وسائل الشيعة الجزء ١٥

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 391

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 391 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 168423 / تحميل: 5974
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ارجع فكن مع والدتك، فوالذي بعثني بالحق لأُنسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة.

٣ - باب أنّه يستحب أن يخلف الغازي بخير وتبلغ رسالته ويحرم أذاه وغيبته وأن يخلف بسوء

[ ١٩٩٣١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أبان بن عثمان، عن عيسى بن عبدالله القمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة دعوتهم مستجابة: أحدهم الغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه.

[ ١٩٩٣٢ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن وهب عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من بلغ رسالة غاز كان كمن أعتق رقبة وهو شريكه في ثواب غزوته.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام )(١) .

وفي( المجالس) عن علي بن عيسى، عن علي بن محمّد ماجيلويه، عن البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن الصادق( عليه‌السلام ) عن أبيه، عن جدّه (عليهم‌السلام ) مثله(٢) .

____________________

الباب ٣

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ١٢٢ / ٢١٢، وأورد مثله عن الكافي في الحديث ٢ من الباب ١٢ من أبواب الاحتضار، وفي الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب الدعاء.

٢ - التهذيب ٦: ١٢٣ / ٢١٤.

(١) ثواب الأعمال ٢٢٥ / ٣.

(٢) أمالي الصدوق ٤٦٣ / ٩.

٢١

محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وذكر مثله(١) .

[ ١٩٩٣٣ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من اغتاب مؤمناً غازياً أوآذاه أو خلفه في أهله بسوء نصب له(٢) يوم القيامة فيستغرق حسناته ثمّ يركس في النار إذا كان الغازي في طاعة الله عزّ وجلّ.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي (٣) .

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك في السفر(٤) .

____________________

(١) الكافي ٥: ٨ / ٨.

٣ - الكافي ٥: ٨ / ١٠.

(٢) في العقاب زيادة: ميزان عمله ( هامش المخطوط ).

(٣) عقاب الأعمال: ٣٠٥ / ١.

(٤) تقدم في الباب ٤٧ من أبواب السفر ما يدل على استحباب خلف الحاج في أهله وماله، وتقدم ما يدل عليه عموماً في الحديث ١ من الباب ٥٧، وفي الأحاديث ٨، ١٩، ٢٢ من الباب ١٢٢ من أبواب العشرة.

٢٢

٤ - باب وجوب الجهاد على الرجل دون المرأة بل تجب عليها طاعة زوجها، وحكم جهاد المملوك

[ ١٩٩٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : كتب الله الجهاد على الرجال والنساء فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتّى يقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته.

[ ١٩٩٣٥ ] ٢ - وفي حديث آخر: وجهاد المرأة حسن التّبعُّل.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

[ ١٩٩٣٦ ] ٣ - الحسن بن يوسف بن المطهر في( المختلف) نقلاً عن ابن الجنيد أنّه روى أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ليبايعه، فقال: يا أمير المؤمنين ابسط يدك أُبايعك على أن أدعو لك بلساني، وأنصحك بقلبي، وأُجاهد معك بيدي، فقال: حرّ أنت أم عبد؟ فقال: عبد، فصفق أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يده فبايعه.

____________________

الباب ٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٩ / ١، وأورده مثله عن الفقيه في الحديث ٦ من الباب ٧٨ من أبواب مقدمات النكاح.

٢ - الكافي ٥: ٩ / ١، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٨١ من أبواب مقدمات النكاح.

(١) التهذيب ٦: ١٢٦ / ٢٢٢.

(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٨٧، وفي الحديث ١ من الباب ١٢٣ من أبواب مقدمات النكاح.

٣ - مختلف الشيعة: ٣٢٤.

٢٣

أقول: عمل به ابن الجنيد، وحمله العلامة على تقدير الحرية، أو إذن المولى، أو عموم الحاجة.

وتقدم ما يدل وجوب الجهاد عموماً(١) ، ويأتي ما يدلّ على أنّه ليس للعبد التصرف في نفسه ولا ماله إلّا بإذن سيده(٢) .

٥ - باب أقسام الجهاد وكفر منكره وجملة من أحكامه

[ ١٩٩٣٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمّد القاساني جميعاً عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الجهاد أسنة هو أم فريضة؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه، فجهادان فرض، وجهاد سنة لا تقام إلّا مع الفرض، وجهاد سنة، فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله عز وجل وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلّا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأُمة ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الأُمة، وهو سنة على الإِمام وحده أن يأتي العدو مع الأُمّة فيجاهدهم، وأمّا الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال، لأنها إحياء سنّة، وقد قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من سنّ سنة حسنة

____________________

(١) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٤ من أبواب الحجر، وفي الباب ٧٨ من أبواب الوصايا، وفي الباب ٢٣ من أبواب نكاح العبيد والإِماء.

وتقدم ما يدل على عدم وجوب الجهاد على العبد في الحديث ٤ من الباب ١٥ من أبواب وجوب الحج وشرائطه.

الباب ٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٩ / ١، والخصال ٢٤٠ / ٨٩.

٢٤

فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أُجورهم شيء.

ورواه الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) مرسلاً (١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمّد القاسانيّ، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) وذكر نحوه(٢) .

[ ١٩٩٣٨ ] ٢ - وبالإِسناد عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سأل رجل أبي( عليه‌السلام ) عن حروب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وكان السائل من محبينا، فقال له أبو جعفر( عليه‌السلام ) : بعث الله محمّداً( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بخمسة أسياف: ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلّهم في ذلك اليوم فيومئذ( يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) (٣) ، وسيف منها مكفوف(٤) وسيف منها مغمود سلّه إلى غيرنا، وحكمه إلينا، فأمّا السيوف الثلاثة المشهورة(٥) فسيف على مشركي العرب قال الله عز وجل:( فَاقْتُلُوا الـمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) (٦) ( فَإِن تَابُوا - يعني: آمنوا -وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) (٧) فهؤلاء لا يقبل منهم إلّا القتل أو

____________________

(١) تحف العقول ١٧٣ مرسلاً عن الحسين بن علي (عليه‌السلام )

(٢) التهذيب ٦: ١٢٤ / ٢١٧.

٢ - الكافي ٥: ١٠ / ٢.

(٣) الانعام ٦: ١٥٨.

(٤) في الاستبصار: ملفوف ( هامش المخطوط ).

(٥) في التهذيب والاستبصار: الشاهرة ( هامش المخطوط ).

(٦) التوبة ٩: ٥.

(٧) التوبة ٩: ١١.

٢٥

الدخول في الإِسلام وأموالهم(١) وذراريهم سبي على ما سنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فإنه سبىٰ وعفا وقبل الفداء، والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (٢) نزلت هذه الآية في أهل الذمّة، ثم نسخها قوله عز وجل:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (٣) فمن كان منهم في دار الإِسلام فلن يقبل منهم إلّا الجزية أو القتل وما لهم فيء وذراريهم سبي وإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم، وحرمت أموالهم، وحلّت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم، ولم تحل لنا مناكحتهم، ولم يقبل منهم إلّا الدخول في دار الإِسلام أو الجزية أو القتل، والسيف الثالث سيف على مشركي العجم - يعني: الترك والديلم والخزر - قال الله عز وجل في أول السورة التي يذكر فيها الّذين كفروا فقص قصتهم ثم قال:( فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (٤) فأما قوله:( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ ) يعني: بعد السبي منهم( وَإِمَّا فِدَاءً ) يعني: المفاداة بينهم وبين أهل الإِسلام، فهؤلاء لن يقبل منهم إلّا القتل أو الدخول في الإِسلام، ولا تحل لنا مناكحتهم ما داموا في دار الحرب، وأمّا السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل، قال الله عزّ وجلّ:( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ ) (٥) فلمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :

____________________

(١) في الخصال: وما لهم فيء ( هامش المخطوط ).

