مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٧

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 469

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 469
المشاهدات: 192756
تحميل: 3555


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 469 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192756 / تحميل: 3555
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 17

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢ -( باب أن المرأة لا تولى القضاء)

[ ٢١٢٢٩ ] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن ابن عباس، في مسائل عبد الله بن سلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: فأخبرني عن آدم خلق من حواء، أو خلقت حواء من آدم؟ قال: « بل خلقت حواء من آدم، ولو أن آدم خلق من حواء، لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد الرجال » قال: من كله أو من بعضه؟ قال: « بل من بعضه، ولو خلقت حواء من كله، لجاز القضاء في النساء كما يجوز في الرجال » الخبر.

وتقدم في أبواب مقدمات النكاح(١) في خبر: قوله تعالى لحواء لما أمر بخروجها من الجنة: الآن أخرجي من الجنة، فقد جعلتك ناقصة العقل والدين والميراث - إلى أن قال - ولم أجعل منكن حاكما ولا أبعث منكن نبيا، الخبر.

٣ -( باب أنه لا يجوز لاحد أن يحكم إلا الامام، أو من يروي حكم الامام فيحكم به)

[ ٢١٢٣٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه لما استقضى شريحا، اشترط عليه أن لا ينفذ القضاء حتى يرفعه إليه.

[ ٢١٢٣١ ] ٢ - وروينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال لابن أبي ليلى: « أتقضي بين الناس يا عبد الرحمان؟ » قال: نعم يا بن رسول الله،

__________________

الباب ٢

١ - الاختصاص ص ٥٠.

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٩٤ عن كتاب تحفة الاخوان.

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤ ح ١٨٩٨.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٢.

٢٤١

قال: « تنزع مالا من يد هذا فتعطيه هذا، وتحد هذا، وتحبس هذا، وتنزع امرأة هذا(١) فتعطيها هذا؟ » قال: نعم، قال: « بماذا تفعل ذلك كله؟ » قال: بكتاب الله، قال: « أكل شئ تفعله تجده في كتاب الله؟ » قال: لا، قال: « فما لم تجده في كتاب الله، فمن أين تأخذه؟ » قال: من سنة(٢) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « وكل شئ تجده في كتاب والله، وفي سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ » قال: ( لا، و )(٣) ما لم أجده فيهما أخذته من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « عن أيهم تأخذ؟ » قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان، وعليعليه‌السلام ، وطلحة والزبير، وعدد رجالا(٤) قال: « فكل شئ تأخذه عنهم، تجدهم قد أجمعوا عليه؟ » قال: لا، قال: « فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم؟ » قال: بقول من رأيت أن آخذ منهم أخذت، قال: « ولا تبالي أن تخالف الباقين؟ » قال: لا، قال: فهل تخالف علياعليه‌السلام فيما بلغك أنه قضى به؟ » قال: ربما خالفته إلى غيره منهم، فسكت أبو عبد اللهعليه‌السلام ساعة ينكت في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: « يا عبد الرحمان، فما تقول يوم القيامة إذا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيدك، وأوقفك بين يدي الله، وقال: أي رب، إن هذا بلغه عني قول فخالفه؟ » قال: وأين(٥) خالفت قوله، يا ابن رسول الله؟ قال: « ألم يبلغك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه: أقضاكم علي ( عليه السلام؟ » قال: نعم، قال: « فإذا خالفت قوله، ألم تخالف قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله؟ » فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد كالأترجة، ولم يحر جوابا.

__________________

(١) في المصدر: من يد هذا.

(٢) في المصدر: فاخذه عن.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر: وعد أصحاب رسول الله.

(٥) في نسخة: وأنى ( منه قده ).

٢٤٢

[ ٢١٢٣٢ ] ٣ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إلى نفسه، أو يقول: انا رئيسكم، فليتبوء مقعده من النار، ان الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها ».

