مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)18%

مقتل الامام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-70-7
الصفحات: 437

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 437 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 244134 / تحميل: 10028
الحجم الحجم الحجم
مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مقتل الامام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-٧٠-٧
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ضعيفا وابن صهيب موثّقا(1) .

وذكر في الحاوي ابن صهيب في الموثّقين(2) ولم يذكر ابن كثير.

وفيمشكا : ابن صهيب ، عنه هارون بن مسلم ، والحسن بن محبوب(3) .

1527 ـ عباد بن كثير البصري :

مرّ ما فيه في عباد بن صهيب ،تعق (4) .

أقول : مرّ ما في الوجيزة وغيرها فيه أيضا.

1528 ـ عباد بن يعقوب الرواجني :

بالراء والجيم والنون والياء أخيرا ، عامّي المذهب ،صه (5) .

ست إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب أخبار المهديعليه‌السلام ، وكتاب المعرفة في معرفة الصحابة ، أخبرنا بهما ابن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب ، عن علي بن العبّاس المقانعي ، عنه عن مشيخته(6) .

وفيقب : صدوق رافضي(7) .

وفيهب : شيعي وثّقه أبو حاتم(8) .

وفيتعق : ( مضى في عباد أبو سعيد ماله ربط )(9) ، وفي الحسن بن‌

__________________

(1) الوجيزة : 232 / 963 ، 964.

(2) حاوي الأقوال : 209 / 1078.

(3) هداية المحدّثين : 88.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 187.

(5) الخلاصة : 243 / 1.

(6) الفهرست : 119 / 539.

(7) تقريب التهذيب 1 : 394 / 118.

(8) الكاشف 2 : 57 / 2606.

(9) وجه الربط هو ما تقدّم عن الحسين بن عبيد الله الغضائري الحكم بكونهما واحد.

٦١

محمّد بن أحمد ما يشير إلى نباهته وكونه من المشايخ المعتمدين المعروفين(1) ، بل ومن الشيعة كما يظهر من هب وقب أيضا ، ولعلّ ما فيست لكونه شديد التقيّة ، وقد وقع مثله منه بالنسبة إلى كثير ممّن ظهر كونهم من الشيعة(2) .

أقول : عن(3) كتاب جامع الأصول : كان أبو بكر محمّد بن إسحاق ابن خزيمة يقول : حدّثني الصدوق في روايته المتّهم في دينه عباد بن يعقوب(4) .

وعن السمعاني في الأنساب : كان رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير ، فاستحقّ الترك ، وهو الذي روى عن شريك عن عاصم(5) عن عبد الله قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ، وروى حديث أبي بكر أنّه قال : لا يفعل خالد ما أمرته(6) .

وعن ابن حجر في تفسير سورة الطلاق من كتاب تلخيص كتاب تخريج أحاديث كتاب الكشّاف : عباد بن يعقوب رافضي.

وقال ولد الأستاذ العلاّمة دام علاهما بعد ذكر ما ذكر : الظاهر ممّا ذكرنا بل الحق أيضا كونه من الخاصّة ، بل من أجلاّئهم وإعلامهم ، والفضل ما شهدت به الأعداء ، انتهى.

__________________

(1) حيث ذكر النجاشي في ترجمته : 48 / 101 أنّه روى عن عبّاد الرواجني.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 187 ، وما بين القوسين لم يرد فيها.

(3) في نسخة « م » : في.

(4) ذكر هذه العبارة أيضا ابن حجر في تهذيب التهذيب 5 : 95 / 183.

(5) في المصدر زيادة : عن زرّ.

(6) الأنساب : 6 / 170 ، وفيه : لا يفعل خالد ما أمر به.

٦٢

وفي النقد : يظهر من كتب العامّة أنّ عباد بن يعقوب شيعي(1) .

وفيمشكا : ابن يعقوب الرواجني ، عليّ بن العبّاس المقانعي عنه(2) .

1529 ـ عبادة بن ربعي الأسدي :

ي (3) . وفي نسخة عباية ، ويأتي.

1530 ـ عبادة بن زياد الأسدي :

كوفي ، ثقة ، زيدي ،صه (4) .

وزادجش : إبراهيم بن سليمان النهمي عنه بكتابه(5) .

وفيتعق : في البلغة والوجيزة ثقة(6) ، والظاهر غفلتهما(7) .

أقول : فيمشكا : ابن زياد الأسدي الزيدي الثقة ، عنه إبراهيم بن سليمان النهمي(8) .

1531 ـ عبادة بن الصامت :

ل (9) . وزادي : ابن أخي أبي ذر ، ممّن أقام بالبصرة ، وكان شيعيا(10) .

وزادصه : من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (11) .

__________________

(1) نقد الرجال : 178 / 15.

(2) هداية المحدّثين : 88.

(3) رجال الشيخ : 48 / 19.

(4) الخلاصة : 245 / 18.

(5) رجال النجاشي : 304 / 830.

(6) بلغة المحدّثين : 372 / 3 ، الوجيزة : 232 / 965.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 187.

(8) هداية المحدّثين : 89.

(9) رجال الشيخ : 23 / 24.

(10) رجال الشيخ : 47 / 12.

(11) الخلاصة : 129 / 4.

٦٣

وفيكش عن الفضل بن شاذان أنّه من السابقين. إلى آخره(1) .

أقول : عنقب : عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد المدني ، أحد النقباء ، بدري(2) مشهور ، مات بالرملة سنة أربع وستين وله اثنان وسبعون ، وقيل : عاش إلى خلافة معاوية(3) .

1532 ـ عباس بن أبي طالب :

هو ابن علي بن جعفر الآتي ،تعق (4) .

1533 ـ العباس بن جعفر بن محمّد :

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، كان فاضلا نبيلا ، كذا في الإرشاد(5) .

1534 ـ العباس بن ربيعة بن الحارث :

ابن عبد المطّلب ،ي (6) .

أقول : في كشف الغمة وغيره من كتب أصحابنا : عن أبي الأغر التميمي قال : إني لواقف يوم صفّين إذ نظرت إلى العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب شاك في السلاح على رأسه مغفر وبيده صحيفة يمانية وهو على فرس له أدهم وكأنّ عينيه عينا أفعى ، فبينا هو في سمت وتليين من عريكته إذ هتف به هاتف من أهل الشام يقال له عرار بن أدهم : يا عباس هلمّ إلى البراز ، ( فبرز إليه العباس فقتله )(7) . إلى أن قال : فقال‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 38 / 78.

(2) بدري ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) تقريب التهذيب 1 : 395 / 123 ، وفيه : مات بالرملة سنة أربع وثلاثين.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني ـ النسخة الخطيّة ـ : 191.

(5) الإرشاد : 2 / 214.

(6) رجال الشيخ : 51 / 73.

(7) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

٦٤

ـ أي أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ : يا عباس ، قال : لبّيك ، قال : ألم أنهك وحسنا وحسينا وعبد الله بن جعفر أن تخلوا بمراكزكم وتبارزوا أحدا ، قال : إنّ ذلك لكذلك ، قال : فما عدا ممّا بدا؟! قال : أفأدعى إلى البراز يا أمير المؤمنين فلا أجيب جعلني الله فداك؟ قال : نعم ، طاعة إمامك أولى بك من إجابة عدوّك ، ودّ معاوية أنّه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلاّ طعن في نيطه إطفاء لنور الله. الحديث(1) .

وهو حديث شريف يدلّ على غاية جلالته وعلوّ منزلته عند الإمامعليه‌السلام .

1535 ـ عباس بن صدقة :

ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه أنّه من الكذّابين المشهورين بالكذب ، ومثله قال عن علي بن حسكة ،صه (2) ، طس(3) .

وفيكش : قال نصر بن الصباح : العباس بن صدقة وأبو العبّاس الطربال(4) وأبو عبد الله الكندي المعروف بشاة رئيس كانوا من الغلاة الكبار الملعونين(5) .

1536 ـ عباس بن طاهر بن ظهير :

في الخصال : كان من الأفاضلرحمه‌الله . وروى عنه(6) بواسطة‌

__________________

(1) لم نعثر على هذا في كشف الغمّة ، نعم نقله العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار : 32 / 591 نقلا عن العيّاشي : 2 / 81 في تفسير الآية 14 من سورة التوبة ، كما ورواها عن العيّاشي السيّد هاشم البحراني في تفسير البرهان : 2 / 108 في الموضع المذكور ، ورواها كذلك المسعودي في مروج الذهب : 3 / 207 ، فلاحظ.

(2) الخلاصة : 245 / 14.

(3) التحرير الطاووسي : 658.

(4) في المصدر : الطرناني ، الطبرناني ( خ ل ).

(5) رجال الكشّي : 522 / 1002.

(6) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

٦٥

واحدة وكنّاه بأبي الفضل(1) ،تعق (2) .

1537 ـ العباس بن عامر بن رباح :

أبو الفضل الثقفي القصباني ، الشيخ الصدوق الثقة ، كثير الحديث ،صه (3) .

وزادجش : عنه سعد بن عبد الله(4) .

وفي لم : عنه أيّوب بن نوح(5) .

وفيست : أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن علي الكوفي وأيّوب ابن نوح ، عنه(6) .

أقول : فيضح : العباس بن عامر بن رباح : بالباء الموحدة بعد الراء ، أبو الفضل الثقفي القصباني : بالقاف المفتوحة والصاد المهملة المفتوحة والباء الموحّدة والنون بعد الألف(7) .

وفيد :لم ،جخ ،كش ، شيخ صدوق ثقة(8) .

ولم أجد فيكش ذكره أصلا ولا نقله عنه غيره ، ولعلّ الصواب بدلكش :جش ، وليس في لم أيضا ذلك ، فلاحظ.

__________________

(1) الخصال : 294 / 60 ، روى عنه بواسطة عبد الرحمن بن محمّد البلخي.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 187.

(3) الخلاصة : 118 / 7.

(4) رجال النجاشي : 281 / 744.

(5) رجال الشيخ : 487 / 65. وذكر في أصحاب الكاظمعليه‌السلام : 356 / 38 : العبّاس ابن عامر.

(6) الفهرست : 118 / 527.

(7) إيضاح الاشتباه : 227 / 425.

(8) رجال ابن داود : 114 / 810 ، وفيه : لم ، جخ ، جش.

٦٦

وفيمشكا : ابن عامر بن رباح القصباني الثقة(1) ، عنه سعد بن عبد الله ، وأيّوب بن نوح ، والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ، وموسى بن القاسم(2) .

1538 ـ العباس بن عبد المطّلب :

رضي‌الله‌عنه ، عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سيّد من سادات أصحابه ، وهو من أصحاب عليعليه‌السلام أيضا ،صه (3) .

