المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير

المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير 0%

المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 97

المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي
تصنيف: الصفحات: 97
المشاهدات: 16475
تحميل: 3376

توضيحات:

المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 97 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16475 / تحميل: 3376
الحجم الحجم الحجم
المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير

المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ورواه في(١) (٦ / ٤٠٧) بلفظ أحمد الأوَّل، مِن طريق عبد الله بن أحمد، وأبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري، والخطيب البغدادي، والضياء المقدسي.

ورواه الوصابي في(الاكتفاء) ، باللفظ الأوَّل مِن لفظي أحمد، نقلاً عن(زوائد المـُسند) (٢) لعبد الله بن أحمد، ومِن طريق أبي يعلى في(مُسنده) (٣) ، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار، والخطيب في تاريخه، والضياء في المـُختارة. ع(٤) (٢ / ١٣٢)(٥) .

____________________

(١) كنز العُمَّال: ١٣ / ١٧٠ ح ٣٦٥١٥.

(٢) زوائد المـُسند: ص ٤١٣ ح ١٩٧ باب ١٠.

(٣) مُسند أبي يعلى: ١ / ٤٢٨ ح ٥٦٧.

(٤) عبقات الأنوار: ٧ / ٧١.

(٥) ومِمَّن أخرج حديث المـُناشدة مِن رواية عبد الرحمان بن أبي ليلى البزَّاز في مُسنده رقم ٦٣٢، كشف الأستار: ح ٢٥٤٣.

وأخرجه الطبري، وعنه السيوطي في مُسند علي: ص ٤٦، وأخرجه أبو يعلى في مُسنده رقم ٥٦٧، وأخرجه ابن عقدة في كتاب الموالاة، وعنه أبو طالب في أماليه تيسير المطالب: ص ٤٨.

وأخرجه المحاملي في أماليه: ص ١٦٢ رقم ١٣٣.

وأخرجه الدارقطني في الأفراد، وعنه السيوطي في جمع الجوامع: ٢ / ١٥٥، ومِن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه رقم ٥١٠، عن ابن البنا، عن ابن المأمون، عن الدارقطني بإسناده، وفيه: فقام بِضعة عشر رجُلاً فشهدوا، وكَتَم قوم فما فنوا مِن الدنيا حتَّى عموا وبرصوا.

وأخرجه القاضي الحسين بن هارون الضبي في أماليه عن ابن عقدة، وكذا أبو علي الصوَّاف في الجزء الثالث مِن فوائده الموجود في المجموع ١٠٥ في الظاهريَّة، وفيه: فقام اثنا عشر بدريَّاً.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في أخبار أصبهان: ٢ / ٢٢٧، والخطيب في المـُتَّفق والمـُفترَق، في ترجمة العلاء بن سالم العطَّار، وكذا ابن المغازلي في المناقب: رقم ٢٧.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بخمس طُرق، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى بالأرقام ٥٠٦ - ٥١٠، وفي ٥٠٦ - ٥٠٨: فقام اثنا عشر بدريَّاً فشهدوا.

وأخرجه الضياء المقدسي في المـُختارة: ٢ / ٢٧٣ برقم ٦٥٤، وفيه: فقام إلاَّ ثلاثة لم يقوموا: فدعا عليهم فأصابتهم دعوته. وأوعز إليه أيضا في المـُختارة: ٢ / ١٠٧ و ٢٧٤.

وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير: برقم ٤، وفيه: فقام اثنا عشر رجُلاً كلُّهم مِن أهل بدر، منهم زيد بن أرقم، وبرقم ٥ نحوه، وبرقم ٦: فقام اثنا عشر بدريَّاً فشهدوا..، وبالأرقام ٧ و ٨ و ٩ و ١٠، وقال في الرقم ٩: فهذه طُرق صالحة، وأخرجه عنه في تاريخ الإسلام - عهد الخلفاء - ص ٦٣٢، وقال: وله طُرق أُخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي، يُصدِّق بعضها بعضا، وأخرجه البوصيري في إتحاف السادة: ج ٣ / ق ٥٥ / ب.

وأورده السيوطي في جمع الجوامع: ٢ / ١٥٥، وفي مُسند علي: ص ٤٦ رقم ١٤٥، ورمز له: عم ع ابن جرير خط ض، أي عبد الله بن أحمد في مُسند أبيه، وأبو يعلى، والطبري، والخطيب، والضياء المقدسي في المـُختارة. (الطباطبائي).

٤١

١٤ - عمرو ذي مُرّ - المـُترجَم (ص ٦٩) -:

أخرج أحمد بن حنبل(مُسنده) (١) (١ / ١١٨)، قال: حدَّثنا علي بن حكيم، أنبأنا شريك عن أبي إسحاق، عن عمرو بمِثل حديث أبي إسحاق عن سعيد وزيد المذكور (ص ١٧١)، وزاد فيه: (وانصُر مَن نصره، واخذل مَن خذله ).

وروى النسائي في(الخصائص) (٢) (ص ١٩) - وفي طبعة (ص ٢٦) - قال:

أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدَّثنا خلف بن تميم، قال: حدَّثنا إسرائيل، حدَّثنا أبو إسحاق، عن عمرو ذي مُرِّ، قال: ً شهدت عليَّاً بالرحبة ينشد أصحاب محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلم): (أيُّكم سمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خُمٍّ ما قال؟ ).

فقام أُناس، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، أللَّهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه، وانصُر مَن نصره )

ورواه في(٣) (ص ٤١) بإسناد آخر عنه.

ورواه الحموئي في(فرائد السمطين) (٤) ، الباب العاشر عنه بالسَند واللفظ

____________________

(١) مُسند أحمد: ١ / ١٨٩ ح ٩٥٤.

(٢) خصائص أمير المؤمنين: ص ١١٧ ح ٩٩، وفي السُّنن الكبرى: ٥ / ١٣٦ ح ٨٤٨٤.

(٣) المصدر السابق: ص ١٠١ ح ٨٧، وفي السُّنن الكبرى: ٥ / ١٥٤ ح ٨٥٤٢.

(٤) فرائد السمطين: ١ / ٦٨ ح ٣٤.

