وسائل الشيعة الجزء ٢٧

وسائل الشيعة9%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 424

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142791 / تحميل: 5941
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

عميرة، عن مفضّل بن مزيد(١) ، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : أنهاك عن خصلتين فيهما هلك(٢) الرّجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن عليِّ بن الحكم (٣) ، والّذي قبله عن الحسن بن محبوب مثله.

[ ٣٣١٠٢ ] ٣ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: قال لي أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إيّاك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إيّاك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن الحجّاج (٤) .

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن عليِّ بن ابراهيم (٥) ، والّذي قبله عن أبيه، عن محمّد بن يحيى مثله.

[ ٣٣١٠٣ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يعذّب الله اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئاً من الجوارح، فيقول: أي ربِّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً، فيقال له: خرجت منك كلمة، فبلغت

____________________

(١) في المحاسن: مفضل بن يزيد ( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: هلاك.

(٣) المحاسن: ٢٠٤ / ٥٤.

٣ - الكافي ١: ٣٣ / ٢.

(٤) المحاسن: ٢٠٥ / ٥٥.

(٥) الخصال: ٥٢ / ٦٦.

٤ - الكافي ٢: ٩٤ / ١٦.

٢١

مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام، وعزّتي لاُعذّبنّك بعذاب لا اُعذّب به شيئاً من جوارحك.

[ ٣٣١٠٤ ] ٥ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، إنَّ الرجل لينتزع الآية(١) ، يخرّ فيها أبعد ما بين السماء [ والارض ](٢) .

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن الوشاء مثله (٣) .

[ ٣٣١٠٥ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، رفعه عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: القضاة أربعة ثلاثة في النار، وواحد في الجنّة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار ورجل قضى بالحقِّ وهو يعلم فهو في الجنّة.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً نحوه (٤) .

[ ٣٣١٠٦ ] ٧ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : الحكم حكمان: حكم الله عزَّ وجلَّ، وحكم( أهل) (٥) الجاهليّة، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهليّة.

____________________

٥ - الكافي ١: ٣٣ / ٤.

(١) في المصدر زيادة: من القرآن.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) المحاسن: ٢٠٦ / ٦٢.

٦ - الكافي ٧: ٤٠٧ / ١، والتهذيب ٦: ٢١٨ / ٥١٣، والفقيه ٣: ٣ / ٦.

(٤) المقنعة: ١١١.

٧ - الكافي ٧: ٤٠٧ / ذيل ١.

(٥) ليس في المصدر.

٢٢

ورواه الشيخ مرسلاً(١) ، والّذي قبله بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) ، وكذا الّذي قبله.

ورواه في( الخصال) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، رفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: القضاة أربعة. الحديث(٣) .

[ ٣٣١٠٧ ] ٨ - وعن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: الحكم حكمان: حكم الله عزَّ وجلَّ، وحكم أهل(٤) الجاهليّة، وقد قال الله عزَّ وجلَّ:( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (٥) وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة.

ورواه الشيخ بإسناده عن أبي عليّ الأشعري مثله(٦) .

[ ٣٣١٠٨ ] ٩ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليِّ ابن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد،( عن أبان) (٧) ، عن زرارة ابن أعين، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) : ما حقُّ الله على العباد ؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند ما لا يعلمون.

____________________

(١) التهذيب ٦: ٢١٨ / ذيل ٥١٣.

(٢) الفقيه ٣: ٣ / ذيل ٦.

(٣) الخصال ٢٤٧ / ١٠٨. وقد ورد فيه متن الحديث (٦) السابق.

٨ - الكافي ٧: ٤٠٧ / ٢.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) المائدة ٥: ٥٠.

(٦) التهذيب ٦: ٢١٧ / ٥١٢.

٩ - الكافي ١: ٣٤ / ٧.

(٧) ليس في أمالي الصدوق.

٢٣

ورواه الصدوق في( المجالس) عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد مثله (١) .

[ ٣٣١٠٩ ] ١٠ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : ما حقّ الله على خلقه ؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويكفّوا عمّا لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى الله حقّه.

[ ٣٣١١٠ ] ١١ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: العامل على غير بصيرة كالسّائر على غير الطريق، لا يزيده سرعة السير إلّا بعداً.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن سنان(٢) .

ورواه في( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن البرقيِّ، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، وعبد الله بن المغيرة جميعاً، عن طلحة بن زيد مثله (٣) .

[ ٣٣١١١ ] ١٢ - وعن عليِّ بن محمّد وغيره، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمّن حدّثه قال: سمعت أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: أيّها الناس ! اعلموا أنَّ كمال الدين طلب العلم، والعمل به، ألا وإنَّ طلب العلم أوجب

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٣٤٣ / ١٤.

١٠ - الكافي ١: ٤٠ / ١٢.

١١ - الكافي ١: ٣٤ / ١.

(٢) الفقيه ٤: ٢٨٧ / ٨٦٠.

(٣) أمالي الصدوق: ٣٤٣ / ١٨.

١٢ - الكافي ١: ٢٣ / ٤.

٢٤

عليكم من طلب المال، إنَّ المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم وضمنه، وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله، وقد اُمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.

[ ٣٣١١٢ ] ١٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عمّن رواه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله) : من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح.

[ ٣٣١١٣ ] ١٤ - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيّار، أنه عرض على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) بعض خطب أبيه، حتّى إذا بلغ موضعا منها قال: كفّ، واسكت، ثمَّ قال(١) :( إنّه) (٢) لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون، إلّا الكفّ عنه والتثبّت، والردّ إلى أئمّة الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد، ويجلو عنكم فيه العمى(٣) ، قال الله تعالى:( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٤) .

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن ابن فضّال (٥) وكذا الّذي قبله.

[ ٣٣١١٤ ] ١٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبد الله، عن عيسى بن عبد الله العمري، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: طلب العلم فريضة.

____________________

١٣ - الكافي ١: ٣٥ / ٣ والمحاسن ١٩٨ / ٢٣.

١٤ - الكافي ١: ٤٠ / ١٠.

(١) في المصدر زيادة: أبو عبد الله (عليه‌السلام )

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: ويعرفوكم فيه الحق.

(٤) النحل ١٦: ٤٣، والأنبياء ٢١: ٧.

(٥) المحاسن: ٢١٦ / ١٠٦.

١٥ - الكافي ١: ٣٢ / ٢.

٢٥

[ ٣٣١١٥ ] ١٦ - وعن عليِّ بن إبراهيم(١) ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، ألا إنَّ الله يحبّ بغاة العلم.

[ ٣٣١١٦ ] ١٧ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقيِّ، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله رجل من أصحابنا(٢) ، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طلب العلم فريضة.

[ ٣٣١١٧ ] ١٨ - قال الكلينيُّ وفي حديث آخر: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، ألا وإنَّ الله يحبّ بغاة العلم.

[ ٣٣١١٨ ] ١٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد، عن عاصم قال: حدَّثني مولى لسلمان عن عبيدة السلماني، قال: سمعت عليّاً( عليه‌السلام ) يقول: يا أيّها الناس ! اتّقوا الله، ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون، فإنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد قال قولاً آل(٣) منه إلى غيره، وقد قال قولاً، من وضعه غير موضعه كذب عليه، فقام عبيدة، وعلقمة، والأسود، واُناس معهم(٤) ، فقالوا: يا أمير المؤمنين ! فما نصنع بما قد خبرنا به في

____________________

١٦ - الكافي ١: ٢٣ / ١.

(١) في نسخة زيادة: عن أبي ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

١٧ - الكافي ١: ٢٣ / ٥.

(٢) في المصدر زيادة: رفعه.

١٨ - الكافي ١: ٢٣ / ذيل ٥.

١٩ - التهذيب ٦: ٢٩٥ / ٨٢٣، وورد في أصل عاصم من الاصول الستة عشر.

(٣) آل: رجع « قاموس المحيط ( أول ) ٣: ٣٣١ ».

(٤) في المصدر: منهم.

٢٦

المصحف ؟ فقال: يسأل عن ذلك علماء آل محمّد.

[ ٣٣١١٩ ] ٢٠ - محمّد بن عليّ الفتال في( روضة الواعظين) قال: قال النبيُّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : اطلبوا العلم ولو بالصين، فإنَّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

[ ٣٣١٢٠ ] ٢١ - قال: وقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : الشّاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله، إنَّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

[ ٣٣١٢١ ] ٢٢ - قال: وقال النبيُّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من تعلّم باباً من العلم( عمّن يثق به) (١) كان أفضل من أن يصلّي ألف ركعة(٢) .

[ ٣٣١٢٢ ] ٢٣ - محمّد بن الحسن الصفار في( بصائر الدرجات) عن إبراهيم بن هاشم، عن( الحسين بن) (٣) الحسن بن زيد بن عليِّ بن الحسين، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، ألا وإنَّ الله يحبّ بغاة العلم.

[ ٣٣١٢٣ ] ٢٤ - وعن محمّد بن حسان، عن محمّد بن عليّ، عن عيسى ابن عبد الله العمري، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: طلب العلم فريضة في(٤) كلّ حال.

