وسائل الشيعة الجزء ٩

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-5503-09-4
الصفحات: 571

وسائل الشيعة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: ISBN: 964-5503-09-4
الصفحات: 571
المشاهدات: 240803
تحميل: 4013


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 240803 / تحميل: 4013
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 9

مؤلف:
ISBN: 964-5503-09-4
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إلى أن قال(١) ثمّ قال: يا أبا ذر إيّاك والسؤال فإنّه ذلّ حاضر، وفقر تتعجّله، وفيه حساب طويل يوم القيامة - إلى أن قال: - يا أبا ذر لا تسأل بكفّك وإن أتاك شيء فاقبله.

[ ١٢٤٤٠ ] ٧ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك(٢) .

[ ١٢٤٤١ ] ٨ - وفي ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي(٣) ، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو عبد الله (عليه‌السلام )(٤) : رحم الله عبداً عفّ وتعفّف وكفّ عن المسألة، فإنّه يعجّل الذلّ في الدنيا ولا يغني الناس عنه شيئاً.

[ ١٢٤٤٢ ] ٩ - وفي ( العلل ) وفي ( عيون الأخبار ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) ، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، أنّه قال: إنّما اتّخذ الله إبراهيم خليلاً لأنّه لم يرد أحداً،

____________________

(١) يلاحظ أن الصدوقرحمه‌الله ذكر هذا القول بعد حديث وصيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام ، بقوله (ره): « ثم قال » وقد طبع في المصدر - الفقيه - ٤: ٢٧١ على انه حديث اخر برقم (٦).

٧ - الفقيه ٢: ٤١ / ١٨٥.

(٢) شوص السواك: ما ينتف منه عنه السواك ( مجمع البحرين - شوص - ٤: ١٧٢ ).

٨ - ثواب الأعمال: ٢١٨ / ١.

(٣) كذا في الاصل والمصدر، لكن في المخطوط: ( ابي عبد الله، عن الرازي ).

(٤) اضاف في متن المخطوط هنا ما نصّه: « وفي نسخة: عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد ابن يحيى، عن احمد بن محمّد، عن ابي علي، قال: قال ابو عبد الله (عليه‌السلام ) ».

وهذه الاضافة غير موجودة في الاصل، ولا في المصدر.

٩ - علل الشرائع: ٣٤ / ٢، وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٧٦ / ٤.

٤٤١

ولم يسأل أحداً قط غير الله تعالى.

[ ١٢٤٤٣ ] ١٠ - وفي ( الخصال ) عن الخليل بن أحمد، عن ابن صاعدة(١) ، عن حمزة بن العبّاس، عن يحيى بن نصر، عن ورقاء بن عمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إنّ الله يبغض الفاحش البذي السائل المحلف.

[ ١٢٤٤٤ ] ١١ - وفي كتاب ( الإخوان ) بإسناده عن يونس، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه‌السلام ) : لا تسألوا إخوانكم الحوائج فيمنعوكم فتغضبون فتكفرون.

[ ١٢٤٤٥ ] ١٢ - محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( العيون والمحاسن ) للشيخ المفيد قال: قال سلمان الفارسي: أوصاني خليلي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بسبع لا أدعهنّ على كل حال: أن أنظر إلى من هُوَ دُوني ولا أنظر إلىٰ من هو فوقي، وأن احبّ الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحقّ وإن كان مرّاً، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة، وأن لا أسأل الناس شيئاً، وأوصاني أن اكثر من قول: « لا حول ولا قوّة إلّا بالله »، فإنّها كنز من كنوز الجنّة.

[ ١٢٤٤٦ ] ١٣ - محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) إنّ فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها.

وقال (عليه‌السلام ) العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى.

____________________

١٠ - الخصال: ٢٦٦ / ١٤٧.

(١) في المصدر: ابن صاعد.

١١ - مصادقة الإِخوان: ٥٤ / ١.

١٢ - مستطرفات السرائر: ١٦٤ / ٩.

١٣ - نهج البلاغة ٣: ١٦٥ / ٦٦، ٦٨.

٤٤٢

[ ١٢٤٤٧ ] ١٤ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : وجهك ماء جامد(١) يقطره السؤال فانظر عند من تقطره.