٤٢

المذكورين (ص ١٧١)، والحافظ الهيثمي في(مجمع الزوائد) (٩ / ١٠٥) عنه، وعن زيد بن يثيع وسعيد بلفظ ابن عقدة المذكور (ص ١٧١)، من طريق البزَّاز، ومَرَّ هناك قوله: رجاله رجال الصحيح والكنجي الشافعي في كفايته(١) (ص ١٧) بإسناد عن عمرو، وزيد بن يثيع، وسعيد بن وهب، والذهبي في ميزانه(٢) (٢ / ٣٠٣)، عن أبي إسحاق عن عمرو، وابن كثير في تاريخه(٣) (٥ / ٢١١)، من طريق أحمد والنسائي وابن جرير، و (٧ / ٣٤٧)، من طريق ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفَّان العامري، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن عمرو بلفظه المذكور (ص ١٧١)، وذكر قول أبي إسحاق: يا أبا بكر أيُّ أشياخٍ هم!..، والسيوطي في تاريخ الخلفاء(٤) (ص ١١٤)، وجمع الجوامع كما في كنز العُمَّال(٥) (٦ / ٤٠٣)، عن أبي إسحاق عن عمرو وسعيد وزيد بلفظ أسلفناه، عن طريق البزَّاز(٦) وابن جرير والخلعي، والجزري في(أسنى المطالب) (٧) (ص ٤) بلفظ أحمد.(٨)

____________________

(١) كفاية الطالب: ص ٦٣.

(٢) ميزان الاعتدال: ٣ / ٢٩٤ رقم ٦٤٨١.

(٣) البداية والنهاية: ٥ / ٢٣٠ حوادث سنة ١٠ هـ، ٧ / ٣٨٤ حوادث سنة ٤٠ هـ.

(٤) تاريخ الخلفاء: ص ١٥٨.

(٥) كنز العُمَّال: ١٣ / ١٥٨ ح ٣٦٤٨٧.

(٦) مُسند البزَّاز: ٣ / ٣٥ رقم ٧٦٦.

(٧) أسنى المطالب: ص ٤٩.

(٨) وأخرج حديث المـُناشدة عن عمرو ذي مُرَّ، أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: ١٠٢٢ وفي كتاب مناقب علي: رقم ١٤٤.

وأخرجه البزَّاز في مُسنده: رقم ٧٨٦، كشف الأستار: ح ٢٥٤٢. وفي مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٥ قال: أخرجه البزَّاز، ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه النسائي في السُّنن الكبرى: ح ٨٤٨٣ و ٨٤٨٤. وفي الخصائص: ح ٩٨ و ٩٩ و ١٥٧. وأخرجه الطبري بعِدَّة طُرق، وعنه الذهبي في كتابه في الغدير برقم: ١٩ و ٢٠ و ٤١ و ١٠٧، وأورده عن الطبري ابن كثير أيضا في البداية والنهاية: ٥ / ٢١٠ و ٧ / ٣٤٧. وأخرجه الطبراني في الكبير: ح ٥٠٥٩، والأوسط: ح ٢١٣٠ و ٥٣٠١، والدارقطني في المِلَل: ٣ / ٢٢٤ و ٢٢٦. وأخرجه أبو محمد الخلدي الخواصّ، في فوائده في الورقة ١٥٤، وعنه في تعاليق عِلَل الدارقطني: ٣ / ٢٢٦. وأخرجه الحسن بن رشق العسكري في المـُنتقى، مِن حديثه عن شيوخه الموجود في المجموع ١١٥، مِن مخطوطات الظاهريَّة، في مكتبة الأسد الوطنيَّة. وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه رقم:٥١٥ و ٥١٦، أخرجه الذهبي في كتابه في الغدير بعِدَّة طُرق بالأرقام: ١٦، ١٧، ١٨، ١٩، ٢٠، ٢٣،٤١، ١٠٧. وأورده السيوطي في جمع الجوامع: ٢ / ٧٢، والشوكاني في دُرِّ السحابة: ص ٢٠٩. (الطباطبائي).

٤٣

١٥ - عميرة بن سعد - المـُترجَم (ص ٦٩) -:

أخرج الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في(حلية الأولياء) (٥ / ٢٦) قال:

حدَّثنا سليمان بن أحمد - الطبراني -، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، حدَّثنا إسماعيل بن عمرو البجلي(١) ، حدَّثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال:

شهدت عليَّاً على المنبر ناشداً أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم)، وفيهم: أبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وهم حول المنبر، وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجُلاً هؤلاء منهم، فقال علي: (نَشدتكم بالله: هل سمعتم رسول الله يقول: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه؟).

فقاموا كلُّهم، فقالوا: أللَّهمَّ نعم. وقعد رجل، فقال: (ما منعك أنْ تقوم؟) قال: يا أمير المؤمنين كَبرت ونَسيت!

____________________

(١) ذكره ابن حجر في تهذيبه: ١ / ٣٢٠ (١ / ٢٧٨)، وقال: وما أظنُّه إلاَّ تصحيفا مِن إسماعيل بن عمر الواسطي، وحُكي في إسماعيل بن عمر الواسطي ثقته عن الخطيب (تاريخ بغداد: ٦ / ٢٤٢ رقم ٣٢٧٩)، وابن المديني، وابن حبان (الثقات: ٨ / ٩٤)، وقال: مات بعد المائتين. انتهى. وفي سند ابن المغازلي وابن كثير - كما يأتي -: عمر، وهو الصحيح. (المؤلِّف).

٤٤

فقال: (الَّلهمَّ إنْ كان كاذباً فاضربه ببلاءٍ حَسَن )(١) .

قال: فما مات حتَّى رأينا بين عينيه نُكتةً بيضاء لا تُواريها العمامة.

غريب مِن حديث طلحة، تفرَّد به مسعر عنه مُطوَّلاً، ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مِثله، ورواه الأجلح(٢) وهاني(٣) بن أيوب عن طلحة مُختصرا.

وروى النسائي في(خصائصه) (٤) (ص ١٦)، عن محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، وأحمد بن عثمان بن حكيم، عن عبيد الله بن موسى، عن هاني بن أيُّوب، عن طلحة، عن عميرة بن سعد:

أنَّه سمع عليَّاً (عليه السلام)، وهو يَنشد في الرحبة مَن سمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) فقام ستَّة نفر فشهدوا.

