تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

تسلية المجالس وزينة المجالس10%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 562

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 382326 / تحميل: 7093
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٤٦١ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة ، أن يقرأ في ليلة الجُمُعَة ب‍ ( الجمعة ) و( سبّح اسم ربّك الأعلى ) وفي صلاة الظهر ب‍ ( الجُمُعَة والمنافقين ) ، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل كعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنّة »(١) .

٤٦٢ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الجمعة ) اُعطي عشر حسنات ، بعدد من أتى الجمعة ، وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين »(٢) .

٤٦٣ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة كتب الله له عشر حسنات بعدد من اجتمع في الجمعة في جميع الأمصار ، ومن قرأها في كلّ ليلة أو نهار ، أمِن ممّا يخاف ، وصُرِف عنه كلّ محذور »(٣) .

٤٦٤ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أدمن قراءتها كان له أجر عظيم ، وأمِنَ ممّا يخاف ويحذر ، وصُرف عنه كلّ محذور »(٤) .

٤٦٥ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها ليلاً ونهاراً في صباحه ومسائه أمن من وسوسة الشيطان ، وغُفر له ما يأتي في ذلك اليوم إلى اليوم الثاني »(٥) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٢٠ / ٧٥٠٤.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٢٨٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٣.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٧١ / ١٠٧١١.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٧١ / ١٠٧١٢.

(٥) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٧٢ / ١٠٧١٣.

٢٠١

سورة المنافقون

(٦٣)

مدنيّة نزلت بعد سورة الحج

فضلها :

تقدّم فضلها في سورة ( الجمعة ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال والكليني فيالكافي .

٤٦٦ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( المنافقين ) برئ من النفاق »(١) .

٤٦٧ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة برئ من النِفاق والشكّ في الدين ، وإن قُرئت على الدماميل أزالتها ، وإن قُرئت على الأوجاع الباطنة سَكّنتها »(٢) .

٤٦٨ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ هذه السورة برئ من الشرك

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٢٩٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٧.

٢٠٢

والنِفاق في الدين ، وإن قُرئت على عليل أو على وجيع شفاه الله تعالى »(١) .

٤٦٩ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها على الأرمد خفّف الله عنه وأزاله ، ومن قرأها على الأوجاع الباطنة سكّنتها ، وتزول بقُدرة الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٩.

٢٠٣

سورة التغابن

(٦٤)

مدنيّة نزلت بعد سورة التحريم

فضلها :

٤٧٠ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة ( التغابن ) في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة ، وشاهد عدل عند من يُجيز شهادتها ، ثمّ لا تفارقه حتّى تُدخله الجنّة »(١) .

٤٧١ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( التغابن ) دفع عنه موت الفجأة »(٢) .

٤٧٢ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٨ / ٧٥٨١.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٢٩٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٥.

٢٠٤

السورة دفع الله عنه موت الفُجأة ، ومن قرأها ودخل على سلطان يخاف بأسه ، كفاه الله شرّه »(١) .

٤٧٣ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها دفع الله عنه موت الفُجأة ، ومن قرأها ودخل على سلطان جائر يخافه ، كفاه الله شرّه ، ولم يصل إليه سوء »(٢) .

٤٧٤ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من خاف من سلطان أو من أحد يدخُل عليه ، يقرأها ، فإنّ الله يكفيه شرّه بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٩١ / ١٠٧٧٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٩١ / ١٠٧٧١.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٣٩١ / ١٠٧٧٢.

٢٠٥

سورة الطلاق

(٦٥)

مدنيّة نزلت بعد سورة الانسان ( الدهر )

فضلها :

٤٧٥ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن الحسن بن علي ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « مَن قَرأ سورة ( الطلاق والتحريم ) في فريضة ، أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممّن يخاف أو يحزَن ، وعُوفيَ من النار ، وأدخله الله الجنّة بتلاوته إيّاهما ومحافظته عليهما ، لأنّهما للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

٤٧٦ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الطلاق ) مات على سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

٤٧٧ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله توبَةً نَصُوحاً ، وإذا كُتِبت وغُسِلت ورُشّ ماؤها في منزل لم

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٨ / ٧٥٨٢.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٠٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٦.

٢٠٦

يُسكَن فيه أبداً ، وإن سُكِن لم يَزَل فيه الشرّ إلى حيث يُجلى »(١) .

٤٧٨ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أدمن قراءتها أعطاه الله توبَةً نصوحاً ، وإذا كُتِبت وغُسِلت ورُشّ ماؤها في منزل لم يُسْكَن ولم يُنْزَل فيه حتّى تُخْرَج منه »(٢) .

٤٧٩ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا كُتبت ورُشّ بمائها في موضع لم يأمَن من البغضاء ، وإذا رُشّ بمائها في موضع مسكون وقع القتال في ذلك الموضع وكان الفراق »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٠١ / ١٠٨٠٩.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٠١ / ١٠٨١٠.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٠١ / ١٠٨١١.

٢٠٧

سورة التحريم

(٦٦)

مدنيّة نزلت بعد سورة الحجرات

فضلها :

تقدّم فضلها في سورة ( الطلاق ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

٤٨٠ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة( يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك ) أعطاه الله توبة نصوحاً »(١) .

٤٨١ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قَرأها أعطاه الله توبةً نَصُوحاً ، ومن قَرأها على مَلْسُوع شفاه الله ولم يمشِ السُّم فيه ، وإن كُتِبت ورُشّ ماؤها على مَصْرُوع احترق شيطانه »(٢) .

٤٨٢ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها أعطاه الله توبَةً نَصُوحاً ، ومَن قرأها على مَلْسُوع شفاه الله تعالى ، وإن كُتِبت ومُحِيت بالماء ورُشّ ماؤها على

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٣١١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٢ / ٤٨٩٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٣.

٢٠٨

مَصْروع زال عنه ذلك الألم »(١) .

٤٨٣ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها على المريض سكّنته ، ومن قرأها على الرَّجَفان برّدته ، وَمَن قرأها على المَصْرُوع تُفِيقه ، ومن قرأها على السَّهران تُنوّمه ، وإن أدمن في قراءتها منَ كان عليه دَينُ كثيرٌ لم يبقَ شيء بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٥.

٢٠٩

سورة الملك

(٦٧)

مكّية نزلت بعد سورة الطور

فضلها :

٤٨٤ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن جميل ، عن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « سورة ( الملك ) هي المانعة تمنع من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك.

ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين وإنّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس ، وأنّ والديعليه‌السلام كان يقرؤها في يومه وليلته.

ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما : ليس لكما إلى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقوم عليّ فيقرأ سورة ( الملك ) في كلّ يوم وليلة ، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما : ليس لكما إلى ما قبلي سبيل ، قد كان العبد أوعاني سورة ( الملك ) وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما : ليس لكما إلى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقرأ بي في كلّ يوم وليلة سورة

٢١٠

( الملك ) »(١) .

