مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)13%

مقتل الامام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-70-7
الصفحات: 437

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 437 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 243945 / تحميل: 10027
الحجم الحجم الحجم
مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-٧٠-٧
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

فهؤلاء إلى أمثالهم برئت منهم الذمّة وانقطعت العصمة وإن استفادت الاُمّة بنهضتهم من ناحية استئصال شأفة أعدائها من آل حرب واُميّة:

طـمعت ابـناء حـرب ان تـرى

فـيه لـلضيم انـعطافاً وانـكسارا

حـاولـت تـصطاد مـنه اجـدلا

نـفض الـذلَّ عـلى الوكر وطارا

ورجــت لـلـخسف أن تـجذبه

ارقـماً قـد ألـف الـعزّ وجـارا

كـيف يـعطي بـيد الـهون إلى

طـاعة الـرجس عن الموت حذارا

فـأبـى إلا الـتـي إن ذكــرت

هـزَّت الـكون انـدهاشاً وانذعارا

فـأتى مـن بـأسه فـي جـحفل

زحـفه سـدَّ عـلى الباغي القفارا

ولـيوث مـن بـني عـمرو العلى

لـبسوا الـصبر عـلى الطعن دثارا

أشـعـروا ضـرباً بـهيجاء غـدا

لـهم فـي ضـنكها الموت شعارا

فـقضوا حـقّ الـمعالي ومـضوا

طـاهري الأعراض لم يدنس عارا

بـذلـوهـا أنـفـسـاً غـالـية

كبرت بالعزِّ أن ترضى الصغارا (١)

____________________________

(١) من قصيدة للسيد عبد المطلب الحلي، ذكرت بتمامها بترجمته من شعراء الحلة للخاقاني.

١٢١

١٢٢

حديث كربلاء

١٢٣

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

« إنَّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً »

(مستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢١٧)

١٢٤

هلَّ المحرم

هـلَّ الـمحرَّم فـاستهل مـكبِّراً

وانـثر به درر الدموع على الثرى

وانـظر بـغرته الهلال إذا انجلى

مـسـترجعاً مُـتـفجِّعاً مُـتفكِّراً

واخلع شعار الصبر منك وزرَّ من

خـلع الـسّقام عـليك ثوباً أصفرا

فـثياب ذي الأشـجان ألـقيها به

مـا كـان من حُمر الثياب مزررا

شـهر بـحكم الـدهر فيه تحكَّمت

شـر الكلاب السّود في اُسد الشرى

لـلّـه أي مـصـيبة نـزلت بـه

بـكت الـسّماء لـه نجيعاً أحمرا

خَـطبٌ دهـى الإسلام عند وقوعه

لـبست عـليه حدادها (اُمّ القرى)

أو ما ترى الحرم الشريف تكاد من

زفـراته الـجمرات أن تـتسعَّرا

(وأبـا قبيس) في حشاه تصاعدت

قـبسات وجد حرها يصلي (حرا)

عَـلِمَ (الـحطيمُ) به فحطَّمه الأسى

ودرى (الـصفا) بـمصابه فتكدَّرا

واسـتشعرت مـنه المشاعر بالبلا

وعـفا (مـحسرها) جوىً وتحسَّرا

قُـتل الـحسين فـيا لها من نكبة

أضحى لها الإسلام منهدم الذرى (١)

شهر المحرّم

مُـحـرَّمٌ فـيه الـهنا مُـحرَّمُ

والـحزن فـرضٌ والبكا مُحتَّمُ

شـهرٌ بـه الإيـمان ثَل عرشه

والـكفر بـالإسلام بـان بطشه

هـلاله قوس رمى قلب الهدى

والدِّين في سهم الحتوف والردى

قـد كـان عند الكفر والإسلام

فـيـه الـقتال أعـظم الآثـام

____________________________

(١) ديوان معتوق بن شهاب الموسوي ط مصر سنة ١٣٣٠ﻫ.

١٢٥

وآل حرب حاربوا ربَّ السّما

فـيه وحـلَّلوا الدم المحرَّما

وانتهكوا حرمة سادات الحرم

وارتكبوا ما أمطر السّماء دم

يـا آل حـرب لا لقيتم سَلَماً

ولا وقـيتم مـن لـسان ذما

لُـعنتُمُ في الأرض والسّماء

عـلى لـسان جملة الأحياء

بـشراكُمُ بـالويل والـثبون

وبـالعذاب يوم نَفخ الصور

كـم حـرة للمصطفى هتكتُمُ

وكــم دم لِـولـده سـفكتُمُ

يـا امـة الخذلان والكفران

وعـصبة الضلال والشيطان

بـأي عـين تبصرون جَده

وقـد فـعلتم مـا فعلتم بعده

جزرتُمُ جزر الأضاحي نسله

وسـقتُمُ سـوق الاماء أهله

نـسيتُمُ احـسان يـوم الفتح

نـسيتُمُ فـيه جميل الصفح

قـد كـنتُمُ لولا بدور هاشم

سـراً يضيع في ضلوع كاتم

بـهم تـسنمتم ذرى المنابر

كما علوتم صهوة المفاخر (١)

يزيد بعد معاوية

لمّا هلك معاوية بدمشق للنصف من رجب سنة ستين هجرية، كان ابنه يزيد في حوران، فأخذ الضحّاك بن قيس أكفانه ورقى المنبر، فقال بعد الحمد لله والثناء عليه: كان معاوية سور العرب وعونهم وجدّهم، قطع الله به الفتنة وملّكه على العباد وفتح به البلاد، إلا أنّه قد مات وهذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها، ومدخلوه قبره ومخلّون بينه وبين عمله، ثمّ هو البرزخ إلى يوم القيامة، فمَن كان منكم يريد أنْ يشهد فليحضر.

ثمّ صلّى عليه الضحّاك، ودفنه بمقابر باب الصغير وأرسل البريد إلى يزيد يعزّيه بأبيه، والإسراع في القدوم؛ ليأخذ بيعةً مجددةً من النّاس(٢) ، وكتب في أسفل الكتاب(٣) :

____________________________

(١) المقبولة الحسينية ص٩ للحجة آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاءقدس‌سره .

(٢) البداية والنهاية لابن كثير ٨ / ١٤٣.

(٣) مقتل الخوارزمي ج١ ص١٧٨.

١٢٦

مضى ابن أبي سفيان فرداً لشأنه

وخلفت فانظر بعده كيف تصنع

أقمنا على المنهاج واركب محجة

سداداً فأنت المرتجى حين نفزع

فلما قرأ يزيد الكتاب أنشأ يقول(١) :

جـاء الـبريد بقرطاس يخبُّ به

فـأوجس القلب من قرطاسه فزعا

قـلنا لك الويل ماذا في صحيفتكم

قـال الخليفة أمـسى مثقلا وجعا

مادت بنا الأرض أو كادت تميد بنا

كـأن مـا عـزَّ من أركانها انقلعا

من لم تزل نفسه توفي على وجل

تـوشك مقادير تلك النفس أن تقعا

لـما وردت وباب القصر منطبق

لـصوت رملة هُدَّ القلب فانصدعا

وسار إلى دمشق، فوصلها بعد ثلاثة أيام من دفن معاوية(٢) ، وخرج الضحّاك في جماعة لاستقباله، فلمّا وافاهم يزيد جاء به الضحّاك أولاً إلى قبر أبيه، فصلّى عند القبر.

ثمّ دخل البلد ورقى المنبر، وقال: أيّها النّاس، كان معاوية عبداً من عبيد الله، أنعم الله عليه ثمّ قبضه إليه. وهو خير من بعده ودون من قبله. ولا أزكّيه على الله عزّ وجلّ؛ فإنّه أعلم به، إن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنبه. وقد ولِّيتُ الأمر من بعده، ولستُ آسى على طلب، ولا أعتذر من تفريط، وإذا أراد الله شيئاً كان. ولقد كان معاوية يغزو بكم في البحر، وإنّي لستُ حاملاً أحداً من المسلمين في البحر. وكان يشتيكم بأرض الروم، ولستُ مشتياً أحداً بأرض الروم. وكان يخرج عطاءكم أثلاثاً، وأنا أجمعه كلّه لكم(٣) .

فلم يقدم أحد على تعزيته حتّى دخل عليه عبد الله بن همام السّلولي، فقال: يا أمير المؤمنين، آجرك الله على الرزيّة، وبارك لك في العطيّة، وأعانك على الرعيّة، فقد رزئت عظيماً واُعطيت جسيماً، فاشكر الله على ما اُعطيت، واصبر على ما رزئت. فقد فقدتَّ خليفة الله واُعطيت خلافة الله، ففارقت جليلاً ووهبت جزيلاً، إذ قضى

____________________________

(١) الاغاني ج١٦ ص٣٤ طبعة دي ساسي.

