تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

تسلية المجالس وزينة المجالس13%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 562

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 382259 / تحميل: 7092
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

بالحق [ ويحكم بيني وبينهم ](١) وهو خير الحاكمين، وهذه وصيّتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت وإليه اُنيب.

قلت: وهذه الوصيّة معنى قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه الّذي رواه سيّدنا ومفخرنا السيد محمد الرضي بن الحسين الموسويرضي‌الله‌عنه في كتابه الّذي جمعه من كلام جدّه أمير المؤمنينعليه‌السلام وسمّاه ب‍ « نهج البلاغة » في باب الكلام القصير في قوله صلوات الله عليه:

روى ابن جرير الطبري في تاريخه(٢) عن عبد الرحمن(٣) بن أبي ليلى الفقيه - وكان ممّن خرج لقتال الحجّاج مع ابن الأشعث - أنّه قال فيما كان يحضّ به الناس على القتال(٤) : إنّي سمعت عليّاً رفع الله روحه(٥) في الصالحين، واثابه ثواب الشهداء والصدّيقين، يقول - لما(٦) لقينا أهل الشام -: أيّها المؤمنون، إنّه من رأى عدواناً يعمل به ومنكراً يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرىء(٧) ، ومن أنكره بلسانه فقد اجر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظّالمين السفلى(٨) فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى، وأقام على الطريقة المثلى(٩) ، ونوّر في قلبه اليقين.(١٠)

__________________

١ - من المقتل.

٢ - تاريخ الطبري: ٦/٣٥٧.

٣ - كذا في الطبري والنهج، وفي الأصل: عبد الله.

٤ - في النهج: الجهاد.

٥ - في النهج: درجته.

٦ - في النهج: يوم.

٧ - أيّ من العذاب المترتّب على فعل المنكر والرضا به لأنّه خرج بمجرّد ذلك عن العهدة.

٨ - في النهج: هي العليا هي السفلى.

٩ - في النهج: وقام على الطريق.

١٠ - نهج البلاغة: ٥٤١ رقم ٣٧٣، عنه البحار: ٣٢/٦٠٨ ح ٤٨٠، وج ١٠٠/٨٩ ح ٦٩.

١٦١

وقولهعليه‌السلام : فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه، فذلك المستكمل لخصال الخير.

ثمّ قال بعد كلام يجري مجرى ذلك: وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كنفثةٍ(١) في بحر لجّيّ، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل، ولا ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند سلطان(٢) جائر.(٣)

و عن أبي جُحيفة، قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: إن أوّل ما تُغلبون عليه(٤) من الجهاد [ الجهاد ](٥) بأيديكم، ثمّ بألسنتكم، ثمّ بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفاً، ولم ينكر منكراً، قُلب(٦) فجعل أعلاه أسفله.(٧)

قال: ثمّ طوى الحسينعليه‌السلام الكتاب وختمه بخاتمه ودفعه إلى أخيه محمد، ثمّ ودّعه وخرج في جوف الليل(٨) يريد مكّة في جميع أهل بيته، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستّين، فلزم الطريق الأعظم،

____________

١ - يراد ما يمازج النفس من الريق عند النفّخ.

واللجّيّ: الكثير الموج.

٢ - في النهج: إمام.

٣ - نهج البلاغة: ٥٤٢ رقم ٣٧٤، عنه البحار: ١٠٠/٨٩ ح ٧٠.

٤ - بمعنى يُحدث أثراً شديداً عليكم إذا قمتم به.

٥ - من النهج.

٦ - كذا في النهج، وفي الأصل: قُلب قلبه.

٧ - نهج البلاغة: ٥٤٢ رقم ٣٧٥، عنه البحار: ١٠٠/٨٩ ح ٧١.

٨ - من قوله: « فلمـّا ورد الكتاب على الوليد » إلى هنا نقله المجلسيرحمه‌الله في البحار: ٤٤/٣٢٧ - ٣٣٠ عن كتابنا هذا، وكذا عوالم العلوم: ١٧/١٧٧.

١٦٢

وجعل [ يسيرو ](١) يتلو هذه الآية:( فَخَرَجَ مِنهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القَومِ الظَّالِمِينَ ) (٢) فقاله له ابن عمّه [ مسلم بن عقيل بن أبي طالب ](٣) : يا ابن رسول الله، لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادّة كما فعل ابن الزبير كان عندي [ خير ](٤) الرأي، فإنّا نخاف من الطلب.

فقال: لا يا ابن العمّ، لا فارقت هذا الطريق أو أنظر أبيات مكّة أو يقضي الله في ذلك ما يحبّ، فبينا الحسين بين مكّة والمدينة إذ استقبله عبد الله بن مطيع العدويّ، فقال: أين تريد يا أبا عبد الله، جعلني الله فداك؟

فقال: أمّا في وقتي هذا فإنّي اريد مكّة، فإذا صرت إليها استخرت الله.

فقال عبد الله بن مطيع: خار الله لك في ذلك، وإنّي اُشير عليك بمشورة فاقبلها منّي.

فقال الحسينعليه‌السلام : ما هي؟

قال: إذا أتيت مكّة فاحذر أن يغرّك أهل الكوفة فإن فيها قتل أبوك، وطعن أخوك طعنة كادت [ أن ](٥) تأتي على نفسه فيها، فالزم فيها الحرم فأنت سيّد العرب في دهرك، فوالله لئن هلكت ليهلكنّ أهل بيتك بهلاكك، والسلام.

قال: فودّعه الحسين ودعا له بالخير، وسار حتّى وافى مكّة، فلمـّا نظر إلى جبالها جعل يتلو:( وَلمـّا تَوَجَّهَ تِلقَاءَ مَديَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ) (٦) .(٧)

__________________

١ و ٣ و ٤ و ٥ - من المقتل.

٢ - سورة القصص: ٢١.

٦ - سورة القصص: ٢٢.

٧ - مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١/١٨٠ - ١٨٩.

