تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

تسلية المجالس وزينة المجالس10%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 562

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 382274 / تحميل: 7093
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

عليه‌السلام قال سمعته يقول في قول الله عز وجل : «لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ » قال اللغو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على شيء.

( باب )

( من حلف على يمين فرأى خيرا منها )

١ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا حلف الرجل على شيء والذي حلف عليه إتيانه خير من تركه فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه وإنما ذلك من «خُطُواتِ الشَّيْطانِ ».

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان عمن رواه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فأتى ذلك فهو كفارة يمينه وله حسنة.

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن

قوله : «لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ » قال المحقق الأردبيلي (ره) : قال في الكشاف والبيضاوي : اللغو من اليمين : الساقط الذي لا يعتد به في الأيمان ، وهو الذي لا عقد معه بقرينة «عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ » وهو الذي يجري على اللسان عادة مثل قول العرب لا والله وبلى والله من غير عقد على يمين ، بل مجرد التأكيد لقولها ، أو جاهلا بمعناها أو سبق لسانه إليها أو في حال الغضب ، فمعناه إن الله لا يؤاخذكم بما لا قصد معه لكم من الأيمان بعقوبة ، لا في الدنيا بكفارة ، ولا في الآخرة بعذاب.

باب من حلف على يمين فرأى خيرا منها

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : صحيح.

٣٢١

تركها أفضل وإن لم يتركها خشي أن يأثم أيتركها فقال أما سمعت قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من حلف على يمين فرأى ما هو خير منها فليأت الذي هو خير وله حسنة.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن تركها أفضل وإن لم يتركها خشي أن يأثم أيتركها فقال أما سمعت قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها.

( باب )

( النية في اليمين )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول وسئل عما يجوز وعما لا يجوز من النية على الإضمار في اليمين فقال قد يجوز في موضع ولا يجوز في آخر فأما ما يجوز فإذا كان مظلوما فما حلف به ونوى اليمين فعلى نيته وأما إذا كان ظالما فاليمين على نية المظلوم.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعيل بن سعد الأشعري ، عن

الحديث الرابع : مرسل وعليه الفتوى.

الحديث الخامس : حسن.

باب النية في اليمين

الحديث الأول : ضعيف.

ويدل على أن المعتبر في اليمين نية المحق من الخصمين كما ذكره الأصحاب وعليه يحمل الخبران الأخيران.

الحديث الثاني : صحيح.

٣٢٢

أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال سألته عن رجل حلف وضميره على غير ما حلف قال اليمين على الضمير.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الرجل يحلف وضميره على غير ما حلف عليه قال اليمين على الضمير.

( باب )

( أنه لا يحلف الرجل إلا على علمه )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف الرجل إلا على علمه.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن خالد بن أيمن الحناط ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يستحلف الرجل إلا على علمه.

الحديث الثالث : حسن.

وفي الفقيه(١) يعني على ضمير المظلوم.

باب أنه لا يحلف الرجل إلا على علمه

الحديث الأول : صحيح.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله : « لا يستحلف الرجل » على بناء الفاعل أي لا يجوز أن يحلف أحد غيره إلا مع علم المدعي بالحق ، فيدل على عدم جواز الدعوى بالظن ، أو على بناء المجهول أي لا يطلب الحلف من أحد إلا مع دعوى العلم عليه ، فإذا ادعى عدم العلم كما إذا كان فعل الغير فيستحلف على نفي العلم ، أو المراد أن الحلف والاستحلاف إنما هو على علم الحالف لا على الواقع ، فإذا حلف على شيء مطابقا لعلمه ، وكان مخالفا للواقع لا يأثم عليه ، ولعله أظهر وكذاقوله عليه‌السلام : « لا يحلف الرجل إلا على علمه » يمكن أن يقرأ على بناء المجرد المعلوم بالمعنى الأخير أو المراد أنه يجب أن لا يحلف على ما لا يعلم يقينا ، ولا يحلف بالظن ، ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل المجهول

__________________

(١) الفقيه ج ٣ ص ٢٣٣.

٣٢٣

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف الرجل إلا على علمه.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يستحلف الرجل إلا على علمه ولا يقع اليمين إلا على العلم استحلف أو لم يستحلف.

( باب )

( اليمين التي تلزم صاحبها الكفارة )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كل يمين حلفت عليها لك فيها منفعة في أمر دين أو دنيا فلا شيء عليك فيها وإنما تقع عليك الكفارة فيما حلفت عليه فيما لله معصية أن لا تفعله ثم تفعله.

٢ ـ عنه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ليس كل يمين فيها كفارة أما ما كان منها مما أوجب الله عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلت فليس عليك فيها الكفارة وأما ما لم يكن مما أوجب الله عليك

أو المعلوم ، وفي الأخير بعد.

الحديث الثالث : [ حسن ].

الحديث الرابع : [ مرسل ].

باب اليمين التي تلزم صاحبها الكفارة

الحديث الأول : موثق.

الحديث الثاني : صحيح.

٣٢٤

أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فإن عليك فيه الكفارة.

٣ ـ عنه ، عن سعد بن سعد ، عن محمد بن القاسم بن الفضيل ، عن حمزة بن حمران ، عن داود بن فرقد ، عن حمران قال قلت لأبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام اليمين التي تلزمني فيها الكفارة فقالا ما حلفت عليه مما لله فيه طاعة أن تفعله فلم تفعله فعليك فيه الكفارة وما حلفت عليه مما لله فيه المعصية فكفارته تركه وما لم يكن فيه معصية ولا طاعة فليس هو بشيء.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عما يكفر من الأيمان فقال ما كان عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فليس عليك شيء إذا فعلته وما لم يكن عليك واجبا أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ثم فعلته فعليك الكفارة.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن ابن مسكان ، عن حمزة بن حمران ، عن زرارة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أي شيء الذي فيه الكفارة من الأيمان فقال ما حلفت عليه مما فيه البر فعليه الكفارة إذا لم

قوله عليه‌السلام : « فحلفت أن لا تفعله » في التهذيب(١) وفي بعض نسخ الكتاب بعد ذلك « فليس عليك فيها الكفارة ، وأما ما لم يكن مما أوجب الله عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته » وهو الصواب ، وعلى ما في الأصل يمكن أن يقرأ إن بالكسر فيكون الجزاء محذوفا فتأمل.

الحديث الثالث : مجهول.

وظاهره عدم انعقاد اليمين على المباح ، وحمل على ما إذا كان مرجوحا دينا أو دنيا لعدم الخلاف ظاهرا بين الأصحاب في انعقاد اليمين على المباح المتساوي الطرفين.

الحديث الرابع : حسن.

الحديث الخامس : مجهول.

__________________

(١) التهذيب ج ٨ ص ٢٩١.

٣٢٥

تف به وما حلفت عليه مما فيه المعصية فليس عليك فيه الكفارة إذا رجعت عنه وما كان سوى ذلك مما ليس فيه بر ولا معصية فليس بشيء.

٦ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الرجل يقسم على الرجل في الطعام ليأكل فلم يطعم هل عليه في ذلك الكفارة وما اليمين التي تجب فيها الكفارة فقال الكفارة في الذي يحلف على المتاع أن لا يبيعه ولا يشتريه ثم يبدو له فيه فيكفر عن يمينه وإن حلف على شيء والذي عليه إتيانه خير من تركه فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه إنما ذلك من «خُطُواتِ الشَّيْطانِ ».

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن القاسم بن بريد ، عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الأيمان والنذور واليمين التي هي لله طاعة فقال ما جعل لله في طاعة فليقضه فإن جعل لله شيئا من ذلك ثم لم يفعله فليكفر يمينه وأما ما كانت يمين في معصية فليس بشيء.

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كل يمين حلف عليها أن لا يفعلها مما له فيه منفعة في الدنيا والآخرة فلا كفارة عليه وإنما الكفارة في أن يحلف الرجل والله لا أزني والله لا أشرب الخمر والله لا أسرق والله لا أخون وأشباه هذا ولا أعصي ثم فعل فعليه الكفارة فيه.

٩ ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عما يكفر من الأيمان فقال ما كان عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ثم فعلته

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

ويدل على وجوب العمل بالمناشدة كما هو المذهب.

