تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

تسلية المجالس وزينة المجالس10%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 562

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 376356 / تحميل: 6936
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

١

٢

٣

٤

٥

٦

المجلس الرابع

في خصائص الامام الثاني سبط المصطفى، ورابع

أصحاب الكساء ذي المآثر والمنن، مولانا وسيّدنا

أبي محمد الحسن، وذكر شيء من فضائله المختصّة

به والمشتركة مع جدّه وأبيه وأمّه وأخيه

صلوات الله عليهم أجمعين.

الخطبة : الحمد لله الّذي جعل حمده سبيلاً موصلاً إلى نعيم جنّته، وسبباً متّصلاً بعميم رحمته، وشكره وسيلة لشاكره إلى المزيد من نعمته، وذكره شرفاً لذاكره في سرّه وعلانيته، وبنى قواعد دينه على توحيده ومعرفته، وأخذ عباده بتقديسه وتنزيهه عمّا لا يليق بربوبيته، ونصب لهم أعلاماً يهتدي بها المتردّد في تيه حيرته، وأطلع في سماء العرفان أنجماً ينجو بزواهرها ضالهم في ظلمة شبهته، وجعل تلك الأعلام الواضحة، والأنجم اللائحة، عباداً مكرمين من خواصه، وأولياء معصومين قد صفاهم واصطفاهم بإخلاصه.

أولهم نبيّ تمّمت به الرسالة والنبوّة، وإمام انتهت إليه الرئاسة والفتوة، لما جعله سبحانه أشدّ خلقه بسطة في العلم والجسم والقوّة، واختصه الرسول بالوصية والخلافة والاخوة، ثبت في العقل والنقل عموم رئاسته، وقبح في

٧

الحقيقة والطريقة تقديم من قصر عن رتبته.

نحمد ربّنا على ما أطلعنا عليه من سرة المكنون، وعلمه المخزون، ونزهنا عن اتباع كلّ ناعق بالباطل، وزاهق بغير الحق قائل، وبنى على حب آله قواعد عقائدنا، وركز في جبلّتنا معرفة سادتنا وأئمّتنا، وانهم أولوا الأمر الّذين ألزم عباده بطاعتهم، وحث أنامه على متابعتهم، فمن سلك غير سبيلهم، واهتدى بغير دليلهم، قاده سوء اختياره إلى الشقاوة السرمدية، وأوقعه ضلال سعيه في الهلكة الأبدية.

لا نشك في كفر من تقدّمهم غاصباً وتسمى بغير اسمه كاذباً، واستوجب اللعنة بإلحاده في دين الله، واستحق العقوبة بجحده ولاية الله، وتوالى في الله أوليائهم، وتعادى في الله أعداءهم، ويلعن الحانث صدّيقهم، والناكث فاروقهم، والثالث زهوقهم، والرابع زنديقهم، الّذي كان إسلامه نفاقاً، ودينه شقاقاً، وطبعه غدراً، ومعتقده كفراً، الباغي بحربه والكافر بربه، والخارج على إمام الحق بجنده، والباغي على وليّ الخلق بحسده، والمدبر في قتل السيد الزكي قرة عين النبيّ وثمرة قلب الوصيّ، والمديف له قواتل سمومه بغدره، والمفسد رؤساء جنوده بمكره.

اللّهمّ العنه والعن كلّ منقاد طوعاً لأمره، وكل شاك في ضلاله وكفره.

٨

فصل

فيما ورد في فضل السيد الشكور، والامام الصبور،

سبط خير المرسلين، ورهط إمام المتقين، ونجل سيد

الوصيين، ونتيجة سيّدة نسة العالمين، العالمين، رابع الخمسة

الميامين، وثالث الأولياء المنتجبين، الّذي جعله الله

وأخاه أشرف خلقه أجمعين.

الجد النبيّ، والأب الوصيّ، والاُم الزهراء، والدار البطحاء، فضله معروف، وكرمه موصوف، يخل الغيث بفيض كفه، ويخجل البحر بسبب عرفه، اصوله كريمة، وأياديه عميقة، وحبّه فرض واجب، ووده حكم لازب، وطاعته تمام الايمان، ومعصيته سبيل الخسران، الناطق بالحكمة، والمؤيد بالعصمة، إمام الاُمّة، وثاني الأئمّة، مَن حبّه من النيران جُنّة، واتباعه سبيل موصل إلى نعيم الجنّة، وولاؤه على أهل الأرض فرض لا سنّة، ذو النسب الطاهر، والحسب الفاخر والمجد الأعبل، والشرف الأطول، والعلم المأثور، والحلم المشهور، الّذي تردى بالمجد واتزر، وتصدى للبذل واشتهر، وظهر عنه العلم وانتشر، وبخدمته الأمين جبرئيل افتخر.

آل عمران تشهد للرسول بنبوّته يوم المباهلة، وسورة الانسان تنبىء عن كمال فضيلته حين المفاضلة، وأحزاب المجد بحجّة آية تطهيرها لعصمته

٩

ناصرة، وأبصار الفخر إلى نضرة بهجته يوم الكساء ناظرة، شاطر الله ماله مراراً، وآثر المسكين واليتيم والأسير بقوّته إيثاراً، وكان للمسلمين نوراً ومناراً، وللعارفين غيثاً مدراراً، تشمخ المنابر فخراً إن علاها بقدمه، وتشرق المحاضر سروراً إذا غمرها بكرمه، موات الآمال يحيى بوابل جوده، وأموات الافضال تنشر بها طل جوده، والرئاسة العامّة تتجلّى على رفعة إمامته، والمناقب التامة تخطر بين يدي زعامته.