٤٨٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ( تبارك الذي بيده الملك ) في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح ، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنّة ، إن شاء الله »(٢) .

٤٨٦ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وددت أنّ ( تبارك الملك ) في قلب كلّ مؤمن »(٣) .

٤٨٧ ـ وعنه : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ومن قرأة سورة ( تبارك ) ، فكأنما أحيا ليلة القدر »(٤) .

٤٨٨ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن طاووس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ في ليلة( ألم تنزيل ) السجدة و( تبارك الذي بيده الملك ) كان له من الأجر مثل ليلة القدر »(٥) .

دفع المكاره بها :

٤٨٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن ابن مسعود قال : إذا وضع الميت في قبره ، يؤتى من قبل رجليه ، فيقال : ليس لكم عليه سبيل ، لأنّه قد كان يقوم بسورة ( الملك ) ، ثمّ يؤتى من قبل رأسه ، فيقول لسانه : ليس لكم عليه سبيل ، لأنّه كان

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٣٣ / ٢٦ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٤ / ٧٨١٨.

(٢) ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٤ / ٧٨١٩.

(٣) مجمع البيان ٥ : ٣٢٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٦ / ٤٧٥٠.

(٤) مجمع البيان ٥ : ٣٢٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٨٩٨.

(٥) درر اللئالي ١ : ٢٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٧ / ٤٧٥٤.

٢١١

يقرأ بي سورة ( الملك ) ثمّ قال : هي المانعة من عذاب القبر ، وهي في التوراة سورة ( الملك )(١) .

٤٩٠ ـ القطب الراوندي في الدعوات قال : قال ابن عباس : إنّ رجلاً ضرب خباءه على قبر ، ولم يعلم أنّه قبر ، فقرأ( تبارك الذي بيده الملك ) فسمع صائحاً يقول : هي المنجية ، فذكر ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : « هي المنجية من عذاب القبر »(٢) .

٤٩١ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن ابن مسعود قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « سورة ( تبارك ) هي المانعة من عذاب القبر » ، قال : وتوفي رجل فأُتي من قبل رجليه ، فقالت رجله : انه ليس لكم سبيل علي ، إنّه كان يقرأ سورة ( الملك ) فأُتي من قبل بطنه ، فقال بطنه : لا سبيل لكم عليّ ، إنّه كان وعاء لسورة الملك ، فأُتي من قبل رأسه ، فقال لسانه : لا سبيل لكم عليّ ، إنّه كان يقرأ سورة الملك ، فمنعه بإذن الله من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ، من قرأها في ليلة فقد أكثر وطاب »(٣) .

٤٩٢ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة ـ وهي المُنجِية من عذاب القبر ـ أُعطي من الأجر كمن أحيا ليلة القدر.

ومن حفظها كانت أنيسه في قبره ، تدفع عنه كلّ نازلة تُهمّ به في قبره من العذاب ، وتحرُسه إلى يوم بعثه ، وتشفع له عند ربّها وتقرّبه حتّى يدخُل الجنّة آمناً من وَحشته ووحدته في قبره »(٤) .

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٣٢٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٦ / ٤٧٥١.

(٢) دعوات الراوندي : ٢٧٩ / ٨١١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٥ / ٤٧٤٩.

(٣) درر اللئالي ١ : ٣٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٦ / ٤٧٥٢.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٣٣ / ١٠٩٠٥.

٢١٢

سورة القلم

(٦٨)

مكّية إلاّ من آية ١٧ إلى آية ٣٣

ومن آية ٤٨ إلى آية ٥٠ فمدنيّة

نزلت بعد سورة العلق

فضلها :

٤٩٣ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن عليّ بن ميمون الصائغ ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من قرأ سورة( ن والقلم ) في فريضة أو نافلة آمنه الله عزّوجلّ من أن يُصيبه فَقْرٌ أبداً ، وأعاذه الله ـ إذا مات ـ من ضمّة القَبر »(١) .

٤٩٤ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة( ن والقلم ) أعطاه الله ثواب الّذين حسن أخلاقهم »(٢) .

٤٩٥ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة أعطاه الله كثواب الّذين أَجَلّ الله أحلامهم.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٢ / ٧٥٦٢.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٣٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٩٠٠.

٢١٣

وإن كُتبت وعلّقت على الضِّرس المضروب سكَن ألمه من ساعته »(١) .

٤٩٦ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كتبها وعلّقها عليه أو على من به وجع الضِّرس سَكَن من ساعته بإذن الله تعالى »(٢) .

٤٩٧ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا كُتِبت وعُلِّقت على صاحب الضِّرس سكَن بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٥١ / ١٠٩٤٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٥١ / ١٠٩٤٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٥١ / ١٠٩٤٧.

٢١٤

سورة الحاقة

(٦٩)

مكّيّه نزلت بعد سورة الملك

فضلها :

٤٩٨ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن محمّد بن مسكين ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « أكثروا من قراءة ( الحاقّة ) ، فإنّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان بالله ورسوله ; لأنّها إنّما نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ومعاوية ، ولم يُسْلب قارئها دينه حتّى يلقى الله عزّوجلّ »(١) .

٤٩٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( الحاقة ) حاسبه الله حساباً يسيراً »(٢) .

٥٠٠ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة حاسبه الله حساباً يسيراً.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٢ / ٧٥٦٣.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٤٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٩٠١.

٢١٥

ومن كتبها وعلّقها على امرأة حامل حُفظ ما في بطنها بإذن الله تعالى.

وإن كُتِبت وغُسلت وسُقي ماؤها طفلاً يرضَع اللبن قبل كمال فِطامه ، خرج ذكيّاً حافظاً »(١) .

٥٠١ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مَن قرأها حاسبه الله حساباً يسيراً ، ومَن كتبها وعلّقها على امرأة حامل حُفِظ ما في بطنها بإذن الله تعالى ، وإن كُتِبت وغُسلت وَشَرب ماءها طفلٌ يرضَع اللبن خرج ذكياً حافظاً لكلّ ما يسمعه »(٢) .

٥٠٢ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا كُتبت وعُلّقت على حامل حفظت الجنين ، وإذا سُقي منها الولد ذكّاه وسلّمه الله تعالى ، ونشأ أحسن نشوء بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٧.

٢١٦

سورة المعارج

(٧٠)

مكّية نزلت بعد سورة الحاقّة

فضلها :

٥٠٣ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن محمّد بن مسكين ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « أكثِروا من قراءة( سَأَلَ سَائِلٌ ) فإنّ من أكثر قراءتها لم يسأله الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عَمِله ، وأسكنه الجنّة مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام إن شاء الله تعالى »(١) .

٥٠٤ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة( سأل سائل ) أعطاه الله ثواب الّذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون ، والّذين هم على صلواتهم يحافظون »(٢) .