____________________

٢٠ - روضة الواعظين: ١١.

٢١ - روضة الواعظين: ١٠.

٢٢ - روضة الواعظين: ١٢.

(١) في المصدر: عمل به أو لم يعمل.

(٢) في المصدر زيادة: تطوعاً.

٢٣ - بصائر الدرجات: ٢٢ / ١.

(٣) ليس في المصدر.

٢٤ - بصائر الدرجات ٢٢ / ٢.

(٤) في المصدر: علىٰ.

٢٧

[ ٣٣١٢٤ ] ٢٥ - وعن محمّد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله، عن عيسى بن عبد الله، عن( أحمد) (١) بن عليِّ بن أبي طالب رفعه، قال: طلب العلم فريضة من فرائض الله.

[ ٣٣١٢٥ ] ٢٦ - وعن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن( أبي عبد الله) (٢) رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) (٣) : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

[ ٣٣١٢٦ ] ٢٧ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن الفضل بن محمّد الشعراني، عن أبي موسى المجاشعي، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه، أبي عبد الله (٤) ( عليه‌السلام ) .

وعن المجاشعي، عن الرضا، عن آبائه عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات - إلى أن قال: - فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ، وإنَّ طلب العلم لفريضة على كلِّ مسلم.

[ ٣٣١٢٧ ] ٢٨ - وعن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن جعفر ابن محمّد الحسيني عن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن زيد بن عليّ، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: سمعت رسول الله

____________________

٢٥ - بصائر الدرجات ٢٣ / ٥.

(١) في المصدر: أحمد بن عمر.

٢٦ - بصائر الدرجات ٢٣ / ٣.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

٢٧ - أمالي الطوسي ٢: ١٣٥.

(٤) كذا في المسودّة، ولكن في المصححتين: « عن أبيه عن أبي عبد الله » وكلمة « أبيه » لا توجد في المصدر.

٢٨ - أمالي الطوسي ٢: ١٠٢.

٢٨

( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فاطلبوا العلم من مظانّه، واقتبسوه من أهله. الحديث.

[ ٣٣١٢٨ ] ٢٩ - أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن) عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن مجالسة أصحاب الرأي، فقال: جالسهم، وإيّاك عن خصلتين تهلك فيهما الرجال: أن تدين بشيء من رأيك، أو تفتي الناس بغير علم.

[ ٣٣١٢٩ ] ٣٠ - وعن(١) عليِّ بن حسان، عمّن حدَّثه، عن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث -: إنَّ من حقيقة الإِيمان أن لا يجوز منطقك علمك.

[ ٣٣١٣٠ ] ٣١ - وعن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد( بن) (٢) أبي الصباح، عن إبراهيم بن أبي سماك، عن موسى بن بكر، قال: قال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : من أفتى الناس بغير علم لعنتهُ ملائكة الأرض وملائكة السماء.

[ ٣٣١٣١ ] ٣٢ - وعن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن اسماعيل بن( أبي) (٣) زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه( عليهما‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من أفتى الناس بغير علم لعنتهُ ملائكة السماء والأرض.

____________________

٢٩ - المحاسن ٢٠٥ / ٥٦.

٣٠ - المحاسن ٢٠٥ / ٥٧.

(١) في المصدر زيادة: أحمد بن.

٣١ - المحاسن ٢٠٥ / ٥٨.

(٢) ليس في المصدر.

٣٢ - المحاسن: ٢٠٥ / ٥٩.

(٣) ليس في المصدر.

٢٩

وعن أبي عبد الله الجامُوراني، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله، عن آبائه( عليهم‌السلام ) مثله(١) .

[ ٣٣١٣٢ ] ٣٣ - الحسن بن عليِّ بن شعبة في( تحف العقول) عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء والأَرض.

[ ٣٣١٣٣ ] ٣٤ - وعن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في وصيّته لكميل ابن زياد قال، يا كميل ! لا غزو إلّا مع إمام عادل، ولا نفل إلّا من إمام فاضل، يا كميل ! هي نبوّة ورسالة وإمامة، وليس بعد ذلك إلّا موالين مُتّبعين أو(٢) مُبتدعين، إنما يتقبّل الله من المتّقين.

يا كميل ! لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا. الحديث.

[ ٣٣١٣٤ ] ٣٥ - وقال الشهيد الثاني في كتاب( الآداب) ، والطبرسي في( مجمع البيان) : روينا بإسنادنا الصحيح إلى أبي الحسن عليِّ بن موسى الرضا، عن آبائه( عليهم‌السلام ) ، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، أنّه قال: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فاطلبوا العلم في مظانّه، واقتبسوه من أهله. الحديث.

[ ٣٣١٣٥ ] ٣٦ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في( الأَمالي) عن ابن المتوكّل، عن السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبدالعظيم الحسني، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ،

____________________

(١) المحاسن: ٢٠٥ / ذيل ٥٩.

٣٣ - تحف العقول: ٢٨.

٣٤ - تحف العقول: ١١٨.

(٢) في المصدر: أو عامهين. وناواه: عاداه ( هامش ).

٣٥ - الآداب: لم نعثر على المصدر، ومنية المريد: ٢٧، ومجمع البيان ١: ٩.

٣٦ - لم نعثر عليه في امالي الصدوق المطبوع بل في علل الشرائع: ٦٠٥ / ٨٠.

٣٠

عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث - قال: ليس لك أن تتكلّم بما شئت، لأَنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول:( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه، وعلى النهي عن العمل بالظنّ(٣) ، والمراد من العلم: ما يشمل العادي، وبابه واسع، وهو من جملة اليقينيّات، ولا يطلق عليه الظنّ لغة ولا عرفاً ولا شرعاً، والدلالات الظنيّة غير معتبرة، إلّا مع القرائن الواضحة المفيدة للعلم العادي، لما يأتي إن شاء الله(٤) .

٥ - باب تحريم الحكم بغير الكتاب والسنة، ووجوب نقض الحكم مع ظهور الخطأ

[ ٣٣١٣٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن ثعلبة، عن صباح الْأَزرق، عن حكم الحنّاط، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، والحكم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ ممّن له سوط أو عصا فهو كافر بما أنزل الله عزّ وجلّ على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ٣٣١٣٧ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول:

____________________

(١) الاسراء ١٧: ٣٦.

(٢) تقدم في الباب ٣ من هذه الأَبواب.

(٣) يأتي في الباب ٥ و ٦ من هذه الأَبواب.

(٤) يأتي في الباب ٦ من هذه الأَبواب.

الباب ٥

فيه ١٥ حديثاً

١ - الكافي ٧: ٤٠٧ / ١.

٢ - الكافي ٧: ٤٠٨ / ٢، التهذيب ٦: ٢٢١ / ٥٢٣.

٣١

من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ فهو كافر بالله العظيم.

[ ٣٣١٣٨ ] ٣ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا(١) ، عن عبد الله بن مسكان رفعه، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من حكم في درهمين بحكم جور، ثمّ جبر عليه كان من أهل هذه الآية:( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) (٢) فقلت: كيف يجبر عليه ؟ فقال: يكون له سوط وسجن فيحكم عليه، فإن(٣) رضي بحكمه(٤) ، وإلّا ضربه بسوط(٥) ، وحبسه في سجنه.

[ ٣٣١٣٩ ] ٤ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: أيّ قاض قضى بين اثنين فأخطأ سقط أبعد من السماء.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن وهب(٦) .

ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد(٧) ، والذي قبله بإسناده عن الحسين بن سعيد، والّذي قبلهما بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم مثله.

[ ٣٣١٤٠ ] ٥ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : من حكم في درهمين فأخطأ كفر.

____________________

٣ - الكافي ٧: ٤٠٨ / ٣، التهذيب ٦: ٢٢١ / ٥٢٤.

(١) في الكافي زيادة: عن عبد الله بن كثير، وفي التهذيب زيادة: عن عبد الله بن بكير.

(٢) المائدة ٥: ٤٤.

(٣) في الكافي: فإذا.

(٤) في المصدر: بحكومته.

(٥) في المصدر: بسوطه.

٤ - الكافي ٧: ٤٠٨ / ٤.

(٦) الفقيه ٣: ٥ / ١٥.

(٧) التهذيب ٦: ٢٢١ / ٥٢٢.

٥ - الفقيه ٣: ٥ / ١٤.

٣٢

[ ٣٣١٤١ ] ٦ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : الحكم حكمان: حكم الله، وحكم أهل الجاهليّة، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم أهل الجاهليّة، ومن حكم بدرهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ فقد كفر بالله تعالى.

[ ٣٣١٤٢ ] ٧ - وفي( عقاب الأعمال) بسند تقدَّم في عيادة المريض (١) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، قال: ومن( حكم بما لم يحكم به) (٢) الله كان كمن شهد بشهادة زور، ويقذف به في النار، يعذّب بعذاب شاهد الزور.