من اتخذه بضاعة ربحت تجارته في الدنيا والآخرة، ومن تولّى عن أمره إلى غيره ومعاندة أضحت كرته خاسرة، رضيت به وبأهل بيته سادة عمن سواهم، ووسمت جبهتي بميسم العبودية لجلال علاهم، فإن رقموني في دفاتر عبيدهم، وأثبتوني في جرائد عديدهم، فذلك غاية مرادي وأقصى مناي، وإن طردوني عن أبواب كرمهم، ومحوني من جرائد خدمهم، فيا شقوتي وخيبة مسعاي.

اللّهمّ نور قلبي بحبهم، واشرح صدري بقربهم، ولا تخلني من حياطتهم، ولا تصرف وجهي عن وجههم، والحظني بعين عنايتهم، ولا تنزع منّي بركة رأفتهم، إنّك على كلّ شيء قدير.

محمد بن إسحاق، بالاسناد: جاء أبوسفيان إلى عليّعليه‌السلام ، فقال: يا أبا الحسن، جئتك في حاجة.

قال: وفيما جئتني؟

قال: تمشي معي إلى ابن عمّك محمد فتسأله أن يعقد لنا عقداً، ويكتب لنا كتاباً. فقال أمير المؤمنين: لقد عقد لك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عقداً لا يرجع عنه أبداً، وكانت فاطمة من وراء الستر، والحسن يدرج بين يديها وهو

١٠

طفل من أبناء أربعة عشر شهراً(١) ، فقال: يا بنت محمد، قولي لهذا الطفل يكلّم لي جدّه فيسود بكلامه العرب والعجم.

فأقبل الحسنعليه‌السلام على أبي سفيان وضرب بإحدى يديه على أنفه والاخرى على لحيته، ثمّ أنطقه الله سبحانه بأن قال: يا ابا سفيان، قل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، حتّى أكون لك شفيعاً.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الحمد لله الّذي جعل من ذرّيّة محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا، آتاه(٢) الحكم صبياً.

و استغاث الناس إليهعليه‌السلام من زياد بن أبيه، فرفع يده وقال: اللّهمّ خُذ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه، وأرنا فيه نكالاً عاجلاً، إنّك على كلّ شيء قدير.

قال: فخرج خراج في إبهام يمينه، ويقال: السلعة(٣) ، وورم إلى عنقه فمات لارحمه‌الله (٤) .

قال محمد بن إسحاق: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بلغ الحسن بن عليّ، كان يبسط له بساط على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق، فما يراه أحد من خلق الله إلاّ قام إجلالاً له، فإذا علم قام

__________________

١ - وردت هذه القصة في كتب السير عند ذكر فتح مكّة سنة ثم‏ّان للهجرة حين جاء أبو سفيان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليبرم عهد المشركين ويزيد في مدته.

وقد قيل كان عمر الحسنعليه‌السلام خمس سنين، وفي الكامل في التاريخ: ٢/٢٤١ انّه غلام.

٢ - في المناقب:( وَآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِيّاً ) سورة مريم: ١٢.

٣ - في المناقب، خراج في إبهام يمينه يقال لها: السلعة.

٤ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٦ - ٧، عنه البحار: ٤٣/٣٢٦ ح ٦.

١١

فدخل داره فيمر الناس، ولقد رأيته في طريق مكّة ماشياً فما أحد من خلق الله رآه إلا نزل ومشى.

أبو السعادات في الفضائل: إن الشيخ أبو الفتوح أملى في المدرسة الناجية أنّ الحسن بن عليّعليه‌السلام كان يحضر مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه، فيأتي إلى اُمّه فيلقي إليها ما حفظه، فلمـّا دخل عليها أمير المؤمنينعليه‌السلام وجد عندها علماً بالتنزيل، فسألها عن ذلك، فقالت: من ولدك الحسن، فتخفّى يوماً في الدار وقد دخل الحسن فأراد أن يلقيه إليها فأرتج(١) عليه، فعجبت(٢) ، فخرج أمير المؤمنينعليه‌السلام وضمه إليه وقبّله.

و في رواية: يا اماه، قلَّ بياني، وكل لساني، لعل سيداً يرعاني.(٣)

الحسين بن أبي العلاء، عن جعفر بن محمدعليه‌السلام : قال الحسن بن عليّعليه‌السلام لأهل بيته: يا قوم، إنّي أموت بالسم كما مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال له أهل بيته: ومن الّذي يسمك؟

قال: جاريتي أو امرأتي.

فقالوا له: أخرجها من ملكك عليها لعنة الله.

____________

١ - أُرتِجَ على القارىء إذا لم يقدر على القراءة كأنه اُطبِقَ عليه، كما يُرتَجُ الباب، وكذلك ارْتُتِجَ عليه. ولا تقل: ارتُجَّ عليه بالتشديد. « الصحاح: ١/٣١٧ - رتج - ».

٢ - في المناقب: فعجبت اُمّه من ذلك، فقال: لا تعجبين يا اُماه، فإن كبيراً يسمعني واستماعه قد أوقفني، فخرج

٣ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٧ - ٨، عنه البحار: ٤٣/٣٣٨ ح ١١.

١٢

فقال: هيهات من إخراجها ومنيتي على يدها، مالي منها محيص، ولو أخرجتها لم يقتلني غيرها، كان قضاء مقضياً وأمراً واجباً من الله؛ فما ذهبت الأيّام حتّى بعث معاوية إلى زوجته بالسمّ.