٥٠٥ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « مَن قرأ هذه السورة كان من المؤمنين الذين أدركتهم دعوة نُوحعليه‌السلام .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٧ / ٧٨٩٠.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٣ / ٤٩٠٢.

٢١٧

ومَن قرأها وكان مأسوراً أو مسجوناً مقيداً فرّج الله عنه ، وحَفِظه حتّى يرجع »(١) .

٥٠٦ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها وهو مسجون أو مأسور فرّج الله تعالى عنه ورجع إلى أهله سالماً »(٢) .

٥٠٧ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها ليلاً أمِن من الجنابة والاحتلام ، وأمن في تمام ليله إلى أن يُصبح بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٨١ / ١١٠٥٣.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٨١ / ١١٠٥٤.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٨١ / ١١٠٥٥.

٢١٨

سورة نوحعليه‌السلام

(٧١)

مكّية نزلت بعد سورة النحل

فضلها :

٥٠٨ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن ، عن الحسين بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من كان يؤمن بالله ويقرأ كتابه ، لا يدع قراءة( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) فأيّ عبد قرأها محتسباً صابراً في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى في مساكن الأبرار ، وأعطاه ثلاث جِنان مع جنّته كرامةً من الله ، وزوّجه مائتي حَوراء ، وأربعة ألاف ثيّب إن شاء الله تعالى »(١) .

٥٠٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « ومن قرأ سورة ( نوح ) كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوحعليه‌السلام »(٢) .

٥١٠ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها وطلب

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٣ / ٧٥٦٤.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٥٩ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٥٤ / ٤٩٠٣.

٢١٩

حاجة سهّل الله قضاءها »(١) .

٥١١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من أدمن قراءتها ليلاً أو نهاراً لم يمُت حتّى يرى مَقْعَده في الجنّة ، وإذا قُرِئت في وقت طلب حاجة قُضِيَت بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٩٥ / ١١٠٩٩.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٤٩٥ / ١١١٠٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

وعنهرضي‌الله‌عنه ، قال: حدّثنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال: حدّثنا، أبوالطيّب عليّ بن محمد(١) الجعفي الدّهان بالكوفة، قال: حدّثنا أحمد بن ميثم بن [ أبي ](٢) نعيم، قال حدّثنا: يحيى بن عبدالحميد الحمّاني أملاه عليّ في منزله، قال: خرجت أيّام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي [ في ](٣) الكوفة من منزلي فليقيني أبوبكر بن عيّاش، فقال: امض بنا يا يحيى إلى هذا، فلم أدر من يعني، وكنت أُجلّ أبا بكر عن مراجعته، وكان راكباً حماراً، فجعل يسير عليه، وأنا أمشي في(٤) ركابه، فلمـّا صرنا عند الدار الّتي تعرف بدار عبد الله بن حازم التفت إليّ فقال: يا ابن الحمّاني، إنّما جررتك معي وجشّمتك أن تمشي خلفي لأُسمعك ما أقول لهذا الطاغية.

قال: فقلت: من هو، يا أبا بكر؟

قال: هذا الكافر الفاجر موسى بن عيسى، فسكتّ عنه، فمضى وأنا أتبعه حتّى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى، وبصر به الحاجب وتبيّنه، وكان الناس ينزلون عند الرحبة، فلم ينزل أبوبكر هناك، وكان عليه قميص وإزار، وهو محلول الأزرار.

قال: فدخل على حماره وناداني، وقال: [ تعال ](٥) يا ابن الحمّاني، فمنعني الحاجب، فزجره أبوبكر، وقال له: أتمنعه يا فاعل - وهو معي -؟ فتركني، فما زال يسير على حماره حتّى دخل الايوان، فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الايوان على سريره وبجنبي السرير رجال مسلّحون، فلمـّا رآه

____________

١ - في الأمالي: عليّ بن محمد بن مخلّد.

٢ و ٣ و ٥ - من الأمالي.

٤ - في الآمالي: مع.

٤٨١

موسى رحبّ به وقرّبه، وأقعده على سريره، ومنعت أنا حين وصلت إلى الايوان، فلمـّا استقرّ أبوبكر على السرير التفت إليّ [ فرآني ](١) حيث أنا واقف، فناداني: تعال ويحك، فصرت إليه، ونعلي في رجلي، وعليَّ قميص وإزار، فأجلسني بين يديه، فالتفت إليه موسى فقال: هذا رجل تكلّمنا فيه.

قال: لا، ولكنّي جئت به شاهداً عليك.

قال: فبماذا؟

قال: إنّي رأيتك وما صنعت بهذا القبر.

قال: أيّ قبر؟

قال: قبر الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وكان موسى قد وجّه إليه من كربه، وكرب جميع أرض الحائر وحرثها(٢) وزرعها، فانتفخ موسى حتّى كاد أن ينقدّ. ثمّ قال: ما أنت وذاك؟

قال: اسمع حتّى اُخبرك.

قال: نعم، إنّي رأيت في منامي كأنّي خرجت إلى قومي من بني غاضرة، فلمـّا صرت إلى قنطرة الكوفة اعترضتني خنازير عشرة تريدني، فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عنّي، ومضيت لوجهي، فلمـّا صرت إلى شاهي(٣) ضللت الطريق ورأيت هناك عجوزاً، فقالت: إلى أين تريد، أيّها الشيخ؟

__________________

١ - من الأمالي.

٢ - كذا في الامالي، وفي الأصل: وخرّبها.

٣ - كذا في الأمالي، وفي الأصل: شياهي.

٤٨٢

قلت: اُريد الغاضريّة.

فقالت: استبطن هذا الوادي، فإنّك إذا أتيت إلى آخره اتّضح لك الطريق.

فمضيت، وفعلت ما قالت، فلمـّا صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك، فقلت: من أين أنت، أيّها الشيخ؟

فقال لي: أنا من أهل هذه القرية.

فقلت: كم تعدّ من السنين؟

فقال: ما أحفظ ما مضى من سني عمري، ولكن أبعد ذكري أنّي رأيت الحسينعليه‌السلام ، ومن كان معه من أهله، ومن تبعه يمنعون الماء الّذي نراه، ولا تمنع الكلاب والوحش من شربه، فاستفظعت(١) ذلك، وقلت: أنت ويحك رأيت هذا؟

فقال: إي والّذي سمك السماء، قد رأيت هذا أيّها الشيخ، وإنّك وأصحابك لهم الّذين يعينون على ما رأينا ممّا أقرح عيون المسلمين، إن كان في الدنيا مسلم.

قلت: ويحك ما هو؟

قال: حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه.

فقلت: ويحك ما أجرى إليه؟

قال: أيكرب قبر ابن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتحرث أرضه؟

قلت: فأين القبر؟

__________________

١ - كذا في الأمالي، وفي الأصل: فاستقصيت.

٤٨٣

قال: هو هذا أنت واقف في أرضه، فأمّا القبر فإنّه قد عمي عن أن يعرف موضعه.

