مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)13%

مقتل الامام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-70-7
الصفحات: 437

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 437 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 243920 / تحميل: 10025
الحجم الحجم الحجم
مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-٧٠-٧
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مقتل الحسين (ع)

١

٢

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

« هوية الكتاب »

الكتاب:.............................................................. مقتل الحسينعليه‌السلام

المؤلف:............................................................ سيد عبدالرزاق المقرم

الناشر:.................................................. انتشارات المكتبة الحيدرية - قم

عدد الصفحات والقطع:............................................ (٤٣٠ صفحة) وزيري

الطبعة:.............................................................................. الأولى

عدد المطبوع:................................................................ ٢٠٠٠ جلد

سنة الطبع:...................................................... ١٤٢٥ هـ - ١٣٨٣ ش

المطبعة:........................................................................... شريعت

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة المؤلّف

بقلم السيّد محمّد حسين المقرَّم

مدرّس في ثانوية الكندي

١ - تمهيد

أ - نافح أئمّة الهدى عن شريعة سيّد المرسلين، فأقاموا معالم الدِّين وأوضحوا السنن ونشروا ألوية الحق، وهم يلقون التعاليم كلّما وأتتهم الفرصة وسنحت لهم السانحة. وقد كابدوا في سبيل ذلك شتّى البلايا والمحن، وصابروا كلّما اعتكر الجو في وجوههم، ونفّس عليهم أعداؤهم وحقد عليهم الشانئون والمبغضون؛ فقسمٌ قُطِّعت أمعاؤهم وفُتِّت أكبادهم، وآخرون سيوفٌ وزَّعت أوصالهم، وسجون دامسة اُلقوا في غياهبها، ولكن أنوار الحقِّ كانت كاشفةً لظلماء الضلال، وصدق الحقيقة مزهق للباطل الزائف، وقد أنمحت قرون وأتت أجيالٌ، وعلماءُ شريعةِ بيت العصمة يحوطونها، ويتكفلون مدارستها واستجلاء غوامضها واستكناه لبابها، وقد حظيت علوم آل البيتعليهم‌السلام بكثير من العناية، وحفلت بكثير من الإهتمام، فزخرت اُمهات المدن الإسلامية بجهابذة أفذاذ، وعلماء أساطين؛ قعَّدوا القواعد وفرّعوا الفروع، وجالت أقلامهم في كلِّ ميدان، وصالت مزابرهم في كل رحب من رحاب العلم، وركضت أفراسهم في كل مضمار من مضامير المعارف والعلوم.

ب - وأجدني لست بصدد الحديث عن هذه العلوم التي ألّفوا فيها، والفنون التي صنّفوا في مسائلها او أوقفوا أنفسهم وحياتهم في صيانة نفائسها؛ فإنّ مكتبات العالم الغربي - في كبريات مُدنه - تزخر باعداد هائلة من تلك المؤلفات الجليلة، وتزدحمت صالات معاهدها باُلوف المؤلفات ممّا حررته أقلام اولئك الاساطين؛ ناهيك بما تضمّه المدن الإسلامية في الشرق من هذه المؤلفات الجليلة، والمصنّفات العتيدة وجاءت دُور النّشر والمعاهد العلميّة

٥

في الجامعات والمجامع العلميّة، فشمّرت عن ساعد الجدِّ، وأخذت في تحقيق المؤلّفات واستخرجتها من كنوزها؛ فأخذت بالشرح والتحقيق والإبانة والمقارنة والفحص، وغاصت أقلام المحققين في الأغوار فاستخرجت الدُّرر النّفائس وقد اهتبلت الفرصة كلُّ مؤسسة ناشرة محبّة في العلم أو راغبة في الثراء؛ حيث النّفوس فيها طموح للعلم وعشق للارتشاف من معين المعارف ونميرها الصافي والنّجف الأشرف - سيّدة المدن الإسلاميّة في البحث والنظر والتدريس والتأليف منذ أنْ أسّسها الشيخ الطوسيرضي‌الله‌عنه في القرن الخامس الهجري - تعجُّ منتدياتها بعلماء أماثل سطعوا كواكباً في دياجير الظلم، وشموساً باهرة في الأزمنة التي أعقبت عصور أئمّتناعليهم‌السلام ، ولمْ ينكصوا عن مواصلة المسيرة، ولمْ يلقوا الأقلام التي جردوها لأزاحة الشبهات، ولا تخلّوا عن المنابر؛ فالمساجد الشريفة تعجُّ بوجوه نيِّرة من المشايخ، وتحفل بعقول لمّاحةِ الخواطر، وأذهانٍ وقّادة الإشعاع، وقرائحٍ عذبة الموارد؛ ولذا نجد النجف لمْ تبرحها الزعامة والرئاسة، فهي مَوئل أهل العلم والشادّين به ومباءة أهل الفضل أتظنّ أنّ رئاسة التدريس ومكانتها في الفُتيا تفارقها وتبارحها، واشعاعاتُ سيّد العارفين وإمام المتّقين أميرِ المؤمنينعليه‌السلام تغمر الكون الإسلامي؟ والقبسات من حِكَمه وأحكامه تعمر القلوب وتغمرها، وتملأ الأفئدة وتفعمها، كلّ ذلك من أنفاس سيّد الحكماءعليه‌السلام ؟.

ج - وفي بحر هذه الأمواج من الفيوضات العلمية الزاخرة نشأ وعاش سيّدنا (المترجَم له)، فحزَّ في نفسه أن يجد أخبار أهل البيتعليهم‌السلام مطموسةَ المعالم في كثير من الجوانب، وآلمه ان لا تعنى الأقلام باستجلاء حياتهم واستبطان مكنونات مآثرهم وفواضلهم. ألا تكفي المكتبة الإسلامية هذه الاُلوف المؤلفة والمجاميع المصنَّفة في الفقه والاُصول، ويبقى نضال سادات الورى مطموساً، يغلب عليه التضليل والتمويه والتحريف من الأقلام المعادية التي انصرفت في العهود التي ما هادنتهم ولا ركنت إلى موادعتهم؛ فشنّت عليهم حروباً شنيعة فظيعة من البهتان والإفك في تزوير الحقائق!! وكيف لا تكون كذلك والسلطة غاشمة، وولاة الاُمور في أزمانهم ينفسون عليهم ويكيدون لهم؛ فجاءت الأراجيف والأباطيل، وانتشر المتملقون للحكّام القائمين آنذاك بالاُمور.

٦

وسيّدنا (المترجَم له) بخبرته الواسعة بهؤلاء الرواة الكاذبين، وأسماء الشخصيّات المفتعلة، وجد من حق الأئمّةعليهم‌السلام عليه أن يصرف جهده، ويبذل نشاطه في أن يحقق ويدرس تعاليمهم التي انهيت إلينا، وأن يجيل النظر في كثير من الاخبار المرتبكة المروية عنهم، وبيان سبب ذلك الارتباك في الاخبار ومؤدّى مضامينها، كلُ ذلك بالمقارنة والاستنباط والنفاذ إلى دقائق الاحكام.

ولكنه وجد التأليف أحقّ بأن يقصر في بيان احوالهم وتراجمهم. أليس ظلماً لهم منا ونحن نملك القلم ولدينا المعرفة وتتوفر بين ايدينا كلّ أسباب البحث والدراسة؛ أن نتقاعس عن ذلك ولا نكشف ما ران على أخبارهم من شبهات؟ واذا كان الاُمويون والزبيريون والعباسيون شنّوا عليهم حروباً شعواء في إخفات اشعاعاتهم، وطمس معالمهم، واستخدموا مَن يواليهم ويناصرهم، أفلا يتوجب علينا أن نوجّه الهمم، والنشاط لمواصلة الأشواط التي ساروا عليها؟ وبالأحرى أن نؤلف في حقّهم، فنناصرهم ونعضدهم في نضالهم وكفاحهم، وبيان حقائقهم الناصعة التي رانت عليها ترهات الاباطيل. ألمْ يكتفِ علماؤنا من الخوض في مسائل فقهيّة واُصولية، وكلاميّة وفلسفيّة أمضينا عليها قروناً وقروناً، فلمْ يبقَ مجال لقائل أو بيان لمجادل ومناظر؟ إنّ حقَّهم علينا أنْ نكتب فيهم، وندرس نهضاتهم، ونستجلي غوامض أقوالهم، وندفع ما اُلصق بهم وبطرائقهم من الريب! وكان -رحمه‌الله - يجد من العبث أن يبذل المؤلّف جهده، ويفني نفسه في فروع من اُمور العلم الحديث أو القديم، ولا يخصّص شيئاً من هذا الجهد وذلك الإضناء في دراسة شخصيّاتهم، وشخصيّات ذراريهم والمشايعين لهم الذين ركبوا أعواد المشانق، واُلقي بهم في السجون وشُرّدوا في الآفاق، فلاقوا الحتوف ثابتين على المبدء السامي ودينهم الحنيف. هذا ماحرّره في مقدّمة شرحه لقصيدة الشيخ حسن ابن الشيخ كاظم سبتيرحمه‌الله ، المسمّاة (الكلم الطيّب)(١) ، وهو أول ما بدأ في كتابته، قال: « لذلك كان الواجب بعد الاُصول الاعتقاديّة، النظر في فضائلهم ومناقبهم وأحوالهم؛ قياماً بواجب حقّهم من جهة، ولنقتدي ونتبع أقوالهم من جهة اُخرى... الخ ».