(٢) البقرة ٢: ٨٣.

(٣) التوبة ٩: ٢٩.

(٤) محمد ٤٧: ٤.

(٥) الحجرات ٤٩: ٩.

٢٦

إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسُئل النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من هو؟ فقال: خاصف النعل - يعني: أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - فقال عمّار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثلاثاً، وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغونا المسعفات(١) من هجر لعلمنا أنّا على الحق وأنّهم على الباطل، وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ما كان من رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في أهل مكّة يوم فتح مكّة فإنّه لم يسب لهم ذريّة، وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه(٢) فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يوم البصرة: نادى لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا(٣) على جريح، ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن، وأما السيف المغمود فالسيف الذي يقوم(٤) به القصاص، قال الله عزّ وجلّ:( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) (٥) فسلّه إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا، فهذه السيوف التي بعث الله بها محمّداً(٦) ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فمن جحدها أو جحد واحداً منها أو شيئاً من سيرها أو أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمّد (٧) ، وكذا الذي قبله.

____________________

(١) في التهذيب: السعفات.

(٢) في التهذيب والاستبصار زيادة: أو دخل دار أبي سفيان ( هامش المخطوط ).

(٣) في التهذيب والاستبصار: لا تتموا ( هامش المخطوط ).

(٤) في التهذيب: يقام ( هامش المخطوط ).

(٥) المائدة ٥: ٤٥.

(٦) في التهذيب: إلى نبيه ( هامش المخطوط ).

(٧) الخصال ٢٧٤ / ١٨.

٢٧

ورواه علي بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه، عن القاسم بن محمّد مثله (١) .

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمّد القاساني نحوه، وترك حكم أموال المشركين وذراريهم وحكم أموال أهل الكتاب وذراريهم ومناكحتهم(٢) .

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن محمّد القاساني نحوه.

[ ١٩٩٣٩ ] ٣ - وعن الصفار، عن السندي بن الربيع، عن أبي عبدالله محمّد بن خالد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه قال: قال علي( عليه‌السلام ) : القتال قتالان: قتال أهل الشرك لا ينفر عنهم حتى يسلموا أو يؤتوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وقتال لأهل الزيغ لا ينفر عنهم حتّى يفيئوا إلى أمر الله أو يقتلوا.

[ ١٩٩٤٠ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن حميد، عن يعقوب القمي، عن أخيه عمران بن عبدالله، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ ) (٤) قال: الديلم.

[ ١٩٩٤١ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن

____________________

(١) تفسير علي بن ابراهيم ٢: ٣٢٠.

(٢ و ٣) التهذيب ٤: ١١٤ / ٣٣٦ و ٦: ١٣٦ / ٢٣٠.

٣ - التهذيب ٤: ١١٤ / ٣٣٥.

٤ - التهذيب ٦: ١٧٤ / ٣٤٥.

(٤) التوبة ٩: ١٢٣.

٥ - الخصال: ٦٠ / ٨٣.

٢٨

سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: القتل قتلان: قتل كفارة، وقتل درجة، والقتال قتالان: قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا(١) .

٦ - باب حكم المرابطة ( * ) في سبيل الله، ومن أخذ شيئا ً ليرابط به ، وتحريم القتال مع الجائر إلّا أن يدهم المسلمين من يخشى منه على بيضة الإِسلام ( * ) فيقاتل عن نفسه أو عن الإِسلام

[ ١٩٩٤٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن نوح بن شعيب، عن محمّد بن أبي عمير رواه عن حريز، عن محمّد بن مسلم وزرارة، عن أبي جعفر وأبي عبدالله( عليهما‌السلام ) قالا: الرباط ثلاثة أيام، وأكثره أربعون يوماً، فإذا جاوز(٢) ذلك فهو جهاد.

[ ١٩٩٤٣ ] ٢ - وعنه عن محمّد بن عيسى، عن يونس قال: سأل أبا الحسن( عليه‌السلام ) رجل - وأنا حاضر - فقلت(٣) له: جعلت فداك إنّ رجلاً

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٢ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ٦

فيه ٤ احاديث

( * ) المرابطة: ان يربط كل من الفريقين خيلاً لهم في ثغرة ( مجمع البحرين - ربط - ٤: ٢٤٨ ).

( * ) بيضة الإِسلام: جماعته ( مجمع البحرين - بيض - ٤: ١٩٨ ).

١ - التهذيب ٦: ١٢٥ / ٢١٨.

(٢) في الاصل: كان، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - التهذيب ٦: ١٢٥ / ٢١٩.

(٣) كتب المصنف على كلمة ( فقلت ): « كذا » ولعلّه لانه ظاهر النص ان يكون ( فقال له ).

٢٩

من مواليك بلغه أنّ رجلاً يعطى سيفاً وقوساً(١) في سبيل الله فأتاه فأخذهما منه(٢) ثمّ لقيه أصحابه فأخبروه أنّ السبيل مع هؤلاء لا يجوز، وأمروه بردهما؟ قال: فليفعل، قال: قد طلب الرجل(٣) فلم يجده وقيل له: قد قضى(٤) الرجل قال: فليرابط ولا يقاتل قال: مثل قزوين وعسقلان والديلم وما أشبه هذه الثغور، فقال نعم، قال: فإن جاء العدو إلى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف يصنع؟ قال: يقاتل عن بيضة الإِسلام قال: يجاهد؟ قال: لا إلّا أن يخاف على دار المسلمين، أرأيتك لو أنّ الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ(٥) لهم أن يمنعوهم، قال: يرابط ولا يقاتل، وان خاف على بيضة الإِسلام والمسلمين قاتل فيكون قتاله لنفسه لا للسلطان، لأنّ في دروس الإِسلام دروس ذكر محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، نحوه إلّا أنّه قال: فإن جاء العدوّ إلى الموضع الذي هو فيه مرابط، كيف يصنع؟ قال: يقاتل عن بيضة الإِسلام لا عن هؤلاء (٦) .

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) نحوه.

ورواه عن علي، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران(٧) ، عن يونس

____________________

(١) في المصدر فرساً.

(٢) في الكافي زيادة: وهو جاهل بوجه السبيل ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: شخص ( هامش المخطوط ).

(٤) قضى: مات ( الصحاح - قضي - ٦: ٢٤٦٣ )، وفي نسخة: مضى ( هامش المخطوط ).

(٥) في نسخة: يسع ( هامش المخطوط ).

(٦) علل الشرائع ٦٠٣ / ٧٢.

(٧) في نسخة: يحيى عن أبي عمران( هامش المخطوط ).

٣٠

عن الرضا( عليه‌السلام ) نحوه(١) .

[ ١٩٩٤٤ ] ٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل دخل أرض الحرب بأمان فغزا القوم الذين دخل عليهم قوم آخرون؟ قال: على المسلم أن يمنع نفسه ويقاتل عن حكم الله وحكم رسوله، وأمّا أن يقاتل الكفار على حكم الجور وسنّتهم فلا يحلّ له ذلك.

