مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)13%

مقتل الامام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-70-7
الصفحات: 437

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 437 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 243946 / تحميل: 10027
الحجم الحجم الحجم
مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-٧٠-٧
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

عليه، وقد عَلِم أنّه إذا أذِنَ لهم بالانصراف لَم يصحبه إلاّ مَن يريد مواساته على الموت(١) .

بطن العقبة

وسار من زبالة حتّى نزل بطن العقبة وفيها قال لأصحابه:«ما أراني إلاّ مقتولاً، فإنّي رأيت في المنام كلاباً تنهشني، وأشدّها عليَّ كلب أبقع» (٢) .

وأشار عليه عمرو بن لوذان من بني عكرمة بالرجوع إلى المدينة؛ لِما عليه أهل الكوفة من الغدر والخيانة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :«ليس يخفى عليَّ الرأي، وإنَّ الله لا يغلب على أمره» (٣) .

ثم قالعليه‌السلام :«إنّهم لَن يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جَوفي، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم مَن يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ فِرَق الاُمم» (٤) .

شراف

وسار من بطن العقبة حتّى نزل شراف(٥) ، وعند السّحر أمر فتيانه أنْ يستقوا من الماء ويكثروا، وفي نصف النّهار سمع رجلاً من أصحابه يكبّر فقال الحسين: «لِمَ كبَّرت؟» قال: رأيت النّخل فأنكر مَن معه أنْ يكون بهذا الموضع نخل، وإنّما

____________________________

(١) الطبري ٦ / ٢٢٦: (وهي بضمّ الزاي المعجمة) وتقع قبل الشقوق للذاهب من الكوفة إلى مكة فيها حصن وجامع لبني أسد، سمّي الموضع باسم زبالة بنت مسعر امرأة من العمالقة، ويوم زبالة من أيام العرب، ونسب إلى المكان جماعة من المحدّثين (معجم البلدان).

(٢) كامل الزيارات / ٧٥.

(٣) تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٦.

(٤) إرشاد المفيد، ونفس المهموم للمحدّث القمي / ٩٨ وما بعدها الطبعة الاُولى، ايران.

(٥) في معجم البلدان: (بفتح أوله وآخره فاء وثانيه مخفف) سمّي باسم رجل يقال له شراف، استخرج عيناً، ثمّ حدثت آبار كبار كثيرة ماؤها عَذِب، ومن شراف إلى واقصة ميلان، وفي تأريخ الطبري ٤ / ٨٧: لمّا كان سعد بن أبي وقاص بشراف، قدم عليه الأشعث بن قيس بألف وسبعمئة من أهل اليمن، فترك الجموع بشراف ونهض إلى العراق.

١٨١

هو أسنّة الرماح وآذان الخيل، فقال الحسين:«وأنا أراه ذلك» ، ثمّ سألهم عن ملجأ يلجأون إليه، فقالوا: هذا (ذو حسَم)(١) عن يسارك فهو كما تريد، فسبق إليه الحسين وضرب أبنيته.

وطلع عليهم الحرّ الرياحي(٢) مع ألف فارس بعثه ابن زياد؛ ليحبس الحسين عن الرجوع إلى المدينة أينما يجده أو يقدم به الكوفة، فوقف الحرّ وأصحابه مقابل الحسين في حَر الظهيرة(٣) .

فلمّا رأى سيّد الشهداء ما بالقوم من العطش أمر أصحابه أنْ يسقوهم ويرشفوا الخيل، فسقوهم وخيولهم عن آخرهم، ثمّ أخذوا يملأون القصاع والطساس ويدنونها من الفرس فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت، وسقي آخر حتّى سقوا الخيل كلّها(٤) .

وكان علي بن الطعّان المحاربي مع الحرّ فجاء آخرهم وقد أضرَّ به العطش فقال الحسين:«أنخ الراوية» - وهي الجمل بلغة الحجاز - فلمْ يفهم مراده فقال له:«أنخ الجمل» ولمّا أراد أنْ يشرب جعل الماء يسيل من السّقاء، فقال له ريحانة الرسول:«أخنث السّقاء» ، فلم يدرِ ما يصنع لشدّة العطش، فقامعليه‌السلام بنفسه وعطف السّقاء حتّى ارتوى وسقى فرسه.

وهذا لطف وحنان من أبي الضيم على هؤلاء الجمع في تلك البيداء المقفرة التي تعزّ فيها الجرعة الواحدة وهو عالم بحراجة الموقف ونفاد الماء، وإنّ غداً دونه تسيل النّفوس، ولكنّ العنصر النبوي والكرم العلويّ لَمْ يتركا صاحبهما إلاّ أنْ يحوز الفضل.

أحشاشةَ الزهراء بل يا مهجةَ

الكّرار يا روحَ النبي الهادي

____________________________

(١) حسم (بضم الحاء المهملة وفتح السين بعدها ميم): جبل كان النعمان بن المنذر يصطاد به، وفيه للنابغة أبيات.

(٢) في جمهرة أنساب العرب لابن حزم / ٢١٥: الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب الردف بن هرمي بن رياح يربوع، وقيل لعتاب الردف؛ لأنّ الملوك تردفه، وفي صفحة ٢١٣ قال، يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

(٣) مقتل الخوارزمي ١ / ٢٣٠ الفصل الحادي عشر.

(٤) تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٦، والطساس: جمع طس، طبقات النحويين للنبيذي / ٥٠، قال: وأمّا طست فجمعه طسات.

١٨٢

عـجباً لهذا الخلق هلا أقبلوا

كـل إلـيك بروحه لك فادي

لـكنّهم مـا وازنـوك نفاسة

أنّـى يُـقاسُ الذر بالاطواد

عـجباً لـحلم الله جل جلاله

هتكوا حجابك وَهْوَ بالمرصاد

عجباً لآل الله صاروا مغنماً

لـبني يزيد هدية وزياد(١)

ثمّ إنّ الحسين استقبلهم فحمد الله وأثنى عليه وقال:«إنّها معذرةً إلى الله عزّ وجلّ وإليكم، وإنّي لَم آتكم حتّى أتتني كتبكم وقَدِمَت بها عليَّ رُسُلكم أنْ اقْدِم علينا فإنّه ليس لنا إمام ولعلّ الله أنْ يجمَعنا بك على الهدى، فإنْ كنتم على ذلك فقد جئتكم، فاعطوني ما أطمئنّ به من عهودكم ومواثيقكم، وإنْ كنتم لمَقدمي كارهين، انصرفتُ عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم». فسكتوا جميعاً.

وأذَّنَ الحَجّاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر، فقال الحسين للحرّ:«أتصلّي بأصحابك؟» ، قال: لا، بل نصلّي جميعاً بصلاتك، فصلّى بهم الحسين.

وبعد أنْ فرغ من الصلاة أقبل عليهم فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النّبي محمّد وقال:«أيّها النّاس إنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين بالجور والعدوان، وإنْ أبَيتم إلاّ الكراهيّة لنا والجهل بحقّنا وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم، انصرفتُ عنكم».

فقال الحرّ: ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها، فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجَين مملوأين كتباً.

____________________________

(١) من قصيدة طويلة للعلامة الشيخ أحمد النحوي ذكرت في شعراء الحلّة ١ / ٧٠، وللسيد الحجة ثقة الإسلام السيد محمّد الكشميري:

سـقيت عِـداك الـماء منك تحنُّناً

بـأرض فـلاة حيثُ لا يوجد الماء

فـكيف إذا تـلقى مـحبيك في غد

عطاشى من الاجداث في دهشة جاؤا

١٨٣

قال الحرّ: إنّي لستُ من هؤلاء، وإنّي اُمرت أنْ لا اُفارقك إذا لقيتك حتّى أقدمك الكوفة على ابن زياد.

فقال الحسين:«الموت أدنى إليك من ذلك» ، وأمر أصحابه بالركوب، و ركبت النّساء، فحال بينهم وبين الانصراف إلى المدينة فقال الحسين للحرّ:«ثكلتك اُمّك ما تريد منا؟» .

قال الحرّ: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذا الحال، ما تركتُ ذكر اُمّه بالثكل كائناً من كان، والله ما لي إلى ذكر اُمّك من سبيل إلاّ بأحسن ما نقدر عليه.

ولكن خذ طريقاً نصفاً بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة حتّى أكتب إلى ابن زياد؛ فلعلّ الله أنْ يرزقني العافية، ولا يبتليني بشيء من أمرك. ثمّ قال للحسين: إنّي اُذكرك الله في نفسك، فإنّي أشهد لئن قاتلت لَتقتلَنَّ، فقال الحسين:«أفبالموت تخوفني؟! وهل يعدو بكم الخطب أنْ تقتلوني، وسأقول ما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢) :

سأمضي وما بالموت عار على الفتى

إذا مـا نـوى حـقاً وجـاهد مسلما

وواسـى الـرجال الصالحين بنفسه

وفـارق مـثبوراً وخـالف مجرما

فـان عشت لم اندم وان متُّ لم أُلَمْ

كـفى بـك ذَّلاً ان تـعيش وتُرْغما

فلمّا سمع الحرّ هذا منه، تنحى عنه فكان الحسين يسير بأصحابه في ناحية والحرّ ومَن معه في ناحية(٣) .

البيضة

وفي البيضة(٣) خطب أصحابَ الحر فقال بعد الحمد لله والثناء عليه:«أيّها

____________________________

(١) تقدّم استشهادهعليه‌السلام وتكرّر منه الاستشهاد بها.

(٢) ارشاد المفيد، وزاد ابن شهر آشوب في المناقب ٢ / ١٩٣ بعد البيت الثاني:

اقدم نفسي لا اريد بقاءها

لتلقى خميساً في الهياج عرمرما

تقدّم تمثلهعليه‌السلام بالبيت الأول والثاني وما جرى بين الحر والحسين في الطريق (مقتل الخوارزمي ١ / ٢٣٠ وما بعدها).

(٣) البيضة ما بين واقصة إلى عذيب الهجانات وهي أرض واسعة لبني يربوع بن حنظلة.