____________________________

(١) مخطوط: ديباجة الشرح.

٧

٢ - نسبه

عبد الرزاق بن محمّد بن عبّاس ابن العالم حسن ابن العالم قاسم بن حسون بن سعيد بن حسن بن كمال الدين بن حسن بن سعيد بن ثابت بن يحيى بن دويس بن عاصم بن حسن بن محمّد بن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى بن علي بن جعفر ابن الإمام أبي الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادقعليه‌السلام .

وأمّا لقبه (المقرَّم)، وهو لقب العائلة، فكان سببه أن أحد أجداده كان عليلاً في رجليه من مرض أجهده وانحله؛ فأقعده في البيت. على أن اللقب الذي كان يغلب على العائلة قبل هذا هو (السعيدي)؛ نسبة إلى جده سعيد بن ثابت.

٣ - ولادته ونشأته

(١٣١٦ - ١٣٩١هـ: ١٨٩٤ - ١٩٧١ م)

ولد -رحمه‌الله - في النجف الأشرف من والدين شريفين عام (١٣١٦) للهجرة النبوية، الموافق لعام (١٨٩٤) الميلادي كما استعلم منه العلامة الشيخ علي أصغر أحمدي، وكما ذكرته مقالة الصحفي الايراني مدير مجلة خود (عماد زادة) المنشورة في جريدة (نداي حق) في طهران بتاريخ ٢٩ / رمضان / ١٣٧٠هـ.

كان أبوه السيّد محمّد ابن السيّد عبّاس، كثير الاعتكاف بالجامع الاعظم في الكوفة، وكثير الاقامة فيها. ولكن جده لأمه السيّد حسين العالم، أخذه بمزيد من الرعاية والتنشئة الدينية، على غرار ما ينشأ عليه أبناء أهل العلم والفضل من دراسة العربية بادواتها، والفقه بفروعه، والعقائد بمسائله. وكانت وفاة جده هذا في سنة (١٣٣٤) هـ قد آلمته كثيراً وحملته جهداً ونصباً في العيش والحياة، فتحمل الشظف وكابد قساوة الاحوال، ولكن هذه لم تصرفه عن طلب العلم وحضور البحث لدى اساتذته. وكان يذكر والده السيّد محمّد المتوفى عام (١٣٥١) بكثير من الخير. ووالدته العلوية كانت صالحة وقارئة للقرآن، وكان باراً بها، وقد وافاها الاجل عام (١٣٧٠) هـ.

كان عمّه السيّد مهدي ابن السيّد عبّاس كثير التجوال بين المدن، وكثير الإختلاف إلى الأرحام المنبثين في النعمانية والديوانية والهندية وأماكن اُخرى. وكان هذا العمُّ -رحمه‌الله - مناوئاً وشديداً على العثمانين، وكثير التقريع لهم؛ لما ينزلون بالناس من الأذى والجور، حتّى ظفروا به في الكوت وأعدموه شنقاً بدخوله إليها عام (١٣٣٤) هـ.

٨

وأمّا جدّ عائلة آل المقرّم، فهو السيّد قاسم، وقد نزح من أراضي (الحسكة)، حيث كانت له أراضٍ يباشرها، وجاء إلى النجف الأشرف لجوار سيّد الوصيينعليه‌السلام ؛ ولأن بعض أفراد العائلة كان يقيم في النجف. كذا سجل (المترجَم له) في بعض أوراقه.

كان نزوحه في القرن الثاني الهجري، ومنذ حلَّ في دارهم الحالية جدَّ في طلب العلم حتّى صار علماً من الأعلام، وكان مرموقاً لدى علمائها وأفاضلها، وكانت داره مرتاداً لذوي الفضل، وكثيراً ما كان يقيم الحفلات لأهل البيتعليهم‌السلام ويعقد المجالس لذكراهم. كان نسابة ومن أئمة الجماعة وله مؤلفات، منها: حاشية على كتاب (الانساب) لأبي الحسن الفتوني العاملي المتوفى سنة (١١٣٨) هـ، وحاشيته هذه غير متصلة في ذكر الآباء والأجداد او ذكر الفروع بالاحرى، وحاشية اُخرى على كتاب (عمدة الطالب) لابن عنبه الداوري الحسيني المتوفى سنة (٨٢٨) هـ.

ومترجمنارحمه‌الله لم يشتغل في قضايا الأنساب المتأخرة، وقد كان يتحرج من الخوض في شؤونها، على أنه ملم واسع المعرفة بأخبار الرجال والرواة وبمن يتفرع من الاصائل، ولذلك لا يعسر عليه فهم قيمة الحديث والخبر، او الرواية من معرفة الاسم المكذوب، او بالأحرى المفتعل، او الاخلاق التي كان يتسم بها الرجل او يشتهر بها.

ولا يعزب عن البال أنّ جدّه لأمه السيّد حسين المتوفى في أواخر عام (١٣٣٤) هـ، كان هو الآخر إمام الجماعة ومن المشتغلين بالتدريس، وكان خاله السيّد أحمد ابن السيّد حسين المتوفى أيضاً سنة (١٣٣٤) هـ من أهل الفضل والعلم، وقد أنجب أولاداً أربعة، عرف منهم: السيّد ابراهيم ابن السيّد أحمد المتوفى سنة (١٣٥٨) هـ عالم فاضل، وكان ذا نظر وفقه واسع، وحضر عنده كثير ممّن صاروا في منازل علمية جليلة، وقد درس ردحاً من الزمن في مدرسة الإمام الشيح محمّد حسين آل شيخ علي كاشف الغطاءرحمه‌الله .

٤ - مشايخه

١ - جدّه العالم الورع التقي السيّد حسين، المتوفى عام (١٣٣٤) هـ، وقد عني بتنشئته وتربيته وتعلمه.

٩

٢ - العلامة الحجة الشيخ محمّد رضا آل شيخ هادي آل كاشف الغطاء، المتوفى عام (١٣٦٦) هـ، وقد قرأ عليه الأصول.

٣ - العلامة الحجة الفقيه الشيخ حسين الحلي النجفي مُدّ ظله، وقد قرأ عليه السطوح فقهاً واُصولاً.

٤ - المرجع الأعلى المغفور له السيّد محسن الحكيم، المتوفى عام (١٣٩٠) هـ، وقد حضر عليه خارج الفقه.

٥ - الحجة المجتهد الشيخ آغا ضياء العراقي، المتوفى عام (١٣٦١) هـ، وقد حضر عليه خارج الأصول.

٦ - الزعيم الديني المرجع في الفتوى السيّد أبو الحسن الأصفهاني النجفي المتوفى عام (١٣٦٥) هـ، وقد حضر عليه خارج الفقه وكتب تقريراته.

٧ - الحجة المرجع في الفتوى الميرز محمّد حسين النائيني النجفي المتوفى (١٣٥٥) هـ، وقد حضر عليه خارج الفقه والأصول، وكتب تقريراته.

٨ - آية الله المدرّس الأكبر المرجع السيّد أبو القاسم الخوئي النجفي مُدّ ظله، وقد حضر عليه الفقه والأصول.

٩ - (أ) أمّا المجاهد الكبير الشيخ محمّد جواد البلاغي، المتوفى سنة (١٣٥٢) هـ، فكانت في نفسه له مكانة أثيرة، وكان كثير التحدث عن منزلته؛ ولتشابه الرجلين في اُسلوب العمل والنضال عن شريعة المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله مما قوّى العلاقة بينهما. وقد ساهم المغفور له مع الحجّة البلاغي في نشر (الرحلة المدرسية)، وكذلك كتابه (الهدى إلى دين المصطفى)، وكانت شخصية المرحوم البلاغي تملأ نفسه إعجاباً وإكباراً في كثير من المواقف التي يبدو فيها الولاء لآل البيتعليهم‌السلام خالصاً صريحاً. كما تلاحظ ذلك فيما سجَّله على قصيدة البلاغي المثبتة في باب المراثي، وعلى كثير من الكتب التي اشتراها منه، مثل: تصحيح المترجَم له نسخةَ له من كتاب الرحلة المدرسية، وشراؤه مسند أحمد، حيث فهرسه وعليه عبارة تنم عن تقديره لشخصيته.

(ب) أمّا المرحوم الحُجّة، المرجع في الفتوى الشيخ محمّد حسين الأصفهاني النجفي، المتوفى سنة (١٣٦١) هـ، فقد كانت له صحبة جليلة، وقد استفاد من دروسه

١٠

في الفلسفة والكلام. وبرغبة من السيّد المقرَّم كتب المرحوم الشيخ الأصفهاني اُرجوزته الكبرى في المعصومينعليهم‌السلام ، المسمّاة (الأنوار القدسية). ومع أن الناظم اُستاذ في الفلسفة، وملأ جوانب هذه الاُرجوزة بالمصطلحات العقلية الفلسفية؛ فقد جاءت سلسة في تراكيبها، واضحة في أفكارها ومعانيها، عذبة في جرسها، ونحن ندري أن الفلسفة بمصطلحاتها ترهق النظم، وتثقل كاهل الشعر فلا تدعه شعراً.

ولم يفتأ المغفور له يكثر من قراءة المناسب من هذه الاُرجوزة في عديد من المجالس التي يقيمها في ذكرى المعصومينعليهم‌السلام ، وكتاب (مقتل الحسين) هذا لم يغفل الاُرجوزة من الإلماع إلى بعضها، وفي باب المراثي تجد فصلاً من هذه الاُرجوزة مثبتاً في الحسينعليه‌السلام .