(٢) مقتل الخوارزمي ج١ ص١٧٨ وفي الاستيعاب على هامش الاصابة بترجمة معاوية عن الشافعي: أن معاوية لما ثقل كتب إلى يزيد وكان غائباً يخبره بحاله فأنشأ يزيد يقول وذكر أربع أبيات الاول والثالث واثنان لم يذكرا هنا.

(٣) البداية لابن كثير ج٨ ص١٤٣.

١٢٧

معاوية نحبه، وولِّيت الرياسة واُعطيت السّياسة، فاورده الله موارد السّرور ووفقك لصالح الامور، ثمّ أنشأ:

إصـبر يـزيد فقد فارقت ذا كرم

واشـكر حباء الذي بالملك أصفاك

لا رزء أصبح في الأقوام قد علموا

كـما رزئـت ولا عـقبى كعقباك

أصـبحت راعي أهل الدين كلهُمُ

فـأنـت تـرعاهُمُ والله يـرعاك

وفـي مـعاوية الـباقي لنا خلف

إذا نـعيت ولا نـسمع بـمنعاك

فانفتح بذلك للخطباء(١) ، وقال له رجل من ثقيف: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، إنّك قد فُجعت بخير الآباء، واُعطيت جميع الأشياء، فاصبر على الرزيّة، واحمد الله على حُسن العطيّة، فلا أحد اُعطي كما اُعطيت ولا رزئ كما رزئت.

وأقبل الناس عليه يهنّئونه ويعزّونه فقال يزيد: نحن أنصار الحقّ وأنصار الدِّين، وأبشروا يا أهل الشام، فإنّ الخير لم يزل فيكم وستكون بيني وبين أهل العراق ملحمة؛ وذلك إنّي رأيت في منامي منذ ثلاث ليال كأنّ بيني وبين أهل العراق نهراً يطّرد بالدم جرياً شديداً، وجعلتُ أجهد نفسي لأجوزه فلم أقدر حتّى جازه بين يدي عبيد الله بن زياد وأنا أنظر إليه!.

فصاح أهل الشام إمض بنا حيث شئت، معك سيوفنا التي عرفها أهل العراق في صفّين، فجزاهم خيراً وفرّق فيهم أموالاً جزيلة.

وكتب إلى العمّال في البلدان يخبرهم بهلاك أبيه، وأقرّهم على عملهم، وضمّ العراقَين إلى عبيد الله بن زياد - بعد أن أشار عليه بذلك سرجون مولى معاوية -، وكتب إلى الوليد بن عتبة وكان على المدينة:

أمّا بعد: « فإنّ معاوية كان عبداً من عباد الله أكرمه واستخلصه ومكّن له، ثمّ قبضه إلى روحه و ريحانه ورحمته وعقابه، عاش بقدر ومات بأجل، وقد كان عَهَدَ إليَّ وأوصاني بالحذر من آل أبي تراب؛ لجرأتهم على سفك الدماء، وقد علمتَ يا وليد أنّ الله تبارك وتعالى منتقم للمظلوم عثمان بآل أبي سفيان؛ لأنّهم أنصار الحقّ وطلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا، فخذ البيعة على أهل المدينة ».

____________________________

(١) البيان والتبيين للجاحظ ٢ / ١٠٩، ط ٢، باب وصية معاوية، وكامل المبرد ٣ / ٣٠٠، والعمدة لابن رشيق ٢ / ١٤٨، باب الرثاء (وبينهم اختلاف يسير)، والعقد الفريد لابن عبد ربّه ٢ / ٣٠٩، باب طلب معاوية البيعة ليزيد.

١٢٨

ثمّ أرفق الكتاب بصحيفة صغيرة فيها: خُذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً، ومَن أبى فاضربْ عنقه، وابعث إليَّ برأسه(١) !

وقام العامل بهذه المهمّة، فبعث على الحسين وابن الزبير نصف الليل، رجاء أنْ يغتنم الفرصة بمبايعتهما قبل النّاس، فوجدهما رسوله عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان بن عفّان(٢) في مسجد النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فارتاب ابن الزبير من هذه الدعوة التي لم تكن في الوقت الذي يجلس فيه للناس(٣) ، لكن حُجّة الوقت (حسين الإصلاح) أوقفه على أمر غيبي، وهو هلاك معاوية، وأنّه يطلب منهم البيعة ليزيد وأيّدهعليه‌السلام بما رآه في المنام من اشتعال النّيران في دار معاوية، وإنّ منبره منكوس(٤) .

ورام ابـن ميسون على الدين امرة

فـعاثت بـدين الله جهراً جرائمه

فـقام مغيثاً شرعة الدِّين شبل مَنْ

بـصمصامه بـدءاً اقيمت دعائمه

وحفَّ به (إذ محصَّ الناسَ) معشر

نـمته إلى اوج الـمعالي مكارمه

فـمن اشوس ينميه للطعن (حيدر)

وينميه جد في قرى الطير (هاشمه)

ورهط تفانى في حمى الدين لم تهن

لـقـلته بـين الـجموع عـزائمه

إلى أن قضوا دون الشريعة صرَّعاً

كما صرعت دون العرين ضراغمه

أراد ابن هند خاب مسعاه أن يرى

(حسينا) بأيدي الضيم تلوى شكائمه

ولـكن أبـى المجد المؤثل والإبا

لـه الـذلُّ ثـوباً والحسام ينادمه

أبـوه عـلي وابـنة الـطُّهر اُمّه

وطـه لـه جَـدٌّ وجـبريل خادمه

إلـى ابن سمي وابن ميسون ينثني

يـمدُّ يـداً والـسّيف في اليد قائمه

____________________________

(١) مقتل الخوارزمي ١ / ١٧٨ - ١٨٠، طبع النجف، وقد أشرنا في المقدّمة إلى السّر في إنشاء هذا الكتاب الصغير فاقرأه.

(٢) ابن عساكر ٤ / ٣٢٧.

(٣) الطبري ٦ / ١٨٩.

(٤) مثير الاحزان لابن نما / ١٠، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٨٢ الفصل الثامن. ولا يخفى أنّ رؤيا الإمامعليه‌السلام مشاهدة لحقيقة الحال، إبصار بنور الإمامة الذي لا تمنعه الحواجز عن ادراك ما في الكون، ولا بدع في ذلك ممَّن كوّنه الله تعالى حُجّة على العالمين، فهوعليه‌السلام في مقام الكناية عن نكوس منبره بانقلاب الأمر من يده وانقطاع شهواته بهلاكه، واشتعال النيران كناية عن احتدام الفتن بمثل فاجعة الطفّ، و واقعة الحرة، وهدم البيت الحرام إلى أمثالها.

١٢٩

فصال عليهم صولة الليث مغضباً

وعسا له خصم النفوس وصارمه

فـحكَّم فـي أعـناقهم نافذ القضا

صقيلاً فلا يستأنف الحكم حاكمه

الى أن أعاد الدين غضّاً ولم يكن

بغير دماء السّبط تسقى معالمه(١)

و وضّح لابن الزبير ما عزم عليه الحسين من ملاقاة الوالي في ذلك الوقت، فأشار عليه بالترك حذار الغيلة، فعرّفه الحسينعليه‌السلام القدرة على الامتناع(٢) .

وصار إليه الحسين في ثلاثين(٣) من مواليه وأهل بيته وشيعته، شاكين بالسّلاح، ليكونوا على الباب فيمنعونه إذا علا صوته(٤) وبيده قضيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . ولمّا استقرّ المجلس بأبي عبد اللهعليه‌السلام ، نعى الوليد إليه معاوية، ثم عرض عليه البيعة ليزيد، فقالعليه‌السلام :«مثلي لا يبايع سرّاً، فإذا دعوتَ النّاس إلى البيعة دعوتنا معهم، فكان أمراً واحداً» (٥) .

فاقتنع الوليد منه، لكن مروان ابتدر قائلاً: إن فارقك السّاعة ولم يبايع، لم تقدر منه على مثلها حتّى تكثر القتلى بينكم، ولكن احبس الرجل حتّى يبايع أو تضرب عنقه.

فقال الحسين:«يابن الزرقاء (٦) أنت تقتلني أم هو؟! كذبت وأثمت» (٧) .

____________________________

(١) من قصيدة للعلامة الشيخ محمّد تقي آل صاحب الجواهر.

(٢) ابن الأثير ٤ / ٦.

(٣) اللهوف للسيّد رضي الدين ابن طاووس.

(٤) مقتل الخوارزمي ١ / ١٨٣ الفصل الثامن.

(٥) الطبري ٦ / ١٨٩.

(٦) في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي / ٢٢٩، طبع ايران، والاداب السلطانية للفخري / ٨٨، كانت جدّة مروان من البغايا. وفي كامل ابن الأثير ٤ / ٧٥، كان الناس يعيّرون ولد عبد الله بن مروان بالزرقاء بنت موهب؛ لانّها من المومسات ومن ذوات الرايات. وفي تاريخ ابن عساكر ٧ / ٤٠٧، جرى كلام بين مروان وعبد الله بن الزبير فقال له عبد الله: وإنك لههنا يابن الزرقاء. وفي أنساب الاشراف للبلاذري ٥ / ١٢٩، قال عمرو بن العاص لمروان - في كلام جرى بينهما -: يابن الزرقاء، فقال مروان: إن كانت زرقاء، فقد أنجبت وأدت الشبه إذا لم تؤده غيرها.