قال أبوبكر بن عيّاش: وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قطّ، ولا أتيته طول عمري، فقلت: من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ حتّى أوقفني على باب حائر له باب وآذن، وإذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن: اريد الدخول على ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال: لا تقدر على الوصول في هذا الوقت.

فقلت: ولم؟

فقال: هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله، ومحمد رسول الله، ومعهما جبريل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير.

قال أبوبكر بن عيّاش: فانتبهت، وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة، ومضت بي الأيّام حتّى كدت أن أنسى المنام، ثمّ اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين كان لي على رجل منهم، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتّى إذا صرت إلى قنطرة الكوفة لقوني عشرة من اللصوص، فحيث رأيتهم ذكرت الحديث، ورعبت من خشيتي، فقالوا: الق ما معك وانج بنفسك، وكانت معي نفيقة.

فقلت: ويحكم أنا أبوبكر بن عيّاش، وإنّما خرجت لطلب دين لي، فالله الله لا تقطعوني عن طلب ديني، وتضرّوني في نفقتي، فإنّي شديد الإضافة(١) ، فنادى رجل منهم: مولاي وربّ الكعبة لا نتعرّض له، ثمّ قال لبعض غلمانه:

__________________

١ - من الإضافة: الضيافة.

٤٨٤

كن معه حتّى يصير إلى الطريق الأيمن.

قال أبوبكر: فجعلت أتفكّر فيما رأيت في المنام، وأتعجّب من تأويل الخنازير، فمضيت حتّى صرت إلى شاهي ضللت الطريق ورأيت هناك عجوزاً، فقالت: أين تريد، أيّها الشيخ؟

قلت: اُريد الغاضريّة.

فقالت: استبطن هذا الوادي، فإنّك إذا أتيت إلى آخره اتّضح لك الطريق، فمضيت، وفعلت ما قالت، فلمـّا صرت إلى نينوى رأيت والله الّذي لا إله إلّا هو [ الشيخ ](١) الّذي رأيته في المنام، فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا، وقلت: لا إله إلّا الله ما كانت هذه الرؤيا إلا وحياً، ورأيت الشيخ، ثمّ سألته كمسألتي [ إيّاه ](٢) في المنام، فأجابني كما كان أجابني، ثمّ قال: امض بنا، فمضيت، فوقف على الموضع المكروب، فلم يفتني شيء من المنام إلّا الآذن والحائر فإنّي لم أر حائراً ولا آذناً، فاتّق الله أيّها الرجل، فإنّي آليت على نفسي ألّا أدع إذاعة هذا الحديث، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه، فإنّ موضعاً يأتيه إبراهيم ومحمد وجبريل وميكائيل لحقيق أن يرغب في إتيانه وزيارته، فإنّ أبا حصين حدّثني أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من رآني في المنام فإيّاي رأى، فإنّ الشيطان لا يتشبّه بي.

فقال له موسى: إنّما سكتّ عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة الّتي ظهرت منك، وتالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنّك تحدّث بهذا لأضربنّ عنقك، وعنق الّذي جئتَ به شاهداً عليّ.

__________________

١ و ٢ - من الأمالي.

٤٨٥

فقال: إذاً يمنعني الله وإيّاه منك، فإنّي ما أردت إلّا الله سبحانه بما كلّمتك به.

فقال: أتراجعني يا ماص، وشتمه.

فقال أبوبكر: اسكت أخزاك الله، وقطع لسانك، فأرعد موسى على سريره، ثمّ قال: خذوه، فاُخذ الشيخ عن السرير، واُخذت أنا، فوالله لقد مرّ بنا من السحب والضرب ما ظننت أنّا لا نلبث حيّين، وكان أشدّ ما مرّ بي من ذلك أنّ رأسي كان يجرّ على الصخر، فكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي، وموسى يقول: اقتلوهما ابني كذا وكذا - بالزاني لا يكنّى(١) -، وأبوبكر يقول: امسك قطع الله لسانك، وانتقم منك، اللّهمّ إيّاك أردنا، ولولد نبيّك غضبنا، وعليك توكّلنا.

فصرنا(٢) جميعاً إلى الحبس، فما لبثنا في الحبس إلّا قليلاً، فالتفت إليّ أبوبكر فرأى ثيابي ممزّقة، وقد سالت دمائي على خدّي، فقال: يا حمّانيّ، قد قضينا لله حقّاً، واكتسبنا في يومنا هذا أجراً، ولن يضيع ذلك عند الله، ولا عند رسوله، فما لبثنا في السجن إلّا مقدار غدائه ونومه حتّى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه، فطلب حمار أبوبكر فلم يوجد، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب يشبه الدور سعة وكبراً، فتعبنا في المشي إليه تعباً شديداً، وكان أبوبكر إذا تعب [ في المشي ](٣) جلس يسيراً، ثمّ يقول: اللّهمّ هذا فيك فلا تنسه، فلمـّا اُدخلنا على موسى إذا هو على سرير له، فحين بصر بنا قال: لا حيّا الله، ولا

__________________

١ - أيّ كان يقول في الشتم ألفاظ صريحة في الزنا ولا يكتفي بالكناية.

٢ - في الأمالي: فصيّر بنا.

٣ - من الأمالي.

٤٨٦

قرّب يا جاهل يا أحمق تتعرّض لما تكره(١) ، ويلك يا دعيّ ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم؟

قال أبوبكر: قد سمعت كلامك، والله حسبك.

فقال: اخرج قبّحك الله، والله لئن بلغني أنّ هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربنّ عنقك.

ثمّ التفت إليَّ وقال: يا كلب - وشتمني - وقال: إيّاك أن تظهر هذا، فإنّما خُيّل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه، اخرجا عليكما لعنة الله وغضبه، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة، فلمـّا صرنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره، فلمـّا أراد أن يدخل منزله التفت إلّه، وقال: احفظ هذا الحديث وأثبته عندك، ولا تحدّثنّ به هؤلاء الرعاع ولكن حدّث به أهل العقول والدين(٢) .

قلت: فانظر إلى ما أصفى الله به هذه الاُسرة الزكيّة، والعترة النبويّة، من إظهار فضائلهم، وإيضاح دلائلهم، كلّما تقادمت الأيّام أظهر رفعتهم، وأشهر دينهم، رام الأعداء استئصال شأفتهم، وإدحاض حجّتهم، من حين موت الرسول المصطفى، وفوت النبيّ المجتبى، وجحدوا شايع فضلهم، وأجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم، من قتل الوصيّ، وسمّ الزكيّ، وهظم السبط المعصوم، والشهيد المظلوم.

وألجأوا سيّد الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن أوصى بإخفاء تربته الشريفة، وبقعته المنيفة، حذراً من فتنتهم، وخوفاً من سفاهتهم، لعلمه

____________

١ - في الأمالي: ولا قربّ من جاهل أحمق يتعرّض لما يكره.