وروى أبو الحسن ابن المغازلي في(مناقبه) (٥) ، قال: حدَّثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني، قَدَم علينا واسطاً، إملاءً مِن كتابه لعشرٍ بقين مِن شهر رمضان، سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، قال: حدَّثنا محمد بن علي بن عمر بن المهدي، قال: حدَّثني سليمان بن أحمد بن أيُّوب الطبراني، قال: حدَّثني أحمد بن إبراهيم

____________________

(١) لفظة (حَسَن) مِن زيادات الرواة أو النُّسَّاخ؛ فإنَّ ما أصاب الرجل - وهو أنس، بمعونة بقيَّة الأحاديث - مِن العَمى أو البرص كانت نِقمةً عليه مِن جرَّاء دعواه الكاذبة مِن النسيان المـُسبَّب عن الكِبر، لا بلاءً حَسَناً، كيف، وقد أُريد به الفضيحة، وكان هو يلهج بذلك؟! (المؤلِّف).

(٢) يُقال: اسمه يحيى بن عبد الله بن حُجيَّة - بالتصغير - الكوفي، المـُكنَّى بأبي حُجيَّة: تُوفِّي (١٤٠، ١٤٥)، وثَّقه ابن معين (في التاريخ: ٣ / ٢٧٠ رقم ١٢٧) والعجلي، وقال ابن عدي (في الكامل في ضعفاء الرجال: ١ / ٤٢٩ رقم ٢٣٨): بعد في الشيعة، مُستقيم الحديث، وقال ابن حجر (في تقريب التهذيب: ١ / ٤٩ رقم ٣٢٣): صدوق شيعيٌّ. (المؤلِّف).

(٣) قال ابن كثير في تاريخه: ٥ / ٢١١ (٥ / ٢٣٠ حوادث سنة ١٠ هـ): ثِقة. (المؤلِّف).

(٤) خصائص أمير المؤمنين: ص ١٠٠ ح ٨٥، وفي السُّنن الكبرى: ٥ / ١٣١ ح ٨٤٧٠.

(٥) مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام): ص ٢٦ ح ٣٨.

٤٥

ابن كيسان الثقفي الأصفهاني، قال: حدَّثني إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدَّثني مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، قال:

شهدت عليَّاً على المِنبر ناشداً أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم): ([ مَن سمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم)](١) يوم غدير خُمٍّ يقول ما قال، فليشهد).

فقام اثنا عشر رجُلاً، منهم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وأنس بن مالك(٢) ، فشهدوا: أنَّهم سمعوا رسول الله يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه).

ورواه ابن كثير في(تاريخه) (٣) (٥ / ٢١١)، مِن طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن مسعر، عن طلحة، عن عميرة.

ومِن طريق عبيد الله بن موسى، عن هاني بن أيوب، عن طلحة، عن عميرة، وفي (٧ / ٣٤٧) مِن طريق الطبراني المذكور.

ورواه السيوطي في(جمع الجوامع) ، كما في كنز العُمَّال(٤) (٦ / ٤٠٣)، مِن طريق الطبراني في(الأوسط) بلفظيه، وفي أحدهما: فقام ثمانية عشر رجُلاً فشهدوا، وفي الثاني: اثنا عشر رجُلاً.

والشيخ إبراهيم الوصابي في كتاب(الاكتفاء) ، نقلا عن(المـُعجم الأوسط) للطبراني بلفظيه.

____________________

(١) ما بين المعقوفين ساقط مِن الطبعتين، وأثبتناه مِن المصدر.

(٢) إنَّ أنساً مِمَّن كان حول المِنبر، لا مِن شهود الحديث، كما مَرَّ في هذه الرواية بلفظ أبي نعيم في الحلية، وكذلك في بقيَّة الأحاديث، وهو الذي أصابته دعوة الإمام (عليه السلام)، ففي هذا المـَتن تحريف واضح. (المؤلِّف).

(٣) البداية والنهاية: ٥ / ٢٣٠ حوادث سنة ١٠ هـ، ٧ / ٣٨٤ حوادث سنة ٤٠ هـ.

(٤) كنز العُمَّال: ١٣ / ١٥٤ ح ٣٦٤٨٦.

٤٦

فائدة:

أخرج الحافظ الهيثمي في(مجمع الزوائد) (٩ / ١٠٨)، مِن طريق الطبراني في(الأوسط) (١) و(الصغير) (٢) ، عن عميرة بنت سعد حديث المـُناشدة، بلفظ عميرة بن سعد المذكور عن ابن المغازلي، ثمَّ جاء بعض المـُتأخِّرين، وذكر الحديث عن عميرة بنت سعد، وترجمها وعرَّفها بما مَرَّ (ص ٦٩)، وقد خفي عليه أنَّه تصحيف، وأنَّه هو الحديث الذي نقله الحفَّاظ مِن طريق الطبراني، عن عميرة بن سعد.(٣)

١٦ - يعلى بن مُرَّة بن وهب الثقفي، الصحابي:

روى ابن الأثير في(أسد الغابة) (٤) (٥ / ٦)، مِن طريق أبي نعيم وأبي موسى المديني بإسنادهما إلى أبي العباس بن عقدة، عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، عن الحسن بن زياد، عن عمرو بن سعيد البصري(٥) ، عن عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مُرَّة، عن

____________________

(١) المعجم الأوسط: ٣ / ١٢٣ ح ٢٢٧٥.

(٢) المعجم الصغير: ١ / ٦٤.

(٣) ومِمَّن أخرج حديث المـُناشدة مِن رواية عميرة بن سعد، الحفَّاظ ابن راهويه في المطالب العالية: ٣٩٧٢، والنسائي في السُّنن الكبرى: ح ٨٤٧٠ وفي الخصائص: ح ٨٥. وفي مُسند علي (عليه السلام)، كما في تهذيب الكمال: ٢٢ / ٣٩٧ وغدير الذهبي: رقم ١٠٨.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة: ١٣٧٣، والطحَّاوي في مُشكل الآثار: ٢ / ٣٠٧، والدارقطني في العِلَل: ٤ / ٩١ سؤال ٤٤٦، وأبو القاسم الحرفي في المجلس العاشر مِن أماليه في المجموع ٧٣ مِن مجاميع المكتبة الظاهريَّة بدمشق.

وأخرجه الطبراني في المـُعجم الأوسط: ح ٢٢٧٥ و ٣١٣١ و ٦٨٧٨ و ٧٠٢٥، وأبو نعيم في أخبار أصبهان: ١ / ١٠٧.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بالأرقام: ٥١١ - ٥١٤، والمزِّي في تهذيب الكمال: ٢٢ / ٣٩٧، والذهبي في كتابه الغدير بالأرقام: ٢٨ و ٢٩ و ٣٠ و ٣٤.

