وسائل الشيعة الجزء ١٥

وسائل الشيعة15%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 391

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 391 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 167539 / تحميل: 5954
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٧ - باب وجوب اليقين بالله في الرزق والعمر والنفع والضر

[ ٢٠٢٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: لا يجد عبد طعم الإِيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإن الضار النافع هو الله عزّ وجلّ.

وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(١) .

[ ٢٠٢٧٧ ] ٢ - وعنهم، عن ابن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الـمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) (٢) فقال: أما إنّه ما كان ذهباً ولا فضة، وإنما كان أربع كلمات: لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنُّه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلّا الله.

[ ٢٠٢٧٨ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) جلس إلى حائط مائل يقضي بين، الناس فقال بعضهم: لا تقعد

____________________

الباب ٧

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٨ / ٧.

(١) الكافي ٢: ٤٨ / ٤.

٢ - الكافي ٢: ٤٨ / ٦.

(٢) الكهف ١٨: ٨٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٨ / ٥.

٢٠١

تحت هذا الحائط فإنّه معور(١) ، فقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : حرس امرءاً أجله، فلما قام سقط الحائط، وكان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين.

[ ٢٠٢٧٩ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن المثنى بن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ليس شيء إلّا وله حدّ، قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال: اليقين، قلت: فما حد اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله شيئاً.

[ ٢٠٢٨٠ ] ٥ - وبالإِسناد عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إنّ الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

[ ٢٠٢٨١ ] ٦ - وبالإِسناد عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ العمل القليل الدائم على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.

ورواه الصدوق في( العلل) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن

____________________

(١) المعور: الذي يخاف منه، انظر ( الصحاح - عور - ٢: ٧٦١ ).

٤ - الكافي ٢: ٤٧ / ١.

٥ - الكافي ٢: ٤٧ / ٢.

٦ - الكافي ٢: ٤٧ / ٣.

٢٠٢

عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب مثله(١) .

[ ٢٠٢٨٢ ] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة، عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوماً في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلّا وله من الله عزّ وجلّ حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل، أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خلّياً بينه وبين كلّ شيء.

[ ٢٠٢٨٣ ] ٨ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن علي بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: كان في الكنز الذي قال الله:( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) (٢) كان فيه، بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن الحديث.

[ ٢٠٢٨٤ ] ٩ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره قال قيل للرضا( عليه‌السلام ) : إنّك تتكلّم بهذا الكلام، والسيف يقطر دماً، فقال: إنّ لله وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتي لم تصل إليه.

____________________

(١) علل الشرائع: ٥٥٩ / ١.

٧ - الكافي ٢: ٤٨ / ٨.

٨ - الكافي ٢: ٤٨ / ٩.

(٢) الكهف ١٨: ٨٢.

٩ - الكافي ٢: ٤٩ / ١١.

٢٠٣

[ ٢٠٢٨٥ ] ١٠ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: كفى بالأجل حارساً.

٨ - باب وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل

[ ٢٠٢٨٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا - منهم محمّد بن يحيى العطار - عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، ثمّ قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك، ولا أكملتك إلّا فيمن أُحبّ أما إنّي إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك أُعاقب وإيّاك أُثيب.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن الحسن بن محبوب مثله (١) .

[ ٢٠٢٨٧ ] ٢ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي( عليه‌السلام ) قال: هبط جبرئيل( عليه‌السلام ) على آدم( عليه‌السلام ) فقال: يا آدم إنّي أُمرت أن أُخيرك واحدة من ثلاث فاخترها

____________________

١٠ - نهج البلاغة ٣: ٢٢٦ / ٣٠٦.

وتقدم ما يدل عليه في الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٤ من الباب ١٩ من أبواب مقدّمة العبادات.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٤ من الباب ٢٥، وفي الحديثين ٦، ١٥ من الباب ٦٢ من هذه الأبواب، وفي البابين ١٢، ١٣ من أبواب مقدّمات التجارة.

الباب ٨

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ١: ٨ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب مقدّمة العبادات.

(١) المحاسن: ١٩٢ / ٦.

٢ - الكافي ١: ٨ / ٢.

٢٠٤

ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إنّي قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما، وعرج.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن عمرو بن عثمان (١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح مثله(٢) .

[ ٢٠٢٨٨ ] ٣ - وعن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبدالجبار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عبدالجبار مثله (٣) .

[ ٢٠٢٨٩ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن الحسن بن علي بن فضال (٤) .

____________________

(١) المحاسن ١٩١ / ٢.

(٢) الفقيه ٤: ٢٩٨ / ٩٠٢.

٣ - الكافي ١: ٨ / ٣.

(٣) المحاسن: ١٩٥ / ١٥.

٤ - الكافي ١: ٨ / ٤.

(٤) المحاسن: ١٩٤ / ١٢.

٢٠٥

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (١) .

ورواه في( عيون الأخبار) عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن سعد والحميري، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن الجهم.

ورواه أيضاً عن علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن أحمد بن محمّد بن صالح، عن حمدان الديواني، عن الرضا( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ٢٠٢٩٠ ] ٥ - وعن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسان، عن أبي محمّد الرازي، عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من كان عاقلاً كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس مثله (٣) .

[ ٢٠٢٩١ ] ٦ - وعن أبي عبدالله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه، عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) يا هشام إنّ الله بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال:( فَبَشِّرْ عِبَادِ *الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ ) (٤) - إلى أن قال: - يا هشام إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن

____________________

(١) علل الشرائع: ١٠١ / ٢.

(٢) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢٤ / ١ و ١: ٢٥٨ / ١٥.

٥ - الكافي ١: ٩ / ٦.

(٣) ثواب الأعمال: ٢٩ / ٢.

٦ - الكافي ١: ١٠ / ١٢.

(٤) الزمر ٣٩: ١٧، ١٨.

٢٠٦

أعقل الناس، يا بني إنّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإِيمان، وشراعها التّوكل، وقيّمها العقل، ودليلها العلم، وسكّانها الصبر، يا هشام إنّ لكلّ شيء دليلاً، ودليل العقل التفكّر، ودليل التفكّر الصمت ولكلّ شيء مطية ومطية العقل التواضع، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نهيت عنه - إلى أن قال: - يا هشام إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجّة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة، وأما الباطنة فالعقول - إلى أن قال: - يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربّك وأطعت هواك على غلبة عقلك؟ يا هشام إنّ العاقل رضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم، إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب؟ وترك الدنيا من الفضل، وترك الذنوب من الفرض، يا هشام إنّ العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنّها لا تنال إلّا بالمشقة، ونظر إلى الآخرة فعلم أنّها لا تنال إلّا بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما الحديث.

