويل تاريخ عريق وبعيد في ثقافة أوروبا الغربية، بدأ بتأويل آثار
هوميروس
(
Homer
). ومنذ البدء ظهر
اتجاهان:
الأول:
التأويل النحوي
(
Grammatical
) الذي هو مفتاح المعنى؛ أي أن يتم البحث عن المعنى الظاهري في باطن النص نفسه.
و
الثاني:
التأويل المجازي
(
allegorical
) الذي يبحث عن مفتاح كهذا في موضع آخر. إلاّ أنَّ تصوُّر كلا الفرضين يرى وجود ثغرة بين النص والقارئ، وفي سبيل سد هذه الثغرة فنحن بحاجة إلى توجيه
علم التأويل
.
وقد اضطر الكتاب المقدَّس إلى أن يصبح موضوعاً للتأويل، ويتمتَّع التأويل هنا بشفافية خاصة؛ ذلك أنَّ هذا النص اعتبر
"كلام الله".
وقبل ظهور المسيحية فإنَّ العهد القديم تم تأويله استناداً إلى مبدأين:
الأول:
الهروب من المعنى الظاهري للنص واللجوء إلى قصر فهم النص ضمن إطار المعايير الكلامية.