[ ٣٣١٤٣ ] ٨ - الحسن بن عليّ العسكري( عليه‌السلام ) في( تفسيره) عن آبائه، عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في حديث - قال: أتدرون متى يتوفر على المستمع والقارىء هذه المثوبات العظيمة ؟ إذا لم( يقل في والقرآن برأيه) (٣) ، ولم يجف عنه، ولم يستأكل به، ولم يراء به، وقال: عليكم بالقرآن، فإنّه الشفاء النافع، والدواء المبارك، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن اتّبعه، ثمّ قال: أتدرون من المتمسّك به، الّذي يتمسّكه ينال هذا الشرف العظيم ؟ هو الذي يأخذ القرآن وتأويله عنّا أهل البيت وعن وسايطنا، السفراء عنّا إلى شيعتنا، لا عن آراء المجادلين(٤) ، فأمّا من قال في القرآن برأيه فإن اتّفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله، وإن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوّأ مقعده من النار.

[ ٣٣١٤٤ ] ٩ - أقول: وقد تواتر بين العامّة والخاصّة عن النبيّ( صلى الله

____________________

٦ - الفقيه ٣: ٣ / ٦.

٧ - عقاب الاعمال: ٣٣٩.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) في المصدر: لم يحكم بما أنزل.

٨ - تفسير العسكري (عليه‌السلام ) : ٤.

(٣) في المصدر: يغل في القرآن.

(٤) في المصدر زيادة: وقياس القايسين.

٩ - سنن الترمذي ٥: ٦٦٣ / ٣٧٨٨، مسند احمد ٣: ١٤ و ١٧ و ٢٦، مسند أبي يعلىٰ ٢: =

٣٣

عليه وآله) ، أنه قال: إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

[ ٣٣١٤٥ ] ١٠ - وعن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنّه قال: أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.

[ ٣٣١٤٦ ] ١١ - وعنه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنه قال: أنا مدينة العلم، وعليٌّ بابها.

[ ٣٣١٤٧ ] ١٢ - وعن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق.

[ ٣٣١٤٨ ] ١٣ - العيّاشي في( تفسيره) عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر، ومن حكم في درهمين فأخطأ كفر.

[ ٣٣١٤٩ ] ١٤ - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فهو كافر بالله العظيم.

____________________

= ٢٩٧ / ١٠٢١ و ٣٠٣ / ١٠٢٧، مستدرك الحاكم ٣: ١٤٨ المعجم الكبير للطبراني ٣: ٦٣ / ٢٦٩٧، اصول الكافي ١: ٢٣٣ / ضمن حديث ٣، الخصال ١: ٦٥ / ٩٧، ارشاد المفيد ١: ١٢٤.

١٠ - مستدرك الحاكم ٣: ١٥١، المعجم الكبير للطبراني ٣: ٣٧ / ٢٦٣٦، تاريخ بغداد ١٢: ٩١، عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢٧.

١١ - مستدرك الحاكم ٣: ١٢٧، تاريخ بغداد ٢: ٣٧٧ و ٤: ٣٤٨ و ١١: ٤٩ و ٥٠، امالي الصدوق ٢٨٢ / ١، عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٦٦، الخصال ٢: ٥٧٤ / ١، ارشاد المفيد ١: ٢٢.

١٢ - انظر: ارشاد المفيد ١٤٤، تذكرة الخواص ٩٦، تاريخ الطبري ٥: ٦٦.

١٣ - تفسير العياشي ١: ٣٢٣ / ١٢١، وتفسير البرهان ١: ٤٧٦ / ٦.

١٤ - تفسير العياشي ١: ٣٢٣ / ١٢٢.

٣٤

[ ٣٣١٥٠ ] ١٥ - وعن ابن عيّاش(١) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر، قلت: كفر بما اُنزل الله ؟ أو كفر بما اُنزل على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ قال: ويلك إذا كفر بما اُنزل على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقد كفر بما أنزل الله.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

٦ - باب عدم جواز القضاء والحكم، بالرأي، والاجتهاد، والمقاييس، ونحوها من الاستنباطات الظنية في نفس الأحكام الشرعية ( * ) .

[ ٣٣١٥١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن الفضل(٤) ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: وإنَّ الله لم يجعل العلم

____________________

١٥ - تفسير العياشي ١: ٣٢٤ / ١٢٧، تفسير البرهان ١: ٤٧٦ / ٩.

(١) في المصدر: عن أبي العباس.

(٢) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٦

فيه ٥٢ حديثاً

* قد وردت أحاديث متواترة تزيد علىٰ مائتين وعشرين حديثاً قد جمعتها في محل اخر، دالة علىٰ عدم جواز ورود استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيره من كلام الائمة (عليهم‌السلام ) ، والتفحص عن أحوالها، والقطع بأنها محكمة أو متشابهة، ناسخة او منسوخة عامة او خاصة، إلىٰ غير ذلك، أو ورود ما يوافقها من أحاديثهم الثابتة، وأنه يجب العمل بالكتاب والسنة، وقد تقدم ذلك في حديث عبيدة السلماني، لكن اذا كان ظاهر آية لا يوافقها حديث، ولا يعلم أنها ناسخة أو منسوخة، محكمة أو متشابهة، لم يجز الجزم بظاهرها، ولا جزم بمخالفتها، بغير نصٍ بل يجب الاحتياط لما يأتي ان شاء الله تعالىٰ، ولا يخفى ندور الفرض لكثرة النصوص في آيات الاحكام، والاستدلال بها منهم (عليهم‌السلام ) ، وورد ما يوافقها أو يخصصها. ( منه. قده ).

١ - الكافي ٨: ١١٧ / ٩٢.

(٤) في الكافي وكمال الدين: محمّد بن الفضيل.

٣٥

جهلاً، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه، لا إلى ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولكنه أرسل رسولاً من ملائكته، فقال له: قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحبّ، ونهاهم عمّا يكره، فقصَّ عليهم أمر خلقه بعلم، فعلم ذلك العلم، وعلم أنبيائه وأصفياءه من الأنبياء والأصفياء(١) - إلى أن قال: - ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة، ثمَّ قال: فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم، ونجا بنصرتهم، ومن وضع ولاة أمر الله، وأهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله، وجعل الجهّال ولاة أمر الله والمتكلّفين بغير هدى من الله، وزعموا أنّهم أهل استنباط علم الله، فقد كذبوا على الله ورسوله، ورغبوا عن وصيّه وطاعته، ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله، فضلّوا وأضلّوا أتباعهم، ولم يكن لهم حجّة يوم القيامة - إلى أن قال: - في قوله تعالى:( فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) (٢) فإنه وكّل بالفضل من أهل بيته والإِخوان والذرّية، وهو قوله تعالى: إن يكفر به اُمّتك فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الّذي أرسلتك به لا يكفرون به أبداً، ولا أضيع الإِيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أُمّتك، وولاة أمري بعدك، وأهل استنباط العلم، الّذي ليس فيه كذب، ولا إثم، ولا زور، ولا بطر، ولا رئاء - إلى أن قال: - فاعتبروا أيّها الناس فيما قلت، حيث وضع الله ولايته، وطاعته، ومودّته، واستنباط علمه، وحججه، فإياه فتقبلوا، وبه فاستمسكوا تنجوا، وتكون لكم الحجّة يوم القيامة وطريق ربّكم جلَّ وعز،( لا تصل ولاية الله) (٣) إلّا بهم، فمن فعل ذلك كان حقّاً على الله أن يكرمه ولا يعذّبه، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقّاً على الله أن يذلّه، وأن يعذّبه(٤) .

ورواه الصدوق في( اكمال الدين) عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق

____________________

(١) في المصدر: والاخوان.

(٢) الأنعام ٦: ٨٩.

(٣) في المصدر: ولا تصل ولاية إلىٰ الله.

(٤) هذا مروي في الروضة، وعنوان الحديث « حديث آدم مع الشجرة » « منه ».

٣٦

رضي الله عنه، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن محمّد بن الفضل نحوه(١) .

[ ٣٣١٥٢ ] ٢ - وبإسناده الآتي(٢) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رسالة طويلة له إلى أصحابه، أمرهم بالنظر فيها وتعاهدها، والعمل بها، من جملتها: أيّتها العصابة المرحومة المفلحة ! إنَّ الله أتمَّ لكم ما آتاكم من الخير، واعلموا أنّه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى، ولا رأي، ولا مقاييس، قد أنزل الله القرآن، وجعل فيه تبيان كلّ شيء، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلاً، لا يسع أهل علم القرآن الّذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا( في دينهم) (٣) بهوى ولا رأي، ولا مقاييس، وهم أهل الذكر الذين أمر الله الاُمّة بسؤالهم - إلى أن قال: - وقد عهد إليهم رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قبل موته، فقالوا: نحن بعد ما قبض الله عزّ وجلّ رسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض الله رسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وبعد عهده الّذي عهده إلينا، وأمرنا به، مخالفاً لله ولرسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فما أحد أجرأ على الله، ولا أبين ضلالة ممّن أخذ بذلك، وزعم أنَّ ذلك يسعه، والله إنَّ لله على خلقه أن يطيعوه، ويتّبعوا أمره في حياة محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وبعد موته، هل يستطيع أولئك أعداء الله أن يزعموا أنَّ أحداً ممّن أسلم مع محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أخذ بقوله، ورأيه ومقاييسه ؟ فإن قال: نعم فقد كذب على الله، وضلّ ضلالاً بعيداً، وإن قال: لا لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه، وهواه ومقاييسه، فقد أقرَّ بالحجّة على نفسه، وهو ممّن يزعم أنّ الله يطاع، ويتّبع أمره بعد قبض رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - إلى أن قال: - وكما أنه لم يكن لأحد من الناس مع محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يأخذ بهواه، ولا

____________________

(١) اكمال الدين: ٢١٣ / ٢.