وفي تاريخ الطبري ٨ / ١٦، كان مروان بن محمّد بن الأشعث يقول: لم يزل بنو مروان يعيَّرون بالزرقاء وان بني العاص من أهل (صفورية).

غير خفي أنّ أدب الشريعة وإن حرج على المؤمن التنابز بالالقاب والطعن في الأنساب، ومَن تستفاد منه الحكم والآداب الإلهيّة أحرى بالأخذ بها، إلا أنّ إمام الاُمّة والحُجّة على الخليفة العارف بالملابسات لا يتعدّى هذه المقررات، وابتعادنا عن مقتضيات أحوال ذلك الزمن يلزمنا بالتسليم للإمام المعصومعليه‌السلام في كلّ ما يصدر منه خصوصاً مع مطابقته للقرآن العزيز الذي هو مصدر الأحكام، والتعيير الصادر من الحسين لمروان صدر مثله من الجليل عزّ شأنه مع الوليد بن المغيرة المخزومي إذ يقول في سورة القلم / ١٣:( عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ) والزنيم، في اللغة: الدعي في النسب، اللصيق به.=

١٣٠

ثم أقبلعليه‌السلام على الوليد وقال:«أيها الأمير، إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم. ويزيد رجل شارب الخمور، وقاتل النّفس المحرَّمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة» (١) .

فأغلظ الوليد في كلامه، وارتفعت الأصوات، فهجم تسعة عشر رجلاً قد انتضوا خناجرهم وأخرجوا الحسين إلى منزله قهراً(٢) .

فقال مروان للوليد: عصيتني، فولله لا يمكّنك على مثلها. قال الوليد: وَبِّخ غيرك يا مروان! اخترت لي ما فيه هلاك ديني، أقتل حسيناً أنْ قال لا اُبايع! والله لا أظن امرءاً يحاسب بدم الحسين إلا خفيف الميزان يوم القيامة(٣) ، ولا ينظر الله إليه، ولا يزكّيه، وله عذاب أليم(٤) .

وعتبت أسماء بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، امرأة الوليد عليه؛ لمّا جرى منه مع الحسين، فاعتذر بأنّه بدأه بالسّب، قالت: أتسبّه وتسبّ أباه إنْ سبّك! فقال: لا أفعل أبداً(٥) .

وفي هذه الليلة زار الحسين قبر جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسطع له نور من القبر(٦) فقال:«السّلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك، وسبطك الذي خلّفتني في اُمّتك، فاشهد عليهم يا نبيّ الله أنّهم خذلوني ولم

____________________________

= و ورد في حديث النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما في كنز العمال ١ / ١٥٦:«العتل الزنيم: الفاحش اللئيم».

ويروي الآلوسي في روح المعاني ٢٩ / ٢٨: إنّ أباه المغيرة ادّعاه بعد ثمان عشرة سنة من مولده.

فإذا كان (ينبوع الأدب والأسرار) يغمز في حقّ رجل معيّن ويسمّه بالقبيح في كتابه الذي يتلى في المحاريب ليلاً ونهاراً، فلا يستغرب من ابن النبوة إذا رمى مروان بالشائنة، وهو ذلك المتربّص بهم الغوائل.

(٧) تاريخ الطبري، وابن الأثير، والإرشاد، وإعلام الورى.

(١) مثير الاحزان لابن نما الحلّي، من أعلام القرن السادس.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٢ / ٢٠٨.

(٣) تاريخ الطبري ٦ / ١٩.

(٤) اللهوف / ١٣.

(٥) ابن عساكر ٤ / ٣٢٨.

(٦) امالي الصدوق / ٩٣ المجلس الثلاثون.

١٣١

يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك»، ولم يزل راكعاً وساجداً حتّى الصباح(١) .

وأرسل الوليد من يتعرّف له خبر الحسين، وحيث لم يصبه الرسول في منزله، اعتقد أنّه خارج من المدينة، فحمد الله على عدم ابتلائه به.

وعند الصباح لقي مروان أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فعرفه النصيحة التي يدخرها

____________________________

(١) مقتل العوالم ص ٥٤ والبحار ج ١٠ ص ١٧٢ عن محمد بن أبي طالب إن مسألة وجود الأنبياء والأوصياء في قبورهم أو أنهم مرفوعون إلى السماء محل الخلاف لاختلاف الآثار. ففي كامل الزيارات والتوحيد والمجالس والعيون والخصال للصدوق والخرايجك للراوندي والبصائر ص ١٣٠ أخبار دلت على وجود نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي والحسين ونوح وشعيب وخالد العبسي ويوشع بن نون وعظام آدم وعظام يوسف وعظم النبي المذكور في خبر الاستسقاء في الأرض وإنها أول ما تنشق عن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله ولهذه الأخبار اختار السيد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي في رسالة كتبها في المسألة انهم موجودون في قبورهم، ولكن في كامل الزيارات ص ٣٩٠ باب ١٠٨ وتهذيب الطوسي آخر المزار باب الزيارات ما من نبي أو وصي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه إلى السماء، وفي تهذيب الشيخ الطوسي لا يبقى اكثر من أربعين يوماً فيرفع إلى السماء. والاختلاف بينهما أما لبيان الغاية في القلة والكثرة أو للاختلاف في مراتبهم، وفي شرح الأربعين للمجلسي ص ٧٦ جمع آخر بين الخبرين وهو أن بعضهم يرفع بعد الثلاثة وبعضهم بعد الأربعين. واحتمل أن تكون الاخبار واردة لقطع طمع الخوارج عن النبش. وممن وافق على رفع الاجساد الأصلية الشيخ المفيد في المقالات ص ٨٤ والكراجكي في كنز الفوائد ص ٢٥٨ والمجلسي في مرآة العقول ج ١ ص ٣٧٣ والشيخ يوسف البحراني في الدرة النجفية ص ٢٦٦ والمحدث النوري في دار السلام ج ٢ ص ٣٣١ وذهب الفيض في (الوافي) الى أنهم يرتفعون بالأجساد المثالية وتبقى العنصرية في الأرض، وفي مرآة العقول ج ١ ص ٢٢٧ أن جماعة ذهبوا الى رجوعهم الى ضرائحهم بعد الرفع. ولما سأل ابن الحاجب شيخنا المفيد عن معنى حضور الوافدين الى هذه الضرائح؟ حينئذ أجابه الشيخ المفيد بأنه انما جاء العباد الى محال قبورهم وان لم يكونوا فيها اكباراً لهم وتقديساً للمواضع التي حلوا فيها ثم ارتفعوا عنها وهذا مثل تبعد الله العباد بالسعي الى بيته الحرام مع انه سبحانه لا يحويه مكان وانما ذلك ذلك تعظيم له وتجليل لمقامه جل شأنه. وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر في ٢١٣ عن ابن العربي ان الأنبياء ترد اليهم أرواحهم في القبور ويؤذن لهم في الخروج والتصرف في الملكوت العلوي أو السفلي فلا مانع من أن يرى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الكثيرون لانه كالشمس. وفي وفاء الوفاء للسمهودي ج ٢ ص ٤٠٧ الفصل الثاني في بنية المزارات روى عنه انهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من نبي دفن الا وقد رفع بعد ثلاث غيري فاني سألت الله تعالى أن أكون بينكم إلى يوم القيامة وروى عبد الرزاق ان سعيد بن المسيب رأى قوماً يسلمون على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين... وفي روح المعاني للآلوسي ج ٢ ص ٣٧ سورة الاحزاب آية (ما كان محمداًَ أبا أحد من رجالكم) أحاديث عن أنس قالصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحاً. وعن سعيد بن المسيب وأبي المقدم ثابت بن هرمز ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين يوماً.. ومن الأخبار ما ذكره امام الحرمين في النهاية والرافعي في الشرح ان النبي قال: أنا أكرم على ربي أن يتركني في قبري بعد ثلاث.. زاد امام الحرمين وروى أكثر من يومين ونقل عن القاضي ابن العربي والروض: ان الأنبياء ترد اليهم أرواحهم بعد ما قبضوا ويؤذن لهم في الخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي، ثم ذكر رأيه.

١٣٢

لأمثاله، وهي البيعة ليزيد؛ فإنّ فيها خير الدِّين والدنيا، فاسترجع الحسين وقال:«على الإسلام السّلام؛ إذا بليت الاُمّة براع مثل يزيد، ولقد سمعت جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان (١) ، فاذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه، وقد رآه أهل المدينة على المنبر فلم يبقروا فابتلاهم الله بيزيد الفاسق» ، وطال الحديث بينهما حتّى انصرف مروان مغضباً(٢) .