والسيوطي في جمع الجوامع: ٢ / ٧٠ وفي مُسند علي: رقم ٦٨٢، والشوكاني في دُرِّ السحابة: ٢١١، والألباني في الأحاديث الصحيحة: ٤ / ٣٤٢. (الطباطبائي).

(٤) أُسد الغابة: ٥ / ٢٩٧ رقم ٥١٦٢.

(٥) في الطبعة المـُحقَّقة: عمر بن سعد النصري، وهو ما أثبته أبو حاتم في الجرح والتعديل: ٦ / ١١٢ رقم ٥٩٤.

٤٧

وهب، وهاني بن هاني بلفظٍ مَرَّ (ص ١٧٣)، وسمعت هناك تحريف ابن حجر في إصابته الحديث(١) .

١٨ - حارثة بن مضرب التابعي:

أخرج النسائي في(الخصائص) (٢) (ص ٤٠)، قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، قال: حدَّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، قال: قال عليٌّ (عليه السلام) في الرحبة:

(أَنشد بالله، مَن سمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خُمٍّ يقول: الله وليِّي، وأنا وليُّ المؤمنين، ومَن كنت وليَّه فهذا وليُّه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُر مَن نصره).

فقال سعيد: قام إلى جنبي ستَّةٌ، وقال حارثة بن مضرب: قام [ عندي ](٣) ستَّةٌ. وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستَّةٌ.

وقال عمرو ذي مُرّ: (أحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه).

____________________

(١) وأخرجه الذهبي في جزء له في - حديث (مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه) - كتابه في الغدير، عن ابن عقدة برقم ٢٤: ابن عقدة، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان بن الأسود الكندي، حدَّثنا جعفر بن محمد بن يحيى، حدَّثني موسى بن النضر الحمصي، حدَّثني أبو غيلان سعد بن طالب، حدَّثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مُرّ، وزيد بن يثيع، وسعيد بن وهب، وهاني بن هاني ومَن لا أُحصي: أنَّ عليَّاً نشد الناس عند الرحبة: (مَن سمع قول رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم): مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه الَّلهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه).

فقام نفر، فقال بعضهم: ستَّة، وقال بعضهم: ثلاثة، فشهدوا بذلك، وكَتَم قوم، فما خرجوا مِن الدنيا حتَّى عموا أو أصابتهم آفة، منهم يزيد بن وديعة، وعبد الرحمان بن مدلج. (الطباطبائي).

(٢) خصائص أمير المؤمنين: ص ١٦٧ ح ٥٧، وفي السُّنن الكبرى: ٥ / ١٥٤ ح ٨٥٤٢.

(٣) ما بين المعقوفين أثبتناه مِن المصدر.

٤٨

قال ابن أبي الحديد في(شرح نهج البلاغة) (١) (١ / ٢٠٩): روى عثمان بن سعيد، عن شريك بن عبد الله - القاضي المـُتوفَّى (١٧٧) - قال:

لمـَّا بلغ عليَّاً (عليه السلام) أنَّ الناس يتَّهمونه فيما يذكره مِن تقديم النبي له وتفضيله [ إيَّاه ](٢) على الناس، قال:

(أَنشد الله، مَن بقي مِمَّن لقي رسول الله، وسمع مقاله في يوم غدير خُمٍّ إلاَّ قام، فشهد بما سمع).

فقام ستَّة مِمَّن عن يمينه مِن أصحاب رسول الله، وستَّة مِمَّن على شماله مِن الصحابة أيضا، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله يقول ذلك اليوم - وهو رافع بيدَي عليٍّ (عليه السلام) -:

(مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُر مَن نصره، وأخذل مَن خذله، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه).

وقال برهان الدين الحلبي في(سيرته) (٣) (٣ / ٣٠٢).

قد جاء أنَّ عليَّاً - كرَّم الله وجهه - قام خطيباً، فحمد الله، وأثنى عليه، ثمَّ قال:

(أَنشد الله، مَن يَنشد(٤) يوم غدير خُمٍّ إلاَّ قام، ولا يقوم رجل يقول: أُنبئت أو بَلَغني، إلاَّ رجل سمعتْ أُذناه ووعى قلبه).

فقام سبعة عشر صحابيَّاً، وفي رواية ثلاثون صحابيَّاً، وفي(المعجم الكبير) ستَّة عشر، وفي رواية اثنا عشر.

____________________

(١) شرح نهج البلاغة: ٢ / ٢٨٨ خُطبة ٣٧.

(٢) الزيادة مِن المصدر.

(٣) السيرة الحلبيَّة: ٣ / ٢٧٤.

(٤) كذا في المصدر أيضا، والصحيح ظاهراً: شهد.

٤٩

فقال: (هاتوا ما سمعتم). فذكروا الحديث، ومِن جملته: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، وفي رواية: فهذا مولاه).

وعن زيد بن أرقم (رضي الله عنه): وكنتُ مِمَّن كَتَم، فذهب الله ببصري، وكان علي - كرَّم الله وجهه - دعا على مَن كَتَم. انتهى.

وهناك جمع آخرون مِن مُتأخري المـُحدِّثين رووا هذه المـُناشدة نُضرب عن ذكرهم صفحاً، ونقتصر على ما ذُكر.(١) .

____________________

(١) وقد رُوي حديث المـُناشدة عن جماعة آخرين، منهم:

١ - هبيرة بن مريم:

حديثه عند الطبري، وعند الطبراني في المـُعجم الكبير: ح ٨٠٥٨، والدارقطني في العِلَل: ٣ / ٢٢٥، والذهبي في كتابه في الغدير: برقم ١٠٧ نقلاً عن الطبري.

٢ - أبو رملة عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري البلوي:

أخرج الطبري في كتابه في الغدير (كتاب الموالاة) حدَّثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن أبي رملة:

أنَّ ركباً أتوا عليَّاً، فقالوا: السلام عليك قال علي: (أَنشد الله رجُلاً سمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خُمٍّ ...) فقام اثنا عشر رجُلاً فشهدوا بذلك

٣ - أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري:

رواه الذهبي في كتابه في الغدير - وهو جزء في حديث: (مَن كنتُ مولاه برقم ١١ ورقم ١١٠.