[ ١٩٩٤٥ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد(٢) ، عن واصل، عن عبدالله بن سنان قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل يتعجّلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة والله ما الشهيد إلّا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

(١) الكافي ٥: ٢١ / ٢.

٣ - التهذيب ٦: ١٣٥ / ٢٢٩.

٤ - التهذيب ٦: ١٢٥ / ٢٢٠.

(٢) في المصدر: علي بن سعيد.

(٣) يأتي في الباب ٧ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل على بعض المقصود في البابين ١٢، ١٣ من هذه الأبواب.

٣١

٧ - باب حكم من نذر مالاً للمرابطة أو أوصى به

[ ١٩٩٤٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن علي بن مهزيار قال: كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) إني كنت نذرت نذراً منذ سنين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا مما يرابط فيه المتطوعة نحو مرابطتهم بجدة وغيرها من سواحل البحر، أفترى جعلت فداك أنّه يلزمني الوفاء به أو لا يلزمني أو أفتدي الخروج إلى ذلك بشيء من أبواب البر لأصير إليه إن شاء الله؟ فكتب إليه بخطّه وقرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته وإلّا فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البر وفقنا الله وإيّاك لما يحب ويرضى.

[ ١٩٩٤٧ ] ٢ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد) عن محمّد بن عيسى، عن الرضا( عليه‌السلام ) أنّ يونس سأله وهو حاضر عن رجل من هؤلاء مات وأوصى أن يدفع من ماله فرس وألف درهم وسيف لمن يرابط عنه ويقاتل في بعض هذه الثغور، فعمد الوصي فدفع ذلك كلّه إلى رجل من أصحابنا فأخذه منه وهو لا يعلم، أنّه لم يأت لذلك وقت بعد، فما تقول يحلّ له أن يرابط عن الرجل في بعض هذه الثغور أم لا؟ فقال: يردّ إلى الوصي ما أخذ منه ولا يرابط، فإنّه لم يأت لذلك وقت بعد، فقال: يردّه عليه، فقال يونس: فإنّه لا يعرف الوصي، قال: يسأل عنه، فقال له يونس بن عبدالرحمن: فقد سأل عنه فلم يقع عليه كيف يصنع؟ فقال: إن كان هكذا فليرابط ولا يقاتل، قال: فإنّه مرابط فجاءه العدو حتّى

____________________

الباب ٧

فيه حديثان

٢ - التهذيب ٦: ١٢٦ / ٢٢١.

٢ - قرب الإِسناد ١٥٠.

٣٢

كاد أن يدخل عليه كيف يصنع، يقاتل أم لا؟ فقال له الرضا( عليه‌السلام ) : إذا كان ذلك كذلك فلا يقاتل عن هؤلاء، ولكن يقاتل عن بيضة الإِسلام فإنّ في ذهاب بيضة الإِسلام دروس ذكر محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقال له يونس: يا سيدي فإنّ عمك زيداً قد خرج بالبصرة وهو يطلبني ولا آمنه على نفسي فما ترى لي أخرج إلى البصرة أو أخرج إلى الكوفة؟ فقال: بل أخرج إلى الكوفة فإذا مرّ(١) فصر إلى البصرة.

٨ - باب جواز الاستنابة في الجهاد وأخذ الجعل عليه

[ ١٩٩٤٨ ] ١ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) إنّ علياً( عليه‌السلام ) سُئل عن إجعال الغزو؟ فقال: لا بأس به أن يغزو الرجل عن الرجل ويأخذ منه الجعل.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه(٢) ، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم‌السلام )(٣) .

____________________

(١) في المصدر: فإذا فصر الخ.

الباب ٨

فيه حديث ١

١ - قرب الإِسناد: ٦٢، وأورده عن التهذيب في الحديث ٢ من الباب ٦٣ من هذه الأبواب.

(٢) في التهذيب زيادة: عن وهب.

(٣) التهذيب ٦: ١٧٣ / ٣٣٨.

٣٣

٩ - باب من يجوز له جمع العساكر والخروج بها إلى الجهاد

[ ١٩٩٤٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحلّ إلّا لهم ولا يقوم به إلّا من كان منهم أم هو مباح لكلّ من وحّد الله عزّ وجلّ وآمن برسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ؟ ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزّ وجلّ وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيل الله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحلّ إلّا لهم، ولا يقوم به إلّا من كان منهم فقلت: من أُولئك؟ فقال: من قام بشرائط الله عزّ وجلّ في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عزّ وجلّ، ومن لم يكن قائماً بشرائط الله عزّ وجلّ في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد والدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه بما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: بين لي يرحمك الله، فقال: إنّ الله عزّ وجلّ أخبر في كتابه الدعاء إليه، ووصف الدعاة إليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضاً، ويستدلّ ببعضها على بعض، فأخبر أنّه تبارك وتعالى أوّل من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتّباع أمره، فبدأ بنفسه فقال:( وَاللهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) ثمّ ثنّى برسوله فقال:( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (٢) - يعني: القرآن - ولم يكن داعياً إلى الله عزّ وجلّ من خالف أمر الله ويدعو

____________________

الباب ٩

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ١٣ / ١.

(١) يونس ١٠: ٢٥.

(٢) النحل ١٦: ١٢٥.

٣٤

إليه بغير ما أمر في كتابه(١) الذي أمر أن لا يدعى إلّا به، وقال في نبيه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٢) يقول: تدعو، ثمّ ثلّث بالدعاء إليه بكتابه أيضاً فقال تبارك وتعالى:( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ - أي يدعو -وَيُبَشِّرُ الـمُؤْمِنِينَ ) (٣) ثمّ ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال:( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الـمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الـمُفْلِحُونَ ) (٤) ثمّ أخبر عن هذه الأُمّة وممّن هي وأنّها من ذرّية إبراهيم وذرّية إسماعيل من سكّان الحرم ممّن لم يعبدوا غير الله قطّ الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنّه أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، الذين وصفناهم قبل هذه في صفة أُمّة إبراهيم(٥) الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله:( أَدْعُو إلى اللهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (٦) يعني: أوّل من اتبعه(٧) على الإِيمان به والتصديق له بما جاء به من عند الله عزّ وجلّ من الأُمّة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ممّن لم يشرك بالله قطّ، ولم يلبس إيمانه بظلم، وهو الشرك، ثمّ ذكر أتباع نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وأتباع هذه الأمّة التي وصفها في كتابه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلها داعية إليه، وأذن له في الدعاء إليه، فقال:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ ) (٨) ثمّ وصف أتباع نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من المؤمنين فقال عزّ وجلّ:

____________________

(١) في نسخة زيادة: والدين ( هامش المخطوط ).

(٢) الشورى ٤٢: ٥٢.

(٣) الإِسراء ١٧: ٩.

(٤) آل عمران ٣: ١٠٤.

(٥) في نسخة: محمّد ( هامش المخطوط ).

(٦) يوسف ١٢: ١٠٨.

(٧) في نسخة: أول التبعة ( هامش المخطوط ).

(٨) الأنفال ٨: ٦٤.