(ج) وأمّا الحُجّة الشيخ عبد الرسول بن الشيخ شريف الجواهري، المتوفى سنة (١٣٨٩) هـ نوّر الله ضريحه، فقد كان مثال الورع والعفة وفي أعلى درجات طهارة النفس والتّقى، وقد لازمه المترجَم له. والشيخ ممّن يُعرف بالاجتهاد والمنزلة العالية في العلم، وسيدنا المقرَّم ذو صلة وثيقة به، خصوصاً عند المذاكرة في اُمهات المسائل ودقائق المباحث، وقد سألت صديقي الفاضل الاستاذ الحاج يحيى الجواهري، وكان يحضر مجلسهما، عن طبيعة المباحث التي تدور بين الشيخ والسيّد، أجاب: إنّ المرحوم المقرَّم كان يورد إيرادات فيما يسمّى (اشتباهات) على الشيخ الكبير صاحب الجواهر في كتابه (الجواهر)، وكان الفقية الشيخ عبد الرسول يقرّه على تلك، ويوقفه على الملاحظات التي يبديها في بعض مسائل (الجواهر).

٥ - مكانته العلمية

هذا الموضوع لا أجده يسمح لي في الحديث عن مكانة السيّد العلمية وهو والدي، ولكن هذه المكانة اذا أراد أن يستشفها القارئ الكريم، فيكفيه ما اُدرج في قائمة المؤلفات التي حررها قلمه؛ فالخطّية منها والمطبوعة ما فيه غُنية للباحث ونجعةٌ للمرتاد، ناهيك عن تلك (الأجازات) العلمية التي منحها له أكابر العلماء وهي محفوظة إلى جنب مخطوطاته، لكن السيّد لم يكن يتبجح بها، ولا ادري ما اثرُها في نفسه!.

أمّا المقدّمات التي كتبها لكثير من

١١

المؤلفات التي أخرجتها المطابع، ثمّ تلك البحوث والتعليقات في كتاب (الدراسات) للسيّد علي الشاهروديرحمه‌الله ، وهي تقريرات سيدنا الخوئي، وكذلك كتابه الآخر (المحاضرات في الفقه الجعفري)، فهي تنم عن العقلية التي يتمتع بها (المترجَم له) والذهنية التي توفرت له، ثمّ الصبر الطويل في تقليب الصفحات للمَراجع والمصادر العديدة. ويغلب على ظنّي أنه أعان كثيراً من الباحثين المحدَثين في النجف، المعاصرين الذين أخرجوا شهيرات الكتب، وربما قدّم لهم فصولاً تامة للكتب التي نشروها، كل ذلك خدمة للعلم وأهل العلم.

واليك ما كتبه الشيخ محمّد هادي الأميني نجل المرحوم الحُجّة الأميني(١) : « لقد كان الحُجّة السيّد المقرّم بحراً متدفقاً لا في الفقه واصوله، وإنما تجده يخوض في الحديث والأدب والفلسفة والدراية والحكمة الالهية، كعبة القاصد وملاذ المحتاج، واسعَ الثقافة وافر العلوم، صريحاً في جميع أقواله وأعماله. إنّ كتاباً واحداً من كتبه يكفي أن يعطيك فكرة واضحة عن ثقافته الحيّة التي تتجلى فيها نفحات العبقرية، وهو مع هذا العلم الغزير، والبحث الجمِّ لا يزدهيه الفخر ولا يداخله الغرور؛ لذلك كنت تجده دائماً موطِّئَ الجانب، يلقي إليك بما عنده وكأنه يأخذ منك ».

٦ - اسلوبه

إنّ أساليب الباحثين تعتمد على الوضوح والإبانة، وإقامة الدليل وسطوع الحجة، وإذا استقرأنا مؤلفات المغفور له، فبماذا يظهر اُسلوبه الكتابي؟ أكبر الظن أنك إذا تفحصت كتبه في مواضيعها المختلفة، والتعليقات التي حررها للآخرين، أو التي كتبها مقدماتٍ لكتب علماء أجلاء، فلا شك أنك ستجد سِمة الوضوح وطابع الإشراق هي الأساس في التراكيب. ولا يبعد عن البال أن البحث الذي تتميز به كتبه، هي دراسة وفحص ومقارنة، وهذا يستدعي منه قراءة النصوص بوجوهها المختلفة، مع نقد للقائلين والرواة وعرض لشخصياتهم. وبعد هذا كلِّه، إمّا أن يستقيم النص أو يتهاوى؛ وعلى هذا صدر كتابه (تنزيه المختار الثقفي)، وكتابه الجليل (السيّدة سكينة)،

____________________________

(١) مجلّة العدل النجفيّة - العدد ١٧ في ١٤ شعبان ١٣٩١ هـ الموافق ٥ / ١٠ / ١٩٧١.

١٢

وكتابه المخطوط (نقد التاريخ في مسائل ست).

واُسلوب الكتابة في عصره كان يعتمد السجع، والاحتفال بالزخرفة اللفظية، وشحن التراكيب بما يثقل كاهل العبارة من رموز وإشارات وأَشياء اُخرى يجفوها البيان العربي الحديث. هذه أشياء خلا منها اُسلوبه، واعتمد على (الإستنباط) والفهم الجيد؛ لذلك قامت مؤلفاته على الأصالة في الفكرة، والاسترسال في سرد الحقائق وعرض المعاني، وتراه يستدرجك إلى الرضا بالمسألة الخطيرة التي يثيرها، وقد حفل هذا الكتاب (مقتل الحسين) بمثل هذه الامور.

(والسيّد) حين يستمر في البحث والدراسة والفحص والمقارنة، يقول: وعلى هذا نستفيد فقهاً أن... الخ.

٧ - أول مؤلّفاته

إنّ شدّة حبّه لآل البيتعليهم‌السلام تدفعه حين يقرأ الكتاب، أنْ يلتقط منه تلك الأخبار والأحاديث التي تشير إلى شيء من اُمورهم، أو شيء من اُمور مَن يناوئهم، ثمّ هو يجمع هذه الشذرات في (رسالة) نقدر أن نقول عنها غير متكاملة، وهي في عرف الباحثين (مادّة البحث الأولى). وكثيراً ما كان يهب هذه التي يجمعها إلى كلِّ مَن يُعنى ببحث ينفعه، هذا الذي هيّأه لنفسه.

وصل إلى علمه أن الخطيب الشاعر، المرحوم الشيخ حسن سبتي قد نظم قصيدة مطولة بائية في أحوال المعصومينعليهم‌السلام ، سمّاها (الكلم الطيب)، أو (أنفع الزاد ليوم المعاد) فشرحها، وجاء في صدر الشرح: (وهذا أول ما كتبته، وبعدها كتبت أحوال زيد الشهيد)، وفي آخر الشرح جاءت العبارة التالية: (قد كنت أرغب في اختصاره، وعاقني عنه الشغل الكثير). وقد نذر نفسه إلى شرحها والتعليق عليها وبيان ما يحتاج إلى بيان، لكنّه -رحمه‌الله - لم يحسبه في عداد مؤلفاته؛ لأن الشرح لا يقوم على جهد أساسٍ منه، فلذلك لم يحفل به.

لقد صدر له أول كتاب هو (زيد الشهيد) وألحق به رسالة في (تنزيه المختار الثقفي). والكتاب هو ترجمة لأحوال زيد ابن الإمام السجّادعليه‌السلام . ولم يذكر في المقدمة دواعي التأليف. وفي أكبر ظني أنّ حبّه الأصيل لثورة الحسينعليه‌السلام ؛ دفعه لأن يكتب عنه، ويعرض الإطاحة بحكم الاُمويين الجائر، ولتشابه كثير من المواقف بين ثورته وثورة أبي الشهداءعليه‌السلام .

والكتاب يحفل بكثير

١٣

من القضايا، التي زوّرتها الأقلام المسخرة؛ لتركيز دعائم الاُمويين. هذا أمر لا يهمنا بقدر ما يهمنا الإلماع إلى شيء، وهو: أن الكتاب صدر في الثلاثينات، وكان يومذاك من المعيب على العالِم أن يجرد نفسه في الإشتغال باُمور ليست من صلب الفقه والاُصول، ويُعتبر عمله مزرياً به، وبمنزلته وفضله.

والمترجَم له كسر أقفال الحديد التي تمنع الرجل العالِم أن يبحث وينشط للطبع و التعليق، أو التحقيق في كتاب لجهبذ من أعلامنا في القرون المتقدمة؛ ولذلك لم تتطامن نفوس الحوزة العلمية إلى أن ينصرف عَلم من أعلامها إلى البحث في اُمور لا تتصل بالفقه او الاصول!.

واشتد الاستغراب لدى الحوزة لمّا برز كتاب للمرحوم الشيخ عبد الحسين الأميني (شهداء الفضيلة)، وجاء الباحث المنقّب المرحوم آغا بزرك الطهراني فباشر بإخراج موسوعته الجليلة (الذريعة)، وتُخرج أجزاءه الاولى مطابع النجف، ويسبقهم في العمل المرحوم الحُجّة الثقة الشيخ عبّاس القمي، فيخرج كتابه النفيس (الكنى والألقاب)، ثمّ يأتي منتدى النشر فيحقق كتاب السيّد الرضي (حقائق التأويل) ويكتب له مقدّمة نفيسة الحُجّة العالم، والشاعر الشيخ عبد الحسين الحلي.