١٦٣

فصل

فيما جرى للحسينعليه‌السلام بعد وصوله إلى مكة

قال(١) : ولمـّا دخل الحسين مكّة جعل أهلها يختلفون إليه، وكان قد نزل بأعلى مكّة، ونزل عبد الله بن الزبير داره، ثمّ تحوّل الحسين إلى دار العبّاس، وكان أمير مكّة من قبل يزيد عمر بن سعد، وهاب ابن سعد أن يميل الحجّاج مع الحسين لما(٢) يرى من كثرة اختلاف الناس إليه من الآفاق، فانحدر إلى المدينة وكتب بذلك إلى يزيد لعنة الله، وكان الحسين أثقل الخلق على ابن الزبير لأنّه كان يطمع أن يبايعه أهل مكّة، فلمـّا قدم الحسين صاروا يختلفون إليه وتركوا ابن الزبير، وكان ابن الزبير يختلف بكرة وعشيّة الى الحسين ويصلّي معه.

وبلغ أهل الكوفة أنّ الحسين قد صار في(٣) مكّة، وأقام الحسينعليه‌السلام في مكّة باقي شهر شعبان ورمضان وشوّال وذي القعدة، وكان عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن عمر بمكة فأقبلا جميعاً وقد عزما أن ينصرفا إلى المدينة، فقال ابن عمر: يا أبا عبد الله اتّق الله، فقد عرفت عداوة أهل هذا البيت لكم، وظلمهم إيّاكم، وقد وليّ الناس هذا الرجل يزيد، ولست آمن أن تميل الناس إليه لمكان الصفراء والبيضاء فيقتلوك فيهلك بقتلك بشر كثير، فإنّي سمعت

__________________

١ - أيّ أحمد بن أعثم الكوفي.

٢ - قوله: « وهاب ابن سعد لما » أثبتناه كما في المقتل، وما في الأصل مصحف.

٣ - في المقتل: إلى.

١٦٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: حسين مقتول، فلئن خذلوه ولم(١) ينصروه ليخذلنّهم الله إلى يوم القيامة، وأنا اُشير عليك بالصلح وتدخل فيما دخل فيه الناس، واصبر كما صبرت لمعاوية حتّى يحكم الله بينك وبين القوم الظالمين.

فقال الحسينعليه‌السلام : يا با عبد الرحمن، أنا أدخل في صلحه وقد قال النبيّ فيه وفي أبيه ما قال؟!

فقال ابن عبّاس: صدقت، قد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : مالي وليزيد؟ لا بارك الله في يزيد، فإنّه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسينعليه‌السلام ، والذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلا خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم(٢) ثمّ بكى ابن عبّاس وبكى الحسين معه، وقال: يا ابن عبّاس، أتعلم أنّي ابن بنت رسول الله؟

قال ابن عبّاس: اللّهمّ نعم، ما نعرف أحداً على وجه الأرض ابن بنت رسول الله غيرك، وانّ نصرك لفرض على هذه الاُمّة كفريضة الصيام والزكاة، لا يقبل الله أحدهما دون الآخر.

فقال الحسين: فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من وطنه وداره، و [ موضع ](٣) وقراره ومولده، وحرم رسوله، ومجاورة قبر جدّه ومسجده، وموضع مهاجره فتركوه خائفاً مرعوباً لا يستقرّ في قرار، ولا يأوي إلى وطن، يريدون بذلك قتله، وسفك دمه، وهو لم يشرك

__________________

١ - كذا في المقتل، وفي الأصل: فلن.

٢ - المعجم الكبير: ٣/١٢٩ ح ٢٨٦١، الفردوس للديلمي: ٤/٢٨٥ ح ٦٨٤١، مثير الأحزان: ٢٢، مجمع الزوائد: ٩/١٩٠، الخصائص الكبرى: ٢/٢٣٧، جمع الجوامع ١/٨٥٧ و١٠٠١، كنز العمال: ١١/١٦٦ ح ٠٦١/٣، بحار الأنوار: ٤٤/٢٦٦ ح ٢٤.

٣ - من المقتل.

١٦٥

بالله شيئاً ولم يغيّر ما كان(١) عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فقال ابن عبّاس: فماذا أقول فيهم؟ أقول فيهم إنّهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلاّ وهم كسالى( يُرَاؤُونَ النّْاسَ وَلَا يَذْكُروُنَ اللهَ إلَّا قَلِيلاً ) (٢) . وأمّا أنت يا ابن رسول الله فإنّك رأس الفخار، ابن رسول الله [ وابن وصيّه ](٣) ، وابن بنته، فلا تظنّ - يا ابن رسول الله - أنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون(٤) ، وأنا أشهد أنّ من رغب عنك فماله من خلاق(٥) .

فقال الحسينعليه‌السلام : اللّهمّ فاشهد.

قال ابن عبّاس: يا ابن رسول الله، كأنّك تنعى إليَّ نفسك، وتريد منّي أن أنصرك، والله لو ضربت بسيفي بين يديك حتّى تنخلع يداي لما كنت بالّذي أبلغ من حقّك عشر العشير.

فقال ابن عمر: يا ابن عبّاس، ذرنا من هذا.

ثمّ أقبل ابن عمر على الحسين فقال: مهلاً - يا أبا عبد الله - عمّا قد أزمعت عليه، وارجع معنا إلى المدينة وادخل في صلح القوم، ولا تجعل لهؤلاء الّذين لا خلاق لهم عليك حجّة، وإن أحببت ألاّ تبايع فأنت متروك، فعسى يزيد لا يعيش إلاّ قليلاً فيكفيك الله أمره.

فقال الحسينعليه‌السلام : اُفّ لهذا الكلام.

____________

١ - في المقتل: ولم يتغيّر عمّا كان.

٢ - سورة النساء: ١٤٢.

٣ - من المقتل.

٤ - إقتباس من الآية: ٤٢ من سورة إبراهيم.

٥ - إقتباس من الآيتين: ١٠٢ و٢٠٠ من سورة البقرة.

١٦٦

فقال ابن عمر: إنّي أعلم أنّ الله تبارك وتعالى لم يكن ليجعل ابن بنت نبيّه على خطأ، ولكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الحسن بالسيوف ونرى من هذا الأمر ما لا نحبّ(١) فارجع معنا إلى المدينة ولا تبايع أبداً، واقعد في منزلك.

فقال الحسينعليه‌السلام : هيهات، إنّ القوم لا يتركوني إن أصابوني، فإن لم يصيبوني فإنّهم يطلبونني أبداً حتّى اُبايع او يقتلونني، أمّا تعلم أنّ من هو ان الدنيا على الله انّه اُتي برأس يحيى بن زكريّا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل والرأس ينطق بالحجّة عليهم فلم يضرّ ذلك يحيى بل ساد الشهداء؟ أو لا تعلم أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيّاً ثمّ يجلسون في أسواقهم كأنّهم لم يصنعوا شيئاً فلم يعجّل الله(٢) عليهم، ثمّ أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام؟ اتقّ الله - يا با عبد الرحمن - ولا تدعنّ نصرتي.