٣٥

( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ) (١) الآية، وقال:( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) (٢) - يعني: أُولئك المؤمنين - وقال( قَدْ أَفْلَحَ الـمُؤْمِنُونَ ) (٣) ثمّ حلاّهم ووصفهم كيلا يطمع في اللّحاق بهم إلّا من كان منهم، فقال فيما حلاهم به ووصفهم:( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - إلى قوله: -أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ *الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٤) وقال في صفتهم وحليتهم أيضاً( الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَٰهًا آخَرَ ) (٥) وذكر الآيتين ثمّ أخبر أنّه اشترى من هؤلاء المؤمنين ومن كان على مثل صفتهم( أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ) (٦) ، ثمّ ذكر وفاءهم له بعهده ومبايعته فقال:( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٧) فلمّا نزلت هذه الآية:( إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ) (٨) قام رجل إلى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقال: أرأيتك يا نبي الله الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتّى يقتل إلّا أنّه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو؟ فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ) (٩) وذكر الآية فبشر الله المجاهدين من المؤمنين الَّذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة والجنّة وقال: التائِبُونَ من الذنوب العابِدُونَ الذين لا يعبدون إلّا الله ولا يشركون به شيئاً الحَامِدُونَ الذين يحمدون الله على كل حال في الشدّة

____________________

(١) الفتح ٤٨: ٢٩.

(٢) التحريم ٦٦: ٨.

(٣) المؤمنون ٢٣: ١.

(٤) المؤمنون ٢٣: ٢ - ١١.

(٥) الفرقان ٢٥: ٦٨.

(٦ و ٧ و ٨) التوبة ٩: ١١١.

(٩) التوبة ٩: ١١٢.

٣٦

والرخاء السائِحُونَ وهم الصائمون الراكِعُونَ الساجِدونَ وهم الذين يواظبون على الصلوات الخمس والحافظون لها والمحافظون عليها في ركوعها وسجودها وفي الخشوع فيها وفي أوقاتها الآمِرونَ بالمَعرُوفِ بعد ذلك، والعاملون به والناهُونَ عن المُنْكَرِ والمنتهون عنه، قال: فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنّة ثمّ أخبر تبارك وتعالى أنّه لم يأمر بالقتال إلّا أصحاب هذه الشروط فقال عزّ وجل:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ *الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) (١) وذلك أنّ جميع ما بين السماء والأرض لله عزّ وجل ولرسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولاتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجّار من أهل الخلاف لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والمولي عن طاعتهما ممّا كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم على ما أفاء الله على رسوله فهو حقّهم أفاء الله عليهم ورده إليهم، وإنّما كان معنى الفيء كل ما صار إلى المشركين ثمّ رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول الله عزّ وجل:( لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - أي رجعوا، ثمّ قال: -وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) وقال:( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ - أي ترجع -فَإِن فَاءَتْ - أي رجعت -فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الـمُقْسِطِينَ ) (٣) يعني بقوله تفيء: ترجع فذلك(٤) الدليل على أنّ الفيء كلّ راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه،

____________________

(١) الحج ٢٢: ٣٩، ٤٠.

(٢) البقرة ٢: ٢٢٦، ٢٢٧.

(٣) الحجرات ٤٩: ٩.

(٤) في التهذيب: فدل ( هامش المخطوط ).

٣٧

ويقال للشمس إذا زالت قد فائت الشمس حين يفيء الفيء عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفّار فإنّما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفّار إياهم، فذلك قوله:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) (١) ما كان المؤمنون أحقّ به منهم، وإنّما أُذن للمؤمنين الذين قاموا بشرائط الإِيمان التي وصفناها، وذلك أنّه لا يكون مأذوناً له في القتال حتّى يكون مظلوماً، ولا يكون مظلوماً حتى يكون مؤمناً، ولا يكون مؤمناً حتّى يكون قائماً بشرائط الإِيمان الّتي اشترط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين فإذا تكاملت فيه شرائط الله عزّ وجل كان مؤمناً، وإذا كان مؤمناً كان مظلوماً، وإذا كان مظلوماً كان مأذوناً له في الجهاد لقول الله عزّ وجل:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وإن لم يكن مستكملاً لشرائط الإِيمان فهو ظالم ممن يبغي(٢) ويجب جهاده حتّى يتوب وليس مثله مأذوناً له في الجهاد والدعاء إلى الله عزّ وجل لأنّه ليس من المؤمنين المظلومين الَّذين أُذن لهم في القرآن في القتال، فلمّا نزلت هذه الآية( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) في المهاجرين الذين أخرجهم أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم إيّاهم، وأذن لهم في القتال، فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم، فما بالهم في قتالهم كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب؟ فقال: لو كان إنّما أُذن في قتال من ظلمهم من اهل مكة فقط لم يكن لهم إلى قتال جموع كسرىٰ وقيصر وغير أهل مكة من قبائل العرب سبيل، لأنّ الذين ظلموهم غيرهم، وإنّما أُذن لهم في قتال من ظلمهم من اهل مكة لإِخراجهم إياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، ولو كانت الآية إنما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الآية مرتفعة الفرض عمّن بعدهم اذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد وكان فرضها مرفوعاً عن الناس بعدهم إذا لم يبق

____________________

(١) الحج ٢٢: ٣٩ وكذا في الموردين الآتيين.

(٢) في نسخة: سعى ( هامش المخطوط ).

٣٨

من الظالمين والمظلومين أحد وليس كما ظننت ولا كما ذكرت، لكن المهاجرين ظلموا من جهتين: ظلمهم أهل مكّة بإخراجهم من ديارهم وأموالهم فقاتلوهم بإذن الله لهم في ذلك، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كان دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحقّ به منهم، فقد قاتلوهم بإذن الله عزّ وجلّ لهم في ذلك، وبحجّة هذه الآية يقاتل مؤمنو كلّ زمان، وإنما أذن الله عزّ وجلّ للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله عزّ وجلّ من الشرائط التي شرطها الله عز وجل على المؤمنين في الإِيمان والجهاد ومن كان قائماً بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين، وليس بمأذون له في القتال، ولا بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، لأنّه ليس من أهل ذلك، ولا مأذون له في الدعاء إلى الله عزّ وجلّ لأنّه ليس يجاهد(١) مثله، وأمر بدعائه إلى الله. ولا يكون مجاهداً من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه ومنعه منه، ولا يكون داعياً إلى الله عزّ وجلّ من امر بدعائه مثله إلى التوبة والحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، فمن كانت قد تمّت فيه شرائط الله عزّ وجلّ التي وصف بها أهلها من أصحاب النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهو مظلوم فهو مأذون له في الجهاد كما أذن لهم في الجهاد، لأنّ حكم الله عزّ وجلّ في الأولين والآخرين وفرائضه عليهم سواء إلّا من علة أو حادث يكون، والأولون والآخرون أيضاً في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الآخرون من أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون، ويحاسبون عمّا به يحاسبون، ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتّى يفيء بما شرط الله عزّ وجلّ

____________________

(١) في نسخة: بمجاهد ( هامش المخطوط ).