فقال الحسن لها: هل عندك شربة لبن؟

فقالت: نعم، فأتت باللبن وفيه السمّ الّذي بعث به معاوية، فلمـّا شربه وجد مسّ [ السمّ ](١) في بدنه، فقال: يا عدوة الله، قتلتيني قاتلك الله، أمّا والله لا تصيرين منّي خلفاً، ولا تصيبين(٢) من الفاسق اللعين عدوّ الله خيراً أبداً.(٣) .

محمد الفتال النيشابوري في كتاب مونس الحزين: بالاسناد عن عيسى ابن الحسن، عن الصادقعليه‌السلام : قال بعضهم للحسن بن علي في احتمال الشدائد من معاوية، فقال صلوات الله عليه كلاماً معناه: لو دعوت الله سبحانه لجعل العراق شاماً والشام عراقاً، ولجعل الرجل امرأةً والمرأة رجلاً.

فقال السائل(٤) : ومن يقدر على ذلك؟

فقالعليه‌السلام : انهضي، ألا تخجلين وتستحين أن تقعدي بين الرجال؟ فوجد الرجل نفسه امرأة بيّنة كالنساء، ثمّ قال: قد صارت عيالك رجلاً ويقاربك وتحملين منها وتلدين(٥) ولداً خنثى، فكان كما قالعليه‌السلام ، ثمّ إنهما تابا وجاءا إليه، فدعا لهما، فأعادهما الله تعالى إلى الحالة الاُولى.(٦)

__________________

١ - من المناقب.

٢ - في المناقب: لا تصيبين منّي خلفاً، ولا تنالين.

٣ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٨، عنه البحار: ٤٣/٣٢٧ ذ ح ٦.

٤ - في المناقب: الشاميّ.

٥ - في المناقب: وتقاربك وتحمل عنها وتلد.

٦ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٨ - ٩، عنه البحار: ٤٣/٣٢٧ ضمن ح ٦.

١٣

قال أحدهماعليهما‌السلام في قوله:( هَل يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعلَمُونَ ) :(١) نحن الّذين نعلم، وعدونا لا يعلم، وشيعتنا اُولوا الألباب(٢) .

وقيل للحسنعليه‌السلام : إن فيك عظمة.

قال: لا، العظمة لله، بل فيَّ عزّة، قال الله تعالى:( وَلِلّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ ) (٣) .

و قال واصل بن عطاء: كان الحسنعليه‌السلام عليه سيماء الأنبياء، وبهاء الملوك.(٤)

محمد بن أبي عمير(٥) : عن رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن الحسن بن عليّعليه‌السلام قال: إنّ لله سبحانه مدينتين: إحداهما في المشرق والاخرى في المغرب، عليهما سور من حديد، وعلى كلّ مدينة ألف [ ألف ](٦) باب، لكلّ باب مصراعان(٧) من ذهب، وفيهما سبعون ألف لغة، يتكلم كلّ واحد بخلاف لغة صاحبه، وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجّة لله غيري وغير أخي الحسينعليه‌السلام .(٨)

____________

١ - سورة الزمر: ٩.

٢ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٩.

٣ - سورة المنافقون: ٨.

٤ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٩، عنه البحار: ٤٣/٣٣٨ ح ١٢.

٥ - كذا الصحيح، وفي الأصل والمناقب: محمد بن عمير.

٦ - من المناقب.

٧ - كذا في المناقب، وفي الأصل: مصراع.

٨ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/٩ - ١٠، عنه البحار: ٤٣/٣٣٧ ح ٧، وعوالم العلوم: ١٦/١٠٩ ح ٦ وعن بصائر الدرجات: ٣٣٩ وص ٤٩٣ ح ١١.

١٤

الكليني في كتابه الكافي(١) : انّه جاء في حديث عمرو بن عثمان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه سئل الحسن عن امرأة جامعها زوجها، فقامت بحرارة جماعه فساحقت جارية بكراً، وألقت النطفة إليها، فحملت.

فقالعليه‌السلام : أمّا في العاجل فتؤخذ المرأة بصداق هذه البكر، لأن الولد لا يخرج منها حتّى تذهب عذرتها، ثمّ ينتظر بها حتّى تلد فيقام عليها الحدّ ويؤخذ الولد فيرد إلى صاحب النطفة، وتؤخذ المرأة ذات الزوج فترجم.

قال: فاطلع أمير المؤمنينعليه‌السلام فرآهم يضحكون، فقصوا عليه القصة، فقال: ما أحكم إلا بما حكم به الحسن.

و في رواية: لو أن أبا الحسن لقيهم ما كان عنده إلا ما قال الحسن.(٢)

محمد بن سيرين: أن عليّاًعليه‌السلام قال لابنه الحسن: أجمع الناس، فلمـّا اجتمعوا قام صلوات الله عليه فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وتشهد، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ الله اختارنا [ لنفسه ](٣) ، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا كتابة ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئاً إلا انتقصه الله من حقّه، في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة( وَلَتَعلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ ) (٤) ، ثمّ نزل وجمع بالناس، وبلغ أباه، فقبل بين عينيه، وقال: بأبي أنت وأمي( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن

____________

واخرجه في البحار: ٢٧/٤١ ح ٢، وج ٥٧/٣٢٦ ح ٦ عن البصائر بطريقيه.

