وسائل الشيعة الجزء ٢٧

وسائل الشيعة9%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 424

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142866 / تحميل: 5941
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

[ ٣٣٤٨٥ ] ٢٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : من ترك قول لا أدري اصيبت مقاتله.

[ ٣٣٤٨٦ ] ٢٣ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : لا ورع كالوقوف عند الشبهة.

[ ٣٣٤٨٧ ] ٢٤ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : وإنّما سمّيت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحقّ، فأمّا أولياءُ الله فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سمت الهدى، وأمّا أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال، ودليلهم العمى.

[ ٣٣٤٨٨ ] ٢٥ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إنَّ من صرحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات، حجزه(١) التقوى عن تقحّم الشبهات.

[ ٣٣٤٨٩ ] ٢٦ - محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب( الرجال) عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مفضّل بن قيس بن رمانة، قال - وكان خيّراً - قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنَّ أصحابنا يختلفون في شيء فأقول: قولي فيها قول جعفر بن محمّد، فقال: بهذا نزل جبرئيل.

[ ٣٣٤٩٠ ] ٢٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: إن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) خطب الناس، فقال في كلام ذكره: حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإِثم فهو لما استبان له أترك، والمعاصي حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.

____________________

٢٢ - نهج البلاغة ٣: ١٦٩ / ٨٥.

٢٣ - نهج البلاغة ٣: ١٧٧ / ١١٣.

٢٤ - نهج البلاغة ١: ٨٥ / ٣٧.

٢٥ - نهج البلاغة ١: ٤٢ / ١٥.

(١) في المصدر: حجزته.

٢٦ - رجال الكشي ٢: ٤٢٢ / ٣٢٣.

الفقيه ٤: ٥٣ / ١٩٣.

١٦١

[ ٣٣٤٩١ ] ٢٨ - وبإسناده عن عليِّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد(١) ، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول، عن جميل بن صالح، عن الصادق( عليه‌السلام ) ، عن آبائه( عليهم‌السلام) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في كلام طويل -: الأُمور ثلاثة: أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه، وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه، وامر اختلف فيه فردّه إلى الله عزَّ وجلَّ.

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن الحسين ابن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار مثله (٢) .

وفي( المجالس) عن عليِّ بن عبد الله الورّاق، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ مثله (٣) .

[ ٣٣٤٩٢ ] ٢٩ - وعن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه، عن البرقي، عن العبّاس بن معروف، عن أبي شعيب، يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة. الحديث.

[ ٣٣٤٩٣ ] ٣٠ - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: من الورع من الناس ؟ قال: الّذي يتورّع عن محارم الله، ويجتنب هؤلاء، فإذا لم يتّقِ الشبهات وقع في الحرام، وهو لا يعرفه. الحديث.

[ ٣٣٤٩٤ ] ٣١ - وفي( عقاب الأعمال) ، عن أبيه، عن سعد بن

____________________

٢٨ - الفقيه ٤: ٢٨٥ / ٨٥٤.

(١) في المصدر: الحسن بن سعيد.

(٢) الخصال: ١٥٣ / ١٨٩.

(٣) امالي الصدوق: ٢٥١ / ١١.

٢٩ - الخصال: ١٦ / ٥٦.

٣٠ - معاني الاخبار: ٢٥٢ / ١.

٣١ - عقاب الأعمال: ٣٠٨، والمحاسن: ٢٤٩ / ٢٥٩.

١٦٢

عبدالله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بكر بن محمّد الازدي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إنَّ الشكَّ والمعصية في النار، ليسا منّا، ولا إلينا.

[ ٣٣٤٩٥ ] ٣٢ - وفي كتاب( التوحيد) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عليِّ بن اسماعيل، عن معلّى بن محمّد، عن عليِّ بن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد (١) ، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ما حجّة الله على العباد ؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند ما لا يعلمون.

ورواه في( المجالس) عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد مثله، إلّا أنّه قال: ما حقُّ الله على العباد (٢) ؟

[ ٣٣٤٩٦ ] ٣٣ - وعن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن داود بن فرقد، عن أبي الحسن زكريّا بن يحيى، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: ما حجب الله علمه عن العباد، فهو موضوع عنهم.

ورواه الكلينيُّ عن محمّد بن يحيى(٣) ، والّذي قبله عن الحسين بن محمّد.

أقول: هذا مخصوص بالوجوب، وأنّه لا يجب الاحتياط بمجرّد احتمال الوجوب، بخلاف الشك في التحريم، فيجب الاحتياط، ولو وجب الاحتياط في المقامين لزم تكليف ما لا يطاق، إذ كثير من الأشياء يحتمل الوجوب والتحريم، ولا خلاف في نفي الوجوب في مقام الشك في

____________________

٣٢ - التوحيد: ٤٥٩ / ٢٧ والكافي ١: ٣٤ / ٧.

(١) في الكافي زيادة: عن أبان.

(٢) أمالي الصدوق: ٣٤٣ / ١٤ عن زرارة، المحاسن: ٢٠٤ / ٥٣.

٣٣ - التوحيد: ٤١٣ / ٩.

(٣) الكافي ١: ١٢٦ / ٣.

١٦٣

الوجوب، إلّا إذا علمنا اشتغال ذمّتنا بعبادة معيّنه، وحصل الشك بين فردين كالقصر والتمام، والظهر والجمعة، وجزاء واحد للصيد أو اثنين، ونحو ذلك، فيجب الجمع بين العبادتين، لتحريم تركهما معاً قطعاً للنصّ، وتحريم الجزم بوجوب أحدهما بعينه عملاً بأحاديث الاحتياط. ويستثنى من ذلك ما لو وجب وطء الزوجة، واشتبهت بأجنبيّة، أو قتل شخص حدّاً أو قصاصاً واشتبه بآخر محترم، للقطع بتحريم وطء الأجنبيّة مع الاشتباه وعدمه، وكذا قتل المسلم، بخلاف تحريم الجمع بين العبادتين، فإنّه مخصوص بغير صورة الاشتباه، فإنَّ النصوص على أمثالها كثيرة، كاشتباه القبلة، والفائتة، والثوبين، وغير ذلك، وليس بقياس، بل عمل بعموم أحاديث الاحتياط. على أنَّ هذا الحديث لا ينافي وجوب الاحتياط والتوقّف، لحصول العلم بهما النصّ المتواتر كما مضى(١) ويأتي(٢) ، وقوله: موضوع، قرينة ظاهرة على إرادة الشك في وجوب فعل وجودي، لا في تحريمه، مضافاً إلى النصّ في المقامين.

[ ٣٣٤٩٧ ] ٣٤ - ويأتي في حديث التزويج في العدة، قال: إذا علمت أنَّ عليها العدَّة، ولم تعلم كم هي، فقد ثبتت عليها الحجّة، فتسأل، حتّى تعلم.

[ ٣٣٤٩٨ ] ٣٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من عمل بما علم كفى ما لم يعلم.

وفي( ثواب الأعمال) بالإِسناد مثله (٣) .

____________________

(١) مضىٰ في الاحاديث ١ - ٢٧ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الاحاديث ٢٩ - ٦١ من هذا الباب.

٣٤ - يأتي في الحديث ٣ من الباب ٢٧ من أبواب حد الزنا.

٣٥ - التوحيد: ٤١٦ / ١٧.

(٣) ثواب الاعمال ١٦٢.

١٦٤

أقول: تقدَّم وجهه(١) ، ويمكن حمل الحديثين على أنَّ ما لم يعلم حكمه لم يجب، بل لم يجز الحكم فيه، والجزم بأحد الطرفين، بل يكفي التوقّف والاحتياط، وإلّا فقد تقدَّم ما هو صريح في معارضته، وهو قولهم( عليهم‌السلام ) : القضاة أربعة - إلى أن قال: - وقاض قضى بالحقّ، وهو لا يعلم، فهو في النار، وقاض قضى بجور، وهو لا يعلم، فهو في النار، وغير ذلك، ويمكن حملهما على الغافل الّذي لم يحصل عنده شكّ ولا شبهه، ولا بلغه نصّ الاحتياط، فإنه معذور غير مكلّف، ما دام كذلك بالنصّ المتواتر.

[ ٣٣٤٩٩ ] ٣٦ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن المسمعي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث اختلاف الأحاديث - قال: وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه، فردّوا إلينا علمه، فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكفّ والتثبت والوقوف، وأنتم طالبون باحثون، حتّى يأتيكم البيان من عندنا.