٣٩

فإذا تكاملت فيه شرائط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذونين لهم في الجهاد، فليتق الله عزّ وجلّ عبد ولا يغترّ بالأماني التي نهى الله عزّ وجل عنها من هذه الأحاديث الكاذبة على الله التي يكذّبها القرآن، ويتبرأ منها ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله عزّ وجلّ بشبهة لا يعذر بها، فإنّه ليس وراء المتعرض(١) للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهي غاية الأعمال في عظم قدرها، فليحكم امرؤ لنفسه وليُرِها كتاب الله عزّ وجل ويعرضها عليه فإنّه لا أحد أعلم بالمرء من نفسه، فإن وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وإن علم تقصيراً فليصلحها وليقمها على ما فرض الله تعالى عليها من الجهاد ثمّ ليقدم بها وهي طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين: لا تجاهدوا، ولكن نقول: قد علّمناكم ما شرط الله عزّ وجلّ على أهل الجهاد الذين بايعهم واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنان فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك، وليعرضها على شرائط الله عزّ وجلّ، فإن رأى أنّه قد وفي بها وتكاملت فيه فإنّه ممّن أذن الله عزّ وجلّ له في الجهاد، وإن أبى إلّا أن يكون مجاهداً على ما فيه من الإِصرار على المعاصي والمحارم والإِقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عزّ وجلّ بالجهل والروايات الكاذبة فلقد لعمري جاء الأثر فيمن فعل هذا الفعل أنّ الله تعالى ينصر هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم، فليتق الله عزّ وجلّ امرؤ وليحذر أن يكون منهم، فقد بيّن لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل ولا قوّة إلّا بالله وحسبنا الله عليه توكّلنا وإليه المصير.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب نحوه(٢) .

____________________

(١) في نسخة: المعترض ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٦: ١٢٧ / ٢٢٤.

٤٠

[ ١٩٩٥٠ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال: كنت قاعداً عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) بمكّة إذ دخل عليه أُناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم مولى ابن هبيرة وناس من رؤسائهم، وذلك حدثان(١) قتل الوليد - إلى أن قال: - فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فتكلم فأبلغ وأطال، فكان فيما قال أن قال: قد قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله بعضهم ببعض، وشتّت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلاً له عقل ودين ومروءة وموضع ومعدن للخلافة وهو محمّد بن عبدالله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه، ثمّ نظهر معه فمن كان تابعنا فهو منا، وكنا منه، ومن اعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه وردّه إلى الحقّ وأهله وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فإنّه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك وكثرة شيعتك، فلمّا فرغ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أكلّكم على مثل ما قال عمرو؟ قالوا: نعم فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثمّ قال: إنّما نسخط إذا عُصي الله، فأمّا إذا أُطيع رضينا - إلى أن قال: - يا عمرو أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثمّ اجتمعت لكم الأُمة فلم يختلف عليكم رجلان فيها فأفضيتم إلى المشركين الذين لا يسلمون ولا يؤدون الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيه بسيرة رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في المشركين في حروبه؟ قال: نعم، قال: فتصنع ماذا؟ قال: ندعوهم إلى الإِسلام، فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية، قال: إن كانوا مجوساً ليسوا بأهل الكتاب؟ قال: سواء، قال: وإن كانوا مشركي العرب وعبدة الأوثان؟ قال: سواء، قال: أخبرني عن القرآن تقرؤه؟ قال: نعم، قال:

____________________

٢ - الكافي ٥: ٢٣ / ١، واورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(١) حدثان الشيء: أوله ( الصحاح - حدث - ١: ٢٧٩ ).

٤١

إقرأ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (١) فاستثناء الله تعالى واشتراطه من أهل الكتاب فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء؟ قال: نعم، قال: عمّن أخذت ذا؟ قال: سمعت الناس يقولون، قال: فدع ذا، ثمّ ذكر احتجاجه عليه وهو طويل - إلى أن قال - ثم أقبل على عمرو بن عبيد، فقال: يا عمرو اتّق الله وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فإن أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلّف.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم نحوه(٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

١٠ - باب وجوب الدعاء إلى الإِسلام قبل القتال إلّا لمن قوتل على الدعوة وعرفها وحكم القتال مع الظالم

[ ١٩٩٥١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

(١) التوبة ٩: ٢٩.

(٢) التهذيب ٦: ١٤٨ / ٢٦١.

(٣) يأتي في البابين ١٢، ١٣ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ١٧ من الباب ٤٢، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج، وفي الحديث ٢٤ من الباب ١، وفي الحديث ١ من الباب ٥، وفي الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ٢٨ / ٤.

٤٢

النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بعثني رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى اليمن فقال: يا علي لا تقاتلن أحداً حتّى تدعوه إلى الإِسلام، وأيم الله لئن يهدي الله عزّ وجلّ على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله، عن النوفلي مثله(١) .

وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) وذكر مثله(٢) .

[ ١٩٩٥٢ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي عمرة السلمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سأله رجل فقال: إنّي كنت أكثر الغزو أبعد في طلب الأجر وأطيل في الغيبة فحجر ذلك علي، فقالوا: لا غزو إلّا مع إمام عادل، فما ترى أصلحك الله؟ فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إن شئت أن أُجمل لك أجملت، وإن شئت أن أُلخّص لك لخّصت؟ فقال: بل أجمل، فقال: إنّ الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة، قال: فكأنه اشتهى أن يلخّص له، قال: فلخّص لي أصلحك الله، فقال: هات، فقال: الرجل: غزوت فواقعت المشركين فينبغي قتالهم قبل أن أدعوهم؟ فقال: إن كانوا غزوا وقوتلوا وقاتلوا فانك تجترى بذلك، وإن كانوا قوماً لم يغزوا ولم يقاتلوا فلا يسعك قتالهم حتّى تدعوهم، فقال الرجل: فدعوتهم فأجابني مجيب وأقرّ بالإِسلام في قلبه، وكان في الإِسلام فجير عليه في الحكم وانتهكت حرمته

____________________

(١) التهذيب ٦: ١٤١ / ٢٤٠.

(٢) الكافي ٥: ٣٦ / ٢.

٢ - الكافي ٥: ٢٠ / ١.

٤٣

وأُخذ ماله واعتدي عليه، فكيف بالمخرج وأنا دعوته؟ فقال: إنّكما مأجوران على ما كان من ذلك وهو معك يحوطك(١) من وراء حرمتك، ويمنع قبلتك، ويدفع عن كتابك، ويحقن دمك خير من أن يكون عليك يهدم قبلتك وينتهك حرمتك، ويسفك دمك، ويحرق كتابك.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبي عمرو الشامي(٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

١١ - باب كيفية الدعاء إلى الإِسلام

[ ١٩٩٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: دخل رجال من قريش على علي بن الحسين( عليهما‌السلام ) فسألوه كيف الدعوة إلى الدين؟ فقال: تقول بسم الله الرحمن الرحيم أدعوك إلى الله عزّ وجلّ وإلى دينه، وجماعه أمران: أحدهما معرفة الله عزّ وجلّ، والآخر العمل برضوانه، وإنّ معرفة الله عزّ وجلّ أن يعرف بالوحدانية والرأفة والرحمة والعزة والعلم والقدرة والعلو على كلّ شيء، وأنّه النافع الضار القاهر لكلّ

____________________

(١) في التهذيب: يحفظك ( هامش المخطوط ).

(٢) في التهذيب: أبي عمرة السلمي.

(٣) التهذيب ٦: ١٣٥ / ٢٢٨.

(٤) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل على حرمة القتال مع الظالم في الباب ٦ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدل على المقصود في الحديث ٣ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه حديث ١

١ - الكافي ٥: ٣٦ / ١.