[ ٢٠٢٩٢ ] ٧ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك بفضلك، وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودة، وتظهر لك المحبة.

[ ٢٠٢٩٣ ] ٨ - وعنه، عن سهل، عن إسماعيل بن مهران، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: العقل دليل المؤمن.

[ ٢٠٢٩٤ ] ٩ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن

____________________

٧ - الكافي ١: ١٥ / ١٣.

٨ - الكافي ١: ١٩ / ٢٤.

٩ - الكافي ١: ٢٠ / ٢٥.

٢٠٧

الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن السري بن خالد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يا علي لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل.

[ ٢٠٢٩٥ ] ١٠ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن علي بن الحكم، عن هشام، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لما خلق الله العقل استنطقه، ثمّ قال له: أقبل، فأقبل، فقال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك بك آخذ، وبك أُعطي وعليك أُثيب.

[ ٢٠٢٩٦ ] ١١ - وعن إسماعيل بن قتيبة، عن أبي عمر العجمي(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع، قلت: وما هي؟ قال: العقل والأدب والدين والجود وحسن الخلق.

أقول: العقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معانٍ كثيرة، وبالتتبع يعلم أنه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معانٍ:

أحدها: قوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما ومعرفة أسباب الأُمور ونحو ذلك، وهذا هو مناط التكليف.

وثانيها: حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع واجتناب الشر والمضار.

وثالثها: التعقل بمعنى العلم، ولذا يقابل بالجهل لا بالجنون،

____________________

١٠ - المحاسن: ١٩٢ / ٧، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٣ من أبواب مقدمة العبادات.

١١ - المحاسن: ١٩١ / ١.

(١) في المصدر: عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة، عن أبي خالد العجمي.

٢٠٨

وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمول على المعنى الثاني والثالث والله أعلم(١) .

٩ - باب وجوب غلبة العقل على الشهوة وتحريم العكس

[ ٢٠٢٩٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في حديث المناهي - قال: من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها مخافة الله عزّ وجلّ حرّم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى:( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) (٢) ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقى الله عزّ وجل يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن اختار الاخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله.

[ ٢٠٢٩٨ ] ٢ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق( عليهما‌السلام ) فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) : إنّ الله ركب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة،

____________________

(١) تقدم ما يدل عليه في الحديثين ٩ و ١٣ من الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ٣ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ٩

فيه ٦ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٢ / ١.

(٢) الرحمن ٥٥: ٤٦.

٢ - علل الشرائع: ٤ / ١.

٢٠٩

ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم.

[ ٢٠٢٩٩ ] ٣ - وفي( ثواب الأعمال) عن جعفر بن علي، عن جده الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن السكوني عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طوبىٰ لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره.

[ ٢٠٣٠٠ ] ٤ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: كم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.

[ ٢٠٣٠١ ] ٥ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : كم من أكلة منعت أكلات.

[ ٢٠٣٠٢ ] ٦ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال الله تعالى: إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نورا، وفي الجهالة حلماً اكلؤه بعزّتي وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فأُلبيه، ويسألني فأُعطيه، فمثل ذلك عندي كمثل جنّات عدن لا يسمو(١) ثمرها، ولا تتغير عن حالها.

____________________

٣ - ثواب الأعمال ٢١١ / ١.

٤ - لم نعثر عليه في نهج البلاغة المطبوع.

٥ - نهج البلاغة ٣: ١٩٣ / ١٧١.

٦ - المحاسن ١٥ / ٤٤.

(١) أي لا يعلمو كما في قوله تعالى:( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) وهو إشارة إلى تواضع المؤمن. (منه. قدّه).

وتقدم ما يدل عليه في الحديثين ٩ و ١٣ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٢١٠

١٠ - باب وجوب الاعتصام بالله

[ ٢٠٣٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أيّما عبد أقبل قبل ما يحبّ الله عزّ وجل أقبل الله قبل ما يحبّ. ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة كان في حزب الله بالتقوى من كلّ بليّة، أليس الله يقول:( إِنَّ الـمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) (١) .

[ ٢٠٣٠٤ ] ٢ - وعنه عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن مفضل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أوحى الله عزّ وجل إلى داود: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثمّ يكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلّا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلّا قطعت أسباب السماوات من يديه، وأسخت الأرض من تحته ولم أُبال بأيّ وادٍ يهلك(٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

الباب ١٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٥٣ / ٤.

(١) الدخان ٤٤ / ٥١.

٢ - الكافي ٢: ٥٢ / ١.

(٢) في نسخة: تهالك ( هامش المخطوط ).

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٥١ من هذه الأبواب وفي الباب ٤٩ من أبواب ما يكتسب به.

٢١١

١١ - باب وجوب التوكّل على الله والتفويض إليه

[ ٢٠٣٠٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبار، عن ابن محبوب، عن أبي حفص الأعشىٰ، عن عمر بن خالد(١) ، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثمّ قال: يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيباً حزيناً - إلى أن قال: - ثمّ قال: يا علي بن الحسين( عليه‌السلام ) هل رأيت أحداً دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحداً توكل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا، ثمّ غاب عني.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله(٢) .

[ ٢٠٣٠٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن عمه عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الغنىٰ والعز يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا.

وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن علي، عن علي بن حسان مثله(٣) .

____________________

الباب ١١

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٢ / ٢.

(١) في نسخة: عمرو بن خالد.

(٢) الكافي ٢: ٥٢ / ذيل حديث ٢.

٢ - الكافي ٢: ٥٣ / ٣.

(٣) الكافي ٢: ٥٣ / ذيل حديث ٣.

٢١٢

[ ٢٠٣٠٧ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن غير واحد، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن الأول( عليه‌السلام ) قال: سألته عن قول الله عزّ وجل:( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (١) فقال: التوكّل على الله درجات منها أن تتوكّل على الله في أمورك كلّها، فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها.