الحديث السابع : صحيح.

الحديث الثامن : صحيح.

٣٢٦

فليس عليك شيء وما لم يكن عليك واجبا أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ثم فعلته فعليك الكفارة.

١٠ ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة وحدثنا عمن ذكره ، عن ميسرة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام اليمين التي تجب فيها الكفارة ما كان عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فليس عليك شيء لأن فعلك طاعة لله عز وجل وما كان عليك أن لا تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فعليك الكفارة.

( باب )

( الاستثناء في اليمين )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن محمد الحلبي وزرارة ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » قال إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني

الحديث التاسع : صحيح.

الحديث العاشر : مجهول.

باب الاستثناء في اليمين

الحديث الأول : ضعيف.

وقال الطبرسي (ره) :(١) قوله تعالى : «وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ »(٢) نهي من الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقول إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله ، فيقول إن شاء الله ، «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » الاستثناء ثم تذكرت فقل « إن شاء الله » وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس ، وقد روى ذلك عن أئمتناعليهم‌السلام ، ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثني بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام ،

__________________

(١) المجمع ج ٦ ص ٤٦١.

(٢) سورة الكهف الآية ـ ٢٢.

٣٢٧

فليستثن إذا ذكر.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عز وجل : «وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً » قال فقال إن الله عز وجل لما قال لآدم ادخل الجنة قال له يا آدم لا تقرب هذه الشجرة قال وأراه إياها فقال آدم لربه كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي قال فقال لهما لا تقرباها يعني لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته نعم يا ربنا لا نقربها ولا نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى ذكرهما قال وقد قال الله عز وجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب : «وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ » أن لا أفعله فتسبق مشيئة الله في أن لا أفعله فلا أقدر على أن أفعله قال فلذلك قال الله عز وجل : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » أي استثن مشيئة الله في فعلك.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » قال ذلك في اليمين إذا قلت والله لا أفعل كذا وكذا فإذا ذكرت أنك لم تستثن فقل إن شاء الله.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حسين القلانسي أو بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال للعبد أن يستثني في اليمين فيما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي.

وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين وهو الأشبه بمراد ابن عباس.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : مجهول.

الحديث الرابع : مجهول.

٣٢٨

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام من استثنى في يمين فلا حنث ولا كفارة.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وإن كان بعد أربعين صباحا ثم تلا هذه الآية «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

ويمكن حمله على أنه إنما يقيد على الأربعين في العمل باستحباب الاستثناء ، لا في أصل اليمين كما تفطن به الطبرسي (ره) ، وبه أول كلام ابن عباس أيضا.

وقال السيد في شرح النافع : أطبق الأصحاب على أنه يجوز للحالف الاستثناء في يمينه بمشية الله ، ونص الشيخ والمحقق وجماعة على أن الاستثناء بالمشية يقتضي عدم انعقاد اليمين ، ولم نقف لهم في ذلك على مستند سوى رواية السكوني ، وهي قاصرة سندا ومتنا ، ومن ثم فصل العلامة في القواعد فحكم بانعقاد اليمين مع الاستثناء إن كان المحلوف عليه واجبا أو مندوبا وإلا فلا ، وله وجه وجيه ، لأن غير الواجب والمندوب وهو المباح لا يعلم فيه حصول الشرط ، وهو تعلق المشية بخلاف الواجب والمندوب ، ويجب قصر الحكم أيضا على ما إذا كان المقصود بالاستثناء التعليق ، لا مجرد التبرك ، فإنه لا يفيد شيئا ، وحكم جدي في الروضة بعدم الفرق لإطلاق النص والمشهور أن الاستثناء إنما يقع باللفظ واستوجه العلامة في المختلف الاكتفاء بالنية ، وهو جيد ، ورواية عبد الله بن ميمون متروكة لا نعلم بمضمونها قائلا ، وأجيب عنها بالحمل على ما إذا استثني بالنية ، وأظهر الاستثناء قبل الأربعين وضعفه ظاهر فإنه عند من يعتد به لا يقيد بالأربعين ، ونقل عن ابن عباس أنه كان يقول بجواز تأخير الاستثناء مطلقا إلى أربعين يوما ، وحكي عنه في الكشاف أنه جوز الاستثناء ولو بعد سنة ، ما لم يجب.

٣٢٩

٧ ـ علي ، عن أبيه بإسناده ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حلف سرا فليستثن سرا ومن حلف علانية فليستثن علانية.

٨ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن أسباط ، عن الحسين بن زرارة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » فقال إذا حلفت على يمين ونسيت أن تستثني فاستثن إذا ذكرت.

( باب )

( أنه لا يجوز أن يحلف الإنسان إلا بالله عز وجل )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام قول الله عز وجل : «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » وما أشبه ذلك فقال إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء ـ وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله فأما قول الرجل لاب لشانئك

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « فليستثن علانية » لعله لعدم الاتهام بترك اليمين ، ولم أر قائلا بوجوبه.

الحديث الثامن : مجهول.

باب أنه لا يجوز أن يحلف الإنسان إلا بالله عز وجل

الحديث الأول : حسن.

الحديث الثاني : حسن.

قوله عليه‌السلام : « لا بل شانئك » قال الجوهري : قولهم « لا أب لشانئك ، ولا أبا لشانئك » أي لمبغضك ، قال ابن السكيت : وهي كناية عن قولهم لا أبا لك انتهى.

والمراد أنه أسند عدم الأب إلى مبغضة والمراد نسبته إليه رعاية للأدب ،

٣٣٠

فإنه من قول أهل الجاهلية ولو حلف الرجل بهذا وأشباهه لترك الحلف بالله فأما قول الرجل يا هياه ويا هناه فإنما ذلك لطلب الاسم ولا أرى به بأسا وأما قوله لعمر الله وقوله لا هاه فإنما ذلك بالله عز وجل

فالمراد في الخبر الحلف على هذا كأنه يقول : لا أب لشانئك إن لم يكن كذا أي لا أب لك فصار بكثرة الاستعمال هكذا.

ويحتمل أن يكون لا نفيا لما ذكره المخاطب ، ويكون حرف القسم في شانئك مقدرا ، فيكون القسم بعرقي رأسه الملزومين لحياته ، كما في قولهم لعمرك ، أو المراد بل أنا شانئك ومبغضك إن لم يكن كذا.

وأماقولهم « يا هناه » أي يا فلان فلما كانوا يكررون ذكره في صدر الكلام كان مظنة أن يكون قسما ، فدفعه ذلك بأنه ليس المعنى به الحلف ، بل هو نائب مناب الاسم في النداء وقيل : المراد به ما إذا نودي به الله تعالى وهو بعيد.

وقال في النهاية : في حديث الإفك « قلت : لها يا هنتاه » أي يا هذه وتفتح النون وتسكن وتضم الهاء الأخيرة ، وتسكن وفي التثنية هنتان ، وفي الجمع هنات وهنوات وفي المذكر : هن وهنان وهنون ، ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة ، فتقول : يا هنة ، وأن تشبع الحركة فتصير ألفا ، فتقول : يا هناه ولك ضم الهاء فتقول : يا هناه اقبل ، قال الجوهري : هذه اللفظة تختص بالنداء ، وقيل : معنى يا هنتاه يا بلهاء ، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم انتهى ، فأما يا هياء فلم أجد له معنى ، وفي الفقيه بالنون مكررا ، وقال السيد في شرح النافع : الظاهر أنه لا خلاف في أن« لعمر الله » يمين كما يدل عليه صحيحة الحلبي ، والعمر بالضم والفتح ، وبضمتين لغة الحياة والمستعمل في اليمين المفتوح خاصة ، ومعنى « لعمر الله » أحلف ببقاء الله ، ودوامه وهو مبتدأ محذوف الخبر أي لعمر الله قسمي أو أقسم به ، وقال الجوهري : هاء التنبيه قد يقسم بها يقال :لا ها الله ما فعلت. أي لا والله ، أبدلت هاء من الواو ، وإن شئت حذفت الألف التي بعد الهاء وإن شئت أثبت.