[ ٢١٢٣٣ ] ٤ - عوالي اللآلي: روي ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين » ( فقيل: يا رسول الله، وما الذبح؟ قال: « نار جهنم )(١) ».

٤ -( باب عدم جواز القضاء والافتاء بغير علم بورود الحكم عن المعصومينعليهم‌السلام )

[ ٢١٢٣٤ ] ١ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: عن الشهيد أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، عن أبي عبد الله محمد بن الحسن التميمي، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن أبيه إسماعيل بن موسى، عن أبيه موسى، عن جده جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ».

[ ٢١٢٣٥ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٨.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٤٢.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٤

١ - نوادر الراوندي ص ٢٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٧.

٢٤٣

وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهم‌السلام ، قال: « من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض(١) ولحقه وزر من عمل بفتياه ».

[ ٢١٢٣٦ ] ٣ - وعنهمعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أربعة تلزم كل ذي عقل وحجى من أمتي، قيل: يا رسول الله، وما هي؟ قال: استماع العلم، حفظه، والعمل به، ونشره ».

[ ٢١٢٣٧ ] ٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « طلب العلم فريضة على كل مسلم ».

وعن عليعليه‌السلام ، مثله.

[ ٢١٢٣٨ ] ٥ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار » الخبر.

[ ٢١٢٣٩ ] ٦ - وعنه، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « منزلة أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، تعلموا من عالم أهل بيتي، ومن تعلم من عالم أهل بيتي نجا ».

[ ٢١٢٤٠ ] ٧ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « كل حاكم يحكم بغير قولنا - أهل البيت - فهو طاغوت، وقرأ( يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ ) (١) الآية، ثم قال: قد والله فعلوا، وتحاكموا إلى

__________________

(١) في المصدر زيادة: وملائكة الرحمة وملائكة العذاب.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٧٩.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٣.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٨٣.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٠.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٠.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٠ ح ١٨٨٣.

(١) النساء ٤: ٦٠

٢٤٤

الطاغوت، وأضلهم الشيطان ضلالا بعيدا، فلم ينج من هذه الآية الا نحن وشيعتنا، وقد هلك غيرهم، فمن لم يعرف حقهم فعليه لعنة الله ».

[ ٢١٢٤١ ] ٨ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه: « إياك وخصلتين مهلكتين: تفتي الناس برأيك، وتدين بما لا تعلم ».

[ ٢١٢٤٢ ] ٩ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « القضاة ثلاثة: واحد في الجنة واثنان في النار، رجل جار متعمدا فذلك في النار، ورجل الخطأ في القضاء فذلك في النار، ورجل عمل بالحق فذلك في الجنة ».

[ ٢١٢٤٣ ] ١٠ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من حكم في قيمة عشرة دراهم فأخطأ حكم الله، جاء يوم القيامة مغلولة يده، ومن أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ».

[ ٢١٢٤٤ ] ١١ - وروينا: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ».

[ ٢١٢٤٥ ] ١٢ - وعن عليعليه‌السلام : انه كتب إلى رفاعة لما استقضاه على الأهواز كتابا فيه: « ذر المطامع، وخالف الهوى - إلى أن قال - العلم ثلاثة: آية محكمة، وسنة متبعة، وفريضة عادلة، وملاكهن أمرنا ».

[ ٢١٢٤٦ ] ١٣ - وروينا عن ابن أذينة - وكان من أصحاب أبي عبد الله

__________________

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٤.

٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٩.

١٠ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٨ ح ١٨٧٧.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٦.

١٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤.

١٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٢.