وفي الليلة الثانية جاء الحسين إلى قبر جدّه، وصلّى ركعات ثم قال:«اللهمّ، إنّ هذا قبر نبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا ابن بنت نبيّك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهمّ إنّي اُحبّ المعروف واُنكِر المنكر، وأسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ القبر ومَن فيه إلا اخترت لي ما هو لك رضىً ولرسولك رضىً» ، وبكى.

ولمّا كان قريباً من الصبح وضع رأسه على القبر فغفا، فرأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله وبين يدَيه، فضمّ الحسين إلى صدره وقبَّل ما بين عينيه، وقال: حبيبي يا حسين، كأنّي أراك عن قريب مرمّلاً بدمائك، مذبوحاً بأرض كربلا بين عصابة من اُمّتي، وأنت مع ذلك عطشان لا تُسقى، وظمآن لا تروى، وهم بعد ذلك يرجون شفاعتي، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة! حبيبي يا حسين، إنّ أباك واُمّك وأخاك قدموا عليَّ وهم مشتاقون إليك. فبكى الحسين وسأل جدّه أنْ يأخذه معه ويدخله في قبره.

ولكن الرسول الأقدس أبى إلا أنْ يمضي ولده على حال أربى في نيل الجزاء وآثر عند الجليل سبحانه يوم الخصام فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لابد أنْ ترزق الشهادة؛ ليكون لك ما كتب الله فيها من الثواب العظيم، فانّك وأباك وعمّك وعمّ أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتّى تدخلوا الجنّة.

فانتبه الحسين وقصّ رؤياه على أهل بيته فاشتد حزنهم وكثر بكاؤهم(٣)

____________________________

(١) اللهوف / ١٣، ومثير الأحزان / ١٠.

(٢) مقتل الحوارزمي ١ / ١٨٥، الفصل التاسع.

(٣) مقتل العوام / ٥٤، عن محمّد بن أبي طالب، وهذا التذمّر بيان لمقتضى الحال وتعليم للاُمّة بأنّ في مشاهدة تلكم الأحوال من تداول المنكرات وإزهاق المعروف ممّا يستهان معه الموت، وذلك بقضاء من الشهامة والتعرّق في الدين، ولم يكن هذا من سيّد الشهداء نكوصاً عن الأفضل ولا جزعاً - وحاشاه - ممّا قدّر له ورضى به، وأخذ عليه العهد والمواثيق المؤكّدة وهو جدّ عليم بأنّه لابدّ من وقوع ما جرت به المقادير، لكنّ أبي الضيم حسب أنّ دعاء جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بغير القضاء فعرفه صاحب الدّعوة الإلهيّة أنّ الله تعالى أجرى قضاءه بإعطائه منازل لا تحصّل إلا مع الشهادة. وفي كلّ حرف من قضيّة السّبط الشهيد دروس راقية، وهل في الاُمّة مَن يعتبر بها أو يدرسها؟

١٣٣

وعلموا قرب الموعد الذي كان رسول الله يخبر به، ولحرصهم على نور النبوّة أنْ لا يحجب عنهم ولا يفقدوا تلك الهبات العلويّة اجتمعوا عليه، وطلبوا منه الموافقة ليزيد أو الابتعاد عن هذه البلاد.

جماعة يتخوّفون على الحسين

١- رأي عمر الأطرف

فقال له عمر الأطرف بن أمير المؤمنين(١) : حدّثني أبو محمّد الحسن عن أبيه أمير المؤمنين، أنّك مقتول، فلو بايعت لكان خيراً لك. قال الحسين:«حدّثني أبي أنّ رسول الله أخبره بقتله وقتلي، وإنّ تربته تكون بالقرب من تربتي، أتظنّ أنّك علمت ما لم أعلمه؟، وإنّي لا أعطي الدنيّة من نفسي أبداً، ولتلقين فاطمة أباها شاكية ممّا لقيت ذريّتها من اُمّته، ولا يدخل الجنة من آذاها في ذريّتها» (٢) .

وجاء عمر بن علي بن أبي طالب إلى المختار - حينما نهض بالكوفة - فقال له المختار: هل معك محمّد بن الحنفيّة؟ فقال: لا. فطرده عنه. فسار إلى مصعب حتّى حضر الوقعة وقُتل فيمَن قُتل من النّاس(٣) .

لا بـد أن تـرد الـقيامة فاطم

وقـميصها بـدم الحسين ملطّخ

ويـلٌ لـمَن شـفعاؤه خصماؤه

والصور في يوم القيامة ينفخ(٤)

٢- رأي ابن الحنفية

وقال محمّد بن الحنفية(٥) : يا أخي أنت أحبّ النّاس إليَّ وأعزّهم عليَّ

____________________________

(١) ذكرنا ترجمته في هامش كتابنا زيد الشهيد / ١٠٠ الطبعة الثانية.

(٢) اللهوف / ١٥، طـ صيدا.

(٣) الاخبار الطوال للدينوري / ٢٩.

(٤) في مناقب ابن شهرآشوب ٢ / ٩١: إنّها لمسعود بن عبد الله القايني.

(٥) ذكرنا في كتابنا (قمر بني هاشم / ١٠٤): أنّ له يوم البصرة عشرين سنة، فهو أكبر من العبّاس بعشر سنين، وكانت راية أمير المؤمنين معه في الجمل والنهروان، وذكرنا في كتابنا (زين العابدين / ٣١٦) بعض أحواله.

وفي مقتل الخوارزمي ٢ / ٧٩ كتاب يزيد إلى ابن الحنفية بعد قتل الحسين وحضوره عنده؛ وهذا ممّا يحطّ من مقامه، وإنّي أقطع بالافتعال عليه؛ لأنّه لا يعقل صدوره من غيور موتور.

١٣٤

ولستُ أدّخر النّصيحة لأحد من الخلق إلا لك وأنت أحقّ بها، تنحّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث برسلك إلى النّاس، فإنْ بايعوك حمدتَ الله على ذلك، وإنْ اجتمعوا على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك، ولم تذهب مروءتك ولا فضلك، وإنّي أخاف عليك أنْ تدخل مصراً من هذه الأمصار فيختلف النّاس بينهم فطائفة معك واُخرى عليك فيقتتلون، فتكون لأول الأسنّة غرضاً، فإذا خيرُ هذه الاُمّة كلّها نفساً وأباً واُمّاً، أضيعها دماً، وأذلّها أهلاً.

فقال الحسين:«فأين أذهب؟»، قال: تنزل مكّة فإنْ اطمأنّت بك الدار، وإلا لحقت بالرمال وشعب الجبال وخرجت من بلد إلى آخر حتّى تنظر ما يصير إليه أمر النّاس، فإنّك أصوب ما تكون رأياً وأحزمه عملاً حتّى تستقبل الاُمور استقبالاً ولا تكون الأمور أبداً أشكل عليك منها حين تستدبرها استدباراً(١) .

فقال الحسين:«يا أخي، لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى، لَما بايعت يزيد ابن معاوية» .

فقطع محمّد كلامه بالبكاء.

فقال الحسين:«يا أخي، جزاك الله خيراً، لقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة، وقد تهيّأتُ لذلك أنا وإخوتي وبنو أخي وشيعتي أمرهم أمري ورأيهم رأيي، وأمّا أنت فلا عليك أنْ تقيم بالمدينة، فتكون لي عيناً عليهم لا تخفي عنّي شيئاً من اُمورهم» (٢) .

وقام من عند ابن الحنفية ودخل المسجد، وهو ينشد:

لا ذعرت السوام في فلق الصبح

مغـيراً ولا دعـيت يـزيدا(٣)

يوم أُعطي مخالفة الموت ضـيم

والمنايا يرصدنني أن احيدا(٤)

____________________________

(١) الطبري ٦ / ١٩١، وكامل ابن الأثير ٤ / ٧.

(٢) مقتل محمّد بن أبي طالب، ولم يذكر أرباب المقاتل هذا العذر، واعتذر العلامة الحلّي في أجوبة مسائل ابن مهنا بالمرض.

في (أخذ الثأر) لابن نما الحلي ص٨١: أصابته قروح من عين نظرت إليه، فلم يتمكّن من الخروج مع الحسينعليه‌السلام ، وجلالة ابن الحنفية ومواقفه المشهودة، واعترافه بإمامة السّجادعليه‌السلام لا يدع لنا إلا الاذعان بمشروعيّة تأخيره عن هذا المشهد على الإجمال.

(٣) هو يزيد بن مفرغ.

(٤) في أنساب الاشراف ٤ / ٦٦: تمثل بهما في مكة.

١٣٥

وسمعه أبو سعيد المقبري فعرف أنّه يريد أمراً عظيماً(١) .

٣- رأي اُمّ سلمة

وقالت اُمّ سلمة: لا تحزنني بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدّك رسول الله يقول:«يُقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا» ، وعندي تربتك في قارورة دفعها إليَّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال الحسين:«يا اُمّاه، وأنا أعلم أنّي مقتول مذبوح ظلماً وعدواناً، وقد شاء عزّ وجلّ أنْ يرى حرمي ورهطي مشرّدين، وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيّدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً».