يا ابن عمر، إن كان الخروج يثقل عليك فأنت في أوسع عذر واجلس عن القوم ولا تعجل بالبيعة لهم حتّى تعلم ما يؤول الأمر إليه.

قال: ثمّ أقبل الحسينعليه‌السلام على ابن عبّاس، فقال: يا ابن عبّاس، إنّك ابن عمّ والدي، ولم تزل تأمر بالخير مذ عرفتك، وكان أبي يستشيرك، فامض إلى المدينة في حفظ الله(٣) ، ولا تخف عليَّ شيئاً من أخبارك، فإنّي مستوطن هذا الحرم ومقيم فيه أبداً ما رأيت أهله يحبونّي(٤) وينصرونني فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم.

قال فبكى ابن عبّاس وابن عمر، ثمّ ودّعهما فسارا إلى المدينة، وأقام

__________________

١ - في المقتل: وترى من هذه الاُمّة ما لا تحبّ.

٢ و٣ - لفظ الجلالة أثبتناه من المقتل.

٤ - كذا في المقتل، وفي الأصل: يخيّروني.

١٦٧

الحسين بمكّة قد لزم الصوم والصلاة.

قال : واجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فلمـّا تكاملوا في منزله قام فيهم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ وآله، ثمّ ذكر عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فترحمّ عليه وذكر مناقبه الشريفة، ثمّ قال:

يا معشر الشيعة، إنّكم قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك وصار إلى ربّه، وقدم على عمله، وسيجزيه الله بما قدم، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد اللعين، وهذا الحسين بن عليّ قد خالفه وصار إلى مكّة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان، وأنتم شيعته وشيعة أبيه، وقد احتاج إلى نصرتكم، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوّه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغروّا الرجل من نفسه.

فقال القوم: بل نؤويه وننصره ونقاتل عدوّه ونقتل أنفسنا بين يديه، فأخذ سليمان بذلك عليهم عهداً وميثاقاً أنّهم لا يغدرون ولا ينكثون، ثمّ قال: اكتبوا إليه الآن كتاباً من جماعتكم انكم له كما ذكرتم، وسلوه القدوم عليكم.

فقالوا: أفلا تكفينا أنت الكتاب إليه؟

فقال سليمان: لا، بل تكتب إليه جماعتكم.

قال: فكتب القوم إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم

للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من سليمان بن صرد والمسّيب بن نجبة وحبيب بن مظاهر ورفاعة بن شدّاد وعبد الله بن وآل وجماعة شيعته من

١٦٨

المؤمنين.

سلام عليك.

أمّا بعد:

فالحمد لله الّذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل الجبّار العنيد، الغشوم الظلوم، الّذي ابتزّ(١) هذه الاُمّة أمرها، وغصبها فيئها، وتأمّر عليها بغير رضا منها، ثّم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبارتها وعتاتها، فبعداً لهم كما بعدت ثمود، ثمّ إنّه قد بلغنا أنّ ولده اللعين قد تأمّر على هذه الاُمّة بلا مشورة ولا إجماع، وبعد، فإنّا مقاتلون معك وباذلون أنفسنا من دونك، فأقبل إلينا فرحاً مسروراً، أميراً مطاعاً، إماماً، خليفة مهديّاً، فإنّه ليس علينا إمام ولا أمير إلاّ النعمان بن بشير، وهو في قصر الامارة وحيد طريد، لا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولا نؤدّي إليه الخراج، يدعو فلا يجاب، ويأمر فلا يطاع، ولو بلغنا أنّك أقبلت إلينا لأخرجناه عنّا حتّى يلحق بالشام، فأقبل إلينا فلعلّ الله تعالى يجمعنا بك على الحقّ والسلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته.

ثمّ طووا الكتاب وختموه ودفعوه إلى عبد الله بن سبيع الهمداني وعبد الله ابن مسمع بن بكري(٢) .

قال: فقرأ الحسينعليه‌السلام الكتاب وسكت، ولم يجبهم بشيء، ثمّ قدم عليه قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الله بن عبد الرحمن الأرحبي وعامر

__________________

١ - ابتزّ: اغتصب.

٢ - في المقتل: عبد الله بن مسمع البكري.

١٦٩

ابن عبيد السكوني(١) وعبد الله بن وال التيمي ومعهم نحو من مائة وخمسين كتاباً من الرجل والثلاثة والأربعة يسألونه القدوم عليهم والحسينعليه‌السلام يتأنّى فلا يجيبهم بشيء.

ثمّ قدم عليه بعد ذلك هانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي بهذا الكتاب، وهو آخر كتاب ورد عليه من الكوفة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الحسين بن أمير المؤمنين، من شيعته وشيعة أبيه عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام .

أمّا بعد:

فإنّ الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يا ابن رسول الله، فقد اخضرّت الحبّات(٢) ، واينعت الثمار، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار، فاقدم إذا شئت، فإنّما تقدّم على جند مجنّدة لك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

فقال الحسين لهانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله، خبّراني، من اجتمع على هذا الكتاب الّذي كتب معكما إليّ؟

فقالا: يا بن رسول الله، اجتمع عليه شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث، وذكروا له جماعة.

____________

١ - في المقتل: السلوكي.

٢ - في المقتل: الجَناب.

والجناب: الفناء وما قرب من محلّة النوم.

١٧٠

فقام الحسينعليه‌السلام وتطهرّ(١) وصلّى ركعتين بين الركن والمقام، ثمّ انفتل من صلاته وسأل ربّه الخيرة، ثمّ كتب إلى أهل الكوفة:

من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين.

سلام عليكم.

أمّا بعد:

فإنّ هانىء بن هانىء وسعيد بن عبد الله قدما عليَّ من رسلكم، وقد فهمت ما اقتصصتم، ولست اُقصّر عمّا أحببتم، وقد ارسلت إليكم أخي وابن عمّي مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وقد أمرت أن يكتب إليّ بحالكم ورأيكم، وهو متوجّه إلى ما قبلكم إن شاء الله، فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم فقوموا مع ابن عمّي وبايعوه ولا تخذلوه، فلعمري ما الامام العامل بالكتاب والعادل(٢) بالقسط كالّذي يحكم بغير الحقّ، جمعنا الله وإيّاكم على الهدى، وألزمنا وإيّاكم كلمة التقوى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(٣) .