٢ - أمالي الطوسي: ٣٢١ - ٣٢٥ ح ٩٧، عنه البحار: ٤٥/٣٩ ح ١.

٤٨٧

بشدّة حقدهم وغدرهم، وعدواتهم ومكرهم، وأبى الله إلّا أن ينصر الحقّ، ويعلي كلمة الصدق، فأظهره بعد خفائه، وأوضح فضله لشيعته وأوليائه، وجعله حرماً آمناً تجبى إليه ثمرات كلّ شيء، يقصده أهل الآفاق من الفجّ العميق، وتثنى إليه الأعناق من كلّ مرمى سحيق، وتشدّ نحوه الرحال من مفاوز مقفرة، ويستطاب إليه الترحال في المهالك الخطرة، وتهوى إليه القلوب من جزائر منقطعة، وترتاح إليه النفوس من بلاد شسعة، يرجون من بركاته أرباح تجارتهم، ومن وفادتهم عليه إدرار معيشتهم، ثمّ جعله سبحانه لملائكته مهبطاً، ولبركاته مسقطاً، ولأوليائه معاذاً، ولأصفيائه ملاذاً، أطلعهم سبحانه على عرفان قدره، وعلوّ أمره، وانّه معدن البركات، وموطن الدعوات، يجيب سبحانه فيه دعاء المضطرّ من خلقه، ويثري ببركته طالب رزقه، ويكفّر كبائر ذنوب المسيئين بقصده، ويرحم دعاء المتوسّلين إليه بمجده.

ثمّ انظر إلى قبر الصدّيق الشهيد، والامام الرشيد، قتيل العبرة، ومصباح العترة، صاحب المصيبة التامّة، والبلية الطامّة، الّذي شرّف الله به كربلاء وطفوفها، وأوضح في الملكوت الأعلى بفضلها وتشريفها، وجعل قلوب المؤمنين ترتاح إلى وفادتها، وتحنّ إلى زيارتها، وجعل فضلها يربو على البيت الحرام، ويعلو شرفاً على الركن والمقام، يضاعف الحسنات في حضرتها، ويكفرّ السيّئات بوفادتها، إن قصدها مكروب فرّج الله كربته، وإن أمّها مغموم كشف الله غمّته.

كم راموا إخفاء منارها، وإطفاء أنوارها، وإعفاء آثارها، وإهلاك زوّارها، وتخريب عامرها، وإدحاض مآثرها، وتتبّعوا زمائمها، وأخفوا معالمها، ودرسوا قبورها، وطمسوا مشهورها؟ وجعلوها لسوامهم مرتعاً،

٤٨٨

ولحرثهم مزرعاً، ولم يتركوا لها علماً مشهوراً، ولا جداراً معموراً.

وأظهر الله ما أخفوا، وأنار ما أطفوا، طار ذكر أهل بيت نبيّه في المغارب والمشارق، وألقى فضلهم على لسان كلّ ناطق، حتّى طبق الآفاق ذكرهم، وعلى السبع الطباق فخرهم، وسطّرت في الدفاتر مناقبهم، وشرفت على كلّ شرف مراتبهم، همّتهم تستخرج العذراء من خدرها، وزمام محبّتهم تجذب القلوب من برّها وبحرها، يقاسي وليّهم في هجرته إلى مشاهدهم من أعداء الله ما الموت أيسر بعضه، ويتحمّل الأذى في الله ممّن خفّ ميزانه يوم حسابه وعرضه، ويستعذب التعذيب في مسيره إلى زيارتهم، ويستطيب فراق الحميم والحبيب لمشاهدة أنوار بهجتهم.

ملقى رجال شرائف مراقدهم، وغاية مشقّة الآمال مشاهدة مشاهدهم، السيّئات في عراصها تغفر، والموبقات لدى مزاراتها تكفّر، تخضع رقاب الجبّارين حين معاينة قبابهم، وتسجد جباه المتكبّرين على أعتاب أبوابهم، ويضرعون بالاستكانة بين أيديهم، ويخشعون بالانابة حين توجهّهم إليهم، ويطلبون إلى الله بقاء ملكهم ببركاتهم، ويسألون منه سبحانه دوام عزّهم في حضراتهم، ويستفتحون على أعدائهم بحقّهم، ويستنجحون مقاصدهم بفضلهم وصدقهم، وينفقون الذخائر لتشييد مغانيهم، ويبذلون النفائس في تعظيم مبانيهم، ويتفاخرون بإجراء ابرهم على جدرانها وعروشها، ويثابرون على التفنّن في أصناف زينتها ونقوشها، ويجدّدون قناديل مصابيحها من عسجدهم(١) ، ويرصّعون حلية ضرائحها بيواقيتهم وزبرجدهمن ويسترون أبوابها بستور من سندس بطائنها من استبرق، قد اعمل ناسجها ذكرته في

__________________

١ - العسجد: الذهب.

٤٨٩

نسجها بقضبان الذهب ودفق، يشرح صدور المؤمن الموافق، ويسخن عين الرِّجس المنافق.

يتجدّد فخرهم بتجدّد الأيّام، ويتعالى ذكرهم بتعدّد الأعوام، وما هذه إلّا كرامة ظاهرة، وفضيلة باهرة، يستدلّ بها ان الجليل سبحانه لحظهم بعين عنايته، واختصّهم بعظيم كرامته، وجعلهم أشرف كلّ موجود سواه، وأكمل كلّ مخلوق خلقه وسوّاه، وشحن كتابه بمدحهم، وشرّف تنزيله بوصفهم.

تهوى إليهم القلوب من جزائر منقطعة، وترتاح إليهم النفوس من أقطار شسعة، وزيّن سبحانه اللغات على اختلاف ألسنتهم بمدائحهم ومراتبهم، وحبب إلى الأنام ذكر مناقبهم ومساعيهم، حتّى زيّنت الشعراء مدائحها بذكرهم، وأعملت البلغاء قرائحها في شكرهم، فكلّ شعر لا يحلّى بجواهر فضائلهم فهو يهرج، وكلّ نثرلايسمط بوصف مناقبهم فهو يسمج، تفخر فصحاء العرب بتر صيع سجعها بتلالىء وصفهم، وتشمخ شعراء العجم بتجنيس رديفها بتعداد كرمهم ولطفهم، أجهدت الأعداء جهدها في محو صورهم من جرائد الأحياء، وأجلبت الأشقياء بخيلها ورجلها على إخفاء أوجههم عن وجه الدنيا، حتّى قتلوا رجالهم، وذبحوا أطفالهم، وانتهبوا أثقالهم، وتتبّعوا حيّهم، واستصفوا فيئهم، ولم يتركوا لهم وليّاً إلّا أرهقوه، ولا ناصراً إلّا اغتالوه، ولا رحماً إلّا قطعوها، ولا وصيّة إلّا ضيّعوها.