[ ١٢٤٤٨ ] ١٥ - أحمد بن فهد في ( عدّة الداعي ) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: شيعتنا من لا يسأل الناس ولو مات جوعاً.

[ ١٢٤٤٩ ] ١٦ - قال: وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : شهادة الذي يسأل في كفّه تردّ.

[ ١٢٤٥٠ ] ١٧ - قال: وقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : لو يعلم السائل ما عليه من الوزر ما سأل أحد أحداً، ولو يعلم المسؤول ما عليه إذا منع ما منع أحد أحداً.

[ ١٢٤٥١ ] ١٨ - قال: وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يوماً لأصحابه: ألا تبايعوني ؟ فقالوا: قد بايعناك يا رسول الله، قال: تبايعوني على أن لا تسألوا الناس، فكان بعد ذلك تقع المخصرة من يد أحدهم فينزل لها ولا يقول لأحد: ناولنيها.

[ ١٢٤٥٢ ] ١٩ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : لو أنّ أحدكم يتخذ(٢) حبلاً فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكفّ بها وجهه خير له من أن يسأل.

[ ١٢٤٥٣ ] ٢٠ - قال: وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من سألنا

____________________

١٤ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٥ / ٣٤٦.

(١) في المصدر: ماء وجهك جامد.

١٥ - عدة الداعي: ٨٩.

١٦ - عدة الداعي: ٨٩.

١٧ - عدة الداعي: ٨٩.

١٨ - عدة الداعي: ٨٩.

١٩ - عدة الداعي: ٩٠.

(٢) في المصدر: يأخذ.

٢٠ - عدة الداعي: ٩٠.

٤٤٣

أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله.

[ ١٢٤٥٤ ] ٢١ - قال: وقال الباقر (عليه‌السلام ) : طلب الحوائج إلى الناس استسلاب للعزّة، ومذهبة للحياء، واليأس ممّا في أيدي الناس عزّ للمؤمنين، والطمع هو الفقر الحاضر.

[ ١٢٤٥٥ ] ٢٢ - العيّاشي في ( تفسيره ) عن جابر، عن أبي عبد الله(١) (عليه‌السلام ) قال: إنّ الله يبغض الملحف.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٣٣ - باب تأكّد كراهة السؤال في المجالس

[ ١٢٤٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عمّن حدّثه، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لا تسألوا اُمّتي في مجالسها فتبخلوها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً(٤) ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

٢١ - عدة الداعي: ٩٠.

٢٢ - تفسير العياشي ١: ١٥١ / ٥٠٠.

(١) في المصدر: عن أبي جعفر.

(٢) تقدم في الباب ٣١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في البابين ٣٤ و ٣٦، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ٣٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٤٧ / ٨.

(٤) تقدم في الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في البابين ٣٤، ٣٦، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

٤٤٤

٣٤ - باب كراهة إظهار الاحتياج والفقر

[ ١٢٤٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد وأحمد بن محمّد جميعاً، عن علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن محمّد بن إبراهيم الصيرفي، عن المفضّل بن قيس بن رمّانة قال: دخلت على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فذكرت له بعض حالي، فقال: يا جارية، هاتي ذلك الكيس، هذه أربعمائة دينار وصلني بها أبو جعفر فخذها وتفرّج بها، قال: فقلت: لا والله، جعلت فداك، ما هذا دهري(١) ولكن أحببت أن تدعو الله لي، قال: فقال إنّي سأفعل ولكن إيّاك أن تخبر الناس بكلّ حالك فتهون عليهم.

[ ١٢٤٥٨ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم بإسناده عن الحارث الهمداني - في حديث - أنّه سمع أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: الحوائج أمانة من الله في صدور العباد فمن كتمها كتبت له عبادة.

[ ١٢٤٥٩ ] ٣ - قال الكليني: وروي عن لقمان أنّه قال لابنه: يا بني، ذقت الصبر وأكلت لحاء(٢) الشجر فلم أجد شيئاً هو أمرّ من الفقر، فإن بليت به يوماً فلا تظهر الناس عليه فيستهينوك ولا ينفعوك بشيء، ارجع إلى الذي ابتلاك به فهو أقدر على فرجك وسله فمن ذا الذي سأله فلم يعطه ؟ أو وثق به فلم ينجه ؟

____________________

الباب ٣٤

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٢١ / ٧.