٤ - أبو وائل شقيق بن سلمة:

أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف، في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام): رقم ١٦٩ بإسناده عنه، قال: قال علي على المنبر: (نشدت الله رجُلاً سمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خُمٍّ: الَّلهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه إلاَّ قام فشهد) - وتحت المِنبر أنس بن مالك، والبرَّاء بن عازب وجرير بن عبد الله - فأعادها، فلم يُجِبه أحد!! فقال:

(الَّلهمَّ مَن كَتَم هذه الشهادة، وهو يعرفها فلا تُخرجه مِن الدنيا حتَّى تجعل به آيةً يعرف بها).

قال: فبرص أنس، وعَمي البراء، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته، فأتى الشراة فمات في بيت أُمِّة فيها.

٥ - الحارث الأعور:

حديثه عند الدارقطني في العِلَل: ٣ / ٢٢٦، وفي لسان الميزان: ٢ / ٣٧٩ مُلخَّصا. (الطباطبائي).

٥٠

أعلام الشهود لأمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الرحبة بحديث الغدير -:

١ - أبو زينب بن عوف الأنصاري.

٢ - أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري.

٣ - أبو فضالة الأنصاري: استُشهِد بصِفِّين مع أمير المؤمنين (عليه السلام) - بدريٌّ.

٤ - أبو قدامة الأنصاري:الشهيد بصِفِّين مع أمير المؤمنين (عليه السلام).

٥ - أبو ليلى الأنصاري: يُقال: استُشهِد بصِفِّين (١) .

٦ - أبو هريرة الدوسي: المـُتوفَّى (٥٧، ٥٨، ٥٩).

٧ - أبو الهيثم بن التيهان: الشهيد بصِفِّين - بدريٌّ.

٨ - ثابت بن وديعة الأنصاري، الخزرجي، المدني.

٩ - حبشي بن جنادة السلولي: شَهِد مع علي مَشاهده.

١٠ - أبو أيُّوب خالد الأنصاري: المـُستشهَد غازيا بالروم (٥٠، ٥١، ٥٢) - بدريٌّ.

١١ - خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين: الشهيد بصِفِّين بدريٌّ.

١٢ - أبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي: المـُتوفَّى (٦٨).

١٣ - زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاري.

١٤ - سهل بن حنيف الأنصاري، الأوسي: المـُتوفَّى (٣٨) - بدريٌّ.

١٥ - أبو سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري: المـُتوفَّى (٦٣، ٦٤، ٦٥).

١٦ - أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري المـُتوفَّى (٩١).

١٧ - عامر بن ليلى الغفاري.

١٨ - عبد الرحمان بن عبد ربّ الأنصاري.

١٩ - عبد الله بن ثابت الأنصاري: خادم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم).

٢٠ - عبيد بن عازب الأنصاري: مِن العَشرة الدعاة إلى الإسلام(٢) .

____________________

١ - في بعض الألفاظ: أبو يعلى الأنصاري، وهو شدَّاد بن أوس، المـُتوفَّى (٥٨). (المؤلِّف).

٢ - الذين وجَّههم عمر إلى الكوفة مع عمَّار بن ياسر. (المؤلِّف).

٥١

٢١ - أبو طريف عَدي بن حاتم: المـُتوفَّى (٦٨) عن (١٠٠) عام.

٢٢ - عقبة بن عامر الجهني: المـُتوفَّى قرب الـ (٦٠)، كان مِمَّن يَمتُّ إلى معاوية.

٢٣ - ناجية بن عمرو الخزاعي.

٢٤ - نعمان بن عجلان الأنصاري: لسان الأنصار وشاعرهم.

هذا ما أوقفنا السَّير عليه، مِن أعلام الشهود لأمير المؤمنين (عليه السلام) بحديث الغدير، يوم مُناشدة الرحبة حسب ما مَرَّ مِن الأحاديث المـُتقدِّمة.

وقد نصِّ الإمام أحمد في حديثٍ مَرَّ (ص ١٧٤): على أنَّ عِدَّة الشهود في ذلك اليوم كانت ثلاثين، وأخرجه الحافظ الهيثمي في(مجمعه) (١) - كما مَرَّ - وصَحَّحه، وتجده في(تذكرة سبط ابن الجوزي) (٢) (ص ١٧)، و(تاريخ الخلفاء) للسيوطي(٣) (ص ٦٥)، و(السيرة الحلبيَّة) (٤) (٣ / ٣٠٢)، وفي لفظ أبي نعيم - فضل بن دكين -: فقام ناس كثير فشهدوا، كما مَرَّ (ص ١٧٤).

لَفتُ نظر:

وأنت جِدٌّ عليم بأنَّ تاريخ هذه المـُناشدة - وهو السَّنَة الـ (٣٥) الهجريَّة - كان بُعده عن وقت صدور الحديث، بما يربو على خَمسةٍ وعشرين عاماً، وفي خِلال هذه المـُدَّة كان كثير مِن الصحابة الحضور يوم الغدير قد قضوا نحبهم، وآخرون قُتلوا في المغازي، وكثيرون منهم مبثوثين في البلاد، وكانت الكوفة بمُنتأى عن مُجتمع الصحابة - المدينة المنوَّرة - ولم يكُ فيها إلاّ شراذمُ، منهم تبعوا الحقَّ، فهاجروا إليها في العهد العلوي.

وكانت هذه القصَّة مِن ولائد الاتِّفاق، مِن غير أيَّة سابقة لها، حتَّى يقصدها القاصدون، فتكثر الشهود، وتتوفر الرواة.

____________________

(١) مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٤.

(٢) تذكرة الخواصّ: ص ٢٩.

(٣) تاريخ الخلفاء: ص ١٥٨.

(٤) السيرة الحلبيَّة: ٣ / ٢٧٤.

٥٢

وكان في الحاضرين مَن يُخفي شهادته، حَنقا أو سَفها، كما مَرَّت الإشارة إليه في غير واحد مِن الأحاديث وسيمُرُّ عليك التفصيل، وقد بلغ مِن رواه - والحال هذه - هذه العدد الجَمُّ، فكيف به لو تُزاح عنه تلكم الحواجز؟! فبذلك كلِّه تعلم مِقدار شُهرة الحديث وتواتره في هاتيك العصور المـُتقادمة.