وفيتعق : يظهر من بعض الأخبار ذمّه(4) ، ومن بعضها فوق الذم(5) ، ويأتي ذكره في ابنه عبد الله. وفي الوجيزة أنّه مختلف فيه(6) (7) .

1539 ـ عباس بن عطيّة العامري :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

1540 ـ عباس بن علي :

ابن أبي سارة ، كوفي ، ثقة ،صه (9) .

وزادجش : عنه أحمد بن جعفر(10) .

__________________

(1) الثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) هداية المحدّثين : 89.

(3) الخلاصة : 118 / 1. وعدّه الشيخ من أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : 23 / 25 مقتصرا على قوله : العباس بن عبد المطّلب ، كما عدّه من أصحاب عليعليه‌السلام في ترجمة ابنه عبد الله : 46 / 3.

(4) الكافي 8 : 189 / 216 ، رجال الكشّي : 112 / 179 ترجمة عبيد الله بن العباس.

(5) رجال الكشّي : 53 / 102 ترجمة عبد الله بن العباس.

(6) الوجيزة : 232 / 967.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

(8) رجال الشيخ : 246 / 371.

(9) الخلاصة : 118 / 9.

(10) رجال النجاشي : 282 / 747.

٦٧

أقول : فيمشكا : ابن علي بن أبي سارة ، عنه أحمد بن جعفر(1) .

1541 ـ عباس بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام :

من أصحاب أخيه الحسينعليه‌السلام ، قتل معه بكربلاء ، قتله حكيم بن الطفيل ،صه (2) .

ونحوهسين ، وزاد : أمّه أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد من بني عامر(3) .

1542 ـ عبّاس بن علي بن جعفر :

ابن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، من ولد محمّد بن الحنفيّة ، يكنّى أبا الحسن ، روى عنه التلعكبري ـ قال : هو ولد من ولد أبي عبد الله(4) جعفر بن عبد الله المحمّدي الذي يروي عن ابن عقدة ـ وسمع منه سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(5) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن جعفر ، عنه التلعكبري(6) .

1543 ـ عبّاس بن عمر بن العبّاس :

الكلوذاني المعروف بابن مروان. في بكر بن محمّد بن حبيب عنجش ما يظهر منه جلالته(7) ، وكذا في علي بن الحسين بن موسى مضافا إلى‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 89.

(2) الخلاصة : 118 / 2.

(3) رجال الشيخ : 76 / 4.

(4) في نسخة « م » : قال هو ولد أبي عبد الله ، وفي المصدر : وقال هو ولد ولد أبي عبد الله.

(5) رجال الشيخ : 480 / 24 ، وفيه : العبّاس بن علي بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله ابن جعفر بن محمّد. إلى آخره. أقول : وهذا هو الموافق لما مرّ عن النجاشي : 120 / 306 في ترجمة جدّه جعفر بن عبد الله رأس المذري ، كما وتقدّم عنه أنّ ابن ابنه أبو الحسن العبّاس بن أبي طالب علي بن جعفر روى عنه هارون بن موسى ، فلاحظ.

(6) هداية المحدّثين : 89.

(7) رجال النجاشي : 110 / 279 ، حيث أنّه ترحّم عليه.

٦٨

أنّه أخذ أجازه علي بن الحسين عنه(1) ، ومرّ في الحصين بن مخارق أيضا وأنّه ابن العبّاس بن عمر بن العبّاس بن محمّد بن عبد الملك الفارسي الكاتب(2) .

وبالجملة : يظهر من التراجم حسنه ، بل وكونه من المشايخ ومشايخ الإجازة ،تعق (3) .

أقول : في ضح : العبّاس بن عمر : بضمّ العين ، ابن العبّاس الكلوذاني : بالكاف المكسورة واللام الساكنة والواو المفتوحة والذال المعجمة المفتوحة والنون بعد الألف ، المعروف بابن مروان(4) .

1544 ـ عبّاس بن عيسى الغاضري :

كوفي ، أبو محمّد ، عنه ابنه محمّد ،جش (5) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه(6) .

أقول : فيمشكا : ابن عيسى ، عنه محمّد بن عبّاس ابنه ، وأحمد بن ميثم(7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 261 / 684 ، حيث أنّه ذكره قائلا : أخبرنا أبو الحسن العبّاس بن عمر بن العبّاس بن محمّد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذانيرحمه‌الله قال : أخذت أجازه علي ابن الحسين بن بابويه لمّا قدم بغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة بجميع كتبه.

(2) رجال النجاشي : 145 / 376 ، وفيه : قرأت على أبي الحسن العبّاس بن عمر بن العبّاس ابن محمّد بن عبد الملك الفارسي الكاتب ، وكتب ذلك لي بخطّه.

وقال التستري في قاموسه : 6 / 34 : ونقل ـ أي النجاشي ـ عنه في روح بن عبد الرحيم ووهب بن وهب وعلي بن إبراهيم الجواني أيضا.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

(4) إيضاح الاشتباه : 212 / 356.

(5) رجال النجاشي : 281 / 746.

(6) الفهرست : 118 / 529.

(7) هداية المحدّثين : 89.

٦٩

1545 ـ عبّاس بن محمّد الورّاق :

يونسي ،ضا (1) .

وفيتعق : هو ابن موسى الثقة الآتي ، أحدهما نسبة إلى الجدّ ، أو كتب محمّد مصحّفا وفاقا لجدّي(2) (3) .

وفي النقد نفى البعد عن الاتّحاد(4) .

1546 ـ عبّاس بن معروف :

أبو الفضل ، مولى جعفر بن عبد الله الأشعري ، قمّي ، ثقة ،جش (5) صه إلاّ : أبو الفضل ؛ وبعد جعفر ابن : عمران ابن ؛ وبعد ثقة : صحيح(6) .

وقالشه : لفظ صحيح زيادة على كتابجش وتركه أجود(7) ، انتهى.

وفيضا : قمّي ثقة صحيح ، مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الأشعري(8) .

وفيست : له كتب عدّة ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عنه(9) .

وفيتعق : قولشه : تركه أجود ، ليس كذلك ، لما فيضا (10) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 382 / 32.

(2) روضة المتّقين : 14 / 375.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

(4) نقد الرجال : 180 / 22.

(5) رجال النجاشي : 281 / 743.

(6) الخلاصة : 118 / 4.

(7) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(8) رجال الشيخ : 382 / 34.

(9) الفهرست : 118 / 528.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

٧٠

أقول : وفي النقد : يظهر من التهذيب في باب الكر(1) ( وكذا في بحث المسح )(2) أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى أيضا يروي عنه ، وكذا يروي عنه محمّد بن علي بن محبوب(3) (4) .

وفيمشكا : ابن معروف الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن علي بن محبوب ، ومحمّد بن أحمد ابن يحيى ، وابن أبي عمير.

وقد يوجد في كتاب(5) الشيخ : سعد بن عبد الله عن العبّاس بن معروف(6) . وهو سهو ، بل الواسطة بينهما أحمد بن محمّد بن عيسى كما في طريق التهذيب والاستبصار والفقيه أيضا(7) .

وفيه عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي أيضا(8) .

هذا ، ويروي هو عن حمّاد بن عيسى ، وعبد الله بن المغيرة على ما صرّح به في بعض الأخبار(9) ، وعلي بن مهزيار(10) .

__________________

(1) التهذيب 1 : 40 / 112.

(2) التهذيب 1 : 90 / 238.

(3) التهذيب 1 : 78 / 202 ، 194 / 561.

(4) نقد الرجال : 180 / 23 ، وما بين القوسين لم يرد فيه.

(5) في المصدر : كتابي.

(6) التهذيب 1 : 46 / 132 ، الاستبصار 1 : 341 / 1284.

(7) التهذيب ـ المشيخة ـ : 10 / 85 ، الاستبصار ـ المشيخة ـ : 4 / 338 ، الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 117.

(8) أي : سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، مشيخة الفقيه : 4 / 117.

(9) التهذيب 3 : 204 / 482.

(10) هداية المحدّثين : 89.

٧١

1547 ـ عبّاس بن موسى :

أبو الفضل الورّاق ، ثقة ، نزل بغداد ، وكان(1) من أصحاب يونس.صه (2) .

وزادجش بعد بغداد : ومات بها. وزاد أيضا : عنه أحمد بن محمّد(3) .

أقول : مرّ في ابن محمّد ما ينبغي أن يلاحظ.

وفيمشكا : ابن موسى أبو الفضل الورّاق الثقة ، عنه أحمد بن محمّد ابن عيسى ، وسعد بن عبد الله. وهو من أصحاب يونس بن عبد الرحمن(4) .

1548 ـ عبّاس بن موسى النخّاس :

كوفي ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، ثقة ،صه (5) .

ضا إلاّ : من أصحاب الرضا(6) .

ويحتمل أن يكون الورّاق ، والله العالم.

وفيتعق : والظاهر من الوجيزة والبلغة الاتّحاد(7) ، انتهى(8) .

وفيد ضبطه النخّاس بالنون والخاء المعجمة(9) .

__________________

(1) وكان ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 118 / 6.

(3) رجال النجاشي : 280 / 742.

(4) هداية المحدّثين : 90.

(5) الخلاصة : 118 / 3.

(6) رجال الشيخ : 382 / 33. و : إلاّ من أصحاب الرضا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(7) الوجيزة : 233 / 975 والبلغة : 372 / 4 ، حيث لم يذكر فيهما إلاّ العباس بن موسى أبو الفضل الورّاق.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

(9) رجال ابن داود : 114 / 818.

٧٢

1549 ـ عبّاس النجاشي :

كوفي ،ضا (1) .

وفيتعق : في العيون في الصحيح عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن العبّاس النجاشي الأسدي قال : قلت للرضاعليه‌السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟ قال : اي والله على الإنس والجن(2) .

فظهر ما في قول جدي من أنّ ما في ضامن العبّاس النجاشي هو النخّاس وقد تصحّف(3) ، انتهى(4) .

أقول : ما احتمل من الاتّحاد ذكره أيضا في حاشية النقد(5) ، وليس بذلك البعيد ، ولا ينافي التصحيف وجوده في العيون ، فتأمّل.

1550 ـ عبّاس بن الوليد بن صبيح :

كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) .

وزادجش : عنه الحسن بن محبوب(7) .

وفيست : له كتاب يرويه عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه به(8) .

أقول : فيمشكا : ابن الوليد الثقة ، عنه الحسن بن محبوب ، وصفوان‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 383 / 45.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 26 / 10.

(3) روضة المتّقين : 14 / 375.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

(5) نقد الرجال : 180 / 26.

(6) الخلاصة : 118 / 10.

(7) رجال النجاشي : 282 / 748.

(8) الفهرست : 118 / 530.

٧٣

ابن يحيى(1) .