(١) الدهر: العادة ( القاموس المحيط - دهر - ٢: ٣٣. هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٤: ٢٤ / ٤، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ٤: ٢٢ / ٨.

(٢) اللحاء: قشر الشجر. ( مجمع البحرين - لحا - ١: ٣٧٣ ).

٤٤٥

[ ١٢٤٦٠ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله بن البصري(١) ، يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا علي، إنّ الله جعل الفقر أمانة عند خلقه، فمن ستره كان كالصائم القائم، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله، أما إنّه ما قتله بسيف ولا رمح ولكنه قتله بما نكأ من قلبه.

[ ١٢٤٦١ ] ٥ - وعن حمزة بن محمّد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا معشر المساكين، طيبوا نفساً وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٣٥ - باب جواز الشكوى الى المؤمن خاصّة، وإعلام الإِخوان بالضيق مع الضرورة

[ ١٢٤٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا

____________________

٤ - ثواب الأعمال: ٢١٧ / ١.

(١) في نسخة: عبد الله بن عبيد البصري ( هامش المخطوط ).

٥ - ثواب الأعمال: ٢١٨ / ٢.

(٢) تقدم في البابين ٣٢، ٣٣ من هذه الأبواب وفي الباب ٣ من أبواب أحكام الملابس.

ويأتي ما يدل على المقصود في الباب ٣٦ من هذه الأبواب.

الباب ٣٥

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٤٩ / ١٣.

٤٤٦

ضاق أحدكم فليعلم أخاه ولا يعين على نفسه.

[ ١٢٤٦٣ ] ٢ - محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّه قال: من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنّما شكاها إلى الله، ومن شكاها إلى كافر فكأنّما شكى الله.

[ ١٢٤٦٤ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن عواض قال: قال أبو عبد الله (عليه‌السلام ) : لا تصلح المسألة إلّا في ثلاثة: في دم منقطع، أو غرم مثقل، أو حاجة مدقعة.

[ ١٢٤٦٥ ] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم وسهل بن زياد، عن إسماعيل بن مرّار وعبد الجبّار بن المبارك، عن يونس بن عبد الرحمان، عمّن حدّثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) - في حديث - إنّ الحسن (عليه‌السلام ) قال لرجل سأله: إنّ المسألة لا تحلّ إلّا في إحدى ثلاث: دم مفجع، أو دين مقرح، أو فقر مدقع، ففي أيّها تسأل ؟ فقال: في واحدة من هذه الثلاث، فأمر له الحسن (عليه‌السلام ) بخمسين ديناراً، وأمر له الحسين (عليه‌السلام ) بتسعة وأربعين ديناراً، وأمر له عبد الله بن جعفر بثمانية وأربعين دينارا الحديث.

ورواه الكليني كما مرّ في مستحقّي الزكاة(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار(٢) .

____________________

٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٥٥ / ٤٢٧.

٣ - الخصال: ١٣٥ / ١٤٨.

٤ - الخصال: ١٣٥ / ١٤٩.

(١) مرّ في الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب المستحقين للزكاة.

(٢) تقدم في الباب ٦ من أبواب الاحتضار.

٤٤٧

٣٦ - باب استحباب الاستغناء عن الناس، وترك طلب الحوائج منهم، واليأس ممّا في أيديهم

[ ١٢٤٦٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: شرف المؤمن قيامه بالليل(١) ، وعزّه استغناؤه عن الناس.

[ ١٢٤٦٧ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن عمّار الساباطي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزّك.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن علي بن عمر، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ١٢٤٦٨ ] ٣ - وعنه، عن أبيه وعن علي بن محمّد القاساني جميعا، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربّه شيئاً إلّا أعطاه فلييأس من الناس كلّهم، ولا يكون له رجاء إلّا عند الله، فإذا علم

____________________

الباب ٣٦

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١١٩ / ١.

(١) في المصدر: قيام الليل.

٢ - الكافي ٢: ١٢٠ / ٧.