____________

١ - في المقتل: وتوضّأ.

٢ - في المقتل: القائم.

٣ - مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١/١٩٠ - ١٩٦.

١٧١

فصل

في إرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة

ثمّ دعا الحسينعليه‌السلام بمسلم بن عقيلرضي‌الله‌عنه ودفع إليه الكتاب وقال: إنّي موجّهك إلى أهل الكوفة، وهذه كتبهم إليّ، وسيقضي الله من أمرك ما يحبّ ويرضى، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء، فامض على بركة الله وعونه حتّى تدخل الكوفة، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها وادع الناس إلى طاعتي، فإن رأيت الناس مجتمعين على بيعتي فعجّل عليَّ بالخبر حتّى أعمل على حسب ذلك إن شاء الله تعالى.

قال : ثمّ عانقه الحسين وبكيا جميعاً، وكان الحسينعليه‌السلام ينظر إلى مصرعه، فخرج مسلم من مكّة قاصداً المدينة مستخفياً لئلّا يعلم به بنو اُميّة، فلمـّا دخل المدينة بدأ بمسجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فصلّى عنده، ثمّ أقبل(١) في جوف الليل، فودع أهل بيته، ثمّ استأجر دليلين من قيس عيلان يدلّانه على الطريق، ويمضيان به إلى الكوفة على غير الجادّة، فخرج الدليلان به من المدينة ليلاً وسارا فأضلّا الطريق، واشتدّ بهما العطش فماتا عشطاً، وسار(٢) مسلم ومن معه إلى الماء وقد كادوا أن يهلكوا عطشاً، فكتب مسلم إلى الحسينعليه‌السلام :

____________

١ - في المقتل: خرج.

٢ - في المقتل: وصار.

١٧٢

[ بسم الله الرحمن الرحيم ](١)

أمّا بعد:

فإنّي خرجت من المدينة ليلاً مع دليلين استأجرتهما فضلّا عن الطريق واشتدّ بهما العطش فماتا، ثمّ صرنا إلى الماء بعد ذلك - وقد كدنا نهلك - وأصبنا الماء بموضع يقال له « المضيق » وقد تطيرّت من وجهي، فرأيك في إعفائي.

فعلم الحسينعليه‌السلام أنّه قد تشأّم وتطيّر، فكتب إليه:

[ بسم الله الرحمن الرحيم

من الحسين بن عليّ إلى مسلم بن عقيل ](٢)

أمّا بعد:

فقد خشيت أن لا يكون حملك على الكتاب إليّ والاستعفاء من وجهك إلاّ الجبن والفشل، فامض لما اُمرت به.

فلمـّا وصل الكتاب إليه وجد همّاً وحزناً في نفسه، ثمّ قال: لقد نسبني أبو عبد الله إلى الجبن، ثمّ سار مسلم حتّى دخل الكوفة.(٣)

و كتب الحسينعليه‌السلام كتاباً إلى اشراف البصرة مع مولى له يقال له سليمان ويكنّى أبا رزين يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته؛ منهم: يزيد بن مسعود النهشلي، والمنذر بن الجارود العبدي، فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلمـّا حضروا قال: يا بني تميم، كيف ترون موضعي فيكم، وحسبي منكم؟

__________________

١ و ٢ - من المقتل.

٣ - مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١/١٩٦ - ١٩٧.

١٧٣

قالوا: بخّ بخّ، أنت والله فقرة الظهر، ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطاً، وتقدّمت فيه فرطاً.

قال: فإنّي قد جمعتكم لأمر اُريد أن اُشاوركم فيه وأستعين بكم عليه.

فقالوا: والله إنّا نمنحك النصيحة، ونجهد لك الرأي، فقل نسمع.

فقال: إنّ معاوية مات فأهون به هالكاً مفقوداً، وإنّه قد انكسر باب(١) الجور، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمراً ظنّ أنّه قد أحكمه، وهيهات بالّذي أراد، اجتهد إليه ففشل، وشاور فخذل، وقد قام يزيد - شارب الخمر ورأس الفجور - يدّعي الخلافة على المسلمين، ويتأمّر عليهم، مع قصر حلم، وقلّة علم، لا يعرف من الحقّ موطىء قدمه، فاُقسم بالله قسماً مبروراً انّ الجهاد في الدين أفضل من جهاد المشركين.

وهذا الحسين بن عليّ ابن بنت رسول الله عليه وآله، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل، [ له ](٢) فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف، وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه وقرابته، يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعيّة، وإمام قوم وجبت لله به الحجّة، وبلغت به الموعظة، فلا تعشوا عن نور الحقّ، ولا تسكّعوا(٣) في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس قد انخذل(٤) بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونصرته، والله لا يقصّر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذلّ في ولده،

__________________

١ - كذا في الملهوف، وفي الأصل: انكسرت نار.

٢ - من الملهوف.

٣ - التسكّع: التمادي في الباطل.

٤ - كذا في الملهوف، وفي الأصل: فقد صخر بن قيس انخذل.

١٧٤

والقلّة في عشيرته، وها أنذا قد لبست للحرب لامتها، وأدرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله في ردّ الجواب.

فتكلّمت بنو حنظلة، فقالوا: يا أبا خالد، نحن نبل كنانتك، وفرسان عشيرتك، إن رميتَ بنا أصبتَ، وإن غزوتَ بنا فتحتَ، لا تخوض والله غمرة إلا خضناها، ولا تلقى والله شدّة إلاّ لقيناها، نصول(١) بأسيافنان ونقيك بأبداننا.

و تكلّمت بنو سعد بن زيد، فقالوا: يا أبا خالد، إنّ أبغض الأشياء إلينا مخالفتك والخروج من رأيك(٢) ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا أمرنا وبقي عزّنا فينا، فأمهلنا نراجع المشورة ويأتيك رأينا.

وتكلّمت بنو عامر بن تميم، فقالوا: يا أبا خالد، نحن بنو أبيك وخلفاؤك(٣) ، ولا نرضى إن غضبتَ، ولا نقطن إن ضعنتَ، والأمر إليك، فادعنا نجبك، وأْمرنا نطعك، والأمر لك إذا شئت.