١٨٤

النّاس إنّ رسول الله قال: مَن رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرام الله، ناكثاً عهده، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قَول، كان حقّاً على الله أنْ يدخله مدخله، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفَيء، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله، وأنا أحقّ ممَّن غير، وقد أتتني كتبكم وقدمتْ عليَّ رُسُلكم ببيعتكم أنّكم لا تسلّموني ولا تخذلوني فإنْ أتممتم عليَّ بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن علي، وابن فاطمة بنت رسول الله، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ولكم فيَّ اُسوة، وإنْ لَمْ تفعلوا ونَقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلَعَمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم، فالمغرور من اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم ومَن نكث فإنّما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته» (١) .

الرُهَيمة

وفي الرهيمة(٢) لقيه رجل من أهالي الكوفة يقال له أبو هرم فقال: يابن رسول الله ما الذي أخرجك عن حرم جدك؟ فقال:يا أبا هرم إنّ بني اُميّة شتموا عرضي فصبرت، وأخذوا مالي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وأيمَ الله ليقتلوني فيلبسهم الله ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً ويسلّط عليهم من يذلّهم(٣) حتّى يكونوا أذلّ من قوم سبأ، إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم» (٤) .

القادسيّة

وفي القادسيّة(٥) قبض الحصين بن نمير التميمي على قيس بن مسهّر

____________________________

(١) الطبري ٦ / ٢٢٩، وكامل ابن الأثير ٤ / ٢١.

(٢) في معجم البلدان: الرهيمة (بالتصغير): عين تبعد عن خفية ثلاثة أميال، وتبعد خفية عن الرحبة مغرباً بضعة عشر ميلاً. وفي وفاء الوفاء لمسهودي ٢ / ٢٣٦: من حمي فيدماء يقال له الرحيمة بالحاء المهملة.

(٣) أمالي الصدوق / ٩٣ المجلس الثلاثون.

(٤) في مقتل الخوارزمي ١ / ٢٢٦، ومثير الأحزان لابن نما، وفيه رواية الحديث بتمامه.

(٥) في معجم البلدان ٣ / ٤٥١: خفان: موضع قرب الكوفة فيه عين عليها قرية لولد عيسى بن موسى الهاشمي. وفيه ٧ / ١٢٥: القطقطانة تبعد عن الرهيمة إلى الكوفة نيفا وعشرين ميلا.

١٨٥

الصيداوي رسول الحسين إلى أهل الكوفة، وكان ابن زياد أمره أن ينظم الخيل ما بين القادسيّة إلى خفان ومنها إلى القطقطانة(١) ، ولمّا أراد أنْ يفتّشه أخرج قيس الكتاب وخرّقه وجيء به إلى ابن زياد، فقال له: لماذا خرّقت الكتاب؟ قال: لئلاّ تطّلع عليه، فأصرّ ابن زياد على أنْ يُخبره بما فيه، فأبى قيس، فقال: إذاً اصعد المنبر وسبّ الحسين وأباه وأخاه وإلاّ قطّعتك إرباً، فصعد قيس المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النّبي وآله وأكثر من الترحّم على أمير المؤمنين والحسن والحسين، ولعن عبيدَ الله بن زياد وأباه وبني اُميّة، ثم قال: أيّها النّاس أنا رسول الحسين إليكم، وقد خلّفته في موضع كذا، فأجيبوه. فأمر ابن زياد أنْ يُرمى من أعلى القصر، فرمي وتكسّرت عظامه ومات(٢) ، ويقال كان به رمق فذبحه عبد الملك بن عمَير اللخمي، فعيب عليه قال: أردت أن اُريحه(٣) .

العذيب

وفي عذيب الهجانات(٤) وافاه أربعة نفر خارجين من الكوفة على رواحلهم ويجنبون فرساً لنافع بن هلال يقال له (الكامل) وهم؛ عمرو بن خالد الصيداوي، وسعد مولاه، ومجمع بن عبد الله المذحجي، ونافع بن هلال، ودليلهم الطرمّاح بن عدي الطائي يقول:

يا ناقتي لا تذعري من زجري

وشـمّري قـبل طلوع الفجر

بـخير ركـبان وخـير سفر

حتّى تـحلى بـكريم النجر

الـماجد الحر رحيب الصدر

أتـى بـه الله لـخير أمـر

ثمت أبقاه بقاء الدهر(٤)

____________________________

(١) الارشاد، و روضة الواعظين، والبداية لابن كثير ٨ / ١١٨، وإعلام الورى / ١٣٦ الطبع الاُولى، ايران.

وفي ميزان الاعتدال للذهبي ١ / ١٥١: ولي عبد الملك بن عمير اللخمي قضاء الكوفة بعد الشعبي، وساء حفظه وكان يغلط، وفي تهذيب الأسماء للنووي ١ / ٣٠٩: توفي سنة ١٣٦ وعمره مئة وثلاث سنين.

(٢) الارشاد للشيخ المفيد وروضة الواعظين للفتال.

(٣) العذيب: واد لبني تميم، وهو حد السواد، وفيه مسلحة للفرس بينه وبين القادسية ست أميال، وقيل له عذيب الهجانات؛ لأنّ خيل النعمان ملك الحيرة ترعى فيه.

(٤) في مقتل الخوارزمي ١ / ٢٣: قال الحسينعليه‌السلام لأصحابه: «هل فيكم مَن يعرف الطريق على غير الجادة؟» فقال الطرمّاح بن عدي الطائي: أنا يابن رسول الله، فقال له: «سِر أمامنا»، فسار أمام الظعن يرتجز بالأبيات.

وعند ابن نما صفحة ٢٤: إنّ الحر سار أمام الحسين يرتجز بها، وفي كامل الزيارات لابن قولويه / ٩٥: عن الرضاعليه‌السلام : «بينا الحسين يسير في جوف الليل سمع رجلاً يرتجز بها»، وفي نفس المهموم / ١٥٣: عن بعض المقاتل أنّ الطرمّاح لمّا وقع نظره على الحسين أنشأها.

١٨٦

فلمّا انتهوا إلى الحسينعليه‌السلام أنشدوه الأبيات، فقالعليه‌السلام :«أما والله، إنّي لأرجوا أنْ يكون خيراً ما أراد الله بنا قُتِلْنا أم ظفرنا».

وسألهم الحسين عن رأي النّاس، فأخبروه بأنّ الأشراف عظمت رشوتهم وقلوب سائر النّاس معك والسّيوف عليك، ثمّ أخبروه عن قتل قيس بن مسهّر الصيداوي، فقالعليه‌السلام :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (١) .اللهم اجعل لنا ولهم الجنّة، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك» .

وقال له الطرمّاح: رأيتُ النّاس قبل خروجي من الكوفة مجتمعين في ظهر الكوفة فسألتُ عنهم، قيل: إنّهم يعرضون ثم يسرّحون إلى الحسين، فانشدك الله أنْ لا تقدم عليهم، فإنّي لا أرى معك أحداً، ولَو لَم يقاتلك إلاّ هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكفى، ولكن سِر معنا لتنزل جبلنا الذي يُدعى (أجا) فقد امتنعنا به من ملوك غسّان وحمير، ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتّى تأتيك طيء رجالاً وركباناً وأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم إلى أنْ يستبين لك ما أنت صانع.

فجزاه الحسين وقومه خيراً وقال:«إنَّ بيننا وبين القوم عهداً وميثاقاً ولسنا نقدر على الانصراف حتّى تتصرّف بنا وبهم الاُمور في عاقبة».

فاستأذنه الطرمّاح وحده بأن يوصل الميرة إلى أهله، ويعجّل المجيء لنصرته. فأذِن له وصحِبه الباقون.

فأوصل الطرمّاح الميرة إلى أهله ورجع مسرعاً، فلمّا بلغ عذيب الهجانات، بلغه خبر قتل الحسينعليه‌السلام فرجع إلى أهله(١) .

____________________________

(١) سورة الأحزاب / ٢٣.

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٣٠.

١٨٧

قصر بني مقاتل

وسار من عذيب الهجانات حتّى نزل قصر بني مقاتل(١) ، فرأى فسطاطاً مضروباً ورمحاً مركوزاً وفرساً واقفاً، فسأل عنه، فقيل: هو لعبيد الله بن الحرّ الجعفي(٢) . فبعث إليه الحَجّاج بن مسروق الجعفي، فسأله ابن الحرّ عمّا وراءه قال: هديّة إليك وكرامة إنْ قبِلتها، هذا الحسين يدعوك إلى نصرته فإنْ قاتلتَ بين يدَيه اُجِرت، وإنْ قُتلت استشهدت فقال ابن الحرّ: والله، ما خرجتُ من الكوفة؛ إلاّ لكثرة ما رأيته خارجاً لمحاربته وخذلان شيعته، فعلمتُ أنّه مقتول ولا أقدر على

____________________________

(١) ينسب القصر إلى مقاتل بن حسّان بن ثعلبة، وساق نسبه الحموي في المعجم إلى امرىء القيس بن زيد بن مناة بن تميم، يقع بين عين التمر والقطقطانة والقريات. خربه عيسى بن علي بن عبد الله بن العبّاس ثم جدّده.