وأما اختلاف عدد الشهود في الأحاديث، فيُحمل على أنَّ كُلاً مِن الرواة ذكر مَن عَرفه، أو التفت إليه، أو مَن كان إلى جَنبه، أو أنَّه ذكر مَن كان في جانبَي المنبر، أو في أحدهما ولم يلتفت إلى غيرهم، أو أنَّه ذكر مَن كان بدريَّاً، أو أراد مَن كان مِن الأنصار، أو أنَّه لمـَّا عَلت عَقيرة القوم بالشهادة، وشخَصت الأبصار والأسماع للتلَقِّي، ووقعت الجبة(١) ، كما هو طبع الحال في أمثاله مِن المـُجتمعات، ذهل بعضٌ عن بعضٍ، وآخر عن آخرين، فنقل كُلٌّ مَن يضبطه مِن الرجال(٢) .

٤ - مُناشدة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الجمل سنة (٣٦) على طلحة -:

أخرج الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم في المـُستدرَك(٣) (٢ / ١١) ولفظه: ثمَّ نادى عليٌّ (رضي الله عنه) طلحة - حين رجع الزبير -: (يا أبا محمد، ما الذي أخرجك؟).

قال: الطلب بدم عثمان!!

قال علي: (قتل الله أولانا بدم عثمان، أما سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: الَّلهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه؟ وأنتَ أوَّل مَن بايعني، ثمَّ نكثت، وقد قال الله عزَّ وجلَّ:(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) (٤) ).

فقال: أستغفرُ الله، ثمَّ رجع.

ورواه الخطيب الخوارزمي الحنفي في(المناقب) (٥) (ص ١١٢) بإسناده مِن طريق الحافظ أبي عبد الله الحاكم، عن رفاعة، عن أبيه، عن جدِّه قال:

____________________

(١) كذا في النسخ، والصحيح - بمكان رفاعة -: حسين بن حسن الأشقر المـُترجَم (ص ٨٣)، (وكما هو في إسناد ابن عساكر في ترجمة طلحة). (المؤلِّف).

هو نذير - بالتصفير - الضبي الكوفي: مِن كِبار التابعين، وحفيده رفاعة المذكور، ثِقة، كما في التقريب (١ / ٢٥١ رقم ٩٤): تُوفِّي بعد (١٨٠) - (المؤلِّف).

(٣) مروج الذهب: ٣ / ٣٨٢.

(٤) الفتح: ١٠.

(٥) المناقب: ص ١٨٢ ح ٢٢١.

٥٣

كنا مع عليٍّ يوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله التيمي، فأتاه، فقال:

(نشدتك الله، هل سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وأخذل مَن خذله، وانصُر مَن نصره؟).

قال: نعم، قال: (فلِمَ تُقاتلني؟).

قال: نسيت ولم أذكر. قال: فانصرف طلحة ولم يردَّ جواباً.

ورواه(١) الحافظ الكبير ابن عساكر في(تاريخ الشام) (٧ / ٨٣)، وسبط ابن الجوزي في(تذكرته) (ص ٤٢)، والحافظ أبو بكر الهيثمي في(مَجمع الزوائد) (٩ / ١٠٧)، مِن طريق البزَّاز، وابن حجر في(تهذيبه) (١ / ٣٩١)، بإسناده مِن طريق النسائي، والسيوطي في(جمع الجوامع) كما في(كنز العمَّال) (٦ / ٨٣) قريباً مِن لفظ الخوارزمي مِن طريق ابن عساكر، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف السنوسي في(شرح مسلم) (٦ / ٢٣٦)، وأبو عبد الله محمد بن خليفة الوشتاني المالكي في(شرح مسلم) (٦ / ٢٣٦)، والشيخ إبراهيم الوصابي في الاكتفاء مِن طريق ابن عساكر(٢) .

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق: ٨ / ٥٦٨، وفي مُختصر تاريخ دمشق: ١١ / ٢٠٤، تذكرة الخواصّ: ص ٧٢، تهذيب التهذيب: ١ / ٣٤٢، كنز العمَّال: ١١ / ٣٣٢ ح ٣١٦٦٢.

(٢) وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة: ١٣٥٨ موجزاً، ولفظه: أنَّ عليَّاً (عليه السلام) قال لطلحة: (أَنشدك بالله، أسمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه؟) قال: نعم.

وأخرجه البزَّاز في مُسنده: رقم ٩٥٨ وقال مُحقِّقه: هو حديث صحيح، وأخرجه النسائي في مُسند علي (عليه السلام) كما في تهذيب الكمال: ٣ / ٤٤٠ و ٩ / ٢٠٠، والبيهقي في الاعتقاد: ص ١٩٥، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة طلحة: ٨ / ٥٦٨ وفي ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام): رقم ٥٥٥.

وأخرجه المزِّي في تهذيب الكمال: ٣ / ٣٤٠ و ٩ / ٢٠٠ و ٢٩ / ٣٣٣، والذهبي في تلخيص المـُستدرك: ٣ / ٣٧١، وفي كتابه الغدير - جزء في حديث مَن كنتُ مولاه - برقم ٤٩.

وأورده منظور في مُختصَر تاريخ دمشق: ١١ / ٢٠٤، وابن حجر في مُختصر زوائد مُسند البزَّاز: رقم ١٩٠٥، والهيثمي في كشف الأستار: ح ٢٥٢٨، والسيوطي في جمع الجوامع: ١ / ٨٣١ و ٢ / ٩٥.

(الطباطبائي)

٥٤

٥ - حديث الرُّكبان في الكوفة سنة (٣٦ - ٣٧ هـ)

أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل(١) ، عن يحيى بن آدم، عن حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي، عن رياح - بالمثنَّاة - بن الحارث(٢) ، قال: جاء رهط إلى عليٍّ بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: (وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟! قالوا: سمعنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خُمٍّ: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه).

قال رياح: فلمـَّا مضوا تبعتهم فسألت مَن هؤلاء؟ قالوا: نفر مِن الأنصار فيهم أبو أيُّوب الأنصاري.

وبإسناده عن رياح قال: رأيت قوماً مِن الأنصار، قدموا على عليٍّ في الرحبة، فقال: (مَن القوم؟)، فقالوا: مواليك يا أمير المؤمنين الحديث.

وعنه قال: بينما عليٌّ جالس، إذ جاء رجل فدخل - عليه أثر السفر - فقال: السلام عليك يا مولاي. قال: (مَن هذا؟) قال: أبو أيُّوب الأنصاري. فقال عليٌّ: (أفرجوا له)، ففرجوا.