[ ٢٠٣٠٨ ] ٤ - وعنهم، عن سهل، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من أُعطي ثلاثاً لم يمنع ثلاثاً: من أُعطي الدعاء أُعطي الإِجابة ومن أُعطي الشكر أُعطي الزيادة، ومن أُعطي التوكّل أُعطي الكفاية، ثمّ قال: أتلوت كتاب الله عزّ وجلّ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (٢) وقال:( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) (٣) وقال:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٤) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن معاوية بن وهب (٥) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٦) ويأتي ما يدلّ عليه(٧) .

____________________

٣ - الكافي ٢: ٥٣ / ٥.

(١) الطلاق ٦٥: ٣.

٤ - الكافي ٢: ٥٣ / ٦، وأورده عن الخصال والمحاسن في الحديث ١٧ من الباب ٢ من أبواب الدعاء.

(٢) الطلاق ٦٥: ٣.

(٣) إبراهيم ١٤: ٧.

(٤) غافر ٤٠: ٦٠.

(٥) المحاسن: ٣ / ١.

(٦) تقدم في الحديثين ١٠، ٣١ من الباب ٤، وفي الحديث ٤ من الباب ٦، وفي الحديث ٤ من الباب ٧ وفي الحديث ٦ من الباب ٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٣ من الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان.

(٧) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٢٨، وفي الحديث ٣ من الباب ٥١ من هذه الأبواب، وفي الحديث

٢١٣

١٢ - باب عدم جواز تعلّق الرجاء والأمل بغير الله

[ ٢٠٣٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أبي علي، عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن أسد(١) ، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قرأ في بعض الكتب إنّ الله تبارك وتعالى يقول: وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل من الناس غيري باليأس ولأكسونّه ثوب المذلة عند الناس، ولأُنحينّه من قربي ولأُبعدنّه من فضلي، أيؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي؟ ويرجو غيري، ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني؟ فمن ذا الذي أمّلني لنائبة فقطعته دونها؟ ومن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممّن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلّا من بعد إذني، فما لي أراه لاهياً عنّي أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثمّ انتزعته عنه فلم يسألني ردّه، وسأل غيري، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة، ثمّ أُسأل فلا أُجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ أو ليس الجود والكرم لي؟ أو ليس العفو والرحمة بيدي؟ أو ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشىٰ المؤملون أن يؤملوا غيري؟ فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعاً ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من

____________________

٥ من الباب ٧، وفي الحديث ٥ من الباب ١٠ من أبواب مقدمات التجارة.

الباب ١٢

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٥٣ / ٧.

(١) في نسخة من المصدر: الحسين بن راشد ( هامش المخطوط ).

٢١٤

ملكي عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟ فيا بؤساً للقانطين من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني.

وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن بعض أصحابنا، عن عبّاد بن يعقوب الرواجني، عن سعيد بن عبدالرحمن، عن بعض ولد الحسين قال: وجدت في بعض كتب آبائي وذكر مثله(١) .

[ ٢٠٣١٠ ] ٢ - أحمد بن فهد في( عدة الداعي) قال: روي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجل( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إلّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (٢) قال: هو قول الرجل: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، ألا ترى أنّه قد جعل الله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه قلت: فيقول ماذا؟ يقول: لولا أن منّ الله عليّ بفلان لهلكت، قال: نعم: لا بأس بهذا أو نحوه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث محاسبة النفس(٣) وغيرها(٤) .

____________________

(١) الكافي ٢: ٥٤ / ٨.

٢ - عدة الداعي: ٨٩.

(٢) يوسف ١٢: ١٠٦.

(٣) في الحديث ٣ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث٤ من الباب١٦ من هذه الأبواب، وفي الحديث٨ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٣١ من الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ٣٦ من أبواب الصدقة.

٢١٥

١٣ - باب وجوب الجمع بين الخوف والرجاء والعمل لما يرجو ويخاف

[ ٢٠٣١١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن الحرث بن المغيرة أو أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته بِبِرّ الثقلين لعذّبك، وارج الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك، ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : كان أبي يقول: ليس من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران: نور خيفة، ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

[ ٢٠٣١٢ ] ٢ - وعنهم عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون: نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت، فقال: هؤلاء قوم يترجّحون(١) في الأماني، كذبوا، ليسوا براجين، من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف من شيء هرب منه.

[ ٢٠٣١٣ ] ٣ - وعن علي بن محمّد رفعه عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه إلّا أنّه قال: ليسوا لنا بموال.

____________________

الباب ١٣

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٥ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٥٥ / ٥.

(١) رجح الميزان: يرجح رجحاناً أي مال، وترجحت الارجوحة بالغلام أي مالت ( الصحاح - رجح - ١: ٣٦٤ ).

٣ - الكافي ٢: ٥٦ / ٦.

٢١٦

[ ٢٠٣١٤ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي يقول: أنّه ليس من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران، نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

[ ٢٠٣١٥ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسين بن أبي سارة(١) قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو.

[ ٢٠٣١٦ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي بن محمّد، عن المنقري، عن حماد بن عيسى، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال: يا بُني خف الله خوفاً لو جئته بِبِرّ الثقلين خفت أن يعذّبك الله، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك.

[ ٢٠٣١٧ ] ٧ - وعن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن حمزة بن عبدالله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد( عليه

____________________

٤ - الكافي ٢: ٥٧ / ١٣.

٥ - الكافي ٢: ٥٧ / ١١.

(١) في المصدر: الحسن بن أبي سارة.

٦ - أمالي الصدوق: ٥٣١ / ٥.

٧ - أمالي الصدوق: ٢٢ / ٥.

٢١٧

السلام ): ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته(١) وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته.

[ ٢٠٣١٨ ] ٨ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: في خطبة له: يدّعي بزعمه أنه يرجو الله كذب والعظيم، ماله لا يتبيّن رجاؤه في عمله؟! وكلّ راجٍ عرف رجاؤه في عمله إلّا رجاء الله فإنّه مدخول، وكلّ خوف محقق إلّا خوف الله فإنّه معلول، يرجو الله في الكبير، ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب، فما بال الله جلّ ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده؟! أتخاف أن تكون في رجائك له كاذباً، أو يكون لا يراه للرجاء موضعاً؟! وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقداً وخوفه من خالقه ضماراً(٢) ووعداً!.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

١٤ - باب وجوب الخوف من الله

[ ٢٠٣١٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبدالله

____________________

(١) في نسخة: معاصيه ( هامش المخطوط ).

٨ - نهج البلاغة ٢: ٧١ / ١٥٥.

(٢) الضمار: ما لا يرجىٰ من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة (الصحاح - ضمر - ٢: ٧٢٢).