١ - الكافي: ٧/٢٠٢ ح ١، عنه البحار: ٤٣/٣٥٢ ح ٣٠، وعوالم العلوم: ١٦/١٠٩ ح ٥.

٢ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/١٠ - ١١.

٣ - من المناقب.

٤ - سورة ص: ٨٨.

١٥

بَعضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١) .

في كتاب العقد لابن عبد ربّه الأندلسي وكتاب المدائني أيضاً: قال عمروبن العاص لمعاوية: لو أمرت الحسن بن عليّ أن يخطب على المنبر، فلعله يحصر فيكون ذلك وضعاً من قدره عند الناس، فأمر الحسن بذلك.

فلمـّا صعد المنبر تكلّم فأحسن، ثمّ قال: أيّها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب، أنا ابن أوّل المسلمين إسلاماً، وأمي فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين.

وعن ابن عبد ربّه أيضاً: أنّه قال: لو طلبتم ابناً لنبيّكم ما بين لابتيها(٢) لم تجدوا غيري وغير أخي.

فناداه معاوية: يا أبا محمد، حدثنا بنعت الرطب - وأراد بذلك أن يخجله ويقطع عليه كلامه -، فقال: نعم تلقحه الشمال، وتخرجه الجنوب، وتنضجه الشمس، ويطيبه(٣) القمر.

وفي رواية المدائني: الريح تنضجه(٤) ، والليل يبرّده ويطيّبه.

وفي رواية المدائني قال: فقال عمرو: انعت لنا الخرأة.

قال: نعم، تبعد الممشى في الأرض الصحصح(٥) حتّى تتوارى من القوم،

____________

١ - سورة آل عمران: ٣٤.

٢ - أيّ ما أحاطت به الحرتان من المدينة.

٣ - كذا في المناقب، وفي الأصل: ويصنعه.

٤ - في المناقب: تنفخه.

٥ - كذا في المناقب، وفي الأصل: الصحيح. والصحصح: ما استوى من الأرض وكان

١٦

ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها، ولا تمسح باللقمة والرمة - يريد العظم والروث - ولا تبل في الماء الراكد.(١)

وفي روضة الواعظين: ان الحسنعليه‌السلام كان إذا توضّأ ارتعدت مفاصله، واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك. فقال: حقّ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفر لونه، وترتعد مفاصله.

وكان صلوات الله عليه إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول: اللّهمّ ضيفك(٢) ببابك، يا محسن، قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم.

وعن الصادقعليه‌السلام : أنّ الحسنعليه‌السلام حج خمساً وعشرين حجّة على قدميه.

و بالاسناد(٣) عن القاسم بن عبد الرحمان، عن محمد بن عليّعليه‌السلام : قال الحسنعليه‌السلام : إنّي لأستحيي من ربّي أن القاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه.

وفي كتابه(٤) بالاسناد: أنّ الحسنعليه‌السلام قاسم ربّه ماله نصفين.

وعن شهاب بن عامر أنّ الحسن قاسم ربّه ماله مرّتين حتّى تصدّق بفرد نعله.

____________

أجرد.

١ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/١١ - ١٢، عنه البحار: ٤٣/ ٣٥٥ ح ٣٣.

٢ - كذا في المناقب، وفي الأصل: صفيك.

٣ - حلية الأولياء: ٢/٣٧.

٤ - أيّ حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني.

١٧

وفي رواية: أنّه تصدّق ثلاث مرات يقاسم ربّه ماله حتّى إنّه كان ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً، ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً.

وكان يمشي في طريق مكّة، وإن النجائب لتقاد معه.(١)

روي أنّه دخلت على الحسنعليه‌السلام امرأة جميلة وهو في صلاته فأوجز في صلاته، ثمّ قال لها: ألك حاجة؟

قالت: نعم.

قال: وما هي؟

قالت: قم فأصب منّي فإنّي وفدت ولا بعل لي.

قال: إليك عنّي لا تحرقيني بالنار ونفسك، فجعلت تراوده عن نفسه وهو يبكي ويقول: ويحك إليك عنّي، واشتدّ بكاؤه، فلمـّا رأت ذلك بكت لبكائه، فدخل الحسينعليه‌السلام ورآهما يبكيان، فجلس يبكي، وجعل أصحابه يأتون ويجلسون ويبكون حتّى كثر البكاء وعلت الأصوات، فخرجت الأعرابية، وقام القوم، ولبث الحسينعليه‌السلام بعد ذلك وهو لا يسأل الحسن عن ذلك إجلالاً له، فبينا الحسنعليه‌السلام ذات يوم(٢) نائماً إذ استيقظ وهو يبكي، فقال الحسينعليه‌السلام : ما شأنك، يا أخي؟

قال: رؤيا رأيتها.

قال: وما هي؟

قال: لا تخبر أحداً ما دمت حياً.

__________________

١ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/١٤، عنه البحار: ٤٣/٣٣٩ ح ١٣.

٢ - في المناقب: ليلة.

١٨

قال: نعم.

قال: رأيت يوسفعليه‌السلام في المنام فجئت أنظر إليه فيمن نظر، فلمـّا رأيت حسنه بكيت، فنظر إليّ في الناس، فقال: ما يبكيك، يا أخي، بأبي واُمّي؟

فقلت: ذكرتك وامرأة العزيز، وما ابتليت به من أمرها، وما لقيت في السجن، وحرقة الشيخ يعقوب، فبكيت من ذلك، وكنت أتعجب منه.