وهكذا ألّف أهل الفضل والعلم هذا اللون من طرائق الكتابة والدراسة، فتتابعت المؤلفات وبالأحرى الدراسات، وحينئذ لا يمكن أن يبقى (مؤلَّف) يتراكم عليه غبار النسيان والإهمال، فالمطابع ودور النشر والقرّاء، يقبلون عليها في كثير من الرضا، وحينئذ عمّت المكتبات الخاصة والعامة، وكثر المنتفعون بتحقيقات أهل العلم.

٨ - كتاب مقتل الحسين

قال الشاعر:

أنستْ رزيتُكم رزايانا التي

سلفت وهوَّنت الرَّزايا الآتية

إنّه يشير إلى رزية كربلاء، حيث هي الفاجعة العظمى والكارثة الكبرى، التي نزلت بساحة آل المصطفىعليهم‌السلام ، حيث الدواهي التي صاحبتها في سلسلة مسيرة آل بيت الوحي من المدينة إلى العراق والشام، كانت تقرح القلب وتدمي الفؤاد. وقد كان الائمة الامجادعليهم‌السلام يستحثون شيعتهم بأن لا يتناسوها، ويعملوا كل شيء في سبيل إحياء ذكراها«أحيوا أمرنا، رحم الله مَن أحيا أمرنا» ، لذلك رافقتها فصول أدخلت رواية الحادثة فيها، والطابع الحزين المثير للعواطف، والمستفز

١٤

لكوامن النفوس ودفائن الخواطر. وقلوب الشيعة تلتاع بالأسى، وتعتلج فيها الخواطر الكئيبة المشحونة بالصور المفزعة، والقلوب تحتدم غيظاً على كلِّ مَن أتى بتلك الفعلة النكراء.

وجاء أرباب التاريخ فسجّلوا كلَّ ما سمعوا، ودوّنوا كلَّ ما وصل إلى سمعهم، فدخلت في الفاجعة أشياء وأشياء يأباها الذوق، ولا تنسجم مع ما رواه الائمةعليهم‌السلام ، ولا يأتلف مع الحقيقة. هذا من جانبنا؛ حيث أضفنا الكثير الكثير إلى أحداث كربلاء وما تبعها من أحداث. وأمّا من جانب أعداء آل البيتعليهم‌السلام ، فقد عمدت أقلامهم إلى التحريف والتمويه، وإزواء الحقائق، وعلى هذه مرّت الفاجعة، وقطعت العصور والأزمان وهي إلى القيامة باقية، ولكن لا بدّ من إزاحة الستار عمّا خفي واستتر، ولا بد من رواية الصحيح من الأخبار، ونسف كلّ ما لا يتّفق مع أساس نهضة سيّد الشهداءعليه‌السلام في صراعه الدّامي؛ للاطاحة بمَن أمات السنة وأحيا البدعة.

ألا يدفعك الاستغراب إلى أن نأخذ الرواية عن حميد بن مسلم، الذي يبدو رقيق القلب في ميدان المعركة، وهو ممن رافق حمل رأس أبي عبد اللهعليه‌السلام ، حيث يُهدى إلى الكوفة والشام، وندع أخبار كربلاء ولا نأحذها من أهلها، وممّن صبت عليهم بلاياها؟!.

ثم مَن هو أبو الفرج الاصفهاني؟ إنه اُموي في النزعة والنسب، والمعتمد في أخباره على زبيريين واُموييّن مناوئين لآل البيتعليهم‌السلام . وكذلك الطبري في كتابه المشهور بـ (تاريخ الاُمم والملوك)، فكل روايته عن (السدّي ومجاهد) وغيرهما، وأهل العلم يعرفون السدّي مَن هو؟ ولكن أخبار كربلاء جاءت عنه؛ لهذا كلّه انبرى المرحوم (المترجَم له) في تحرير كتابه (مقتل الحسين).

حفل كتاب المقتل بالإشارة إلى كثير من المنقولات التي لا تنهض على أساس، وبالمقارنة والفحص أبطلها بعد أن راحت تنقلها الأفواه أزماناً وازمانا!

واحتوى المقتل أيضاً في هوامشه على بحوث فقهية ولغوية وأدبية، وتحقيقات عديدة لكثير من ألفاظ روايات تتضارب على ألسنة رواتها، ويجد القارئ فيضاً من المصادر التي يستند اليها (المترجَم له) في تحقيقاته ودراساته لرواية كربلاء!

شخصيات عديدة في رواية كربلاء؛ رجال ونساء وصبية فيها التباس،

١٥

بالاسماء والمسمّيات، فازاح المؤلف كلَّ ما ران عليها. ألا تدري بأن المراد بأم كلثوم هي العقيلة زينب؟ وهل تذهب بك الظنون إلى أن اُم البنين لم تكن على قيد الحياة زمن (المأساة)، وهذا الشعر الذي يرويه الذاكرون لا نصيب له من الصحة:

لا تدعونّي ويك اُمَّ البنين

تذكريني بليوث العرين

ونحن نروي الخبر، ونكون إلى جانب مروان (الوزغ) فنظهره رقيق الحاشية، دامع العين من حيث لا ندري؟!. وماذا تعرف عن ذابح الحسينعليه‌السلام الشِمر نسباً ومزاجاً، وعبيد الله الأمير؟. وقد استنبط السيّد أحكاماً شرعية من تصرفات الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام وأقواله في خطبه، كل هذا تجده في (مقتل الحسين)، وتجد اُموراً اُخرى أجد نفسي لا أعرضها لك، ولكن نفسك أيها القارئ تدفعك للوقوف عليها واستشراف مضامين الكتاب، كما نستشرف مواضيعه الحبيبة إليك.

٩ - آثاره

أ - المطبوعة:

١ - زيد الشهيد (ترجمة).

٢ - المختار بن عبيد الثقفي (نقد ودراسة).

٣ - السيّد سكينة (دراسة).

٤ - مقتل الحسينعليه‌السلام (تاريخ وتحقيق).

٥ - الصدّيقة الزهراءعليه‌السلام (ترجمة).

٦ - الإمام زين العابدينعليه‌السلام (ترجمة).

٧ - الإمام الرضاعليه‌السلام (ترجمة).

٨ - الإمام الجوادعليه‌السلام (ترجمة).

٩ - قمر بني هاشم - العبّاسعليه‌السلام (ترجمة).

١٠ - علي الاكبرعليه‌السلام (ترجمة).

١١ - الشهيد مسلم بن عقيل (ترجمة).

١٢ - سر الإيمان في الشهادة الثالثة (أخبار ودراسة).

١٣ - يوم الاربعين عند الحسين (رسالة) (مآثر وطاعات).

١٦

١٤ - المحاضرات في الفقه الجعفري (كتاب للسيّد علي الشاهرودي)، تعليقات ودراسة له.

ب - مقدمات وتصدير لكتب تراثية:

١ - دلائل الإمامة - لابن جرير الطبري الإمامي.

٢ - الأمالي - للشيخ المفيد (محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري).

٣ - الخصائص - للسيّد الرضي.

٤ - الملاحم - للسيّد أحمد بن طاووس.

٥ - فرحة الغري - للسيّد عبد الكريم بن طاووس.

٦ - إثبات الوصية - للمسعودي.

٧ - الكشكول - للسيّد حيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي.

٨ - بشارة المصطفى - لعماد الدين الطبري الأملي (تعليقات وملاحظات).

٩ - الجمل - للشيخ المفيد (تعليقات).

ج - آثاره المخطوطة:

١ - المنقذ الاكبر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (دراسة).

٢ - الحسن بن عليعليه‌السلام (دراسة).

٣ - عاشوراء في الإسلام (نقد وتاريخ).

٤ - الأعياد في الإسلام (تاريخ).

٥ - ذكرى المعصومينعليهم‌السلام - أجزاء منه مطبوعة - (تاريخ).

٦ - زينب العقيلةعليه‌السلام (ترجمة).

٧ - ميثم التمّار (رسالة)، (ترجمة).

٨ - أبو ذر الغفاري (رسالة)، (ترجمة).

٩ - عمار بن ياسر (رسالة)، (ترجمة).

١٠ - نقل الاموات في الفقه الإسلامي (دراسة).

١١ - نقد التاريخ في مسائل ست (دراسة وتحليل).

١٢ - حلق اللحية (نقد).

١٣ - دراسات في الفقه والتاريخ (دراسة وتحليل لأحاديث).

١٤ - ربائب الرسول (تاريخ ودراسة).

١٧

١٥ - الكنى والألقاب (تراجم).

١٦ - حاشية على الكفاية - للشيخ محمّد كاظم الخراساني (اصول).

١٧ - حاشية على المكاسب - للشيخ مرتضى الانصاري (فقه).

١٨ - نوادر الآثار (شؤون شتّى).

١٩ - يوم الغدير أو حِجّة الوداع (تاريخ).

١٠ - ولاؤه لأهل البيتعليه‌السلام

ليس أكبر ذخيرة من أن يحيا المرء، بل ويموت على محبة أهل البيتعليه‌السلام . وليس أنفس شيء يحرزه المرء حين تصفر الأكف ممّا يملكه لنفسه، من حيازة محبتهم، ويضمن شفاعتهم، وتكون مثوبته في الدار الاُخرى أن ينزل منازلهم، ويكون من المقربين إليهم.