٢٤٥

جعفر بن محمدعليهما‌السلام - قال: دخلت يوما على عبد الرحمن بن أبي ليلى(١) وهو قاض، فقلت أردت - أصلحك الله - أسألك عن مسائل، وأنا يومئذ حديث السن، فقال: سل يا بن أخي، فقلت: أخبرني عنكم - معاشر القضاة - ترد عليكم القضية في المال والفرج والدم، فتقضي فيها أنت برأيك، ثم ترد تلك القضية على قاضي مكة فيقضي فيها بخلاف قضيتك، وترد على قاضي البصرة، وقاضي اليمن، وقاضي المدينة، فيقضون فيها بخلاف ذلك، ثم تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم، فتخبرونه باختلاف قضاياكم، فيصوب رأي كل واحد منكم، [ وإلهكم واحد ](٢) ونبيكم واحد ودينكم واحد، فأمركم الله باختلاف فأطعتموه؟ أم نهاكم عنه فعصيتموه؟ أم كنتم شركاء الله في حكمه، فلكم أن تقولوا وعليه أن يرضى؟ أم أنزل دينا ناقصا فاستعان بكم في إتمامه؟ أم أنزله تاما فقصر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أدائه؟ ماذا تقولون؟!.

فقال: من أين أنت يا بني؟ قلت: من أهل البصرة، قال: من أيها؟ قلت: من عبد القيس، قال: من أيهم؟ قلت: من بني أذينة، قال: ما قرابتك من عبد الرحمان بن أذينة؟ قلت: هو جدي، فرحب بي وقربني، وقال: يا بن أخي لقد سألت فغلظت، وانهمكت فتعرضت، وسأخبرك إن شاء الله.

أما قولك باختلاف القضايا، فإنه ما(٣) ورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله خبر، أو في سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصل، فليس لنا أن نعدو الكتاب والسنة، وأما ما ورد علينا مما ليس في كتاب الله ولا في سنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنا نأخذ فيه برأينا،

__________________

(١) في المصدر زيادة: بالكوفة.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في نسخة: إذا.

٢٤٦

قلت: ما صنعت شيئا؟ قال الله عز وجل:( مَّا فَرَّ‌طْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (٤) وقال( تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) (٥) أرأيت لو أن رجلا عمل بما أمره الله به وانتهى عما نهاه الله عنه، أبقي عليه شئ يعذبه الله عليه إن لم يفعله أو يثيبه عليه إن فعله؟ قال: وكيف يثيبه على ما لم يأمره [ به ](٦) أو يعاقبه على ما لم ينهه عنه؟ قلت: وكيف يرد عليك من الاحكام ما ليس له في كتاب الله أثر، ولا في سنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله خبر؟ قال: أخبرك يا بن أخي، حدثنا بعض أصحابنا يرفع الحديث إلى عمر بن الخطاب، أنه قال: قضى قضية بين رجلين، فقال [ له ](٧) أدنى القوم إليه مجلسا: أصبت يا أمير المؤمنين، فعلاه عمر بالدرة وقال: ثكلتك أمك، والله ما يدري عمر أصاب أم أخطأ، إنما هو رأي اجتهدته، فلا تزكونا في وجوهنا.

قلت: أفلا أحدثك حدثنا؟ قال: وما هو؟ قلت: أخبرني أبي عن أبي القاسم العبدي، عن أبان، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال: « القضاة ثلاثة: هالكان وناج، فأما الهالكان فجائر جار متعمدا، ومجتهد أخطأ، والناجي من عمل بما أمره الله به » فهذا نقض حديثك يا عم، قال: أجل والله يا بن أخي، فتقول أنت: إن كل شئ في كتاب الله، قلت: الله قال ذلك، وما من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي إلا هو في كتاب الله عز وجل، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، ولقد أخبرنا الله عز وجل فيه بما لا يحتاج إليه [ فكيف بما نحتاج إليه ](٨) ، قال: وما هو؟ قلت: قوله:( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا ) (٩) قال: فعند من يوجد علم ذلك؟ قلت: عند من عرفت، قال: وددت أني عرفته فأغسل قدميه

__________________

(٤) الانعام ٦: ٣٨.

(٥) النحل ١٦: ٨٩.

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) أثبتناه من المصدر.