٢ - الكافي ٨: ٥.

(٢) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.

(٣) في المصدر: فيه.

٣٧

رأيه، ولا مقاييسه خلافاً لأمر محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، كذلك لم يكن لأحد(١) بعد محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يأخذ بهواه، ولا رأيه، ولا مقاييسه، ثمَّ قال: واتّبعوا آثار رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وسنّته، فخذوا بها، ولا تتّبعوا أهواءكم ورأيكم(٢) فتضلّوا، فإنَّ أضلّ الناس عند الله من اتّبع هواه ورأيه بغير هدى من الله، وقال: أيّتها العصابة(٣) ! عليكم بآثار رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وسنّته، وآثار الأئمّة الهداة من أهل بيت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من بعده وسنّتهم، فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى، ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلَّ، لأنهم هم الّذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم. الحديث.

[ ٣٣١٥٣ ] ٣ - وعنه، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ما لكم وللقياس، إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس، ثمَّ قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها - وأومأ(٤) بيده إلى فيه - ثمَّ قال: لعن الله أبا حنيفة، كان يقول: قال عليٌّ( عليه‌السلام ) ، وقلت(٥) ، وقالت الصحابة، وقلت(٦) ، ثمَّ قال: أكنت تجلس إليه ؟ قلت: لا، ولكن هذا كلامه فقلت: أصلحك الله، أتى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الناس بما يكتفون به في عهده ؟ قال: نعم، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة، فقلت: فضاع من ذلك شيء ؟ فقال: لا، هو عند أهله.

[ ٣٣١٥٤ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن أحمد بن عبد الله العقيلي، عن

____________________

(١) في المصدر زيادة: من الناس.

(٢) في المصدر: وآراءكم.

(٣) في المصدر زيادة: الحافظ الله لهم أمرهم.

٣ - الكافي ١: ٤٦ / ١٣.

(٤) في المصدر: وأهوىٰ.

(٥ و ٦) في نسخة زيادة: أنا ( هامش المخطوط ).

٤ - الكافي ١: ٤٧ / ٢٠.

٣٨

عيسى بن عبد الله القرشي، قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، فقال له: يا با حنيفة ! بلغني: أنك تقيس ؟ قال: نعم، قال: لا تقس، فإنَّ أوَّل من قاس إبليس. الحديث.

[ ٣٣١٥٥ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابه، وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، رفعه عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: من أبغض الخلق إلى الله عزَّ وجلَّ لرجلين: رجل وكله الله إلى نفسه، فهو جائر عن قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة، فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدى من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته، ورجل قمش جهلاً في جهّال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سمّاه أشباه الناس عالماً، ولم يغن فيه يوماً سالماً، بكّر فاستكثر، ما قلّ منه خير ممّا كثر، حتّى إذا ارتوى من آجن، واكتنز من غير طائل، جلس بين الناس قاضياً( ماضياً) (١) ضامناً لتخليص ما التبس على غيره، وإن خالف قاضياً سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي( من) (٢) بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه، ثمّ قطع(٣) ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهباً( لغيره) (٤) ، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له: لا يعلم، ثمَّ جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركّاب شبهات

____________________

٥ - الكافي ١: ٤٤ / ٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: به.

(٤) ليس في المصدر.

٣٩

خبّاط جهالات، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم، ولا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكى منه المواريث، وتصرخ منه الدّماء، يستحلّ بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لاملئ، باصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط من ادّعائه علم الحقّ.

ورواه الرضيُّ في( نهج البلاغة) مرسلاً نحوه (١) .

[ ٣٣١٥٦ ] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله( ولا سنّته) (٢) فننظر فيها ؟ فقال: لا أما أنك إن أصبت لم توجر، وإن أخطأت كذبت على الله(٣) .

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن الوشاء مثله (٤) .

[ ٣٣١٥٧ ] ٧ - وعن محمّد بن أبي عبد الله، رفعه عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قلت لأبي الحسن الأوَّل( عليه‌السلام ) : بما اُوحّد الله ؟ فقال: يا يونس ! لا تكوننّ مبتدعاً من نظر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيّه ضلّ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيّه كفر.

[ ٣٣١٥٨ ] ٨ - وعن عدَّة من أصحابا، عن أحمد بن أبي عبد الله، قال في وصيّة المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام )

____________________

(١) نهج البلاغة ١: ٤٧ / ١٦.

٦ - الكافي ١: ٤٦ / ١١.

(٢) في المصدر: ولا سنّة.

(٣) الجواب عام في الاصول والفروع كما ترى، بل الفروع اولىٰ بالحكم كما لا يخفىٰ ( منه. قده ).

(٤) المحاسن ٢١٣ / ٩٠.

٧ - الكافي ١: ٤٥ / ١٠.

٨ - الكافي ٢: ٢٩٤ / ٨.

٤٠

يقول: من شكَّ أو ظنَّ فأقام على أحدهما( فقد حبط) (١) عمله، إنّ حجّة الله هي الحجّة الواضحة.

[ ٣٣١٥٩ ] ٩ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عمر بن اُذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: ومن عمي نسي الذكر، واتبع الظنّ، وبارز خالقه - إلى أن قال: - ومن نجا من ذلك فمن فضل اليقين.

[ ٣٣١٦٠ ] ١٠ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إن السنّة لا تقاس، ألا ترى أنَّ المرأة تقضي صومها، ولا تقضي صلاتها(٢) ، يا أبان إنَّ السنّة اذا قيست محق الدين.

أقول: فيه وفي أمثاله - وهي كثيرة جدّاً - دلالة على بطلان قياس الأولوية.

[ ٣٣١٦١ ] ١١ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس.

[ ٣٣١٦٢ ] ١٢ - قال: وقال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : من أفتى الناس

____________________

(١) في المصدر: أحبط الله.

٩ - الكافي ٢: ٢٨٨ / ١.

١٠ - الكافي ١: ٤٦ / ١٥.

(٢) في المصدر: صلواتها.

١١ - الكافي ١: ٤٧ / ١٧، قرب الاسناد ٧.

١٢ - الكافي ١: ٤٧ / ذيل ١٧.

٤١

برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضادَّ الله حيث أحلَّ، وحرَّم فيما لا يعلم.

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد) عن هارون بن مسلم مثله (١) .

[ ٣٣١٦٣ ] ١٣ - وعنه، عن أبيه، وعبد الله بن الصلت جميعاً، عن حمّاد ابن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) (٢) - في حديث طويل في الإِمامة وأحوال الإِمام - قال: أما لو أنَّ رجلاً صام نهاره، وقام ليله، وتصدّق بجميع ماله، وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه، وتكون جميع اعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله ثواب(٣) ، ولا كان من أهل الإِيمان.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن أبي طالب عبد الله بن الصلت مثله (٤) .

[ ٣٣١٦٤ ] ١٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في كلام ذكره: إنَّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكن أتاه( عن ربّه فأخذ به) (٥) .

أقول: يأتي بيان هذا السند من طريق الصدوق(٦) .

[ ٣٣١٦٥ ] ١٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى،

____________________

(١) قرب الاسناد: ٧.

١٣ - الكافي ٢: ١٦ / ٥.

(٢) في المحاسن: أبي عبد الله (عليه‌السلام )

(٣) في المصدر: حق في ثوابه.

(٤) المحاسن: ٢٨٦ / ٤٣٠.

١٤ - الكافي ٢: ٣٨ / ١.

(٥) في المصدر: من ربه فأخذه.

(٦) يأتي في الفائدة الأولىٰ من الخاتمة برقم ١٥.

١٥ - الكافي ١: ٤٧ / ١٦.

٤٢

قال: سألت أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) عن القياس، فقال:( وما لكم وللقياس) (١) ، إنَّ الله لا يسأل كيف أحلَّ، وكيف حرَّم.

[ ٣٣١٦٦ ] ١٦ - وعنهم عن أحمد، عن الوشاء، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي مريم قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) لسلمة بن كهيل، والحكم بن عتيبة: شرِّقاً وغرّبا، فلا تجدان علماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت.

أقول: وروى الصفّار في( بصائر الدرجات) أحاديث كثيرة بهذا المعنى (٢) .

[ ٣٣١٦٧ ] ١٧ - وعن محمّد بن الحسن، وعلي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّما العلم ثلاث: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنّة قائمة، وما خلاهنّ فهو فضل.