والناس كلهم ينشؤون على محبتهم وولائهم، ولكن درجة تركّز هذه الصفة تتباين فيما بينهم؛ فواحد يرضى من نفسه أن يحضر مجالسهم، وآخر لا يرضى إلا أن يقيم لهم المجالس، وآخر يرضى لنفسه أن يحضر او يرحل لزيارتهم في ضرائحهم، وآخر ينشط لتهيئة الناس وربما ينفق لتهيئة الزائرين لحضور مشاهدهمعليهم‌السلام .

وسيدنا المترجَم له كانت تزدهيه هذه الألوان من النشاط كلها، فقد نشأ وتربّى ووجد نفسه في بيت تكثر فيه المناسبات التي تعقد لآل البيتعليهم‌السلام . هكذا كان يرى جده (السيّد حسين) يجتمع الناس عنده ويتذاكرون، بل ويلقون من نتاجاتهم الأدبية الشيء الكثير، ووجد نفسه -رحمه‌الله - مفعمة بهذا الولاء فاستزاد منه، وأخذ يتحين الفرص لإقامة المجلس حتّى لاولئك الذين شايعوهم وتابعوهم، وعلوا صهوات الأعواد او ماتوا في ديار الغربة وتجرعوا كؤوس الردى صابرين، والشواهد كثيرة على ذلك.

وكتابه المخطوط (نوادر الآثار) فيه تلك القصائد التي كان يلقيها الشعراء الذاهبين -رحمهم‌الله - في مناسبات أفراحهم. وطريقة الإحياء عنده لا تكفي باقامة المجالس لهم، بل الانصراف إلى نشر آرائهم، وبيان طرائقهم في السلوك والحياة، وقد مارس ذلك عن طريق المحاضرات التي يجمع عليها أهل المكاسب من إخوانه وأصحابه في أيام شهر رمضان. وهكذا كنت أرى البيت يمتلئ بهم، ويتكرر البحث ليلة بعد ليلة، ورمضاناً بعد رمضان.

أمّا قلمه وراحته ووقته، فشواهدها هذه

١٨

(المؤلفات) التي خلّفها. ونرجو منه تعالى أن يسدد الخُطى لنشرها بين الناس. وأجلُّ مخطوطاته هي: (المنقذ الاكبر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والإمام الحسنعليه‌السلام ، وقد مضى على تأليفهما أكثر من ثلاثين عاماً، وكتابه (نقد التاريخ في مسائل ست) كان كثيراً ما يتحدث عنه.

١١ - نظمه

لم يكن (المترجَم له) يحسن الشعر ولا يتعاطاه ولم يعان قرضه، غير أنه كان يحبه سيّما إذا قيل في أهل البيتعليهم‌السلام . وكثيراً ما كان يقتبس شعراً من شعراء أهل البيت في مؤلفاته عند ذكرهمعليهم‌السلام ؛ إحياء لذكر شعرائهم.

أمّا هو، فلا نعهد له شيئاً سوى نزر قليل، منه قوله في أبي الفضل العبّاسعليه‌السلام متوسلاً إلى الله تعالى به؛ لكشف ما ألم به:

أبا الفضل يا نور عين الحسين

ويـا كافل الظَّعن يوم المسيرْ

أتـعرض عـني وأنت الجواد

وكـهف لمن بالحمى يستجيرْ

ومنه اُرجوزته التي نظمها في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وآله الأطهارعليهم‌السلام ، ولكنه لم يتمها فمنها:

نحمدك اللهم يـا مَن شرفا

هذا الوجود بالنبي المصطفى

مـحـمدٍ وآلـه الأطـايبِ

نـهج الـهدى كفاية للطالبِ

أرشـاد من ضلَّ عن الهداية

إلى طريق الحقِّ والولاية

وفيها يقول:

وجاء في حديث أهل البيتِ

مَن قال فينا واحداً من بيتِ

أيَّـده الله بـروح الـقدس

وزال عنه كلَّ ريبٍ مُلبس

لـذلك أحـببت أن أنظم ما

قد دونوه في الصِحاح العلما

من فضل عترة النبي الطهرِ

ومـَن هـمُ ولاة ربِّ الأمر

خاتمة حياته

عانى المؤلف -رحمه‌الله - من شظف العيش، وقساوة الحياة شيئاً كثيراً، وسار في حياته سيرة فيها الإباء والترفع، وكان يربأ بها أن تتدنى إلى ما لا يليق بها. وغرامه

١٩

بحضور الدرس وأداء مهمة التدريس والاعتكاف شغله الشاغل، فكان يرضى من عيشه بالبُلغة، وكم رغب إليه المرحوم آية الله الزعيم الديني أبو الحسن الاصفهاني أن يحضر إليه؛ ليكون وكيلاً عنه في إحدى هذه الحواضر الكبرى من مدن العراق، وحينئذ يكون رخاء الحياة، ولكنه لا يرضيه ذلك العرض، ولا تزدهيه تلك المهمة، وكل ما في نفسه أنه راضٍ بقسمه تعالى، قانع بما يتهيأ له من أسباب الحياة، ويهمه أن يملأ نفسه من زاد العلم، ويشبع مما في كنوزها من دقائق الذخائر. وبالجد والمثابرة المتواصلة نال المكانة المحترمة بين أهل الفضل.

كان يتحدث -رحمه‌الله - كثيراً عن مثل تلك الرغبات التي يريدها له أصحاب المراجع. كان يعلل رفضه بأن النفس لا يكبح جماحها إذا تهيأت لها غضارة العيش ورخاء الحياة، وربما تغمسه في أشياء اُخرى. هذه التعليلات وأمور اُخرى لم يفصح عنها هي سبب الرفض، وكان كتوماً في مثل هذه الشؤون!.

أمّا صفاته الجسمية، فقد كان نحيفاً في قامة معتدلة، وفي اُخريات أيامه - حينما اصطلمت عليه العلل - كان يغالب نفسه بأن يكون معتدل القامة، رافع الرأس. كان يرتاح أن يباشر شؤون إقامة المجلس في المناسبات العديدة للأئمة الأطهار وأصحابهم البررة، وايمانه بهم وبكرامتهم عند الله كان كثيراً ما يتوسل إليهم في رفع البلوى ورفع الضر، ولِمَ لا يفعل ذلك؟ ألم يكن الإمام أبو الحسن علي الهاديعليه‌السلام يأمر أبا هاشم الجعفري أن يطلب من رجل ليدعو له عند مرقد سيّد الشهداءعليه‌السلام ؟!.

كانرحمه‌الله مستوفز الأعصاب، تستثيره البادرة التي لا يرضاها، وينفعل لسماع ما لا تطمئن إليه النفس، رقيق القلب، وافر الدمعة لدى سماعه مصاب آل الرسولعليهم‌السلام . هذه اُمور تضعف الركن الشديد، فكيف بعلل وشدائد صحية عديدة لا تفارقه واحدة حتّى تنتابه اُخرى، ومع هذا كلِّه يفزع إليهمعليهم‌السلام ، يتوسل إليهم بجاههم عند الله تعالى أن يكشف العسر ويدفع الضر. وكان يعتقد اعتقاداً جازماً إنالله تعالى لم يمد في عمره إلا

_____________

(١) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرم / ٣٨ (هذه الطبعة)

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

(٣) كتاب الزكاة

وفصوله أربعة، الاول: تجب زكاة المال على البالغ العاقل الحر المتمكن من التصرف في الانعام الثلاثة والغلات الاربع والنقدين، وتستحب فيما تنبت الارض من المكيل والموزون، وفي مال التجارة وأوجبها ابن بابويه فيه.

وفي إناث الخيل السائمة ديناران عن العتيق ودينار عن غيره، ولا تستحب في الرقيق والبغال والحمير.

فنصب الابل اثناعشر: خمسة كل واحد خمس، في كل واحد شاة، ثم ست وعشرون بنت مخاض، ثم ست وثلاثون بنت لبون، ثم ست وأربعون حقة، ثم إحدى وستون فجذعة، ثم ست وسبعون بنتا لبون، ثم إحدى وتسعون حقتان، ثم كل خمسين حقة وكل أربعين بنت لبون.

وفي البقر نصابان: ثلاثون فتبيع أو تبيعة، وأربعون فمسنة.

وللغنم خمسة: أربعون فشاة، ثم مائة وإحدى وعشرون فشاتان، ثم مائتان وواحدة فثلاث، ثم ثلاثمائة وواحدة فأربع على الاقوى، ثم في كل مائة شاة.

وكلما نقص عن النصاب فعفو،

٤١

ويشترط فيها السوم والحول بمضي أحد عشر شهرا هلالية، وللسخال حول بانفرادها بعد غنائها بالرعي، ولو ثلم النصاب في الحول فلا شئ ولو قربه، ويجزئ الجذع من الضأن والثني من المعز، ولا تؤخذ الربى ولا ذات العور ولا المريضة ولا الهرمة، ولا تعد الاكولة ولا فحل الضراب، وتجزئ القيمة ومن العين أفضل، ولو كانت النعم مرضى فمنها، ولا يجمع بين مفترق في الملك، ولا يفرق بين مجتمع فيه.