(٢) في تاريخ الطبري ج ٧ ص ١٦٨ وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٣٨٥ كان عثماني العقيدة ولأجله خرج إلى معاوية وحارب علياً يوم صفين وفي ص ١٦٩ من تاريخ الطبري ج ٧ طبعة أولى ذكر أحاديث في تمرده على الشريعة بنهبه الأموال وقطعه الطرق وذكر ابن الأثير ج ٤ ص ١١٢ انه لما أبطأ على زوجته في إقامته بالشام زوجها اخوها من عكرمة بن الخبيص ولما بلغه الخبر جاء وخاصم عكرمة الى علي بن أبي طالب فقال له ظاهرت علينا عدونا قال ابن الحر: ايمنعني عدلك من ذلك فقالعليه‌السلام : لا ثم أخذ أمير المؤمنين المرأة وكانت حبلى فوضعها عند ثقة حتى وضعت فألحق الولد بعكرمة ودفع المرأة الى عبيد الله فعاد الى الشام الى ان قتل عليعليه‌السلام ، والى هذه القصة أشار محمد بن الحسن في المبسوط ج ١٠ ص ١٣٦ باب الخوارج ولم يذكر اسم عبيد الله بن الحر وفي أيام عبد الملك سنة ٦٨ قتل عبيد الله بالقرب من الأنبار وفي أنساب الأشراف ج ٥ ص ٢٩٧ قاتله عبيد الله بن العباس السلمي من قبل القباع ولما اثخن بالجراح ركب سفينة ليعبر الفرات وأراد أصحاب عبيد الله أن يقبضوا السفينة فاتلف نفسه في الماء خوفاً منهم وجراحاته تشخب دماً وفي رسالة المغتالين لابن حبيب ص ٢٦٨ من المجموعة السابعة من نوادر المخطوطات تحقيق هارون عبد السلام ان عبد الملك أرسل عبيد الله بن الحر الجعفي لمحاربة مصعب في جيش كثيف ثم تخلف عنه الجيش حتى قتل من معه وعرض له عبيد الله بن العباس السلمي فقاتله ففر منه ابن الحر وركب معبرة الفرات فصاح عبيد الله السلمي بالملاح لئن عبرت به لاقتلنك فكربه راجعاً فعانقه ابن الحر فغرقا جميعاً فاستخرجوا ابن الحر ونصبوه غرضاً ورموه وهم يقولون امغازلا تجدها حتى قتلوه ويذكر ابن حبيب في (المحبر) ص ٤٩٢ أن مصعب بن الزبير نصب رأس عبيد الله بن الحر الجعفي بالكوفة وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٥٨٣ أن أولاد عبيد الله بن الحر وهم: صدقة وبرة والأشعر شهدوا واقعة الجماجم مع ابن الأشعث. وفي الأخبار الطوال ص ٢٨٩ لما تجرد المختار للاخذ بثأر الحسين كان عبيد الله بن الحر الجعفي في الجبل يغير على اموال الناس فأرسل اليه المختار للمشاركة معه في الطلب بدم الحسين فلم يجبه فهدم المختار داره ونهب جميع ما فيها واخذ امرأته فسجنها بالكوفة اهـ ولو كان صحيح الندم على تأخره عن نصرة المظلوم لناصر المختار على قتلة الحسين وكيف يتوفق للتوبة وقد امتنع عن اجابة سيد الشهداء وقد مشى اليه بنفسه والنور الالهي يعلوه وصبيانه اقمار الدجى من حوله.

١٨٨

نصره، ولست أحب أن يراني وأراه(١) .

فأعاد الحَجّاج كلامه على الحسين، فقام صلوات الله عليه ومشى إليه في جماعة من أهل بيته وصحبه، فدخل عليه الفسطاط، فوسّع له عن صدر المجلس، يقول ابن الحرّ: ما رأيت أحداً قط أحسن من الحسين ولا أملأ للعين منه، ولا رققت على أحد قط رقّتي عليه حين رأيته يمشي والصبيان حوله، ونظرت إلى لحيته فرأيتها كأنّها جناح غراب، فقلت له أسواد أم خضاب؟ قال:«يابن الحرّ عجّل عليَّ الشيب». فعرفتُ أنّه خضاب(٢) . ولمّا استقرّ المجلس بأبي عبد الله، حمد الله وأثنى عليه وقال:«يابن الحرّ إنّ أهل مصركم كتبوا إليّ أنّهم مجتمعون على نصرتي، وسألوني القدوم عليهم، وليس الأمر على ما زعموا (٣) ، وإنّ عليك ذنوباً كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟» قال: وما هي يابن رسول الله؟ فقال:«تنصر ابن بنت نبيّك وتقاتل معه» (٤) . فقال ابن الحرّ: والله، إنّي لأعلم إنّ من شايعك كان السّعيد في الآخرة، ولكن ما عسى أن أغني عنك، ولَم اخلف لك بالكوفة ناصراً، فانشدك الله أنْ تحمّلني على هذه الخطة، فإنّ نفسي لا تسمح بالموت، ولكن فَرَسي هذه (الملحقة) والله، ما طلبتُ عليها شيئاً قط إلاّ لحقته، ولا طلبني أحد وأنا عليها إلاّ سبقته، فخُذها فهي لك.

قال الحسين:«أمّا إذا رغبت بنفسك عنّا، فلا حاجة لنا في فَرَسك (٥) ولا فيك، وما كنتُ متّخذ المضلّين عضداً (٦) ، وإنّي أنصحك كما نصحتني، إن استطعت أنْ لا تسمع صراخنا، ولا تشهد وقعتنا فافعل. فوالله، لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا

____________________________

(١) الاخبار الطوال / ٢٤٦.

(٢) خزانة الأدب للبغدادي ١ / ٢٩٨، طبعة بولاق وأنساب الاشراف ٥ / ٢٩١.

(٣) نفس المهموم / ١٠٤.

(٤) أسرار الشهادة / ٢٣٣.

(٥) الأخبار الطوال / ٢٤٩.

(٦) أمالي الصدوق / ٩٤ المجلس الثلاثون.

١٨٩

إلاّ أكبّه الله في نار جهنّم» (١) .

وندِم ابن الحرّ على ما فاته من نصرة الحسينعليه‌السلام ، فأنشأ:

أيـا لـك حـسرة ما دمت حيّاً

تـردَّد بـين صدري والتراقي

غـداةَ يـقول لي بالقصر قولا

أتـتـركنا وتـعزم بـالفراق

حسين حين يطلب بذل نصري

عـلى أهـل الـعداوة والشقاق

فـلو فـلق الـتَّلهُّف قلب حرٍّ

لـهمَّ الـيوم قـلبي بـانفلاق

ولـو واسـيته يـوماً بـنفسي

لـنلت كـرامةً يـوم الـتَّلاق

مـع ابـن محمّد تفديه نفسي

فـودع ثـم أسـرع بـانطلاق

لـقد فاز الأولى نصروا حسيناً

وخاب الآخرون ذووا النفاق(٢)

وفي هذا الموضع اجتمع به عمرو بن قيس المشرفي وابن عمّه فقال لهما الحسين:«جئتما لنصرتي؟» قالا له: إنّا كثيروا العيال، وفي أيدينا بضائع للناس ولَم ندرِ ماذا يكون، ونكره أنْ نضيع الأمانة.

فقال لهماعليه‌السلام :«انطلقا، فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سواداً؛ فإنّه من سَمِع واعيتنا أو رأى سوادنا فلَم يجبنا أو يغثنا، كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أنْ يكبّه على منخريه في النّار» (٣) .

قرى الطف

ولما كان آخر الليل، أمر فتيانه بالاستقاء والرحيل من قصر بني مقاتل وبينا

____________________________

(١) خزانة الأدب ١ / ٢٩٨.

وفي مسير الحسين بنفسه المقدّسة إلى ابن الحر تعرف الغاية الملحوظة لأبي الضيم، فإنّهعليه‌السلام بصدد إعلام الناس بما يجب عليهم من النّهوض لسدّ باب المنكر، وإلقاء الحجّة عليهم؛ كيلا يقول أحد: أنه لم يدعُني إلى نصرته.

(٢) مقتل الخوارزمي ١ / ٢٢٨، وذكر الدينوري في الأخبار الطوال / ٢٥٨ أربعة منها، وفي رواية للثالث:

فما أنسى غداة يقول حزنا

اتتركنا وتزمع لانطلاق

(٣) عقاب الأعمال للصدوق / ٣٥، ورجال الكشي / ٧٤.

١٩٠

يسيرون إذ سُمِعَ الحسين يقول:«إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله ربّ العالمين» وكرّره. فسأله علي الأكبر عن استرجاعه، فقال:«إنّي خفقتُ برأسي، فعنَّ لي فارس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمتُ أنّها أنفسنا نُعيت إلينا» . فقال علي الأكبر: لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحق؟ قال:«بلى والذي إليه مرجع العباد» ، فقال: يا أبت، إذن لا نبالي أنْ نموت محقين. فقالعليه‌السلام :«جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده» (١) .

ولم يزل الحسين يتياسر إلى أن انتهى إلى نينوى(٢) وإذا راكب على نجيب وعليه السّلاح فانتظروه، وإذا هو رسول ابن زياد إلى الحرّ، معه كتاب يقول فيه: جَعجِع(٣) بالحسين حين تقرأ كتابي، ولا تنزله إلا بالعراء على غير ماء وغير حصن.

فقرأ الحرّ الكتاب على الحسين فقال له:«دعنا ننزل نينوى أو الغاضريات أو شفية» . فقال الحرّ: لا أستطيع فإنّ الرجل عين عليّ(٤) .

قال زهير بن القين: يابن رسول الله إنّ قتال هؤلاء أهون علينا من قتال مَن يأتينا من بعدهم، فلَعمري ليأتينا ما لا قِبَل لنا به، فقال الحسين:«ما كنتُ أبدأهم بقتال». ثمّ قال زهير: ههنا قرية بالقرب منّا على شطّ الفرات وهي في عاقول حصينة، والفرات يحدق بها إلاّ من وجه واحد قال الحسين:«ما اسمها؟» فقال:

____________________________

(١) الطبري ٦ / ٢٣١.

وفي مقتل العوالم / ٤٨: إنّ الحسين نام القيلولة بالعذيب فرأى في منامه قائلاً يقول: تسرعون السير والمنايا تسرع بكم إلى الجنة.

وفي مقتل الخوارزمي ١ / ٢٢٦: نزل الحسين الثعلبية، ونام وقت الظهيرة، فانتبه باكياً فسأله ابنه علي الأكبر عن بكائه فقال:«يا بني إنّها ساعة لا تكذب فيها الرؤيا، وإنّي خفقت برأسي...» .

(٢) في مجلّة المقتبس ج١٠ من المجلد ٧ سنة ١٣٣٠ﻫـ: كانت من قرى الطف الزاهرة بالعلوم، وصادف عمرانها زمن الإمام الصادقعليه‌السلام ، وفي أوائل القرن الثالث لَم يبق لها خبر.

(٣) في مقاييس اللغة لابن فارس ١ / ٤١٦: كتب ابن زياد إلى ابن سعد: أن جَعجِع بالحسينعليه‌السلام . أراد به الجئه إلى مكان خشن. وقال بعضهم: الجعجعة في هذا الموضع الازعاج. وذكر الأزهري في تهذيب اللغة ١ / ٦٨: مادة (جع) هذا الكتاب وقال: معناه ضيّق عليه. وقال الأصمعي: الجعجعة: الحبس. وأراد ابن زياد بقوله: جَعجِع به أي: احبسه. ومنه قول أوس بن حجر (إذا جعجعوا بين الاناخة الحبس)، وفي هامش ديوانه صدر البيت (كأنّ جلود النمر جيبت عليهم).