[ ٣٣١٦٨ ] ١٨ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي شيبة الخراساني، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إنَّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحقّ إلّا بعداً، وإنَّ دين الله لا يصاب بالمقاييس.

[ ٣٣١٦٩ ] ١٩ - وعنه، عن معلّى، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله،

____________________

(١) في المصدر: ما لكم والقياس.

١٦ - الكافي ١: ٣٢٩ / ٣.

(٢) راجع بصائر الدرجات: ٢٦ - ٣٤.

١٧ - الكافي ١: ٢٤ / ١.

١٨ - الكافي ١: ٤٥ / ٧.

١٩ - الكافي ٧: ٤٣٢ / ٢٠.

٤٣

عن( أبي جميل) (١) ، عن( إسماعيل بن أبي اُويس، عن ضمرة بن أبي ضمرة) (٢) ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : أحكام المسلمين على ثلاثة: شهادة عادلة، أو يمين قاطعة أو سنّة ماضية من أئمّة الهدى.

محمّد بن عليِّ بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله (٣) ، عن أبي جميلة مثله(٤) .

[ ٣٣١٧٠ ] ٢٠ - وبإسناده الآتي عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: علّموا صبيانكم( من علمنا) (٥) ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها، ولا تقيسوا الدين، فإنَّ من الدين ما لا يقاس(٦) ، وسيأتي أقوام يقيسون، فهم أعداء الدين، وأوّل من قاس إبليس، إيّاكم والجدال، فإنّه يورث الشكَّ، ومن تخلّف عنّا هلك.

[ ٣٣١٧١ ] ٢١ - وفي( المجالس) وفي( معاني الأخبار) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم،( عن أحمد بن محمّد بن خالد) (٧) ، عن أبيه، عن( محمّد بن يحيى الخزاز) (٨) ، عن غياث بن

____________________

(١) في المصدر: أبي جميلة.

(٢) في المصدر: إسماعيل بن أبي ادريس، عن الحسين بن ضمرة بن أبي ضمرة.

(٣) في الخصال زيادة: عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي.

(٤) الخصال: ١٥٥ / ١٩٥.

٢٠ - الخصال: ٦١٤ و ٦١٥.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر: ينقاس.

٢١ - امالي الصدوق: ٢٨٧ / ٤، ومعاني الاخبار: ١٨٥ / ١.

(٧) في نسخة من المعاني: عن أخيه أحمد بن محمّد بن خالد ( هامش المخطوط )، وفي المطبوع: عن أخيه، عن احمد بن محمّد بن خالد.

(٨) في الامالي: احمد بن محمّد بن يحيىٰ الخزاز.

٤٤

إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين( عليهم‌السلام ) ، أنه قال في كلام له: الإِسلام هو التسليم - إلى أن قال: - إنَّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه، ولم يأخذه عن رأيه.

[ ٣٣١٧٢ ] ٢٢ - وفي( المجالس) و( التوحيد) و( عيون الأخبار) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان ابن الصلت، عن عليِّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله) : قال الله جلَّ جلاله: ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي، وما عرفني من شبّهني بخلقي، وما على ديني من استعمل القياس في ديني.

[ ٣٣١٧٣ ] ٢٣ - وفي كتاب( العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن عليّ العسكري (١) عن محمّد بن زكريّا الجوهري البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) - في حديث الخضر( عليه‌السلام ) - أنه قال لموسى( عليه‌السلام ) : إنَّ القياس لا مجال له في علم الله وأمره - إلى أن قال: - ثمَّ قال جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : إنّ أمر الله تعالى ذكره لا يحمل على المقاييس، ومن حمل أمر الله على المقاييس هلك وأهلك، إنَّ أوَّل معصية ظهرت من(٢) إبليس اللعين حين أمر الله ملائكته بالسجود لآدم فسجدوا، وأبى إبليس أن يسجد، فقال(٣) : أنا خير منه، فكان أوَّل كفره قوله: أنا

____________________

٢٢ - امالي الصدوق: ١٥ / ٣، والتوحيد: ٦٨ / ٢٣، وعيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ١١٦ / ٤.

٢٣ - علل الشرائع ٥٩ / ١.

(١) في المصدر: الحسن بن علي السكري.

(٢) في المصدر: الانانية عن.

(٣) في المصدر زيادة: عز وجل ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك، قال:.

٤٥

خير منه، ثمَّ قياسه بقوله: خلقتني من نار، وخلقته من طين، فطرده الله عن جواره ولعنه، وسمّاه رجيماً، وأقسم بعزَّته لا يقيس أحد في دينه، إلّا قرنه مع عدوّه إبليس في أسفل درك من النار(١) .

[ ٣٣١٧٤ ] ٢٤ - وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن( محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم) (٢) ، عن أحمد بن عبد الله العقيلي، عن عيسى بن عبد الله القرشي، رفع الحديث، قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فقال له: يا با حنيفة ! بلغني أنّك تقيس ؟ قال: نعم أنا أقيس، قال: لا تقس، فإنَّ أوَّل من قاس إبليس، حين قال: خلقتني من نار، وخلقته من طين. الحديث.

[ ٣٣١٧٥ ] ٢٥ - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبي زرعة، عن هشام بن عمّار، عن محمّد بن عبد الله القرشي، عن ابن شبرمة، قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) ، فقال لأبي حنيفة: اتّقِ الله، ولا تقس( في) (٣) الدين برأيك، فإن أوَّل من قاس إبليس - إلى أن قال: - ويحك أيّهما أعظم ؟ قتل النفس، أو الزنا ؟ قال: قتل النفس، قال: فإنّ الله عزَّ وجلَّ قد قبل في قتل النفس شاهدين، ولم يقبل في الزنا إلّا أربعة، ثمَّ أيّهما أعظم ؟ الصلاة، أم الصوم ؟ قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقضي الصّيام، ولا تقضي الصلاة ؟ فكيف يقوم لك القياس ؟ فاتّقِ الله، ولا تقس.

____________________

(١) قد صرح الصدوق في ( العلل ) بطلان القياس والاستنباط والاجتهاد، وأطال الكلام في ابطال ذلك، وكذلك الشيخ في كتاب ( العدة ) والسيد المرتضىٰ في ( الشافي ) و ( الذريعة ). « منه. قده ».

٢٤ - علل الشرائع ٨٦ / ١، الكافي ١: ٤٧ / ٢٠.

(٢) في العلل: محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن هاشم.

٢٥ - علل الشرائع ٨٦ / ٢.

(٣) ليس في المصدر.

٤٦

[ ٣٣١٧٦ ] ٢٦ - قال الصدوق: قال أحمد بن أبي عبد الله: ورواه معاذ ابن عبد الله، عن بشير بن يحيى العامري، عن ابن أبي ليلى، قال: دخلت أنا والنعمان على جعفر بن محمّد - إلى أن قال: - ثمَّ قال: يا نعمان ! إيّاك والقياس فإنَّ أبي حدَّثني عن آبائه: أنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار، فإنَّ أوَّل من قاس إبليس، حين قال: خلقتني من نار، وخلقته من طين، فدع(١) الرأي والقياس، وما قال قوم ليس له في دين الله برهان، فإنَّ دين الله لم يوضع بالآراء والمقاييس.

وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد(٢) ، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن سفيان الحريري، عن معاذ بن بشير(٣) ، عن يحيى العامري، عن ابن أبي ليلى مثله(٤) .

[ ٣٣١٧٧ ] ٢٧ - وعن أبيه، ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن شبيب بن أنس(٥) ، عن بعض أصحاب أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث -: إنَّ أبا عبد الله( عليه‌السلام ) قال لأبي حنيفة: أنت فقيه العراق ؟ قال: نعم، قال: فبم تفتيهم ؟ قال: بكتاب الله وسنّة نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، قال: يا أبا حنيفة ! تعرف

____________________

٢٦ - علل الشرائع: ٨٨ / ٤.

(١) في المصدر: فدعوا.

(٢) في المصدر: محمّد بن أحمد.

(٣) في المصدر: معاذ بن بشر.

(٤) علل الشرائع: ٩١ / ٦.

٢٧ - علل الشرائع: ٨٩ / ٥.

(٥) في المصدر: أبي زهير بن شبيب بن أنس.

٤٧

كتاب الله حقّ معرفته ؟ وتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال: نعم، قال: يا أبا حنيفة ! لقد ادّعيت علماً، ويلك ماجعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الّذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلّا عند الخاصِّ من ذرّية نبيّنا محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وما ورثك الله من كتابه حرفاً - وذكر الاحتجاج عليه إلى أن قال: - يا أبا حنيفة ! إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله، ولم تأت به الآثار والسنَّة كيف تصنع ؟ فقال: أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي، فقال: يا أبا حنيفة ! إنَّ أوَّل من قاس إبليس الملعون، قاس على ربّنا تبارك وتعالى، فقال:( أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (١) قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة ! أيّما أرجس ؟ البول، أو الجنابة ؟ فقال: البول، فقال: فما بال الناس يغتسلون من الجنابة، ولا يغتسلون من البول ؟ فسكت، فقال: يا أبا حنيفة أيّما أفضل ؟ الصلاة، أم الصوم ؟ قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقضي صومها، ولا تقضي صلاتها ؟ فسكت.