وأما النقدان فيشترط فيهما النصاب والسكة والحول، فنصاب الذهب عشرون دينارا ثم أربعة دنانير، ونصاب الفضة مائتا درهم ثم أربعون درهما، والمخرج ربع العشر من العين وتجزئ القيمة.

وأما الغلات فيشترط فيها التملك بالزراعة أو الانتقال قبل انعقاد الثمرة والحب، ونصابها ألفان وسبعمائة رطل بالعراقي، ويجب في الزائد مطلقا، والمخرج العشر إن سقي سيحا أو بعلا أو عذيا ونصف العشر بغيره، ولو سقي بهما فالاغلب، ومع التساوي ثلاثة أرباع العشر.

الفصل الثاني: إنما تستحب زكاة التجارة مع الحول وقيام رأس المال فصاعدا ونصاب المالية، فتخرج ربع عشر القيمة، وحكم باقي أجناس الزرع حكم الواجب، ولا يجوز تأخير الدفع عن وقت الوجوب مع الامكان فيضمن ويأثم، ولا تقدم على وقت الوجوب إلا قرضا فتحتسب عند الوجوب بشرط بقاء القابض على الصفة، ولا يجوز نقلها عن بلد

٤٢

المال إلا مع إعواز المستحق فيضمن لا معه، وفي الاثم قولان، ويجزئ.

الفصل الثالث، في المستحق: وهو الفقراء والمساكين ويشملهما من لا يملك مؤونة سنة، والمروي أن المسكين أسوأ حالا، والدار والخادم من المؤنة، ويمنع ذو الصنعة والضيعة إذا نهضت بحاجته وإلا تناول التتمة لا غير، والعاملون وهم السعاة في تحصيلها، والمؤلفة قلوبهم وهم كفار يستمالون إلى الجهاد، قيل ومسلمون أيضا، وفي الرقاب وهم المكاتبون والعبيد تحت الشدة، والغارمون وهم المدينون في غير معصية، والمروي أنه لا يعطى مجهول الحال، ويقاص الفقير بها وإن مات أو كان واجب النفقة، وفي سبيل الله وهو القرب كلها، وابن السبيل وهو المنقطع به ولا يمنع غناه في بلده مع عدم تمكنه من الاعتياض عنه، ومنه الضيف.

وتشترط العدالة فيمن عدا المؤلفة، ولو كان السفر معصية منع، ويعطى الطفل ولو كان أبواه فاسقين، وقيل المعتبر تجنب الكبائر.

ويعيد المخالف الزكاة لو أعطاها مثله ولا يعيد باقي العبادات، ويشترط أن لا يكون واجب النفقة على المعطي ولا هاشميا إلا من قبيلة أو تعذر الخمس.

ويجب دفعها إلى الامام مع الطلب بنفسه أو بساعيه، قيل والفقيه في الغيبة، ودفعها إليهم إبتداء أفضل، وقيل يجب.

ويصدق المالك في الاخراج بغير يمين.

٤٣

وتستحب قسمتها على الاصناف وإعطاء جماعة من كل صنف، ويجوز للواحد والاغناء إذا كان دفعة، وأقل مايعطى استحبابا مايجب في أول النقدين، ويستحب دعاء الامام أو نائبه للمالك، ومع الغيبة لا ساعي ولا مؤلف إلا لمن يحتاج إليه، وليخص بزكاة النعم المتجمل وإيصالها إلى المستحيين من قبولها هدية.

الفصل الرابع: في الزكاة الفطرة: وتجب على البالغ العاقل الحر المالك قوت سنته عنه وعن عياله ولو تبرعا، وتجب على الكافر ولا تصح منه، والاعتبار بالشرط عند الهلال، ويستحب لو تجدد السبب ما بين الهلال إلى الزوال، وقدرها صاع من الحنطة أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الارز أو الاقط أو اللبن، وأفضلها التمر ثم الزبيب ثم ما يغلب على قوته، والصاع تسعة أرطال، ولو من اللبن في الاقوى، ويجوز إخراج القيمة بسعر الوقت.

وتجب النية فيها وفي المالية، ومن عزل احداهما لعذر ثم تلفت لم يضمن، ومصرفها مصرف المالية، ويستحب أن لا يقصر العطاء عن صاع إلا مع الاجتماع وضيق المال، ويستحب أن يخص بها المستحق من القرابة والجار، ولو بان الآخذ غير مستحق ارتجعت، ومع التعذر تجزئ إن اجتهد إلا أن يكون عبده.

٤٤

(٤) كتاب الخمس

ويجب في الغنيمة بعد إخراج المؤن، والمعدن، والغوص، وأرباح المكاسب، والحلال المختلط بالحرام ولا يتميز ولا يعلم صاحبه، والكنز إذا بلغ عشرين دينارا، قيل والمعدن كذلك.

وقال الشيخ في الخلاف لا نصاب له، واعتبر أبوالصلاح فيه دينارا، كالغوص، وأرض الذمي المنتقلة إليه من مسلم ولم يذكرها كثير، وأوجبه أبو الصلاح في الميراث والصدقة والهبة، وأنكره ابن إدريس والاول أحسن، واعتبر المفيد في الغنيمة والغوص والعنبر عشرين دينارا عينا أو قيمة، والمشهور أنه لا نصاب للغنيمة، ويعتبر في الارباح مؤونته ومؤونة عياله مقتصدا.

ويقسم ستة أقسام: ثلاثة للامامعليه‌السلام تصرف إليه حاضرا وإلى نوابه غائبا أو تحفظ، وثلاثة لليتامى والمساكين وأبناء السبيل من الهاشميين بالاب، وقال المرتضى وبالام.

ويشترط فقر شركاء الامام، ويكفي في ابن السبيل الفقر في بلد التسليم، ولا يعتبر العدالة ويعتبر الايمان.

ونفل الامام أرض انجلى عنها أو تسلمت طوعا أو باد أهلها،

٤٥

والآجام، ورؤوس الجبال، وبطون الاودية وما يكون بها، وصوافي ملوك الحرب، وميراث فاقد الوارث، والغنيمة بغير إذنه.

أما المعادن فالناس فيها شرع.

٤٦

(٥) كتاب الصوم

وهو الكف عن الاكل والشرب مطلقا، والجماع كله والاستمناء وإيصال الغبار المتعدي والبقاء على الجنابة، ومعاودة النوم جنبا بعد انتباهتين فيكفر، ويقضي لوتعمد الاخلال، ويقضي لو عاد بعد انتباهة أو احتقن بالمائع أو ارتمس متعمدا، أو تناول من دون مراعاة ممكنة فأخطأ سواء كان مستصحب الليل أو النهار، وقيل لو أفطر لظلمة موهمة ظانا فلا قضاء، أو تعمد القئ أو أخبر بدخول الليل فأفطر أو ببقائه فتناول وظهر الخلاف، أو نظر إلى امرأة أو غلام فأمنى، ولو قصد فالاقرب الكفارة وخصوصا مع الاعتياد إذ لا ينقص عن الاستمناء بيد أو ملاعبة.

وتتكرر الكفارة بتكرر الوطء أو تغاير الجنس أو تخلل التكفير أو اختلاف الايام وإلا فواحدة، ويتحمل عن الزوجة المكرهة الكفارة، والتعزير بخمسة وعشرين سوطا فيعزر خمسين، ولو طاوعته فعليها.

القول في شروطه: ويعتبر في الوجوب البلوغ والعقل والخلو من الحيض

٤٧

والنفاس والسفر، وفي الصحة التمييز والخلو منها ومن الكفر، ويصح من المستحاضة إذا فعلت الواجب من الغسل، ومن المسافر في دم المتعة وبدل البدنة والنذر المقيد به، قيل وجزاء الصيد.

ويمرن الصبي لسبع وقال ابنا بابويه والشيخ في النهاية لتسع.

والمريض يتبع ظنه فلو تكلفه مع ظن الضرر قضي.

وتجب فيه النية المشتملة على الوجه والقربة لكل ليلة والمقارنة مجزئة، والناسي يجددها إلى الزوال، والمشهور بين القدماء الاكتفاء بنية واحدة للشهر، وادعى المرتضى في الوسيلة فيه الاجماع، والاول أولى، ويشترط فيما عدا رمضان التعيين.

ويعلم برؤية الهلال أو شهادة عدلين أو شياع أو مضي ثلاثين من شعبان لا الواحد في أوله، ولا تشترط الخمسون مع الصحو، ولا عبرة بالجدول والعدد والعلو والانتفاخ والتطوق والخفاء ليلتين.

والمحبوس يتوخى فإن ظهر التقدم أعاده.

والكف من طلوع الفجر الثاني إلى ذهاب المشرقية، ولو قدم المسافر أو برأ المريض قبل الزوال ولم يتناولا أجزأهما الصوم بخلاف الصبي والكافر والحائض والنفساء والمجنون والمغمى عليه فإنه يعتبر زوال العذر قبل الفجر ويقضيه كل تارك له عمدا أوسهوا أو لعذر إلا الصبي والمجنون والمغمى عليه والكافر الاصلي، وتستحب المتابعة في القضاء، ورواية عمار عن الصادقعليه‌السلام تتضمن استحباب التفريق.

مسائل: من نسي غسل الجنابة قضى الصلاة والصوم في

٤٨

الاشهر، ويتخير قاضي رمضان ما بينه وبين الزوال، فإن أفطر بعده أطعم عشرة مساكين، فإن عجز صام ثلاثة أيام.