(٣) يأتي في الحديث ١٣ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

وتقدم في الحديثين ٧، ١٨ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث ١٣ من الباب ١١ من أبواب آداب الصائم.

الباب ١٤

فيه ١٤ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٥٧ / ٩.

٢١٨

( عليه‌السلام ) يقول: إنّ ممّا حفظ من خطب رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنّه قال: أيّها الناس إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه؟ وبين أجل قد بقىٰ لا يدري ما الله قاض فيه؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشبيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات، فوالَّذي نفس محمّد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلّا الجنة أو النار.

[ ٢٠٣٢٠ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فلا يصبح إلّا خائفاً، ولا يصلحه إلّا الخوف.

[ ٢٠٣٢١ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجل:( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) (١) قال: من علم أنّ الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله(٢) من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهىٰ النفس عن الهوى.

[ ٢٠٣٢٢ ] ٤ - وبالإِسناد عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: من خاف الله أخاف الله منه كلّ

____________________

٢ - الكافي ٢: ٥٧ / ١٢.

٣ - الكافي ٢: ٦٥ / ١.

(١) الرحمن ٥٥: ٤٦.

(٢) في نسخة: ما يقوله ويفعله ( هامش المخطوط ).

٤ - الكافي ٢: ٥٥ / ٣ والفقيه ٤: ٢٥٨ / ٨٢٤.

٢١٩

شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء.

[ ٢٠٣٢٣ ] ٥ - ورواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه في وصية النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) مثله، وزاد يا علي ثلاث منجيات: خوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنىٰ والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

[ ٢٠٣٢٤ ] ٦ - وعن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا إسحاق خف الله كأنّك تراه، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثمّ برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك(١) .

[ ٢٠٣٢٥ ] ٧ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن حمزة بن عبدالله الجعفري، عن جميل بن درّاج، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا.

[ ٢٠٣٢٦ ] ٨ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّ من العبادة شدّة الخوف من الله عزّ وجلّ: يقول الله عز وجلّ( إِنَّمَا يَخْشَى

____________________

٥ - الفقيه ٤: ٢٦٠ / ٨٢٤.

٦ - الكافي ٢: ٥٥ / ٢.

(١) في نسخة: إليك ( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٢: ٥٥ / ٤.

٨ - الكافي ٢: ٥٦ / ٧.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عمر بن عبد الملك الحضرمي، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يا أبا بكر أتدري كم الصلاة على الميت؟ قلت: لا، قال: خمس تكبيرات، أفتدري من أين أخذت الخمس قلت: لا، قال: أخذت الخمس من خمس صلوات من كل واحدة تكبيرة.

٢٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي عبدالله جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن - يعقوب، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن آدم عليه السلام اشتكى فاشتهى فاكهة، فانطلق هبة الله يطلب له فاكهة، فاستقبله جبرئيل فقال له: أين تذهب يا هبة الله؟ فقال: إن آدم يشتكي وإنه اشتهى فاكهة، قال له: فارجع فإن الله عزّوجلّ قد قبض روحه، قال: فرجع فوجده قد قبضه الله، فغسلته الملائكة، ثم وضع وأمر هبة الله أن يتقدم ويصلي عليه، فتقدم وصلى عليه والملائكة خلفه وأوحى الله عزّوجلّ إليه أن يكبر عليه خمسا وأن يسله، وأن يسوي قبره، ثم قال: هكذا فاصنعوا بموتاكم.

أنواع الخوف خمسة

خوف، وخشية، ووجل، ورهبة، وهيبة. فالخوف للعاصين، والخشية للعالمين والوجل للمخبتين، والرهبة للعابدين، والهيبة للعارفين.

أما الخوف فلاجل الذنوب قال الله عزّوجلّ:( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) (١) .

والخشية لاجل رؤية التقصير قال الله عزّوجلّ:( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (٢) .

وأما الوجل فلاجل ترك الخدمة قال الله عزّوجلّ:( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) (٣) .

______________

(١) الرحمن: ٤٦.

(٢) فاطر: ٢٨.

(٣) الانفال: ٢.

٢٨١

والرهبة لرؤية التقصير قال الله عزّوجلّ:( وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) (١) .

والهيبة لاجل شهادة الحق عند كشف الاسرار - أسرار العارفين - قال الله عزّوجلّ:( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ) (٢) يشير إلى هذا المعنى.

وروي عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه كان إذا صلى سمع لصدره أزيز كأزيز المرجل(٣) من الهيبة. حدثنا بذلك أبو[ محمد ] عبدالله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام.

خمس خصال يحبها الله عزّوجلّ ورسوله صلّى الله عليه وآله

٢٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد ابن أبي عبدالله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتي النبي صلّى الله عليه وآله باسارى، فأمر بقتلهم وخلى رجلا من بينهم، فقال الرجل: يا نبي الله كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني جبرئيل عن الله جل جلاله أن فيك خمس خصال يحبها الله ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة، فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وآله قتالا شديدا حتى استشهد.

لا يجتمع المال الا بخصال خمس

٢٩ - حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وإيثار الدنيا على الآخرة.

ثواب من حج خمس حجج

٣٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد

______________

(١) الانبياء: ٩٠.

(٢) آل عمران: ٢٨.

(٣) الازيز - كامير - صوت القدر إذا غلى أو صوت الرعد.

٢٨٢

ابن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثنا محمد بن يحيى المعاذي، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ما لمن حج خمس حجج؟ قال: من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبدا.

يحتج الله عزّوجلّ يوم القيامة على خمسة

٣١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة احتج الله عزّوجلّ على خمسة: على الطفل والذي مات بين النبيين والذي أدرك النبي وهو لا يعقل، والابله، والمجنون الذي لا يعقل، والاصم والابكم. فكل واحد منهم يحتج على الله عزّوجلّ قال: فيبعث الله عليهم رسولا فيؤجج لهم نارا فيقول لهم: ربكم يأمركم أن تثبوا فيها(١) ، فمن وثب فيها كانت عليه بردا وسلاما، ومن عصى سيق إلى النار.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن قوما من أصحاب الكلام ينكرون ذلك، ويقولون: إنه لا يجوز أن يكون في دار الجزاء تكليف. ودار الجزاء للمؤمنين إنما هي الجنة، ودار الجزاء للكافرين إنما هي النار، وإنما يكون هذا التكليف من [ عند ] الله عزّوجلّ [ لهم ] في غير الجنة والنار، فلا يكون كلفهم في دار الجزاء، ثم يصيرهم إلى الدار التي يستحقونها بطاعتهم أو معصيتهم فلا وجه لانكار ذلك، ولا قوة إلا بالله.