حتّى إذا ظنوا أنّ الدنيا قد أصفتهم لذّتها، ومنحتهم درّتها، وسلّمت إليهم مقاليد سلطانها، وفتحت عليهم كنوز ذهبانها، وأوطأت أقدامهم أعناق ملوكها، وأجرت أحكامهم على غنيّها وصعلوكها(١) ، وعمّت فتنتهم، وتمّت مدّتهم،

__________________

١ - الصعلوك: الفقير.

٤٩٠

فمضت بأرجلها، وقنصت بأحبلها، فألقتهم على حسكها، وجعلت على عكسهم دورة فلكها، وأباح لهم من شيعة الحق من لم يكن في حسابهم مشهوراً، ولا في جرائد أعدائهم مزبوراً، فجعلهم حصيداً خامدين(١) ، ومواتاً جامدين، وصيّرهم كرمادٍ اشتدّت به الريح في يوم عاصف(٢) ، أو هشيماً تذروه(٣) الزعازع العواصف.

فلم تكن أيّامهم، إلا كأضغاث أحلام، أو طيف منام، قد سلبهم سبحانه بقهره ملكاً، وعزّاً، فهل تحّس منهم من أحد أو تسمع له ركزاً(٤) لا ذرّيّة لهم مذكورة، ولا تربة مشهورة، ولا قبر مزور، ولا مشهد معمور، بل أخذهم سبحانه أخذه رابية، فهل ترى لهم من باقية(٥) ؟

ولو لم يكن سبحانه أوضح من فضل آل محمد وما أوضح، ونصّ على وجوب طاعتهم وصرّح، وفرض على الكافّة مودّتهم، وقرن بطاعته طاعتهم، وجعلهم اُولى الأمر في خلقه، وأوجب من حقّهم ما أوجب من حقّه، لكان فيما ذكرت أقوم دليل، وأوضح سبيل، على أنّ أمرهم لدنيّ، وسلطانهم ربّانيّ، وخلافتهم من أمر الله، وإمامتهم من نصّ الله، وأنّهم السبب المتّصل بينه وبين عباده، والسبيل الموصل إلى مشيئته ومراده، فهم وذكره المجيد حبلاه المتّصلان، وسبباه الأطولان، لا انقطاع لاتّصالهما، ولا نقصان لكمالهما.

اللهمّ زدنا بحبّهم شرفاً إلى شرفنا، وهب لنا بهم من لدنك رحمة تخصّنا

__________________

١ - إقتباس من الآية: ١٥ من سورة الأنبياء.

٢ - إقتباس من الآية: ١٨ من سورة إبراهيم.

٣ - إقتباس من الآية: ٤٥ من سورة الكهف.

٤ - إقتباس من الآية: ٩٨ من سورة مريم.

٥ - إقتباس من الآيتين: ١٠ و ٨ من سورة الحاقّة.

٤٩١

بها وتزلفنا، إنّك على كلّ شيء قدير.

روي أنّه لما هلك يزيد عليه اللعنة، وولده معاوية، ومات مروان أيضاً، وكان عبيد الله بن زياد لعنه الله قد لحق بالشام لمـّا مات يزيد - وقصّته مشهورة - خوفاً من أهل الكوفة، فأرسله عبد الملك بن مروان في جيش كثيف إلى العراق، وتشايع بتوجّهه أهل الكوفة والعراق، وكان منهم جماعة من أبرار الشيعة قد حبسهم عبيد الله بن زياد، فلمـّا مضى إلى الشام كسروا الحبس، وتعاهدوا على قتال ابن زياد لعنه الله.

روى شيخنا أبو جعفر الطوسيرضي‌الله‌عنه في أماليه، قال: ظهر المختار بن عبيد الله الثقفيرحمه‌الله بالكوفة ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة مضت(١) من ربيع الآخر سنة ستّ وستّين من الهجرة، فبايعه الناس على كتاب الله وسنّة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأخذ بثأر الحسينعليه‌السلام ، والطلب بدمه ودماء أهل بيتهعليهم‌السلام ، والدفع عن الضعفاء، فقال الشاعر في ذلك:

ولمـّا أتى المختار جئنا لنصره

على الخيل تردى من كميت(٢) وأشقرا

دعا يا لثارات الحسين فأقبلت

تعادى بفرسان الصباح لتثأرا

و كان ابن الزبير قد تولّى على مكّة، وبايعه الناس، فأرسل إلى الكوفة بعبد الله بن مطيع، فلمـّا نهض المختاررضي‌الله‌عنه خرج عبد الله وأصحابه منهزمين، وأقام المختار بالكوفة إلى المحرّم سنة سبع وستّين، ثمّ عمل(٣) على إنفاذ الجيوش إلى ابن زياد، وكان اللعين بأرض الجزيرة، فصيّر على شُرَطِه

____________

١ - في الأمالي: بقيت.

٢ - تردى: تضرب الأرض بحوافرها، والكميت من الخيل: ما كان لونه بين الأسود والأحمر.

٣ - في الأمالي: عمد.

٤٩٢

أبا عبد الله الجدلي وأبا عمارة كيسان مولى عرينة، وأمر إبراهيم بن مالك الأشتر بالتأهّب للمسير إلى ابن زياد، وجعله أميراً على الجند.

فخرج إبراهيمرضي‌الله‌عنه يوم السبت لسبع خلون من المحرّم سنة سبع وستّين في ألفين من مذحج وأسد، وألفين من تميم وهمدان، وألف وخمسمائة من قبائل المدينة، وألف وخمسمائة من قبائل كندة وربيعة، وألفين من الحمراء(١) .

و شيّع المختار إبراهيم بن مالك الأشتر ماشياً، فقال إبراهيم: اركب رحمك الله.

فقال المختار: إنّي لأحتسب الأجر في خطاي معك، واُحبّ أن تغبّر قدماي في نصر آل محمدعليهم‌السلام ، ثمّ ودّعه وانصرف.

فسار ابن الأشتر حتّى أتى المدائن، ثمّ سار يريد ابن زياد، فارتحل المختار من الكوفة، ونزل المدائن لمـّا بلغه انّ إبراهيم ارتحل عنها، ومرّ ابن الأشتر حتّى نزل نهر الخازر بالقرب من الموصل، وأقبل ابن زياد لعنه الله في الجموع، فنزل على أربعة فراسخ من عسكر ابن الأشتر، ثمّ التقوا فحرّض إبراهيم أصحابه، فقال: يا أهل الحقّ وأنصار الدين، هذا ابن زياد قاتل الحسين وأهل بيتهعليهم‌السلام قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان، فقاتلوهم بنيّة وصبر، لعلّ الله سبحانه يقتله بأيديكم ويشفي صدوركم.