الثانية: الكفارة في شهر رمضان والنذر المعين والعهد عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا، ولو أفطر على محرم مطلقا فثلاث.

الثالثة: لو استمر المريض إلى رمضان آخر فلاقضاء، ويفدى عن كل يوم بمد، ولو برأ وتهاون فدى وقضى، ولو لم يتهاون قضى لا غير.

الرابعة: إذا تمكن من القضاء ثم القضاء ثم مات قضى عنه أكبر ولده الذكور، وقيل الولي مطلقا.

وفي القضاء عن المسافر خلاف أقربه مراعاة تمكنه من المقام والقضاء، ويقضى عن المرأة والعبد، والانثى لا تقضي وتتصدق من التركة عن اليوم بمد، ويجوز في الشهرين المتتابعين صوم شهر والصدقة عن آخر.

الخامسة: لو صام المسافر عالما أعاد، ولو كان جاهلا فلا، والناسي يلحق بالعامد، وكلما قصرت الصلاة قصر الصوم، إلا أنه يشترط الخروج قبل الزوال.

السادسة: الشيخان إذا عجزا فديا بمد ولا قضاء، وذو العطاش المأيوس من برئه كذلك ولو برئ قضى.

السابعة: الحامل المقرب والمرضع القليلة اللبن يفطران ويفديان، ولا يجب صوم النافلة بشروعه فيه، نعم يكره نقضه بعد الزوال إلا لمن يدعى إلى طعام.

٤٩

الثامنة: يجب تتابع الصوم إلا أربعة: النذر المطلق وما في معناه وقضاء الواجب، وجزاء الصيد، والسبعة في بدل الهدي.

وكلما أخل بالمتابعة لعذر بنى ولا له يستأنف إلا في الشهرين المتتابعين بعد شهر ويوم من الثاني، وفي الشهر بعد خمسة عشر يوما، وفي ثلاثة المتعة بعد يومين ثالثهما العيد.

التاسعة: لا يفسد الصيام بمص الخاتم وزق الطائر ومضغ الطعام.

ويكره مباشرة النساء والاكتحال بما فيه مسك وإخراج الدم المضعف ودخول الحمام وشم الرياحين وخصوصا النرجس والاحتقان بالجامد وجلوس المرأة والخنثى في الماء والظاهر أن الخصي الممسوح كذلك، وبل الثوب على الجسد والهذر.

العاشرة: يستحب من الصوم أول خميس من الشهر وآخر خميس منه، وأول أربعة من العشر الاوسط، وأيام البيض ومولد النبيعليه‌السلام ، ومبعثه ويوم الغدير، والدحو، وعرفة لمن لا يضعفه عن الدعاء مع تحقق الهلال، والمباهلة والخميس، والجمعة، وستة أيام بعد عيد الفطر، وأول ذي الحجة ورجب كله، وشعبان.

الحادية عشرة: يستحب الامساك في المسافر والمريض بزوال عذرهما بعد التناول أو بعد الزوال، ومن سلف من ذوي الاعذار التي تزول في أثناء النهار.

الثانية عشرة: لا يصوم الضيف بدون إذن مضيفه، وقيل بالعكس أيضا، ولا المرأة والعبد بدون إذن الزوج والمالك، ولا الولد

٥٠

بدون إذن الوالد، والاولى عدم انعقاده مع النهي.

الثالثة عشرة: يحرم صوم العيدين وأيام التشريق لمن كان بمنى، وقيده بعض الاصحاب بالناسك، وصوم يوم الشك بنية الفرض ولو صامه بنية النفل أجزأ إن ظهر كونه من رمضان، ولو ردد فقولان أقربها الاجزاء.

ويحرم نذر المعصية وصومه، والصمت، والوصال، وصوم الواجب سفرا سوى مامر.

الرابعة عشرة: يعزر من أفطر في شهر رمضان عامدا عالما لا لعذر، فإن عاد عزر، فإن عاد قتل، ولو كان مستحلا قتل إن كان ولد على الفطرة، واستتيب إن كان عن غيرها.

الخامسة عشرة: البلوغ الذي يجب معه العبادة الاحتلام أو الانبات أو بلوغ خمس عشرة سنة في الذكر وتسع في الانثى، وقال في المبسوط وتبعه ابن حمزة بلوغها بعشر، وقال ابن إدريس الاجماع على التسع.

٥١

كتاب الاعتكاف

ويلحق بذلك الاعتكاف وهو مستحب خصوصا في العشر الاواخر من شهر رمضان.

ويشترط الصوم، فلا يصح إلا من مكلف يصح منه الصوم في زمان يصح صومه وأقله ثلاثة أيام، والمسجد الجامع، والحصر في الاربعة أو الخمسة ضعيف، والاقامة بمعتكفه فيبطل بخروجه إلا لضرورة أو طاعة كعيادة مريض أو شهادة أو تشييع مؤمن، ثم لا يجلس لو خرج ولا يمشي تحت ظل اختيارا، ولا يصلي إلا بمعتكفه إلا في مكة، ويجب بالنذر وشبهه وبمضي يومين على الاشهر، وفي المبسوط يجب بالشروع.

ويستحب الاشتراط كالمحرم فإن شرط وخرج فلا قضاء، ولو لم يشترط ومضى يومان أتم، ويحرم عليه نهارا ما يحرم على الصائم، وليلا ونهارا الجماع وشم الطيب والاستمتاع بالنساء، ويفسده ما يفسد الصوم، ويكفر إن فسد الثالث أو كان واجبا، ويجب بالجماع في الواجب نهارا كفارتان إن كان في شهر رمضان، وقيل مطلقا، وليلا واحدة فإن أكره المعتكفة فأربع على الاقوى.

٥٢

(٦) كتاب الحج

وفيه فصول، الاول: يجب الحج على المستطيع من الرجال والنساء والخناثي على الفور مرة بأصل الشرع، وقد يجب بالنذر وشبهه والاستئجار والافساد، ويستحب تكراره، ولفاقد الشرائط ولا يجزئ كالفقير والعبد بإذن مولاه.

وشرط وجوبه البلوغ والعقل والحرية والزاد والراحلة والتمكن من المسير، وشرط صحته الاسلام، وشرط مباشرته مع الاسلام التمييز.

ويحرم الولي عن غير المميز ندبا، ويشترط صحته من العبد إذن المولى، وشرط صحة الندب من المرأة إذن الزوج، ولو أعتق العبد أو بلغ الصبي أو أفاق المجنون قبل أحد الموقفين صح وأجزأه عن حجة الاسلام، ويكفي البذل في تحقق الوجوب ولا يشترط صيغة خاصة.

ولو حج به بعض إخوانه أجزأه عن الفرض، ويشترط وجود ما يمون به عياله الواجبي النفقة إلى حين رجوعه، وفي استنابة الممنوع بكبر أو مرض أو عدو قولان، والمروي عن عليعليه‌السلام ذلك، ولو زال العذر حج ثانيا.

ولا يشترط الرجوع إلى كفاية على

٥٣

الاقوى، ولا في المرأة المحرم، ويكفي ظن السلامة، والمستطيع يجزئه الحج متسكعا.

والحج ما شيا أفضل إلا مع الضعف عن العبادة فالركوب أفضل، فقد حج الحسنعليه‌السلام ما شيا مرارا، وقيل إنها خمسة وعشرين حجة، والمحامل تساق بين يديه.

ومن مات بعد الاحرام ودخول الحرم أجزأه، ولو مات قبل ذلك وكان قد استقر في ذمته قضي عنه من بلده في ظاهر الرواية، فلو ضاقت التركة فمن حيث بلغت ولو من الميقات.

ولو حج ثم ارتد ثم عاد لم يعد على الاقرب، فلو حج مخالفا ثم استبصر لم يعد إلا أن يخل بركن، نعم يستحب الاعادة.

القول في حج الاسباب: لو نذر الحج وأطلق كفت المرة ولا تجزئ عن حجة الاسلام، وقيل إن نوى حجة النذر أجزأت وإلا فلا.

ولو قيد نذره بحجة الاسلام فهي واحدة ولو قيد غيرها فهما اثنتان، وكذا العهد واليمين، ولو نذر الحج ما شيا وجب ويقوم في المعبر، فلو ركب طريقة أو بعضه قضى ماشيا، ولو عجز عن المشي ركب وساق بدنة.

ويشترط في النائب البلوغ والعقل والخلو من حج واجب مع التمكن منه ولو مشيا والاسلام وإسلام المنوب عنه واعتقاده الحق إلا أن يكون أبا النائب.

ويشترط نية النيابة منه وتعين المنوب عنه قصدا، ويستحب لفظا عند الافعال، وتبرأ ذمته لو مات محرما بعد دخول الحرم وإن

٥٤

خرج منه بعد، ولو مات قبل ذلك استعيد من الاجرة بالنسبة، ويجب الاتيان بما شرط عليه حتى الطريق مع الفرض، وليس له الاستنابة إلا مع الاذن صريحا أو إيقاع العقد مقيدا بالاطلاق، ولا يحج عن اثنين في عام، ولو استأجراه لعام فسبق أحدهما صح وإن اقترنا بطلا، وتجوز النيابة في أبعاض الحج، كالطواف والسعي والرمي مع العجز، ولو أمكن حمله في الطواف والسعي وجب ويحتسب لهما.

وكفارة الاحرام في مال الاجير، ولو أفسد حجه قضى في القابل، والاقرب الاجزاء ويملك الاجرة.