فقالعليه‌السلام : فهلا تعجبت ممّا كان من المرأة البدوية بالأبواء؟

و للحسنعليه‌السلام :

ذري كدر الأيّام إن صفـاءها

تولّى بأيام الـسرور الـذواهب

وكيف يغر الدهر من كان بينه

وبين الليالي محكمات التجارب

ولهعليه‌السلام :

قل للمقيم بغير(١) دار إقامة

حان الرحيـل فودع الأحبابـا

إن الّذين لقـيتهم وصحبتهم

صاروا جميعاً في القبور ترابا

ومن سخائهعليه‌السلام أنّه سأله رجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار وقال: ائت بحمال يحمل لك، فأعطى الحمال طيلسانه، وقال: هذا الكرى للحمال.

وجاء بعض الأعراب فقال: أعطوه ما في الخزانة، فوجدوا فيها عشرون ألف درهم، فدفعها إلى الأعرابي.

فقال الأعرابي: هلا تركتني أبوح بحاجتي واُظهر مدحتي؟

____________

١ - كذا في المناقب، وفي الأصل: تغيرّ.

١٩

فأنشأ صلوات الله عليه:

نحن انـاس عطاؤنا خـضل(١)

يرتع فيـه الرجـاء والأمل

تجود قبـل السـؤال أنفـسنا

خوفاً على ماء وجه من يسل

لو علم البحر فضل(٢) نائلنا

لغاض من بعد فيضه خجل(٣)

أبو جعفر المدائني - في حديث طويل -: قال: خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجاجاً ففاتهم أثقالهم، فجاعوا وعطشوا، فرأوا في بعض الشعاب خباءً رثاً وعجوزاً فاستسقوها.

فقالت: اطلبوا هذه الشويهة، ففعلوا واستطعموها فقالت: ليس إلا هي فليقم أحدكم فليذبحها حتّى أصنع لكم طعاماً، فذبحها أحدهم، ثمّ شوت لهم من لحمها، وأكلوا وقيّلوا عندها، فلمـّا نهضوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا نحن انصرفنا وعدنا فالممي بنا فإنّا صانعون بك خيراً، ثمّ رجلوا.

فلمـّا جاء زوجها وعرف الحال أوجعها ضرباً، ثمّ مضت الأيّام وأضرت بها الحال فرحلت حتّى اجتازت بالمدينة، فبصر بها الحسنعليه‌السلام فأمر لها بألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث معها رسولاً إلى الحسينعليه‌السلام فأعطاها مثل ذلك، ثمّ بعثها إلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.

ودخل عليه رجل(٤) فقال: يا ابن رسول الله، إنّي عصيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

١ - الخضل: كلُّ شيء نَدٍ يُترشّف نداه.

٢ - كذا في المناقب، وفي الأصل: علم.

٣ - مناقب ابن شهراشوب: ٤/١٤ - ١٦، عنه البحار: ٤٣/٣٤٠ ح ١٤.

٤ - في المناقب: ودخل الغاضريعليه‌السلام .

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ملحق

سند حديث الغدير

٢٢١

٢٢٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين، وبعد:

فيقول العبد علي بن نور الدين الحسيني الميلاني: هذا ما وفقنا الله عز وجل لإِلحاقه بقسم السند، من مبحث حديث الغدير، جرياً على عادتنا من القيام بهذه المهمة بقدر الإِمكان، فيما طبع من كتابنا، وما سيطبع إن شاء الله تعالى، إتماماً للفائدة.

وإنّ كثيراً من هذه الأسماء مستخرج من الأسانيد المتقدمة من كتاب ( عبقات الأنوار )، كما أنا قد استفدنا كثيراً في هذا الملحق، من كتاب ( الغدير ).

ومن الضروري أن نشير هنا إلى أن صاحب العبقات طاب ثراه قد جعل موضوع البحث حديث: « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، ومن هنا اقتصر على ذكر طائفة ممن روى الأخبار الحاكية لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه » أو نحو ذلك من الألفاظ. أو الحاكية لمناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام في الرحبة، أو لشهادة الركبان بقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » بمحضر الإِمامعليه‌السلام وأصحابه الكرام وهو في نفس الوقت لم يكن بصدد استقصاء كل الذين رووا ذلك،

٢٢٣

وإنما اكتفى بذكر جماعة منهم منذ القرن الثاني إلى من عاصره من علماء أهل السنة في القرن الثالث عشر، وذاك دأبه في جميع بحوث هذه الموسوعة الخالدة.

وأمّا ما ورد في نزول قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ) وقوله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وقوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) وغيره من أخبار واقعة الغدير، فقد جعلها من وجوه دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وولايته، ومن هنا ذكر طائفة من رواة هذه الأحاديث مع نصوصها في قسم دلالة الحديث.

فهذا ما أردنا التنبيه عليه هنا، والله نسأل أن يحشره وصاحب الغدير، وسائر علمائنا النحارير، الذي خدموا الحق ودافعوا عنه وأثبتوه، مع النبي والأئمة الطاهرين في درجتهم في أعلى عليين، وأن يجعلنا ممن سلك سبيلهم، وأن يمنّ علينا بتعجيل الفرج والعافية والنصر لخاتم الأوصياء من أهل البيت الأطهار، إنه سميع مجيب.

٢٢٤

القرن الثاني

(١)

أبو محمد عمرو بن دينار الجمحي المكي

المتوفى سنة (١١٥) أو (١١٦) قال الحافظ أبو نعيم:

« حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا العباس بن علي النسائي، حدثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا حسين الأقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن طاوس عن بريدة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الخزرجي: « قال مسعر: كان ثقة ثقة ثقة »(٢) .