(٨) أثبتناه من المصدر.

(٩) الكهف ١٨: ٤٢.

٢٤٧

وأخدمه وأتعلم منه.

قلت: أناشدك الله، هل تعلم رجلا كان إذا سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاه، وإذا سكت عنه ابتدأه؟ قال: نعم، ذاك علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قلت: فهل علمت أن علياعليه‌السلام سأل أحدا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن حلال وحرام؟ قال: لا، قلت: فهل علمت أنهم كانوا يحتاجون إليه ويأخذون عنه؟ قال: نعم، قلت: فذلك عنده، قال: فقد مضى، فأين لنا به؟ قلت: تسأل في ولده، فإن ذلك العلم فيهم وعندهم، قال: وكيف لي بهم؟ قلت: أرأيت قوما كانوا في مفازة من الأرض ومعهم أدلاء، فوثبوا عليهم فقتلوا بعضهم وأخافوا بعضهم فهرب(١٠) ، واستتر من بقي منهم لخوفه، فلم يجدوا من يدلهم فتاهوا في تلك المفازة حتى هلكوا، ما تقول فيهم؟ قال: إلى النار، واصفر وجهه، وكانت في يده سفرجلة فضرب بها الأرض فتهشمت، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

[ ٢١٢٤٧ ] ١٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من أفتى الناس بغير علم، كان ما يفسده أكثر مما يصلحه ».

[ ٢١٢٤٨ ] ١٥ - وعن أبي أمامة الباهلي: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبل أن يجمع » وجمع بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام الخبر.

[ ٢١٢٤٩ ] ١٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « العلم مخزون عند أهله، وقد أمرتم بطلبه منهم ».

__________________

(١٠) في المخطوط: فهربوا، وما أثبتناه من المصدر.

١٤ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٥ ح ٢٢.

١٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨١ ح ٢.

١٦ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦١ ح ٨.

٢٤٨

[ ٢١٢٥٠ ] ١٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ».

[ ٢١٢٥١ ] ١٨ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: « عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: ثم أنتم معاشر الشيعة العلماء بعلمنا، تالون مقرونون بنا وبملائكة الله المقربين، شهداء لله بتوحيده وعدله وكرمه وجوده، قاطعون لمعاذير المعاندين من إمائه وعبيده، فنعم الرأي لأنفسكم رأيتم، ونعم الحظ الجزيل اخترتم، وبأشرف السعادة سعدتم، حين بمحمد وآله الطيبينعليهم‌السلام قرنتم » الخبر.

[ ٢١٢٥٢ ] ١٩ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « عليكم بطلب العلم فان طلبه فريضة » الخبر.

[ ٢١٢٥٣ ] ٢٠ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن خالد بن راشد، عن مولى لعبيدة السلماني، قال سمعت عبيدة يقول: خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، على منبر له من لبن، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « يا أيها الناس اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون » الخبر.

[ ٢١٢٥٤ ] ٢١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح، فيقول: أي رب، عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من

__________________

١٧ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٧٠ ح ٣٦.

١٨ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٦٣.

١٩ - كنز الفوائد ص ١٤٧.

٢٠ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٨.

٢١ - الجعفريات ص ١٤٧.

٢٤٩

الجوارح، قال: فيقال له: خرجت منك كلمة بلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وأخذ بها المال الحرام، وانتهك بما الفرج الحرام، فوعزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من جوارحك ».

[ ٢١٢٥٥ ] ٢٢ - الشهيد الثاني في منية المريد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أفتى بفتيا من غير تثبت - وفي لفظ: بغير علم - فإنما إثمه على من أفتاه ».

[ ٢١٢٥٦ ] ٢٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « من له أدب فعليه أن يتثبت فيما يعلم، ومن الورع أن لا يقول ما لا يعلم ».