قالت اُمّ سلمة: وآعجباً! فأنّى تذهب وأنت مقتول؟!.

قالعليه‌السلام :«يا اُمّاه، إنْ لم أذهب اليوم ذهبتُ غداً، وإنْ لم أذهب في غد ذهبت بعد غد، وما من الموت والله بدّ، واني لأعرف اليوم الذي اُقتل فيه والسّاعة التي اُقتل فيها والحفرة التي اُدفن فيها، كما أعرفك، وأنظر إليها كما أنظر إليك، وإنْ أحببتِ يا اُمّاه أنْ أريك مضجعي ومكان أصحابي»، فطلبت منه ذلك، فأراها تربة أصحابه(٢) ، ثمّ أعطاها من تلك التربة، وأمرها أنْ تحتفظ بها في قارورة، فإذا رأتها تفور دماً تيقّنت قتله. وفي اليوم العاشر بعد الظهر نظرت إلى القارورتين فإذا هما يفوران دماً(٣) .

____________________________

(١) الطبري ٦ / ١٩١، والاغاني ١٧ / ٦٨، والمقتل للخوارزمي ١ / ١٨٦ الفصل التاسع، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ / ٣٣٩.

(٢) مدينة المعاجز / ٢٤٤، عن ثاقب المناقب لمؤلّفه الجليل أبي جعفر محمّد بن علي بن محمّد المشهدي الطوسي، كما في دار السلام للنوري ١ / ١٠٢، وحكى في روضات الجنات / ٥٩٣: نسبة الكتاب إليه عن كامل البهائي، وعلى ما في دار السلام من ذكر روايته عن جعفر بن محمّد الدرويستي الراوي عن المفيد في سنة ٤٠١ يكون من أعلام القرن الخامس.

(٣) الخرايج في باب معجزاته ومقتل العوالم / ٤٧.

١٣٦

الهاشميّات:

وكَبُرَ خروجه على نساء بني عبد المطّلب فاجتمعن؛ للنياحة، فمشى إليهنّ الحسين وسكّتهن وقال:«اُنشدكنّ الله أنْ تبدين هذا الأمر معصية لله ولرسوله» ، فقلن: ولِمَن نستبقي النّياحة والبكاء؟! فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله وعلي وفاطمة والحسن وزينب واُمّ كلثوم، فننشدك الله - جعلنا الله فداك - من الموت يا حبيب الأبرار من أهل القبور. وأخبرته بعض عمّاته أنّها سمعت هاتفاً يقول(١) :

____________________________

(١) في كامل الزيارة ص ٩٦ ذكر بيتين ثم هذا البيت وورد في أربعة أبيات في حماسة أبي تمام كما في شرحها للتبريزي ج ٢ ص ١٤، ومروج الذهب ج ٢ ص ٩٢ نقلاً عن انساب الزبير بن بكار ومناقب ابن شهر اشوب ج ٢ ص ٢٢٨ ومثير الأحزان عن المرزباني وتذكرة الخواص ص ١٢٤ وورد في خمسة أبيات في معجم البلدان ج ٦ ص ٥٢ ومقالات الاسلاميين لأبي الحسن الأشعري ج ١ ص ١٤٢ وفي ست أبيات في كامل ابن الأثير ج ٤ ص ٣٧ وسير أعلام النبلاء للذهبي ج ٢ ص ٢١٥ وفي سبع أبيات في مقاتل الطالبيين ص ١٩ ط ايران ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤١ وفي ثمان أبيات في البداية لابن كثير ج ٨ ص ٢١١ ومقتل الخوارزمي ج ٢ ص ١٤٩ ومثير الأحزان لابن نما. وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٣٤٣. (واختلفوا في قائلها) ففي كامل ابن الأثير ج ٤ ص ٣٧ انها للتيمي تيم مرة وكان منقطعاً لبني هاشم، وفي الاصابة ج ٤ ص ٧٤ ومقالات الاسلاميين انها لأبي رمح الخزاعي وهي رواية ابن نما عن المرزباني، وفي شرح التبريزي على الحماسة ج ٣ ص ١٣ انها لأبي رمج الخزاعي بالجيم المعجمة وفي الاستيعاب انها لأبي زميج الخزاعي وسماه البكري في المعجم مما استعجم ج ٣ ص ٨٩١ ابن رمح الخزاعي ولم يذكر الا هذا البيت الذي في روايته (اذل رقاب المسلمين فذلت).

ويذهب الزبير بن بكار في أنساب قريش كما ذكره المسعودي في مروج الذهب انها لسليمان بن قبه بالباء الموحدة وعند ابن عساكر في تاريخه ج ٤ ص ٣٤٢ والذهبي في سير اعلام النبلاء ج ٣ ص ٢١٥ وابي عمرو في الاستيعاب (قنة) بالنون بعد القاف ويضيف ابن شهر اشوب الى ذلك (الهاشمي).

وفي تهذيب كامل المبردج (٢) ص ٢٣٥ واعيان الشيعة ج ٣٥ ص ١٣٦ ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤١ سليمان بن قته ويضيف اليه ابو تمام في الحماسة (العدوي) وفي شرح التبريزي منسوب الى عدي وفي وفي الحماسة البصرية لصدر الدين بن أبي الفرج بن الحسين البصري المتوفى سنة ٦٥٩ هـ ج ١ ص ٢٠٠ رقم ١٠ قال سليمان ابن قته العدوي مولى عمر بن عبد الله التيمي:

مررت على أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم يوم حلت

وكتب المعلق عليه انها خمسة ولم يذكرها وقال مثلها في الاستيعاب. وفي تذكرة الخواص ص ١٥٤ ط. ايران مر سليمان بن قته فنظر الى مصارع القوم فبكى ثم قال: وان قتيل الطف... الى أربعة أبيات.

وفي مقاتل أبي الفرج ص ٤٩ والبداية لابن كثير ج ٨ ص ٢١١ سليمان بن (قتيبة) بالتاء المثناة من فوق بعد القاف ثم الياء المثناة من تحت بعدها باء موحدة ملحقه بهاء، وفي مثير الاحزان لابن نما ان سليمان بن قتيبة العدوي مولى بني تميم مر بكربلا بعد قتل الحسين بثلاث فنظر الى مصارعهم فاتكأ على قوس له عربية وانشأ الأبيات وفي اللهوف لابن طاووس ص ١١٩ ط صيدا ولقد احسن ابن قتيبةرحمه‌الله ، وفي معجم البلدان ج ٦ ص ٥٢ انها لأبي دهبل الجمحي، ووافقه في تاج العروس بمادة الطف مع الاقتصار على نفس البيت (وابو =

١٣٧

وإنَّ قتيل الطف من آل هاشم

أذلَّ رقاباً من قريش فذلَّتِ

فصبَّرها الحسين وعرَّفها أنّه أمر جارٍ وقضاء محتوم.

٤- رأي عبد الله بن عمر

وطلب منه عبد الله بن عمر بن الخطاب البقاء في المدينة فأبى الحسين وقال:«يا عبد الله، إنّ من هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريّا يُهدى إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل، وأنّ رأسي يُهدى إلى بغي من بغايا بني اُميّة، أما علمت أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الشمس سبعين نبياً ثمّ يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً؟! فلم يُعجّل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام» (١) .

ولما عرف ابن عمر من الحسين العزم على مغادرة المدينة والنّهضة في وجه أتباع الضلال وقمع المنكرات وكسح أشواك الباطل عن صراط الشريعة المقدّسة، قال له: يا أبا عبد الله أكشف لي عن الموضع الذي لم يزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّله منك، فكشف له عن سرّته، فقبّلها ثلاثاً وبكى(٢) .

فقال له:«اتّق الله يا أبا عبد الرحمن، ولا تَدَعَنَّ نصرتي» (٣) .

____________________________

دهبل) كما في الأغاني ج ٦ ص ١٤٩ وهب بن زمعة بن اسد مادح معاوية وعبد الله بن الزبير والوالي على اليمن من قبله وهذا يضعف كون الشعر له، وفي الاغاني ج ١٧ ص ١٦٥ دخل مصعب بن الزبير الكوفة وأخذ يسأل عن الحسين وقتله وعروة بن المغيرة يحدثه فقال متمثلا بقول سليمان بن قته:

فان الأولى بالطف من آل هاشم

تآسوا فسنوا للكرام التآسيا

وفي طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ص ٣١٤ سليمان بن قتة بفتح القاف والمثناة من فوق المشددة، وقته امه، التيمي مولاهم البصري ثقة عرض على ابن عباس ثلاث عرضات وعرض عليه عاصم الجحدري.

(ويمضي) على الألسن ان التي سمعت الهاتف أم هاني ولا يصح لانها ماتت أما في أيام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما في مناقب ابن شهر آشوب ج ١ ص ١١٠ أو أيام معاوية كما في تقريب التهذيب لابن حجر ص ٦٢٠ ط لكنهو.