[ ٣٣٥٠٠ ] ٣٧ - وفي( معاني الأخبار) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إنَّ من أجاب في كلّ ما يسأل عنه فهو المجنون.

[ ٣٣٥٠١ ] ٣٨ - وفي( الخصال) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن العبّاس بن معروف، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة، وأعبد الناس من أقام الفرائض، وأزهد الناس من ترك الحرام، وأشدّ الناس

____________________

(١) تقدم في ذيل الحديث ٢٨ من هذا الباب.

٣٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢١ / ٤٥.

٣٧ - معاني الأخبار: ٢٣٨ / ٢.

٣٨ - الخصال: ١٦ / ٥٦.

١٦٥

اجتهاداً من ترك الذنوب.

[ ٣٣٥٠٢ ] ٣٩ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن الحسن بن ظريف، عن معمّر، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، عن أبيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث طويل في معجزات النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - قال: ومن ذلك أنَّ وابصة بن معبد الأسدي أتاه، فقال: لا أدع من البرِّ والإِثم شيئاً إلّا سألته عنه، فلمّا أتاه قال له النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أتسأل عمّا جئت له ؟ أوَ اُخبرك ؟ قال: أخبرني، قال: جئت تسألني عن البرّ والإِثم، قال: نعم، فضرب بيده على صدره، ثمَّ قال: يا وابصة! البرُّ ما اطمأنّت إليه النفس، والبرُّ ما اطمأنَّ به الصدر، والإِثم ما تردَّد في الصدر، وجال في القلب، وإن أفتاك الناس وأفتوك.

[ ٣٣٥٠٣ ] ٤٠ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: إنَّ عليّ بن الحسين( عليهما‌السلام ) قال لأبان ابن أبي عياش: يا أخا عبد قيس! إن وضح لك أمر فاقبله، وإلّا فاسكت تسلم، ورد علمه إلى الله، فإنّك أوسع ممّا بين السماء والأرض.

[ ٣٣٥٠٤ ] ٤١ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في( المجالس) عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن موسى بن بكر، عمّن سمع أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: العامل على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعة، لا يزيده سرعة سيره إلّا بعداً.

[ ٣٣٥٠٥ ] ٤٢ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن سليمان بن داود، عن عبد الله بن وضّاح: أنّه كتب إلى العبد

____________________

٣٩ - قرب الاسناد: ١٣٥.

٤٠ - كتاب سليم بن قيس: ٦٧.

٤١ - أمالي المفيد: ٤٢ / ١١.

٤٢ - التهذيب ٢: ٢٥٩ / ١٠٣١، والاستبصار ١: ٢٦٤ / ٩٥٢.

١٦٦

الصالح( عليه‌السلام ) يسأله عن وقت المغرب والإِفطار ؟ فكتب إليه: أرى لك أن تنتظر حتّى تذهب الحمرة، وتأخذ بالحائطة لدينك.

[ ٣٣٥٠٦ ] ٤٣ - الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في التفسير الصغير، قال: في الحديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

[ ٣٣٥٠٧ ] ٤٤ - قال: وفي الحديث: إنَّ لكلّ ملك حمى، وحمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه.

[ ٣٣٥٠٨ ] ٤٥ - الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسيُّ في( أماليه) عن أبيه، عن عليِّ بن أحمد بن الحمامي، عن أحمد بن محمّد القطان، عن إسماعيل بن أبي كثير، عن عليِّ بن إبراهيم، عن السري بن عامر، عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله( صلى الله عليه وآله) يقول: إن لكل ملك حمىٰ وإن حمى الله حلاله وحرامه، والمشتبهات بين ذلك، كما لو أنَّ راعياً رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه، فدعوا المشتبهات.

[ ٣٣٥٠٩ ] ٤٦ - وعن أبيه، عن المفيد، عن عليِّ بن محمّد الكاتب، عن زكريّا بن يحيى التميمي(١) ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن الرضا( عليه‌السلام ) : أنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لكميل بن زياد: أخوك دينك، فاحتط لدينك بما شئت.

[ ٣٣٥١٠ ] ٤٧ - وعن أبيه، عن المفيد، عن( محمّد بن عليِّ بن

____________________

٤٣ - تفسير جوامع الجامع: ٥، والبحار ٢: ٢٥٩.

٤٤ - تفسير جوامع الجامع: ٣٥.

٤٥ - أمالي الطوسي ١: ٣٩٠.

٤٦ - امالي الطوسي ١: ١٠٩.

(١) في المصدر: زكريا بن يحيىٰ الكنيجي

٤٧ - امالي الطوسي ١: ٦.

١٦٧

الزيات) (١) ، عن محمّد بن همام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن أحمد بن سلامة، عن محمّد بن الحسن العامري، عن أبي معمّر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليِّ بن أبي طالب( عليهم‌السلام ) قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي، فقال: اُوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلّها، والصمت عند الشبهة، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل، والزم الصمت تسلم. الحديث.

[ ٣٣٥١١ ] ٤٨ - وعن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن يونس، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في وصيّة له لأصحابه، قال: إذا اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردّوه إلينا، حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فإذا كنتم كما أوصيناكم، لم تعدوه إلى غيره، فمات منكم ميّت من قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدوّاً لنا كان له أجر عشرين شهيداً.

[ ٣٣٥١٢ ] ٤٩ - أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ في( المحاسن) عن عليِّ ابن حسان، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن درست، عن زرارة بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : ما حقُّ الله على خلقه ؟ قال: حقُّ الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون، ويكفّوا عمّا لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد - والله - أدُّوا إليه حقّه.

[ ٣٣٥١٣ ] ٥٠ - وعن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور

____________________

(١) في المصدر: عمر بن محمّد بن علي الصيرفي.

٤٨ - امالي الطوسي ١: ٢٣٦.

٤٩ - المحاسن: ٢٠٤ / ٥٣.

٥٠ - المحاسن: ٢١٥ / ١٠٠.

١٦٨

بن يونس بزرج، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّما أهلك الناس العجلة، ولو أنَّ الناس تلبّثوا(١) لم يهلك أحد.

[ ٣٣٥١٤ ] ٥١ - وعن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن عبد الرحمن بن سيّابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الأناة من الله، والعجلة من الشيطان.

[ ٣٣٥١٥ ] ٥٢ - محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي في كتاب( كنز الفوائد) عن محمّد بن عليِّ بن طالب البلدي، عن محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن شيُوخه الأربعة، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر الباقر( عليه‌السلام ) ، قال: قال جدِّي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أيّها الناس ! حلالي حلال إلى يوم القيامة، وحرامي حرام إلى يوم القيامة، ألا وقد بيّنهما الله عزَّ وجلَّ في الكتاب، وبينتهما لكم في سنتي وسيرتي، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي، من تركها صلح له أمر دينه، وصلحت له مروّته وعرضه، ومن تلبّس بها وقع فيها واتبعها، كان كمن رعى غنمه قرب الحمى، ومن رعى ماشيته قرب الحمى، نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى، ألا وإنَّ لكلّ ملك حمى، ألا وإنَّ حمى الله عزَّ وجلَّ محارمه، فتوقّوا حمى الله ومحارمه. الحديث.

[ ٣٣٥١٦ ] ٥٣ - قال: وجاء في الحديث عن الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، أنه قال: من أراد أن يكون أعزّ الناس فليتّقِ الله.

____________________

(١) في المصدر: تثبتوا.

٥١ - المحاسن: ٢١٥ / ١٠١.

٥٢ - كنز الفوائد: ١ / ١٦٤.

٥٣ - كنز الفوائد: ١ / ١٦٤.

١٦٩

[ ٣٣٥١٧ ] ٥٤ - وقال: من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا. وقال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فانك لن تجد فقد شيء تركته لله عزَّ وجلَّ.