٢ - السيوطي: « أحد الأعلام، روى عن جابر وأبي هريرة وابن عمر.

____________________

(١). حلية الأولياء ٤ / ٢٣.

(٢). خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٢٤٤.

٢٢٥

وعنه: شعبة وابن عيينة وأيوب وحماد بن زيد وأبو حنيفة.

قال ابن أبي نجيح: ما كان عندنا أفقه ولا أعلم من عمرو بن دينار، ولا عطاء ولا مجاهد ولا طاوس »(١) .

٣ - ابن حجر: « ثقة ثبت »(٢) .

(٢)

أبوبكر محمد بن مسلم بن عبيدالله القرشي الزهري

المتوفى سنة (١٢٤). قال الحافظ ابن الأثير:

« عن عبدالله بن العلا، عن الزهري، عن سعيد بن جناب عن أبي عنفوانة المازني عن جندع، قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.

و سمعته - وإلّا صمّتا - يقول - وقد انصرف من حجة الوداع، فلما نزل غدير خم، قام في الناس خطيباً وأخذ بيد علي وقال -: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال عبدالله بن العلا: فقلت للزهري: لا تحدّث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أذنيك سبّ علي. فقال: والله عندي من فضائل علي ما لو تحدّثت لقتلت. أخرجه الثلاثة »(٣) .

وقال ابن الصبّاغ المالكي: « روى الترمذي عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه. وزاد غيره وهو الزهري ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٤٣.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٦٩.

(٣). أسد الغابة ١ / ٣٠٨.

٢٢٦

حجّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجة الوداع وعاد قاصداً المدينة، قام بغدير خم - وهو ماء بين مكة والمدينة، وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام وقت الهاجرة - فقال: أيها الناس إني مسئول وأنتم مسئولون، هل بلّغت؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت ونصحت. قال: وأنا أشهد أني قد بلّغت ونصحت. ثم قال أيها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله، وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله. قال: وأنا أشهد مثل ما شهدتم. ثم قال: أيها الناس قد خلّفت فيكم إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب الله وأهل بيتي، ألا وإنّ اللّطيف أخبرني أنهما لم يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، حوض ما بين بصرى وصنعاء، عدد آنيته عدد النجوم، إن الله مسائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي. ثم قال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي، يقول ذلك ثلاث مرات ثم قال في الرابعة - وأخذ بيد علي -: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، يقولها ثلاث مرات. ألا فليبلّغ الشاهد الغائب »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مناقب الزهري وأخباره تحتمل أربعين ورقة »(٢) .

٢ - الذهبي أيضاً: « عالم زمانه الزهري قال أيوب السختياني: ما رأيت أعلم من الزهري. وقال غيره: كان الزهري أعلم أهل زمانه، وكان وافر الحشمة »(٣) .

٣ - السيوطي: « أحد الأعلام قال ابن منجويه: رأى عشرة من

____________________

(١). الفصول المهمة: ٢٤.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٩٦.

(٣). دول الاسلام - حوادث: ١٢٤.

٢٢٧

الصحابة، وكان من أحفظ أهل زمانه، وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، فقيهاً فاضلاً، وقال الليث، ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه »(١) .

٤ - اليافعي: « أحد الفقهاء والمحدثين، والأعلام والتابعين »(٢) .

(٣)

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي أبو محمد المدني

المتوفى سنة (١٢٦). قال ابن أبي الحديد: « روى سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار: إن أبا هريرة لمـّا قدم الكوفة مع معاوية، كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم. قال: فأشهد بالله لقد واليت عدّوه وعاديت وليّه، ثم قام عنه »(٣) .

ترجمته:

١ - الخزرجي: وقد وصفه بالامامة والثقة(٤) .

٢ - الذهبي: « عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، فقيه المدينة »(٥) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٤٢.

(٢). مرآة الجنان - حوادث: ١٢٤.

(٣). شرح نهج البلاغة ١ / ٣٦٠.

(٤). خلاصة التذهيب: ١٩٧.

(٥). دول الاسلام - حوادث: ١٢٦.

٢٢٨

٣ - اليافعي: « الفقيه، كان إماماً، ورعاً، كثير العلم »(١) .

٤ - السيوطي: « وثّقه أحمد وغير واحد »(٢) .

(٤)

بكر بن سوادة بن ثمامة أبو ثمامة البصري

المتوفى سنة (١٢٨) قال الحافظ ابن المغازلي:

« أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا علي بن عبدالله بن مبشر قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبدالله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي هبيرة وبكر بن سوادة عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبدالله أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بخم، فتنحّى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي تأخر الناس، فأمر علياً فجمعهم، فلمـّا اجتمعوا قام فيهم متوسداً علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيّها الناس إنه قد كرهت تخلّفكم عني، حتى خيّل إليّ أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني. ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي ‌الله‌ عنه كما أنا عنه راض، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً، ثم رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فابتدر الناس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله. فرضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم عند

____________________

(١). مرآة الجنان حوادث: ١٢٦.

(٢). طبقات الحفاظ: ٥٠.

٢٢٩

ذلك »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مفتي مصر بكر بن سوادة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة فقيه »(٣) .

٣ - الذهبي: « بكر بن سوادة الجذامي الفقيه ثقة »(٤) .