٣٣١

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا أرى للرجل أن يحلف إلا بالله وقال قول الرجل حين يقول لاب لشانئك فإنما هو من قول الجاهلية ولو حلف الناس بهذا وشبهه ترك أن يحلف بالله.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ » قال كان أهل الجاهلية يحلفون بها فقال الله عز وجل : «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ » قال عظم أمر من يحلف بها قال وكانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به ولا بشهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وإن كان قد قتل أباه ولا لشيء يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك فقال الله عز وجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وقال الوالد العلامة : الظاهر أن المراد أنه تعالى لم يحلف بمواقع النجوم ومغاربها ، كما أن أهل الجاهلية لم يكونوا يحلفون بها لعظمها عندهم ، ولهذا قال تعالى : «وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ »(١) في اسمه لأنه قسم بغير الله ، وَلكِنْ « لا تَعْلَمُونَ » عظم إثم الحلف بغير الله ، ولذلك تقسمون بغيره تعالى ، ويمكن أن تكون لا زائدة كما ذكره المفسرون ، فالمراد إن أثم مخالفته عظيم كما أنكم تعظمونه كما أنهم كانوا يعظمون المحرم وغيره من الأشهر الحرم ، وكانوا لا يحلفون بها ، ولو حلفوا لوفوا به وكذلك الحرم كما قال الله تعالى : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ »(٢) مع عظمه ، والحال أن حرمته صارت أعظم باعتبار أنك حال فيه ، والمراد بالوالد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين ، وبما ولد أولادهما ، وكانوا يعظمون الحرم ولم يعرفوا حق الوالد وما ولد ، وقتلوا ولد رسول الله فيه ، ولم يرعوا حرمة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والشهر ، مع أن

__________________

(١) سورة الواقعة الآية ٧٦.

(٢) سورة البلد الآية ١.

٣٣٢

الْبَلَدِ » قال فبلغ من جهلهم أنهم استحلوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فيفون.

حرمة الشهر والبلد لحرمته.

وقال الفاضل الأسترآبادي : الظاهر من هذه الروايات أن لا في الآيتين للنفي خلاف ما اشتهر في التفاسير من أنه للتأكيد ، وأن فلا أقسم تعريض على الجاهلية كان الله تعالى قال : « لا أقسم كما تقسمون » وأن لا أقسم حكاية قولهم ، كأنه تعالى قال : يقولون : « لا أقسم بالحرم » لحرمته حالكون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلا فيه ، والمراد بالحل ضد الحرمة ، وقال في مجمع البيان(١) وقيل : مواقع النجوم هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا فيكون المعنى فلا أقسم بها ، وروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام أن مواقع النجوم رجومها للشياطين ، وكان المشركون يقسمون بها ، فقال سبحانه : « فلا أقسم بها » وقال البيضاوي : فلا أقسم إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم أو فأقسم ولا مزيدة للتأكيد ، كما في لئلا يعلم أو فلأنا أقسم فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء ، ويدل عليه أنه قرئ فلأقسم أو « فلا » رد لكلام يخالف المقسم عليه «بِمَواقِعِ النُّجُومِ » بمساقطها وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها ، والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره ، أو بمنازلها ومجاريها ، وقيل : النجوم نجوم القرآن ومواقعها أوقات نزولها ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم » لما في المقسم به من الدلالة على عظيم القدرة وكمال الحكمة وفرط الرحمة ، ومن مقتضيات الرحمة أن لا يترك عباده سدى.

وقال في مجمع البيان(٢) وقيل معناه لا أقسم بهذا البلد ، وأنت حل فيه منتهك الحرمة ، مستباح العرض لا تحترم ، فلم تبق البلد حرمة حيث ، هتكت حرمتك عن أبي مسلم ، وهو المروي عن أبي عبد الله : قال : كانت قريش تعظم البلد ، وتستحل.

__________________

(١) المجمع ج ٩ ص ٢٢٦.

(٢) المجمع ج ١٠ ص ٤٩٣.

٣٣٣

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا قال سألته عن قول الله عز وجل : «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ » قال أعظم إثم من يحلف بها قال وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به يستحلون حرمة الله فيه ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة فقال الله تبارك وتعالى : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ » قال يعظمون البلد أن يحلفوا به ويستحلون فيه حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( باب )

( استحلاف أهل الكتاب )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أهل الملل يستحلفون فقال لا تحلفوهم إلا بالله عز وجل.

محمدا فيه ، فقال : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » يريد أنهم استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ، ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم « وقال البيضاوي : »«لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » ، أقسم سبحانه بالبلد الحرام وقيده بحلول الرسول ،صلى‌الله‌عليه‌وآله إظهارا لمزيد فضله وإشعارا بأن شرف المكان بشرف أهله ، وقيل : حل مستحل تعرضك فيه كما يستحل تعرض الصيد في غيره ، أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار ، فهو وعد بما أحل له عام الفتح ، «وَوالِدٍ » عطف على « هذا البلد » والوالد آدم أو إبراهيمعليهما‌السلام «وَما وَلَدَ » ذريته أو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتنكير للتعظيم.

الحديث الخامس : مجهول.

باب استحلاف أهل الكتاب

الحديث الأول : حسن.

٣٣٤

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته هل يصلح لأحد أن يحلف أحدا من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم قال لا يصلح لأحد أن يحلف أحدا إلا بالله عز وجل.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن أمير المؤمنينعليه‌السلام استحلف يهوديا بالتوراة التي أنزلت على موسىعليه‌السلام .

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي بغير الله إن الله عز وجل يقول : «فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ».

٥ ـ عنه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف بغير الله وقال اليهودي والنصراني والمجوسي لا تحلفوهم إلا بالله عز وجل.

الحديث الثاني : موثق.

ولعله فياليهود المراد به عزير كما قال بعضهم أنه ابن الله.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

وقال في التهذيب(١) : الوجه فيه أن الإمام يجوز له أن يحلف أهل الكتاب بكتابهم إذا علم أن ذلك أردع لهم ، وإنما لا يحوز لنا أن يحلف أحدا لا من أهل الكتاب ولا غيرهم إلا بالله ولا تنافي بين الأخبار.

وقال المسالك : مقتضى النصوص عدم جواز الإحلاف إلا بالله ، سواء كان الحالف مسلما أم كافرا ، وسواء كان حلفه بغيره أردع أم لا ، وفي بعضها تصريح بالنهي عن إحلافه بغير الله ، لكن استثنى المحقق والشيخ في النهاية وجماعة ما إذا رأى الحاكم تحليف الكافر بما يقتضيه دينه أردع من إحلافه بالله ، فيجوز تحليفه بذلك ، والمستند رواية السكوني ولا يخلو من إشكال.

الحديث الرابع : صحيح.

الحديث الخامس : مجهول.

__________________

(١) التهذيب ج ٨ ص ٢٧٩.

٣٣٥

( باب )

( كفارة اليمين )

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في كفارة اليمين يطعم عشرة مساكين لكل مسكين مد من حنطة أو مد من دقيق وحفنة «أَوْ كِسْوَتُهُمْ » لكل إنسان ثوبان أو عتق رقبة وهو في ذلك بالخيار أي الثلاثة صنع فإن لم يقدر على واحدة من الثلاثة فالصيام عليه ثلاثة أيام.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن

باب كفارة اليمين

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « وحفنة » الظاهر تعلق الحفنة بالحنطة والدقيق معا لأجرة خبزهما وغيره كما سيأتي في خبر هشام ، ويحتمل تعلقه بالدقيق فقط لتفاوت كيل الدقيق والحنطة كما هو المعروف.

قوله عليه‌السلام : « ثوبان » قال السيد في شرح النافع : قال الشيخ في النهاية : من لم يقدر على الثوبين جاز أن يقتصر على ثوب واحد ، وأطلق المفيد وجماعة اعتبار الثوبين ، وقال علي بن بابويه والشيخ في المبسوط وابن إدريس الواجب في الكسوة ثوب واحد وإليه ذهب المحقق وأكثر من تأخر عنه ، ومنشأ الخلاف اختلاف الأخبار ظاهرا ، والأولى حمل الثوبين على الاستحباب ويعتبر في الثوب أن يكون مما يتحقق به الكسوة عرفا كالجبة والقميص ، واجتزأ الشهيدان بالإزار والسراويل ، وهو مشكل وحكى الشيخ في المبسوط قولا بأن السراويل لا يجزي ، لأنه لا يصدق عليه اسم الكسوة. وهو متجه انتهى. وذكر الشهيد في الدروس أنه يجزي كسوة الصغير ولو كانوا منفردين ، وهو مطابق لإطلاق الآية.