[ ٣٣٥١٨ ] ٥٥ - عليُّ بن موسى بن طاوس في كتاب( كشف المحجّة لثمرة المهجة) نقلاً من كتاب الرسائل لمحمّد بن يعقوب الكلينيِّ بإسناده إلى( جعفر بن عنبسة) (١) ، عن عباد بن زياد الأسدي، عن( عمرو بن أبي المقدام) (٢) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن( عليه‌السلام ) : من الوالد الفان المقرّ للزمان - إلى أن قال: - واعلم يا بنيَّ ! إنَّ أحبَّ ما أنت آخذ به من وصيّتي إليك تقوى الله، والاقتصار على ما افترض(٣) عليك، والأخذ بما مضى عليه سلفك(٤) من آبائك والصالحون من أهل بيتك، فانّهم لن يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكّروا كما أنت مفكّر، ثمَّ ردَّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والإِمساك عمّا لم يكلّفوا، فليكن طلبك لذلك(٥) بتفهّم وتعلّم، لا بتورّد(٦) الشبهات، وعلوّ(٧) الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك(٨) ، والرغبة إليه في التوفيق، ونبذ كلّ شائبة( أدخلت عليك) (٩) شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة. الحديث.

____________________

٥٤ - كنز الفوائد: ١٦٤.

٥٥ - كشف المحجة: ١٥٩، ١٦٢.

(١) في المصدر: أبي جعفر بن عنبسة.

(٢) في المصدر: عمر بن ابي المقدام.

(٣) في المصدر: فرضه الله.

(٤) في المصدر: الأولون.

(٥) في المصدر: ذلك.

(٦) في المصدر: بتورط.

(٧) في المصدر: وغلو.

(٨) في المصدر زيادة: عليه.

(٩) في المصدر: اولجتك في.

١٧٠

ورواه الرضيُّ في( نهج البلاغة) مرسلاً (١) .

[ ٣٣٥١٩ ] ٥٦ - محمّد بن مسعود العيّاشي في( تفسيره) عن عبد الله بن جندب، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنَّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان، اغترّهم بالشبهة، ولبّس عليهم أمر دينهم، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا: لِمَ، ومتى(٢) ، وكيف ؟ فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم، وما ربّك بظلاّم للعبيد، ولم يكن ذلك لهم، ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم، من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لأنَّ الله يقول في(٣) كتابه:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٤) يعني: آل محمّد، وهم الّذين يستنبطون منهم(٥) القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجّة لله على خلقه.

[ ٣٣٥٢٠ ] ٥٧ - وعن السكوني، عن جعفر(٦) ، عن أبيه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) ، قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في التهلكة(٧) ، وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه.

وعن عبد الأعلى، عن الصادق( عليه‌السلام ) مثله(٨) .

أقول: التفضيل في أمثال هذا على وجه المجاراة والمماشاة مع

____________________

(١) نهج البلاغة ٣: ٤٢ / ٣١.

٥٦ - تفسير العياشي ١: ٢٦٠ / ٢٠٦.

(٢) في المصدر: ومن.

(٣) في المصدر زيادة: محكم.

(٤) النساء ٤: ٨٣.

(٥) في المصدر: من.

٥٧ - تفسير العياشي ١: ٨ / ٢، المحاسن: ٢١٥ / ١٠٢.

(٦) في المصدر: عن أبي جعفر.

(٧) في المصدر: الهلكة.

(٨) تفسير العياشي وعنه في البحار ٢: ٢٥٩ / ٧.

١٧١

الخصم، كما ورد في أحاديث كثيرة: قليل في سنّة خير من كثير في بدعة، وأمثال ذلك في الحديث وفي الكلام الفصيح كثير جدّاً.

[ ٣٣٥٢١ ] ٥٨ - وعن عليِّ بن أبي حمزه قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: ما من أحد أغير(١) من الله تبارك وتعالى، ومن أغير(٢) ممّن حرّم الفواحش، ما ظهر منها، وما بطن.

[ ٣٣٥٢٢ ] ٥٩ - عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ ) (٣) قال: هؤلاء أهل البدع والشبهات والشهوات، يسوّد الله وجوههم يوم يلقونه.

[ ٣٣٥٢٣ ] ٦٠ - وعنه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) (٤) قال: هم النصارى، والقسّيسون، والرهبان، وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة، والحروريّة، وأهل البدع.

[ ٣٣٥٢٤ ] ٦١ - ووجدت بخطّ الشهيد محمّد بن مكّي قدِّس سرُّه حديثاً طويلاً عن عنوان البصري، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) ، يقول فيه: سل العلماء ما جهلت، وإيّاك أن تسألهم تعنّتاً وتجربة، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئاً، وخذ بالاحتياط في جميع اُمورك ما تجد إليه سبيلاً، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك عتبة

____________________

٥٨ - تفسير العياشي ٢: ١٦ / ٣٧.

(١ و ٢) في المصدر: أعز.

٥٩ - تفسير القمي ١: ٣١١.

(٣) يونس ١٠: ٢٧.

٦٠ - تفسير القمي ٢: ٤٦.

(٤) الكهف ١٨: ١٠٣ - ١٠٤.

٦١ - لم نعثر على المصدر.

١٧٢

للناس.

[ ٣٣٥٢٥ ] ٦٢ - وقد تقدَّم في حديث ميراث الخنثى المشكل: أنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لزوجها: لأنت أجرأ من خاصي الأسد.

[ ٣٣٥٢٦ ] ٦٣ - محمّد بن مكّي الشهيد في( الذكرى) قال: قال النبيُّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

[ ٣٣٥٢٧ ] ٦٤ - قال: وقال( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه.

[ ٣٣٥٢٨ ] ٦٥ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : لك أن تنظر الحزم، وتأخذ بالحائطة لدينك.

[ ٣٣٥٢٩ ] ٦٦ - وقد تقدَّم بعدَّة أسانيد عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: القضاة أربعة، ثلاثة في النار، وواحد في الجنّة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحقّ وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحقّ وهو يعلم فهو في الجنّة.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) .

[ ٣٣٥٣٠ ] ٦٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال الصادق( عليه

____________________

٦٢ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب ميراث الخنثى.

٦٣ - الذكرىٰ: ١٣٨.

٦٤ - الذكرىٰ: ١٣٨.

٦٥ - لم نجد في الذكرى هذا النص، وانما الموجود في ( ص ١٣٨ ): عن العبد الصالح: ارى لك ان تنظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ الحايط لدينك.

٦٦ - تقدم في الحديث ٦، وفي ذيل الحديث ٧ من الباب ٤ من هذه الأبواب

(١) تقدم في الأحاديث ١ - ١١، وفي الاحاديث ١٣ و ١٤ و ١٩، وفي الأحاديث ٢٩ - ٣٢، وفي الحديث ٣٤ و ٣٦ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٦٧ - الفقيه ١: ٢٠٨ / ٩٣٧.

١٧٣

السلام) : كلّ شيء مُطلق حتّى يرد فيه نهي.

أقول: هذا يحتمل وجوها:

أحدها - الحمل على التقيّة، فإنَّ العامّة يقولون بحجّية الأصل، فيضعف عن مقاومة ما سبق، مضافاً إلى كونه خبراً واحداً لا يعارض المتواتر.

وثانيها - الحمل على الخطاب الشرعي خاصّة، بمعنىٰ أنّ كلَّ شيء من الخطابات الشرعية يتعيّن حمله على اطلاقه وعمومه، حتّى يرد فيه نهي يخصّ بعض الأفراد، ويخرجه من الإِطلاق، مثاله: قولهم( عليهم‌السلام ) : كلّ ماء طاهر حتّى تعلم أنه قذر، فإنّه محمول على إطلاقه، فلمّا ورد النهي عن استعمال كلّ واحد من الإِناءين إذا نجس أحدهما واشتبها، تعين تقييده بغير هذه الصورة، ولذلك استدلَّ به الصدوق على جواز القنوت بالفارسيّة، لأنَّ الأوامر بالقنوت مطلقة عامّه، ولم يرد نهي عن القنوت بالفارسيّة يخرجه من إطلاقها.

وثالثها - التخصيص بما ليس من نفس الأحكام الشرعيّة، وإن كان من موضوعاتها ومتعلّقاتها، كما إذا شكَّ في جوائز الظالم أنّها مغصوبة، أم لا.

ورابعها - أنَّ النهي يشمل النهي العامّ والخاصّ، والنهي العامّ بلغنا، وهو النهي عن ارتكاب الشبهات في نفس الأحكام، والأمر بالتوقّف والاحتياط فيها، وفي كلّ ما لا نصّ فيه.