(١) ابن نما واللهوف.

(٢) أمالي الصدوق مجلس ٣٠ / ٩٣.

(٣) اللهوف / ١٧.

١٣٨

الوصيّة

وكتب الحسين قبل خروجه من المدينة وصيّةً قال فيها:

«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن عليعليه‌السلام إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة، إنّ الحسين يشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله جاء بالحقّ من عنده، وأنّ الجنة حقّ والنّار حقّ، والسّاعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور.

وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اُريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب، فمَن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومَن ردّ عليَّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين.

وهذه وصيّتي إليك يا أخي. وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت وإليه اُنيب، ثمّ طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى أخيه محمّد» (١) .

رافـعٌ رايـة الـهدى بمهجته

كـاشفٌ ظـلمة العمى ببهجته

بـه اسـتقامت هـذه الشريعة

بـه عـلت أركـانها الرفيعة

بـنى الـمعالي بمعالي هممه

ما اخضرَّ عود الدين إلا بدمه

بـنفسه اشـترى حـياة الدين

فـيا لـها مـن ثـمن ثـمين

أحـيا مـعالم الـهدى بروحه

داوى جروح الدين من جروحه

جـفت ريـاض العلم بالسموم

لـم يـروها إلا دم الـمظلوم

فـأصبحت مـورقة الأشجار

يـانـعة زاكـيـة الـثـمار

أقـعـد كـل قـائم بـنهضته

حتّى أقـام الدين بعد كبوته

قـامت بـه قـواعد التوحيد

مـذ لـجأت بـركنها الشديد

____________________________

(١) مقتل العوام ص ٥٤، والمقتل للخوارزمي ١ / ١٨٨ الفصل التاسع.

وغير خاف مغزى السبط المقدس من هذه الوصية، فإنّه أراد الهتاف بغايته الكريمة من نهضته المقدسة، وتعريف الملأ نفسَه ونفسيته ومبدأ أمره ومنتهاه، ولم يبرح يواصل هذا بأمثاله إلى حين شهادته دحضاً لما كان الأمويّون ولفائفهم يموهون على النّاس بأنّ الحسين خارج على خليفة الوقت يريد شقّ العصا وتفريق الكلمة واستهواء النّاس إلى نفسه؛ لنهمة الحاكمية وشره الرياسة؛ تبريراً لأعمالهم القاسية في استئصال آل الرسول، ولم يزلعليه‌السلام مترسلاً كذلك في جميع مواقفه هو وآله وصحبه حتّى دحروا تلكم الاُكذوبة، ونالوا اُمنيتهم في مسيرهم ومصير أمرهم.

١٣٩

غـدت بـه سـامية الـقباب

مـعـاهد الـسّـنة والـكتاب

أفـاض كـالحيا عـلى الورِّاد

مـاء الـحياة وَهوَ ظامٍ صادي

وكـظَّه الظما وفي طيِّ الحشا

ريِّ الورى والله يقضي ما يشا

والـتهبت أحـشاؤه من الظما

فأمطرت سحائب القدس دما(١)

الخروج من المدينة

وخرج الحسين من المدينة متوجّهاً نحو مكّة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه الحسن وأهل بيته(٢) ، وهو يقرأ:( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَبُ قَالَ رَبّ نَجّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ ) (٣) .

ولزم الطريق الأعظم، فقيل له: لو تنكّبت الطريق كما فعل ابن الزبير؛ كيلا يلحقك الطلب، قال:«لا والله، لا أفارقه حتّى يقضي الله ما هو قاض».

ودخل مكّة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان وهو يقرأ:( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيل ) (٤)(٥) .

فنزل دار العبّاس بن عبد المطلب(٦) واختلف إليه أهل مكّة ومَن بها من المعتمرين وأهل الآفاق، وابن الزبير ملازم جانب الكعبة، ويأتي إلى الحسين فيمَن يأتيه وكان ثقيلاً عليه دخول الحسين مكّة؛ لكونه أجلَّ منه وأطوع في النّاس، فلا يبايَع له ما دام الحسين فيها.

وخرجعليه‌السلام في بعض الأيام إلى زيارة قبر جدّته خديجة، فصلّى هناك وابتهل إلى الله كثيراً(٧) .

____________________________

(١) للعلامة الحجة الشيخ محمّد حسين الاصفهاني قدّس الله سرّه.

(٢) تاريخ الطبري ٦ / ١٩٠.

(٣) سورة القصص الآية ٣١.

(٤) سورة القصص الآية ٢٢.

(٥) إرشاد المفيد.

(٦) تاريخ ابن عساكر ٤ / ٣٢٨.

(٧) الخصائص الحسينية للشيخ جعفر الشوشتري ص ٣٥ ط تبريز، ومقتل العوالم ص ٢٠.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

حديث تفسير الأَذان - أنّه قال فيه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، أشهد أن محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، لا إله إلّا الله.

وذكر في الإقامة: قد قامت الصلاة.

قال الصدوق: إنّما ترك الراوي حيّ على خير العمل، للتقيّة.

[ ٦٩ ٨٠ ] ١٩ - جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق في( المعتبر) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: الأَذان: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، وقال في آخره: لا إله إلّا الله مرّة.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(١) ويحتمل التقيّة في آخره، ويحتمل كونه ذكر الأَذان والإِقامة معاً، ويكون التهليل مرّة واحدة في آخر الإِقامة لما مضى(٢) ويأتي(٣) فإنّ الأَذان قد يطلق عليهما(٤) .

[ ٦٩ ٨١ ] ٢٠ - محمّد بن الحسن في( النهاية) قال: قد روي أنّ الأَذان والإِقامة سبعة وثلاثون فصلاً، يضيف إلى ما ذكرناه التكبير مرّتين في أول الإِقامة.

____________________

١٩ - المعتبر: ١٦٦، أورد ذيله في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(١) تقدم في الحديث ٥ من هذا الباب.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من هذا الباب، ومضى من ان الأَذان قد يطلق على الإِقامة في الحديث ٧ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ١ من الباب ١ من أفعال الصلاة.

٢٠ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٨ بتصرف في النقل.

٤٢١

[ ٦٩ ٨٢ ] ٢١ - قال: وقد روي ثمانية وثلاثون فصلاً، يضيف إلى ذلك أيضاً لا إله إلّا الله مرّة اُخرى الإِقامة.

[ ٦٩ ٨٣ ] ٢٢ - قال: وقد روي إثنان وأربعون فصلاً، يضيف الى ذلك التكبير في آخر الأَذان مرّتين، وفي آخر الإِقامة مرّتين.

قال: الشيخ: فمن عمل على إحدى هذه الروايات لم يكن مأثوماً، انتهى.

[ ٦٩ ٨٤ ] ٢٣ - وفي( المصباح) قال: وروي اثنان وأربعون فصلاً، فيكون التكبير أربع مرّات في أوّل الأَذان وآخره، وأوّل الإِقامة وآخرها والتهليل مرّتين فيهما.

[ ٦٩ ٨٥ ] ٢٤ - قال: وروي سبعة وثلاثون فصلاً يجعل في أوّل الإِقامة الله أكبر أربع مرّات.

[ ٦٩ ٨٦ ] ٢٥ - وقال الصدوق بعدما ذكر حديث أبي بكر الحضرمي وكليب الأَسدي: هذا هو الأَذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه، والمفوّضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً وزادوا بها في الأَذان محمّد وآل محمّد خير البريّة مرّتين، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أنّ محمّداً رسول الله: أشهد أنّ عليّاً وليّ الله مرّتين، ومنهم من روى بدل ذلك: أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً مرّتين، ولا شكّ أنّ عليّاً وليّ الله وأنّه أمير المؤمنين حقّاً وأنّ محمّداً وآله خير البرية، ولكن ذلك ليس في أصل الأَذان، وانّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة

____________________

٢١ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٨.

٢٢ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٩.

٢٣ - المصباح المتهجّد: ٢٦.

٢٤ - المصباح المتهجّد: ٢٦.

٢٥ - الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٧.

٤٢٢

المتّهمون بالتفويض(١) المدلسون أنفسهم في جملتنا.

انتهى كلام الصدوق رئيس المحدّثين (رضي‌الله‌عنه )

ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود هنا(٢) وفي حديث من صلّى خلف من لا يقتدى به(٣) ، وفي كيفية الصلاة(٤) وغير ذلك(٥) ، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبيّن وجهه(٦) .

٢٠ - باب استحباب اختيار الإِقامة مثنى مثنى على الأَذان والإِقامة مرّة مرّة وكراهة الأَذان لمن أقام واحدة واحدة

[ ٦٩ ٨٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: الأَذان والإِقامة مثنى مثنى، وقال: إذا أقام مثنى(٧) ولم يؤذّن أجزأه في الصلاة المكتوبة، ومن أقام الصلاة واحدة واحدة ولم يؤذّن لم يجزئه إلّا بالأَذان.