(٥)

عبدالله بن أبي نجيح يسار الثقفي أبو يسار المكي

المتوفى سنة: (١٣١). قال العلامة الأميني « رواه عبدالله بن أحمد بالاسناد - كما في العمدة ص ٤٨ - عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ربيعة الجرشي:

أنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر علياً؟! إن له مناقب أربعاً، لئن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من كذا وكذا - ذكر حمر النعم - قوله: لأعطينّ الراية. وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. و قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. ونسي سفيان واحدة»(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « وثّقه السائي »(٦) .

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي ٢٥ - ٢٦.

(٢). دول الاسلام - حوادث: ١٢٨.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ١٠٦.

(٤). الكاشف ١ / ١٦١.

(٥) فضائل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لأحمد بن حنبل - مخطوط، رقم الحديث ٢١٤ وعليه صحّحنا سند الحديث، وهو من زيادات القطيعي عن عبدالله بن الصقر المتوفى سنة ٣٠٢.

(٦). الكاشف ٢ / ١٣٧.

٢٣٠

٢ - ابن حجر: « ثقة رمي بالقدر، وربّما دلّس »(١) .

(٦)

مغيرة بن مقسم أبو هشام الضبّي الكوفي الأعمى

المتوفى سنة (١٣٣). جاء في ( المسند ):

« عن سفيان، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبدالله قال قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بواد يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلّاها بهجير. قال: فخطبنا وظلّل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: ألستم تعلمون؟ أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه، أللهم عاد من عاداه ووال من والاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مغيرة بن مقسم الفقيه الحافظ قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان، وروى جرير عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته. وضعف أحمد روايته عن ابراهيم فقط وقال: ذكيّ حافظ صاحب سنّة، وقال أحمد العجلي: ثقة »(٣) .

٢ - ابن حجر: « ثقة متقن »(٤) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٥٦.

(٢). المسند ٤ / ٣٧٢.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ١٤٣.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٠.

٢٣١

٣ - السيوطي: « وثّقه ابن معين والعجلي، وكان فقيهاً أعمى يحمل على علي »(١) .

(٧)

أبو عبد الرحيم خالد بن يزيد الجمحي المصري

المتوفى سنة (١٣٩) ففي ( المسند ).

« ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان بن عمر قال: سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال إلّا ما قام. فقام ثلاثة عشر رجلاً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « فقيه ثقة »(٣) .

٢ - ابن حجر: « خالد بن يزيد الجمحي، ويقال السكسكي أبو عبد الرحيم المصري: ثقة فقيه من السادسة، مات سنة تسع وثلاثين »(٤) .

٣ - وتوجد ترجمته المشتملة على توثيقات الأئمة إياه في ( تهذيب التهذيب )(٥) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٥٩.

(٢). مسند أحمد بن حنبل ١ / ٨٤.

(٣). الكاشف ١ / ٢٧٦.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢٢٠.

(٥). تهذيب التهذيب ٣ / ١٢٩.

٢٣٢

(٨)

الحسن بن الحكم النخعي الكوفي

المتوفى بعد سنة (١٤٠). قال ابراهيم ابن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل في ( كتاب صفين ):

« حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابن فضيل قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعي عن رباح بن الحارث النخعي قال: كنت جالساً عند عليعليه‌السلام ، إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال لهم: أولستم قوماً عرباً؟ قالوا: بلى. ولكنا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأخذل من خذله. فقال: لقد رأيت علياًعليه‌السلام ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: اشهدوا. ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم، فتبعتهم فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار وذاك - يعنون رجلاً منهم - أبو أيوب صاحب منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . قال: فأتيته وصافحته»(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « الحسن بن الحكم النخعي، أبو الحكم الكوفي. صدوق يخطئ، من السادسة، مات قبيل الخمسين دت عس ق »(٢) .

٢ - الذهبي: « قال أبو حاتم: صالح الحديث »(٣) .

____________________

(١). شرح نهج البلاغة ١ / ٢٨٩.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٦٥.

(٣). الكاشف ١ / ٢٢٠.

٢٣٣

(٩)

إدريس بن يزيد أبو عبدالله الأودي الكوفي

أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي قال: ثنا أبوبكر بن أبي شيبة، أنبأ: شريك عن أبي يزيد داود الأودي، عن أبيه يزيد الأودي. وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري، عن أبي كريب، عن شاذان عن شريك عن إدريس وأخيه داود، عن أبيهما يزيد الأودي قال:

دخل أبو هريرة المسجد، فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال فقال: إني أشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ادريس بن يزيد الأودي. عن قيس بن مسلم وطلحة بن مصرف. وعنه: ابنه عبدالله ووكيع وعدة. ثقة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة، من السابعة. ع »(٣) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٤.

(٢). الكاشف ١ / ١٠١.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥٠.

٢٣٤

(١٠)

عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الكوفي

المتوفى سنة (١٤٥). أخرج في ( المسند ):

« عن ابن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم، فأنا أحب أن أسمعه منك. فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت له ليس عليك مني بأس. فقال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلينا ظهراً - وهو آخذ بعضد علي - فقال: يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت »(١) .

و ذكره سبط ابن الجوزي عن أحمد في الفضائل كذلك(٢) .

و في ( المسند ): « ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي الرحيم الكندي عن زاذان بن عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس، من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قام، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٣) .

____________________

(١). المسند ٤ / ٣٦٨.

(٢). تذكرة الخواص: ١٨.

(٣). المسند ١ / ٨٤.