الحديث الثاني : حسن أو موثق.

٣٣٦

أبي إبراهيمعليه‌السلام قال سألته عن كفارة اليمين في قول الله عز وجل : «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ » ما حد من لم يجد وإن الرجل يسأل في كفه وهو يجد فقال إذا لم يكن عنده فضل عن قوت عياله فهو ممن لا يجد.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن كفارة اليمين فقال عتق رقبة أو كسوة والكسوة ثوبان أو إطعام عشرة مساكين أي ذلك فعل أجزأ عنه فإن لم يجد «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ » متواليات وإطعام عشرة مساكين مدا مدا.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس قال قال أبو جعفرعليه‌السلام قال الله عز وجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ » فجعلها يمينا وكفرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت بما كفر قال أطعم عشرة مساكين لكل مسكين مد قلنا فما حد الكسوة قال ثوب يواري به عورته.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في كفارة اليمين عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين «مِنْ أَوْسَطِ

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور. «قوله عليه‌السلام : متواليات » وعليه الفتوى.

الحديث الرابع : حسن.

وقال في التهذيب(١) قال محمد بن الحسن فهذه الأخبار التي ذكرناها أخيرا في أن الكسوة ثوب واحد لا تنافي بينها وبين الأخبار الأولة ، لأن الكسوة تترتب ، فمن قدر على أن يكسر ثوبين كان عليه ذلك ، ومن لم يقدر إلا على ثوب واحد لم يلزمه أكثر من ذلك انتهى. وقيل : يمكن حمل الثوبين على ما إذا لم يوار أحدهما عورته ، والواحد على ما إذا واراها أو الواحد على الدست الواحد أو الثوبين على الاستحباب.

الحديث الخامس : ضعيف.

وقال في الدروس : إطعام عشرة مساكين في كفارة اليمين مما يسمى طعاما

__________________

(١) التهذيب ج ٨ ص ٢٩٦.

٣٣٧

ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ » والوسط الخل والزيت وأرفعه الخبز واللحم والصدقة مد مد من حنطة لكل مسكين والكسوة ثوبان فمن لم يجد فعليه الصيام يقول الله عز وجل : «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ».

٦ ـ علي ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معمر بن عمر قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عمن وجبت عليه الكسوة في كفارة اليمين قال ثوب يواري به عورته.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ » قال هو كما يكون إنه يكون في البيت من يأكل أكثر من المد ومنهم من يأكل أقل من المد فبين ذلك وإن شئت جعلت لهم أدما والأدم أدناه الملح وأوسطه الخل والزيت وأرفعه اللحم.

كالحنطة والشعير ودقيقهما وخبزهما ، وقيل : يجب في كفارة اليمين أن يطعم من أوسط ما يطعم أهله للآية ، وحمل على الأفضل ويجزي التمر والزبيب ، ويستحب.

الأدم مع الطعام وأعلاه اللحم وأوسطه الزيت والخل ، وأدناه الملح ، وظاهر المفيد وسلار وجوب الأدم ، والواجب مد لكل مسكين ، لصحيحة ابن سنان وفي الخلاف يجب مدان في جميع الكفارات معولا على إجماعنا ، وكذا في المبسوط والنهاية واجتزأ بالمد مع العجز ، وقال ابن الجنيد : يزيد على المد مؤنة طحنه وخبزه وأدمه ، والمفيد وجماعة أما مد أو شبعه في يومه ، وصرح ابن الجنيد بالغداء والعشاء ، وأطلق جماعة أن الواجب الإشباع مرة لصحيحة أبي بصير ، فعلى هذا يجزي الإشباع وإن قصر من المد.

الحديث السادس : مجهول.

الحديث السابع : حسن.

قوله عليه‌السلام : « كما يكون » أي كما هو الواقع في مقدار الأكل ، والظاهر أنهعليه‌السلام فسر الأوسط بالأوسط في الوزن والمقدار أو مع الكيفية.

٣٣٨

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي حمزة الثمالي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عمن قال والله ثم لم يف فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام كفارته إطعام عشرة مساكين مدا مدا من دقيق أو حنطة أو تحرير رقبة أو صيام ثلاثة أيام متواليات إذا لم يجد شيئا من ذا.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في كفارة اليمين مد مد من حنطة وحفنة لتكون الحفنة في طحنه وحطبه.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إن لم يجد في الكفارة إلا الرجل والرجلين فليكرر عليهم حتى يستكمل العشرة يعطيهم اليوم ثم يعطيهم غدا.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عن شيء من كفارة اليمين فقال يصوم ثلاثة أيام قلت إنه ضعف عن الصوم وعجز قال يتصدق على عشرة مساكين قلت إنه عجز عن ذلك

الحديث الثامن : صحيح.

الحديث التاسع : حسن.

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

وقال السيد في شرح النافع : لا خلاف بين الأصحاب في عدم جواز الدفع لما دون العدد اختيارا ، وأما مع التعذر فقد نص الشيخ وجماعة على جواز التكرر عليهم بحسب الأيام ، ولم نقف لهم على مستند سوى رواية السكوني ، وضعفها يمنع من العمل بها ، والذي يقتضيه الوقوف مع الإطلاقات المعلومة عدم الإجزاء ، وينتظر حتى يتيسر المستحق ويشهد لذلك موثقة إسحاق.

الحديث الحادي عشر : موثق كالصحيح.

ولا يخفى مخالفته لترتيب الآية ولم أر من قال به.قوله عليه‌السلام « فليستغفر الله » عليه الأصحاب ، قال في الدروس : ويجزي الاستغفار عند العجز عن خصال الكفارة.

٣٣٩

قال فليستغفر الله ولا يعد فإنه أفضل الكفارة وأقصاه وأدناه فليستغفر ربه ويظهر توبة وندامة.

١٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يجزئ إطعام الصغير في كفارة.

اليمين ولكن صغيرين بكبير.

١٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي خالد القماط أنه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من كان له ما يطعم فليس له أن يصوم يطعم عشرة مساكين مدا مدا «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ».

١٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن «أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ » فقال ما تقوتون به عيالكم من أوسط ذلك قلت وما أوسط ذلك فقال الخل والزيت والتمر والخبز تشبعهم به مرة واحدة قلت «كِسْوَتُهُمْ » قال ثوب واحد.

الحديث الثاني عشر : موثق.

وقال السيد في شرح النافع : الإطعام بتسليم المد إلى المستحق أو إشباعه مرة واحدة ، ففي التسليم لا يفرق بين الصغير والكبير. نعم يجب في الصغير التسليم إلى وليه ، وأما في الإشباع فقد قطع الشيخ ومن تأخر عنه بإجزاء إطعام الصغار منضمين إلى الكبار ، وأما مع الانفراد فيحسب الاثنان بواحد ، ولم أقف لهم على رواية تعطي هذا التفصيل ، والمسألة محل إشكال.

الحديث الثالث عشر : حسن.

الحديث الرابع عشر : حسن.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

وتمحّص الذنوب، وبكلّ خطوة حجّة مبرورة، وله بزيارته عتق ألف نسمة، وحمل على ألف فرس في سبيل الله، وله بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم، وأنّ من أتى قبره عارفاً بحقّه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

وأنّ زيارته يوم عرفة مع المعرفة بحقّه بألف بألف حجّة وألف ألف عمرة متقبّلات، وألف غزوة مع نبيّ أو إمام.

وزيارته أوّل رجب مغفرة للذنب ألبتّة، ونصف شعبان يصافحه مائة(١) ألف نبّي وعشرون ألف نبيّ، وليلة القدر مغفرة للذنب، وأنّ الجمع بين زيارته في سنة واحدة ليلة عرفة والفطر وليلة النصف من شعبان بثواب ألف حجّة مبرورة، وألف عمرة متقبّلة، وقضاء ألف حاجة للدنيا والآخرة.

وزيارته في العشرين من صفر من علامات المؤمن، وزيارته في كلّ شهر ثوابها ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر(٢) .