فقال: والله يا بني سعد، لئن فعلتموها لارفع الله السيف عنكم أبداً، ولا زال سيفكم فيكم. ثمّ كتب إلى الحسينعليه‌السلام :

بسم الله الرحمن الرحيم

أمّا بعد:

فقد وصل إليَّ كتابك، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له بالأخذ بحظّي من طاعتك، والفوز بنصيبي من نصرتك، وأنّ الله لم يخل الأرض قطّ من عاملٍ

____________

١ - في الملهوف: ننصرك.

٢ - في الملهوف: خلافك والخروج عن رأيك.

٣ - في الملهوف: وحلفاؤك.

١٧٥

عليها بخير، أو دليل على سبيل نجاة، وأنتم حجّة الله على الخلق ووديعته في أرضه، تفرّعتم من زيتونة أحمديّة، هو أصلها، وأنتم فرعها، فأقدم سعدتَ بأسعد طائر، فقد ذلّلتُ لك أعناق بني تميم وتركتهم أشدّ تتابعاً في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها، وقد ذلّلت لك بني سعد وغسلت درك صدورها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها يلمع.(١)

فلمـّا قرأ الحسينعليه‌السلام الكتاب، قال: مالك آمنك الله يوم الخوف، وأعزّك وأرواك يوم العطش، فلمـّا تجهّز المشار إليه للخروج إلى الحسينعليه‌السلام بلغه قتله قبل أن يسير، فجزع(٢) من انقطاعه عنه.

و أمّا المنذر بن الجارود خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيد الله بن زياد، وكانت بحرية ابنة المنذر بن الجارود تحت عبيد الله بن زياد فأخذ المنذر الرسول والكتاب وأتى به إلى عبيد الله بن زياد فقتله، ثمّ صعد المنبر فخطب وتوعّد الناس من أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف.

ثمّ بات تلك الليلة، فلمـّا أصبح استناب أخاه عثمان بن زياد على البصرة، وأسرع هو إلى الكوفة.(٣) ولمـّا دخل مسلم الكوفة - وكان قبل وصول ابن زياد إليها - نزل في دار مسلم(٤) بن المسيب، وهي دار المختار بن ابي عبيدة الثقفي.

قال: وجعلت الشيعة تختلف إليه وهو يقرأ عليهم كتاب الحسين عليه

____________

١ - في الملهوف: حتّى استهلّ برقها فلمع.

٢ - كذا في الملهوف، وفي الأصل: فخرج.

٣ - الملهوف على قتلى الطفوف: ١١٠ - ١١٤.

٤ - كذا في المقتل، وفي الأصل: سالم.

١٧٦

السلام، والقوم يبكون شوقاً منهم إلى مقدم الحسينعليه‌السلام ، ثمّ تقدّم إلى مسلم رجل من همذان يقال له عابس الشاكري، فقال:

أ مّا بعد، فإنّي لا اُخبرك عن الناس بشيء، فإنّي لا أعلم ما في أنفسهم، ولكنّي اُخبرك عمّا أنا موطّن عليه نفسي، والله لأجيبنّكم إذا دعوتم، ولاُقاتلنّ معكم عدوّكم، ولأضربنّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله، لا اُريد بذلك إلا ما عنده.

ثمّ قام حبيب بن مظاهر الأسدي الفقعسي، فقال: أنا والله الّذي لا إله إلا هو على مثل ما أنت عليه.

قال: وتتابعت الشيعة على كلام هذين الرجلين، ثمّ بذلوا لمسلم الأموال، فلم يقبل منها(١) شيئاً.

قال: وبلغ النعمان بن بشير قدوم مسلم واجتماع الشيعة إليه وهو يومئذ أمير الكوفة، فخرج من قصر الامارة مغضباً حتّى دخل المسجد الأعظم، فنادى في الناس وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

أمّا بعد، يا أهل الكوفة، اتّقوا الله ربّكم ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فإنّ فيها سفك الدماء، وقتل الرجال، وذهاب الأموال، واعلموا أنّي لست اُقاتل إلاّ من قاتلني، ولا أثب إلاّ من وثب عليَّ، ولا اُنبّه نائمكم، فإن أنتم انتهيتم عن ذلك ورجعتم وإلاّ فوالله وإلا فوالله الّذي لا إله إلاّ هو لأضربنّكم بسيفي ما بقي قائمه في يدي(٢) ، ولو لم يكن منكم ناصر، إنّي أرجو أن يكون من يعرف الحقّ منكم أكثر ممّن يريد البطل.

____________

١ - في المقتل: منهم.

٢ - في المقتل: ما ثبت قائمه بيدي.

١٧٧

فقام إليه عبد الله بن مسلم(١) بن سعيد الحضرمي فقال: أيّها الأمير، إنّ هذا الّذي(٢) أنت عليه من رأيك إنّما هو رأي المستضعفين.

فقال له النعمان بن بشير، يا هذا، والله لأن أكون مستضعفاً(٣) في طاعة الله تعالى أحبّ إليَّ من أن أكون من الغاوين في معصية الله، ثمّ نزل عن المنبر ودخل القصر، فكتب عبد الله بن مسلم(٤) إلى يزيد لعنه الله:

[ بسم الله الرحمن الرحيم ](٥)

لعبد الله يزيد أمير المؤمنين من شيعته من أهل الكوفة.

أمّا بعد:

إنّ مسلم بن عقيل قدم الكوفة، وقد بايعته الشيعة للحسينعليه‌السلام وهم خلق كثير، فإن كانت لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلاً قويّاً ينفّذ فيا أمرك، ويعمل فيها كعملك في عدوّك، فإنّ النعمان بن بشير ضعيف أو هو مستضعف(٦) ، والسلام.

وكتب إليه عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وعمر بن سعد بن أبي وقّاص بمثل ذلك، فلمـّا اجتمعت الكتب عند يزيد لعنه الله دعا بغلام كان لأبيه يقال له سرجون فأعلمه بما ورد عليه، فقال له: أُشير عليك بما تكره.

____________

١ - في المقتل: فقام إليه مسلم.

٢ - كذا في المقتل، وفي الأصل: الحضرمي أيّها انّها الّذي.

٣ - في المقتل: والله لئن أكوننّ من المستضعفين.

٤ - كذا في المقتل، وفي الأصل: سعيد.

٥ - من المقتل.