فقال أبو أيُّوب: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه).

وقال إبراهيم بن الحسين(٣) بن علي الكسائي - المعروف بابن ديزيل، المـُترجَم (ص ٩٧) - في كتاب صِفِّين(٤) .

____________________

(١) مُسند أحمد: ٦ / ٥٨٣ ح ٢٣٠٥١ و ٢٣٠٥٢.

(٢) رجال الحديث مِن طريق أحمد وابن أبي شيبة والهيثمي، وابن ديزيل كلُّهم ثقات، كما مَرَّت تراجمهم في التابعين وطبقات العلماء. (المؤلِّف).

(٣) في النسخ: الحسن، وهو تصحيف. (المؤلِّف).

(٤) كما في شرح نهج البلاغة: ١ / ٢٨٩ (٣ / ٢٠٨ خطبة ٤٨)، قال ابن كثير في تاريخه: ١١ / ٧١ (١١ / ٨١ حوادث سنة ٢٨١ هـ)، كتاب ابن ديزيل في وقعة صِفِّين مُجلَّد كبير. (المؤلِّف).

٥٥

حدَّثنا يحيى بن سليمان الجُعفي قال: حدَّثنا ابن فضيل محمد الكوفي، قال: حدَّثنا الحسن بن الحكم النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي، قال:

كنتُ جالساً عند عليٍّ (عليه السلام) إذ قدم عليه قوم مُتلثَّمون، فقالوا: السلام عليك يا مولانا. فقال لهم: (أولستم قوماً عرباً؟! قالوا: بلى، ولكنَّا سمعنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خُمٍّ: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصُر مَن نصره، وأخذل مَن خذله). فقال: لقد رأيت عليَّاً (عليه السلام) ضحك حتَّى بدت نواجذه، ثمَّ قال: اشهدوا).

ثمَّ إنَّ القوم مضوا إلى رحالهم، فتبعتهم، فقلت: لرجل منهم: مَن القوم؟ قالوا: نحن رهط مِن الأنصار، وذلك - يعنون رجُلاً منهم - أبو أيُّوب صاحب منزل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم). قال: فأتيته وصافحته.

وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه - كما في(كشف الغُمَّة) (١) (ص ٩٣) - عن رباح بن الحارث قال:

كنتُ في الرحبة مع أمير المؤمنين، إذ أقبل ركب يسيرون، حتَّى أناخوا بالرحبة، ثمَّ أقبلوا يمشون، حتَّى أتوا عليَّاً (عليه السلام) فقالوا: السلام عليك - يا أمير المؤمنين - ورحمة الله وبركاته. قال: (مَن القوم؟!) قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين.

قال: فنظرت إليه وهو يضحك ويقول: (مِن أين وأنتم قوم عرب؟!) قالوا: سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خُمٍّ، وهو آخذ بعَضدك: (أيُّها الناس، ألستُ أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم؟! قلنا: بلى يا رسول الله.

فقال: إنَّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وعليٌّ مولى مَن كنتُ مولاه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه.

____________________

(١) كشف الغُمَّة: ١ / ٣٢٤.

٥٦

فقال: (أنتم تقولون ذلك؟!) قالوا: نعم. قال: (وتَشهدون عليه؟) قالوا: نعم. قال: (صدقتم).

فانطلق القوم وتبعتهم، فقلتُ لرجل منهم: مَن أنتم يا عبد الله؟ قالوا: نحن رهط مِن الأنصار، وهذا أبو أيُّوب صاحب منزل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم)، فأخذت بيده، فسلَّمت عليه، وصافحته.

وروى عن حبيب بن يسار، عن أبي رميلة: أنَّ ركباً أربعة أتوا عليَّاً (عليه السلام) حتَّى أناخوا بالرحبة، ثمَّ أقبلوا إليه، فقالوا: السلام عليك - يا أمير المؤمنين - ورحمة الله وبركاته. قال: (وعليكم السلام، أنَّى أقبل الركب؟ قالوا: أقبل مواليك مِن أرض كذا وكذا. قال: أنَّى أنتم مواليِّ؟!

قالوا: سمعنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خُمٍّ يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، الَّلهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه).

وروى أبن الأثير في(أُسد الغابة) (١) (١ / ٣٦٨) عن كتاب(الموالاة) لابن عقدة، بإسناده عن أبي مريم زرِّ بن حبيش، قال:

خرج عليٌّ مِن القصر، فاستقبله رُكبان مُتقلِّدو السيوف، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولانا ورحمة الله وبركاته.

فقال عليٌّ (عليه السلام): (مَن ها هنا مِن أصحاب النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلم)؟).

فقام اثنا عشر، منهم: قيس بن ثابت بن شماس، وهاشم بن عتبة، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنَّهم سمعوا النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه). وأخرجه أبو موسى المديني.

ورواه عن كتاب الموالاة لابن عقدة ابن حجر في(الإصابة) (١ / ٣٠٤)، وأسقط صدره إلى قوله: فقال عليٌّ، ولم يذكر مِن الشهود هاشم بن عتبة، جرياً على عادته

____________________

(١) أُسد الغابة: ١ / ٤٤١ رقم ١٠٣٨.

٥٧

بتنقيص فضائل آل الله.

وروى مُحبُّ الدين الطبري في(الرياض النضرة) (١) (٢ / ١٦٩) مَن طريق أحمد بلفظه الأوَّل، وعن(مُعجم) الحافظ البغوي أبي القاسم بلفظ أحمد الثاني، وابن كثير في(تاريخه) (٢) (٥ / ٢١٢) عن أحمد بطريقيه ولفظيه الأوَّلين، وفي (٧ / ٣٤٧) عن أحمد بلفظه الأوَّل، وقال في (ص ٣٤٨): قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدَّثنا شريك، عن حنش،عن رياح بن الحارث، قال:

بينا نحن جلوس في الرحبة مع عليٍّ، إذ جاء رجل عليه أثر السفر، فقال: السلام عليك يا مولاي. قالوا: مَن هذا؟ فقال أبو أيُّوب: سمعت رسول الله يقول: (مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه).

ورواه الحافظ الهيثمي في(مجمع الزوائد) (٩ / ١٠٤) بلفظ أحمد الأوَّل، ثمَّ قال: رواه أحمد والطبراني(٣) ، إلاَّ أنَّه قال:

قالوا: سمعنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللَّهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه). وهذا أبو أيُّوب بيننا، فحسر أبو أيُّوب العمامة عن وجهه، ثمَّ قال: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللَّهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه). ورجال أحمد ثقات. انتهى.