وقالرضي‌الله‌عنه أيضاً في دروسه: روى المفضّل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام في الصلاة عنده كلّ ركعة بألف حجّة، وألف عمرة، وعتق ألف رقبة، وألف وقفة في سبيل الله مع نبيّ مرسل.(٣)

وعن مولانا موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللهعليه‌السلام بشطّ الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.(٤)

__________________

١ - في الدروس: مائتا.

٢ - الدروس الشرعية: ٢/٩ - ١٠.

٣ - الدروس الشرعية: ٢/١١.

٤ - كامل الزيارات: ١٣٨ ح ٣ وص ١٥٣ ح ٥، ثواب الأعمال: ١١١ ح ٦، عنهما البحار: ١٠١/٢٤ ح ١٩ و٢٠.

٥٢١

روى الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه(١) بحذف الأسانيد قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام ؟

فقال: إنّ الحسينعليه‌السلام (٢) وكلّ الله به أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه، ولا يودّعه مودّع إلا شيّعوه، ولا يمرض إلّا عادوه، ولا يموت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته.(٣)

وبحذف الاسناد، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال: وكلّ الله بقبر الحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا ربّنا، هؤلاء زوّار الحسين افعل بهم وافعل.(٤)

وبالاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: إنّ الله تبارك وتعالى ملائكة موكّلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا همّ الرجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثمّ إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتّى يوجب له الجنّة، ثمّ اكتنفوه وقدّسوه، وينادون ملائكة السماوات: قدّسوا زوّار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا ناداهم [ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا وفد الله، اُبشروا بمرافقتي في الجنّة، ثمّ ناداهم ](٥) امير المؤمنينعليه‌السلام : أنا ضامن

__________________

١ - كذا الصحيح، وفي الأصل: أبو جعفر محمد بن قولويه. ويحتمل أيضاً أن يكون: أبو جعفر محمد بن بابويه.

٢ - في المصادر: إنّ عند قبر الحسينعليه‌السلام .

٣ - كامل الزيارات: ١١٩ ح ١ وص ١٩١ ح ٨، ثواب الأعمال: ١١٣ ح ١٥، البحار: ١٠١/٦٣ ح ٤٢.

٤ - كامل الزيارات: ١١٩ ح ٢ و٤، التهذيب: ٦/٤٧ ح ١٠٤، عنهما البحار: ١٠١/٥٤ ح ١٢ و ١٣.

٥ - من الكامل.

٥٢٢

لحوائجكم(١) ، ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة، ثمّ اكتنفوهم(٢) عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم(٣) .

وبالاسناد عن الأعمش، قال: كنت نازلاً بالكوفة وكان لي جار كثيراً ما كنت أقعد إليه، وكان ليلة جمعة فقلت له: ما تقول في زيارة الحسينعليه‌السلام ؟

فقال لي: بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

فقمت من بيد يديه وأنا أمتلىء غيظاً وقلت: إذا كان في السحر أتيته فحدّثته من فضائل أمير المؤمنين ما يسخّن الله به عينه.

قال: فأتيته وقرعت عليه الباب، فإذا أنا بصوت من وراء الباب: إنّه قد قصد الزيارة في أوّل الليل، فخرجت مسرعاً، فأتيت الحائر، فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يملّ من السجود والركوع، فقلت له: بالأمس تقول لي بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار، واليوم تزوره؟!

فقال لي: يا سليمان، لا تلمني فإنّي ما كنت اُثبت لأهل هذا البيت إمامة حتّى كانت ليلتي هذه فرأيت رؤيا أرعبتني.

فقلت: ما رأيتَ أيّها الشيخ؟

قال: رأيت رجلاً لا بالطويل الشاهق، ولا بالقصير اللاصق، لا اُحسن أصفه من حسنه وبهائه، معه أقوام يحفّون به حفيفاً، ويزفّونه زفّاً، بين يديه

__________________

١ - في الكامل: لقضاء حوائجكم.

٢ - في الكامل: التقاهم - اكتنفهم خ ل -.

٣ - كامل الزيارات: ١٣٢ ح ٣ وص ١٥٢ ح ٣، ثواب الأعمال: ١١٧ ح ٣٣، عنهما البحار: ١٠١/٦٤ و٦٥ ح ٥٠ - ٥٢.

٥٢٣

فارس على فرس له ذنوب، على رأسه تاج، للتاج أربعة أركان، في كلّ ركن جوهرة تضيء مسيرة ثلاثة أيّام، فقلت: من هذا؟

فقالوا: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلبصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقلت: والآخر؟

فقالوا: وصيّه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

ثمّ مددت عيني فإذا أنا بناقة من نور، عليها هودج من نور، تطير بين السماء والأرض.

فقلت: لمن الناقة؟

قالوا: لخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمدعليها‌السلام .

فقلت: والغلام؟

قالوا: الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

قلت: فأين يريدون؟

قالوا: يمضون بأجمعهم إلى زيارة المقتول ظلماً الشهيد بكربلاء الحسين بن عليّ، ثمّ قصدت الهودج فإذا أنا برقاع تساقط من السماء أماناً من الله عزّ وجلّ لزوّار الحسين بن عليّ ليلة الجمعة، ثمّ هتف بنا هاتف: الا اننّا وشيعتنا في الدرجة العليا من الجنّة.

والله يا سليمان، لا اُفارق هذا المكان حتّى تفارق روحي جسدي.(١)

وبالاسناد قال: حدّثني محمد بن الحسن، قال: حدّثني أحمد بن

__________________

١ - المزار الكبير: ٤٦١ ( مخطوط )، عنه البحار: ١٠١/٥٨ ح ٢٦.

٥٢٤

إدريس، عن محمد بن أحمد، [ عن محمد ](١) بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، [ عن الخيبري، ](٢) عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال: ورد أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام في أوّل ولاية أبي جعفر فنزل النجف، ثمّ قال: يا موسى، اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر فإنّه سيجيئك رجل من ناحية القادسيّة، فإذا دنا منك فقل: هنا رجل من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوك، فإنّه سيجيء معك.

قال: فذهبت حتّى قمت على الطريق والحرّ شديد، فلم أزل قائماً حتّى كدت أعصي وأنصرف وأدعه، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير.

قال: فلم أزل أنظر إليه حتّى دنا منّي، فقلت: يا هذا، هنا رجل من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوك، وقد وصفك لي.

فقال: اذهب بنا إليه.

قال: فجاء حتّى أناخ بعيره ناحية قريباً من الخيمة، قال: فدعا به، فدخل الأعرابيّ إليه، ودنوت أنا فصرت على باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهما، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : من أين أقبلت؟

قال: من أقصى اليمن.

قال: أنت من موضع كذا وكذا؟

قال: نعم.

قال: فيم جئت إلى ها هنا؟

قال: جئت زائراً للحسينعليه‌السلام .

__________________

١ و ٢ - من الثواب.

٥٢٥

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فجئت من غير حاجة ليس إلّا للزيارة؟

قال: نعم، جئت من غير حاجة إلّا أن اُصلّي عنده وأزوره واُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي.

قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : وما ترون من زيارته؟

قال: إنّا نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا.

قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : أفلا أزيدك من فضله [ فضلاً ](١) ، يا أخا اليمن؟

قال: زدني، يا ابن رسول الله.

قال: إنّ زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام تعدل حجّة مبرورة مقبولة زاكية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتعجّب الرجل من ذلك، فقال: إي والله وحجّتين مبرورتين مقبولتين زاكيتين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتعجّب، فلم يزل أبو عبد اللهعليه‌السلام يزيده حتّى قال: ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .(٢)

وبالاسناد قال: [ أبيرحمه‌الله ، قال: ](٣) حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: كنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام فمرّ بنا قوم على حمير،

____________

١ و ٣ - من الثواب.

٢ - كامل الزيارات: ١٦٢ ح ٧، ثواب الأعمال: ١١٨ ح ٤٠، عنهما البحار: ١٠١/٣٧ ح ٥٢ و ٥٣.

٥٢٦

فقال: أين يريدون هؤلاء؟

فقلت: قبور الشهداء.