[ ٦٩ ٨٨ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن

____________________

(١) التفويض هنا بمعنى ان الله فوّض الخلق والرزق الى محمد وآل محمد وهو مذهب جماعة من أهل الضلال « منه. قده ».

(٢) يأتي في الباب ٢٠ والحديث ٥ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة.

(٥) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣١ من أبواب الأذان.

(٦) يأتي في الباب ٢٢ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١١.

(٧) في المصدر زيادة: مثنى.

٢ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٨، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٢.

٤٢٣

عثمان، عن ابن مسكان، عن بريد(١) مولى الحكم، عمّن حدّثه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: لان اُقيم مثنى مثنى أحبُّ إليّ من أن أؤذّن واُقيم واحداً واحداً.

أقول: ويأتي ما يدلُّ على الجزاء(٢) فيحمل الحديث الأوّل على نفي الأَفضليّة.

٢١ - باب جواز الاقتصار في الأَذان والإِقامة على مرّة مرّة في التقيّة والعجلة والسفر

[ ٦٩ ٨٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الأَذان مثنى مثنى والإِقامة واحدة.

[ ٦٩ ٩٠ ] ٢ - وعنه، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الأَذان يقصر في السفر كما تقصر الصلاة، الأَذان واحداً واحداً والإِقامة واحدة.

أقول: حمله الشيخ على التقيّة والعجلة وكذا الذي قبله لما مضى(٣)

____________________

(١) في المصدر وفي نسخة من الاستبصار في هامش المخطوط: يزيد.

(٢) يأتي في الباب ٢١ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٤ من الباب ٣١ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٩، وفي الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢١

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٦١ / ٢١٤، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٣٨، وأورده أيضاً في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٩، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٣.

(٣) مضى في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٤٢٤

ويأتي(١) ، ويمكن إبقاؤه على إطلاقه.

[ ٦٩ ٩١ ] ٣ - وبإسناده، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الإِقامة مرّة مرّة إلّا قول الله أكبر الله أكبر فانّه مرّتان.

[ ٦٩ ٩٢ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة ابن أيّوب، عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء قال: رأيت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، يكبّر واحدة واحدة في الأَذان، فقلت له: لم تكبر واحدة واحدة ؟ فقال: لا بأس به إذا كنت مستعجلاً.

[ ٦٩ ٩٣ ] ٥ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، يقول: يجزئك من الإِقامة طاق طاق(٢) في السفر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٢ - باب عدم جواز التثويب في الأَذان والإِقامة وهو قول الصلاة خير من النوم

[ ٦٩ ٩٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة

____________________

(١) يأتي في أحاديث هذا الباب.

٣ - التهذيب ٢: ٦١ / ٢١٥، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٣٩.

٤ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٦، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٤٠.

٥ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢٢٠، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٤.

(٢) الإقامة طاق طاق: أي من غير تكرار، والطوق: الطاقة.( مجمع البحرين ٥: ٢٠٩ ).

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

الباب ٢٢

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٣.

٤٢٥

وحمّاد بن عيسى، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن التثويب الذي يكون بين الأَذان والإِقامة ؟ فقال: ما نعرفه.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن وهب(١) .

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية بن وهب، نحوه(٢) .

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية بن وهب، مثله (٣) .

[ ٦٩ ٩٥ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الله(٤) بن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) ، - في حديث -: إن شئت زدت على التثويب حيّ على الفلاح مكان الصلاة خير من النوم.

قال الشيخ: لو كان ذكر الصلاة خير من النوم من السنّة لما سوغ له العدول عنه إلى تكرار اللّفظ.

أقول: وأحاديث كيفيّة الأَذان والإِقامة تدلّ على ذلك(٥) .

[ ٦٩ ٩٦ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن حمّاد بن

____________________

(١) الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٥.

(٢) الكافي ١: ٣٠٣ / ٦.

(٣) مستطرفات السرائر: ٩٣ / ٢.

٢ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٤، والاستبصار ١: ٣٠٩ / ١١٤٨، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٤) في الاستبصار: عبد الرحمن بن أبي نجران.

(٥) أحاديث كيفية الأذان والإِقامة تقدمت في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٣ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢٢١، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٥.

٤٢٦

عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: النداء والتثويب في الإِقامة(١) من السنّة.

أقول: يأتي وجهه على أنّ التثويب لغة أعمّ من قول: الصلاة خير من النوم(٢) ، فلعلّ المراد غيره، ويحتمل الحمل على الإِنكار.

[ ٦٩ ٩٧ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن فضالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) ينادي في بيته بالصلاة خير من النوم، ولو رددت ذلك لم يكن به بأس.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب (٣) .

قال الشيخ: هذا والذي قبله محمولان على التقيّة لاجماع الطائفة على ترك العمل بهما.

أقول: هذا لا إشعار فيه بكون النداء في الأَذان أو الإِقامة فلعلّه لم يكن فيهما.

[ ٦٩ ٩٨ ] ٥ - جعفر بن الحسن المحقّق في( المعتبر) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا كنت في أذان الفجر فقل: الصلاة خير من النوم بعد حيّ على خير العمل(٤) ، ولا تقل في الإِقامة الصلاة خير من النوم إنّما هذا في الأَذان.

____________________

(١) في الاستبصار: في الأذان.

(٢) يأتي وجهه في الحديث ٤ من هذا الباب.

٤ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٢، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٦.

(٣) مستطرفات السرائر: ٩٤ / ٣.

٥ - المعتبر: ١٦٦.

(٤) في المصدر زيادة: وقل بعد الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

٤٢٧

أقول: هذا محمول على التقيّة لما تقدّم(١) .

٢٣ - باب كراهة الزيادة في تكرار الفصول إلّا للإِشعار

[ ٦٩ ٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لو أنّ مؤذّناً أعاد في الشهادة وفي حيّ على الصلاة أو حيّ على الفلاح المرّتين والثلاث وأكثر من ذلك إذا كان إماماً(٢) يريد به جماعة القوم ليجمعهم لم يكن به بأس.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

أقول: وتقدّم في كيفية الأَذان(٤) وفي أحاديث التثويب ما يدلّ على ذلك(٥) وعلى المنع من الزيادة في غير هذه الصورة والله أعلم(٦) .

٢٤ - باب استحباب الترتيل في الأَذان والحدر في الإِقامة

[ ٧٠ ٠٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن وهب، عن

____________________

(١) لما تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٨ / ٣٤.

(٢) في المصدر وفي نسخة في هامش المخطوط: إنّما.

(٣) التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٥، والاستبصار ١: ٣٠٩ / ١١٤٩.

(٤) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٥) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٦) تقدّم ما يدلّ على المنع في الحديث ٢٥ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ١٨٥ / ٨٧٦، تقدّم صدره في الحديث ١ من الباب ٨ وقطعة منه في الحديث ١ من =

٤٢٨

أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: احدر إقامتك حدراً.

[ ٧٠ ٠١ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : الأَذان جزم بافصاح الأَلف والهاء، والإِقامة حدر.

أقول: هذا الحديث: رواه الشيخ، عن الكليني(١) ولم نجده في( الكافي) فكأنّه نقله من غيره من مؤلّفاته.

[ ٧٠ ٠٢ ] ٣ - وعن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: الأَذان ترتيل، والإِقامة حدر.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان(٢) ، والذي قبله بإسناده عن محمّد بن يعقوب.

٢٥ - باب سقوط الأَذان والإقامة عمّن أدرك الجماعة بعد التسليم قبل أن يتفرقوا لا بعده، وإن كانا اثنين فصاعداً جاز أن يصلّوا جماعة

[ ٧٠٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

= الباب ١٦ من هذه الأبواب.

٢ - لم نجده في الكافي، لاحظ الحديث ٢ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٢: ٥٨ / ٢٠٣.

٣ - الكافي ٣: ٣٠٦ / ٢٣.

(٢) التهذيب ٢: ٦٥ / ٢٣٢، تقدّم ما يدل على ذلك في الباب ١٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٢.

٤٢٩

صالح(١) بن سعيد، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألته عن الرجل ينتهي إلى الإمام حين يسلّم قال: ليس عليه أن يعيد الأَذان فليدخل معهم في أذانهم، فإن وجدهم قد تفرّقوا أعاد الأَذان.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) ، وبإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله(٣) .

[ ٧٠ ٠٤ ] ٢ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: الرجل يدخل المسجد وقد صلّى القوم، أيؤذّن ويقيم ؟ قال: إن كان دخل ولم يتفرّق الصفّ صلّى بإذانهم وإقامتهم، وإن كان تفرّق الصفّ أذّن وأقام.

[ ٧٠ ٠٥ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد ابن علي، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: دخل رجلان المسجد وقد صلّى الناس فقال لهما علي( عليه‌السلام ) : إن شئتما فليؤمّ أحدكما صاحبه ولا يؤذّن ولا يقيم.

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، مثله، إلّا أنّه قال: وقد صلّى بالناس(٤) .