٦ - في المقتل: يتضعّف.

١٧٨

قال: وإن كرهت.

قال: استعمل عبيد الله بن زياد على الكوفة.

قال: إنّه لا خير فيه - وكان يزيد يبغضه - فأشر بغيره، فقال: لو كان معاوية حاضراً أكنت تقبله منه؟

قال: نعم.

قال: فهذا عهد عبيد الله على الكوفة، أمرني معاوية أن أكتبه فكتبته وخاتمه عليه، فمات وبقي العهد عندي.

قال: ويحك قد أمضيته(١) ، ثمّ كتب:

من عبد الله يزيد إلى عبيد الله بن زياد.

سلام عليك.

أمّا بعد:

فإن الممدوح مسبوب يوماً، والمسبوب ممدوح يوماً، ولك مالك، وعليك ما عليك، وقد انتميت ونميت إلى كلّ منصب، كما قال الأوّل:

رفعت فجاوزت السحاب برفعة

فمالك إلاّ مقعد الشمس مقعد

وقد ابتلي زمانك بالحسين من بين الأزمان، وابتلي [ به ](٢) بلدك من دون البلدان، وابتليت به من بين العمّال، وفي هذه تعتق أو تكون عبداً تعبد كما تعبد العبيد، وقد أخبرتني شيعتي من أهل الكوفة انّ مسلم بن عقيل في الكوفة يجمع المجموع، ويشقّ عصا المسلمين، وقد اجتمع إليه خلق كثير من شيعة أبي

____________

١ - في المقتل: ويحك فامضه.

٢ - من المقتل.

١٧٩

تراب، فإذا أتاك كتابي هذا فسرحين تقرأه حتّى تقدّم الكوفة فتكفيني أمرها فقد ضممتها إليك، وجعلتها زيادة في عملك، فاطلب مسلم بن عقيل طلب الخرز، فإذا ظفرت به فخذ بيعته أو اقتله إن لم يبايع، واعلم أنّه لا عذر لك عندي دون ما أمرتك، فالعجل العجل، الوَحاء(١) الوَحاء، والسلام.

ثمّ دفع الكتاب إلى مسلم بن عمرو الباهلي وأمره أن يسرع [ السير إلى عبيد الله ](٢) ، فلمـّا ورد الكتاب على ابن زياد وقرأه أمر بالجهاز وتهيّأ للمسير وقد كان الحسين قد كتب إلى أهل البصرة كما أشرنا أوّلاً.

فسار وفي صحبته مسلم بن عمرو والباهلي، والمنذر بن جارود، وشريك ابن عبد الله الهمداني، فلمـّا وصل قريب الكوفة نزل، فلمـّا أمسى دعا بعمامة سوداء فاعتمّ بها متلثماً، ثمّ تقلدّ سيفه، وتوشّح قوسه، وأخذ في يده قضيباً، واستوى على بغل له، وركب معه أصحابه، وأقبل حتّى دخل من طريق البادية، وذلك في ليلة مقمرة والناس متوقّعون قدوم الحسينعليه‌السلام ، وهم لا يشكّون انّه الحسين فهم يمشون بين يديه ويقولون: مرحباً بك يا ابن رسول الله، قدمت خير مقدم.

فرأى عبيد الله بن زياد من إرادة(٣) الناس بالحسين ما ساءه، فسكت ولم يكلّمهم، فتكلّم مسلم بن عمرو الباهلي، وقال: إليكم عن الأمير يا ترابيّة، فليس هذا من تظنّون، هذا عبيد الله بن زياد.

فتفرّق الناس عنه، وتحصّن النعمان بن بشير وهو يظنّه الحسين، فجعل

____________

١ - الوحاء: الاسراع.

٢ - من المقتل.

٣ - في المقتل: تباشير.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٤٦١ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة ، أن يقرأ في ليلة الجُمُعَة ب‍ ( الجمعة ) و( سبّح اسم ربّك الأعلى ) وفي صلاة الظهر ب‍ ( الجُمُعَة والمنافقين ) ، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل كعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنّة »(١) .

٤٦٢ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الجمعة ) اُعطي عشر حسنات ، بعدد من أتى الجمعة ، وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين »(٢) .

٤٦٣ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة كتب الله له عشر حسنات بعدد من اجتمع في الجمعة في جميع الأمصار ، ومن قرأها في كلّ ليلة أو نهار ، أمِن ممّا يخاف ، وصُرِف عنه كلّ محذور »(٣) .

٤٦٤ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أدمن قراءتها كان له أجر عظيم ، وأمِنَ ممّا يخاف ويحذر ، وصُرف عنه كلّ محذور »(٤) .

٤٦٥ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها ليلاً ونهاراً في صباحه ومسائه أمن من وسوسة الشيطان ، وغُفر له ما يأتي في ذلك اليوم إلى اليوم الثاني »(٥) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٢٠ / ٧٥٠٤.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٢٨٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٣.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٧١ / ١٠٧١١.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٧١ / ١٠٧١٢.

(٥) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٧٢ / ١٠٧١٣.

٢٠١

سورة المنافقون

(٦٣)

مدنيّة نزلت بعد سورة الحج

فضلها :

تقدّم فضلها في سورة ( الجمعة ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال والكليني فيالكافي .

٤٦٦ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( المنافقين ) برئ من النفاق »(١) .

٤٦٧ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة برئ من النِفاق والشكّ في الدين ، وإن قُرئت على الدماميل أزالتها ، وإن قُرئت على الأوجاع الباطنة سَكّنتها »(٢) .

٤٦٨ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ هذه السورة برئ من الشرك

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٢٩٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٧.

٢٠٢

والنِفاق في الدين ، وإن قُرئت على عليل أو على وجيع شفاه الله تعالى »(١) .

٤٦٩ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها على الأرمد خفّف الله عنه وأزاله ، ومن قرأها على الأوجاع الباطنة سكّنتها ، وتزول بقُدرة الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٩.

٢٠٣

سورة التغابن

(٦٤)

مدنيّة نزلت بعد سورة التحريم

فضلها :

٤٧٠ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة ( التغابن ) في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة ، وشاهد عدل عند من يُجيز شهادتها ، ثمّ لا تفارقه حتّى تُدخله الجنّة »(١) .

٤٧١ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( التغابن ) دفع عنه موت الفجأة »(٢) .

٤٧٢ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٨ / ٧٥٨١.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٢٩٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٥.