٤٤

شيء، الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ ما جاء به هو الحق من عند الله عزّ وجلّ، وما سواه هو الباطل، فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري(١) .

أقول: الظاهر أنّ هذه أفضل الكيفيات(٢) .

١٢ - باب اشتراط وجوب الجهاد بأمر الإِمام وإذنه، وتحريم الجهاد مع غير الإِمام العادل

[ ١٩٩٥٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن سويد القلاء، عن بشير(٣) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: إني رأيت في المنام أني قلت لك إنّ القتال مع غير الإِمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، فقلت لي: نعم هو كذلك، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : هو كذلك هو كذلك.

وعن محمّد بن الحسن الطائي، عمّن ذكره، عن علي بن النعمان، عن سويد القلاء، عن بشير الدهان مثله(٤) .

____________________

(١) التهذيب ٦: ١٤١ / ٢٣٩.

(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ١٥ من هذه الأبواب ما يدل علىٰ مراحل الدعوة في القتال.

الباب ١٢

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٢٧ / ٢، التهذيب ٦: ١٣٤ / ٢٢٦.

(٣) أضاف في نسخه: الدهان.

(٤) الكافي ٥: ٢٣ / ٣.

٤٥

[ ١٩٩٥٥ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن عبدالملك بن عمرو قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا عبدالملك ما لي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك؟ قال: قلت: وأين؟ قال: جدّة وعبادان والمصيصة وقزوين، فقلت: انتظاراً لأمركم والاقتداء بكم، فقال: إي والله لو كان خيراً ما سبقونا إليه، قال: قلت له: فإنّ الزيدية يقولون ليس بيننا وبين جعفر خلاف إلّا أنّه لا يرى الجهاد، فقال: أنا لا أراه؟! بلى والله إنّي لأراه ولكنّي أكره أن أدع علمي إلى(١) جهلهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٩٩٥٦ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لقى عباد البصري(٣) علي بن الحسين( عليه‌السلام ) في طريق مكة، فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه، إنّ الله عزّ وجلّ يقول:( إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ) (٤) الآية فقال علي بن الحسين( صلوات الله عليه ): أتم الآية فقال( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ) الآية، فقال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) : إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

____________________

٢ - الكافي ٥: ١٩ / ٢.

(١) في نسخة: على ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٦: ١٢٦ / ٢٢٣.

٣ - الكافي ٥: ٢٢ / ١، وأورد نحوه عن الفقيه في الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج.

(٣) في الاحتجاج: عبادة البصري ( هامش المخطوط ).

(٤) التوبة ٩: ١١١.

٤٦

ورواه الطبرسي في( الاحتجاج) مرسلاً (١) .

ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه، عن رجاله، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ١٩٩٥٧ ] ٤ - وعن محمّد بن أبي عبدالله ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن الحسن بن العباس بن الجريش، عن أبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) - في حديث طويل في شأن إنّا أنزلناه - قال: ولا أعلم في هذا الزمان جهادا إلّا الحج والعمرة والجوار.

[ ١٩٩٥٨ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبدالله، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن المغيرة قال: قال محمّد بن عبدالله للرضا( عليه‌السلام ) وأنا أسمع: حدثني أبي عن أهل بيته، عن آبائه أنّه قال له بعضهم: انّ في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين، وعدواً يقال له: الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، فأعاد عليه الحديث فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله( ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ‌وسلم ) بدراً، فإن مات ينتظر أمرنا كان كمن كان مع قائمنا صلوات الله عليه هكذا في فسطاطه، وجمع بين السبابتين، ولا أقول:

____________________

(١) الاحتجاج ٣١٥.

(٢) تفسير القمي ١: ٣٠٦.

٤ - الكافي ١: ١٩٤ / ٧.

٥ - الكافي ٥: ٢٢ / ٢، وأورد صدره وذيله في الحديث ١ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج.

٤٧

هكذا، وجمع بين السبابة والوسطى، فإن هذه أطول من هذه، فقال: أبو الحسن( عليه‌السلام ) صدق.

[ ١٩٩٥٩ ] ٦ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن أبي طاهر الوراق، عن ربيع بن سليمان الخزاز، عن رجل، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال رجل لعلي بن الحسين( عليه‌السلام ) : أقبلت على الحج وتركت الجهاد فوجدت الحج أيسر عليك، والله يقول:( إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم ) (١) الآية فقال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) اقرأ ما بعدها قال: فقرأ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الحَامِدُونَ - إلى قوله -الحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ ) (٢) قال: فقال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئاً.

[ ١٩٩٦٠ ] ٧ - وبإسناده عن الهيثم بن أبي مسروق، عن عبدالله بن المصدق، عن محمّد بن عبدالله السمندري قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) إني أكون بالباب - يعني: باب الأبواب - فينادون السلاح فأخرج معهم، قال: فقال لي: أرأيتك إن خرجت فاسرت رجلاً فأعطيته الأمان وجعلت له من العقد ما جعله رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) للمشركين أكان يفون لك به؟ قال: قلت: لا والله جعلت فداك ما كانوا يفون لي به، قال: فلا تخرج، قال: ثمّ قال لي: أما إنّ هناك السيف.

____________________

٦ - التهذيب ٦: ١٣٤ / ٢٢٥، واورد مثله عن الفقيه في الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج.

(١) التوبة ٩: ١١١.

(٢) التوبة ٩: ١١٢.

٧ - التهذيب ٦: ١٣٥ / ٢٢٧.

٤٨

[ ١٩٩٦١ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم، ولا ينفذ في الفيء أمر الله عزّ وجل، فإنّه إن مات في ذلك المكان كان مُعيناً لعدونا في حبس حقنا والإِشاطة(١) بدمائنا وميتته ميتة جاهلية.

وفي( الخصال) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - مثله(٢) .

[ ١٩٩٦٢ ] ٩ - وبإسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) - في حديث شرائع الدين - قال: والجهاد واجب مع إمام عادل ومن قتل دون ماله فهو شهيد.

[ ١٩٩٦٣ ] ١٠ - الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) عن الرضا( عليه‌السلام ) - في كتابه إلى المأمون - قال: والجهاد واجب مع إمام عادل، ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه فهو شهيد، ولا يحل قتل أحد من الكفار في دار التقية إلّا قاتل أو باغ وذلك إذا لم تحذر على نفسك، ولا

____________________

٨ - علل الشرائع: ٤٦٤ / ١٣.

(١) اشاط بدمه: عرّضه للقتل ( الصحاح - شيط - ٣: ١١٣٩ ).

(٢) الخصال: ٦٢٥.

٩ - الخصال: ٦٠٧، وأورد قطعة منه في الحديث ٢٩ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج.

١٠ - تحف العقول: ٣١٣، وأورد صدر هذه القطعة في الحديث ٢٤ من الباب ١ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢١ من الباب ٢٤ من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث ٦ من الباب ٥ من أبواب حد المرتد.

٤٩

أكل أموال الناس من المخالفين وغيرهم، والتقية في دار التقية واجبة، ولا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلماً عن نفسه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك،(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٣ - باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم ( عليه‌السلام )

[ ١٩٩٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وانظروا لأنفسكم، فوالله إنّ الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي، فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجيء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثمّ كانت الأُخرى باقية تعمل على ما قد استبان لها، ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم، إن أتاكم آت منّا فانظروا على أي شيء تخرجون، ولا تقولوا: خرج زيد، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه، وإنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولو ظهر لوفىٰ بما دعاكم إليه إنّما خرج إلى سلطان

____________________

(١) تقدم في الحديث ٢٤ من الباب ١ وفي الحديث ١، من الباب ٥ وفي البابين ٦، ٩ وفي الحديث ٢ من الباب ١٠ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١٧ من الباب ٤٢ من أبواب وجوب الحج.