[ ٢١٢٥٧ ] ٢٤ - كمال الدين بن ميثم في شرح النهج: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لبعض أصحابه: « كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس، خرجت(١) عهودهم وأماناتهم، وصاروا هكذا » وشبك بين أصابعه، قال: فقلت مرني يا رسول الله، فقال: « خذ ما تعرف ودع ما لا تعرف، وعليك بخويصة(٢) نفسك ».

٥ -( باب تحريم الحكم بغير الكتاب والسنة، ووجوب نقض الحكم مع ظهور الخطأ)

[ ٢١٢٥٨ ] ١ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن مسكان، عن أبي

__________________

٢٢ - منية المريد ص ١٣٧.

٢٣ - لب اللباب: مخطوط.

٢٤ - شرح نهج البلاغة ج ٥ ص ١٠.

(١) الظاهر أن صحتها: مرجت، ومرجت اليهود: اضطربت وقل الوفاء بها ( لسان العرب ج ٢ ص ٣٦٥ ).

(٢) في المصدر: بحويضة.

الباب ٥

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٢٣ ح ١٢٠.

٢٥٠

عبد الله، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر(١) عليه، كان من أهل هذه الآية:( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ ) (٢) » فقلت: يا بن رسول الله، وكيف يجبر(٣) عليه؟ قال: « يكون له سوط وسجن، فيحكم عليه فإن رضي بحكومته وإلا ضربه بسوطه وحبسه في سجنه ».

[ ٢١٢٥٩ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الحكم حكمان: حكم الله عز وجل، وحكم الجاهلية ».

[ ٢١٢٦٠ ] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من حكم بين اثنين فأخطأ في درهمين كفر، قال الله عز وجل:( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ ) (١) » فقال له رجل من أصحابه: يا بن رسول الله، انه ربما كان بين الرجلين من أصحابنا المنازعة في شئ فيتراضيان برجل منا، قال: « هذا ليس من ذلك، إنما ذاك الذي يجبر الناس على حكمه بالسيف والسوط ».

[ ٢١٢٦١ ] ٤ - وعن عليعليه‌السلام : أنه خطب الناس بالكوفة، فقال في خطبته: « إن مثل معاوية لا يجوز أن يكون أمينا على الدماء والاحكام والفروج والمغانم والصدقة، المتهم في نفسه ودينه، المجرب بالخيانة للأمانة، الناقض للسنة، المستأصل للذمة، التارك للكتاب، اللعين ابن اللعين، لعنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عشرة مواطن، ولعن أباه وأخاه، ولا

__________________

(١) في المخطوط: كبر، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) المائدة ٥: ٤٤.

(٣) في المخطوط: يحكم، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٩ ح ١٨٧٨.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٩ ح ١٨٧٩.

(١) المائدة ٥: ٤٤.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٦.

٢٥١

ينبغي أن يكون على المسلمين الحريص، فيكون في أموالهم نهمته(١) ، ولا الجاهل فيهلكهم بجهله » الخبر.

[ ٢١٢٦٢ ] ٥ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أنه سئل عما يقضي به القاضي، قال: « بالكتاب » قيل: فما لم يكن في الكتاب، قال: « بالسنة » قيل: فما لم يكن في الكتاب ولا في السنة، قال: « ليس من شئ هو من دين الله، إلا وهو في الكتاب والسنة، قد أكمل الله الدين، فقال جل ذكره:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (١) ثم قالعليه‌السلام : يوفق الله ويسدد لذلك من شاء من خلقه، وليس كما تظنون ».

[ ٢١٢٦٣ ] ٦ - كتاب درست بن أبي منصور: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « أما والله لو ابتليتم في أنفسكم وأموالكم وأولادكم، لعلمتم أن الحاكم بغير ما أنزل الله بمنزلة سوء » الخبر.

[ ٢١٢٦٤ ] ٧ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من ولى درهمين فلم يحكم بما انزل الله، فقد كفر بما أنزل الله ».