قال: فما يمنعهم من زيارة قبر الغريب؟

فقال له رجل من أهل العراق: زيارته واجبة؟

قال: نعم، زيارته واجبة، ثمّ قال: زيارته خير من حجّة وعمرة، وعمرة وحجّة، حتّى عدَّ عشرين حجّة وعمرة، ثمّ قال: مبرورات متقبّلات.

قال: فوالله ما قمت حتّى أتاه رجل فقال: إنّي قد حججت تسع عشرة حجّة فادع الله أن يرزقني تمام العشرين.

قال: فهل زرت قبر الحسينعليه‌السلام ؟

قال: لا.

قال: لزيارته خير من عشرين حجّة.(١)

وبالاسناد عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو في مصلّاه، فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربّه فيقول: يا من خصّنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحمّلنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الاُمم السالفة، وخصّنا بالوصيّة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام الّذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنّا، ورجاءً لما

__________________

١ - كامل الزيارات: ١٦٠ ح ١٥ وص ١٦٣ ح ٨، ثواب الأعمال: ١١٩ ح ٤١، عنهما البحار: ١٠١/٤٠ ح ٦٢ - ٦٤.

٥٢٧

عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدّونا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافهم عنّا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الّذين خلفوا بأحسن الخلف، وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خلقك وشديد، وشرّ شياطين الجنّ والإنس، وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك من(١) غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا.

اللّهمّ فارحم تلك الوجوه الّتي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود الّتي تقلبت على قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وارحم تلك الأعين الّتي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب الّتي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة الّتي كانت لنا.

اللّهمّ إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش.

قال: فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمـّا انصرف قلت: جعلت فداك لو أنّ الدعاء الّذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أنّ النّار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنّيت أنيّ كنت زرته ولم أحجّ، فقال: ما أقربك من ذلك؟! فما الّذي يمنعك من زيارته يا معاوية؟ ولِمَ

__________________

١ - في الثواب: في.

٥٢٨

تدع ذلك؟

قلت: جعلت فداك، لم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه.

فقال: يا معاوية، من يدعو لزّواره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوفٍ من أحد، فمن تركه لخوفٍ رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده(١) ، أمّا تحبّ أن ترى(٢) شخصك وسوادك ممّن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أمّا تحب أن تكون غداً فيمن رؤي(٣) وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أمّا تحبّ أن تكون غداً فيمن تصافحه الملائكة؟ أمّا تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟(٤)

وبالاسناد عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقّي، قال: سمعنا(٥) أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل من السماء في كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّموا عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يعرجون(٦) إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثمّ تنزل

__________________

١ - في الثواب: بيده.

والمراد: أيّ يتمنّى أن يكون قتل لزيارتهعليه‌السلام وقُبر عنده.

٢ - في الثواب: أن يرى الله.

٣ - في الثواب: يأتي.

٤ - ثواب الأعمال: ١٢٠ ح ٤٤.

ورواه في كامل الزيارات: ١١٦ ح ١ و ٢ وص ١١٧ ح ٣، عنه البحار: ١٠١/٨ - ١٠ ح ٣٠ - ٣٧.

٥ - في الثواب: سمعت.

٦ - كذا في الثواب، وفي الأصل: يرجعون.

٥٢٩

ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى إذا غابت الشمس(١) انصرفوا إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلمون [ عليه ](٢) ، ثمّ يعرجون الى السماء قبل ان تغيب الشمس.(٣)

وبالاسناد: [ أبيرحمه‌الله ](٤) ، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنّان بن سدير، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زوروه - يعني [ قبر ](٥) الحسينعليه‌السلام - ولا تجفوه، فإنّه سيّد [ الشهداء وسيّد ](٦) شباب أهل الجنّة.(٧)

__________________

١ - في الثواب: حتّى إذا دنت الشمس للغروب.

٢ و ٤ و ٥ و ٦ - من الثواب.

٣ - كامل الزيارات: ١١٤ ح ٢، ثواب الأعمال: ١٢١ ح ٤٦.

ورواه الطوسي في أماليه: ١/٢١٤، عنه البحار: ٥٩/١٧٦ ح ٨، وج ١٠٠/٥٧ ح ١، ومدينة المعاجز: ٤/٢٠١ ح ٢٧٤.

وأخرجه في البحار: ١٠٠/١١٧ ح ٨ عن الثواب.

٧ - كامل الزيارات: ١٠٩ ح ١، ثواب الأعمال: ١٢٢ ح ٤٨.

وأخرجه في البحار: ١٠١/١ ح ٢ عن الكامل، وفي ص ٧٤ ح ٢٣ عن الثواب.

٥٣٠

فصل

في ذكر فضل كربلاء

بالاسناد عن محمد بن جعفر القرشي(١) الرزّاز، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطّاب [ عن أبي سعيد، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود ](٢) ، قال: قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : اتّخذ الله كربلاء(٣) حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق أرض الكعبة ويتّخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وانّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي بتربتها صافية(٤) فجعلت في أفضل(٥) مسكن في الجنّة لا يسكنها إلّا النبيّون والمرسلون - أو قال: واُولوا العزم من الرسل - وانّها لتزهر(٦) بين رياض الجنّة كما يزهر الكوكب الدرّيّ بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها أصحاب الجنّة(٧) ، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدّسة الطيّبة المباركة الّتي تضمنّت سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل

__________________

١ - كذا الصحيح، وفي الأصل: بالاسناد المتقدّم عن أبي القاسم جعفر القرشي، وهو تصحيف.

٢ - من الكامل.

٣ - في الكامل: أرض كربلاء.

٤ - في الكامل: نورانيّة صافية.

٥ - في الكامل: أفضل روضة من رياض الجنّة، وأفضل مسكن

٦ - كذا في الكامل، وفي الأصل: لتزهو، وكذا في الموضع الآتي.

٧ - في الكامل: يغشي نورها أبصار أهل الجنّة جميعاً.

٥٣١

الجنّة.(١)

وبالاسناد قال: حدّثنا محمد بن جعفر الرزّاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ لموضع قبر الحسينعليه‌السلام حرمة معروفة، من عرفها واستجار بها اُجير.

قلت: فصفّ [ لي ](٢) موضعها، جعلت فداك.

فقال: امسح من موضع قبره اليوم خمساً وعشرين ذراعاً من ناحية رجليه، [ وخمساً وعشرين ذراعاً ممّا يلي وجهه، ](٣) وخمساً وعشرين ذراعاً من خلفه، وخمساً وعشرين ذراعاً من ناحية رأسه، وموضع قبره منذ [ يوم ](٤) دفن روضة من رياض الجنّة، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زوّاره إلى السماء، فليس ملك [ ولا نبيّ ](٥) في السماوات ولا في الأرض إلّا وهم يسألون الله عزّوجلّ [ أن يأذن لهم ](٦) في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل وفوج يعرج.(٧)

وقال الصادقعليه‌السلام : حريم قبر الحسينعليه‌السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر.(٨)

__________________

١ - كامل الزيارات: ٢٦٨ ح ٥، كتاب عبّاد العصفري: ١٧ ( ضمن كتاب الاُصول الستّة عشر )، عنهما البحار: ١٠١/١٠٨ ح ١٠ - ١٢.

٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٦ - من الكامل.

٧ - كامل الزيارات: ٢٧٢ ح ٤، عنه البحار: ١٠١/١١٠ ح ١٩ - ٢٢ وعن مصباح المتهجد: ٧٣١، ومصباح الكفعمي: ٥٠٨، والكافي: ٤/٥٨٨ ح ٦، وثواب الأعمال: ١٢٠ ح ٤٢.

٨ - كامل الزيارات: ٢٧٢ ح ٣.

وأخرجه في البحار: ١٠١/١١١ ح ٢٥ - ٢٨ عن ثواب الأعمال: ١٢٠ ح ٤٣، ومصباح المتهجّد: ٧٣١، والكامل.