وخامسها - أن يكون مخصوصاً بما قبل كمال الشريعة وتمامها، فأمّا بعد ذلك فلم يبق شيء على حكم البراءة الأصليّة.

وسادسها - أن يكون مخصوصاً بمن لم تبلغه أحاديث النهي عن ارتكاب الشبهات والأمر بالاحتياط لما مرّ(١) ، ولاستحالة تكليف الغافل عقلاً ونقلاً.

____________________

(١) مرّ في أكثر أحاديث هذا الباب.

١٧٤

وسابعها - أن يكون مخصوصاً بما لا يحتمل التحريم، بل علمت إباحته، وحصل الشكّ في وجوبه، فهو مطلق حتّى يرد فيه نهي عن تركه، لأنَّ المستفاد من الأحاديث هنا عدم وجوب الاحتياط، بمجرّد احتمال الوجوب وإن كان راجحاً، حيث لا يحتمل التحريم.

وثامنها - أن يكون مخصوصاً بالأشياء المهمّة الّتي تعمّ بها البلوى، ويعلم أنه لو كان فيها حكم مخالف للأصل لنقل، كما يفهم من قول عليّ( عليه‌السلام ) : يا بنيّ، إنه لو كان إله آخر لأتتك رسله، ولرأيت آثار مملكته. وقد صرّح بنحو ذلك المحقّق في المعتبر وغيره.

[ ٣٣٥٣١ ] ٦٨ - قال الصدوق: وخطب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقال: إنَّ الله حدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنقصوها، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسياناً(١) فلا تكلّفوها، رحمة من الله لكم فاقبلوها، ثمَّ قال( عليه‌السلام ) : حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك والمعاصي حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.

أقول: الوجوه السابقة آتية هنا، وأوضحها التقيّة، والتخصيص بمقام الوجوب، بقرينة ذكر السكوت والرحمة بعد الفرائض بغير فصل، وبقرينة ذكر الشبهات بعد ذلك بغير فصل، والأمر باجتنابها وتقييد الشبهات، بأنّها بين الحلال والحرام، لا بين الواجب والحلال، وهو ظاهر واضح جدّاً.( والله الموفّق للصواب) (٢) .

____________________

٦٨ - الفقيه ٤: ٥٣ / ١٩٣.

(١) في المصدر زيادة: لها.

(٢) ما بين القوسين جاء في المصححة ولم يرد في المسودّة.

١٧٥

١٣ - باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن، إلّا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة ( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٣٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنَّ الله أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه - إلى أن قال: - وقلت للناس: أليس(١) تعلمون أنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان الحجّة من الله على خلقه ؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من كان الحجّة لله على خلقه ؟ قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن، فإذا هو يخاصم به المرجىء والقدري والزنديق الّذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أنَّ القرآن لا يكون حجّة إلّا بقيّم، فما قال فيه من شيء كان حقاً - إلى أن قال: - فأشهد أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجّة على الناس بعد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وأنَّ ما قال في القرآن فهو حقّ، فقال: رحمك الله.

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى (٢) .

ورواه الكشيُّ في كتاب( الرجال) عن جعفر بن أحمد (٣) بن أيّوب،

____________________

الباب ١٣

فيه ٨٢ حديثاً

١ - الكافي ١: ١٢٨ / ٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) علل الشرائع: ١٩٢ / ١.

(٣) في نسخة: محمّد ( هامش المخطوط ).

١٧٦

عن صفوان بن يحيى مثله(١) .

[ ٣٣٥٣٣ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن ذكره، عن يونس ابن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فورد عليه رجل من أهل الشام، ثمَّ ذكر حديث مناظرته مع هشام بن الحكم - إلى أن قال: - فقال هشام: فبعد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من الحجّة ؟ قال: الكتاب والسنّة، قال هشام: فهل ينفعنا(٢) الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا ؟ قال الشامي: نعم، قال هشام: فَلِمَ اختلفت أنا وأنت، وصرتَ إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك ؟ فسكت الشامي، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ما لك لا تتكلّم ؟ فقال: إن قلت: لم يختلف(٣) كذبت، وإن قلت(٤) : الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أحلت(٥) ، لأنّهما يحتملان الوجوه - إلى أن قال الشامي: - والساعة من( الحجّة) (٦) ؟ فقال هشام: هذا القاعد الّذي تشدّ إليه الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء. الحديث.

وفيه أن الصادق( عليه‌السلام ) أثنى على هشام.

[ ٣٣٥٣٤ ] ٣ - وعن محمّد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) ، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : وذكر الحديث، وفيه أنَّ رجلاً سأل أباه عن مسائل، فكان ممّا أجابه به أن قال: قل لهم: هل كان فيما أظهر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من علم الله اختلاف ؟ فإن قالوا: لا،

____________________

(١) رجال الكشي ٢: ٧١٨ / ٧٩٥.

٢ - الكافي ١: ١٣٠ / ٤.

(٢) في المصدر: نفعنا اليوم.

(٣) في المصدر: نختلف.

(٤) في المصدر زيادة: إن.

(٥) في المصدر: أبطلت.

(٦) ليس في المصدر.

٣ - الكافي ١: ١٨٨ / ١.

١٧٧

فقل لهم: فمن حكم بحكم فيه اختلاف، فهل خالف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ فيقولون: نعم، فأن قالوا: لا، فقد نقضوا أوَّل كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم، فإن قالوا: من الراسخون في العلم ؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فإن قالوا: من(١) ذاك ؟ فقل: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) صاحب ذاك - إلى أن قال: - وإن كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يستخلف(٢) أحداً فقد ضيّع من في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده، قال: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى، لو وجدوا له مفسّراً، قال: وما فسّره رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ قال: بلى، قد فسّره لرجل واحد، وفسّر للاُمّة شأن ذلك الرجل، وهو عليُّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) - إلى أن قال: - والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد، فمن حكم بحكم ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله عزَّ وجلَّ، ومن حكم بحكم فيه اختلاف فرأى أنَّه مصيب، فقد حكم بحكم الطاغوت.

[ ٣٣٥٣٥ ] ٤ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال: إنَّ الله طهّرنا، وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجّته في أرضه، وجعلنا مع القرآن،( والقرآن) (٣) معنا، لا نفارقه، ولا يفارقنا(٤) .

[ ٣٣٥٣٦ ] ٥ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن

____________________

(١) في المصدر: فمن هو.

(٢) في المصدر زيادة: في عمله.

٤ - الكافي ١: ١٤٧ / ٥.

(٣) في المصدر: وجعل القرآن.

(٤) قوله: لا نفارقه ولا يفارقنا، وجهه أنهم لا يخالفونه ولا يعلم غيرهم تفسيره بل ولا تنزيله كله كما ينبغي، ولو علم أحد غيرهم جميع تنزيله وتأويله لفارقهم وفارقوه، « منه. قده ».

٥ - الكافي ١: ١٦٦ / ١.

١٧٨

الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيّوب بن الحرّ، عن عمران ابن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.

[ ٣٣٥٣٧ ] ٦ - وعن عليِّ بن محمّد، عن عبد الله بن عليّ، عن إبراهيم ابن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) فرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أفضل الراسخين في العلم، قد علّمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزّل عليه شيئاً(٢) لا يعلمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه. الحديث.

[ ٣٣٥٣٨ ] ٧ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد ابن اورمة، عن عليِّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: الراسخون في العلم: أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) والأئمّة( من ولده) (٣) ( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٣٩ ] ٨ - وبهذا الإِسناد عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - في قوله تعالى:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٤) قال: أمير المؤمنين: والأئمّة( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٤٠ ] ٩ - وعن أحمد بن محمّد(٥) ، عن محمّد بن عليّ، عن حمّاد

____________________

٦ - الكافي ١: ١٦٦ / ٢.

(١) آل عمران ٣: ٧.

(٢) في المصدر: لم.

٧ - الكافي ١: ١٦٦ / ٣.

(٣) في المصدر: من بعده.

٨ - الكافي ١: ٣٤٣ / ١٤.

(٤) آل عمران ٣: ٧.

٩ - الكافي ١: ١٦٦ / ١.

(٥) في المصدر: أحمد بن مهران.

١٧٩

ابن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول في هذه الآية:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (١) فأومى بيده إلى صدره.

[ ٣٣٥٤١ ] ١٠ - وعنه، عن محمّد بن عليّ، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٢) قال: هم الأئمّة( عليهم‌السلام) .