٦ -( باب عدم جواز القضاء والحكم بالرأي والاجتهاد والمقاييس ونحوها من الاستنباطات الظنية في نفس الأحكام الشرعية)

[ ٢١٢٦٥ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد

__________________

(١) النهمة: إفراط الشهوة في الطعام، وإن لا يمل من الأكل ولا يشبع ( مجمع البحرين ج ٦ ص ١٨٢ ).

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٥ ص ١٩٠٠.

(١) المائدة ٥: ٣.

٦ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٦.

٧ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٤.

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩١.

٢٥٢

عليهما‌السلام ، أنه قال لأبي حنيفة: « يا نعمان، ما الذي تعتمد عليه فيما لا(١) تجد فيه نصا من كتاب الله، ولا خيرا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ » قال: أقيسه على ما وجدت من ذلك، قال له: « إن أول من قاس إبليس فأخطأ، إذ أمره الله بالسجود لآدم فقال:( أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ‌ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (٢) فرأى أن النار أشرف عنصرا من الطين، فخلده ذلك في العذاب المهين، أي نعمان، أيهما أطهر المني أو البول؟ » فقال: المني، قال: « فان الله قد جعل في البول الوضوء، وفي المني الغسل، ولو كان على القياس، لكان الغسل في(٣) البول، وأيهما أعظم عند الله، الزنى أم قتل النفس؟ » قال: قتل النفس، قال: « فقد جعل الله في قتل النفس شاهدين، وفي الزنى أربعة، ولو كان بالقياس لكان الأربعة [ الشهداء ](٤) في القتل [ لأنه أعظم ](٥) : وأيهما أعظم عند الله، الصلاة أم الصوم؟ » قال: الصلاة، قال: « فقد أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، ولو كان على القياس لكان الواجب أن تقضي الصلاة، فاتق الله يا نعمان ولا تقس، فانا نقف غدا نحن وأنت ومن خالفنا بين يدي الله، فيسألنا عن قولنا ويسألكم(٦) عن قولكم(٧) ، فنقول نحن: قلنا: قال الله وقال رسوله، وتقول أنت وأصحابك: رأينا وقسنا، فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء ».

[ ٢١٢٦٦ ] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « نهى رسول

__________________

(١) في نسخة: لم ( منه قده ).

(٢) الأعراف ٧: ١٢.

(٣) في المخطوط: على، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في المخطوط: ويسألهم وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المخطوط: قولهم وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٥ ح ١٩٠١.

٢٥٣

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الحكم بالرأي والقياس، وقال: [ إن ](١) أول من قاس إبليس، ومن حكم في شئ من دين الله برأيه، خرج من دين الله ».

[ ٢١٢٦٧ ] ٣ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام أنه ذكر له عن عبيدة السلماني، أنه روى عن عليعليه‌السلام ، بيع أمهات الأولاد، وقال أبو جعفرعليه‌السلام : « كذبوا على عبيدة - أو كذب عبيدة على عليعليه‌السلام - إنما أراد القوم أن ينسبوا إليه الحكم بالقياس، ولا يثبت لهم هذا أبدا إنما نحن أفراخ عليعليه‌السلام ، فما حدثناكم به عن عليعليه‌السلام فهو قوله، وما أنكرناه فهو افتراء عليه، ونحن نعلم أن القياس ليس من دين عليعليه‌السلام وإنما يقيس من لا يعلم الكتاب ولا السنة، فلا تضلنكم روايتهم، فإنهم لا يدعون أن يضلوا، ولا يسركم ان تلقوا منهم مثل يغوث ويعوق ونسر، الذين ذكرهم الله عز وجل انهم أضلوا كثيرا الا لقيتموهم ».