٥٣٢

وروى الحسن بن محبوب، عن الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي قال(١) : خرجت من الكوفة قاصداً زيارة الحسينعليه‌السلام في آخر زمان بني مروان وقد أقاموا مشايخ من أهل الشام على الطرقات يقتلون من ظفروا به من زوّاره، فأتيت إلى القرية الّتي عند حائرهعليه‌السلام فأخفيت نفسي إلى الليل، ثمّ أتيت إلى الحائر الشريف، فخرج منه عليَّ رجل فقال: يا هذا، ارجع من حيث أتيت، عافاك الله، فإنّك لا تقدر على الزيارة في هذه الساعة، فرجعت إلى مكاني، فلمـّا ذهب من الليل شطره أقبلت لزيارةعليه‌السلام ، فخرج عليَّ ذلك الرجل وقال: يا هذا، ألم أقلّ لك إنّك لا تقدر على زيارة الحسين هذه الليلة؟

فقلت: وما يمنعني من ذلك وأنا قد أقبلت من الكوفة على خوفٍ من أهل الشام أن يقتلوني.

فقال: يا هذا، اعلم أنّ إبراهيم خليل الله وموسى كليم الله ومحمد حبيب اللهعليهم‌السلام استأذنوا الله في هذه الليلة أن يزوروا قبر الحسينعليه‌السلام فأذن لهم، فهم عنده من أوّل الليلة في جمع من الملائكة لا يحصى عددهم يسبّحون الله ويقدّسونه إلى الصباح.

فقلت له: وأنت من تكون، عافاك الله؟

قال: أنا من الملائكة الموكّلين بقبره صلوات الله عليه، فكاد يطير عقلي ممّا دخلني من الرعب، ورجعت إلى مكاني متفكّراً في ذلك حتّى انفجر عمود الصبح فأتيت فلم أر أحداً، فصلّيت وزرت وانصرفت على خوف من أهل

__________________

١ - كذا في الكامل، وفي الأصل: وروى الحسين بن بنت الحسن بن محبوب قال، وهو تصحيف.

٥٣٣

الشام.(١)

وبالاسناد المتقدّم عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن عليّ [ بن أبي عثمان، عن عبد الجبّار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين ](٢) بن ثوير بن أبي فاختة، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا حسين، من خرج من منزله يريد زيارة الحسينعليه‌السلام إن كان ماشياً كتبت له بكلّ خطوة حسنة، وحطّ بها عنه سيّئة، حتّى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين حتّى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتّى إذا أراد الانصراف ناداه(٣) ملك فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ يقرئك السلام و ](٤) يقول لك: استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى.(٥)

وبالاسناد عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن حسّان الهاشمي، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لو أنّ أحدكم دهرة ثمّ لم يزر الحسينعليه‌السلام لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ لأنّ حقّ الحسينعليه‌السلام فريضة من الله واجبة على كلّ مسلم ](٦) .(٧)

وبالاسناد عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهّان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين

__________________

١ - كامل الزيارات: ١١١ ح ٢ باختلاف، عنه البحار: ١٠١/٥٩ ح ٢٩.

٢ و ٤ - من الكامل والثواب.

٣ - في الكامل والثواب: أتاه.

٥ - كامل الزيارات: ١٣٢ ح ١، ثواب الأعمال: ١١٦ ح ٣١، تهذيب الأحكام: ٦/٤٣ ح ٨٩.

٦ - من الكامل.

٧ - كامل الزيارات: ١٢٢ ح ٤، تهذيب الأحكام: ٦/٤٢ ح ٨٧، عنهما البحار: ١٠١/٣ ح ١٠ و١١.

٥٣٤

عليه‌السلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه، ثمّ لم يزل يقدّس [ بكلّ خطوة ](١) حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله فقال: عبدي سلني اُعطك، اُدعني اُجيبك، اطلب منّي اُعطك، سلني حاجة اُقضيها لك.

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وحقّ على الله أن يعطي ما بذل.(٢)

وبالاسناد عن سيف بن عميرة ومنصور بن حازم قالا: سمعناه صلوات الله عليه يقول: من أتى عليه حول ولم يزر قبر الحسينعليه‌السلام نقص من عمره حول، ولو قلت: إنّ أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقاً، وذلك لأنّكم تتركون زيارتهعليه‌السلام ، فلا تتركوها يمدّ الله في أعماركم وأرزاقكم، فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك، فإنّ الحسين بن عليّ شاهد لكم عند الله وعند رسوله وعند أمير المؤمنين وفاطمةعليهم‌السلام .(٣)

وبالاسناد عن سلمة بن الخطّاب، عن إبراهيم بن محمد، عن عليّ بن المعلّى، عن إسحاق بن زياد(٤) ، قال: أتى رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: إنّي قد ضربت على كلّ شيء لي ذهباً وفضّة، وبعت ضياعي، فقلت أنزل مكّة.

فقال: لا تفعل، فإنّ أهل مكّة يكفرون بالله جهرة.

__________________

١ - من الكامل والثواب.

٢ - كامل الزيارات: ١٣٢ ح ٢ وص ١٥٢ ح ٢، ثواب الأعمال: ١١٧ ح ٣٢، عنهما البحار: ١٠١/٢٤ ح ٢١ - ٢٣.

٣ - كامل الزيارات: ١٥١ ح ٢، عنه البحار: ١٠١/٤٧ ح ١١.

ورواه في تهذيب الاحكام: ٦/ ٤٣ ح ٩١، وفيه: سيف بن عمير ة، عن منصور بن حازم.

٤ - كذا في الكامل، وفيه: يزداد - خ ل -، وفي الأصل والتهذيب: داود، وفي التهذيب: إبراهيم بن محمد بن عليّ بن المعلّى.

٥٣٥

قال (١) : ففي حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال: هم شرّ منهم.

قال(٢) : فأين أنزل؟

قال: عليك بالعراق الكوفة، فإنّ البركة منها على اثني عشر ميلاً هكذا وهكذا(٣) ، وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قطّ ولا ملهوف إلّا فرّج الله عنه.(٤)

وبالاسناد عن هشام بن الحكم، عن الفضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إلى جانبكم لقبراً ما أتاه مكروب إلاّ نفّس الله كربته، وقضى حاجته(٥) - يعني قبر الحسينعليه‌السلام -.(٦)

ولو أردنا الاستقصاء في فضل زيارته لضاق الوقت وعزت الطوامير.

وأمّا كرامته صلوات الله عليه وما يظهر على تعاقب الزمان من العجائب والغرائب لدى ضريحه الشريف إلى يوم الناس هذا ما هو مشهور بتجدّد الأعوام والأيّام، ويظهر للخاصّ والعامّ، من إجابة الدعاء، وشفاء المرضى والزمنى قد بلغ حدّ التواتر وطار في الآفاق ذكره، وشاع على الاطلاق أمره.

____________

١ - كذا في الكامل، وفي الأصل: فقلت.

٢ - كذا في الكامل، وفي الأصل: قلت.

٣ - قال المجلسيرحمه‌الله : يحتمل أن يكونعليه‌السلام أشار إلى جانبي الغريّ وكربلاء لا إلى جميع الجوانب، ويحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب، وإنّما ذكر الراوي مرّتين اختصاراً.

٤ - كامل الزيارات: ١٦٩ ح ٩، عنه البحار: ٩٩/٣٧٧ ح ٩، وج ١٠٠/ ٤٠٤ ح ٦٠.

ورواه في تهذيب الاحكام: ٦/ ٤٤ ح ٩٢.

٥ - قال المجلسيرحمه‌الله : يحتمل أن يكون المراد به قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وعبارة « يعني قبر الحسينعليه‌السلام » ليست في الكامل والبحار.

٦ - كامل الزيارات: ١٦٧ ح ١، عنه البحار: ١٠١/٤٥ ح ١.

٥٣٦

وسأذكر من ذلك نازلةً نزلت بي وعظم لواقعها خطبي، وتزلزل لقارعتها قلبي، وذلك أنّ الله سبحانه كان قد منّ عليَّ في سنة تسعمائة من الهجرة بكتاب « تذكرة الفقهاء » في فقه الخاصّة، من مصنّفات الشيخ الكامل العالم العامل أبي منصور الحسن جمال الدين بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ أفاض الله على ضريحه شآبيب رحمته، وحشره في زمرة نبيّه وعترته، وكنت كلفاً به، ملازماً له، مثابراً على حصر فوائده، أستأنس به في خلوتي، وأستكشف بمطالعته غمّتي، إلى أن تقلّبت الاُمور، وتغيرّت الدهور، واستبدل الله بقوم قوماً، وبرجالٍ رجالاً، وقضى الله لي وأحسن القضاء بجوار سيّدالشهداء، إمام الثقلين، وسبط سيّد الكونين، أبي عبد الله الحسين، وملازمة حضرته الشريفة ليلاً ونهاراً، إلى أن دخلت سنة ثماني عشرة وتسعمائة حضر في المشهد الشريف رجل من بلدة شيراز يدعى بالسيّد شريف، وكان له قرب من السلطان، ثمّ نقم عليه وعزله.