يكره أكل خمسة أشياء من الشاة

٣٢ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي، عن أبيه، عن جده،

______________

(١) أجج النار: ألهبها. ووثب يثب وثبا ووثوبا: نهض وقام.

٢٨٣

عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يكره أكل خمسة(١) : الطحال، والقضيب، والانثيين، والحياء، وآذان القلب(٢) .

خمس خصال من لم تكن فيه واحدة منهن فليس فيه كثير مستمتع

٣٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد قال: حدثني أبوعبدالله الرازي، عن سجادة، عن درست، عن أبي خالد السجستاني عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع(٣) أولها الوفاء، والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة حسن الخلق والخامسة - وهي تجمع هذه الخصال - الحرية.

٣٤ - وقال عليه السلام: خمس خصال من فقد واحدة منهن لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، مشغول القلب: فأولها صحة البدن، والثانية الامن، والثالثة السعة في الرزق، والرابعة الانيس الموافق -. قلت: وما الانيس الموافق؟ قال الزوجة الصالحة، والولد الصالح، والخليط الصالح -. والخامسة وهي تجمع هذه الخصال: الدعة.

لا تعاد الصلاة الا من خمسة

٣٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن

______________

(١) اريد بالكراهة هنا معناها اللغوى أعنى الحرمة.

(٢) في القاموس الحياء: الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع وقد يقصر انتهى. والظاهر أن المراد فرج الانثى ويحتمل شموله لحلقة الدبر من الذكر والانثى. قال في المصباح حياء الشاة ممدود، وقال أبوزيد: الحياء اسم للدبر من كل انثى من ذى الظلف و الخف وغير ذلك. وقال الفارابى في باب فعاء: الحياء فرج الجارية والناقة (بحار الانوار).

(٣) مصدر ميمى من الاستمتاع. تمتع واستمتع بكذا ومن كذا: انتفع وتلذذ به زمانا طويلا.

٢٨٤

أبي عبدالله عليه السلام(١) قال: لا تعاد الصلاة إلا من خمسة: الطهور، والوقت، والقبلة والركوع، والسجود(٢) ثم قال عليه السلام: القراءة سنة، والتشهد سنة، والتكبير سنة، ولا تنقض السنة الفريضة(٣) .

لم يقسم بين العباد أقل من خمس خصال

٣٦ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لم يقسم بين العباد أقل من خمس: اليقين والقنوع والصبر والشكر والذي يكمل له هذا كله العقل.

خمسة أشياء ليس لابليس لعنه الله فيهن حيلة

٣٧ - حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر ابن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: قال إبليس: خمسة [ أشياء ] ليس لي فيهن حيلة وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نية صادقة واتكل عليه في جميع اموره، ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لاخيه المؤمن بما يرضاه لنفسه، ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتم لرزقه.

من اتجر فليجتنب خمس خصال

٣٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني إبراهيم

______________

(١) في بعض النسخ « عن أبى جعفر عليه السلام ».

(٢) أي لا تعاد الصلاة لترك شئ من شرائطها أو أجزائها سهوا الا من خمسة.

(٣) « ولا تنقض السنة الفريضة » المراد بالسنة ما علم وجوبه من جهة السنة وبالفريضة ما علم وجوبه من القرآن.

٢٨٥

ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من باع واشترى فليجتنب خمس خصال وإلا فلا يبيعن ولا يشترين: الربا، والحلف، وكتمان العيب، والمدح إذا باع(١) والذم إذا اشترى.

خمسة أشياء تفطر الصائم

٣٩ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: خمسة أشياء تفطر الصائم: الاكل، والشرب، والجماع، والارتماس في الماء، والكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة عليهم السلام.

قول على عليه السلام خصصنا بخمسة

٤٠ - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوسعيد الحسن بن علي العدوي(٢) قال: حدثنا محمد بن خليلان بن علي العباسي قال: حدثنا أبي خليلان، عن أبيه، عن جده، عن آبائه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: خصصنا بخمسة: بفصاحة، وصباحة، وسماحة، ونجدة، وحظوة عند النساء.

خمسة خلقوا ناريين

٤١ - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى

______________

(١) في بعض النسخ « والحمد إذا باع ».

(٢) الحسن بن على العدوى هو الذى عنونه العلامة (ره) في القسم الثاني وقال: الحسن بن على بن زكريا البزوفرى العدوى - من عدى الرباب - ضعيف جدا قاله ابن الغضائري. أما البواقى من رجال السند فلم أجدهم وعليك بالفحص والتنقيب لعلك تقف على ما قصرنا عنه.

٢٨٦

العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري باسناده رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: خمسة خلقوا ناريين: الطويل الذاهب، والقصير القمئ(١) ، والازرق بخضرة، والزائد، والناقص.

خمسة يجتنبون على كل حال

٤٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خمسة يجتنبون على كل حال: المجذوم، والابرص، والمجنون، وولد الزنا، والاعرابي.

درجات العلم خمسة

٤٣ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الانصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع له، قال: ثم مه؟ قال: الحفظ له، قال: ثم مه؟ قال: العمل به، قال: ثم مه؟ قال: ثم نشره.

خمس صناعات مكروهة

٤٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله قد علمت ابني هذا الكتابة ففي أي شئ اسلمه؟ قال: أسلمه - لله أبوك - ولا تسلمه في خمس: لا تسلمه سباء،

______________

(١) القمئ - بفتح القاف وكسر الميم وآخره الهمز -: الذليل الصغير.

٢٨٧

ولا صايغا، ولا قصابا، ولا حناطا، ولا نخاسا. فقال: يا رسول الله وما السباء؟ فقال: الذي يبيع الاكفان ويتمنى موت امتي وللمولود من امتي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، وأما الصايغ فإنه يعالج غبن امتي. وأما القصاب فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه. وأما الحناط فإنه يحتكر الطعام على امتي، ولان يلقى الله العبد سارقا أحب إليه من أن يلقاه قد احتكر طعاما أربعين يوما. وأما النخاس فإنه قد أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن شرار امتك الذين يبيعون الناس.