[ ٣٣٥٤٢ ] ١١ - وعنه، عن محمّد بن عليّ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: قرأ(٣) أبو جعفر( عليه‌السلام ) هذه الآية:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٤) ثمَّ قال: أما والله، يا أبا محمّد ما قال ما بين دفتي المصحف، قلت: مَن هم جعلت فداك ؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا.

[ ٣٣٥٤٣ ] ١٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٥) قال: هم الأئمّة خاصّة.

____________________

(١) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١٠ - الكافي ١: ١٦٧ / ٢.

(٢) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١١ - الكافي ١: ١٦٧ / ٣.

(٣) في المصدر: قال:.

(٤) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١٢ - الكافي ١: ١٦٧ / ٤.

(٥) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١٨٠

[ ٣٣٥٤٤ ] ١٣ - وعن عليِّ بن محمّد، ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن القاسم بن ربيع، عن عبيد الله بن أبي هاشم الصيرفي، عن عمرو بن مصعب، عن سلمة بن محرز، قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: إنَّ من علم ما اُويتنا تفسير القرآن، وأحكامه. الحديث.

[ ٣٣٥٤٥ ] ١٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الخشاب، عن عليِّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال الّذي عنده علم من الكتاب - إلى أن قال: - وعندنا - والله - علم الكتاب كلّه.

[ ٣٣٥٤٦ ] ١٥ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عمّن ذكره جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن ابن اُذينة، عن بريد بن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) :( قُلْ كَفَىٰ بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (١) قال: إيّانا عنى، وعليٌّ أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيِّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ٣٣٥٤٧ ] ١٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد ابن الحسن، عن عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: علم الكتاب كلّه - والله - عندنا، علم الكتاب كلّه - والله - عندنا.

____________________

١٣ - الكافي ١: ١٧٨ / ٣.

١٤ - الكافي ١: ١٧٩ / ٥.

١٥ - الكافي ١: ١٧٩ / ٦.

(١) الرعد ١٣: ٤٣.

١٦ - الكافي ١: ٢٠٠ / ٣.

١٨١

[ ٣٣٥٤٨ ] ١٧ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي وهب، عن محمّد بن منصور، عن العبد الصالح( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنَّ القرآن له ظهر وبطن.

[ ٣٣٥٤٩ ] ١٨ - وعن عليِّ بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن آدم بن إسحاق، عن عبد الرزّاق بن مهران، عن الحسين بن ميمون، عن محمّد بن سالم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ اُناساً تكلّموا في القرآن بغير علم، وذلك إنَّ الله يقول:( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ ) (١) الآية، فالمنسوخات من المتشابهات،( والناسخات من المحكمات) (٢) . الحديث.

[ ٣٣٥٥٠ ] ١٩ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح قال: والله لقد قال لي جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) : إنَّ الله علّم نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) التنزيل والتأويل، فعلّمه رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عليّاً( عليه‌السلام ) ، ثمّ قال: وعلّمنا والله. الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(٣) .

[ ٣٣٥٥١ ] ٢٠ - وعنه عن عبد الله بن جعفر، عن السيّاري، عن محمّد

____________________

١٧ - الكافي ١: ٣٠٥ / ١٠.

١٨ - الكافي ٢: ٢٤ / ١.

(١) آل عمران ٣: ٧.

(٢) في المصدر: والمحكمات من الناسخات.

١٩ - الكافي ٧: ٤٤٢ / ١٥.

(٣) التهذيب ٨: ٢٨٦ / ١٠٥٢.

٢٠ - الكافي ٢: ٤٥٧ / ٢١.

١٨٢

بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباته، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - أنه قال: ما من شيء تطلبونه إلّا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه.

[ ٣٣٥٥٢ ] ٢١ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن سنان، أو غيره، عمّن ذكره، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن القرآن والفرقان،( أهما شيء واحد) (١) ؟ فقال: القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.

[ ٣٣٥٥٣ ] ٢٢ - وعنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أبي: ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّا كفر.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد (٢) .

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) وفي( عقاب الأعمال) عن محمّد ابن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد (٣) .

قال الصدوق: سألت محمّد بن الحسن عن معنى الحديث، فقال: هو أن يجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية اُخرى.

[ ٣٣٥٥٤ ] ٢٣ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في حديث احتجاجه على الصوفية، لـمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الإِيثار والزهد، قال: ألكم

____________________

٢١ - الكافي ٢: ٤٦١ / ١١.

(١) في المصدر: أهما شيئان أو شيء واحد.

٢٢ - الكافي ٢: ٤٦٣ / ٢٥.

(٢) المحاسن: ٢١٢ / ٨٦.

(٣) معاني الاخبار: ١٩٠، وعقاب الاعمال: ٣٢٩.

٢٣ - الكافي ٥: ٦٦ / ١.

١٨٣

علم بناسخ القرآن و(١) ومنسوخه، ومحكمه و(٢) متشابهه، الّذي في مثله ضلّ من ضلّ، وهلك من هلك من هذه الاُمّة ؟ قالوا: أو بعضه، فأمّا كلّه فلا، فقال لهم: فمن ههنا(٣) اتيتم. وكذلك أحاديث رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - إلى أن قال: - فبئس ما ذهبتم إليه، وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله، وسنّة نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وأحاديثه الّتي يصدِّقها الكتاب المنزل، وردّكم إيّاها لجهالتكم، وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير،( والناسخ، والمنسوخ) (٤) ، والمحكم، والمتشابه، والأمر، والنهي، - إلى أن قال: - دعوا عنكم ما اشتبه عليكم، ممّا لا علم لكم به، وردُّوا العلم إلى أهله تؤجروا، وتعذروا عند الله، وكونوا في طلب(٥) ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابه، وما أحلّ الله فيه مما حرّم، فإنّه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل، دعوا الجهالة لاهلها، فإنَّ أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله:( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) (٦) .

[ ٣٣٥٥٥ ] ٢٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح(٧) قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن قول الله عزَّ وجلَّ:( الم *غُلِبَتِ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأَرْضِ ) (٨) فقال: إنَّ لهذا تأويلاً لا يعلمه إلّا الله، والراسخون في العلم من آل محمّد - إلى أن قال: - ألم أقل لك إنَّ

____________________

(١، ٢) في المصدر: من.

(٣) في المصدر: هنا.

(٤) في المصدر: بالناسخ من المنسوخ.

(٥) في المصدر زيادة: علم.

(٦) يوسف ١٢: ٧٦.

٢٤ - الكافي ٨: ٢٦٩ / ٣٩٧.

(٧) في المصدر زيادة: عن أبي عبيدة.

(٨) الروم ٣٠: ١ - ٣.

١٨٤

لهذا تأويلاً وتفسيراً، والقرآن ناسخ ومنسوخ.

[ ٣٣٥٥٦ ] ٢٥ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن زيد الشحّام، قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : بلغني أنّك تفسّر القرآن ؟ فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر( عليه‌السلام ) (١) : فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك - إلى أن قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : - ويحك يا قتادة ! إن كنت إنما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك، فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسّرته من الرجال، فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة ! إنّما يعرف القرآن من خوطب به.

[ ٣٣٥٥٧ ] ٢٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن سعد ابن المنذر بن محمّد، عن أبيه، عن جدِّه، عن محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبيه، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في خطبة له، قال: إن علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّا من ذاق طعمه، فعلم بالعلم جهله، وبصر به عماه، وسمع به صممه، وأدرك به( ما قد فات) (٢) ، وحيى به بعد إذ مات، فاطلبوا ذلك من عند أهله( وخاصّته) (٣) ، فإنّهم خاصّة نور يستضاء به، وأئمّة يقتدى بهم، هم عيش العلم، وموت الجهل، وهم الذين يخبركم حلمهم(٤) عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الحق(٥) ، ولا يختلفون فيه.

____________________

٢٥ - الكافي ٨: ٣١١ / ٤٨٥.

(١) في المصدر زيادة: بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال: لا بعلم، فقال له أبو جعفر (عليه‌السلام )

٢٦ - الكافي ٨: ٣٨٦ / ٥٨٦.

(٢) في المصدر: علم ما فات.

(٣) في المصدر: خاصة.

(٤) في المصدر: حكمهم.

(٥) في المصدر: الدِّين.