(٤) ارشاد المفيد.

١٩١

تسمى (العقر)(١) فقالعليه‌السلام :«نعوذ بالله من العقر» .

والتفت الحسين إلى الحرّ وقال: سِر بنا قليلاً فساروا جميعاً حتّى إذا وصلوا أرض كربلاء وقف الحرّ وأصحابه أمام الحسينعليه‌السلام ومنعوه عن المسير وقالوا: إنّ هذا المكان قريب من الفرات.

ويقال: بيناهم يسيرون إذ وقف جواد الحسين ولم يتحرّك، كما أوقف الله ناقة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند الحديبيّة(٢) فعندها سأل الحسين عن الأرض. قال له زهير: سِر راشداً ولا تسأل عن شيء حتّى يأذن الله بالفرَج، إنّ هذه الأرض تسمّى الطف. فقالعليه‌السلام :«فهل لها اسم غيره؟» قال: تُعرف كربلاء. فدمعت عيناه(٣) وقال:«اللهمّ، أعوذ بك من الكرب والبلاء(٤)، ههنا محطّ ركابنا وسفك دمائنا ومحلّ قبورنا، بهذا حدّثني جدّي رسول الله» (٥) .

تالله لا أنـسى وإن نسي الورى

بـالطفَّ وقـفة مهره المتسرِّع

أجَـواده هـل قـيدتك يد الردى

حتّى وقـفت بـه وقوف تمنّع

قد كنت أسرع من وميض سحابة

نـزل البلا اسرعت ام لم تسرع

هـلا تنكَّبت الطريق وَحِدتَ عن

ذاك المضيق إلى الفضاء الأوسع

____________________________

(١) الغاضرية: قرية منسوبة إلى غاضرة من بني أسد. وقيل: تقع في شمالي قبر عون. وفي مناهل الضرب للسيّد جعفر الأعرجي الكاظمي مخطوط في مكتبة الحجّة الشيخ آغا بزرگ الطهراني: هو عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن أحمد المسود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، سكن الحائر المقدس وله ضيعة على فرسخ من كربلاء، أدركه الموت بها فدفن فيها، وعليه قبة ويقصد بالزيارة والنذور. واشتبه على النّاس أنّه عون بن علي بن أبي طالب، أو عون بن عبد الله بن جعفر الطيّار، فإنّ الأخير دفن في حومة الشهداء بالحائر.

وهناك آثار قلعة تعرف بقلعة بني أسد. وأمّا شفية: فهي بئر لبني أسد. والعقر: كانت به منازل بخت نصر. ويوم العقر: قتل به يزيد بن المهلّب سنة ١٠٢ﻫـ، وهذه قرى متقاربة. وقال البكري في المعجم ممّا استعجم ٣ / ٩٥: كانوا يقولون ضحى بنو حرب بالدين يوم كربلاء وضحى بنو مروان بالمروءة يوم العقر، يعنون قتل الحسين بكربلاء وقتل يزيد بن المهلب بالعقر. وفي تاريخ الموصل لابن إياس المتوفّى سنة ٣٣٤ ص١٦ قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي: فتك والله بالكرم يوم فتك بآل المهلّب. وفي ص١٦: أنّ الفرزدق رثى يزيد ابن المهلّب بأبيات منها:

ولا حملت اُنثى ولا وضعت

بعد الاغر اصيب بالعقر

 (٢) منتخب الطريحي / ٣٠٨، المطبعة الحيدرية، سنة ١٣٦٩.

(٣) تحفة الأزهار لابن شدقم - مخطوط -، وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ٣ / ٢٠٩: سأل الحسين عن الأرض، فقيل: كربلاء. قال:«كرب وبلاء» .

(٤) البحار ١٠ / ١٨٨.

(٥) اللهوف.

١٩٢

كـيف اقتحمت به المهالك لا أبا

لـك كـيف ذلك كيف لم تتمنَّع

أعـظم بها من وقفة قامت بعر

صـتها قيامة أهل ذاك المجمع

اعظم بها من وقفة قد ضعضعت

أركـان عرش الله أيَّ تضعضع

هـي وقـفة لـيزيدَ منها وقفة

يـوما يـقال لأحمدَ: قم واشفع

هـي وقـفة قـد أعقبتها وقعة

قـد جـرَّعتنا غصَّة لم تجرع

هـي وقـفة قـعدت بآل محمد

احـزانها حتّى يقوم المدَّعي(١)

كربلاء

وكان نزوله في كربلاء في الثاني من المحرّم سنة إحدى وستّين(٢) ، فجمععليه‌السلام ولده وإخوته وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال:«اللهمّ، إنّا عترة نبيّك محمّد قد اُخرِجنا وطُرِدنا واُزعِجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو اُميّة علينا، اللهمّ فخذ لنا بحقّنا وانصرنا على القوم الظالمين».

وأقبل على أصحابه فقال:

«النّاس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاء، قلّ الديانون» (٣) .

____________________________

(١) من قصيدة تبلغ ٩٣ بيتاً للشيخ محمّد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أمير المؤمنين وقد قرضها ثمانية عشر شاعراً من ادباء عصره والقصيدتان في مكتبة الحجة المحقق الأميني صاحب الغدير.

(٢) نصّ عليه الطبري في التاريخ ٦ / ٢٣٣، وابن الأثير في الكامل ٤ / ٢٠، والمفيد في الارشاد.

(٣) البحار ج ١٠ ص ١٩٨، والمقتل للخوارزمي ج ١ ص ٢٣٧ لا تذهب على القارئ النكتة في سؤال الحسينعليه‌السلام عن اسم الأرض وكل قضايا سيد الشهداء غامضة الاسرار والإمام عندنا معاشر الامامية عالم بما يجري في الكون من حوادث وملاحم عارف بما اودع الله تعالى في الكائنات من المزايا اقداراً له من مبدع السماوات والأرضين تعالى شأنه وقد ذكرنا في المقدمة ما يشهد له وكان السر في سؤالهعليه‌السلام عن اسم الأرض التي منعوا من اجتيازها أو ان الله تعالى أوقف الجواد كما أوقف ناقة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند (الحديبية) أن يعترف أصحابه بتلك الأرض التي هي محل التضحية الموعودين بها باخبار النبي أو الوصي صلّى الله عليهما لتطمئن القلوب وتمتاز الرجال، وتثبت العزائم، وتصدق المفاداة فتزداد بصيرتهم في الأمر والتأهب للغاية المتوخاة لهم حتى لا يبقى لأحد مجال للتشكيك في موضع كربلا التي هي محل تربته! ولا جزاف في هذا النحو من الأسئلة بعد أن صدر مثله من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد سأل عن اسم الرجلين اللذين قاما لحلب الناقة وعن اسم الجبلين اللذين في طريقه الى (بدر) الم يكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عالماً بذلك؟ بلى، كان عالماً ولكن المصالح الخفية علينا دعته إلى السؤال وقد أشرنا اليها في كتاب (الشهيد مسلم) ص ٩٠ في عنوان (مسلم لا يتطير)، وهذا باب من الاسئلة يعرف عند علماء البلاغة (بتجاهل العارف) وإذا كان فاطر الأشياء الذي لا يغادر علمه صغيراً ولا كبيراً يقول لموسىعليه‌السلام : (وما تلك بيمينك يا موسى) ويقول لعيسىعليه‌السلام : (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين) لضرب من المصلحة وقال سبحانه للخليلعليه‌السلام أو لم تؤمن؟ مع انه عالم بايمانه فالامام المنصوب من قبله أميناً على شرعه لا تخفى عليه المصالح. =

١٩٣

ثمّ حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآله وقال:

«أمّا بعد، فقد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، ولَم يبقَ منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمَل به وإلى الباطل لا يُتَناهى عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله. فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما» (١) .

فقام زهير وقال: سمعنا يابن رسول الله مقالتك، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين لآثرنا النّهوض معك على الإقامة فيها.

وقال بريد: يابن رسول الله، لقد منّ الله بك علينا؛ أنْ نقاتل بين يدَيك، تُقَطَّع فيك أعضاؤنا، ثمّ يكون جدّك شفيعنا يوم القيامة(٢) .

وقال نافع بن هلال: أنت تعلم أنّ جدّك رسول الله لَم يقدر أنْ يشرب النّاس محبّته، ولا أنْ يرجعوا إلى أمره ما أحبّ، وقد كان منهم منافقون يعِدونه بالنصر ويضمرون له الغدر، يلقونه بأحلى من العسل ويخلّفونه بأمَرّ من الحنظل حتّى قبضه الله إليه، وإنّ أباك علياً كان في مثل ذلك فقوم قد أجمعوا على نصره وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين حتّى أتاه أجله فمضى إلى رحمة الله ورضوانه، وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة، فمَن نكث عهده وخلع بيعته فلَن يضرّ إلاّ نفسه والله مغن عنه، فسِر بنا راشداً معافى مشرِّقاً إنْ شئت أو

____________________________

= كما ان سيد الشهداءعليه‌السلام لم يكن في تعوذه من الكرب والبلاء عندما سمع باسم كربلاء متطيراً، فان المتطير لا يعلم ما يرد عليه وإنما يستكشف ذلك من الاشياء المعروفة عند العرب انها سبب للشر، والحسينعليه‌السلام على يقين مما ينزل به في أرض الطف من قضاء الله، فهو عالم بالكرب الذي يحل به وباهل بيته وصحبه كما انبأ عنه غير مرة.

(١) هذا في اللهوف، وعند الطبري ج٦ ص٢٢٩: انه خطب به بذي حسم، وفي العقد الفريد ج٢ ص٣١٢ وحلية الأولياء ج٣ ص٣٩ وابن عساكر ج٤ ص٣٣٣ مثل اللهوف، وفي مجمع الزوائد ج١ ص١٩٢ وذخائر العقبى ص١٤٩ والعقد الفريد ج٢ ص٣١٢: يظهر منه انه خطب ذلك يوم عاشوراء وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ج٣ ص٢٠٩: لما نزل عمر بن سعد بالحسين خطب أصحابه.