خمسة لا يعطون من الزكاة

٤٥ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن أبي طالب عبدالله بن الصلت القمي، عن عدة من أصحابنا يرفعونه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: خمسة لا يعطون من الزكاة: الولد، والوالدان، والمرأة، والمملوك لانه يجبر [ الرجل ] على النفقة عليهم.

لا يكون جماعة بأقل من خمسة

٤٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أحمد بن محمد أبي نصر البزنطي، عن عاصم بن عبد الحميد الحناط، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تكون جماعة بأقل من خمسة(١) .

______________

(١) يعنى في صلاة الجمعة، ففى الفقيه عن زرارة « قلت له عليه السلام: على من تجب الجمعة؟ قال: تجب على سبعة نفر من المسلمين، ولا جمعة لاقل من خمسة من المسلمين أحدهم الامام. فإذا اجتمع سبعة ولم يخافوا امهم بعضهم وخطبهم ». وفى حديث آخر عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام « قال: تجب الجمعة على سبعة نفر من المؤمنين ولا تجب على أقل منهم: الامام، وقاضيه ومدعيا حق، وشاهدان، والذى يضرب الحدود بين يدى الامام ». وقيل: هذا الخبر تفسير وتوضيح للخبر الاول يعنى المراد بالسبعة هؤلاء الذين تقام الجمعة بهم.

٢٨٨

خمس من فاكهة الجنة في الدنيا

٤٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي - عبدالله البرقي، عن أحمد بن سليمان الكوفي، عن أحمد بن يحيى الطحان، عمن حدثه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خمس من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الامليسي(١) والتفاح، والسفرجل، والعنب، والرطب المشان(٢) .

نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله عن خمسة أشياء

٤٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد، وعبدالله ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي - عبدالله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام: نهاني رسول الله صلّى الله عليه وآله - ولا أقول نهاكم - عن التختم بالذهب، وعن ثياب القسي(٣) وعن مياثر الارجوان(٤) ، وعن الملاحف المفدمة(٥) ، وعن القراءة وأنا راكع.

______________

(١) الامليس - كابريق - وبهاء: الفلاة ليس بها نبات، جمعه أماليس، وأمالس شاذ، والرمان الامليسى كأنه منسوب إليه (القاموس) ويقال له بالفارسية (أنار دشتى).

(٢) المشان - كغراب وكتاب من أطيب الرطب.

(٣) القسى: ثوب يحمل من مصر يخالطه الحرير. وفى الحديث « انه نهى عن لبس القسى » قال أبوعبيدة وهو منسوب إلى بلاد يقال لها القس قال: وقد رأيتها ولم يعرفها الاصمعي. قال: وأصحاب الحديث يقولون بكسر القاف وأهل مصر بالفتح.

(٤) ميثرة الفرس لبدته غير مهموز والجمع مياثر ومواثر. قال أبوعبيدة واما المياثر الحمر التى جاء فيه النهى فانها كانت من مراكب الاعاجم من ديباج. والارجوان معرب وهو بالفارسية ارغوان. وثياب حمر وصبغ أحمر. وميثر الارجوان: وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب.

(٥) ملاحف جمع ملحفة - واللحاف - ككتاب - ما يلتحف به واللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه. وفى النهاية « انه نهى عن الثوب المفدم » وهو الثوب المشبع حمرة، كانه الذى لا يقدر على الزيادة عليه لتناهى حمرته فهو كالممتنع قبول الصبغ.

٢٨٩

قال: مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ثياب القسي هي ثياب يؤتى بها من مصر يخالطها الحرير.

خمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه

٤٩ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمن بن حماد، عن إبراهيم بن - عبد الحميد، عن أبي اسامة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي أبي: ألا اخبرك بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه، قلت: بلى، قال:( إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (١) .

يعرف كمال دين المسلم بخمس خصال

٥٠ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد [ الحناط ]، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلة المراء وحلمه وصبره وحسن خلقه.

ما يجب فيه الخمس [ خمس ]

٥١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: فيما يخرج من المعادن، والبحر، والغنيمة، والحلال المختلط بالحرام إذا لم يعرف صاحبه، والكنوز، الخمس.

٥٢ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

______________

(١) لقمان: ٣٤.

٢٩٠

ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اليعقوبي(١) ، عن عيسى بن عبدالله العلوي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد ابن علي عليهم السلام قال: إن الله الذي لا إله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس، فالصدقة علينا حرام، والخمس لنا فريضة، والكرامة لنا حلال(٢) .

٥٣ - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الخمس على خمسة أشياء: على الكنوز، والمعادن، والغوص، والغنيمة، - ونسي ابن أبي عمير الخامس -.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: أظن الخامس الذي نسيه ابن أبي عمير مالا يرثه الرجل وهو يعلم أن فيه من الحلال والحرام،، ولا يعرف أصحاب الحرام فيؤديه إليهم، ولا يعرف الحرام بعينه فيجتنبه، فيخرج منه الخمس.

خمسة أنهار في الارض كراها(٣) جبرئيل عليه السلام برجله

٥٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا يعقوب ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن جبرئيل كرى برجله خمسة أنهار ولسان الماء يتبعه: الفرات، والدجلة، ونيل مصر ومهران(٤) ، ونهر بلخ، فما سقت أو سقي منها فللامام، والبحر المطيف بالدنيا(٥) .

______________

(١) هو داود بن على الهاشمي وقد يطلق على جعفر بن داود وموسى بن داود أيضا.

(٢) يعنى الهدايا والخيرات.

(٣) كرى - كرضى - كريت النهر كريا: حفرته.

(٤) يعنى به نهر السند. ويعنى بنهر بلخ جيحون.

(٥) رواه المصنف في الفقيه بزيادة ما فليراجع.

٢٩١

البقرة في الاضحية تجزى عن خمسة لان الذين أمرهم الله عزّوجلّ

بذبح البقرة في بنى اسرائيل كانوا خمسة

٥٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي - الحسن عليه السلام قال: قلت له: عن كم تجزي البدنة؟ قال: عن نفس واحدة، قلت: فالبقرة؟ قال: تجزي عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة، قلت: كيف صارت البدنة لا تجزي إلا عن واحد والبقرة تجزي عن خمسة؟ قال: لان البدنة لم يكن فيها من العلة ما كان في البقرة إن الذين أمروا قوم موسى عليه السلام بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وكانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد وهم أذينوه وأخوه مبذويه وابن أخيه وابنته وامرأته وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله عزّوجلّ بذبحها.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: جاء هذا الحديث هكذا فأوردته لما فيه من ذكر الخمسة والذي أفتي به في البدنة أنها تجزي عن سبعة وكذلك البقرة تجزي عن سبعة متفرقين وليست هذه الاخبار بمختلفة لان ما تجزي عن سبعة تجزي عن واحد وتجزي عن خمسة أيضا، وليس في هذا الحديث أن البدنة لا تجزي إلا عن واحد ولا فيه أن البقرة لا تجزي إلا عن خمسة.