(٢) الكافي ٢: ١٢٠ / ذيل حديث ٧.

٣ - الكافي ٢: ١١٩ / ٢، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٥ من أبواب الدعاء، وفي الحديث ٢ من الباب ٩٦ من أبواب جهاد النفس.

٤٤٨

الله ذلك من قبله لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه.

[ ١٢٤٦٩ ] ٤ - وبالإسناد عن المنقري، عن عبد الرزاق، عن معمّر، عن الزهري، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس، ومن لم يرج الناس في شيء ورد أمره إلى الله عزّ وجلّ في جميع اُموره استجاب الله عزّ وجلّ له في كل شيء.

[ ١٢٤٧٠ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: طلب الحوائج إلى الناس استسلاب(١) للعزّ، مذهبة للحياء، واليأس ممّا في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه، والطمع هو الفقر الحاضر.

[ ١٢٤٧١ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) : جعلت فداك اكتب لي إلى إسماعيل بن داود لعلّي اُصيب منه(٢) ، قال: أنا أضنّ بك أن تطلب مثل هذا وشبهه، ولكن عول على مالي.

[ ١٢٤٧٢ ] ٧ - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن معاوية بن عمّار، عن نجم بن حطيم الغنوي(٣) ، عن أبي جعفر ( عليه

____________________

٤ - الكافي ٢: ١١٩ / ٣.

٥ - الكافي ٢: ١١٩ / ٤، وأورده مرسلاً عن العدة في الحديث ٢١ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: استلاب.

٦ - الكافي ٢: ١٢٠ / ٥.

(٢) في نسخة: شيئاً ( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٢: ١٢٠ / ٦.

(٣) في المصدر: نجم بن خطيم الغنوي

٤٤٩

السلام ) قال: اليأس ممّا في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه، أوَما سمعت قول حاتم:

إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى

إذا عرفته النفس والطمع الفقر

[ ١٢٤٧٣ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه‌السلام ) يقول: ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر الليل، ويأسه ممّا في أيدي الناس، وولاية الإِمام من آل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله(١) .

[ ١٢٤٧٤ ] ٩ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن سليمان بن محمّد، عن محمّد بن عمران، عن محمّد بن عيسى الكندي، عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) قال: جاء أعرابي إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا محمّد، أخبرني بعمل يحبّني الله عليه، فقال: يا أعرابي ازهد في الدنيا يحبّك الله، وازهد فيما أيدي الناس يحبّك الناس.

وعن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن محمّد بن طاهر، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله(٢) .

____________________

٨ - أمالي الصدوق: ٤٣٧ / ٨.

(١) الكافي ٨: ٢٣٤ / ٣١١.

٩ - أمالي الطوسي ١: ١٣٩.

(٢) أمالي الطوسي ١: ٢٠٥.

٤٥٠

[ ١٢٤٧٥ ] ١٠ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفّار، عن السندي بن الربيع، عن إبراهيم بن داود، عن سليم أخيه، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) نحوه.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) و ( الخصال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي سعيد الآدمي، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي، عن أخيه، سليمان بن داود، رفعه قال: قال رجل للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وذكر نحوه(١) .

[ ١٢٤٧٦ ] ١١ - وعن الصفّار، عن علي بن محمّد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: سخاء المرء عمّا في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل، ومروّة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروّة الإِعطاء، وخير المال الثقة بالله واليأس ممّا في أيدي الناس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا(٢) ، وفي الدعاء(٣) .

٣٧ - باب عدم جواز المنّ بعد الصدقة والصنيعة

[ ١٢٤٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن موسى، عن غياث، عن إسحاق بن

____________________

١٠ - التهذيب ٦: ٣٧٧ / ١١٠٢.

(١) ثواب الأعمال: ٢١٧ / ١، والخصال: ٦١ / ٨٤.

١١ - التهذيب ٦: ٣٨٧ / ١١٥٢.

(٢) تقدم في الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ٦٥ من أبواب الدعاء، وفي الباب ٣ من أبواب أحكام الملابس.

الباب ٣٧

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٢٢ / ١.