٢٠٤

السورة دفع الله عنه موت الفُجأة ، ومن قرأها ودخل على سلطان يخاف بأسه ، كفاه الله شرّه »(١) .

٤٧٣ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها دفع الله عنه موت الفُجأة ، ومن قرأها ودخل على سلطان جائر يخافه ، كفاه الله شرّه ، ولم يصل إليه سوء »(٢) .

٤٧٤ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من خاف من سلطان أو من أحد يدخُل عليه ، يقرأها ، فإنّ الله يكفيه شرّه بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٩١ / ١٠٧٧٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٩١ / ١٠٧٧١.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٩١ / ١٠٧٧٢.

٢٠٥

سورة الطلاق

(٦٥)

مدنيّة نزلت بعد سورة الانسان ( الدهر )

فضلها :

٤٧٥ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن الحسن بن علي ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « مَن قَرأ سورة ( الطلاق والتحريم ) في فريضة ، أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممّن يخاف أو يحزَن ، وعُوفيَ من النار ، وأدخله الله الجنّة بتلاوته إيّاهما ومحافظته عليهما ، لأنّهما للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

٤٧٦ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الطلاق ) مات على سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

٤٧٧ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله توبَةً نَصُوحاً ، وإذا كُتِبت وغُسِلت ورُشّ ماؤها في منزل لم

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٨ / ٧٥٨٢.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٠٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٦.

٢٠٦

يُسكَن فيه أبداً ، وإن سُكِن لم يَزَل فيه الشرّ إلى حيث يُجلى »(١) .

٤٧٨ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أدمن قراءتها أعطاه الله توبَةً نصوحاً ، وإذا كُتِبت وغُسِلت ورُشّ ماؤها في منزل لم يُسْكَن ولم يُنْزَل فيه حتّى تُخْرَج منه »(٢) .

٤٧٩ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا كُتبت ورُشّ بمائها في موضع لم يأمَن من البغضاء ، وإذا رُشّ بمائها في موضع مسكون وقع القتال في ذلك الموضع وكان الفراق »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٠١ / ١٠٨٠٩.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٠١ / ١٠٨١٠.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٠١ / ١٠٨١١.

٢٠٧

سورة التحريم

(٦٦)

مدنيّة نزلت بعد سورة الحجرات

فضلها :

تقدّم فضلها في سورة ( الطلاق ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

٤٨٠ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة( يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك ) أعطاه الله توبة نصوحاً »(١) .

٤٨١ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قَرأها أعطاه الله توبةً نَصُوحاً ، ومن قَرأها على مَلْسُوع شفاه الله ولم يمشِ السُّم فيه ، وإن كُتِبت ورُشّ ماؤها على مَصْرُوع احترق شيطانه »(٢) .

٤٨٢ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها أعطاه الله توبَةً نَصُوحاً ، ومَن قرأها على مَلْسُوع شفاه الله تعالى ، وإن كُتِبت ومُحِيت بالماء ورُشّ ماؤها على

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٣١١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٣.

٢٠٨

مَصْروع زال عنه ذلك الألم »(١) .

٤٨٣ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها على المريض سكّنته ، ومن قرأها على الرَّجَفان برّدته ، وَمَن قرأها على المَصْرُوع تُفِيقه ، ومن قرأها على السَّهران تُنوّمه ، وإن أدمن في قراءتها منَ كان عليه دَينُ كثيرٌ لم يبقَ شيء بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٥.

٢٠٩

سورة الملك

(٦٧)

مكّية نزلت بعد سورة الطور

فضلها :

٤٨٤ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن جميل ، عن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « سورة ( الملك ) هي المانعة تمنع من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك.

ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين وإنّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس ، وأنّ والديعليه‌السلام كان يقرؤها في يومه وليلته.

ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما : ليس لكما إلى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقوم عليّ فيقرأ سورة ( الملك ) في كلّ يوم وليلة ، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما : ليس لكما إلى ما قبلي سبيل ، قد كان العبد أوعاني سورة ( الملك ) وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما : ليس لكما إلى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقرأ بي في كلّ يوم وليلة سورة

٢١٠

( الملك ) »(١) .

٤٨٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ( تبارك الذي بيده الملك ) في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح ، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنّة ، إن شاء الله »(٢) .

٤٨٦ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وددت أنّ ( تبارك الملك ) في قلب كلّ مؤمن »(٣) .

٤٨٧ ـ وعنه : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ومن قرأة سورة ( تبارك ) ، فكأنما أحيا ليلة القدر »(٤) .

٤٨٨ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن طاووس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ في ليلة( ألم تنزيل ) السجدة و( تبارك الذي بيده الملك ) كان له من الأجر مثل ليلة القدر »(٥) .

دفع المكاره بها :

٤٨٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن ابن مسعود قال : إذا وضع الميت في قبره ، يؤتى من قبل رجليه ، فيقال : ليس لكم عليه سبيل ، لأنّه قد كان يقوم بسورة ( الملك ) ، ثمّ يؤتى من قبل رأسه ، فيقول لسانه : ليس لكم عليه سبيل ، لأنّه كان

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٣٣ / ٢٦ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٤ / ٧٨١٨.

(٢) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٤ / ٧٨١٩.

(٣) مجمع البيان ٥ : ٣٢٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٦ / ٤٧٥٠.

(٤) مجمع البيان ٥ : ٣٢٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٨٩٨.

(٥) درر اللئالي ١ : ٢٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٧ / ٤٧٥٤.

٢١١

يقرأ بي سورة ( الملك ) ثمّ قال : هي المانعة من عذاب القبر ، وهي في التوراة سورة ( الملك )(١) .

٤٩٠ ـ القطب الراوندي في الدعوات قال : قال ابن عباس : إنّ رجلاً ضرب خباءه على قبر ، ولم يعلم أنّه قبر ، فقرأ( تبارك الذي بيده الملك ) فسمع صائحاً يقول : هي المنجية ، فذكر ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : « هي المنجية من عذاب القبر »(٢) .

٤٩١ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن ابن مسعود قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « سورة ( تبارك ) هي المانعة من عذاب القبر » ، قال : وتوفي رجل فأُتي من قبل رجليه ، فقالت رجله : انه ليس لكم سبيل علي ، إنّه كان يقرأ سورة ( الملك ) فأُتي من قبل بطنه ، فقال بطنه : لا سبيل لكم عليّ ، إنّه كان وعاء لسورة الملك ، فأُتي من قبل رأسه ، فقال لسانه : لا سبيل لكم عليّ ، إنّه كان يقرأ سورة الملك ، فمنعه بإذن الله من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ، من قرأها في ليلة فقد أكثر وطاب »(٣) .