٢٣٥

ترجمته

١ - السمعاني: « وثّقه أحمد ويحيى بن معين. قال أبو حاتم ابن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم »(١) .

٢ - الذهبي: « الحافظ الكبير وكان من الحفاظ الأثبات

وقال أحمد بن حنبل: ثقة وكذا وثّقه النسائي »(٢) .

٣ - ابن حجر: « صدوق له أوهام، من الخامسة، مات سنة ٤٥. خت م ٤ »(٣) .

(١١)

عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري البصري

المتوفى سنة (١٤٦). أخرج النسائي:

« عن قتيبة بن سعيد، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن أبي عبدالله ميمون قال قال زيد بن أرقم: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه. و أخذ بيد علي »(٤) .

و أخرجه الدولابي « عن أحمد بن شعيب، عن قتيبة بن سعيد، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون، عن زيد قال: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه

____________________

(١). الأنساب - العرزمي.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٥.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥١٩.

(٤). الخصائص للنسائي: ١٦.

٢٣٦

وسلّم بين مكة والمدينة، إذ نزلنا منزلاً يقال له: غدير خم فنودي: إن الصلاة جامعة. فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « ثقة، رمي بالقدر والتشيع، من السادسة، مات سنة ست أو سبع وأربعين، وله ست وثمانون. ع »(٢) .

٢ - وذكرهصفي الدين الخزرجي (٣) .

(١٢)

عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني

المتوفى سنة (١٤٧) وقيل غير ذلك. أخرج الحافظ العاصمي بطريقه عنه في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ).

ترجمته

١ - ابن حجر: « ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدّمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين »(٤) .

٢ - الذهبي: « الامام الحافظ الثبت قال النسائي: ثقة ثبت، وقال غيره: كان صالحاً عابداً حجة كثير العلم(٥) .

____________________

(١). الكنى والأسماء ٢ / ٦١.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٨٩.

(٣). خلاصة التذهيب: ٢٥٣.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٥٣٧.

(٥). تذكرة الحفاظ ١ / ١٦٠.

٢٣٧

٣ - السيوطي: « قال ابن منجويه: كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش، فضلاً وعلماً وعبادةً وشرفاً وحفظاً وإتقاناً. مات سنة سبع وأربعين ومائة »(١) .

(١٣)

نعيم بن الحكيم المدائني

المتوفى سنة (١٤٨). أخرجه في ( المسند ) عن حجاج الشاعر عن شبابة عن نعيم بن حكيم قال: « حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي عن علي: إنّ رسول الله قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الخطيب ونقل توثيقه عن يحيى بن معين والعجلي، وعن ابن خراش « صدوق لا بأس به»(٣) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين. ي د ص »(٤) .

(١٤)

طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله التيمي الكوفي

المتوفى سنة (١٤٨). روى الحافظ العاصمي في ( زين الفتى في شرح سورة هل أتى ) « عن محمد ابن أبي زكريا، عن أبي الحسن محمد بن أبي إسماعيل العلوي، عن محمد بن عمر

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٧٠.

(٢). مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٥٢.

(٣). تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠٢.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٥.

٢٣٨

البزاز، عن عبدالله بن زياد المقبري، عن أبيه، عن حفص بن عمر العمري، عن غياث بن ابراهيم عن طلحة بن يحيى، عن عمّه عيسى، عن طلحة بن عبيدالله: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « وثقه جماعة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « صدوق يخطئ، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين.

م ع »(٣) .

٣ - صفي الدين الخزرجي (٤) .

(١٥)

أبو محمد كثير بن زيد الأسلمي

المتوفى بعد سنة (١٥٠) يعرف بابن ما قبة. رواه ابن كثير بطريق ابن جرير وابن أبي عاصم باسنادهما، عن كثير بن زيد، عن. محمد بن عمر بن علي، عن أبيه عن علي(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « قال أبو زرعة: صدوق فيه لين »(٦) .

٢ - ابن حجر: « صدوق يخطئ، من السابعة، مات في آخر خلافة

____________________

(١). زين الفتى في شرح سورة هل أتى - مخطوط.

(٢). الكاشف ٢ / ٤٥.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٣٨٠.

(٤). خلاصة تذهيب الكمال: ١٥٣.

(٥). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١١.

(٦). الكاشف ٣ / ٤.

٢٣٩

المنصور. ز د ت ق »(١) .

٣ - صفي الدين الخزرجي. كذلك(٢) .

(١٦)

مسعر بن كدام الكوفي

المتوفى سنة (١٥٣) أو (١٥٥). أخرج الحافظ أبو نعيم قائلاً: « حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن ابراهيم بن كيسان، ثنا اسماعيل ابن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال: شهدت علياً على المنبر ناشداً أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك، وهم حول المنبر، وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم، فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلّهم فقالوا: أللهم نعم، وقعد رجل، فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللهم إنْ كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن. قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة »(٣) .

وأخرجه ابن المغازلي بسنده عن الطبراني(٤) .

وكذا أخرجه الحافظ ابن كثير في ( تاريخه )(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مسعر بن كدام، الامام الحافظ، أبو سلمة الهلالي الكوفي

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ١٣١. وفيه « ابن مافنه بفتح الفاء وتشديد النون ».

(٢). خلاصة التذهيب: ٢٨٣.

(٣). حلية الأولياء ٥ / ٢٦.

(٤). المناقب لابن المغازلي: ٢٦ مع اختلاف لا يبعد أن يكون تحريفاً.

(٥). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١١.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562