١٨٥

[ ٣٣٥٥٨ ] ٢٧ - وقد تقدَّم حديث عبيدة السلماني، عن عليّ( عليه‌السلام ) ، قال: اتّقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون - إلى أن قال: - قالوا: فما نصنع بما قد خبرنا به في المصحف ؟ فقال: يسأل عن ذلك علماء آل محمّد( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٥٩ ] ٢٨ - وحديث الريان بن الصلت، عن الرضا، عن آبائه( عليهم‌السلام ) ، قال: قال الله عزَّ وجلَّ: ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي. الحديث.

[ ٣٣٥٦٠ ] ٢٩ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في( الأمالي) عن محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، عن محمّد بن أحمد بن ثابت، عن محمّد بن الحسن بن العباس الخزاعي، عن حسن بن حسين العرني، عن عمرو بن ثابت، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وذكر خطبة يقول فيها: إنَّ(١) علياً هو أخي، ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلّغ عنّي(٢) ، إن استرشدتموه أرشدكم، وإن اتّبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، إنَّ الله أنزل عليّ القرآن، وهو الذي من خالفه ضلّ، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ هلك. الحديث:

ورواه الطبريُّ في( بشارة المصطفى) بإسناده عن ابن بابويه مثله (٣) .

[ ٣٣٥٦١ ] ٣٠ - وعن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، عن محمّد بن ظهير، عن( محمّد بن

____________________

٢٧ - تقدم في الحديث ١٩ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٢٨ - تقدم في الحديث ٢٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

٢٩ - أمالي الصدوق ٦٢ / ١١.

(١) في المصدر زيادة: ابن عمي.

(٢) في المصدر زيادة: وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

(٣) بشارة المصطفىٰ: ١٦.

٣٠ - أمالي الصدوق: ١٨٤ / ١٠.

١٨٦

الحسن) (١) ابن أخي يونس البغدادي، عن محمّد بن يعقوب النهشلي، عن الرضا، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جلّ جلاله، أنه قال: أنا الله لا إله إلّا أنا، خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمّداً(٢) ، فبعثته رسولاً إلى خلقي، واخترت(٣) له عليّاً فجعلته له أخا(٤) ووزيراً ومؤدّياً عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي، ليبيّن لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي منه اُوتى، الحديث.

ورواه فرات بن إبراهيم في تفسيره نحوه(٥) .

[ ٣٣٥٦٢ ] ٣١ - وعن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن محمّد البرمكي، عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - أنه قال لابن الجهم: اتّق الله، ولا تؤول كتاب الله برأيك، فإنّ الله يقول:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٦) .

ورواه في( عيون الأخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، والحسين بن إبراهيم المكتب، وعليِّ بن عبد الله الوراق، كلّهم عن عليِّ بن إبراهيم مثله (٧) .

____________________

(١) في المصدر: محمد بن الحسين.

(٢) في المصدر زيادة: (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حبيباً وخليلاً وصفياً.

(٣) في المصدر: واصطفيت.

(٤) في المصدر: ووصياً.

(٥) لم نعثر عليه في النسخة المطبوعة من تفسير فرات، وقد ذكره المصنف رحمه الله في كتاب الجواهر السنية: ٢٢٤ نقلاً عن كتاب عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٤٩ / ١٩١.

٣١ - أمالي الصدوق: ٨٢ / ٣.

(٦) آل عمران ٣: ٧.

(٧) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ١٩٢.

١٨٧

[ ٣٣٥٦٣ ] ٣٢ - وعن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن عبد الله بن أحمد، عن القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن الحسين( عليه‌السلام ) ، عن أبيه، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يا عليّ ! أنت أخي، وأنا أخوك، وأنا المصطفى للنبوَّة، وأنت المجتبى للإِمامة، وأنا صاحب التنزيل، وأنت صاحب التأويل. الحديث.

[ ٣٣٥٦٤ ] ٣٣ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن عمرو بن مغلس، عن خلف، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سألت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن قوله تعالى:( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ ) (١) قال: ذاك وصيُّ أخي سليمان بن داود، فقلت: يا رسول الله فقول الله عزَّ وجلَّ:( قُلْ كَفَىٰ بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (٢) قال: ذاك أخي عليُّ بن أبي طالب.

[ ٣٣٥٦٥ ] ٣٤ - وفي( الأمالي) و( عيون الأخبار) عن عليِّ بن الحسين ابن شاذويه المؤدّب، وجعفر بن محمّد بن مسرور جميعاً، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - أنَّ المأمون سأل علماء العراق وخراسان عن قوله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (٣) فقالت

____________________

٣٢ - أمالي الصدوق: ٢٧٢ / ١٣.

٣٣ - أمالي الصدوق: ٤٥٣ / ٣.

(١) النمل ٢٧: ٤٠.

(٢) الرعد ١٣: ٤٣.

٣٤ - أمالي الصدوق: ٤٢١ / ١، عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٢٨ / ١.

(٣) فاطر ٣٥: ٣٢.

١٨٨

العلماء: أراد الله بذلك: الأُمّة كلّها، فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا( عليه‌السلام ) : إنه لو أراد الاُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة - إلى أن قال: - فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم، قال المأمون: ومن العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا( عليه‌السلام ) : الّذين وصفهم الله في كتابه فقال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) وهم الّذين قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض، انظروا كيف تخلّفوني(٢) فيهما، أيّها الناس لا تعلّموهم، فإنّهم أعلم منكم - إلى أن قال: - فصارت وراثة الكتاب للمهتدين، دون الفاسقين.

[ ٣٣٥٦٦ ] ٣٥ - وفي كتاب( التوحيد) عن جعفر بن عليّ القميّ الفقيه، عن عبدان بن الفضل، عن محمّد بن يعقوب بن محمّد الجعفري، عن محمّد بن أحمد بن شجاع الفرغاني، عن الحسن بن حمّاد العنبري (٣) ، عن إسماعيل بن عبد الخليل البرقي(٤) ، عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) : إنَّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ( عليهما‌السلام ) يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد، فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه، ولا تتكلّموا فيه بغير علم، فإنّي سمعت جدِّي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. الحديث.

[ ٣٣٥٦٧ ] ٣٦ - وفي( عيون الأخبار) بإسناده الآتي عن الفضل بن

____________________

(١) الأحزاب ٣٣: ٣٣.

(٢) في نسخة: تخلفون ( هامش المخطوط ).

٣٥ - التوحيد: ٩٠ / ٥.

(٣) في المصدر: أبو الحسن محمد بن حماد.

(٤) في المصدر: إسماعيل بن عبد الجليل.

٣٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٢١ / ١.

١٨٩

شاذان(١) ، عن الرضا( عليه‌السلام ) : في كتابه إلى المأمون، قال: محض الإِسلام شهادة أن لا إله إلّا الله - إلى أن قال: - والتصديق بكتابه الصادق - إلى أن قال: - وإنّه حقّ كلّه(٢) من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه، ومتشابهه، وخاصّه، وعامّه، ووعده، ووعيده، وناسخه، ومنسوخه، وقصصه، وأخباره، وأنَّ الدليل بعده، والحجّة على المؤمنين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه أخوه، وخليفته، ووصيّه، ووليّه، عليُّ بن أبي طالب - وذكر الأئمّة( عليهم‌السلام ) - ثمَّ قال:( وإنَّ من خالفهم ضالّ مضلّ) (٣) ، تارك للحقّ والهدى، وأنّهم المعبّرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بالبيان.

[ ٣٣٥٦٨ ] ٣٧ - وفي( الخصال) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ ومحمّد بن سنان، عن مفضّل، عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : لعن الله المجادلين في دين الله على لسان سبعين نبيّاً، ومن جادل في آيات الله كفر، قال الله:( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إلّا الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٤) ومن فسّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب، ومن أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة السّماوات والارض، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النّار. الحديث.

[ ٣٣٥٦٩ ] ٣٨ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقيُّ في( المحاسن) عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عمّن حدّثه، عن المعلّى

____________________

(١) يأتي في الفائدة الاولىٰ / ٣٨٤ من الخاتمة.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: وان كان من خالفهم ضال مضل باطل.

٣٧ - الخصال كمال الدين واتمام النعمة: ٢٥٦ / ١.

(٤) المؤمن ٤٠: ٤.