[ ٢١٢٦٨ ] ٤ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « لا يجوز لاحد أن يقول في دين الله برأيه، أو يأخذ فيه بقياسه، ويح أصحاب الكلام يقولون هذا، ينقاس وهذا لا ينقاس، إن أول من قاس إبليس لعنه الله، حين قال:( أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ‌ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (١) فرأى في نفسه وقال بشركه: إن النار أعظم قدرا من الطين، ففتح له القياس أن لا يسجد الأعظم للأدنى، فلعن من أجل ذلك وصير شيطانا مريدا، ولو جاز القياس لكان كل قائس مخطئ في سعة، إذ القياس مما يتم به الدين فلا حرج على أهل القياس، وإن أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتى نشأ المولدون - أبناء سبايا الأمم - فاخذوا بالرأي والقياس، وتركوا سنن الأنبياء

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٢.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٣.

(١) الأعراف ٧: ١٢.

٢٥٤

عليهم‌السلام ، فضلوا وأضلوا ».

[ ٢١٢٦٩ ] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه في حديث: « إن أول من قاس إبليس، وإن أول ما سن لهذه الأمة القياس المعروف ».

[ ٢١٢٧٠ ] ٦ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه خطب الناس فقال: « أما بعد، فذمتي رهينة وأنا به زعيم، لا يهيج(١) على التقوى زرع قوم، ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل، وان الحق والخير فيمن عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره، وان أبغض الخلق إلى الله تبارك وتعالى رجلان: رجل وكله الله إلى نفسه، جائر عن قصد السبيل، مشعوف(٢) ببدعة، قد لهج فيها بالصوم والصلاة، فهو فتنة لمن افتتن بعبادته، ضال عن هدى من كان قبله، مضل لمن اقتدى به من بعده، حمال خطايا غيره ممن أضل بخطيئته.

ورجل قمش(٣) جهلا في أوباش الناس، غار بأغباش(٤) الفتنة، قد سماه الناس عالما، ولم يغن في العلم يوما سالما، بكر فاستكثر ما قل منه خير مما كثر، حتى ارتوى من آجن(٥) ، وجمع من غير طائل، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص(٦) ما اشتبه على غيره، ان خالف قاضيا سبقه لم يأمن

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٤.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٧.

(١) هاج الزرع: يبس واصفر ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٣٧ ).

(٢) الشعف: شدة الحب، وأن يبلغ إلى أن يذهب بالقلب، وهو شبه الجنون ( لسان العرب ج ٩ ص ١٧٨ ).

(٣) القمش: جمع الشئ من ها هنا وها هنا، ويقال للردئ من كل شئ ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٣٨ ).

(٤) أغباش: جمع غبش وهو شدة الظلمة أو ظلمة آخر الليل ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٢٢ ).

(٥) الآجن: الماء المتغير الطعم واللون ( لسان العرب ج ١٣ ص ٨ ).

(٦) في نسخة: لتلخيص.

٢٥٥

في حكمه، وإن نزلت به إحدى المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع [ به ](٧) ، فهو على لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ(٨) ، لا يحسب العلم في شئ مما أنكره، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشئ لم يكذب نظره، وإن أظلم عليه أمر اكتتم ( به لما )(٩) يعلم من جهله، لئلا يقال: لا يعلم، ثم جسر فأمضى، فهو مفتاح عشوات، ركاب شهوات، خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض بضرس قاطع في العلم فيغنم، يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، وتحرم بقضائه الفروج الحلال، وتحلل الفروج الحرام، لا ملي - والله - باصدار ما ورد عليه، ولا هو أهل لما فوض إليه.

عباد الله، أبصروا عيب معادن الجور، وعليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته، فان العلم الذي نزل به آدمعليه‌السلام وجميع ما فضل(١٠) به النبيون في، خاتم النبيين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي عترته الطاهرينعليهم‌السلام ، فأين يتاه بكم!؟ أين تذهبون!؟ ».

[ ٢١٢٧١ ] ٧ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب، وبرهة بالسنة، وبرهة بالقياس، فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا ».