1551 ـ عبّاس بن هشام :

أبو الفضل الناشري ـ بالشين المعجمة بعد الألف الّتي هي بعد النون والراء أخيرا ـ الأسدي ، عربي ، ثقة ، جليل في أصحابنا ، كثير الرواية ، كسر اسمه فقيل : عبيس ،صه (2) .

جش ألاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتب ، أخبرنا أبو عبد الله النحوي الأديب ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عنه بها.

ومات عبيسرحمه‌الله سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة(3) .

وفي لم : عنه محمّد بن الحسين والحسن بن علي الكوفي(4) .

وفيست : له كتاب النوادر ، أخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، عن عبيس.

ورواه ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين والحسن بن علي الكوفي ، عنه(5) .

وفيتعق : عن المدارك أنّه مجهول(6) ، وهو غفلة منهرحمه‌الله (7) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 90 ، وفيها : ابن الوليد بن صبيح.

(2) الخلاصة : 118 / 5.

(3) رجال النجاشي : 280 / 741.

(4) رجال الشيخ : 487 / 68 وفيه وفي الفهرست والمدارك : عبيس. وذكره في أصحاب الرضاعليه‌السلام : 384 / 57 قائلا : عبيس بن هشام الناشري.

(5) الفهرست : 121 / 545.

(6) مدارك الأحكام : 6 / 188.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 188.

٧٤

أقول : فيمشكا : ابن هشام الثقة الجليل ، عنه جعفر بن عبد الله المحمّدي ، ومحمّد بن الحسين ، والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ، ومحمّد بن علي الصيرفي(1) .

1552 ـ عبّاس بن يزيد :

الخريزي ـ بالخاء المعجمة والراء والياء المنقطة تحتها نقطتين والزاي ـ كوفي ، ثقة ،صه (2) .

وقالشه : في ضح وبخطّ طس في كتابجش : الخرزي بغير ياء(3) (4) .

وفيجش : عبّاس بن يزيد كوفي ثقة ؛ أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي عنه بكتابه(5) .

أقول : فيمشكا : ابن يزيد الثقة ، عنه أحمد بن يوسف(6) .

1553 ـ عباية بن ربعي :

ن . وفي نسخة : ابن عمرو بن ربعي(7) .

وفي ى في أصحّ النسختين : عباية بن ربعي الأسدي(8) .

وفي قي وصه في خواصّهعليه‌السلام (9) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 90.

(2) الخلاصة : 118 / 8.

(3) إيضاح الاشتباه : 227 / 426.

(4) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(5) رجال النجاشي : 281 / 745 ، وفيه : ابن يزيد الخرزي.

(6) هداية المحدّثين : 90.

(7) رجال الشيخ : 69 / 1.

(8) رجال الشيخ : 48 / 19 ، وفيه : عبادة بن ربعي الأسدي.

(9) رجال البرقي : 5 ، الخلاصة : 193.

٧٥

وفيتعق : قوله : في أصحّ النسختين ، وفي أخرى عبادة كما مرّ ، وفي ترجمة حبابة الوالبية ما يظهر منه حسن اعتقاده ، وفيها عباية الأسدي(1) ، انتهى(2) .

أقول : مرّ ذكره في سليمان بن مهران أيضا(3) .

1554 ـ عباية بن رفاعة [ بن رافع ] :

ابن خديج الأنصاري ، ي(4) .

وفيتعق : في النقد : ذكره العلاّمة بعنوان عابد بن رفاعة بن رافع بن جذيمة(5) ، والظاهر أنّه اشتباه كما قالد (6) ، انتهى(7) .

وفي نسختي منصه : عائذ بالذال بعد الياء المهموزة بهمزة ، ومرّ(8) ، انتهى.

أقول : وفي نسختي منصه في آخر الباب الأوّل عابد بن رفاعة كما‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 114 / 182 ، وفيه عن عمران بن ميثم قال : دخلت أنا وعباية الأسدي على امرأة من بني أسد يقال لها : حبابة الوالبية. إلى أن قال : فحدّثتهما عن الحسينعليه‌السلام أنّه قال : نحن وشيعتنا على الفطرة وسائر الناس منها براء. وروى مثله عن صالح بن ميثم : 115 / 183.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189.

(3) مرّ عن البحار 39 : 197 / 7 أنّ سليمان هذا قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ قال : سمعت عليا أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : أنا قسيم النار أقول : هذا وليّ دعيه وهذا عدوي خذيه.

(4) رجال الشيخ : 48 / 27. وما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر.

(5) الخلاصة : 193 ، وفيها : عائذ. وفي نسخة « ش » بدل جذيمة : جذيم.

(6) رجال ابن داود : 115 / 822.

(7) نقد الرجال : 180 / 2.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189 ، والنص الذي ورد فيها هو : عباية بن رفاعة مرّ عن العلاّمة بعنوان عائد.

٧٦

ذكر(1) في النقد.

1555 ـ عبد الأعلى بن أعين العجلي :

مولاهم الكوفي ،ق (2) .

وفيتعق : الظاهر من المفيد كما مرّ في زياد بن المنذر أنّه من فقهاء أصحاب الأئمّة وخاصّتهم إلى آخر عبارته المذكورة(3) ، ويروي عنه حمّاد ابن عثمان(4) ، وسنذكر عن النقد اتّحاده مع مولى آل سام(5) ، ويظهر من بعض تكنّيه بأبي أحمد(6) .

1556 ـ عبد الأعلى بن علي بن أبي شعبة :

أخو محمّد بن علي الحلبي ، ثقة ، لا يطعن عليه ،صه (7) .

جش في أخيه(8) .

1557 ـ عبد الأعلى بن كثير البصري :

الكوفي ، أبو عامر ، أسند عنه ،ق (9) .

1558 ـ عبد الأعلى مولى آل سام :

نقلكش أنّ الصادقعليه‌السلام أذن له في الكلام لأنّه يقع ويطير ،صه (10) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : كما ذكره.

(2) رجال الشيخ : 238 / 239.

(3) الرسالة العددية : 25 و 39 ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9.

(4) الكافي 6 : 138 / 3 ، التهذيب 4 : 164 / 466.

(5) نقد الرجال : 181 / 6.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189 ، وفيها : تكنيه بأبي محمّد.

(7) الخلاصة : 127 / 1.

(8) رجال النجاشي : 325 / 885.

(9) رجال الشيخ : 238 / 240.

(10) الخلاصة : 127 / 2.

٧٧

وفيكش : ما روي في عبد الأعلى مولى أولاد سام : حمدويه قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الأعلى قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الناس يعيبون عليّ بالكلام وأنا أكلّم الناس ، فقال : أمّا مثلك من يقع ثمّ يطير فنعم ، وأمّا من يقع ثمّ لا يطير فلا(1) .

وفيق : عبد الأعلى مولى آل سام الكوفي(2) .

وفيتعق : مرّ ما فيه في ابن أعين ، ويروي عنه أيضا جعفر بن بشير بواسطة خالد بن أبي إسماعيل(3) .

وفي النقد : قد صرّح في الكافي في باب فضل نكاح الأبكار بأنّ عبد الأعلى بن أعين هو مولى آل سام(4) ، ويظهر منجخ عند ذكرق أنّه غيره ، لأنّه ذكرهما(5) (6) .

أقول : هذا سهل لما ظهر من عادة(7) الشيخرحمه‌الله ، وصرّح جمع بأنّه يكرّر الذكر.

وفي الوجيزة : ممدوح(8) .

وفي البلغة تأمّل فيه(9) ؛ ولا وجه له بعد قبول مثل ما ذكر فيه في غيره.

__________________

(1) رجال الكشّي : 319 / 578.

(2) رجال الشيخ : 238 / 237.

(3) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 36.

(4) الكافي 5 : 334 / 1.

(5) رجال الشيخ : 238 / 237 و 239.

(6) نقد الرجال : 181 / 6.

(7) في نسخة « ش » : عبارة.

(8) الوجيزة : 233 / 980 ، وفيها : عبد الأعلى بن أعين مولى آل سام ممدوح.

(9) بلغة المحدّثين : 373 / 5 ، وفيها : ابن أعين مولى آل سام ممدوح وفيه نظر.

٧٨

وقال جدّي : ذكر بعض الفضلاء أنّه لا ينفع لأنّه شهادة لنفسه ، ولكن العلاّمة والأكثر اعتبروها لنقل فضلاء الأصحاب ذلك(1) ، ولو لم يكن من القرائن ما يشهد بصحّتها لهم لما نقلوها في كتبهم سيّما الرجال(2) ، انتهى.

ويظهر من غير ذلك من الأخبار فضله وديانته ، منها ما في الكافي في باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمامعليه‌السلام (3) (4) .

أقول : فيمشكا : مولى آل سام ، عنه سيف بن عميرة(5) .

1559 ـ عبد الجبّار بن أعين :

فيقر : عيسى وعبد الملك وعبد الجبّار بنو أعين الشيباني إخوة زرارة ابن أعين وحمران(6) .

وفيد : عبد الجبّار بن أعين أخو زرارة ،ق ،جخ ، هو وأخواه عبد الملك وعبد الرحمن محمودون(7) .

وفيتعق : في أخيه عبد الرحمن مدحه ظاهرا(8) ، انتهى(9) .

أقول : ليس له ذكر في أخيه ، وكأنّه سلّمه الله يريد ما يأتي عن ربيعة‌

__________________

(1) في الروضة زيادة : عنه.

(2) روضة المتّقين : 14 / 376.

(3) الكافي 1 : 309 / 2.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189.

(5) هداية المحدّثين : 90.

(6) رجال الشيخ : 127 / 1.

(7) رجال ابن داود : 127 / 935.

(8) أشار بذلك لما رواه الكشّي : 161 / 271 ـ تحت عنوان : في إخوة زرارة : حمران وبكير وعبد الملك وعبد الرحمن بني أعين ـ عن ربيعة الرأي أنّه قال لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما هؤلاء الأخوة الّذين يأتونك من العراق ولم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ؟ قال : أولئك أصحاب أبي ، يعني ولد أعين.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189.

٧٩

الرأي ، وفيه ما فيه. ونقلد عنق أنّه محمود ، وهو أيضا كما ترى ( فإنّه لا ذكر له فيه أصلا فضلا عن كونه فيه محمودا )(1) ، ولا ذكر له أيضا في رسالة أبي غالب عند ذكر أولاد أعين ، فتدبّر.

1560 ـ عبد الجبّار بن العبّاس الهمداني :

الشبامي ،ق (2) .

وفيتعق : في المجالس عن السمعاني أنّ الشبام ـ بكسر الشين المعجمة وفتح الباء الموحّدة ثمّ الميم بعد الألف ـ مدينة باليمن أهلها جميعا من غلاة الشيعة ، وطائفة من همدان نزلوا الكوفة ، وعبد الجبّار بن العبّاس الشبامي الهمداني الكوفي المحدّث منهم ، وكان في التشيّع غاليا(3) ، انتهى.