٣٨ - المحاسن: ٢٦٨ / ٣٥٦، وسنده: عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) وما اثبته المصنف راجع الى الحديث ٣٥٥ في المصدر.

١٩٠

ابن خنيس، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) في رسالة: فأمّا ما سألت عن القرآن، فذلك أيضاً من خطراتك المتفاوتة المختلفة، لأنَّ القرآن ليس على ما ذكرت، وكلّ ما سمعت فمعناه( على) (١) غير ما ذهبت إليه، وإنّما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم، ولقوم يتلونه حقّ تلاوته، وهم الّذين يؤمنون به ويعرفونه، وأمّا غيرهم فما أشدّ إشكاله عليهم، وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :( إنّه) (٢) ليس شيء أبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلّا من شاء الله، وإنّما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه، وأن يعبدوه، وينتهوا في قوله إلى طاعة القوّام بكتابه، والناطقين عن أمره، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم، لا عن أنفسهم، ثمَّ قال:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٣) فأمّا عن غيرهم فليس يعلم ذلك أبداً، ولا يوجد، وقد علمت أنّه لا يستقيم أن يكون الخلق كلّهم ولاة الأمر، لأنّهم لا يجدون من يأتمرون عليه، ومن(٤) يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواصّ ليقتدى بهم، فافهم ذلك إن شاء الله، وإيّاك وإيّاك وتلاوة القرآن برأيك، فإنَّ الناس غير مشتركين في علمه، كاشتراكهم فيما سواه من الاُمور، ولا قادرين(٥) على تأويله، إلّا من حدِّه وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله، واطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله.

[ ٣٣٥٧٠ ] ٣٩ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن( خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، عن أبي الوليد البحراني، ثمَّ

____________________

(١ و ٢) ليس في المصدر.

(٣) النساء ٤: ٨٣.

(٤) في المصدر: ولا من.

(٥) في المصدر زيادة: عليه ولا.

٣٩ - المحاسن ٢٧٠ / ٣٦٠.

١٩١

الهجري) (١) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنَّ رجلاً قال له: أنت الّذي تقول: ليس شيء من كتاب الله إلّا معروف، قال: ليس هكذا قلت، إنما قلت: ليس شيء من كتاب الله إلّا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه، ممّا لا يعلمه الناس - إلى أن قال: - إنَّ للقرآن ظاهرا، وباطناً، ومعايناً، وناسخاً، ومنسوخاً، ومحكماً، ومتشابهاً، وسنناً، وأمثالاً، وفصلاً، ووصلاً، وأحرفاً، وتصريفاً، فمن زعم أنّ الكتاب مبهم فقد هلك وأهلك. الحديث.

أقول: المراد من آخره: أنه ليس بمبهم على كلّ أحد، بل يعلمه الإِمام، ومن علّمه إياه، وإلّا لناقض آخره أوَّله.

[ ٣٣٥٧١ ] ٤٠ - وعن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الحميد بن عواض الطائي، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إنَّ للقرآن حدوداً كحدود الدار.

[ ٣٣٥٧٢ ] ٤١ - وعن أبيه، عن عليِّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل، عن بشر الوابشي(٢) ، عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن شيء من التفسير، فأجابني، ثمَّ سألته عنه ثانية، فأجابني بجواب آخر، فقلت: كنتَ أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا، فقال: يا جابر ! إنَّ للقرآن بطناً [ وللبطن بطناً ](٣) وله ظهر، وللظهر ظهر، يا جابر ! وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إنَّ الآية يكون أوَّلها في شيء، وآخرها في شيء، وهو كلام متّصل متصرّف

____________________

(١) في المصدر: خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي، عن ابي لبيد البحراني المراء الهجرين.

٤٠ - المحاسن: ٢٧٣ / ٣٧٥.

٤١ - المحاسن: ٣٠٠ / ٥.

(٢) في المصدر: شريس الوابشي.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٩٢

على وجوه.

[ ٣٣٥٧٣ ] ٤٢ - الكشيُّ في كتاب( الرجال) عن جعفر بن معروف، عن يعقوب بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: أتى أبي رجل، فقال: إنَّ عبد الله بن عبّاس يزعم أنّه يعلم كلَّ آية نزلت في القرآن، في أيِّ يوم اُنزلت، وفيم اُنزلت. الحديث. وهو صريح في إنكار دعوى ابن عبّاس.

ورواه بسند آخر(١) .

ورواه عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) مرسلاً (٢) .

[ ٣٣٥٧٤ ] ٤٣ - الطبرسيُّ في( الاحتجاج) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في احتجاجه يوم الغدير: عليٌّ تفسير كتاب الله، والداعي إليه.

ألا وإنَّ الحلال والحرام أكثر من أن اُحصيهما واُعرّفهما، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فاُمرت أن آخذ البيعة عليكم، والصفقة منكم، بقبول ما جئت به عن الله عزَّ وجلَّ في عليّ أمير المؤمنين، والأئمّة من بعده(٣) .

معاشر الناس تدبّروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا في محكماته، ولا متشابهه، فوالله لن يبيّن لكم زواجره، ولا يوضح لكم عن تفسيره، إلّا الّذي أنا آخذ بيده(٤) .

____________________

٤٢ - رجال الكشي ١: ٢٧٣ / ١٠٣.

(١) رجال الكشي ١: ٢٧٥ / ١٠٤.

(٢) تفسير القمي ٢: ٢٣.

٤٣ - الاحتجاج: ٦٠.

(٣) الاحتجاج: ٦٥.

(٤) الاحتجاج: ٦٠.

١٩٣

[ ٣٣٥٧٥ ] ٤٤ - وعن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في احتجاجه على زنديق، سأله عن آيات متشابهة من القرآن، فأجابه - إلى أن قال( عليه‌السلام ) : - وقد جعل الله للعلم أهلاً وفرض على العباد طاعتهم، بقوله:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) وبقوله:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٢) وبقوله:( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) وبقوله:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٤) وبقوله:( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) (٥) والبيوت هي بيوت العلم الّتي استودعها الأنبياء، وأبوابها: أوصياؤهم، فكلّ عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأوصياء، وعهودهم، وحدودهم، وشرائعهم، وسننهم، ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحلِّ كفر، وإن شملهم صفة الإِيمان، ثمَّ إنَّ الله قسّم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه، ولطف حسّه، وصحّ تمييزه، ممّن شرح الله صدره للإسلام، وقسماً لا يعلمه إلّا الله وملائكته والراسخون في العلم. وإنّما فعل ذلك لئلاّ يدَّعي أهل الباطل المستولين على ميراث رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من علم الكتاب، ما لم يجعله الله لهم، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمام بمن ولي أمرهم، فاستكبروا عن طاعته. الحديث.

أقول: لا يخفى أنَّ آيات الأحكام بالنسبة إلى الأحكام النظريّة كلّها من القسم الثالث، ولا أقل من الاحتمال، وهو كاف، كيف ؟ والنسخ فيها كثير جدّاً، بل لا يوجد في غيرها.

____________________

٤٤ - الاحتجاج: ٢٤٨ باختلاف.

(١ و ٢) النساء ٤: ٥٩، ٨٣.

(٣) التوبة ٩: ١١٩.

(٤) آل عمران ٣: ٧.

(٥) البقرة ٢: ١٨٩.

١٩٤

[ ٣٣٥٧٦ ] ٤٥ - وعن موسى بن عقبة: أنَّ معاوية أمر الحسين( عليه‌السلام ) أن يصعد المنبر فيخطب، فحمد الله، وأثنى عليه، ثمَّ قال: نحن حزب الله الغالبون، وعترة نبيّه الأقربون، أحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثاني كتاب الله، فيه تفصيل لكلّ شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والمعول علينا في تفسيره، لا نتظنّى(١) تأويله، بل نتّبع حقائقه، فأطيعونا، فإنّ طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (٢) وقال:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٣) . الحديث.

ورواه الطبري في( بشارة المصطفى) عن الحسن بن الحسين بن بابويه (٤) ، عن الشيخ المفيد، عن الحسين بن محمّد الأنباري(٥) ، عن إبراهيم بن محمّد الأزدي، عن شعيب بن أيّوب، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام بن حسان، عن الحسن بن عليّ( عليه‌السلام ) نحوه(٦) .