أعطى النبي صلّى الله عليه وآله خمسا لم يعطها أحد قبله

٥٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار، وسعد بن عبدالله جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي - عبدالله البرقي، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الارض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، واحل لي المغنم، واعطيت جوامع الكلم، واعطيت الشفاعة(١) .

______________

(١) تقدم الكلام فيه في الحديث الرابع عشر من باب الاربعة.

٢٩٢

أعطى الله عزّوجلّ نبيه محمدا صلّى الله عليه واله

خمسا وأعطى عليا عليه السلام خمسا

٥٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا عبدالله بن موسى بن هارون المفتي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا المعلي بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب حتى نظر إلى ما نظرت إليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته بتمامه في كتاب المعراج.

حق الحياء من الله عزّوجلّ في خمس خصال

٥٨ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فإن كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا.

شفع الله عزّوجلّ نبيه صلّى الله عليه وآله في خمسة

٥٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني أبومحمد الفضل اليماني قال: حدثني الحسن بن جمهور، عن أبيه، عن علي بن حديد، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: هبط جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن الله عزّوجلّ: قد شفعك في خمسة: في

٢٩٣

بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبدالله بن عبد المطلب وفي حجر كفلك، وهو عبد المطلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن - عبد المطلب أبوطالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية، قيل: يا رسول الله من هذا الاخ؟ فقال: كان انسي وكنت انسه، وكان سخيا يطعم الطعام.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه اسم هذا الاخ الجلاس بن علقمة.

قول النبي صلّى الله عليه وآله من يضمن لى خمسا اضمن له الجنة

٦٠ - حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي قال: حدثنا أبوالفضل العباس [ بن طاهر ] بن طاهر بن ظهير وكان من الافاضل - رحمه الله - قال: حدثنا النصر بن الاصبغ بن منصور البغدادي المقيم ببلخ(١) قال: حدثنا موسى بن هلال، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن تميم الداري(٢) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من يضمن لي خمسا أضمن له الجنة، قيل: وما هي؟ يا رسول الله قال: النصيحة لله عزّوجلّ، والنصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لدين الله و النصيحة لجماعة المسلمين(٣) .

______________

(١) عنونه الخطيب في التاريخ ج ١٣ ص ٢٨٩.

(٢) هو تميم بن أوس بن خارجة الدارى، أبورقية صحابي مشهور انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان وسكن بيت المقدس مات قبل سنة أربعين وكان اسلامه سنه تسع وهو أول من أسرج السراج في المسجد. يروى عنه الحسن البصري وجماعة.

(٣) في النهاية: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي ارادة الخير للمنصوح له، وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة يجمع معناه غيرها، وأصل النصح في اللغة الخلوص، يقال: نصحته ونصحت له. ومعنى نصيحة الله: صحة الاعتقاد في وحدانيته واخلاص النية في عبادته ومعنى نصيحة رسوله التصديق بنبوته ورسالته، والانقياد لما أمر به ونهى عنه، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه. ونصيحة عامة المسلمين: ارشادهم إلى مصالحهم.

٢٩٤

قول النبي صلّى الله عليه وآله أعطيت في على خمسا

٦١ - أخبرني أبوالعباس الفضل [ بن الفضل ] بن العباس الكندي الهمداني فيما أجازه لي بهمذان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا محمد بن الضحاك(١) ، عن مجالد النبال، قال: أخبرنا سليمان بن فرخان(٢) قال: حدثنا عبدالله بن أبي سليمان ابن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: اعطيت في علي خمسا أما واحدة فيواري عورتي، وأما الثانية فيقضي ديني، وأما الثالثة فهو متكأ لي يوم القيامة في طول الموقف، وأما الرابعة فهو عوني على عقر حوضي، وأما الخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد إحصان.

طوبى لمن كان فيه خمس خصال

٦٢ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحميري، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: طوبى لمن كان صمته فكرا، ونظره عبرا، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته. وسلم الناس من يده ولسانه.

شيعة جعفر بن محمد عليه السلام من اجتمع فيه خمس خصال

٦٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد

______________

(١) هو محمد بن الضحاك الشيباني الذى عنونه الخطيب في التاريخ ج ٥ ص ٣٧٦.

(٢) لم أجده وكذلك شيخه عبدالله وراويه مجالد. وروى الخبر الحافظ أبونعيم في الحلية ج ١٠ ص ٢١١ وسنده هكذا « عن محمد بن المظفر - املاء - عن أبي على محمد ابن الضحاك بن عمرو، عن سهل بن عبدالله الزاهد، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن محمد ابن عبد الرحمن القشيرى، عن عبد الملك بن أبى سليمان، عن عطية، عن أبى سعيد الخدرى عن النبي قال: - الحديث » وجميع رجال السند معنون في التقريب والتهذيب.

٢٩٥

ابن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت اولئك فاولئك شيعة جعفر. وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في كتاب صفات الشيعة.

خمسة لا ينامون

٦٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي، عن عبيد الله بن عبدالله بن عروة(١) ، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خمسة لا ينامون: الهام بدم يسفكه، وذو المال الكثير لا أمين له، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا يناله، و المأخوذ بالمال الكثير ولا مال له، والمحب حبيبا يتوقع فراقه.

في جهنم رحى تطحن خمسة

٦٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال: إن في جهنم رحى تطحن [ خمسا ] أفلا تسألون ما طحنها؟ فقيل له: فما طحنها يا أميرالمؤمنين؟ قال: العلماء الفجرة، والقراء الفسقة، والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة(٢) . وإن في النار لمدينة يقال لها: الحصينة أفلا تسألوني ما فيها؟ فقيل: وما فيها يا أميرالمؤمنين؟ فقال: فيها أيدي الناكثين(٣) .

______________

(١) كذا والمراد بشعيب شعيب العقرقوفى ويروى عنه عبيد الله بن عبدالله الدهقان كثيرا. ولعل الصواب « عبيد الله بن عبدالله، عن عروة، عن شعيب » والمراد بعروة: ابن اخت شعيب كما يظهر من الكافي باب الصلاة في طلب الرزق.