ولا يخفى أنّه يظهر منه أنّه من المحدّثين المعروفين المتصلّبين في التشيّع لا أنّه من الغلاة(4) .

1561 ـ عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي :

روىكش من طريق فيه ضعف أنّه كتب له محمّد بن علي الجوادعليه‌السلام كتابا يعتقه ، وقد كان سباه أهل الضلال ،صه (5) .

وفيكش : أبو صالح خلف بن حمّاد(6) قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي قال : حدّثني بكر بن صالح ، عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي قال :

__________________

(1) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(2) رجال الشيخ : 239 / 253.

(3) مجالس المؤمنين : 1 / 131 ، الأنساب : 7 / 280.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 189.

(5) الخلاصة : 130 / 9.

(6) في المصدر : أبو صالح خالد بن حامد.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

روى أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام :«إنّ الحسين دخل على أخيه الحسن في مرضه الذي استشهد فيه فلمّا رأى ما به بكى، فقال له الحسن: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لما صنع بك، فقال الحسن عليه‌السلام : إنّ الذي اُوتي إليَّ سمّ اُقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله وقد ازدلف إليك ثلاثون ألفاً يدَّعون أنّهم من اُمّة جدّنا محمّد وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك، فعندها تحلّ ببني اُميّة اللعنة، وتمطر السّماء رماداً ودماً، ويبكي عليك كلّ شيء حتّى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار» (١) .

وكتب ابن زياد إلى ابن سعد: إنّي لَم أجعل لك علّة في كثرة الخيل والرجال، فانظر لا تمسي ولا تصبح إلاّ وخبرك عندي غدوة وعشية. وكان يستحثّه على الحرب لست خلون من المحرم(٢) .

حشدت كتائبها على ابن محمّد

بـالطَّف حيث تذكَّرت آباءها

الله أكـبر يـا رواسي هذه الأ

رض البسيطة زايلي ارجاءها

يلقى ابن منتجع الصلاح كتائباً

عقد ابن منتجع السّفاح لواءها

ما كان أوقحها صبيحة قابلت

بـالبيض جبهته تريق دماءها

المشرعة

مـا بـلَّ أوجـهها الحيا ولو أنّه

قـطع الـصفا بلَّ الحيا ملساءها

مـن أيـن تـنجل أوجـهٌ اُمويّةٌ

سـكبت بـلذّات الفجور حياءها

قهرت بني الزهراء في سلطانها

واسـتأصلت بـصفاحها امراءها

مـلكت عليها الأمر حتّى حرَّمت

في الأرض مطرح جنبها وثواءها

____________________________

(١) أمالي الصدوق / ٧١ المجلس الثلاثون، وفي مطالب السؤول: إنّهم عشرون ألفاً. وفي هامش تذكرة الخواص: أنّهم مئة ألف. وفي تحفة الأزهار لابن شدقم: ثمانون ألفاً. وفي أسرار الشهادة / ٢٣٧: سنة آلاف فارس وألف ألف راجل. ولم يذكر أبو الفدا في تأريخه ٢ / ١٩٠: غير خروج ابن سعد في أربعة آلاف والحر في ألفين. وفي عمدة القارئ للعيني ٧ / ٦٥٦: كتاب المناقب كان جيش ابن زياد ألف فارس رئيسهم الحر، وعلى مقدمتهم الحصين بن نمير.

(٢) تظلّم الزهراءعليها‌السلام / ١٠١، ومقتل محمّد بن أبي طالب.

٢٠١

ضـاقت بـها الدنيا فحيث توجَّهت

رأت الـحتوف امـامها ووراءهـا

فـاستوطأت ظـهر الحِمام وحوَّلت

لـلعزِّ عـن ظـهر الهوان وطاءها

طـلعت ثـنيّات الـحتوف بعصبة

كـان الـسيوف قضاءها ومضاءها

لـقلبوبها امـتحن الإلـه بـموقف

مـحضته فـيهِ صـبرها وبـلاءها

كـانت سـواعد آل بـيت محمّد

وسـيوف نـجدتها على من ساءها

كـره الـحمام لـقاءها فـي ضنكه

لـكـنْ أحــبَّ الله فـيه لـقاءها

فـثوت بـأفئدة صـواد لـم تـجد

ريـاً يـبلُّ سـوى الردى أحشاءها

وأراك تـنشىء يا غمام على الورى

ظـلا وتـروي مـن حياك ظماءها

وقـلـوب أبـناء الـنبي تـفطَّرت

عـطشاً بـقفر ارمـضت أشلاءها

وامضّ ما جرعت من الغصص التي

قـدحت بـجانحة الـهدى ايراءها

هـتك الـطغاة عـلى بـنات محمّد

حـجب الـنبوة خـدرها وخـباءها

فـتنازعت احـشاءها حرق الجوى

وتـجاذبت أيـدي الـعدوُّ رداءهـا

عـجـباً لـحلم الله وهـي بـعينه

بـرزت تـطيل عـويلها وبـكاءها

ويـرى مـن الـزفرات تجمع قلبها

بـيـد وتـدفع فـي يـد اعـداءها

مـا كـان اوجـعها لمهجة (أحمد)

وامـضَّ في كبد (البتولة) داءها(١)

وأنزل ابن سعد الخيل على الفرات فحموا الماء وحالوا بينه وبين سيّد الشهداء، ولَم يجد أصحاب الحسين طريقاً إلى الماء حتّى أضرّ بهم العطش، فأخذ الحسين فأساً وخطا وراء خيمة النّساء تسع عشرة خطوة نحو القبلة وحفر فنبعت له عين ماء عذب، فشربوا ثمّ غارت العين ولَم يرَ لها أثر، فأرسل ابن زياد إلى ابن سعد: بلغني أنّ الحسين يحفر الآبار ويصيب الماء فيشرب هو وأصحابه فانظر إذا ورد عليك كتابي، فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت وضيّق عليهم غاية التضيّيق. فبعث في الوقت عمرو بن الحجّاج في خمسمئة فارس ونزلوا على الشريعة(٢) ، وذلك قبل مقتل الحسين بثلاثة أيّام(٣) .

____________________________

(١) من قصيدة للسيّد حيدر الحلّي رضوان الله عليه.

(٢) نفس المهموم للمحدث القمي / ١١٦، ومقتل الخوارزمي ١ / ٢٤٤، ومقتل العوالم / ٧٨.

(٣) الطبري ٦ / ٢٣٤، وإرشاد المفيد، ومقتل الخوارزمي الجزء الأول، وكامل ابن الأثير ٤ / ٢٢.

٢٠٢

اليوم السّابع

وفي اليوم السّابع اشتدّ الحصار على سيّد الشهداء ومَن معه، وسُدّ عنهم باب الورود ونفد ما عندهم من الماء، فعاد كلّ واحد يعالج لهب العطش. وبطبع الحال كان العيال بين أنة وحنة وتضور ونشيج ومتطلّب للماء إلى متحر له بما يبلّ غلّته وكلّ ذلك بعين أبي علي والغيارى من آله والأكارم من صحبه، وماعسى أنْ يجدوا لهم شيئاً وبينهم وبين الماء رماح مشرعة وسيوف مرهفة، لكن ساقي العطاشى لَم يتطامن على تحملّ تلك الحالة.

أو تشتكي العطش الفواطم عنده

وبـصدر صعدته الفرات المفعم

ولَـو استقى نهر المجرّة لارتقى

وطـويـل ذابـله إلـيها سُـلَّم

لَـو سدَّ ذو القرنين دون وروده

نـسَفَته هـمَّته بـما هو أعظم

فـي كـفِّه اليسرى السّقاء يقلّه

وبـكفّه الـيُمنى الحسام المخذم

مـثل الـسّحابة للفواطم صوبه

فيصيب حاصبه العدو فيرجم(١)

هنا قيض أخاه العبّاس لهذه المهمّة، في حين أنّ نفسه الكريمة تنازعه إليه قبل المطلب، فأمره أنْ يستقي للحرائر والصبية، وضمّ إليه عشرين راجلاً مع عشرين قربة، وقصدوا الفرات بالليل غير مبالين بمَن وُكِّل بحفظ الشريعة؛ لأنّهم محتفون بأسد آل محمّد وتقدّم نافع بن هلال الجملي باللواء، فصاح عمرو بن الحَجّاج: مَن الرجل؟ قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه. فقال: اشرب هنيئاً ولا تحمل إلى الحسين منه. قال نافع: لا والله، لا أشرب منه قطرة والحسين ومَن معه من آله وصحبه عطاشى.

وصاح نافع بأصحابه: املأوا أسقيتكم. فشدّ عليهم أصحاب ابن الحَجّاج فكان بعض القوم يملأ القرب وبعض يقاتل وحاميهم ابن بجدتها المتربّي في حجر البسالة الحيدريّة أبو الفضل، فجاؤا بالماء. وليس في أعدائهم من تحدثه

____________________________

(١) من قصيدة للسيّد جعفر الحلّي نوّر الله ضريحه.

٢٠٣

نفسه بالدنوّ منهم فرقاً من ذلك البطل المغوار، فبلت غلة الحرائر والصبية الطيّبة من ذلك الماء(١) .

ولكن لا يفوتنا أنّ تلك الكميّة القليلة من الماء ما عسى أن تجدي اُولئك الجمع الذي هو أكثر من مئة وخمسين رجالاً ونساءً وأطفالاً أو أنّهم ينيفون على المئتين، ومن المقطوع به أنّه لَم ترو أكبادهم إلاّ مرّة واحدة فسرعان أنْ عاد إليهم الظما، وإلى الله ورسوله المشتكى.