وقال جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي في كتابه(الأربعين في مناقب أمير المؤمنين) (٤) - عند ذكر حديث الغدير -: ورواه زرُّ بن حبيش فقال:

خرج عليٌّ مِن القصر، فاستقبله رُكبان مُتقلِّدوالسيوف، عليهم العَمائم، حديثوعهد بسفر، فقالوا: السلام عليك - يا أمير المؤمنين - ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا

____________________

(١) الرياض النضرة: ٣ / ١١٣.

(٢) البداية والنهاية: ٥ /٢٣١ حوادث سنة ١٠ هـ و ٧ / ٣٨٤ و ٣٨٥ حوادث سنة ٤٠ هـ.

(٣) المـُعجم الكبير: ٤ / ١٧٣ ح ٤٠٥٣.

(٤) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين: ص ٢ ح ١٣.

٥٨

مولانا. فقال علي - بعد ما ردَّ السلام -: (مَن ها هنا مِن أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم)؟).

فقام اثنا عشر رجُلاً، منهم خالد بن زيد، أبو أيُّوب الأنصاري، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن ثابت بن شماس، وعمار بن ياسر، وأبو الهيثم بن التيهان، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله يوم غدير خُمٍّ يقول: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولا ه ...) الحديث.

فقال عليٌّ لأنس بن مالك والبرَّاء بن عازب: (ما منعكما أنْ تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟!(١) فقال: اللَّهمَّ إنْ كانا كتماها مُعاندةً فابتلهما).

فأمَّا البرَّاء فعمي، فكان يسأل عن منزله، فيقول: كيف يرشد مَن أدركته الدعوة؟! وأمَّا أنس فقد برصت قدماه.

وقيل: لمـَّا استشَهد عليٌّ (عليه السلام) قول النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلم): (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه)، اعتذر بالنسيان! فقال: (اللَّهمَّ إنْ كان كاذباً فاضربه ببياضٍ لا تواريه العمامة). فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك بُرقعا على وجهه(٢). (١ / ٢١١، ٢ / ١٣٧).

وقال أبو عمرو الكشِّي في(رجاله) (٣) (ص ٣٠): فيما رُوي مِن جهة العامَّة، روى عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو مريم الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زرِّ بن حبيش، قال:

خرج عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام) مِن القصر، فاستقبله رُكبان مُتقلِّدون بالسيوف، عليهم العَمائم، فقالوا: السلام عليك - يا أمير المؤمنين - ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال عليٌّ: (مَن ها هنا مِن أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم؟).

فقام خالد بن زيد أبو أيُّوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا: أنَّهم سمعوا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم)

____________________

(١) وهنا سَقط ظاهر، وهو كلمة (نسينا) ونحوها. (الطباطبائي).

(٢) عبقات الأنوار: ٧ / ١٩٢ و ١٠ / ١٤٩، وفي نفحات الأزهار: ٩ / ١٩٦ رقم ١٣٣.

(٣) رجال الكشِّي: ١ / ٢٤٥ ح ٩٥.

٥٩

يقوم يوم غدير خُمٍّ: (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه).

فقال عليٌّ (عليه السلام) لأنس بن مالك، والبرَّاء بن عازب: (ما منعكما أنْ تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟! ثمَّ قال: اللَّهمَّ إنْ كانا كتماها مُعاندة فابتلهما). فعَمي البرَّاء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أنْ لا يَكتم مَنقبةً لعليِّ بن أبي طالب ولا فضلاً أبداً.

أمَّا البراء بن عازب، فكان يسأل عن منزله، فيُقال: هو في موضع كذا وكذا. فيقول: كيف يَرشد مَن أصابته الدعوة؟!

وهناك غير واحد مِن مُحدِّثي المـُتأخِّرين، ذكروا هذه الإثارة لا نُطيل بذكرهم المـَقال(١) .

____________________

(١) ومِمَّن أخرجه مِن المـُحدِّثين القُدامى، ابن أبي شيبة في المـُصنَّف: ح ٢١٢٢. وأحمد في المـُسند: ٥ / ٤١٩، وفي كتاب مناقب علي: برقم ٩١، وفي فضائل الصحابة: ٩٦٧، وقال مُحقِّقه: إسناده صحيح ,

وأخرجه الطبراني في المـُعجم الكبير: ح ٤٠٥٣، والخركوشي في شرف المصطفى: ق ١٩٦، وابن عساكر بالأرقام: ٥٢٢، ٥٣٠، ٥٣١، ٥٣٢، ٥٣٣، وابن المغازلي في كتاب المناقب، برقم ٣٠، والديلمي في مُسند الفردوس: ج ٣ ق ٩٦، وقال: رواه ابن منيع، والضياء المقدسي في المـُختارة، وعنه البوصيري في إتحاف السادة المهرة، وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ٣ / ٢٠٨، والباعوني في جواهر المطالب في الباب ١٢ ق ١٦ / أ، عن أحمد، والبغوي في مُعجمه.

والذهبي في كتابه في الغدير، بالأرقام: ٤٣، ٤٤، ١١٦، ١١٧، ١١٨، ١٢٣، وقال: أخرجه جماعة ثقات عن شريك.

وأورده ابن منظور في مُختصر تاريخ دمشق: ١٧ / ٣٥٤، والقرافي في نفحات العبير الساري في أحاديث أبي أيُّوب الأنصاري: ق ٧٥ / ب، وبلفظ آخر في ق ٧٦.

وأبو المواهب الرشدي المـُتوفَّى سنة ٩٤٨، في قوت القلوب في أحاديث أبي أيُّوب: ق ٦٢ / ب ح ٦٤، والسخَّاوي في استجلاب ارتقاء الغرف: ق ٢٢، والبوصيري في إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: ج ٣ ق ٥٦ / أ، قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل بن منيع البغوي واللفظ له ورواته ثقات.

وإسماعيل النقشبندي في مناقب العشرة: ق ٣٣٤، وقال: أخرجه البغوي في مُعجمه، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: ٤ / ٣٤٠ عن أحمد والطبراني، وقال: وهذا إسناد جيِّد، رجاله ثقات. (الطباطبائي).

٦٠