وتزاحفوا، وتنادى أهل العراق: يا لثارات الحسين، فجال أصحاب

____________

١ - الحمراء: العجم، لأنّ الغالب على ألوان العجم الحمرة، والعرب تسمّي الموالي الحمراء: « النهاية: ١/٤٣٧ - ٤٣٨ ».

٤٩٣

[ ابن ](١) الأشتر جولة، فناداهم: يا أصحاب شرط الله، الصبر الصبر، فتراجعوا. فقال لهم عبد الله بن يسار بن أبي عقب الدؤلي: حدّثني خليلي عليّ ابن الحسينعليه‌السلام أنّا نلقى أهل الشام على نهر يقال له الخازر، فيكشفونا حتّى نقول: هي هي، ثمّ نكرّ عليهم فنقتل أميرهم، فأبشروا واصبروا فإنّكم لهم قاهرون.

ثمّ حمل ابن الأشتر عشيّاً فخالط القلب، فكشفوهم(٢) أهل العراق وركبوهم يقتلونهم، فانجلب الغمّة وقد قُتل عبيد الله بن زياد وحُصين بن نُمير وشرحبيل ابن ذي الكلاع وابن حوشب وغالب الباهلي وعبد الله بن إياس السلمي، وأبو الأشرس الّذي كان والياً على خراسان وأعيان أصحابه.

فقال ابن الأشتر لأصحابه: إنّي رأيت بعدما انكشف الناس طائفة منهم قد صبرت تقاتل، فأقدمت عليهم، وأقبل رجل في كبكبة كأنه بغل أقمر(٣) ، يُفري الناس، لا يدنو منه أحد إلّا صرعه، فدنا منّي فضربت يده فأبنتها، وسقط على شاطىء النهر فشرّقت يداه، وغرّبت رجلاه، فقتلته، ووجدت من رائحة المسك، وأظنّه ابن زياد فاطلبوه، فجاء رجل ونزع خفّيه وتأمّله، فإذا هو عبيد الله بن زياد على ما وصف ابن الأشتر، فاحتزّ رأسه، واستوقدوا عامّة الليل بجسده، فنظر إليه مهران مولى زياد وكان يحبّه حبّاً شديداً فحلف ألّا يأكل شحماً أبداً فأصبح الناس وحووا [ ما في ](٤) العسكر، وهرب غلام لعبيدالله إلى الشام، فقال له عبد الملك، متى عهدك بابن زياد؟

__________________

١ و ٤ - من الأمالي.

٢ - في الأمالي: فكسرهم.

٣ - الكبكبة: جماعة الخيل. الأقمر: الأبيض المشوب بكدُرة؛ وقيل: ما كان لونه إلى الخضرة.

٤٩٤

فقال: جال الناس وتقدّم وقاتل، وقال: ائتني بجرّة فيها ماء، فأتيته فاحتملها وشرب منها وصبّ الباقي بين درعه وجسده وعلى ناصية فرسه فصهل، ثمّ اقحمه، فهذا آخر عهدي به.

قال: وبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار ورؤوس أعيان من كان معه، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدّى، فاُلقيت بين يديه، فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وضع رأس الحسين عليه السالم بين يدي ابن زياد وهو يتغدّى، واُتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدىّ.

قال : وانسابت حيّة بيضاء تتخلّل الرؤوس حتّى دخلت في نفس(١) ابن زياد وخرجت من اُذنيه، ودخلت في اُذنه، وخرجت من أنفه، فلمـّا فرغ المختار من الغداء قام فوطى وجه ابن زياد بنعله، ثمّ رمى بها إلى مولىً له وقال: اغسلها فإنّي وطئت بها وجه نجس كافر.

وخرج المختار إلى الكوفة وبعث برأس ابن زياد ورأس حصين بن نمير وشرحبيل بن ذي الكلاع مع عبد الرحمان بن أبي عمير الثقفي وعبد الله بن شدّاد الجشميّ والسائب بن مالك الأشعري إلى محمد بن الحنفيّة بمكّة، وعليّ بن الحسينعليه‌السلام يومئذ بمكّة، وكتب إليه معهم:

فأمّا بعد:

فإنّي بعثت أنصارك وشيعتك إلى عدوّك يطلبونه بدم أخيك الشهيد، فخرجوا محتسبين محنقين أسفين، فلقوهم دون نصيبين(٢) ، فقتلهم ربّ العباد،

____________

١ - في الأمالي: أنف.

٢ - نصيبين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام. « معجم البلدان: ٥/٢٨٨ ».

٤٩٥

والحمد لله الّذي طلب لكم بالثأر، وأدرك لكم رؤوس أعدائكم [ فقتلهم ](١) في كلّ فجّ، وغرّقهم في كلّ بحر، وشفى بذلك صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم.

فقدموا بالرؤوس والكتاب عليه، فبعث برأس ابن زياد لعنه الله إلى عليّ ابن الحسينعليه‌السلام ، فاُدخل عليه وهو يتغدّى، فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : اُدخلت على ابن زياد وهو يتغدّى ورأس ابي بين يديه، فقلت: اللّهمّ لاتمتني حتّى تريني رأس ابن زياد وأنا اتغدّى، فالحمد لله الّذي أجاب دعوتي.

ثمّ أمر فرمي به، فحمل إلى ابن الزبير فوضعه على قصبة، فحرّكته الريح فسقط، فخرجت حيّة من تحت اللسان(٢) فأخذت بأنفه، ففعل ذلك ثلاث مرّات، فأمر ابن الزبير فاُلقي في بعض شعاب مكّة.

قال : وكان المختاررحمه‌الله قد سئل في أمان عمر بن سعد لعنه الله، فآمنه على أن لا يخرج من الكوفة فإن خرج منها فدمه هدر.

قال: فخرج عمر حتّى أتى الحمّام؛ فقيل له: أترى هذا يخفى على المختار؟ فرجع ليلاً ودخل داره، فأتى عمر رجل فقال له: إنّي سمعت المختار يحلف ليقتلن رجلاً، والله ما أحسبه غيرك، فلمـّا كان الغد غدوت فدخلت على المختار، وجاء الهيثم بن الأسود فقعد، فجاء حفص بن عمر بن سعد، فقال للمختار: يقول لك أبو حفص: إنّي على العهد الّذي كان(٣) بيننا وبينك.

قال: اجلس، فدعا المختار أبا عمرة، فجاء رجل قصير يتخشخش في

____________

١ - من الأمالي.

٢ - في الأمالي: الستار.

٣ - في الأمالي: أنزلنا بالذي كان.

٤٩٦

الحديد فسارّه، ودخل رجلان، فقال: اذهبا معه، والله ما أحسبه بلغ دار عمر ابن سعد حتّى جاء برأسه.

فقال المختار لحفص: أتعرف هذا الرأس؟

فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، نعم.

فقال المختار: يا أبا عمرة ألحقه بأبيه، فقتله.

فقال المختار: عمر بن سعد بالحسين، وحفص بعليّ بن الحسين، ولا سواء.