٤٩٢ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة ـ وهي المُنجِية من عذاب القبر ـ أُعطي من الأجر كمن أحيا ليلة القدر.

ومن حفظها كانت أنيسه في قبره ، تدفع عنه كلّ نازلة تُهمّ به في قبره من العذاب ، وتحرُسه إلى يوم بعثه ، وتشفع له عند ربّها وتقرّبه حتّى يدخُل الجنّة آمناً من وَحشته ووحدته في قبره »(٤) .

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٣٢٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٦ / ٤٧٥١.

(٢) دعوات الراوندي : ٢٧٩ / ٨١١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٥ / ٤٧٤٩.

(٣) درر اللئالي ١ : ٣٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٦ / ٤٧٥٢.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٣٣ / ١٠٩٠٥.

٢١٢

سورة القلم

(٦٨)

مكّية إلاّ من آية ١٧ إلى آية ٣٣

ومن آية ٤٨ إلى آية ٥٠ فمدنيّة

نزلت بعد سورة العلق

فضلها :

٤٩٣ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن عليّ بن ميمون الصائغ ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من قرأ سورة( ن والقلم ) في فريضة أو نافلة آمنه الله عزّوجلّ من أن يُصيبه فَقْرٌ أبداً ، وأعاذه الله ـ إذا مات ـ من ضمّة القَبر »(١) .

٤٩٤ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة( ن والقلم ) أعطاه الله ثواب الّذين حسن أخلاقهم »(٢) .

٤٩٥ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة أعطاه الله كثواب الّذين أَجَلّ الله أحلامهم.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٢ / ٧٥٦٢.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٣٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٩٠٠.

٢١٣

وإن كُتبت وعلّقت على الضِّرس المضروب سكَن ألمه من ساعته »(١) .

٤٩٦ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وعلّقها عليه أو على من به وجع الضِّرس سَكَن من ساعته بإذن الله تعالى »(٢) .

٤٩٧ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا كُتِبت وعُلِّقت على صاحب الضِّرس سكَن بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٥١ / ١٠٩٤٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٥١ / ١٠٩٤٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٥١ / ١٠٩٤٧.

٢١٤

سورة الحاقة

(٦٩)

مكّيّه نزلت بعد سورة الملك

فضلها :

٤٩٨ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن محمّد بن مسكين ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « أكثروا من قراءة ( الحاقّة ) ، فإنّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان بالله ورسوله ; لأنّها إنّما نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ومعاوية ، ولم يُسْلب قارئها دينه حتّى يلقى الله عزّوجلّ »(١) .

٤٩٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الحاقة ) حاسبه الله حساباً يسيراً »(٢) .

٥٠٠ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة حاسبه الله حساباً يسيراً.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٢ / ٧٥٦٣.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٤٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٩٠١.

٢١٥

ومن كتبها وعلّقها على امرأة حامل حُفظ ما في بطنها بإذن الله تعالى.

وإن كُتِبت وغُسلت وسُقي ماؤها طفلاً يرضَع اللبن قبل كمال فِطامه ، خرج ذكيّاً حافظاً »(١) .

٥٠١ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مَن قرأها حاسبه الله حساباً يسيراً ، ومَن كتبها وعلّقها على امرأة حامل حُفِظ ما في بطنها بإذن الله تعالى ، وإن كُتِبت وغُسلت وَشَرب ماءها طفلٌ يرضَع اللبن خرج ذكياً حافظاً لكلّ ما يسمعه »(٢) .

٥٠٢ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا كُتبت وعُلّقت على حامل حفظت الجنين ، وإذا سُقي منها الولد ذكّاه وسلّمه الله تعالى ، ونشأ أحسن نشوء بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٧.

٢١٦

سورة المعارج

(٧٠)

مكّية نزلت بعد سورة الحاقّة

فضلها :

٥٠٣ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن محمّد بن مسكين ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « أكثِروا من قراءة( سَأَلَ سَائِلٌ ) فإنّ من أكثر قراءتها لم يسأله الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عَمِله ، وأسكنه الجنّة مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام إن شاء الله تعالى »(١) .

٥٠٤ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة( سأل سائل ) أعطاه الله ثواب الّذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون ، والّذين هم على صلواتهم يحافظون »(٢) .

٥٠٥ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « مَن قرأ هذه السورة كان من المؤمنين الذين أدركتهم دعوة نُوحعليه‌السلام .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٧ / ٧٨٩٠.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٩٠٢.

٢١٧

ومَن قرأها وكان مأسوراً أو مسجوناً مقيداً فرّج الله عنه ، وحَفِظه حتّى يرجع »(١) .

٥٠٦ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها وهو مسجون أو مأسور فرّج الله تعالى عنه ورجع إلى أهله سالماً »(٢) .

٥٠٧ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها ليلاً أمِن من الجنابة والاحتلام ، وأمن في تمام ليله إلى أن يُصبح بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٨١ / ١١٠٥٣.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٨١ / ١١٠٥٤.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٨١ / ١١٠٥٥.

٢١٨

سورة نوحعليه‌السلام

(٧١)

مكّية نزلت بعد سورة النحل

فضلها :

٥٠٨ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن الحسين بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من كان يؤمن بالله ويقرأ كتابه ، لا يدع قراءة( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) فأيّ عبد قرأها محتسباً صابراً في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى في مساكن الأبرار ، وأعطاه ثلاث جِنان مع جنّته كرامةً من الله ، وزوّجه مائتي حَوراء ، وأربعة ألاف ثيّب إن شاء الله تعالى »(١) .

٥٠٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( نوح ) كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوحعليه‌السلام »(٢) .

٥١٠ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها وطلب

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٣ / ٧٥٦٤.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٥٩ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٤ / ٤٩٠٣.

٢١٩

حاجة سهّل الله قضاءها »(١) .

٥١١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من أدمن قراءتها ليلاً أو نهاراً لم يمُت حتّى يرى مَقْعَده في الجنّة ، وإذا قُرِئت في وقت طلب حاجة قُضِيَت بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٩٥ / ١١٠٩٩.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٩٥ / ١١١٠٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562