إذا كان ساقي الحوض في الحشر حيدر

فـساقي عـطاشي كربلاء أبو الفضل

عـلى أنّ الـناس فـي الـحشر قلبه

مـريع وهـذا بـالظلما قـلبه يـغلي

وقـفتُ عـلى مـاء الفرات ولَم أزل

أقـول لـه والـقول يـحسنه مـثلي

عـلامك تـجري لا جـريت لـوارد

وأدركـت يـوماً بعض عارك بالغسل

أمــا نـشـفت أكـبـاد آل محمّد

لـهـيباً ولا ابـتلَّت بـعلٍّ ولا نـهل

مـن الـحقّ أنْ تـذوي غصونك ذبّلا

أسـىً وحـياء مـن شـفاههِمُ الـذُبل

فـقال اسـتمع للقول إنْ كنت سامعاً

وكـنْ قـابلا عذري ولا تكثرنْ عذلي

ألا إنّ ذا دمـعي الـذي أنـت نـاظر

غـداى جـعلت الـنوح بعدهُمُ شغلي

بـرغـمي أرى مـائي يـلذ سـواهمُ

بـه وهـم صرعي على عطش حولي

جـزى الله عـنهم في المواساة عمَّهم

أبـا الفضل خيراً لو شهدت أبا الفضل

لـقـد كـان سـيفاً صـاغه بـيمينه

عـليّ فـلم يـحتج شباه إلى الصقل

إذا عــدَّ ابـنـاء الـنـبيِّ محـمّد

رآه أخـاهـم مـن رآه بـلا فـضل

ولـم أرَ ظـامٍ(٢) حـوله الـماء قبله

ولَـم يـرو مـنه وهو ذو مهجة تغلي

ومـا خـطبه إلاّ الـوفاء وقـلَّ مـا

يـرى هـكذا خـلا وفـيّاً مـع الخلِّ

يـمـيناً بـيـمناك الـقطيعة والـتي

تـسمى شـمالاً وهـي جامعة الشمل

بـصبرك دون ابـن الـنبيِّ بـكربلا

عـلى الـهَول امر لا يحيط به عقلي

و وافــاك لا يـدري افـقدك راعـه

أم الـعرش غـالته الـمقادير بـالثل

____________________________

(١) مقتل محمّد بن أبي طالب. وعلى هذه الرواية يكون طلبهم للماء في السابع، ولعلّه هو المنشأ في تخصيص ذكر العبّاس بيوم السابع. وفي أمالي الصدوق / ٩٥، المجلس الثالث: أرسل الحسين بن علي ولده علياً الأكبر في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ليستقوا الماء.

(٢) كذا ورد في ديوان الشاعر أبي الحب.

٢٠٤

أخي كنتَ لي درعاً ونصلا كلاهما

فقدتُ فلا درعي لديَّ ولا نصلي(١)

غرور ابن سعد

وأرسل الحسين عمرو بن قرظة الأنصاري إلى ابن سعد يطلب الاجتماع معه ليلاً بين المعسكرين، فخرج كلّ منهما في عشرين فارساً، وأمر الحسين مَن معه أنْ يتأخّر إلاّ العبّاس وابنه علياً الأكبر، وفعل ابن سعد كذلك وبقي معه ابنه حفص وغلامه.

فقال الحسين:«يابن سعد أتقاتلني؟ أما تتقي الله الذي إليه معادك؟! فأنا ابن مَن قد علمتَ! ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنّه أقرب إلى الله تعالى؟» قال عمر: أخاف أنْ تهدم داري. قال الحسين:«أنا أبنيها لك». فقال: أخاف أنْ تؤخذ ضيعتي. قالعليه‌السلام :«أنا أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز» (٢) ، ويروى أنّه قال لعمر:«أعطيك البغيبغة» ، وكانت عظيمة فيها نخل وزرع كثير، دفع معاوية فيها ألف ألف دينار فلَم يبعها منه(٣) . فقال ابن سعد: إنّ لي بالكوفة عيالاً وأخاف عليهم من ابن زياد القتل. ولما أيس منه الحسين قام وهو يقول:«مالك، ذبحك الله على فراشك عاجلاً، ولا غفر لك يوم حشرك، فوالله إنّي لأرجو أنْ لا تأكل من بَرّ العراق إلا يسيراً». قال ابن سعد مستهزءاً: في الشعير كفاية(٤) .

وأول ما شاهده من غضب الله عليه ذهاب ولاية الري، فإنّه لمّا رجع من كربلاء طالبه ابن زياد بالكتاب الذي كتبه بولاية الري، فادّعى ابن سعد ضياعه، فشدّد عليه باحضاره، فقال له ابن سعد: تركته يقرأ على عجائز قريش اعتذاراً منهن، أما والله لقد نصحتك بالحسين نصيحة لَو نصحتها أبي سعداً كنت قد أديت حقّه. فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله: صدق، وددتُ أنّ في أنف كلّ

____________________________

(١) للشيخ محسن أبو الحب الحائريرحمه‌الله .

(٢) مقتل العوالم / ٧٨.

(٣) تظلّم الزهراءعليها‌السلام / ١٠٣.

(٤) تظلّم الزهراءعليها‌السلام / ١٠٣، ومقتل الخوارزمي ١ / ٢٤٥.

٢٠٥

رجل من بني زياد خزامة إلى يوم القيامة وإنّ الحسين لَم يُقتل(١) .

وكان من صنع المختار معه أنّه لمّا أعطاه الأمان، استأجر نساء يبكين على الحسين ويجلسن على باب دار عمر بن سعد، وكان هذا الفعل يلفت نظر المارّة إلى أنّ صاحب هذا الدار قاتل سيّد شباب أهل الجنّة، فضجر ابن سعد من ذلك وكلّم المختار في رفعهن عن باب داره، فقال المختار: ألا يستحقّ الحسين البكاء عليه(٢) .

ولمّا أراد أهل الكوفة أنْ يؤمّروا عليهم عمر بن سعد بعد موت يزيد بن معاوية؛ لينظروا في أمرهم، جاءت نساء همدان وربيعة، إلى الجامع الأعظم صارخات يقلن: ما رضي ابن سعد بقتل الحسين حتّى أراد أنْ يتأمّر. فبكى النّاس وأعرضوا عنه(٣) .

افتراء ابن سعد

وافتعل ابن سعد علي أبي الضيم ما لَم يقله، وكتب إلى ابن زياد زعماً منه أنّ فيه صلاح الاُمّة وجمال النظام فقال في كتابه:

أمّا بعد فإنّ الله أطفأ النّائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الاُمّة، وهذا حسين أعطاني أنْ يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أنْ يسير إلى ثغر من الثغور، فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، أو أنْ يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا رضىً لكم وللاُمّة صلاح(٤) .

وهيهات أنْ يكون ذلك الأبي ومَن علَّم النّاس الصبر على المكاره وملاقاة الحتوف - طوع ابن مرجانة ومنقاداً لابن آكلة الأكباد! أليس هو القائل لأخيه الأطرف:«والله لا أعطي الدنيّة من نفسي» . ويقول لابن الحنفيّة:«لَو لَم يكن ملجأ لما بايعت يزيد» . وقال لزرارة بن صالح:«إنّي أعلم علماً يقيناً أنّ هناك مصرعي ومصارع أصحابي، ولا ينجو منهم إلاّ ولدي علي». وقال لجعفر بن

____________________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٦٨.

(٢) العقد الفريد، باب نهضة المختار.

(٣) مروج الذهب ٢ / ١٠٥، في أخبار يزيد.

(٤) الاتحاف بحبّ الأشراف / ١٥، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٣.

٢٠٦

سليمان الضبعي:«إنّهم لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي» .

وآخر قوله يوم الطف:«ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت واُنوف حميّة ونفوس أبيّة من أنْ تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام».

وإنّ حديث عقبة بن سمعان يفسّر الحال التي كان عليها أبو عبد اللهعليه‌السلام ، قال: صحبت الحسين من المدينة إلى مكّة ومنها إلى مكّة ومنها إلى العراق ولَم اُفارقه حتّى قُتل، وقد سمعت جميع كلامه فما سمعتُ منه ما يتذاكر فيه النّاس من أنْ يضع يده في يد يزيد ولا أنْ يسيره إلى ثغر من الثغور لا في المدينة ولا في مكّة ولا في الطريق ولا في العراق ولا في عسكره إلى حين قتله، نعم سمعته يقول:«دعوني أذهب إلى هذه الأرض العريضة» (١) .

طغيان الشمر

ولمّا قرأ ابن زياد كتاب ابن سعد قال: هذا كتاب ناصح مشفق على قومه. وأراد أن يجيبه، فقام الشمر(٢) ، وقال: أتقبل هذا منه بعد أنْ نزل بأرضك؟ والله،

____________________________

(١) الطبري ٦ / ٢٣٥.

(٢) في البداية لابن كثير ج ٨ ص ١٨٨ كان الحسين يحدث أصحابه في كربلا بما قاله جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كأني انظر إلى كلب ابقع يلغ في دماء أهل بيتي ولما رأى الشمر ابرص قال هو الذي يتولى قتلي! وفي الاعلاق النفيسة لابن رسته ص ٢٢٢ كان الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين ابرص. وفي ميزان الاعتدال للذهبي ج ١ ص ٤٤٩ كان شمر بن ذي الجوشن احد قتلة الحسينعليه‌السلام فليس للرواية بأصل ولما قيل له كيف اعنت على ابن فاطمة قال: ان امراءنا امرونا فلو خالفناهم كنا أشد من الحمر الشقاء قال الذهبي وهذا عذر قبيح فانما الطاعة في المعروف. وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص ٣٠٣ وما بعدها. طبع مصر: كان شمر بن ذي الجوشن مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في صفين، وخرج من أصحاب معاوية (أدهم بن محرز) يطلب المبارزة فخرج اليه شمر بن ذي الجوشن واختلفا بضربتين، ضربه أدهم على جبينه فاسرع السيف حتى خالط العظم وضربه شمر فلم يصنع فيه شيئاً، فرجع الشمر الى عسكره يشرب الماء واخذ رمحاً وقال:

(إني زعيم لاخي بأهلة

بطعنة ان لم امت عاجلة

وضربة تحت الوغى فاصلة

شبيهة بالقتل أو قاتله)

فحمل على أدهم وهو ثابت فطعنه فوقع عن فرسه وحمله أصحابه فانصرف شمر...

وفي نفح الطيب للمقريزي ج ٢ ص ١٤٣ مطبعة ١ عيسى البابي مطبوعات دار المأمون ان الصميل بن حاتم بن الشمر بن ذي الجوشن كان رأس المضرية متحاملاً على اليمانية (وهذه العبارة واردة في طبعة بيروت ج ١ ص ٢٢٢ تحقيق محمد محيي الدين).

٢٠٧

لئن رحل من بلادك ولَم يضع يده في يدك ليكونّن أولى بالقوّة وتكون أولى بالضعف والوهن، فاستصوب رأيه وكتب إلى ابن سعد: أمّا بعد، إنّي لَم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السّلامة ولا لتكون له عندي شفيعاً، اُنظر فإنْ نزل حسين وأصحابه على حكمي، فابعث بهم إليَّ سِلماً. وإنْ أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم؛ فإنّهم لذلك مستحقّون، فإنْ قُتل حسين فاوطىء الخيل صدره وظهره، ولستُ أرى أنّه يُضرّ بعد الموت، ولكن على قول قلته: لَو قتلتُه لفعلتُ هذا به. فإنْ أنت مضيتَ لأمرنا فيه جزيناك جزاء السّامع المطيع، وإنْ أبيتَ فاعتزل عملنا وجندنا وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فإنّا قد أمرناه بذلك(١) .

فلمّا جاء الشمر بالكتاب، قال له ابن سعد: ويلك لا قرب الله دارك، وقبّح الله ما جئت به، وإنّي لأظنّ أنّك الذي نهيته وافسدت علينا أمراً رجونا أنْ يصلح، والله لا يستسلم حسين فانّ نفس أبيه بين جنبَيه.