ويستحب إعادة فاضل الاجرة، والاتمام له لو أعوز وترك نيابة المرأة الصرورة والخنثى الصرورة.

ويشترط علم الاجير بالمناسك وقدرته عليها وعدالته، فلا يستأجر فاسق ولو حج أجزأه.

والوصية بالحج تنصرف إلى أجرة المثل، ويكفي المرة إلا مع إرادة التكرار.

ولو عين القدر والنائب تعينا، ولو عين لكل سنة قدرا وقصر كمل من الثانية فالثالثة، ولو زاد حج في عام مرتين من اثنين.

والودعي العالم بامتناع الوارث يستأجر عنه من يحج أو بنفسه، ولو كان عليه حجتان إحداهما نذر فكذلك إذ الاصح أنهما من الاصل، ولو تعددوا وزعت، وقيل يفتقر إلى إذن الحاكم، وهو بعيد.

الفصل الثاني: في أنواع الحج: وهي ثلاثة : تمتع: وهو فرض من بعد عن مكة بثمانية وأربعين ميلا من كل جانب على الاصح، ويقدم عمرته على حجه ناويا بها التمتع.

٥٥

وقران، وإفراد: وهو فرض من نقص عن ذلك، ولو أطلق الناذر تخير في الثلاثة وكذا يتخير من حج ندبا، وليس لمن تعين عليه نوع العدول إلى غيره على الاصح إلا لضرورة، ولا يقع الاحرام بالحج.

وعمرة التمتع إلا في شوال وذي القعدة وذي الحجة.

ويشترط في التمتع جمع الحج والعمرة لعام واحد، والاحرام بالحج له من مكة وأفضلها المسجد، ثم المقام أو تحت الميزاب، ولو أحرم بغيرها لم يجز إلا مع التعذر، ولو ضاق الوقت عن إتمام العمرة بحيض أو نفاس أو عذر أو عدو عدل إلى الافراد وأتى بالعمرة من بعد.

ويشترط في الافراد النية وإحرامه من الميقات أو من دويرة أهله إن كانت أقرب إلى عرفات، وفي القران ذلك وعقده بسياق الهدي وإشعاره إن كان بدنة، ويقلده إن كان غيرها بأن يعلق في رقبته نعلا قد صلى فيه ولو نافلة، ولو قلد الابل جاز.

مسائل: يجوز لمن حج ندبا مفردا العدول إلى التمتع لكن لا يلبي بعد طوافه وسعيه، فلو لبى بطلت متعته، وبقى على حجه، وقيل لا اعتبار إلا بالنية.

ولا يجوز العدول للقارن، وقيل يجوز العدول عن الحج الواجب أيضا، كما أمربه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من لم يسق من الصحابة، وهو قوي.

الثانية: يجوز للقارن والمفرد إذا دخلا مكة الطواف والسعي إما الواجب أو الندب لكن يجددان التلبية عقيب صلاة الطواف، فلو تركاها احلا على الاشهر.

٥٦

الثالثة: لو بعد المكي ثم حج على ميقات أحرم منه وجوبا، ولو غلبت إقامته في الآفاق تمتع، ولو تساويا تخير، والمجاور بمكة ينتقل في الثالثة إلى الافراد والقران وقبلها يتمتع، ولا يجب الهدي على غير المتمتع وهو نسك لا جبران.

الرابعة: لا يجوز الجمع بين النسكين بينة واحدة فيبطل، ولا إدخال أحدهما على الآخر قبل تحلله من الاول فيبطل الثاني إن كان عمرة أو حجا قبل السعي، ولو كان قبل التقصير وتعمد ذلك فالمروي أنه يبقى على حجة مفردة.

ولو كان ناسيا صح إحرامه الثاني ويستحب جبره بشاة.

الفصل الثالث، في المواقيت : لا يصح الاحرام قبل الميقات، إلا بالنذر وشبهه إذا وقع الاحرام في أشهر الحج، ولو كان عمرة مفردة لم يشترط، ولو خاف مريد الاعتمار في رجب تقضيه جاز له الاحرام قبل الميقات ولا يجب إعادته فيه.

ولا يتجاوز الميقات بغير إحرام، فيجب الرجوع إليه فلو تعذر بطل ان تعمده والا أحرم من حيث امكن ولو دخل مكة خرج إلى ادنى الحل فان تعذر فمن موضعه، ولو أمكنه الرجوع إلى الميقات وجب.

والمواقيت ستة: ذو الحليفة للمدينة، والجحفة للشام، ويلملم لليمن، وقرن المنازل للطائف، والعقيق للعراقي وأفضله المسلخ، ثم

٥٧

غمرة ثم ذات عرق.

وميقات حج التمتع مكة، وحج الافراد منزله كما سبق، وكل من حج على ميقات فهو له، ولو حج على غير ميقات كفته المحاذاة، ولو لم يحاذ أحرم من قدر تشترك فيه المواقيت.

الفصل الرابع، في أفعال العمرة : وهي الاحرام والطواف والسعي والتقصير.

ويزيد في عمرة الافراد بعد التقصير طواف النساء ويجوز فيها الحلق لا في عمرة التمتع.

القول في الاحرام: يستحب توفير شعر الرأس لمن أراد الحج من أول ذي القعدة وآكد منه هلال ذي الحجة، واستكمال التنظيف بقص الاظفار وأخذ الشارب والاطلاء، ولو سبق أجزأ مالم يمض خمسة عشر يوما.

والغسل، وصلاة سنة الاحرام، والاحرام عقيب الظهر أو فريضة وتكفي النافلة عند عدم وقت الفريضة.

وتجب فبه النية المشتملة على مشخصاته مع القربة، ويقارن بها: لبيك اللهم لبيك لبيك، إن الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك لبيك. ولبس ثوبي الاحرام من جنس ما يصلي فيه.

والقارن يعقد إحرامه بالتلبية أو بالاشعار والتقليد، ويجوز الحرير والمخيط للنساء، ويجزئ القباء مقلوبا لو فقد الرداء،

٥٨

والسراويل لو فقد الازار.

ويستحب للرجل رفع الصوت بالتلبية، ولتجدد عند مختلف الاحوال ويضاف إليها التلبيات المستحبة ويقطعها المتمتع إذا شاهد بيوت مكة، والحاج إلى زوال عرفة، والمعتمر منفردا إذا دخل الحرم والاشتراط ويكره الاحرام في السود والمعصفرة وشبههما، والنوم عليها، والوسخة، والمعلمة، ودخول الحمام، وتلبية المنادي.

وأما التروك المحرمة فثلاثون: صيد البر ولو دلالة وإشارة، ولا يحرم صيد البحر وهو مايبيض ويفرخ فيه، والنساء بكل استمتاع حتى العقد، والاستمناء، ولبس المخيط، وشبهه وعقد الرداء، ومطلق الطيب، والقبض من كريه الرائحة، والاكتحال بالسواد والمطيب، والادهان ويجوز أكل الدهن غير المطيب، والجدال وهو قول لا والله وبلى والله، والفسوق وهو الكذب، والسباب، والنظر في المرآة، وإخراج الدم اختيارا، وقلع الضرس وقص الظفر وإزالة الشعر، وتغطية الرأس للرجل والوجه للمرأة ويجوز لها سدل القناع إلى طرف أنفها بغير إصابة وجهها، والنقاب، والحناء للزينة والتختم للزينة ولبس المرأة مالم تعتده من الحلي، وإظهار المعتاد للزوج، ولبس الخفين للرجل وما يستر ظهر قدميه، والتظليل للرجل الصحيح سائرا، ولبس السلاح اختيارا، وقطع شجر الحرم وحشيشه إلا الاذخر، وما ينبت في ملكه، وعودي المحالة، وشجر الفواكه، وقتل هوام الجسد، ويجوز نقله.

٥٩

القول في الطواف: ويشترط فيه رفع الحدث والخبث، والختيان في الرجل، وستر العورة.

وواجبه: النية، والبدأة بالحجر الاسود، والختم به، وجعل البيت على اليساره والطواف بينه وبين المقام، وإدخال الحجر، وخروجه بجميع بدنه عن البيت، وإكمال السبع، وعدم الزيادة عليها فيبطل إن تعمده، والركعتان خلف المقام، وتواصل أربعة أشواط فلو قطع لدونها بطل وإن كان لضرورة أو دخول البيت، ولو ذكر في أثناء السعي ترتب صحته وبطلانه على الطواف، ولو شك في العدد بعده لم يلتفت وفي الاثناء يبطل ان شك في النقيصة، ويبني على الاقل إن شك في الزيادة على السبع، وأما نفل الطواف فيبني على الاقل مطلقا.

وسننه: الغسل من بئر ميمون أو فخ أو غيرهما، ومضغ الاذخر، ودخول مكة من أعلاها حافيا بسكينة ووقار، والدخول من باب بني شيبة، والدعاء بالمأثور، والوقوف عند الحجر، والدعاء فيه وفي حالات الطواف، وقراء‌ة القرآن، وذكر الله تعالى، والسكينة في المشي، والرمل ثلاثا والمشي أربعا على قول، واستلام الحجر، وتقبيله أو الاشارة إليه، واستلام الاركان والمستجار في السابع، وإلصاق البطن والخد به، والدعاء وعد ذنوبه عنده والتداني من البيت، ويكره الكلام في أثنائه بغير الذكر والقرآن.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437