وكان المذكور يظهر التشيّع ويدّعي الاحاطة بأكثر العلوم، وفي الباطن زنديقاً يتدّين بمذهب الحكيم، وإنّما أظهر التشيّع تقرّباً إلى السلطان رياء وسمعة، فلمـّا حضر في المشهد الشريف وكان قد أنهى إليه أمر الكتاب فطلب من الفقير شراءه منه وبذل له عنه ثمناً، فأبى الفقير عليه، فأغلظ للفقير في الكلام لأنّه كان من السفاهة والوقاحة والكبر والغلظة على جانب عظيم، فأجابه الفقير بأعظم من جوابه وأعان الله عليه.

فمضى المذكور ثانياً إلى باب السلطان، فوثب صدر الدولة وفوّض إليه أمر الحضرات والأوقاف والاُمور الشرعيّة في سائر البلاد، فأظهر من الظلم والعسف والعدوان ما لا مزيد عليه، ووليّ على الحضرات الشريفة في بلاد

٥٣٧

العراق نائباً من قبله مشابهاً له في الكبر والغلظة والظلم، وفوّض إليه أمر بلدة الحلّة وغيرها من البلاد المتعلّقة بالحضرات الشريفة - حضرات الأئمّةعليهم‌السلام -، وأمره أن لا يجعل له بعد وصوله دأباً ولا همّة إلّا أخذ الكتاب قهراً، وكتب على يده رسالة تتضمّن التهديد والاغلاض في الكلام.

فحين وصل إلى المشهد الشريف أوصل الرسالة إلى العبد وأمره بإحضار الكتاب بسرعة من غير تعلّل، فرأى الفقير انّ الامتناع لا يجدي نفعاً، فسلّم الكتاب جميعه وعدّته سبع مجلّدات إلى النائب المذكور، وفوّض الأمر إلى الله سبحانه، ورأى أن ليس لكربته وغمّته وظلامته كاشفاً إلّا الله والتوسّل إليه بوليّه أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وآبائه الطاهرين وذرّيّته الأكرمين.

وألقى الله على لسان الفقير كلمات - نثراً وشعراً - سمّاها ب‍ « استغاثة المظلوم اللهيف على الظلوم المسمّى بشريف » فكتبها الفقير وحفظها، ثمّ صلّى صلاة الحاجة عند رأس الضريح المقدّس، ثمّ دعا بالاستغاثة المذكورةبعد أن تلاما تيسّر من كتاب الله، ووضع الاستغاثة المذكورة على الضريح وتوسّل إلى الله بأبي عبد الله الحسين - بعد تلاوتها - وبأبيه وجدّه وأخيه وبالأئمّة التسعة من بنيه.

فرأى تلك الليلة في المنام إبراهيم بن سليمان الخطّي القطيفي(١) المجاور بمشهد سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كأنّ الفقير قد حظر تحت القبّة الشريفة ووضع أوراقه على الضريح المقدّس، وألحّ في المسألة والتضرّع إلى الله وإلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فبينا هو يتوسّل إذا

__________________

١ - هو الشيخ أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان، المتوفّى بالغريّ، المعاصر للمحقّق الكركي، صاحب كتاب « الفرقة الناجية ». انظر في ترجمته: أمل الآمل: ٢/٨، رياض العلماء: ١/١٥١.

٥٣٨

بيدٍ قد خرجت من الضريح الشريف مشيرة إلى الفقير بثلاث أصابع، وإذا بقائل يقول: لا تجزع قد بقي من عمر ظالمك ثلاثة.

فأخبر الشيخ المذكور حفدته صبيحة ذلك اليوم بذلك.

فبعد مدّة اجتمعتُ بالمذكور، فسألته عن ذلك، فأخبرني بصحّته، فقلت: يمكن أن الثلاثة ثلاثة أعوام، أو ثلاثة أشهر، وفوّضت الأمر إلى الله، واستشعرت لباس الصبر، وتأسّيت بالنبيّ ووصيّه وأهل بيتهما.

فما مضت مدّة يسيرة إلّا أقبلت عساكر الروم كالجراد المنتشر، فكان المذكور زعيم الراية العظمى، فحين التقى الجمعان وولّى المذكور دبره لا متحرّفاً لقتال ولا متحيّزاً إلى فئة، بل فراراً وجبناً، واقتدى بالتيمي وابن صهّاك في الهزيمة يوم خيبر، فلم يغن عنه الفرار من الله شيئاً، وأتاه الموت من كلّ مكان، فصار قتيلاً بدار غربة، طريحاً في منزل وحشة، مخضّباً بدم الوريد قوتاً لكلّ خامعة وسيد(١) ، وكان بين الدعاء وقتله ثلاثة أشهر لا ينقص ولا يزيد.

وكان النائب المذكور قد تأخّر في إرسال الكتاب إليه رجاء أن يمضي هو بنفسه مستصحباً للكتاب لينال الزلفى عنده بذلك، وكان مقيماً ببلدة بغداد منتظراً للأخبار، فأتاه خبر سيّده فصار بعد العزّ ذليلاً، وبعد الامارة مأموراً، فمضى ولدي طاهر إلى الغاصب المذكور وأخذ الكتاب منه قهراً، وأتى به.

فالحمد لله الّذي جبر كسري، واستجاب دعائي، ولم يشمت بي أعدائي، وإنّما أوردت هذه الاستغاثة في كتابي هذا تيمّناً وتبرّكاً بها، وإظهار الفضيلة للإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين، مضافة إلى مناقه السالفة في حياته

__________________

١ - الخامعة، جمعها خوامع، وهي الضبع لأنّها تخمع، أيّ تضلع في مشيها.

والسيِّد: الذئب.

٥٣٩

وبعد موته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين، وأبنائه المعصومين، صلاة زاكية نامية إلى يوم الدين.

[ الاستغاذة ]

وهذه الاستغاثة الّتي توسّلت واستعنت إلى الله بها.

اللّهمّ يا من عرشه مجيد، وبطشه شديد، وأخذه مبيد، وعدله مديد، ويا قاصم كلّ جبّار عنيد، وهاضم كلّ ختّار مريد، ويا ناصراً من استنصر بعزيز سلطانه، ويا قاهراً من تجبّر(١) وعدوانه، ويا جابراً قلوباً كسرتها عوامل المسرفين من أعدائه، ويا رافعاً نفوساً خفضتها مواضع المتجبّرين على أوليائه، ويا من فتح باب الدعاء لمن وجّه مطايا حوائجه إليه، ويا من تكفّل بإجابة من توكل في كشف حوائجه عليه، أو يضام أولياؤك ولك الخلق والأمر؟ أم يهظم أصفياؤك وبيدك الحكم والقهر؟ أم تتجرّى كفرة كتابك على المنقطعين إليك؟ أم تتجرّى فجرة عبادك أذى من ألقى كَلّه عليك؟

حاشا مجدك الّذي لا يضام، وجدّك الّذي لا يرام، وبطشك الّذي لا يطاق، وملكك الّذي لا يُحاق، أن تغلق أبواب فضلك عمّن أمّ ذراك، أو تقطع أسباب عدلك ممّن لم يجد له سواك، أو أن تفكّك أنامل رجاء من استمسك بمتين حبلك، أو أن تخيّب دعاء من التزم بوثيق عدلك، وأن تجبه بالودّ من بذل ماء وجهه لمسألتك، وأن تقنط بالمنع من وصف ظلامته لعالي حضرتك.

سبحانك خلقتَ طاغوتاً من عبادك(٢) ، وممدت له مدّاً، وآتيته من كلّ

__________________

١ - حُذف من الأصل مقدار كلمة واحدة نتيجة ترميم للنسخة، وتقديرها: ببطشه، أو ببغيه، أو

٢ - وردت في « ح » هذه الأبيات:

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562