(٢) اللهوف ص٤٤.

١٩٤

مغرِّباً، فوالله ما أشفقنا من قدر الله، ولا كرهنا لقاء ربّنا وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا نوالي مَن والاك ونعادي من عاداك(١) .

بـأبي مَـنْ شروا لقاء الحسين

بـفـراق الـنفوس والأرواح

وقـفوا يـدرأون سمر العوالي

عـنه والـنبل وقـفة الأشباح

فوقوه بيض الظَّبى بالنحور الـ

بـيض والنبل بالوجوه الصِباح

فـئة ان تـعاور الـنقع لـيلا

أطـلعوا في سماه شهب الرماح

وإذا غَّـنت الـسّيوف وطافت

أكؤُس الموت وانتشى كل صاح

بـاعدوا بين قربهم والمواضي

وجـسـوم الأعـداء والأرواح

أدركـوا بـالحسين أكـبر عيد

فغدوا في منى الطفوف أضاحي

لست أنسى من بعدهم طود عزٍّ

وأعـاديه مـثل سـيل البطاح

وهـو يحمي دين النبي بعضب

بـسناه لـظلمة الـشرك ماحي

فـتطير الـقلوب منه ارتياعاً

كـلما شـدَّ راكـباً ذا الـجناح

ثُـمَّ لما نال الظما منه والشمس

ونـزف الـدِّما وثـقل السلاح

اوقـف الـطَّرف يستريح قليلاً

فـرماه الـقضا بـسهم مـتاح

فـهوى العرش للثرى وادلهمَّت

بـرماد المصاب منها النواحي

حَـرَّ قـلبي لـزينب إذ رأته

تـرب الـجسم مثخناً بالجراح

أخـرسَ الخطبُ نطقَها فدعته

بـدموعٍ بـما تـجن فِـصاح

يـا مـنار الظلال والليل داجٍ

وظلال الرميض واليوم ضاحي

كـنتَ لي يوم كنت كهفاً منيعاً

سـجسج الـظل خافق الأرواح

أتـرى الـقوم إذ عليك مررنا

مـنعونا مـن الـبكا والـنياح

إن يـكن هـيناً عـليك هواني

واغترابي مع العِدى وانتزاحي

ومـسيري أسـيرةً لـلأعادي

وركـوبي على النياق الطلاح

فـبرغمي أنّـي أراك مـقيماً

بـين سمر القنا وبيض الصِفاح

لـك جسم على الرمال ورأس

رفـعوه عـلى رؤوس الرماح

بـأبي الواردون حوض المنايا

يـوم ذيدوا عن الفرات المباح

بـأبي الـلابسون حـمر ثياب

طـرزتهُنَّ سافيات الرياح(١)

____________________________

(١) مقتل العوالم / ٧٦.

(٢) للعلامة الطاهر السيد رضا ابن آية الله السيد محمّد الهنديقدس‌سره .

١٩٥

ثمّ إنّهعليه‌السلام اشترى النّواحي التي فيها قبره من أهل نينوى والغاضريّة بستّين ألف درهم وتصدّق بها عليهم، واشترط عليهم أنْ يرشدوا إلى قبره ويضيفوا مَن زاره ثلاثة أيام، وكان حرم الحسينعليه‌السلام الذي اشتراه أربعة أميال في أربعة أميال، فهو حلال لولده ولمواليه وحرام على غيرهم ممن خالفهم وفيه البركة، وفي الحديث عن الصادقعليه‌السلام :«إنّهم لم يفوا بالشرط» (١) .

ولمّا نزل الحسينعليه‌السلام كربلاء كتب إلى ابن الحنفية وجماعة من بني هاشم:«أمّا بعد، فكأنّ الدنيا لَم تكن وكأنّ الآخرة لَم تزل، والسّلام» (٢) .

ابن زياد مع الحسين

وبعث الحرّ إلى ابن زياد يخبره بنزول الحسين في كربلاء فكتب ابن زياد إلى الحسين: أمّا بعد، يا حسين فقد بلغني نزولك كربلاء، وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يزيد أنْ لا أتوسّد الوثير، ولا أشبع من الخمير أو اُلحقك باللطيف الخبير، أو تنزل على حكمي وحكم يزيد، والسّلام.

ولمّا قرأ الحسين الكتاب رماه من يده وقال:«لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق!» . وطالبه الرسول بالجواب، فقال:«ما له عندي جواب؛ لأنّه حقّت عليه كلمة العذاب» .

وسامته يركب إحدى اثنتين

وقد صرّت الحرب أَسنانها

____________________________

(١) كشكول الشيخ البهائي ٢ / ٩١، طبعة مصر: نقلاً عن كتاب الزيارات لمحمّد بن أحمد بن داود القمي، وحكاه عنه السيد ابن طاووس في مصباح الزائر. والعجب من صاحب مفتاح الكرامة في كتاب المتاجر / ٢٤٥: أنّه أنكر شراء الحسين أربعة أميال من جهات قبره الشريف، مدّعياً عدم وقوفه على ذلك في الأخبار وعلى كلمات العلماء. كما أنّ أمير المؤمنين اشترى من الدهاقين ما بين الخورنق إلى الحيرة وإلى الكوفة بأربعين ألف درهم وقال لِمَن اعترض عليه بأنّها أرض لا تنبت:«إنّي سمعت رسول الله يقول: كوفان يرد أولها على آخرها، يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب، واشتهيت أنْ يحشروا في ملكي» فرحة الغري لابن طاووس / ٢٩، الباب الثاني، المطبعة الحيدرية في النجف.

(٢) كامل الزيارات / ٧٥ الباب الثالث والعشرون، وذكر أبو الفرج في الأغاني ٨ / ١٥١ طبعة ساسي: أنّ الحسن البصري كتب إلى عمر بن عبد العزيز بذلك لمّا ولّي الخلافة، وفي مروج الذهب: أخبار عمر بن عبد العزيز أنّه كتب إلى أبي حازم المدني الأعرج: اوصني واوجز، فكتب إليه بذلك. وفي موضوعات على القاري أول حرف الكاف، قال السيوطي: لَم أقف عليه مرفوعاً وأخرجه أبو نعيم عن عمر بن عبد العزيز.

١٩٦

فـإما يُـرى مذعناً او تموت

نـفس أبـيّ الـعزُّ إذعـانها

فـقال لـها اعتصمي بالابا

فـنفس الأبـي ومـا زانـها

إذا لـم تجد غير لبس الهوان

فـبالموت تـنزع جـثمانها

يرى القتل صبراً شعار الكرام

وفـخراً يـزين لـها شـأنها

فـشمَّر لـلحرب عن معرك

بـه عَـركَ الموتُ فرسانها

وأضـرمها لـعنان الـسَّماء

حـمـراء تـلـفح نـيرانها

ركـين وللأرض تحت الكماة

رجـيف يـزلزل ثهلانها(١)

وأخبر الرسول ابن زياد بما قاله أبو عبد اللهعليه‌السلام فاشتدّ غضبه(٢) ، وأمر عمر بن سعد بالخروج إلى كربلاء، وكان معسكِراً (بحمام أعين) في أربعة آلاف ليسير بهم إلى دستبى؛ لأنّ الديلم قد غلبوا عليها(٣) ، وكتب له ابن زياد عهداً بولاية الري وثغر دستبى والديلم(٤) فاستعفاه ابن سعد، ولمّا استردّ منه العهد استمهله ليلته، وجمع عمر بن سعد نصحاءه فنهوه عن المسير لحرب الحسين، وقال له ابن اُخته حمزة بن المغيرة بن شعبة: اُنشدك الله أنْ لا تسير لحرب الحسين، فتقطع رحمك وتأثم بربّك، فوالله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّه لو كان لك لكان خيراً لك من أنْ تلقى الله بدم الحسين(٥) .

فقال ابن سعد: أفعل إنْ شاء الله. وبات ليلته مفكّراً في أمره وسُمع يقول:

أأترك ملك الري والري رغبتي

أم أرجـع مـذموماً بقتل حسين

وفـي قتله النار التي ليس دونها

حجاب وملك الري قرة عيني(٦)

____________________________

(١) للسيد حيدر الحليرحمه‌الله .

(٢) البحار ١٠ / ١٨٩، ومقتل العوالم / ٧٦.

(٣) في تجريد الاغاني ١ / ٢٧٧ القسم الأول، لابن واصل الحموي المتوفّى سنة ٦٩٧ﻫـ في أول أخبار حنين قال: عرف هذا الحمام بأعين حاجب بشر بن مروان بن الحكم. وفي معجم البلدان ٣ / ٣٣٤: مادة حمام أعين بالكوفة منسوب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص.

(٤) الطبري ٦ / ٢٣٢.

(٥) الأخبار الطوال / ٢٥١، وفي معجم البلدان ٤ / ٥٨: دستبى (بفتح أوّله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة المقصورة): كورة كبيرة بين همدان والري، فقسم يقال له دستبى الرازي وقسم دستبى همدان، وبسعي أبي مالك حنظلة بن خالد التميمي اُضيفت إلى قزوين.

(٦) في أحسن التقاسيم للمقدسي / ٣٨٥: قال: وهذه المدينة أهلكت عمر بن سعد الشقي حتّى قتل الحسين بن علي، ثمّ اختارها مع النّار حيث يقول أخزاه الله (وذكر البيتين) كما هنا إلاّ قوله (والري رغبتي).

١٩٧

وعند الصباح أتى ابن زياد وقال: إنّك ولّيتني هذا العمل وسمع به النّاس، فأنفذني له وابعث إلى الحسين مَن لستُ أغنى في الحرب منه. وسمّى له اُناساً من أشراف الكوفة.

فقال ابن زياد: لستُ استأمرك فيمن أُريد أن أبعث، فإن سرت بجندنا، وإلاّ فابعث إلينا عهدنا، فلمّا رآه ملحّاً قال: إنّي سائر(١) ، فأقبل في أربعة آلاف وانضمّ إليه الحرّ فيمن معه. ودعا عمر بن سعد عزرة بن قيس الأحمسي، وأمره أن يلقى الحسين ويسأله عمّا جاء به فاستحيا عزرة؛ لأنّه ممَّن كاتبه، فسأل مَن معه من الرؤساء أنْ يلقوه فأبوا؛ لأنهم كاتبوه.