[ ٣٣١٧٨ ] ٢٨ - أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسي في( الاحتجاج) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنه قال لأبي حنيفة في احتجاجه عليه في إبطال القياس: أيّما أعظم عند الله ؟ القتل، أو الزنا ؟ قال: بل القتل، فقال( عليه‌السلام ) : فكيف رضي في القتل بشاهدين، ولم يرضَ في الزنا إلّا بأربعة ؟! ثمّ قال له: الصلاة أفضل، أم الصيام ؟ قال: بل الصلاة أفضل قال( عليه‌السلام ) : فيجب - على قياس قولك - على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، وقد أوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة، ثمَّ قال له: البول أقذر، أم المني ؟ فقال: البول أقذر، فقال: يجب - على قياسك - أن يجب الغسل من البول دون المني، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول - إلى أن قال( عليه‌السلام ) : - تزعم أنك تفتي بكتاب الله، ولست ممّن ورثه، وتزعم أنّك

____________________

(١) الأعراف ٧: ١٢، ص ٣٨: ٧٦.

٢٨ - الاحتجاج: ٣٦١.

٤٨

صاحب قياس، وأوَّل من قاس إبليس ولم يُبْنَ دين الله على القياس، وزعمت أنك صاحب رأي، وكان الرأي من الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) صواباً، ومن غيره خطأً، لأنَّ الله تعالى قال:( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ ) (١) ولم يقل ذلك لغيره. الحديث.

[ ٣٣١٧٩ ] ٢٩ - وعن الصادق( عليه‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ) (٢) قال: يقول: أرشدنا للزوم الطريق المؤدِّي إلى محبّتك، والمبلّغ إلى( رضوانك و) (٣) وجنّتك، والمانع(٤) من أن نتّبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك.

ورواه العسكري( عليه‌السلام ) في( تفسيره) (٥) .

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) و( في عيون الأخبار) عن محمّد ابن القاسم المفسّر، عن يوسف بن محمّد بن زياد، وعليِّ بن محمّد بن سيّار (٦) ، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ العسكري( عليه‌السلام ) مثله(٧) .

[ ٣٣١٨٠ ] ٣٠ - عليُّ بن محمّد الخزاز في كتاب( الكفاية) في النُصوص على عدد الأئمّة( عليهم‌السلام ) عن الحسين بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن أحمد الصفواني، عن مروان بن محمّد السنجاري، عن أبي يحيى التميمي، عن يحيى البكاء، عن عليّ( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله

____________________

(١) المائدة ٥: ٤٨.

٢٩ - الاحتجاج ٣٦٨.

(٢) الفاتحة ١: ٦.

(٣ و ٤) ليس في المصدر.

(٥) تفسير الامام العسكري (عليه‌السلام ) : ١٦.

(٦) في معاني الاخبار: علي بن محمد بن يسار.

(٧) معاني الاخبار ٣٣ / ٤ وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٣٠٥ / ٦٥.

٣٠ - كفاية الأثر: ١٥٥.

٤٩

( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ستفترق اُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية، والباقون هالكون، والناجون الّذين يتمسّكون بولايتكم، ويقتبسون من علمكم، ولا يعملون برأيهم، فاُولئك ما عليهم من سبيل. الحديث.

[ ٣٣١٨١ ] ٣١ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن حبيب الخثعمي، وعن النضر ابن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن حبيب، قال: قال لنا أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ما أحد أحبّ إليّ منكم، إنَّ الناس سلكوا سبلاً شتّى، منهم من أخذ بهواه، ومنهم من أخذ برأيه، وإنكم أخذتم بأمر له أصل.

[ ٣٣١٨٢ ] ٣٢ - وعن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رسالة إلى أصحاب الرأي والقياس: أمّا بعد، فإنّ من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقاييس لم ينصف ولم يصب حظه، لأنَّ المدعوّ إلى ذلك أيضاً لا يخلو من الارتياء والمقاييس، ومتى لم يكن بالدّاعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعوّ بعد قليل، لأنّا قد رأينا المتعلّم الطالب ربما كان فائقاً لمعلّمه ولو بعد حين، ورأينا المعلّم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو، وفي ذلك تحيّر الجاهلون، وشكّ المرتابون، وظنّ الظانون، ولو كان ذلك عند الله جائزاً لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل، ولم ينه عن الهزل، ولم يعب الجهل، ولكن الناس لما سفهُوا الحق، وغمطوا النعمة، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله، واكتفوا بذلك عن(١) رسله والقوام بأمره، وقالوا: لا شيء إلّا ما أدركته عقولنا، وعرفته ألبابنا، فولاهم الله ما تولوا، وأهملهم وخذلهم حتّى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادّعوا من ذلك لم يبعث إليهم فاصلاً لما بينهم، ولا زاجراً عن

____________________

٣١ - المحاسن: ١٥٦ / ٨٧.

٣٢ - المحاسن: ٢٠٩ / ٧٦.

(١) في المصدر: ( دون ) بدل ( عن ).

٥٠

وصفهم، وإنّما استدللنا أنّ رضا الله غير ذلك، ببعثه الرسل بالاُمور القيّمة الصحيحة، والتحذير من الامور المشكلة المفسدة، ثمَّ جعلهم أبوابه وصراطه والأدلّاء عليه بامور محجوبة عن الرأي والقياس، فمن طلب ما عند الله بقياس ورأي لم يزدد من الله إلّا بعداً، ولم يبعث رسولاً قطّ - وإن طال عمره - قابلاً من الناس خلاف ما جاء به، حتّى يكون متبوعاً مرّة وتابعاً اُخرى، ولم يرَ أيضاً فيما جاء به استعمل رأياً ولا مقياساً، حتّى يكون ذلك واضحاً عنده كالوحي من الله، وفي ذلك دليل لكلّ ذي لبّ وحجى، إنَّ أصحاب الرأي والقياس مخطئون مدحضون. الحديث.

[ ٣٣١٨٣ ] ٣٣ - وعن بعض أصحابنا(١) ، عن معاوية بن ميسرة بن شريح قال: شهدت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) في مسجد الخيف، وهو في حلقة، فيها نحو من مائتي رجل، وفيهم عبد الله بن شبرمة، فقال له: يا أبا عبد الله ! إنّا نقضي بالعراق فنقضي بالكتاب(٢) والسنّة، ثمَّ ترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي - إلى أن قال: - فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : فأيّ رجل كان عليُّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) ؟ فأطراه ابن شبرمة، وقال فيه قولاً عظيماً، فقال له أبو عبد الله( عليه‌السلام ) ؛ فإنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) أبى أن يدخل في دين الله الرّأي، وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقاييس - إلى أن قال: - لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقاييس، ولا عمل بها.

[ ٣٣١٨٤ ] ٣٤ - وعن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان جميعاً، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن أبيه( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا رأي في الدين.

[ ٣٣١٨٥ ] ٣٥ - وعن ابن محبوب أو غيره، عن مثنى الحنّاط، عن أبي

____________________

٣٣ - المحاسن: ٢١٠ / ٧٧.

(١) في المصدر زيادة: عمن ذكره.

(٢) في المصدر: ما نعلم من الكتاب.

٣٤ - المحاسن ٢١١ / ٧٨.

٣٥ - المحاسن ٢١٥ / ٩٩.

٥١

بصير، قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : ترد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب والسنّة، فنقول فيها برأينا، فقال: أما إنّك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله.

[ ٣٣١٨٦ ] ٣٦ - وعن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: في كتاب آداب(١) أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا تقيسوا(٢) الدين، فإنّ أمر الله لا يقاس، وسيأتي قوم يقيسون، وهم أعداء الدين.

[ ٣٣١٨٧ ] ٣٧ - وعن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن محمّد بن مسلم، قال: كنت عند أبي عبد الله( عليه‌السلام ) بمنى إذ أقبل أبو حنيفة على حمار له(٣) ، فلما جلس قال(٤) : إنّي أُريد أن اُقايسك، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ليس في دين الله قياس. الحديث.

[ ٣٣١٨٨ ] ٣٨ - عليُّ بن الحسين المرتضى في رسالة( المحكم والمتشابه) نقلاً من( تفسير) النعماني بإسناده الآتي (٥) عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: وأما الردّ على من قال بالرأي والقياس والاستحسان والاجتهاد، ومن يقول: إنَّ الاختلاف رحمة، فاعلم أنّا لما رأينا من قال: بالرأي والقياس قد استعملوا الشبهات في الأحكام لما عجزوا عن عرفان إصابة الحكم، وقالوا: ما من حادثة إلّا ولله فيها حكم، ولا يخلو

____________________

٣٦ - المحاسن: ٢١٥ / ٩٨.

(١) في المصدر: أدب.

(٢) في المصدر: لا تقيسوا.

٣٧ - المحاسن: ٣٠٤ / ١٤.