فقال الشمر: أخبرني ما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك؟ وإلاّ فخلّ بيني وبين العسكر. قال له عمر: أنا أتولّي ذلك، ولا كرامة لك، ولكن كن أنت على الرجّالة(٢) .

____________________________

= وفي حاشية الكتاب، كان حاتم بن الشمر مع أبيه في الكوفة ولما قتل المختار شمر بن ذي الجوشن هرب ابنه الى قنسرين. وفي ص ١٤٥ ذكر ان الصميل كان والياً على سر قسطة ثم فارقها وتولى على طليطلة. وفي كتاب الحلة السيراء لابن الأبار ج ١ ص ٦٧ لما ظهر المختار بالكوفة فر الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين بن علي الى الشام بأهله وولده، فاقام بها في عز ومنعة، وقيل قتله المختار وفر ولده إلى ان خرج كلثوم بن عياض القشيري غازياً الى المغرب، فكان الصميل ممن ضرب عليه البعث في اشراف أهل الشام ودخل الأندلس في طاعة بلج بن بشر وهو الذي قام بأمر المضرية في الاندلس عندما أظهر أبو الخطار الحسام بن ضرار الكلبي العصبية لليمانية ومات الصميل في سجن عبد الرحمن بن معاوية سنة ١٤٢ وكان شاعراً. وفي تاريخ علماء الاندلس لابن الفوطي ج ١ ص ٢٣٤ باب الشين، شمر بن ذي الجوشن الكلاعي من أهل الكوفة هو الذي قدم برأس الحسينعليه‌السلام على يزيد بن معاوية ولما ظهر المختار هرب بعياله منه ثم خرج كلثوم بن عياض غازياً المغرب ودخل الى الاندلس في طالعة بلج، وهو جد الصميل بن حاتم بن شمر القيسي صاحب الفهرى ا هـ والاصح ما ذكره الدينوري في الأخبار الطوال ٢٩٦ ان شمر بن ذي الجوشن قتله أصحاب المختار بالمذار وبعث برأسه الى محمد ابن الحنفية وفي الاعلاق النفيسة لابن رسته ص ٢٢٢ كان الشمر بن ذي الجوشن ابرص وفي تاريخ الطبري ج ٧ ص ١٢٢ وكامل ابن الاثير ج ٤ ص ٩٢ حوادث سنة ٦٥ كان الشمر ابرص يرى بياض برصه على كشحه.

(١) ابن الأثير ٤ / ٢٣.

(٢) الطبري ٦ / ٢٣٦.

٢٠٨

الأمان

وصاح الشمر بأعلى صوته: أين بنو اُختنا(١) ؟ أين العبّاس وإخوته؟، فأعرضوا عنه، فقال الحسين:«أجيبوه ولَو كان فاسقاً» ، قالوا: ما شأنك وما تريد؟ قال: يا بني اُختي أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد. فقال العبّاس: لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له(٢) ، وتأمرنا أنْ ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء(٣) .

أيظنّ هذا الجلف الجافي أن يستهوي رجل الغيرة والحميّة إلى الخسف والهوان، فيستبدل أبو الفضل الظلمة بالنور، ويدع عَلَم النبوّة وينضوي إلى راية ابن ميسون؟! كلاّ.

ولمّا رجع العبّاس، قام إليه زهير بن القين وقال: اُحدّثك بحديث وعيته؟ قال: بلى، فقال: لمّا أراد أبوك أن يتزوّج، طلب من أخيه عقيل - وكان عارفاً بأنساب العرب - أنْ يختار له امرأةً ولدتها الفحولة من العرب؛ ليتزوّجها فتلد غلاماً شجاعاً ينصر الحسين بكربلاء، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية أخواتك. فقال العبّاس: أتشجّعني يا زهير في مثل هذا اليوم؟! والله لأرينّك شيئاً ما رأيتَه(٤) ، فجدّل أبطالاً ونكس رايات في حالة لَم يكن من همّه القتال ولا مجالدة الأبطال، بل همّه إيصال الماء إلى عيال أخيه.

____________________________

(١) في جمهرة أنساب العرب لابن حزم / ٢٦١ و ٢٦٥ قال: أولاد كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر، أحد عشر ولداً منهم؛ كعب، والضباب. فمن ولد كعب بنو الوحيد الذين منهم اُمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد كانت تحت علي بن أبي طالب فولدت له محمداً الأصغر وعثمان وجعفر والعبّاس، وفي صفحة٢٧٠ ذكر بني الضباب فقال: منهم الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين واسم ذي الجوشن جميل بن الأعور عمرو بن معاوية وهو الضاب. ومن ولده الصميل بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن ساد بالاندس وله بها عقب ونزالتهم بالخشيل من شوذر من عمل جيّان.

وفي العقد الفريد ٢ / ٨٣ عند ذكر مذحج قال: الضباب في بني الحارث بن كعب مفتوحة الضاد وفي بني عامر بن صعصعة مسكورة وحيث أنّ الشمر من بني عامر بن صعصعة يكون الضباب بكسر الضاد.

(٢) تذكرة الخواص / ١٤٢: حكاه عن جده أبي الفرج في المنتظم وإعلام الورى / ٢٨.

(٣) ابن نما / ٢٨.

(٤) أسرار الشهادة / ٣٨٧.

٢٠٩

يـمثل الـكرّار فـي كـرّاته

بل في المعاني الغرّ من صفاته

لـيس يـد الله سـوى أبـيه

وقــدرة الله تـجـلَّت فـيه

فـهو يـد الله وهـذا سـاعده

تـغنيك عـن إثـباته مشاهده

صـولته عـند النزال صولته

لولا الغلوُّ قلت جلت قدرته(١)

بنو أسد

واستأذن حبيب بن مظاهر من الحسين أنْ يأتي بني أسد وكانوا نزولاً بالقرب منهم فأذِن له، ولمّا أتاهم وانتسب لهم عرفوه، فطلب منهم نصرة ابن بنت رسول الله فإنّ معه شرف الدنيا والآخرة، فأجابه تسعون رجلاً، وخرج من الحي رجل أخبر ابن سعد بما صاروا إليه، فضمّ إلى الأزرق أربعمئة رجل وعارضوا النّفر في الطريق واقتتلوا، فقُتل جماعة من بني أسد وفرّ مَن سلِم منهم إلى الحي فارتحلوا جميعاً في جَوف الليل خوفاً من ابن سعد أنْ يبغتهم، ورجع حبيب إلى الحسين وأخبره، فقال:«لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم» (٢) .

اليوم التاسع

ونهض ابن سعد عشيّة الخميس لتسع خلون من المحرّم، ونادى في عسكره بالزحف نحو الحسين، وكانعليه‌السلام جالساً أمام بيته محتبياً بسيفه، وخفق برأسه فرأى رسول الله يقول: انّك صائر إلينا عن قريب. وسمعت زينب أصوات الرجال وقالت لأخيها: قد اقترب العدوّ منّا.

فقال لأخيه العبّاس:«اركب بنفسي أنت (٣) حتّى تلقاهم، واسألهم عمّا

____________________________

(١) للحجّة آية الله الشيخ محمّد حسين الاصفهانيقدس‌سره .

(٢) البحار عن مقتل محمّد بن أبي طالب الحائري، ومقتل الخوارزمي ١ / ٢٤٣.

(٣) الطبري ٦ / ١٣٧، وروضة الواعظين / ١٥٧، والارشاد للمفيد، والبداية لابن كثير ٨ / ١٧٦.

غير خاف ما في هذه الكلمة الذهبية من مغزى دقيق، ترى الفكر يسف عن مداه وأنّى له أن يحلق إلى ذروة الحقيقة من ذات طاهرة تُفتدى بنفس الإمام علّة الكائنات والفيض الأقدس للممكنات. نعم، عرفها البصير الناقد بعد أنْ جربها بمحك النزاهة فوجدها مشبوبة بجنسها ثمّ أطلق عليها تلك الكلمة الغالية، ولا يعرف الفضل إلاّ أهله. ولا يذهب بك الوهم أيّها القارئ إلى القول بعدم الأهميّة في هذه الكلمة بعد قول الإمامعليه‌السلام في زيارة الشهداء من زيارة وارث: «بأبي أنتم واُمّي، طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم»؛ لأنّ الإمامعليه‌السلام في هذه الزيارة لَم يكن هو المخاطب لهم وانّما هوعليه‌السلام في مقام تعليم صفوان الجمّال عند زيارتهم أنْ يخاطبهم بذلك، فإنّ الرواية تنصّ كما في مصباح المتهجّد للشيخ الطوسي أنّ صفوان استأذن الصادق في زيارة الحسين وأنْ يعرّفه ما يقوله ويعمل عليه فقال له: «يا صفوان، صم قبل خروجك ثلاثة أيّام - إلى أنْ قال -: ثمّ إذا أتيت الحائر فقُل: الله أكبر - ثمّ ساق الزيارة إلى أنْ قال -: ثمّ اخرج من الباب الذي يلي رجلَي علي بن الحسين وتوجّه إلى الشهداء وقُل: السّلام عليكم يا أولياء الله...» إلى آخرها. فالإمام الصادقعليه‌السلام في مقام تعليم صفوان أنْ يقول في السّلام على الشهداء ذلك، وليس في الرواية ما يدلّ على أنّهعليه‌السلام كيف يقول لو أراد السّلام على الشهداء.

٢١٠

جاءهم وما الذي يريدون؟» ، فركب العبّاس في عشرين فارساً فيهم زهير وحبيب، وسألهم عن ذلك قالوا: جاء أمر الأمير أنْ نعرض عليكم النّزول على حكمه، أو ننازلكم الحرب.

فانصرف العبّاسعليه‌السلام يُخبر الحسين بذلك، ووقف أصحابه يعظون القوم. فقال لهم حبيب بن مظاهر: أما والله لبئس القوم عند الله غداً، قوم يقدمون عليه وقد قتلوا ذريّة نبيّه وعترته وأهل بيته وعبّاد أهل هذا المصر المتهجدين بالأسحار الذاكرين الله كثيراً. فقال له عزرة بن قيس: إنّك لتزكّي نفسك ما استطعت. فقال زهير: يا عزرة، إنّ الله قد زكّاها وهداها فاتّق الله يا عزرة، فإنّي لك من النّاصحين، اُنشدك الله يا عزرة أنْ لا تكون ممَّن يعين أهل الضلالة على قتل النّفوس الزكيّة. ثمّ قال عزرة: يا زهير ما كنتَ عندنا من شيعة أهل هذا البيت، إنّما كنتَ على غير رأيهم. قال زهير: أفلستَ تستدلّ بموقفي هذا أنّي منهم، أما والله ما كتبتُ إليه كتاباً قطّ، ولا أرسلت إليه رسولاً، ولا وعدته نصرتي ولكنّ الطريق جمع بيني وبينه، فلمّا رأيته ذكرتُ به رسول الله ومكانه منه، وعرفتُ ما يقدم عليه عدوّه، فرأيت أنْ أنصره وأن أكون من حزبه وأجعل نفسي دون نفسه؛ لما ضيّعتم من حقّ رسوله.