٤٥١

عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ): إنّ الله كره لي ستّ خصال وكرهتها للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي - منها -: المنّ بعد الصدقة.

[ ١٢٤٧٨ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، رفعه قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : المنّ يهدم الصنيعة.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ١٢٤٧٩ ] ٣ - أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ستّة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذرّيتي ولتكرهها الأئمة لأتباعهم: - منها - المنّ في الصدقة.

[ ١٢٤٨٠ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الله كره لي ستّ خصال وكرهتهنّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمنّ بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنباً، والتطلّع في الدور، والضحك بين القبور.

[ ١٢٤٨١ ] ٥ - وبإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه

____________________

٢ - الكافي ٤: ٢٢ / ٢.

(١) الفقيه ٢: ٤١ / ١٨٦.

٣ - المحاسن: ١٠ / ٣١، وأورد قطعة منه في الحديث ١٦ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة، واُخرىٰ في الحديث ٦ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن، واُخرى في الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب آداب الصائم.

٤ - الفقيه ٢: ٤١ / ١٨٧، وأورد قطعة منه في الحديثين ٩، ١٥ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة، واخرى في الحديث ٢ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن، واخرى في الحديث ٤ من الباب ١٢ من أبواب القواطع.

٥ - الفقيه ٤: ١٠.

٤٥٢

وآله ) - في حديث المناهي - قال: ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فامتن به أحبط الله عمله، وثبت وزره ولم يشكر له سعيه، ثمّ قال( عليه‌السلام ) : يقول الله عزّ وجلّ: حرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات وهو النمّام، ألا ومن تصدّق بصدقة فله بوزن كلّ درهم مثل جبل اُحد من نعيم الجنّة، ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء.

[ ١٢٤٨٢ ] ٦ - وفي ( عقاب الأعمال ) بالإِسناد السابق في عيادة المريض(١) عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال في خطبة له: ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فمنّ به عليه حبط عمله وخاب سعيه، ثمّ قال: ألا وإنّ الله عزّ وجلّ حرّم على المنّان والمختال والقتّات ومدمن الخمر والخريص(٢) والجعظري(٣) والعتل والزنيم الجنّة.

[ ١٢٤٨٣ ] ٧ - وفي ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الله كره لكم أيّتها الاُمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها - وعد منها -: المنّ بعد الصدقة.

____________________

٦ - عقاب الأعمال: ٣٤٢.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) الخرص: الكذب ( الصحاح - خرص - ٣: ١٠٣٥. هامش المخطوط ). وفي المصدر: الجوّاظ.

(٣) الجعظري: الفظ الغليظ ( القاموس المحيط - جعظر - ١: ٣٩١. هامش المخطوط ).

٧ - أمالي الصدوق: ٢٤٨ / ٣، وأورد قطعة منه في الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة.

٤٥٣

ورواه في ( الفقيه ) بإسناده عن سليمان بن جعفر مثله(١) .

[ ١٢٤٨٤ ] ٨ - وفي ( الخصال ) عن الخليل بن أحمد، عن أبي خزيمة، عن أبي موسى، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن سليمان ابن مسهر، عن خرشة بن الحرّ، عن أبي ذر، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: ثلاثة لا يكلّمهم الله: المنّان الذي لا يعطي شيئاً إلّا بمنّةٍ، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.

[ ١٢٤٨٥ ] ٩ - علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أسدى إلى مؤمن معروفاً ثم آذاه بالكلام أو منّ عليه فقد أبطل الله صدقته.

[ ١٢٤٨٦ ] ١٠ - عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) قال: لا يدخل الجنّة العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، ومنّان بالفعال للخير إذا عمله(٢) .

٣٨ - باب عدم جواز اللوم على الإِعطاء والابتداء به، واستكثاره

[ ١٢٤٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ

____________________

(١) الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧.

٨ - الخصال: ١٨٤ / ٢٥٣.

٩ - تفسير القمي ١: ٩١.

١٠ - قرب الاسناد: ٤٠.

(٢) في المصدر: والمنان بالفعال الخير اذا عمله.

الباب ٣٨

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٢٢ / ١.