(٢) يأتي في الباب ١٣، وفي الحديث ١ من الباب ٣١ من هذه الأبواب.

الباب ١٣

فيه ١٧ حديثاً

١ - الكافي ٨: ٢٦٤ / ٣٨١.

٥٠

مجتمع لينقضه، فالخارج منّا اليوم إلى أيّ شيء يدعوكم إلى الرضا من آل محمّد( عليه‌السلام ) فنحن نشهدكم إنّا لسنا نرضىٰ به وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منّا إلّا من اجتمعت بنو فاطمة معه، فوالله ما صاحبكم إلّا من اجتمعوا عليه إذا كان رجب فاقبلوا على اسم الله، وإن أحببتم أن تتأخّروا إلى شعبان فلا ضير، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك يكون أقوى لكم، وكفاكم بالسفياني علامة.

[ ١٩٩٦٥ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي رفعه، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلّا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به.

[ ١٩٩٦٦ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمّد، عن سدير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا سدير ألزم بيتك، وكن حِلْساً من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.

[ ١٩٩٦٧ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن حفص بن عاصم، عن سيف التمار، عن أبي المرهف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الغبرة على من أثارها، هلك المحاصير، قلت: جعلت فداك وما المحاصير؟ قال: المستعجلون، أما إنّهم لن يردوا الامر يعرض لهم - إلى أن قال: - يا أبا المرهف أترى قوماً حبسوا أنفسهم على الله لا يجعل

____________________

٢ - الكافي ٨: ٢٦٤ / ٣٨٢.

٣ - الكافي ٨: ٢٦٤ / ٣٨٣.

٤ - الكافي ٨: ٢٧٣ / ٤١١.

٥١

لهم فرجاً؟ بلى والله ليجعلنّ الله لهم فرجاً.

[ ١٩٩٦٨ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأتاه كتاب أبي مسلم، فقال: ليس لكتابك جواب أُخرج عنّا - إلى أن قال: - إنّ الله لا يعجل لعجلة العباد، ولإِزالة جبل عن موضعه أهون من إزالة ملك لم ينقض أجله - إلى أن قال: - قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتّى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا - يقولها ثلاثاً - وهو من المحتوم.

[ ١٩٩٦٩ ] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كل راية ترفع قبل قيام القائم( عليه‌السلام ) فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عزّ وجلّ.

[ ١٩٩٧٠ ] ٧ - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني، فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا الحديث.

[ ١٩٩٧١ ] ٨ - وعن حميد بن زياد، عن عبيدالله بن أحمد الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمّد بن زياد، عن أبان، عن صباح بن سيابة، عن المعلّى بن خنيس قال: ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم وسدير

____________________

٥ - الكافي ٨: ٢٧٤ / ٤١٢.

٦ - الكافي ٨: ٢٩٥ / ٤٥٢.

٧ - الكافي ٨: ٣١٠ / ٤٨٣.

٨ - الكافي ٨: ٣٣١ / ٥٠٩.

٥٢

وكتب غير واحد إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) حين ظهر المسودة قبل أن يظهر ولد العبّاس بأنّا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر اليك، فما ترى؟ قال: فضرب بالكتب الأرض، قال: أُفّ أُفّ ما أنا لهؤلاء بامام، أما يعلمون أنّه إنّما يقتل السفياني.

[ ١٩٩٧٢ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام - في وصية النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: يا علي إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك لم تنقض أيّامه.

[ ١٩٩٧٣ ] ١٠ - وفي( العلل) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن عمران الهمداني، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع جميعاً، عن يونس ابن عبدالرحمن، عن العيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: اتّقوا الله وانظروا لأنفسكم، فإنّ أحقّ من نظر لها أنتم، لو كان لأحدكم نفسان فقدّم إحداهما وجرّب بها استقبل التوبة بالأُخرى كان، ولكنّها نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة إن اتاكم منّا آت ليدعوكم إلى الرضا منّا فنحن نشهدكم إنّا لا نرضى إنّه لا يطيعنا اليوم وهو وحده وكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والأعلام.

[ ١٩٩٧٤ ] ١١ - وفي( عيون الأخبار) عن أحمد بن يحيى المكتب، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن محمّد بن زيد النحوي، عن ابن أبي عبدون، عن أبيه، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه قال

____________________

٩ - الفقيه ٤: ٢٥٤ / ٨٢١، حديث طويل أشرنا إلى مواضع قطعاته في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب السفر.

١٠ - علل الشرائع: ٥٧٧ / ٢.

١١ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٤٨ / ١.

٥٣

للمأمون: لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي، فإنّه كان من علماء آل محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، غضب لله فجاهد أعدائه حتى قتل في سبيله، ولقد حدّثني أبي موسى بن جعفر أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) يقول: رحم الله عمّي زيداً إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفىٰ بما دعا إليه، لقد استشارني في خروجه فقلت: إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك - إلى أن قال: - فقال الرضا( عليه‌السلام ) : إنّ زيد بن علي لم يدّع ما ليس له بحقّ، وإنّه كان أتقى لله من ذلك إنّه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ١٩٩٧٥ ] ١٢ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب أبي عبدالله السياري، عن رجل قال: ذكر بين يدي أبي عبدالله( عليه‌السلام ) من خرج من آل محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، فقال: لا أزال(١) أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمّد، ولوددت أنّ الخارجي من آل محمّد خرج وعليّ نفقة عياله.

[ ١٩٩٧٦ ] ١٣ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب ابن سالم، عن أبي الحسن العبيدي (٢) ، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلّا أدخله الله الجنّة.

[ ١٩٩٧٧ ] ١٤ - وعن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن محمّد العلوي،

____________________

١٢ - مستطرفات السرائر ٤٨ / ٤.

(١) كان في الاصل: لا زال، وما أثبتناه من المصدر.

١٣ - أمالي الطوسي ١ / ١٢٢.

(٢) في المصدر: أبي الحسن العبدي.

١٤ - أمالي الطوسي ٢: ٢٦.

٥٤

عن حيدر بن محمّد بن نعيم، عن محمّد بن عمر الكشي، عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) : إنّ عبدالله بن بكير كان يروي حديثاً وأنا أُحبّ أن اعرضه عليك، فقال: ما ذلك الحديث؟ قلت: قال ابن بكير: حدثني عبيد بن زرارة قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أيام خرج محمّد(١) بن عبدالله بن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: جعلت فداك إنّ محمّد بن عبدالله قد خرج فما تقول في الخروج معه؟ فقال: اسكنوا ما سكنت السماء والأرض فقال عبدالله بن بكير: فإن كان الامر هكذا أو لم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض فما من قائم وما من خروج، فقال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : صدق أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وليس الأمر على ما تأوّله ابن بكير، إنّما عنىٰ أبو عبدالله( عليه‌السلام ) اسكنوا ما سكنت السماء من النداء، والأرض من الخسف بالجيش.

ورواه الشيخ في( المجالس والأخبار) بهذا السند (٢) .