فقام كُثَير بن عبد الله الشعبي وكان جريئاً فاتكاً وقال: أنا له، وإنْ شئت أنْ أفتك به لفعلت. قال: لا، ولكن سله ما الذي جاء به؟ فأقبل كُثَير وعرفه أبو ثمامة الصائدي فقام في وجهه، وقال: ضع سَيفك وادخل على الحسين، فأبى واستأبى ثمّ انصرف.

فدعا عمر بن سعد قرّة بن قيس الحنظلي ليسأل الحسين، ولمّا أبلغه رسالة ابن سعد: قال أبو عبد الله«إنّ أهل مصركم كتبوا إليَّ أنْ اقدم علينا، فأمّا إذا كرهتموني انصرفتُ عنكم».

فرجع بذلك إلى ابن سعد، وكتب إلى ابن زياد بما يقول الحسين، فأتاه جوابه: أمّا بعد، فاعرض على الحسين وأصحابه البيعة ليزيد، فإنْ فعل رأينا رأينا(٢) .

خطبة ابن زياد

وجمع ابن زياد النّاس في جامع الكوفة فقال: أيّها النّاس إنّكم بلوتم آل أبي

____________________________

(١) ابن الأثير ٤ / ٢٢: أقول جاء المثل مَن عافاك أغناك، يتحدّث ابن الجوزي في صفوة الصفوة ٣ / ١٦١: إنّ رجلا بالبصرة من قوّاد ابن زياد سقط من السطح فتكسّرت رجلاه فعاده أبو قلابة وقال: أرجو أن يكون هذا خيراً لك فتحقق قوله حين حمله ابن زياد على الخروج إلى حرب الحسينعليه‌السلام ، فقال للرسول: انظر ما أنا فيه. وبعد سبعة أيام أتاه الخبر بقتل الحسينعليه‌السلام ، فحمد الله على العافية.

(٢) الطبري ٦ / ٢٣٣ و٢٣٤.

١٩٨

سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، وهذا أمير المؤمنين يزيد قد عرفتموه، حسن السّيرة، محمود الطريقة محسناً إلى الرعيّة، يعطي العطاء في حقّه، وقد أمنت السّبل على عهده وكذلك كان أبوه معاوية في عصره، وهذا ابنه يزيد يُكرم العباد ويغنيهم بالأموال، وقد زادكم في أرزاقكم مئة مئة، وأمرني أنْ أوفرها عليكم، وأخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين، فاسمعوا له وأطيعوا.

ثمّ نزل و وفّر العطاء، وخرج إلى النخيلة(١) وعسكر فيها. وبعث على الحصين بن نمير التميمي، وحجّار بن أبجر، وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي وأمرهم بمعاونة ابن سعد. فاعتلّ شبث بالمرض(٢) ، فأرسل إليه: أن رسولي يخبرني بتمارضك وأخاف أنْ تكون من الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزؤن، فإنْ كنت في طاعتنا فأقبل مسرعاً، فأتاه بعد العشاء؛ لئلا ينظر إلى وجهه فلم يجد عليه أثر العلّة، و وافقه على ما يريد(٣) .

وجعل عبيد الله بن زياد زجر بن قيس الجعفي على مسلحة في خمسمئة فارس، وأمره أنْ يقيم بجسر الصراة يمنع مَن يخرج من الكوفة يريد الحسينعليه‌السلام ، فمرّ به عامر بن أبي سلامة بن عبد الله بن عرار الدالاني فقال له زجر: قد عرفتُ حيث تريد فارجع، فحمل عليه وعلى أصحابه فهزمهم ومضى، وليس أحد منهم يطمع في الدنوّ منه، فوصل كربلاء ولحق بالحسينعليه‌السلام حتّى قُتل معه، وكان قد شَهد المشاهد مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٤) .

الحسين عند الكوفيين

ولم تزل الكراهية ظاهرة على الناس في قتال الحسين لانه ابن الرسول

____________________________

(١) هي العباسية في كلام ابن نما، وتعرف اليوم بالعباسيات، وموقعها قريب من ذي الكفل، وفي اليقين لرضي الدين ابن طاووس / ١٤٧ باب ١٤٦: إنّ النخيلة تبعد عن الكوفة فرسخين.

(٢) الأخبار الطوال / ٢٥٣.

(٣) البحار عن مقتل محمّد بن أبي طالب.

(٤) الاكليل للهمداني ١٠ / ٨٧ و ١٠١: ودالان بطن من همدان منهم بنو عرار بضمّ العين وهو عرار ابن رؤاس بن دالان بن جييش بن ماشبح بن وادعه. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم / ٣٢١ ذكر نسب وادعة.

١٩٩

الأقدس وسيّد شباب أهل الجنّة ولَم تغب عن أذهانهم مصارحات النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبيه الوصي فيه وفي أخيه المجتبى، وقد عرفوا فضله يوم أجدبت الكوفة وقحط النّاس، ففزعوا إلى أبي الحسن، فأخرج السّبط الشهيد للاستسقاء، وببركات نفسه القدسيّة ونوره المتكوّن من الحقيقة المحمّد يّة استجاب الله تعالى له وأرسل المطر حتّى أعشبت الأرض بعد جدبها. وهو الذي ملك المشرعة يوم صفين فسقى المسلمين بعد أنْ جهدهم العطش(١) ، ولنبأ سقيه الحرّ وألف فارس معه في تلك الأرض القاحلة حتّى أرواهم وخيولهم، دوي في أرجاء الكوفة.

فهل يستطيع أحد - والحالة هذه - على مقابلته ومحاربته؟! لولا غلبة الهوى والتناهي في الطغيان وضعف النّفوس؛ ولذلك كان الجمع الكثير يتسلّل إذا وصل كربلاء، ولَم يبقَ إلاّ القليل، فلمّا عرف ابن زياد ذلك بعث سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل وأمره أنْ يطوف في سكك الكوفة وأحياء العرب ويعلن بالخروج إلى حرب الحسين، ومَن تخلّف جاء به إليه، فوجد رجلاً من أهل الشام قدم الكوفة في طلب ميراث له فقبض عليه وجاء به إلى ابن زياد فأمر بضرب عنقه، فلمّا رأى النّاس الشرّ منه خرجوا جميعاً(٢) .

الجيوش

فخرج الشمر(٣) في أربعة آلاف، ويزيد بن الركاب في ألفين، والحصين بن نمير التميمي في أربعة آلاف، وشبث بن ربعي في ألف، وكعب بن طلحة في ثلاثة آلاف، وحجّار بن أبجر في ألف، ومضاير بن رهينة المازني في ثلاثة آلاف، ونصر بن حرشة في ألفين(٤) ، فتكامل عند ابن سعد لستٍ خلون من المحرم عشرون ألفاً(٥) ، ولَم يزل ابن زياد يرسل العساكر إلى ابن سعد حتّى تكامل عنده ثلاثون ألفاً.

____________________________

(١) مقتل العوالم / ١٥ و ٤٥.

(٢) الأخبار الطوال / ٢٥٣.

(٣) في البدء والتاريخ ٦ / ١٠: سمّاه بشر بن ذي الجوشن. وفي عجالة المبتدي في النّسب تأليف الحافظ أبي بكر محمّد بن أبي عثمان الحازمي الهمداني المتوفّى سنة ٥٨٤: اسمه شور بن ذي الجوشن، ولأبيه صحبة ورواية، روى عنه ابنه شور.

(٤) ابن شهر آشوب ٢ / ٢١٥.

(٥) ابن نما واللهوف.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

حديث تفسير الأَذان - أنّه قال فيه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، أشهد أن محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، لا إله إلّا الله.

وذكر في الإقامة: قد قامت الصلاة.

قال الصدوق: إنّما ترك الراوي حيّ على خير العمل، للتقيّة.

[ ٦٩ ٨٠ ] ١٩ - جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق في( المعتبر) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: الأَذان: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، وقال في آخره: لا إله إلّا الله مرّة.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(١) ويحتمل التقيّة في آخره، ويحتمل كونه ذكر الأَذان والإِقامة معاً، ويكون التهليل مرّة واحدة في آخر الإِقامة لما مضى(٢) ويأتي(٣) فإنّ الأَذان قد يطلق عليهما(٤) .

[ ٦٩ ٨١ ] ٢٠ - محمّد بن الحسن في( النهاية) قال: قد روي أنّ الأَذان والإِقامة سبعة وثلاثون فصلاً، يضيف إلى ما ذكرناه التكبير مرّتين في أول الإِقامة.

____________________

١٩ - المعتبر: ١٦٦، أورد ذيله في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(١) تقدم في الحديث ٥ من هذا الباب.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من هذا الباب، ومضى من ان الأَذان قد يطلق على الإِقامة في الحديث ٧ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ١ من الباب ١ من أفعال الصلاة.

٢٠ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٨ بتصرف في النقل.

٤٢١

[ ٦٩ ٨٢ ] ٢١ - قال: وقد روي ثمانية وثلاثون فصلاً، يضيف إلى ذلك أيضاً لا إله إلّا الله مرّة اُخرى الإِقامة.

[ ٦٩ ٨٣ ] ٢٢ - قال: وقد روي إثنان وأربعون فصلاً، يضيف الى ذلك التكبير في آخر الأَذان مرّتين، وفي آخر الإِقامة مرّتين.

قال: الشيخ: فمن عمل على إحدى هذه الروايات لم يكن مأثوماً، انتهى.

[ ٦٩ ٨٤ ] ٢٣ - وفي( المصباح) قال: وروي اثنان وأربعون فصلاً، فيكون التكبير أربع مرّات في أوّل الأَذان وآخره، وأوّل الإِقامة وآخرها والتهليل مرّتين فيهما.

[ ٦٩ ٨٥ ] ٢٤ - قال: وروي سبعة وثلاثون فصلاً يجعل في أوّل الإِقامة الله أكبر أربع مرّات.