٤٥٤

أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة(١) وكان الرجل ممّن يرجو نوافله، ويؤمّل نائله ورفده، وكان لا يسأل عليّاً (عليه‌السلام ) ولا غيره شيئاً، فقال رجل لأمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة أوساق(٢) وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : لا كثّر الله في المؤمنين ضربك، اُعطي أنا وتبخل أنت، لله أنت، إذا أنا لم اُعط الذي يرجوني إلّا من بعد المسألة ثمّ أعطيته بعد المسألة فلم أعطه إلّا ثمن ما أخذت منه، وذلك لأنّي عرضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفّره في التراب لربّي وربّه عند تعبّده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنّه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزّ وجلّ في دعائه له، حيث يتمنّى له الجنّة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله، وذلك أنّ العبد قد يقول في دعائه: « اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات » فإذا دعا لهم(٣) بالمغفرة فقد طلب لهم الجنّة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل.

ورواه الصدوق بإسناده عن مسعدة بن صدقة نحوه(٤) .

٣٩ - باب استحباب الابتداء بالإِعطاء والمعروف قبل السؤال، والاستتار من الآخذ بحجاب أو ظلمة لئلا ّ يتعرّض للذل

[ ١٢٤٨٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس وغيره، عن محمّد

____________________

(١) كذا في هامش المخطوط عن نسخة من الفقيه، وكان في الاصل « البغبغية » وفي النسخة المخطوط: « المعنيعة ».

(٢) في المصدر: الاوساق.

(٣) في الفقيه: له ( هامش المخطوط ).

(٤) الفقيه ٢: ٤٢ / ١٨٨.

الباب ٣٩

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٢٣ / ٢.

٤٥٥

بن أحمد، عن أحمد بن نوح بن عبد الله، عن الذهلي، رفعه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: المعروف ابتداء، فأمّا من أعطيته بعد المسألة فإنّما كافيته بما بذل لك من وجهه، يبيت ليلته أرقاً متململاً، يمثل بين ( الرجاء واليأس )(١) لا يدري أين يتوجّه لحاجته ثمّ يعزم بالقصد لها فيأتيك وقلبه يرجف، وفرائصه ترعد، قد ترى دمه في وجهه، لا يدري أيرجع بكآبة أم بفرح ؟

[ ١٢٤٨٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) اُحدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال: السلام عليك يا بن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك، مَصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي، ولله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلستُ بموضع صدقة، فقال له: اجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا، فقال: أتأذنون لي في الدخول ؟ فقال له سليمان: قدّم الله أمرك، فقام ودخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب، وقال: أين الخراساني ؟ فقال: ها أنا ذا، فقال: خذ هذه المائتي دينار فاستعن بها في مؤونتك، ونفقتك، وتبرّك بها، ولا تصدّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني، ثمّ خرج، فقال سليمان: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه ؟ فقال: مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له، أما سمعت قول الأوّل:

____________________

(١) في نسخة: الرجال والنساء ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٤: ٢٣ / ٣.

٤٥٦

متى آته يوماً اُطالب(١) حاجة

رجعت إلى أهلي ووجهي بمائة

[ ١٢٤٩٠ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم بإسناد ذكره عن الحارث الهمداني قال: سامرت أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) فقلت: يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة، قال: ورأيتني لها أهلاً ؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين، قال: جزاك الله عنّي خيراً، ثم قام إلى السراج فأغشاها وجلس، ثمّ قال: إنّما أغشيت السراج لئلاّ أرى ذلّ حاجتك في وجهك فتكلّم فإنّي سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: الحوائج أمانة من الله في صدور العباد فمن كتمها كتب(٢) له عبادة، ومن أفشاها كان حقّاً على من سمعها أن يعينه.

[ ١٢٤٩١ ] ٤ - محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) قال: السخاء ما كان إبتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء وتذمّم.

[ ١٢٤٩٢ ] ٥ - وفي ( المجازات النبوية ) قال: قال (عليه‌السلام ) : ( من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة )(٣) ، والصدقة عن ظهر غنى.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي وما يدلّ عليه(٥) .

____________________

(١) في نسخة: لا طلب ( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٤: ٢٤ / ٤، وأورد قطعة منه في الحديث ٢٠ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٢) في نسخة: كتب الله ( هامش المخطوط ).