وأعلم العبّاس أخاه أباعبد الله بما عليه القوم فقالعليه‌السلام :«ارجع إليهم، واستمهلهم هذه العشيّة إلى غد، لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو

٢١١

يعلم أنّي اُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار».

فرجع العبّاس واستمهلهم العشيّة. فتوقّف ابن سعد وسأل من النّاس فقال عمرو بن الحَجّاج: سبحان الله! لو كانوا من الديلم وسألوك هذا لكان ينبغي لك أنْ تجيبهم إليه. وقال قيس بن الأشعث: أجبهم إلى ما سألوك، فلَعمري ليستقبلك بالقتال غدوة. فقال ابن سعد: والله لو أعلم أنّه يفعل ما أخّرتهم العشية. ثمّ بعث إلى الحسين: إنّا أجّلناكم إلى غد، فإنْ استسلمتم سرحنا بكم إلى الأمير ابن زياد، وإنْ أبيتم فلسنا تاركيكم(١) .

ضـلّـت اُمـيّـة مـاتر

يـد غـداة مقترع النصول

رامـت تـسوق المصعب

الـهـدار مـستاق الـذليل

ويــروح طـوع يـمينها

قـود الـجنيب أبو الشبول

رامـت لـعمرو ابْن النبي

الـطُّهر مـمتنع الحصول

وتـيمَّمت قـصد الـمحال

فـما رعـت غير المحول

ورنـت على السغب السرا

ب بـأعين في المجد حول

وغـوى بـها جـهل بـها

والبغي من خلق الجهول(٢)

الضمائر الحرّة

وجمع الحسين أصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة(٣) فقال:«اُثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السرّاء والضرّاء، اللهمّ إنّي أحمدك على أنْ أكرمتنا بالنبوّة، وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدةً، ولَم تجعلنا من المشركين. أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعاً (٤) .

____________________________

(١) الطبري ٦ / ٣٣٧.

(٢) للكعبيرحمه‌الله .

(٣) اثبات الرجعة للفضل بن شاذان، هكذا عرفه وهو بالغيبة أنسب فانّه لو يوجد فيه من أخبار الرجعة إلا حديث واحد.

(٤) الطبري ٦ / ٢٣٨ - ٢٣٩، وكامل ابن الأثير ٤ / ٣٤.

٢١٢

وقد أخبرني جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّي ساُساق إلى العراق فأنزلُ أرضاً يقال لها عمورا وكربلاء، وفيها اُستشهد. وقد قرب الموعد.

ألا وإنّي أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً. وإنّي قد أذِنت لكم فأنطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم منّي ذمام. وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً! وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم، فإنّ القوم إنّما يطلبونني، ولَو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري» (١) .

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً. بدأهم بهذا القول العبّاس بن علي وتابعه الهاشميّون.

والتفت الحسين إلى بني عقيل وقال:«حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذِنت لكم» . فقالوا: إذاً ما يقول النّاس، وما نقول لهم؟ أنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام؟! ولَمْ نرمِ معهم بسهم ولَمْ نطعن برمح ولَمْ نضرب بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟! لا والله لا نفعل، ولكن نفيدك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا، نقاتل معك حتّى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك(٢) .

نـفوس أبـت إلاّ تراب أبيهم

فـهم بـين موتور لذاك وواتر

لقد ألفت أرواحهم حومة الوغى

كما أنست أقدامهم بالمنابر(٣)

وقال مسلم بن عوسجة: أنحن نخلّي عنك؟ وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟ أما والله، لا اُفارقك حتّى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، ولو لَمْ يكن معي سلاح اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتّى أموت معك.

وقال سعيد بن عبدالله الحنفي: والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد

____________________________

(١) إثبات الرجعة.

(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٢٣٨، والكامل ٤ / ٢٤، والإرشاد للمفيد، وإعلام الورى / ١٤١، وسِير أعلام النبلاء للذهبي ٣ / ٢٠٢.

(٣) مثير الأحزان لابن نما / ١٧.

٢١٣

حفظنا غيبة رسوله فيك، أما و الله لو علمتُ أنّي اُقتل ثمّ اُحيا ثمّ اُحرق حيّاً ثمّ اُذرّى، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة، لَما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!

وقال زهير بن القين: و الله وددتُ أنّي قُتلتُ ثمّ قُتلت حتّى اُقتل كذا ألف مرّة، و إنّ الله عزّ وجلّ يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.

وتكلّم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه بعضاً فجزّاهم الحسين خيراً(١) .

وفي هذا الحال قيل لمحمد بن بشير الحضرمي قد اُسِر ابنك بثغر الري فقال: ما اُحبّ أنْ يؤسر و أنا أبقى بعده حيّاً فقال له الحسين:«أنت في حلّ من بيعتي، فاعمل في فكاك ولدك»، قال: لا والله لا أفعل ذلك، أكلتني السّباع حيّاً إنْ فارقتك. فقالعليه‌السلام :«إذاً اعط ابنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه» - وكان قيمتها ألف دينارـ(٢) .

وتـناديت لـلذبّ عنه عصبة

ورثـوا الـمعالي اشيباً وشبابا

مـن يـنتدبهم للكريهة ينتدب

مـنهم ضراغمة الاسود غضابا

خفّوا لداعي الحرب حين دعاهم

ورسوا بعرصة كربلاء هضابا

اسـد قد اتخذوا الصوارم حلية

وتـسربلوا حـلق الدروع ثيابا

تـخذت عيونهم القساطل كحلها

واكـفُّهم فـيض النجيع خضابا

يـتمايلون كـأنّما غـنى لـهم

وقـع الـظّبي وسـقاهم اكوابا

برقت سيوفهم فأمطرت الطّلي

بـدمائها والـنقع ثـار سحابا

وكـأنّهم مـستقبلون كـواعباً

مـسـتقبلين أسـنّـة وكـعابا

وجدوا الردى من دون آل محمّد

عـذباً وبعدهم الحياة عذابا(٣)

ولما عرف الحسين منهم صدق النيّة والإخلاص في المفاداة دونه، أوقفهم على غامض القضاء فقال:«إنّي غداً اُقتل وكلّكم تقتلون معي ولا يبقى منكم أحد (٤)

____________________________

(١) إرشاد المفيد وتاريخ الطبري ج٦ ص٢٣٩.

(٢) اللهوف ص٥٣.

(٣) للعلامة السيد رضا الهنديرحمه‌الله .

(٤) نفس المهموم ص١٢٢.

٢١٤

حتّى القاسم وعبد الله الرضيع، إلاّ ولدي علياً زين العابدين؛ لأنّ الله لَمْ يقطع نسلي منه وهو أبو أئمّة ثمانية» (١) .

فقالوا بأجمعهم الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرّفنا بالقتل معك، أولا نرضى أنْ نكون معك في درجتك يابن رسول الله؟، فدعا لهم بالخير(٢) ، وكشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم الله من نعيم الجنان وعرّفهم منازلهم فيها(٣) ، وليس ذلك في القدرة الإلهيّة بعزيز، ولا في تصرّفات الإمام بغريب، فإنّ سحرة فرعون لمّا آمنوا بموسىعليه‌السلام وأراد فرعون قتلهم أراهم النّبي موسى منازلهم في الجنّة(٤) .

وفي حديث أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال لأصحابه:«أبشروا بالجنّة، فوالله إنّا نمكث ماشاء الله بعد ما يجري علينا ثمّ يخرجنا الله وإيّاكم حتّى يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين، وأنا وأنتم نشاهدهم في السّلاسل والأغلال وأنواع العذاب» فقيل له: من قائمكم يابن رسول الله؟ قال:«السّابع من ولد ابني محمّد بن علي الباقر وهو الحُجّة ابن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي، ابني وهو الذي يغيب مدّة طويلة ثمّ يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً» (٥) .

ليلة عاشوراء

كانت ليلة عاشوراء أشدّ ليلة مرّت على أهل بيت الرسالة، حُفّت بالمكاره والمحن وأعقبت الشرّ وآذنت بالخطر وقد قطعت عنهم الحالة القاسية من بني اُميّة وأتباعهم كلّ الوسائل الحيويّة وهناك ولولة النساء وصارخ الاطفال من العطش المبرح والهم المدلهم.

إذاً فما حال رجال المجد من الأصحاب وسروات الشرف من بني هاشم

____________________________

(١) أسرار الشهادة.

(٢) نفس المهموم / ١٢٢.

(٣) الخرايج للراوندي.

(٤) أخبار الزمان للمسعودي / ٢٤٧.

(٥) إثبات الرجعة.

٢١٥

بين هذه الكوارث، فهل أبقت لهم مهجة ينهضون بها أو أنفساً تعالج الحياة والحرب في غد؟!

نعم كانت ضراغمة آل عبد المطّلب والصفوة من الأصحاب عندئذ في أبهج حالة وأثبت جأش، فرحين بما يلاقونه من نعيم وحبور، وكلّما اشتدّ المأزق الحرج أعقب فيهم انشراحاً بين ابتسامة ومداعبة إلى فرح ونشاط.

ومذ أخذت في نينوى منهم النوى

ولاح بـها لـلغدر بعض العلائم

غـدا ضـاحكا هذا وذا متبسّماً

سـروراً وما ثغر المنون بباسم

هازل برير عبد الرحمن الأنصاري، فقال له عبد الرحمن: ما هذه ساعة باطل؟ فقال برير: لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، ولكنّي مستبشر بما نحن لا قون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلاّ أنْ يميل علينا هؤلاء بأسيافهم، ولوددتُ أنّهم مالوا علينا السّاعة(١) .

وخرج حبيب بن مظاهر يضحك، فقال له يزيد بن الحصين الهمداني: ما هذه ساعة ضحك. قال حبيب: وأي موضع أحقّ بالسرور من هذا؟ ما هو إلاّ أنْ يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور(٢) .

تجري الطلاقة في بهاء وجوههم

أنْ قـطبت فـرقاً وجوه كماتها

وتـطلّعت بـدجى الـقتام أهلَّة

لـكن ظـهور الخيل من هالاتها

فتدافعت مشي النزيف إلى الردى

حتّى كـأنَّ الموت من نشواتها

وتـعانقت هي والسّيوف وبعد ذا

ملكت عناق الحور في جنّاتها(٣)

فكأنّهم نشطوا من عقال، بين مباشرة للعبادة، وتأهّب للقتال، لهم دوي كدويّ النّحل، بين قائم وقاعد وراكع وساجد.