____________________

(١) في التهذيب: خالد بن سعيد. هامش المخطوط.

وفي ترتيب التهذيب ١: ٢٦٧ خالد بن سعيد.

(٢) لم نعثر على الحديث في كتب الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب.

(٣) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١٢٠، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

٣ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١١٩، أورده أيضاً في الحديث ٣ من الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

(٤) التهذيب ٣: ٥٦ / ١٩١.

٤٣٠

[ ٧٠ ٠٦ ] ٤ - وعنه، عن بنان بن محمّد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليهم‌السلام ) ، أنّه كان يقول: إذا دخل رجل المسجد وقد صلّى أهله فلا يؤذّننّ ولا يقيمنّ ولا يتطوّع حتّى يبدأ بصلاة الفريضة، ولا يخرج منه إلى غيره حتّى يصلّي فيه.

[ ٧٠ ٠٧ ] ٥ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - في الرجل أدرك الإِمام حين سلّم، قال: عليه أن يؤذّن ويقيم ويفتتح الصلاة.

ورواه الصدوق بإسناده عن عمّار الساباطي، مثله(١) .

أقول: هذا محمول على الجواز أو الاستحباب من غير تأكّد، أو على تفرّق الصفوف لما تقدّم(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الجماعة(٣) .

٢٦ - باب اشتراط عقل المؤذّن وإسلامه وإيمانه

[ ٧٠ ٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن الأَذان، هل يجوز أن يكون من غير عارف ؟ قال: لا يستقيم الأَذان ولا يجوز أن يؤذّن به إلّا رجل مسلم عارف،

____________________

٤ - التهذيب ٣: ٥٦ / ١٩٥.

٥ - التهذيب ٣: ٢٨٢ / ٨٣٦، تقدم صدره في الحديث ٢ من الباب ٢٤ من أبواب لباس المصلي.

(١) الفقيه ١: ٢٥٨ / ١١٧٠.

(٢) تقدم في أحاديث نفس الباب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٩ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل على ذلك في الباب ٢٧ من هذه الأبواب، وفي الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

الباب ٢٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٣، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

٤٣١

فإن علم الأَذان وأذّن به ولم يكن عارفاً لم يجز أذانه ولا إقامته ولا يقتدى به، الحديث.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، مثله(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٧ - باب استحباب إعادة المنفرد أذانه إذا وجد جماعة إماماً كان أو مأموماً

[ ٧٠ ٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: سئل عن الرجل يؤذّن ويقيم ليصلّي وحده فيجيء رجل آخر فيقول له: نصلّي جماعة، هل يجوز أن يصلّيا بذلك الأَذان والإِقامة ؟ قال: لا، ولكن يؤذّن ويقيم.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، مثله(٤) .

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عمّار بن موسى، مثله(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠١.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٣، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

(٤) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠١.

(٥) الفقيه ١: ٢٥٨ / ١١٦٨.

٤٣٢

٢٨ - باب عدم وجوب الإِعادة على من نسي الأَذان والإِقامة حتّى صلّى

[ ٧٠ ١٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل نسي الأَذان حتّى صلّى ؟ قال: لا يعيد.

[ ٧٠ ١١ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن علي بن السّندي، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل نسى أن يقيم الصلاة حتّى انصرف يعيد صلاته ؟ قال: لا يعيدها ولا يعود لمثلها.

[ ٧٠ ١٢ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) ، عن الرجل ينسى أن يقيم الصلاة وقد افتتح الصلاة ؟ قال: إن كان قد فرغ من صلاته فقد تمّت صلاته، وإن لم يكن فرغ من صلاته فليعد.

قال الشيخ: هذا محمول على الاستحباب.

أقول: وهو مقيّد بما قبل الركوع، ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

____________________

الباب ٢٨

وفيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٨، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٣.

٢ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٩، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٤.

٣ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١١٠.

(١) يأتي في الباب ٢٩، وفي الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٤٣٣

٢٩ - باب استحباب رجوع المنفرد الى الأَذان إن نسيه وذكر قبل الركوع لا بعده، وكذا من نسي الإِقامة أو نسيهما وعدم وجوب الرجوع مطلقاً

[ ٧٠ ١٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، عن رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة ؟ قال: فليمض في صلاته فانّما الأَذان سنّة.

[ ٧٠ ١٤ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة، قال: ليس عليه شيء.

[ ٧٠ ١٥ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج، وابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فنسيت أن تؤذّن وتقيم ثم ذكرت قبل أن تركع فانصرف وأذّن وأقم واستفتح الصلاة، وإن كنت قد ركعت فأتمّ على صلاتك.

[ ٧٠ ١٦ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال في الرجل ينسى الأَذان والإِقامة حتّى يدخل في الصلاة، قال: إن

____________________

الباب ٢٩

وفيه ٩ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٣٩، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٣٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٤٠، والاستبصار ١: ٣٠٥ / ١١٣١.

٣ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٣، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٧.

٤ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٢.

٤٣٤

كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وليقم(١) ، وإن كان قد قرأ فليتمّ صلاته.

ورواه الكليني عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٢) ، وبإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٧٠ ١٧ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن حسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يستفتح صلاته المكتوبة ثمّ يذكر أنه لم يقم ؟ قال: فان ذكر أنّه لم يقم قبل أن يقرأ فليسلم على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، ثمّ يقيم ويصلّي، وإن ذكر بعدما قرأ بعض السورة فليتمّ على صلاته.

[ ٧٠ ١٨ ] ٦ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق بن آدم، عن أبي العباس الفضل(٤) بن حسان الدالاني، عن زكريّا بن آدم قال: قلت لأَبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) : جعلت فداك كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية وأنا في القراءة أني لم اُقم فكيف أصنع ؟ قال: اسكت موضع قراءتك وقل: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، ثم امض في قراءتك وصلاتك وقد تمّت صلاتك.

أقول: ذكر الشيخ أن هذه الأَخبار كلّها محمولة على الاستحباب.

____________________

(١) « وليقم » ليس في الاستبصار،( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٣: ٣٠٥ / ١٤.

(٣) الاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٦.

٥ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٥، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٩.

٦ - الاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٨، والتهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٤.

(٤) في التهذيب: المفضل.

٤٣٥

[ ٧٠ ١٩ ] ٧ - وعنه، عن سلمة بن الخطاب، عن أبي جميلة(١) ، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: رجل ينسى الأَذان والإِقامة حتى يكبّر، قال: يمضي على صلاته ولا يعيد.

[ ٧٠ ٢٠ ] ٨ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) وسأله أبو عبيدة الحذّاء عن حديث رجل نسي أن يؤذّن ويقيم حتى كبّر ودخل في الصلاة ؟ قال: إن كان دخل المسجد ومن نيّته أن يؤذّن ويقيم فليمض في صلاته ولا ينصرف.

أقول: هذا يدلّ على الجواز ونفي الوجوب، والذي سبق على الاستحباب فلا منافاة.

[ ٧٠ ٢١ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زيد الشحام أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة ؟ فقال: إن كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النبي وآله وليقم، وإن كان قد دخل في القراءة فليتمّ صلاته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه فيمن نسى بعض الأَذان والإِقامة(٣) .

____________________

٧ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٦، والاستبصار ١: ٣٠٢ / ١١٢١.

(١) في المصدر، وفي نسخة في هامش المخطوط: ابن جبلة.

٨ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٧، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٢.

٩ - الفقيه ١: ١٨٧ / ٨٩٣.

(٢) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٤٣٦

٣٠ - باب أنّ الإِمام إذا سمع أذاناً أو إقامة جاز أن يكتفي به في الجماعة، وإن كان المؤذّن منفرداً، وكذا المنفرد، فإن نقص المؤذّن شيئاً استحبّ له إتمامه

[ ٧٠ ٢٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا أذّن مؤذّن فنقص الأَذان وأنت تريد أن تصلّي بأذانه فأتمّ ما نقص هو من أذانه، الحديث.

[ ٧٠ ٢٣ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي مريم الأنصاري قال: صلّى بنا أبو جعفر( عليه‌السلام ) في قميص بلا إزار ولا رداء ولا أذان ولا إقامة - إلى أن قال - فقال: وإنّي مررت بجعفر وهو يؤذّن ويقيم فلم أتكلّم فأجزأني ذلك.

[ ٧٠ ٢٤ ] ٣ - وبإسناده عن سعد، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبد الله(١) ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كنّا معه فسمع إقامة جارٍ له بالصلاة فقال: قوموا فقمنا فصلّينا معه بغير أذان ولا إقامة، وقال: يجزئكم أذان جاركم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ٣٠

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٣، تقدّمت قطعة منه في الحديث ٧ من الباب ٢٢ من أبواب لباس المصلّي.

٣ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٤١.

(١) في هامش المخطوط عن نسخة: عبيد الله.

(٢) ورد ما يدل عليه في الحديث ٥ و ٨ من الباب ١٤، ويأتي ما يدل عليه في الباب ٣١ من هذه الأبواب.

٤٣٧