٤ - نهج البلاغة ٣: ١٦٤ / ٥٣.

٥ - المجازات النبوية: ٧٥ / ٤٤، وأورد نحوه عن نهج البلاغة في الحديث ٢١ من الباب ١ من أبواب فعل المعروف.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٤) تقدم في الأبواب ١٣، ١٤، ٣٨ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي ما يدل علىٰ بعض المقصود في الحديثين ٣، ٤ من الباب ٧ من أبواب فعل المعروف.

٤٥٧

٤٠ - باب استحباب متابعة العطايا وموالاة الأيادي

[ ١٢٤٩٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الأصبغ(١) ، عن بندار بن عاصم، رفعه، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: قال: ما توسّل إليّ أحد بوسيلة ولا تذرّع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منّي من رجل سلف إليه منّي يد أتبعتُها اُختها وأحسنت ربّها، فإني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل، ولا سخت نفسي بردّ بكر الحوائج، وقد قال الشاعر:

وإذا بليت ببذل وجهك سائلاً

فابذله للمتكرّم المفضال

إنّ الجواد إذا حباك بموعد

أعطاكه سلساً بغير مطال

وإذا السؤال مع النوال وزنته(٢)

رجح السؤال وخفّ كل نوال

[ ١٢٤٩٤ ] ٢ - ورّام بن أبي فراس في كتابه عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) قال: لأهل الإِيمان أربع علامات: وجه منبسط، ولسان لطيف، وقلب رحيم، ويد معطية.

أقول وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

الباب ٤٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٤: ٢٤ / ٥.

(١) كذا في الاصل والمصدر، وكان في المخطوط: محمّد بن الاصبغ.

(٢) في نسخة: قرنته ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٢ - تنبيه الخواطر: ٢: ٩١.

(٣) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١٣، وفي الأحاديث ١، ٢، ٧ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف.

٤٥٨

٤١ - باب استحباب فعل المعروف، وأحكامه

[ ١٢٤٩٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كلّ معروف صدقة.

[ ١٢٤٩٦ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كلّ معروف صدقة.

[ ١٢٤٩٧ ] ٣ - العيّاشي في ( تفسيره ) عن إبراهيم عن عبد الحميد، عن بعض القمّيين، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إلّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) (١) قال: يعني بالمعروف القرض.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) . ويأتي ما يدلّ عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن شاء الله(٣) .

____________________

الباب ٤١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٢٦ / ١، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٤: ٢٦ / ٢.

٣ - تفسير العياشي ١: ٢٧٥ / ٢٧١.

(١) النساء ٤: ١١٤.

(٢) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٧ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ٢، ٣، ١١ من الباب ٧ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.

(٣) يأتي في الأبواب ١ - ٩ من أبواب فعل المعروف، وفي الحديث ١ من الباب ١٠٧ من أبواب أحكام العشرة.

٤٥٩

٤٢ - باب استحباب اختيار التوسعة على العيال على الصدقة على غيرهم

[ ١٢٤٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) - في حديث - إنّه تصدّق على ثلاثة من السؤال ثمّ ردّ الرابع وقال: لو أنّ رجلاّ كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثمّ شاء أن لا يُبقي منها إلّا وضعها في حقّ لفعل، فيبقى لا مال له فيكون من الثلاثة الذين يردّ دعاؤهم، قلت: من هم ؟ قال: أحدهم: رجل كان له مال فأنفقه في وجهه ثمّ قال: يا ربّ ارزقني، فيقال له: ألم أجعل لك سبيلاً إلى طلب الرزق ؟

ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان نحوه، إلّا أنّه قال: في غير وجهه(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن الوليد عن صبيح(٢) .

ورواه في ( الخصال ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن سنان مثله(٣) .

____________________

الباب ٤٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٤: ١٦ / ١، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١، ونحوه في الحديث ٣ من الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.

(١) مستطرفات السرائر: ٢٨ / ١٤.

(٢) الفقيه ٢: ٣٩ / ١٧٣.

(٣) الخصال: ١٦٠ / ٢٠٨.

٤٦٠