[ ٣٣٥٧٧ ] ٤٦ - محمّد بن الحسن الصفّار في( بصائر الدرجات) عن محمّد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن

____________________

٤٥ - الاحتجاج: ٢٩٩.

(١) نتظنّىٰ: نظن

(٢ و ٣) النساء ٤: ٥٩، ٨٣.

(٤) في بشارة المصطفى زيادة: عن محمّد بن الحسن الطوسي.

(٥) وفيه: اسماعيل بن محمّد الانباري.

(٦) بشارة المصطفى: ١٠٦.

٤٦ - بصائر الدرجات: ٢١٥ / ٣.

١٩٥

أبي داود، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يا عليّ ! أنت تعلّم الناس تأويل القرآن بما لا يعلمون، فقال: على ما أبلغ رسالتك من بعدك يا رسول الله ؟ قال: تخبر الناس بما يشكل عليهم من تأويل القرآن.

[ ٣٣٥٧٨ ] ٤٧ - وعن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن المرزبان بن عمران، عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إنَّ للقرآن تأويلاً، فمنه ما قد جاء، ومنه ما لم يجىء، فإذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمّة، عرفه إمام ذلك الزمان.

[ ٣٣٥٧٩ ] ٤٨ - وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمير(١) ، عنه( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ في القرآن ما مضى، وما يحدث، وما هو كائن، وكانت فيه أسماء الرجال فاُلقيت، وإنّما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى، يعرف(٢) ذلك الوصاة.

[ ٣٣٥٨٠ ] ٤٩ - وعن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن ابن أُذينة، عن فضيل بن يسار، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن هذه الرواية: ما من القرآن آية، إلّا ولها ظهر وبطن، قال: ظهره [ تنزيله ](٣) وبطنه تأويله، ومنه ما قد مضى، ومنه ما لم يكن، يجري كما تجري الشمس والقمر، كلّ ما(٤) جاء تأويل شيء(٥)

____________________

٤٧ - بصائر الدرجات: ٢١٥ / ٥.

٤٨ - بصائر الدرجات: ٢١٥ / ٦.

(١) في المصدر: ابراهيم بن عمر.

(٢) في المصدر: تعرف.

٤٩ - بصائر الدرجات: ٢١٦ / ٧.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر: كما.

(٥) في المصدر زيادة: منه.

١٩٦

يكون على الأموات، كما يكون على الأحياء، قال الله:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) نحن نعلمه.

وعن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل مثله(٢) .

[ ٣٣٥٨١ ] ٥٠ - وعن الفضل، عن موسى بن القاسم(٣) ، عن ابن أبي عمير، أو غيره، عن جميل بن درّاج، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: تفسير القرآن على سبعة أوجه(٤) ، منه ما كان، ومنه ما لم يكن بعد، تعرفه الأئمّة( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٨٢ ] ٥١ - وعن( محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن بكر بن صالح) (٥) ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري، عن يعقوب بن جعفر، قال: كنت مع أبي الحسن( عليه‌السلام ) بمكّة، فقال له قائل: إنك لتفسّر من كتاب الله ما لم تسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسّر قبل أن يفسر في الناس، فنحن نعلم(٦) حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه،( ومتفرِّقه وحظيرته) (٧) ، وفي أيّ ليلة نزلت من آية، وفيمن نزلت(٨) ، فنحن حكماء الله في أرضه. الحديث.

____________________

(١) آل عمران ٣: ٧.

(٢) بصائر الدرجات: ٢٢٣ / ٢.

٥٠ - بصائر الدرجات: ٢١٦ / ٨.

(٣) في المصدر زيادة: عن أبان.

(٤) في المصدر: أحرف.

٥١ - بصائر الدرجات: ٢١٨ / ٤.

(٥) في المصدر: أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن بكير بن صالح.

(٦) في المصدر: نعرف.

(٧) في المصدر: وسفريه وحضريه.

(٨) في المصدر زيادة: وفيما نزلت.

١٩٧

[ ٣٣٥٨٣ ] ٥٢ - وعنه، عن وهيب بن حفص، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: إنَّ القرآن فيه محكم ومتشابه، فأمّا المحكم فنؤمن به، ونعمل به، وندين الله به، وأمّا المتشابه فنؤمن به، ولا نعمل به، وهو قول الله:( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) .

[ ٣٣٥٨٤ ] ٥٣ - وعن محمّد بن خالد(٢) ، عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.

[ ٣٣٥٨٥ ] ٥٤ - وعن يعقوب بن يزيد، ومحمّد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: قول الله:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٣) ( أنتم هم ؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا ؟!) (٤) .

[ ٣٣٥٨٦ ] ٥٥ - وعن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن حمزة بن حمران(٥) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) . وعن البرقي، عن أبي الجهم، عن أسباط، عن أبي عبد الله

____________________

٥٢ - بصائر الدرجات: ٢٢٣ / ٣.

(١) آل عمران ٣: ٧.

٥٣ - بصائر الدرجات: ٢٢٤ / ٧.

(٢) في المصدر: أحمد بن محمد بن خالد.

٥٤ - بصائر الدرجات: ٢٢٤ / ١.

(٣) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

(٤) في المصدر: قال: إيانا عنىٰ.

٥٥ - بصائر الدرجات: ٢٢٥ / ٤.

(٥) في المصدر: عن حجر، عن حمران.

١٩٨

( عليه‌السلام ) في قول الله:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (١) قال:( من عسى أن يكونوا ؟!) (٢) .

[ ٣٣٥٨٧ ] ٥٦ - وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن عبد الرحيم(٣) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ هذا العلم انتهى إليَّ في القرآن، ثمَّ جمع أصابعه، ثمَّ قال:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٤) .

[ ٣٣٥٨٨ ] ٥٧ - وعن الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبيس بن هشام(٥) ، عن عبد الكريم، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ الله علّم رسوله الحلال والحرام والتأويل، فعلّم رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علمه كلّه عليّاً( عليه‌السلام ) .

وعن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عمر ابن أبان الكلبي، عن أديم أخي أيّوب، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) مثله(٦) .

[ ٣٣٥٨٩ ] ٥٨ - الطبرسيُّ في( التفسير الصغير) ، عن الصادق( عليه

____________________

(١) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

(٢) في المصدر: نحن.

٥٦ - بصائر الدرجات: ٢٢٦ / ١٤.

(٣) في المصدر: عن عبد الرحمن.

(٤) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

٥٧ - بصائر الدرجات: ٣١٠ / ١.

(٥) في المصدر: عيسى بن هشام الناشري.

(٦) بصائر الدرجات: ٣١١ / ٧.

٥٨ - جوامع الجامع: ٢ / ٢٣٦.

١٩٩

السلام) في قوله تعالى:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (١) قال: إيّانا عنىٰ، وعليٌّ أوَّلنا.

[ ٣٣٥٩٠ ] ٥٩ - وعن الباقر والصادق( عليهما‌السلام ) في قوله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ) (٢) قال: هي لنا خاصّة، إيّانا عنىٰ.

[ ٣٣٥٩١ ] ٦٠ - وعن الباقر( عليه‌السلام ) في قوله:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٣) قال(٤) : رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أفضل الراسخين.

[ ٣٣٥٩٢ ] ٦١ - وعنه( عليه‌السلام ) في قوله:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٥) قال: هم الأئمّة المعصومون( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٩٣ ] ٦٢ - عليُّ بن الحسين المرتضى في رسالة( المحكم والمتشابه) نقلاً من( تفسير) النعماني بإسناده الآتي (٦) ، عن إسماعيل بن جابر، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: إنَّ الله بعث محمّداً، فختم به الأنبياء، فلا نبيّ بعده، وأنزل عليه كتاباً، فختم به الكتب، فلا كتاب بعده - إلى أن قال: - فجعله النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علماً باقياً في أوصيائه، فتركهم الناس، وهم الشّهداء على أهل كلّ زمان، حتّى عاندوا

____________________

(١) الرعد ١٣: ٤٣.

٥٩ - جوامع الجامع: ٣٨٩.

(٢) فاطر ٣٥: ٣٢.

٦٠ - جوامع الجامع: ٥٣.

(٣) آل عمران ٣: ٧.

(٤) في المصدر زيادة: كان.

٦١ - جوامع الجامع: ٩٢.

(٥) النساء ٤: ٨٣.

٦٢ - المحكم والمتشابه: ٥، ١٣، ١٦.

(٦) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم ٥٢.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424