[ ٦٩ ٨٦ ] ٢٥ - وقال الصدوق بعدما ذكر حديث أبي بكر الحضرمي وكليب الأَسدي: هذا هو الأَذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه، والمفوّضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً وزادوا بها في الأَذان محمّد وآل محمّد خير البريّة مرّتين، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أنّ محمّداً رسول الله: أشهد أنّ عليّاً وليّ الله مرّتين، ومنهم من روى بدل ذلك: أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً مرّتين، ولا شكّ أنّ عليّاً وليّ الله وأنّه أمير المؤمنين حقّاً وأنّ محمّداً وآله خير البرية، ولكن ذلك ليس في أصل الأَذان، وانّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة

____________________

٢١ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٨.

٢٢ - النهاية للشيخ الطوسي: ٦٩.

٢٣ - المصباح المتهجّد: ٢٦.

٢٤ - المصباح المتهجّد: ٢٦.

٢٥ - الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٧.

٤٢٢

المتّهمون بالتفويض(١) المدلسون أنفسهم في جملتنا.

انتهى كلام الصدوق رئيس المحدّثين (رضي‌الله‌عنه )

ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود هنا(٢) وفي حديث من صلّى خلف من لا يقتدى به(٣) ، وفي كيفية الصلاة(٤) وغير ذلك(٥) ، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبيّن وجهه(٦) .

٢٠ - باب استحباب اختيار الإِقامة مثنى مثنى على الأَذان والإِقامة مرّة مرّة وكراهة الأَذان لمن أقام واحدة واحدة

[ ٦٩ ٨٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: الأَذان والإِقامة مثنى مثنى، وقال: إذا أقام مثنى(٧) ولم يؤذّن أجزأه في الصلاة المكتوبة، ومن أقام الصلاة واحدة واحدة ولم يؤذّن لم يجزئه إلّا بالأَذان.

[ ٦٩ ٨٨ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن

____________________

(١) التفويض هنا بمعنى ان الله فوّض الخلق والرزق الى محمد وآل محمد وهو مذهب جماعة من أهل الضلال « منه. قده ».

(٢) يأتي في الباب ٢٠ والحديث ٥ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة.

(٥) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣١ من أبواب الأذان.

(٦) يأتي في الباب ٢٢ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١١.

(٧) في المصدر زيادة: مثنى.

٢ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٨، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٢.

٤٢٣

عثمان، عن ابن مسكان، عن بريد(١) مولى الحكم، عمّن حدّثه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: لان اُقيم مثنى مثنى أحبُّ إليّ من أن أؤذّن واُقيم واحداً واحداً.

أقول: ويأتي ما يدلُّ على الجزاء(٢) فيحمل الحديث الأوّل على نفي الأَفضليّة.

٢١ - باب جواز الاقتصار في الأَذان والإِقامة على مرّة مرّة في التقيّة والعجلة والسفر

[ ٦٩ ٨٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الأَذان مثنى مثنى والإِقامة واحدة.

[ ٦٩ ٩٠ ] ٢ - وعنه، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الأَذان يقصر في السفر كما تقصر الصلاة، الأَذان واحداً واحداً والإِقامة واحدة.

أقول: حمله الشيخ على التقيّة والعجلة وكذا الذي قبله لما مضى(٣)

____________________

(١) في المصدر وفي نسخة من الاستبصار في هامش المخطوط: يزيد.

(٢) يأتي في الباب ٢١ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٤ من الباب ٣١ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٩، وفي الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢١

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٦١ / ٢١٤، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٣٨، وأورده أيضاً في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٩، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٣.

(٣) مضى في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٤٢٤

ويأتي(١) ، ويمكن إبقاؤه على إطلاقه.

[ ٦٩ ٩١ ] ٣ - وبإسناده، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الإِقامة مرّة مرّة إلّا قول الله أكبر الله أكبر فانّه مرّتان.

[ ٦٩ ٩٢ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة ابن أيّوب، عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء قال: رأيت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، يكبّر واحدة واحدة في الأَذان، فقلت له: لم تكبر واحدة واحدة ؟ فقال: لا بأس به إذا كنت مستعجلاً.

[ ٦٩ ٩٣ ] ٥ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، يقول: يجزئك من الإِقامة طاق طاق(٢) في السفر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٢ - باب عدم جواز التثويب في الأَذان والإِقامة وهو قول الصلاة خير من النوم

[ ٦٩ ٩٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة

____________________

(١) يأتي في أحاديث هذا الباب.

٣ - التهذيب ٢: ٦١ / ٢١٥، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٣٩.

٤ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢١٦، والاستبصار ١: ٣٠٧ / ١١٤٠.

٥ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢٢٠، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٤.

(٢) الإقامة طاق طاق: أي من غير تكرار، والطوق: الطاقة.( مجمع البحرين ٥: ٢٠٩ ).

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

الباب ٢٢

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٣.

٤٢٥

وحمّاد بن عيسى، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن التثويب الذي يكون بين الأَذان والإِقامة ؟ فقال: ما نعرفه.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن وهب(١) .

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية بن وهب، نحوه(٢) .

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية بن وهب، مثله (٣) .

[ ٦٩ ٩٥ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الله(٤) بن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) ، - في حديث -: إن شئت زدت على التثويب حيّ على الفلاح مكان الصلاة خير من النوم.

قال الشيخ: لو كان ذكر الصلاة خير من النوم من السنّة لما سوغ له العدول عنه إلى تكرار اللّفظ.

أقول: وأحاديث كيفيّة الأَذان والإِقامة تدلّ على ذلك(٥) .

[ ٦٩ ٩٦ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن حمّاد بن

____________________

(١) الفقيه ١: ١٨٨ / ٨٩٥.

(٢) الكافي ١: ٣٠٣ / ٦.

(٣) مستطرفات السرائر: ٩٣ / ٢.

٢ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٤، والاستبصار ١: ٣٠٩ / ١١٤٨، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٤) في الاستبصار: عبد الرحمن بن أبي نجران.

(٥) أحاديث كيفية الأذان والإِقامة تقدمت في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

٣ - التهذيب ٢: ٦٢ / ٢٢١، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٥.

٤٢٦

عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: النداء والتثويب في الإِقامة(١) من السنّة.

أقول: يأتي وجهه على أنّ التثويب لغة أعمّ من قول: الصلاة خير من النوم(٢) ، فلعلّ المراد غيره، ويحتمل الحمل على الإِنكار.

[ ٦٩ ٩٧ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن فضالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) ينادي في بيته بالصلاة خير من النوم، ولو رددت ذلك لم يكن به بأس.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب (٣) .

قال الشيخ: هذا والذي قبله محمولان على التقيّة لاجماع الطائفة على ترك العمل بهما.

أقول: هذا لا إشعار فيه بكون النداء في الأَذان أو الإِقامة فلعلّه لم يكن فيهما.

[ ٦٩ ٩٨ ] ٥ - جعفر بن الحسن المحقّق في( المعتبر) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا كنت في أذان الفجر فقل: الصلاة خير من النوم بعد حيّ على خير العمل(٤) ، ولا تقل في الإِقامة الصلاة خير من النوم إنّما هذا في الأَذان.

____________________

(١) في الاستبصار: في الأذان.

(٢) يأتي وجهه في الحديث ٤ من هذا الباب.

٤ - التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٢، والاستبصار ١: ٣٠٨ / ١١٤٦.

(٣) مستطرفات السرائر: ٩٤ / ٣.

٥ - المعتبر: ١٦٦.

(٤) في المصدر زيادة: وقل بعد الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

٤٢٧

أقول: هذا محمول على التقيّة لما تقدّم(١) .

٢٣ - باب كراهة الزيادة في تكرار الفصول إلّا للإِشعار

[ ٦٩ ٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لو أنّ مؤذّناً أعاد في الشهادة وفي حيّ على الصلاة أو حيّ على الفلاح المرّتين والثلاث وأكثر من ذلك إذا كان إماماً(٢) يريد به جماعة القوم ليجمعهم لم يكن به بأس.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

أقول: وتقدّم في كيفية الأَذان(٤) وفي أحاديث التثويب ما يدلّ على ذلك(٥) وعلى المنع من الزيادة في غير هذه الصورة والله أعلم(٦) .

٢٤ - باب استحباب الترتيل في الأَذان والحدر في الإِقامة

[ ٧٠ ٠٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن وهب، عن

____________________

(١) لما تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٨ / ٣٤.

(٢) في المصدر وفي نسخة في هامش المخطوط: إنّما.

(٣) التهذيب ٢: ٦٣ / ٢٢٥، والاستبصار ١: ٣٠٩ / ١١٤٩.

(٤) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٥) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٦) تقدّم ما يدلّ على المنع في الحديث ٢٥ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ١٨٥ / ٨٧٦، تقدّم صدره في الحديث ١ من الباب ٨ وقطعة منه في الحديث ١ من =

٤٢٨

أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: احدر إقامتك حدراً.

[ ٧٠ ٠١ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : الأَذان جزم بافصاح الأَلف والهاء، والإِقامة حدر.

أقول: هذا الحديث: رواه الشيخ، عن الكليني(١) ولم نجده في( الكافي) فكأنّه نقله من غيره من مؤلّفاته.

[ ٧٠ ٠٢ ] ٣ - وعن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: الأَذان ترتيل، والإِقامة حدر.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان(٢) ، والذي قبله بإسناده عن محمّد بن يعقوب.

٢٥ - باب سقوط الأَذان والإقامة عمّن أدرك الجماعة بعد التسليم قبل أن يتفرقوا لا بعده، وإن كانا اثنين فصاعداً جاز أن يصلّوا جماعة

[ ٧٠٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

= الباب ١٦ من هذه الأبواب.

٢ - لم نجده في الكافي، لاحظ الحديث ٢ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٢: ٥٨ / ٢٠٣.

٣ - الكافي ٣: ٣٠٦ / ٢٣.

(٢) التهذيب ٢: ٦٥ / ٢٣٢، تقدّم ما يدل على ذلك في الباب ١٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٢.

٤٢٩

صالح(١) بن سعيد، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألته عن الرجل ينتهي إلى الإمام حين يسلّم قال: ليس عليه أن يعيد الأَذان فليدخل معهم في أذانهم، فإن وجدهم قد تفرّقوا أعاد الأَذان.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) ، وبإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله(٣) .