قال الضحّاك بن عبد الله المشرقي: مرّت علينا خيل ابن سعد فسمع رجل منهم الحسينعليه‌السلام يقرأ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ِلأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حتّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ ) (٤) .

____________________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٤١.

(٢) رجال الكشي / ٥٣، طبعة الهند.

(٣) للعلامة السيّد محمّد حسين الكيشوانرحمه‌الله .

(٤) سورة آل عمران / ١٧٨ - ١٧٩.

٢١٦

فقال الرجل نحن وربّ الكعبة الطيّبون ميّزنا منكم.

قال له برير: يا فاسق، أنت يجعلك الله في الطيّبين؟! هلمّ إلينا وتُب من ذنوبك العظام، فوالله لنحن الطيّبون وأنتم الخبيثون.

فقال الرجل مستهزئاً: وأنا على ذلك من الشاهدين(١) .

ويقال: أنّه في هذه الليلة انضاف إلى أصحاب الحسين من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً(٢) حين رأوهم متبتّلين متهجدين عليهم سيماء الطاعة والخضوع لله تعالى.

قال علي بن الحسين:«سمعتُ أبي في الليلة التي قُتل في صبيحتها يقول، وهو يصلح سيفه:

يا دهر اُفٍّ لك من خليل

كم لك بالاشراق والأصيل

مِنْ صاحب وطالب قتيل

والـدهر لا يقنع بالبديل

وانّـما الأمر إلى الجليل

وكـلّ حـيٍّ سالك سبيل

فأعادها مرّتين أو ثلاثاً، ففهمتُها وعرفتُ ما أراد وخنقتني العبرة، ولزمتُ السكوت وعلمتُ أنّ البلاء قد نزل.

وأمّا عمّتي زينب لمّا سمعتْ ذلك وثبتْ تجرّ ذيلها حتّى انتهت إليه وقالت: وآثكلاه! ليتَ الموت أعدمني الحياة! اليوم ماتت اُمّي فاطمة وأبي عليٌ وأخي الحسن (٣) ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي! فعزّاها الحسين وصبَّرها وفيما قال: يا اُختاه تعزّي بعزاء الله واعلمي أنّ أهل الأرض يموتون، وأهل السّماء لا يبقون وكلّ شيء هالك إلاّ وجهه، ولي ولكلّ مسلم برسول الله اُسوة حسنة.

فقالت عليها‌السلام : افتغصب نفسك اغتصاباً، فذاك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي (٤) .

____________________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٤٠، الطبعة الاُولى.

(٢) اللهوف، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٧، طبعة النجف، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣ / ٢١٠.

(٣) تايخ الطبري ٤ / ٢٤٠، وكامل ابن الأثير ٤ / ٢٤، ومقتل الخوارزمي ١ / ٢٣٨، الفصل الحادي عشر، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج / ٤٥، طبعة ايران.

(٤) اللهوف.

٢١٧

وبكت النّسوة معها ولطمن الخدود، وصاحت اُمّ كلثوم: وآ محمداه! وآ علياه! وآ اُمّاه! وآ حسيناه! وآ ضيعتنا بعدك!

فقال الحسين: يا اُختاه يا اُمّ كلثوم، يا فاطمة، يا رباب، انظرْنَ اذا قُتلت فلا تشققن عليَّ جيباً ولا تخمشن وجهاً ولا تقلن هجراً» (١) ثمّ إنّ الحسين أوصى اُخته زينب بأخذ الأحكام من علي بن الحسينعليه‌السلام وإلقائها إلى الشيعة ستراً عليه. وبذلك يحدِّث أحمد بن إبراهيم قال: دخلتُ على حكيمة بنت محمّد بن علي الرضا، اُخت أبي الحسن العسكريعليه‌السلام سنة ٢٨٢ بالمدينة، وكلّمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها، فسمّت من تأتمّ بهم، وقالت: فلان بن الحسن. قلت: معاينةً أو خبراً؟ قالت: خبر عن أبي محمّدعليه‌السلام كتب به إلى اُمّه. قلت لها: أقتدي بمَن وصيّته إلى امرأة؟! قالت: اقتداءً بالحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام فإنّه أوصى إلى اُخته زينب في الظاهر، فكان ما يخرج من علي بن الحسينعليه‌السلام من علم ينسب إلى زينب؛ ستراً على علي بن الحسينعليه‌السلام . ثمّ قالت: إنّكم قوم أخبار، أما رويتم أنّ التاسع من ولد الحسين يقسم ميراثه في الحياة « اكمال الدين للصدوق » ص ٢٧٥ باب ٤٩ طبع حجر أول.

ثمّ إنّهعليه‌السلام أمر أصحابه أنْ يقاربوا البيوت بعضها من بعض؛ ليستقبلوا القوم من وجه واحد. وأمر بحفر خندق من وراء البيوت يوضع فيه الحطب ويلقى عليه النّار إذا قاتلهم العدو؛ كيلا تقتحمه الخيل، فيكون القتال من وجه واحد(٢) .

وخرجعليه‌السلام في جوف الليل إلى خارج الخيام يتفقّد التلاع والعقبات، فتبعه نافع بن هلال الجملي، فسأله الحسين عمّا أخرجه قال: يابن رسول الله أفزعني خروجك إلى جهة معسكر هذا الطاغي، فقال الحسين:«إنّي خرجت أتفقّد التلاع والروابي؛ مخافة أنْ تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون» . ثمّ رجععليه‌السلام وهو قابض على يد نافع ويقول:«هي هي والله، وعد لا خلف فيه».

ثمّ قال له:«ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك؟»

____________________________

(١) الإرشاد.

(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٢٤٠.

٢١٨

فوقع نافع على قدمَيه يقبّلهما ويقول: ثكلتني اُمّي، إنّ سيفي بألف وفرسي مثله، فوالله الذي مَنّ بك عليَّ، لا فارقتك حتّى يكلاّ عن فرّي وجرّي.

ثمّ دخل الحسينعليه‌السلام خيمة زينب، ووقف نافع بإزاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له: هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم؟ فإنّي أخشى أنْ يسلّموك عند الوثبة.

فقال لها:«والله، لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلاّ الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنيّة دوني استيناس الطفل إلى محالب اُمّه» .

قال نافع: فلمّا سمعتُ هذا منه، بكيتُ وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ومن اُخته زينب.

قال حبيب: والله، لو لا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة. قلت: إنّي خلّفته عند اُخته وأظنّ النّساء أفقن وشاركنها في الحسرة، فهل لك أنْ تجمع أصحابك وتواجهوهنّ بكلام يطيّب قلوبهن؟ فقام حبيب ونادى: يا أصحاب الحميّة وليوث الكريهة. فتطالعوا من مضاربهم كالاُسود الضارية، فقال لبني هاشم: ارجعوا إلى مقرّكم لا سهرت عيونكم.

ثمّ التفت إلى أصحابه وحكى لهم ما شاهده وسمعه نافع، فقالوا بأجمعهم: والله الذي مَنّ علينا هذا الموقف، لو لا انتظار أمره لعاجلناهم بسيوفنا السّاعة، فطب نفساً وقر عيناً. فجزّاهم خيراً.

وقال هلمّوا معي لنواجه النّسوة ونطيّب خاطرهنّ، فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح: يا معشر حرائر رسول الله، هذه صوارم فتيانكم آلَوا ألاّ يغمدوها إلاّ في رقاب مَن يريد السّوء فيكم، وهذه أسنّة غلمانكم أقسَموا ألاّ يركزوها إلاّ في صدور مَن يفرّق ناديكم.

فخرجن النّساء إليهم ببكاء وعويل وقلن: أيّها الطيّبون حاموا عن بنات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين.

فضجّ القوم بالبكاء حتّى كأنّ الأرض تميد بهم(١) .

____________________________

(١) الدمعة الساكبة / ٣٢٥، وتكرّر في كلامه (هلال بن نافع) وهو اشتباه فإنّ المضبوط (نافع بن هلال) كما في زيارة الناحية، وتاريخ الطبري، وكامل ابن الأثير.

٢١٩

وفي السّحر من هذه الليلة خفق الحسين خفقة ثمّ استيقظ وأخبر أصحابه بأنّه رأى في منامه كلاباً شدّت عليه تنهشه وأشدّها عليه كلب أبقع، وإنّ الذي يتولّى قتله من هؤلاء رجل أبرص.

وإنّه رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول له:«أنت شهيد هذه الاُمّة، وقد استبشر بك أهل السّماوات وأهل الصفيح الأعلى وليكن افطارك عندي الليلة عجّل ولا تؤخّر، فهذا ملك قد نزل من السّماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء» (١) .

وانـصاع حـامية الشريعة ظامئاً

مـا بـلَّ غـلَّته بـعذب فـراتها

أضـحى وقـد جـعلته آل اُمـيّة

شـبح الـسهام رمـيَّة لـرماتها

حتّى قضى عطشاً بمعترك الوغى

والـسمر تـصدر منه في نهلاتها

وجرت خيول الشرك فوق ضلوعه

عـدواً تـجول عـليه في حلباتها

ومـخدَّرات مـن عـقائل أحـمد

هـجمت عـليها الخيل في أبياتها

مـن ثـاكل حرّى الفؤاد مروعة

أضـحت تـجاذبها العدى حبراتها

ويـتمية فـزعت لـجسم كـفيلها

حـسرى القناع تعجُّ في أصواتها

أهـوت على جسم الحسين وقلبها

المصدوع كاد يذوب من حسراتها

وقـعت عـليه تشمُّ موضع نحره

وعـيونها تـنهلُّ فـي عـبراتها

تـرتاع من ضرب السّياط فتنثني

تـدعو سـرايا قـومها وحـماتها

أيـن الحفاظ وفي الطّفوف دماؤكم

سُـفكت بـسيف اُمـيّة وقـناتها

أيـن الـحفاظ وهـذه أشـلاؤكم

بـقيت ثـلاثاً فـي هجير فلاتها

أيــن الـحفاظ وهـذه أبـناؤكم

ذُبحت عطاشى في ثرى عرصاتها

أيــن الـحفاظ وهـذه فـتياتكم

حُـملت على الأقتاب بين عداتها

حـملت بـرغم الدين وهي ثواكل

عـبرى تـردّد بـالشّجى زفراتها

فـمَن الـمعزِّي بـعد أحمد فاطماً

فـي قـتل أبناها وسبي بناتها(٢)

____________________________

(١) نفس المهموم / ١٢٥، عن الصدوق.

(٢) للعلامة السيد محمّد حسين الكيشوان ترجمته في شعراء الغري ٨ / ٣.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437