قال: واشتدّ أمر المختار بعد قتل ابن زياد وأخاف الوجوه وقال: لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتّى أقتل قتلة الحسينعليه‌السلام وأهل بيته، وما من [ ديني ](١) ترك أحد منهم حيّاً، وقال: أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته، فلم يكن يأتوه برجل فيقولون: هذا من قتلة الحسين أو ممّن أعان عليه إلّا قتله، وبلغه أن شمر بن ذي الجوشن لعنه الله أصاب مع الحسين(٢) إبلاً له قد أخذها، فلمـّا قدم الكوفة نحرها وقسم لحمها.

فقال المختار: احصوا لي كلّ دار دخلها شيء من ذلك اللحم، فأحصوها، فأرسل إلى كلّ من أخذ منه شيئاً فقتلهم وهدم دوراً بالكوفة(٣) .

واُتي المختار بعبد الله بن أُسيد الجهنيّ، ومالك بن هيثم البدّائي من كندة وحَمَل بن مالك المحاربيّ، فقال: يا أعداء الله، أين الحسين بن عليّ؟

__________________

١ - من الأمالي.

٢ - كذا، والظاهر: من الحسين، أو: مع الحصين.

٣ - انظر: ذوب النضار لابن نما: ١٢٤.

٤٩٧

قالوا: اكرهنا على الخروج إليه.

فقال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟!

وقال للبدائي: أنت صاحب برنسه لعنك الله؟

قال: لا.

قال: بلى.

ثمّ قال: اقطعوا يديه أو رجليه ودعوه يضطرب حتّى يموت، فقطعوه(١) ، وأمر بالآخرين فضربت أعناقهم، واتي بقراد بن مالك وعمرو بن خالد وعبد الرحمان البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني، وقال لهم: يا قتلة الصالحين، ألا ترون الله بريئاً منكم؟ لقد جاءكم الورس بيوم نحس، فأخرجهم إلى السوق فقتلهم هناك(٢) .

وبعث المختار معاذ بن هانىء الكندي، وأبا عمرة كيسانرضي‌الله‌عنهما إلى دار خَوليّ بن يزيد الأصبحي - وهو الّذي حمل رأس الحسينعليه‌السلام إلى ابن زياد -، فأتوا داره فاستخفى في المخرج، فدخلوا عليه فوجدوه قد ترك(٣) على نفسه قوصرّة(٤) ، فأخذوه وخرجوا يريدون المختار، فتلقّاهم في ركب، وردّه إلى داره، وقتله عندها وأحرقه(٥) .

__________________

١ - انظر: ذوب النضار: ١٢٣.

٢ - انظر: ذوب النضار: ١٢٣ - ١٢٤.

٣ - في الأمالي: أكبّ.

٤ - القوصرّة: وعاء من قصب يُرفع فيه التمر من البواري.

٥ - انظر: ذوب النضار: ١١٨ - ١١٩.

٤٩٨

وطلب [ المختار ](١) شمر بن ذي الجوشن فهرب إلى البادية، فسُعي به إلى أبي عمرة، فخرج إليه مع نفر من أصحابه فقاتلهم قتالاً شديداً فأثخنته الجراح، فأخذه أبو عمرة أسيراً، وبعث به إلى المختار فأغلى له دهناً في قدر وقذفه فيها فتفسّخ ووطىء مولى لآل حارثة بن مضرّب وجهه ورأسه.

ولم يزل المختار يتتبّع قتلة الحسينعليه‌السلام حتّى قتل منهم خلقاً كثير، وهرب الباقون فهدم دورهم، وقتلت العبيد مواليهم الّذين قاتلوا الحسينعليه‌السلام ، وأتوا المختار فأعتقهم.(٢)

وروى الشيخ أبو جعفر الطوسيرضي‌الله‌عنه قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني المظفّر بن محمد البلخي، قال: حدّثنا أبو علي محمد بن همّام الاسكافي، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا داود بن عمر النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن يونس، عن المنهال بن عمرو، قال: دخلت على عليّ بن الحسينعليه‌السلام في مكّة، فقال لي: يا منهال، ما فعل حرملة بن كاهلة الأسدي؟

فقلت: تركته حيّاً بالكوفة.

قال: فرفع يديه جميعاً، ثمّ قال: اللّهمّ أذقه حرّ الحديد، اللّهمّ أذقه حرّ الحديد، اللّهمّ أذقه حرّ النّار، اللّهمّ أذقه حرّ النار.

قال المنهال: فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي عبيد، وكان لي صديقاً، قال: فكنت في منزلي أيّاماً حتّى انقطع الناس عنّي، ثمّ ركبت إليه فلقيته خارجاً من داره فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهننا بها،

__________________

١ - من الامالي.

٢ - أمالي الطوسي: ٢٤٠ - ٢٤٥ ح ١٦، عنه البحار: ٤٥/٣٣٣ ح ٢، وعوالم العلوم: ١٧/٦٥٨ ح ١.

٤٩٩

ولم تشركنا فيها؟ فأعلمته أنّي كنت بمكّة، وأنّي قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدّث حتّى أتى الكناس، فوقف وقوفاً كأنّه منتظر لشيء، وقد كان اُخبر بمكان حرملة بن كاهلة لعنه الله، فوجّه في طلبه، فلم نلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشدّون حتّى قالوا: أيّها الأمير، البشارة، قد اُخذ حرملة بن كاهلة، فما لبثنا أن جيء به، فلمـّا نظر إليه المختار قال لحرملة: الحمد لله الّذي مكّنني منك، [ ثمّ ](١) قال: الجزّار الجزار، فُاتي بجزّار، فقال له: اقطع يديه، فقطعتا، ثمّ قال: اقطع رجليه، فقطعتا، ثمّ قال: النّار النار، فاُتي بنار وقصب فاُلقي عليه فاشتعلت فيه النار.

فقلت: سبحان الله! سبحان الله!

فقال: يا منهال، إنّ التسبيح لحسن، ففيم سبّحت؟

فقلت: أيّها الأمير، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكّة على عليّ ابن الحسينعليه‌السلام ، فقال: يا منهال، ما فعل حرملة بن كاهلة؟ قلت: تركته حيّاً بالكوفة، فرفع يديه جميعاً وقال: اللّهمّ أذقه حرّ الحديد، اللّهمّ أذقه حرّ الحديد، اللّهمّ أذقه النّار، اللّهمّ أذقه حرّ النار.

فقال المختار: أسمعت عليّ بن الحسينعليه‌السلام يقول هذا؟

فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا، فنزل عن دابّته وصلّى ركعتين وأطال السجود، ثمّ قام وركب، وقد احترق حرملة، وركبت معه وسرنا، فحاذيت داري، فقلت أيّها الأمير، إن رأيت أن تشرّفني وتكرّمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي.

__________________

١ - من الأمالي.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562