[ ٧٠ ٠٤ ] ٢ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: الرجل يدخل المسجد وقد صلّى القوم، أيؤذّن ويقيم ؟ قال: إن كان دخل ولم يتفرّق الصفّ صلّى بإذانهم وإقامتهم، وإن كان تفرّق الصفّ أذّن وأقام.

[ ٧٠ ٠٥ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد ابن علي، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: دخل رجلان المسجد وقد صلّى الناس فقال لهما علي( عليه‌السلام ) : إن شئتما فليؤمّ أحدكما صاحبه ولا يؤذّن ولا يقيم.

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، مثله، إلّا أنّه قال: وقد صلّى بالناس(٤) .

____________________

(١) في التهذيب: خالد بن سعيد. هامش المخطوط.

وفي ترتيب التهذيب ١: ٢٦٧ خالد بن سعيد.

(٢) لم نعثر على الحديث في كتب الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب.

(٣) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١٢٠، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

٣ - التهذيب ٢: ٢٨١ / ١١١٩، أورده أيضاً في الحديث ٣ من الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

(٤) التهذيب ٣: ٥٦ / ١٩١.

٤٣٠

[ ٧٠ ٠٦ ] ٤ - وعنه، عن بنان بن محمّد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليهم‌السلام ) ، أنّه كان يقول: إذا دخل رجل المسجد وقد صلّى أهله فلا يؤذّننّ ولا يقيمنّ ولا يتطوّع حتّى يبدأ بصلاة الفريضة، ولا يخرج منه إلى غيره حتّى يصلّي فيه.

[ ٧٠ ٠٧ ] ٥ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - في الرجل أدرك الإِمام حين سلّم، قال: عليه أن يؤذّن ويقيم ويفتتح الصلاة.

ورواه الصدوق بإسناده عن عمّار الساباطي، مثله(١) .

أقول: هذا محمول على الجواز أو الاستحباب من غير تأكّد، أو على تفرّق الصفوف لما تقدّم(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الجماعة(٣) .

٢٦ - باب اشتراط عقل المؤذّن وإسلامه وإيمانه

[ ٧٠ ٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن الأَذان، هل يجوز أن يكون من غير عارف ؟ قال: لا يستقيم الأَذان ولا يجوز أن يؤذّن به إلّا رجل مسلم عارف،

____________________

٤ - التهذيب ٣: ٥٦ / ١٩٥.

٥ - التهذيب ٣: ٢٨٢ / ٨٣٦، تقدم صدره في الحديث ٢ من الباب ٢٤ من أبواب لباس المصلي.

(١) الفقيه ١: ٢٥٨ / ١١٧٠.

(٢) تقدم في أحاديث نفس الباب، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٩ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل على ذلك في الباب ٢٧ من هذه الأبواب، وفي الباب ٦٥ من أبواب الجماعة.

الباب ٢٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٣، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

٤٣١

فإن علم الأَذان وأذّن به ولم يكن عارفاً لم يجز أذانه ولا إقامته ولا يقتدى به، الحديث.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، مثله(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٧ - باب استحباب إعادة المنفرد أذانه إذا وجد جماعة إماماً كان أو مأموماً

[ ٧٠ ٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: سئل عن الرجل يؤذّن ويقيم ليصلّي وحده فيجيء رجل آخر فيقول له: نصلّي جماعة، هل يجوز أن يصلّيا بذلك الأَذان والإِقامة ؟ قال: لا، ولكن يؤذّن ويقيم.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، مثله(٤) .

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عمّار بن موسى، مثله(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠١.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٣: ٣٠٤ / ١٣، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

(٤) التهذيب ٢: ٢٧٧ / ١١٠١.

(٥) الفقيه ١: ٢٥٨ / ١١٦٨.

٤٣٢

٢٨ - باب عدم وجوب الإِعادة على من نسي الأَذان والإِقامة حتّى صلّى

[ ٧٠ ١٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل نسي الأَذان حتّى صلّى ؟ قال: لا يعيد.

[ ٧٠ ١١ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن علي بن السّندي، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل نسى أن يقيم الصلاة حتّى انصرف يعيد صلاته ؟ قال: لا يعيدها ولا يعود لمثلها.

[ ٧٠ ١٢ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) ، عن الرجل ينسى أن يقيم الصلاة وقد افتتح الصلاة ؟ قال: إن كان قد فرغ من صلاته فقد تمّت صلاته، وإن لم يكن فرغ من صلاته فليعد.

قال الشيخ: هذا محمول على الاستحباب.

أقول: وهو مقيّد بما قبل الركوع، ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

____________________

الباب ٢٨

وفيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٨، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٣.

٢ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٩، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٤.

٣ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١١٠.

(١) يأتي في الباب ٢٩، وفي الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٤٣٣

٢٩ - باب استحباب رجوع المنفرد الى الأَذان إن نسيه وذكر قبل الركوع لا بعده، وكذا من نسي الإِقامة أو نسيهما وعدم وجوب الرجوع مطلقاً

[ ٧٠ ١٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، عن رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة ؟ قال: فليمض في صلاته فانّما الأَذان سنّة.

[ ٧٠ ١٤ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة، قال: ليس عليه شيء.

[ ٧٠ ١٥ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج، وابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فنسيت أن تؤذّن وتقيم ثم ذكرت قبل أن تركع فانصرف وأذّن وأقم واستفتح الصلاة، وإن كنت قد ركعت فأتمّ على صلاتك.

[ ٧٠ ١٦ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال في الرجل ينسى الأَذان والإِقامة حتّى يدخل في الصلاة، قال: إن

____________________

الباب ٢٩

وفيه ٩ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٣٩، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٣٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٤٠، والاستبصار ١: ٣٠٥ / ١١٣١.

٣ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٣، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٧.

٤ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٢.

٤٣٤

كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وليقم(١) ، وإن كان قد قرأ فليتمّ صلاته.

ورواه الكليني عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٢) ، وبإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٧٠ ١٧ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن حسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يستفتح صلاته المكتوبة ثمّ يذكر أنه لم يقم ؟ قال: فان ذكر أنّه لم يقم قبل أن يقرأ فليسلم على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، ثمّ يقيم ويصلّي، وإن ذكر بعدما قرأ بعض السورة فليتمّ على صلاته.

[ ٧٠ ١٨ ] ٦ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق بن آدم، عن أبي العباس الفضل(٤) بن حسان الدالاني، عن زكريّا بن آدم قال: قلت لأَبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) : جعلت فداك كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية وأنا في القراءة أني لم اُقم فكيف أصنع ؟ قال: اسكت موضع قراءتك وقل: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، ثم امض في قراءتك وصلاتك وقد تمّت صلاتك.

أقول: ذكر الشيخ أن هذه الأَخبار كلّها محمولة على الاستحباب.

____________________

(١) « وليقم » ليس في الاستبصار،( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٣: ٣٠٥ / ١٤.

(٣) الاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٦.

٥ - التهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٥، والاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٩.

٦ - الاستبصار ١: ٣٠٤ / ١١٢٨، والتهذيب ٢: ٢٧٨ / ١١٠٤.

(٤) في التهذيب: المفضل.

٤٣٥

[ ٧٠ ١٩ ] ٧ - وعنه، عن سلمة بن الخطاب، عن أبي جميلة(١) ، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: رجل ينسى الأَذان والإِقامة حتى يكبّر، قال: يمضي على صلاته ولا يعيد.

[ ٧٠ ٢٠ ] ٨ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) وسأله أبو عبيدة الحذّاء عن حديث رجل نسي أن يؤذّن ويقيم حتى كبّر ودخل في الصلاة ؟ قال: إن كان دخل المسجد ومن نيّته أن يؤذّن ويقيم فليمض في صلاته ولا ينصرف.

أقول: هذا يدلّ على الجواز ونفي الوجوب، والذي سبق على الاستحباب فلا منافاة.

[ ٧٠ ٢١ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زيد الشحام أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن رجل نسي الأَذان والإِقامة حتى دخل في الصلاة ؟ فقال: إن كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النبي وآله وليقم، وإن كان قد دخل في القراءة فليتمّ صلاته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه فيمن نسى بعض الأَذان والإِقامة(٣) .

____________________

٧ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٦، والاستبصار ١: ٣٠٢ / ١١٢١.

(١) في المصدر، وفي نسخة في هامش المخطوط: ابن جبلة.

٨ - التهذيب ٢: ٢٧٩ / ١١٠٧، والاستبصار ١: ٣٠٣ / ١١٢٢.

٩ - الفقيه ١: ١٨٧ / ٨٩٣.

(٢) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

٤٣٦

٣٠ - باب أنّ الإِمام إذا سمع أذاناً أو إقامة جاز أن يكتفي به في الجماعة، وإن كان المؤذّن منفرداً، وكذا المنفرد، فإن نقص المؤذّن شيئاً استحبّ له إتمامه

[ ٧٠ ٢٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا أذّن مؤذّن فنقص الأَذان وأنت تريد أن تصلّي بأذانه فأتمّ ما نقص هو من أذانه، الحديث.

[ ٧٠ ٢٣ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي مريم الأنصاري قال: صلّى بنا أبو جعفر( عليه‌السلام ) في قميص بلا إزار ولا رداء ولا أذان ولا إقامة - إلى أن قال - فقال: وإنّي مررت بجعفر وهو يؤذّن ويقيم فلم أتكلّم فأجزأني ذلك.

[ ٧٠ ٢٤ ] ٣ - وبإسناده عن سعد، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبد الله(١) ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كنّا معه فسمع إقامة جارٍ له بالصلاة فقال: قوموا فقمنا فصلّينا معه بغير أذان ولا إقامة، وقال: يجزئكم أذان جاركم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ٣٠

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٠ / ١١١٣، تقدّمت قطعة منه في الحديث ٧ من الباب ٢٢ من أبواب لباس المصلّي.

٣ - التهذيب ٢: ٢٨٥ / ١١٤١.

(١) في هامش المخطوط عن نسخة: عبيد الله.

(٢) ورد ما يدل عليه في الحديث ٥ و ٨ من الباب ١٤، ويأتي ما يدل عليه في الباب ٣١ من هذه الأبواب.

٤٣٧