(٢) العرفاء: جمع عريف وهو القيم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلى امورهم ويتعرف الامير منه أحوالهم.

(٣) تخصيص الايدى انما هو لوقوع عقد البيعة بها.

٢٩٦

النهى عن قتل خمسة والامر بقتل خمسة

٦٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله البرقي، عن علي بن محمد القاشاني، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان ابن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله نهى عن قتل خمسة: الصرد الصوام(١) ، والهدهد، والنحلة، والنملة، والضفدع، وأمر بقتل خمسة: الغراب، والحدأة، والحية، والعقرب، والكلب العقور(٢) .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذا أمر إطلاق ورخصة لا أمر وجوب وفرض.

خمسة ملعونون

٦٧ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي الكوفي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن نصر بن - قابوس قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: المنجم ملعون، والكاهن ملعون، والساحر ملعون، والمغنية ملعونة، ومن آواها وأكل كسبها ملعون، وقال عليه السلام: المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار.

______________

(١) قوله الصوام: الظاهر انه بالفتح والتشديد بمعنى كثير الصوم قال في القاموس الصرد بضم الصاد وفتح الراء طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير وهو أول طائر صام لله تعالى. وفى حياة الحيوان عن القرطبى ويقال له: الصرد الصوام. هذا ولكن في جملة من نسخ الخصال ونسخة العيون الصرد والصوام بالعطف الظاهر في التعدد ويوافقه كلام الفقهاء قال الشهيد: ويكره أيضا الصرد بضم الصاد وفتح الراء والصوام بضم الصاد وتشديد الواو قال في التحرير انه طائر أغبر اللون طويل الرقبة أكثر ما يبيت في النخل، وفى الاخبار النهى عن قتلهما في جملة ستة انتهى. أقول لزوم اختلاف العدد والمعدود أعنى كون العدد خمسة والمعدود ستة يبعد نسخ العطف الا أن يحمل العطف على التفسير وكون الصرد والصوام مترادفين (كذا في هامش المطبوع).

(٢) للخبر توضيح سيأتي في باب الخصال الستة تحت رقم ١٨.

٢٩٧

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: المنجم الملعون هو الذي يقول بقدم الفلك، ولا يقول بمفلكه وخالقه عزّوجلّ.

ما من عمل يوم النحر أفضل من خمس خصال

٦٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن أحمد الايادي، عن عبدالله بن محمد، عن عمرو بن شمر، عن أبان بن محمد، عن محمد بن علي عليهما السلام قال: ما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك، أو مشي في بر الوالدين، أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدؤه بالسلام(١) أو رجل أطعم من صالح نسكه(٢) ودعا إلى بقيتها جيرانه من اليتامى وأهل المسكنة والمملوك، وتعاهد الاسراء(٣) .

خمس خصال من عدمت فيه لم يكن فيه كثير مستمتع

٦٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد العجمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع: الدين، والعقل، والادب، والحرية، وحسن الخلق.

في الديك الابيض خمس خصال

٧٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن حمويه(٤) ، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: قال الرضا عليه السلام في الديك

______________

(١) أي يأخذ على رحمه القاطع بالاحسان إليه والسلام عليه.

(٢) نسك: كعنق وقفل: الذبيحة.

(٣) تعاهده أي تفقده وتحفظه.

(٤) عنونه الاستاذ الوحيد البهبهانى في التعليقة وقال: روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته وفيه اشعار بالاعتماد عليه.

٢٩٨

الابيض خمس خصال من خصال الانبياء عليهم السلام: معرفته بأوقات الصلاة، والغيرة، و السخاء والشجاعة، وكثرة الطروقة.

خمسة لا يستجاب لهم

٧١ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن علي الكوفي، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن حماد الحارثي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خمسة لا يستجاب لهم: رجل جعل الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها ورجل أبق مملوكه ثلاث مرات ولم يبعه، ورجل مر بحائط مائل وهو يقبل إليه ولم يسرع المشي حتى سقط عليه، ورجل أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه، ورجل جلس في بيته وقال: اللهم ارزقني ولم يطلب.

الامر بتمجيد الله عزّوجلّ في خمس كلمات

٧٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد السياري باسناده رفعه إلى أبي - حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قلت قولك مجدوا الله في خمس كلمات ما هي؟ قال: إذا قلت « سبحان الله وبحمده » رفعت الله تبارك وتعالى عما يقول العادلون به(١) ، فإذا قلت: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له » فهي كلمة الاخلاص التي لا يقولها عبد إلا أعتقه الله من النار إلا المستكبرين والجبارين، ومن قال « لا حول ولا قوة إلا بالله » فوض الامر إلى الله عزّوجلّ، ومن قال: « أستغفر الله وأتوب إليه » فليس بمستكبر ولا جبار، إن المستكبر الذي يصر على الذنب الذي قد غلبه هواه فيه وآثر دنياه على آخرته، ومن قال: الحمد لله فقد أدى شكر كل نعمة لله عز وجل عليه.

______________

(١) اريد به المشركون العادلون عن الحق.

٢٩٩

أولو العزم من الرسل خمسة

٧٣ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اورمة، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اولو العزم من الرسل خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

خمسة ينتظر بهم إلى أن يتغيروا

٧٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد الخالق - ابن أخي شهاب بن عبد ربه - قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: خمسة ينتظر بهم إلى أن يتغيروا(١) : الغريق، والمصعوق، والمبطون، والمهدوم، والمدخن.

خمسة مساجد بالكوفة ملعونة وخمسة مباركة

٧٥ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر عن أبي حمزة الثمالي، عن محمد بن مسلم(٢) ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة، فأما المباركة فمسجد غنى والله إن قبلته لقاسطه وإن طينته لطيبة، ولقد بناه رجل مؤمن ولا تذهب الدنيا حتى ينفجر عنده عينان، و يكون فيهما جنتان، وأهله ملعونون وهو مسلوب منهم. ومسجد بني ظفر، ومسجد

______________

(١) أي لا يسرع في تجهيزهم بل يتركوا حتى علم موتهم يقينا.

(٢) في الكافي « عن محمد بن عذافر عن أبى حمزة أو عن محمد بن مسلم ». وفى التهذيب « عن محمد بن عذافر عن محمد بن مسلم » بدون ذكر أبى حمزة.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391