(٣) في المصدر زيادة: فاستأذن علىٰ أبي عبد الله (عليه‌السلام ) فأذن له.

(٤) في المصدر زيادة: لأبي عبد الله (عليه‌السلام )

٣٨ - المحكم والمتشابه: ١٢٠.

(٥) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٥٢).

٥٢

الحكم فيها من وجهين: إمّا أن يكون نصّاً، أو دليلاً، وإذا رأينا الحادثة قد عدم نصّها فزعنا، أي: رجعنا إلى الاستدال عليها بأشباهها ونظائرها، لأنّا متى لم نفزع إلى ذلك أخليناها من أن يكون لها حكم، ولا يجوز أن يبطل حكم الله في حادثة من الحوادث، لأنَّه يقول سبحانه:( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (١) ولما رأينا الحكم لا يخلو والحادث(٢) لا ينفك من الحكم التمسناه من النظائر لكيلا تخلوا الحادثة من الحكم بالنص أو بالاستدلال وهذا جائز عندنا.

قالوا: وقد رأينا(٣) الله تعالى قاس في كتابه بالتشبيه والتمثيل، فقال:( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ *وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ) (٤) فشبه الشيء بأقرب الأشياء له شبهاً.

قالوا: وقد رأينا النبيَّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) استعمل الرأي والقياس بقوله: للمرأة الخثعميّة حين سألته عن حجّها عن أبيها، فقال: أرأيت لو كان على أبيك دين لكنت تقضينه عنه ؟ فقد أفتاها بشيء لم تسأل عنه، وقوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن: أرأيت يا معاذ إن نزلت بك حادثة، لم تجد لها في كتاب الله أثراً ولا في السنّة، ما أنت صانع ؟ قال: أستعمل رأيي فيها، فقال: الحمد لله الذي وفّق رسول الله إلى ما يرضيه، قالوا: وقد استعمل الرأي والقياس كثير من الصحابة، ونحن على آثارهم مقتدون، ولهم احتجاج كثير في مثل هذا، فقد كذبوا على الله تعالى في قولهم: إنه احتاج إلى القياس، وكذبوا على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذ قالوا عنه ما لم يقل من الجواب المستحيل.

فنقول لهم ردّاً عليهم: إنَّ اُصول أحكام العبادات(٥) وما يحدث في

____________________

(١) الانعام: ٦: ٣٨.

(٢) في المصدر: والحدث.

(٣) في المصدر زيادة: أن.

(٤) الرحمن ٥٥: ١٤ - ١٥.

(٥) في المصدر: العباد.

٥٣

الاُمة من الحوادث والنوازل، لما كانت موجودة عن السمع والنطق والنصّ في كتاب الله، وفروعها مثلها وإنّما أردنا الاُصول في جميع العبادات والمفترضات الّتي نصَّ الله عزَّ وجلَّ، وأخبرنا عن وجوبها، وعن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وعن وصيّه المنصوص عليه بعده في البيان عن أوقاتها وكيفيّاتها وأقدارها في مقاديرها عن الله عزَّ وجلَّ، مثل( فرض الصلاة) (١) والزكاة والصيام والحجّ والجهاد وحدّ الزنا وحدّ السرقة وأشباهها مما نزل في الكتاب مجملاً بلا تفسير، فكان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) هو المفسّر والمعبّر عن جملة الفرائض. فعرفنا أنَّ فرض صلاة الظهر أربع، ووقتها بعد زوال الشمس بمقدار ما يقرأ الإِنسان ثلاثين آية، وهذا الفرق بين صلاة الزوال( وصلاة الظهر) (٢) ، ووقت صلاة العصر آخر وقت الظّهر إلى وقت مهبط الشمس، وأنَّ المغرب ثلاث ركعات ووقتها حين وقت الغروب إلى إدبار الشفق والحمرة، وأنَّ وقت صلاة العشاء الآخرة وهي أربع ركعات أوسع الأوقات، وأوَّل وقتها حين اشتباك النجوم وغيبوبة الشفق وانبساط الظلام، وآخر وقتها ثلث الليل، وروي: نصفه، والصبح ركعتان، ووقتها طلوع الفجر إلى إسفار الصبح. وأنّ الزكاة تجب في مال، دون مال ومقدار دون مقدار، ووقت دون أوقات(٣) ، وكذلك جميع الفرائض التي أوجبها الله على عباده بمبلغ الطاعات وكنه الاستطاعات. فلولا ما ورد(٤) النصّ به وتنزيل كتاب الله، وبيان ما أبانه رسوله( وفسّره لنا) (٥) ، وأبانه الأثر وصحيح الخبر لقوم آخرين، لم يكن لأحد من الناس( المأمورين بأداء الفرائض أن يوجب) (٦) ذلك بعقله، وإقامته(٧) معاني فروضه وبيان مراد الله في

____________________

(١) في المصدر: ما فرض من الصلاة.

(٢) في المصدر: وبين صلاة العصر.

(٣) في المصدر: وقت.

(٤) في المصدر زيادة: من.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر: موجب.

(٧) في المصدر: واقامة.

٥٤

جميع ما قدمنا ذكره على حقيقة شروطها، ولا يصحّ إقامة فروضها بالقياس والرأي، ولا أن تهتدي العقول على انفرادها إلى أنه(١) يجب فرض الظهر أربعاً دون خمس أو ثلاث،( ولا تفصل) (٢) أيضاً بين قبل الزوال وبعده، ولا تقدم الركوع على السجود،( أو) (٣) السجود على الركوع، أو حدّ زنا المحصن والبكر، ولا بين العقارات( والمال الناض) (٤) في وجوب(٥) الزكاة، فلو خلينا بين عقولنا وبين هذه الفرائض لم يصح فعل ذلك كلّه بالعقل على مُجرّده، ولم نفصّل(٦) بين القياس الّذي فصّلت الشريعة والنصوص، إذا كانت الشريعة موجودة عن السمع والنطق الّذي ليس لنا أن نتجاوز حدودها، ولو جاز ذلك لاستغنينا عن إرسال الرسل إلينا بالأمر والنهي منه تعالى. ولما كانت الاُصول لا تجب على ما هي عليه من بيان فرضها إلّا بالسمع والنطق، فكذلك الفروع والحوادث الّتي تنوب وتطرق منه تعالى لم يوجب الحكم فيها بالقياس دون النصّ بالسمع والنطق.

وأمّا احتجاجهم واعتلالهم( بأنَّ القياس هوالتشبيه والتمثيل، فإنَّ) (٧) الحكم جائز به، ورد الحوادث أيضاً إليه، فذلك محال بيّن. ومقال شنيع، لأنا نجد أشياء قد وفق الله بين أحكامها وإن كانت متفرِّقة، ونجد أشياء قد فرَّق الله بين أحكامها وإن كانت مجتمعة، فدلّنا ذلك من فعل الله تعالى على أن اشتباه الشيئين غير موجب لاشتباه الحكمين، كما ادّعاه منتحلوا القياس والرأي. وذلك أنّهم لما عجزوا عن إقامة الأحكام على ما أُنزل في كتاب الله تعالى، وعدلوا عن أخذها ممّن فرض الله سبحانه طاعتهم على عباده، ممّن

____________________

(١) في المصدر: أن.

(٢) في المصدر: ولا تفصيل.

(٣) في المصدر: ولا.

(٤) في المصدر: والملك الناض، والمال الناض: الدراهم والدنانير. ( الصحاح - نضض - ٣: ١١٠٧ ).

(٥) في المصدر: وجوه.

(٦) في المصدر: يفصل.

(٧) في المصدر: ان القياس والتشبيه والتمثيل وان.

٥٥

لا يزلّ ولا يخطى ولا ينسى، الّذين أنزل الله كتابه عليهم، وأمر الاُمّة بردّ ما اشتبه عليهم من الأحكام إليهم، وطلبوا الرياسة رغبة في حطام الدنيا، وركبوا طريق أسلافهم ممّن ادّعى منزلة أولياء الله، لزمهم العجز، فادَّعوا أنَّ الرأي والقياس واجب، فبان لذوي العقول عجزهم وإلحادهم في دين الله، وذلك أنَّ العقل على مجرّده وانفراده لا يوجب، ولا يفصل بين أخذ الشيء بغصب ونهب، وبين أخذه بسرقة وإن كانا مشتبهين، فالواحد يوجب القطع، والآخر لا يوجبه.

ويدلّ أيضاً على فساد ما احتجّوا به من ردّ الشيء في الحكم إلى أشباهه ونظائره، أنّا نجد الزنا من المحصن والبكر سواء، وأحدهما يوجب الرجم، والآخر يوجب الجلد، فعلمنا أنَّ الأحكام مأخذها من السمع والنطق بالنصّ على حسب ما يرد به التوقيف(١) دون اعتبار النظائر( والأعيان) (٢) ، وهذه دلالة واضحة على فساد قولهم، ولو كان الحكم في الدّين بالقياس لكان باطن القدمين أولى بالمسح من ظاهرهما، قال الله تعالى حكاية عن إبليس في قوله بالقياس:( خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (٣) فذمّه الله لما لم يدر ما بينهما، وقد ذمَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والأئمّة( عليهم‌السلام ) القياس، يرث ذلك بعضهم عن بعض، ويرويه عنهم أولياؤهم.