ورواه الصدوق في( عيون الأخبار) وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن سهل بن زياد، عن علي بن الريان، عن عبيدالله الدهقان، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) نحوه(٣) .

[ ١٩٩٧٨ ] ١٥ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال في خطبة له: الزموا الأرض، واصبروا على البلاء، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم، ولا

____________________

(١) في نسخة: إبراهيم ( هامش المخطوط ).

(٢) لم نعثر عليه في أمالي الطوسي المطبوع.

(٣) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٣١٠ / ٧٥، معاني الاخبار ٢٦٦ / ١.

١٥ - نهج البلاغة ٢: ١٥٦ / ١٨٥.

٥٥

تستعجلوا بما لم يعجل الله لكم، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلاته بسيفه، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً.

[ ١٩٩٧٩ ] ١٦ - محمّد بن الحسن في( كتاب الغيبة) عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتّى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تدركها: إختلاف بني فلان، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق الحديث، وفيه علامات كثيرة لخروج المهدي( عليه‌السلام ) .

[ ١٩٩٨٠ ] ١٧ - إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي في( كتاب الغارات) عن إسماعيل بن أبان، عن عبدالغفّار بن القاسم، عن المنصور بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وعن أحمد بن عمران بن محمّد بن أبي ليلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش قال: خطب علي( عليه‌السلام ) بالنهروان - إلى أن قال - فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن الفتن، فقال: إنّ الفتنة إذا أقبلت شبهت، - ثمّ ذكر الفتن بعده إلى أن قال - فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما نصنع في ذلك الزمان؟ قال: انظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا، وإن استصرخوكم فانصروهم تؤجروا، ولا تستبقوهم فتصرعكم البلية، ثمّ ذكر حصول الفرج بخروج صاحب الأمر( عليه‌السلام ) .

أقول: تقدم ما يدل على ذلك(١) .

____________________

١٦ - غيبة الطوسي: ٢٦٩.

١٧ - الغارات ١: ٩.

(١) تقدم ما يدل على اعتبار الإِذن من الإِمام العدل في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

٥٦

١٤ - باب استحباب متاركة الترك والحبشة ما دام يمكن الترك

[ ١٩٩٨١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: تاركوا الترك ما تركوكم، فإنّ كلبهم شديد وكلبهم خسيس.

[ ١٩٩٨٢ ] ٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في( المجالس) عن أبيه، عن أبي الطيب الحسين بن علي التمار، عن محمّد بن القاسم الأنباري، عن أبيه، عن العنزي، عن إبراهيم بن مسلم، عن عبدالحميد بن عبدالعزيز، عن مروان بن سالم، عن الأعمش، عن أبي وائل وزيد بن وهب، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : تاركوا الترك ما تركوكم، فإنّ أول من يسلب أُمتي ملكها وما خولها(١) الله لبنو قنطور بن كركر وهم الترك.

[ ١٩٩٨٣ ] ٣ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد )، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد قال: حدثني جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: تاركوا

____________________

الباب ١٤

فيه ٣ أحاديث

١ - علل الشرائع: ٣٩٢ / ٣.

٢ - أمالي الطوسي ١: ٥.

(١) في نسخة: وما حق لها.

٣ - قرب الإِسناد: ٤٠.

٥٧

الحبشة ما تركوكم، فوالذي نفسي بيده لا يستحرج كنز الكعبة إلّا ذو شريعتين(١) .

١٥ - باب آداب أُمراء السرايا وأصحابهم

[ ١٩٩٨٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان إذا بعث سرية دعا لها.

[ ١٩٩٨٥ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال أظنّه عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا أراد أن يبعث سريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امراة ولا تقطعوا شجراً إلّا أن تضطروا إليها، وأيّما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى احد من المشركين فهو جار حتّى يسمع كلام الله، فإن تبعكم فأخوكم في الدين، وإن أبى فأبلغوه مأمنه، واستعينوا بالله.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن الوشاء، عن محمّد بن حمران وجميل بن دراج كلاهما، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

____________________

(١) في نسخة: ذو الشريفتين ( هامش المخطوط ).

الباب ١٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٢٩ / ٧.

٢ - الكافي ٥: ٢٧ / ١، التهذيب ٦: ١٣٨ / ٢٣١.

(٢) المحاسن: ٣٥٥ / ٥١.

٥٨

وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشاء نحوه(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(٢) .

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل نحوه(٣) .

[ ١٩٩٨٦ ] ٣ - وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان إذا بعث أميراً له على سرية أمره بتقوى الله عز وجل في خاصّة نفسه ثم في أصحابه عامّة ثم يقول: اغز بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليداً ولا متبتّلاً في شاهق، ولا تحرقوا النخل، ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعاً لأنّكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه، ولا تعقروا من البهائم ممّا(٤) يؤكل لحمه إلّا ما لا بدّ لكم من أكله، وإذا لقيتم عدوّاً للمسلمين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم: أدعوهم إلى الإِسلام فإن دخلوا فيه فأقبلوا منهم وكفّوا عنهم، وادعوهم إلى الهجرة بعد الإِسلام فإن فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، وإن أبوا ان يهاجروا واختاروا ديارهم وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين ولا يجري لهم في الفيء ولا في القسمة شيئاً إلّا أن يهاجروا(٥) في سبيل الله، فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، فإن أعطوا الجزية فاقبل منهم وكف عنهم وإن ابوا فاستعن

____________________

(١) الكافي ٥: ٣٠ / ٩.

(٢) التهذيب ٦: ١٣٩ / ٢٣٣.

(٣) الكافي ٥: ٣٠ / ذيل حديث ٩.

٣ - الكافي ٥: ٢٩ / ٨.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) في التهذيب: يجاهدوا ( هامش المخطوط ).

٥٩

بالله عز وجل عليهم وجاهدهم في الله حق جهاده، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك على ان ينزلوا على حكم الله عز وجل فلا تنزل بهم(١) ولكن أنزلهم على حكمكم ثم أقض فيهم بعد ما شئتم، فإنّكم إن أنزلتموهم على حكم الله لم تدروا تصيبوا حكم الله فيهم أم لا، واذا حاصرتم أهل حصن فإن آذنوك على أن تنزلهم على ذمّة الله وذمة رسوله فلا تنزلهم ولكن أنزلهم على ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم، فإنّكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم كان أيسر عليكم يوم القيامة من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٩٩٨٧ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا بعث جيشاً فأتّهم أميراً بعث معه من ثقاته من يتجسس له خبره.

[ ١٩٩٨٨ ] ٥ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في كلام له في حض أصحابه على القتال: فقدّموا الدارع، وأخّروا الحاسر، وعضّوا على الأضراس، فإنّه أنبى للسيوف عن الهام، والتووا في اطراف الرماح فإنه أمور(٣) للأسنة، وغضّوا الابصار فإنّه أربط للجأش واسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل، ورايتكم فلا تميلوها ولا تجعلوها ولا تجعلونها إلّا بأيدي الشجعان منكم، فإنّ الصابرين

____________________

(١) في نسخة: لهم ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٦: ١٣٨ / ٢٣٢.

٤ - قرب الإِسناد: ١٤٨.

٥ - نهج البلاغة ٢: ٤ / ١٢٠.

(٣) مار السنان: اضطرب ولم يصب هدفه، انظر ( الصحاح - مور - ٢: ٨٢٠ ).

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391