قال: وأمّا الردّ على من قال بالاجتهاد، فإنّهم يزعمون أنَّ كلّ مجتهد مصيب، على أنّهم لا يقولون: إنهم مع اجتهادهم أصابوا معنى حقيقة الحقّ عند الله عزَّ وجلَّ، لأنّهم في حال اجتهادهم ينتقلون عن(٤) اجتهاد إلى اجتهاد، واحتجاجهم أنّ الحكم به قاطع قول باطل، منقطع، منتقض، فأيّ دليل أدلّ من هذا على ضعف اعتقاد من قال بالاجتهاد والرأي، إذا كان أمرهم

____________________

(١) في المصدر: التوفيق.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) الأعراف ٧: ١٢ وص ٣٨: ٧٦.

(٤) في المصدر: من.

٥٦

يؤل إلى ما وصفناه ؟! وزعموا أنه محال أن يجتهدوا، فيذهب الحقّ من جملتهم، وقولهم بذلك فاسد، لأنّهم إن اجتهدوا فاختلفوا فالتقصير واقع بهم.

وأعجب من هذا، أنهم يقولون مع قولهم بالرأي والاجتهاد: إنَّ الله تعالى بهذا المذهب لم يكلّفهم إلّا بما يطيقونه، وكذلك النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، واحتجوا بقول الله تعالى:( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) وهذا بزعمهم وجه الاجتهاد، وغلطوا في هذا التأويل غلطاً بيّناً.

قالوا: ومن قول الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ما قاله لمعاذ بن جبل، وادَّعوا أنّه أجاز ذلك، والصحيح أنّ الله لم يكلّفهم اجتهادا، لأنّه قد نصب لهم أدلّة، وأقام لهم أعلاماً، وأثبت عليهم الحجّة، فمحال أن يضطرّهم إلى ما لا يطيقون بعد إرساله إليهم الرسل بتفصيل الحلال والحرام، ولم يتركهم سدى، مهما عجزوا عنه ردّوه إلى الرسول والأئمّة صلوات الله عليهم، كيف وهو يقول:( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (٢) ويقول:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٣) ويقول:( فيه تبيان كلّ شيء) (٤) ؟!

ومن الدليل على فساد قولهم في الاجتهاد والرأي والقياس أنه لن يخلو الشيء، أن يكون بمثله(٥) على أصل، أو يستخرج البحث عنه، فإن كان يبحث عنه فإنه لا يجوز في عدل الله تعالى أن يكلّف العباد ذلك، وإن كان ممثلاً على أصل فلن يخلو الأصل، أن يكون حرم لمصلحة الخلق، أو لمعنى في نفسه خاص،( فإن كان حرم لمعنى في نفسه خاص) (٦) فقد كان ذلك فيه حلالا، ثمَّ حرم بعد ذلك لمعنى فيه، بل لو كان لعلّة المعنى لم

____________________

(١) البقرة ٢: ١٤٤، ١٥٠.

(٢) الانعام ٦: ٣٨.

(٣) المائدة ٥: ٣.

(٤) النحل ١٦: ٨٩ ونصها( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) .

(٥) في المصدر: تمثيلاً.

(٦) ليس في المصدر.

٥٧

يكن التحريم له أولى من التحليل. ولما فسد هذا الوجه من دعواهم علمنا أنَّ الله تعالى إنما حرّم الأشياء لمصلحة الخلق، لا للخلق الّتي فيها، ونحن إنما ننفي القول بالاجتهاد لأنَّ الحقّ عندنا فيما قدَّمنا ذكره من الاُمور الّتي نصبها الله تعالى، والدلائل الّتي أقامها لنا كالكتاب والسنّة والإِمام الحجّة، ولن يخلو الخلق من هذه الوجوه الّتي ذكرناها، وما خالفها فهو باطل.

ثمَّ ذكر( عليه‌السلام ) كلاماً طويلاً في الردّ على من قال بالاجتهاد في القبلة، وحاصله الرجوع فيها إلى العلامات الشرعية.

[ ٣٣١٨٩ ] ٣٩ - محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب( الرجال) عن محمّد بن مسعود، عن إسحاق بن محمّد، عن أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الأحمسي - في حديث -: أنَّ مؤمن الطاق كلّم رجلاً من الشراة فقطعه، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : والله لقد سررتني، والله ما قلت من الحقّ حرفاً، قال: وَلِمَ ؟ قال: لأنّك تكلّمت على القياس، والقياس ليس من ديني.

[ ٣٣١٩٠ ] ٤٠ - الحسن بن عليّ بن شعبة في( تحف العقول) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إذا تطيّرت فامض، وإذا ظننت فلا تقض(١) .

[ ٣٣١٩١ ] ٤١ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : جعلت فداك، إنّ بعض أصحابنا يقولون: نسمع الأمر(٢) يحكى عنك وعن آبائك، فنقيس عليه، ونعمل به، فقال: سبحان الله ! لا والله ما هذا من دين جعفر( عليه‌السلام ) ، هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا، قد خرجوا

____________________

٣٩ - رجال الكشي ٢: ١٨٨ / ٣٣١.

٤٠ - تحف العقول ٣٥.

(١) في المصدر زيادة: وإذا حسدت فلا تبغ.

٤١ - قرب الاسناد: ١٥٧.

(٢) في المصدر: الأثر.

٥٨

من طاعتنا، وصاروا في موضعنا، فأين التقليد الّذي كانوا يقلّدون جعفراً وأبا جعفر( عليهما‌السلام ) ؟ قال جعفر: لا تحملوا على القياس، فليس من شيء يعدله القياس، إلّا والقياس يكسره.

[ ٣٣١٩٢ ] ٤٢ - وعن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة(١) ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إيّاكم والظنّ، فإنّ الظنّ أكذب الكذب.

[ ٣٣١٩٣ ] ٤٣ - محمّد بن محمّد المفيد في( المجالس) عن الصدوق، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حمّاد بن عثمان، عن زرارة بن أعين، قال: قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ( عليهما‌السلام ) : يا زرارة ! إيّاك وأصحاب القياس في الدين، فإنّهم تركوا علم ما وكلوا به، وتكلّفوا ما قد كفوه، يتأوَّلون الأخبار، ويكذبون على الله عزَّ وجلَّ، وكأنّي بالرجل منهم ينادى من بين يديه، فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه، فيجيب من بين يديه، قد تاهوا وتحيروا في الأرض والدين.

[ ٣٣١٩٤ ] ٤٤ - وعنه، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السّعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: لعن الله أصحاب القياس، فإنّهم غيّروا كتاب(٢) الله وسنّة رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، واتّهموا الصادقين في دين الله.

____________________

٤٢ - قرب الاسناد: ١٥.

(١) في المصدر: مسعدة بن زياد.

٤٣ - أمالي المفيد: ٥١ / ١٢.

٤٤ - أمالي: المفيد ٥٢ / ١٣.

(٢) في المصدر: كلام.

٥٩

[ ٣٣١٩٥ ] ٤٥ - محمّد بن مسعود العيّاشي في( تفسيره) عن عمّار بن موسى، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن الحكومة، فقال: من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر، ومن فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر.

[ ٣٣١٩٦ ] ٤٦ - وعن أبي العبّاس قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن أدنى ما يكون به الإِنسان مشركاً، فقال: من ابتدع رأياً، فأحبّ عليه، وأبغض.

[ ٣٣١٩٧ ] ٤٧ - وعن أبان، عن عبد الرحمن(١) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: أدنى ما يخرج به الرجل من الإِسلام أن يرى الرأي بخلاف الحقّ، فيقيم عليه ثمّ قال:( وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) (٢) .

[ ٣٣١٩٨ ] ٤٨ - وعن زرارة، وأبي حنيفة جميعاً، عن أبي بكر بن حزم، قال: توضّأ رجل، فمسح على خفّيه، فدخل المسجد يصلّي(٣) ، فجاء عليٌّ( عليه‌السلام ) فوطىء على رقبته وقال: ويلك ! تصلّي على غير وضوء، فقال: أمرني عمر بن الخطّاب، قال: فأخذ به(٤) فانتهى به إليه فقال: انظر ما يروي هذا عليك - ورفع صوته - فقال: نعم، أنا أمرته، إنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مسح( على خفّيه) (٥) ، فقال: قبل المائدة أو بعدها ؟ قال: لا أدري، قال: فلِمَ تفتي، وأنت لا تدري ؟!

____________________

٤٥ - تفسير العياشي ١: ١٨ / ٦.

٤٦ - تفسير العياشي:

٤٧ - تفسير العياشي ١: ٢٩٧ / ٤٢.

(١) في المصدر: عن أبان بن عبد الرحمن.

(٢) المائدة ٥: ٥.

٤٨ - تفسير العياشي ١: ٢٩٧ / ٤٦.

(٣) في المصدر: فصلّىٰ.

(٤) في المصدر: بيده.

(٥) ليس في المصدر.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424