[ ٢١٢٧٢ ] ٨ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إياكم وأصحاب الرأي،

__________________

(٧) أثبتناه من المصدر.

(٨) في المصدر زيادة: « ان أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وان أخطأ رجا أن يكون قد أصاب ».

(٩) في المخطوط: بما لا، وما أثبتناه من المصدر.

(١٠) في المخطوط: فضلت، وما أثبتناه من المصدر.

٧ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٤ ح ١٨.

٨ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٥ ح ٢١.

٢٥٦

فإنهم أعيتهم السنن أن يحفظوها، فقالوا في الحلال والحرام برأيهم، فأحلوا ما حرم الله، وحرموا ما أحل الله، فضلوا وأضلوا ».

[ ٢١٢٧٣ ] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس، وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه، فقد هلك وأهلك ».

[ ٢١٢٧٤ ] ١٠ - أبو الفتوح الكراجكي في كنز الفوائد: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي، قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام ».

[ ٢١٢٧٥ ] ١١ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « إياكم والقياس في الاحكام، فإنه أول من قاس إبليس ».

[ ٢١٢٧٦ ] ١٢ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « إياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس، قد جعل الله للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق، لا علم إلا ما أمروا به، قال الله تعالى:( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (١) إيانا عنى ».

[ ٢١٢٧٧ ] ١٣ - وروي عن سلمان - رحمة الله عليه - أنه قال: ما هلكت أمة حتى قاست في دينها.

[ ٢١٢٧٨ ] ١٤ - أبو عمرو الكشي في رجاله: عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن

__________________

٩ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٧٥ ح ٦٠.

١٠ - كنز الفوائد ص ٢٩٧.

١١ - كنز الفوائد ص ٢٩٧.

١٢ - كنز الفوائد ص ٢٩٧.

(١) النحل ١٦: ٤٣.

١٣ - كنز الفوائد ص ٢٩٧.

١٤ - رجال الكشي ج ١ ص ٣٩٨ ح ٢٨٧.

٢٥٧

محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « اني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله، وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيؤول حديثي على غير تأويله » الخبر.

[ ٢١٢٧٩ ] ١٥ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن خالد البرقي، عن صفوان، عن سعيد الأعرج، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إن من عندنا ممن يتفقه يقولون: يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله ولا في السنة، نقول فيه برأينا، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كذبوا، ليس شئ الا جاء في الكتاب، وجاءت فيه السنة ».

ورواه الشيخ المفيد في الإختصاص: بهذا السند، مثله(١) .

[ ٢١٢٨٠ ] ١٦ - وعن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي المغرا، عن سماعة، عن العبد الصالحعليه‌السلام ، قال: سألته فقلت: ان أناسا من أصحابنا قد لقوا أباك وجدك وسمعوا منهما الحديث، فربما كان الشئ يبتلى به بعض أصحابنا، وليس عندهم في ذلك شئ بعينه، وعندهم ما يشبهه، يسعهم أن يأخذوا بالقياس؟ فقال: « لا، إنما هلك من كان قبلكم بالقياس » الخبر.

ورواه المفيد في الإختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن فضال، مثله(١) .

[ ٢١٢٨١ ] ١٧ - وعن السندي بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن

__________________

١٥ - بصائر الدرجات ص ٣٢١ ح ٢.

(١) الاختصاص ص ٢٨١.

١٦ - بصائر الدرجات ص ٣٢٢ ح ٣.

(١) الاختصاص ص ٢٨١.

١٧ - بصائر الدرجات ص ٣٢٢ ح ٤.

٢٥٨

محمد بن حكيم، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: قلت له: تفقهنا في الدين وروينا، وربما ورد علينا رجل قد ابتلي بشئ صغير، الذي ما عندنا فيه بعينه شئ، وعندنا ما هو يشبه مثله، أفنفتيه(١) ؟ قال: « لا، وما لكم والقياس في ذلك! هلك من هلك بالقياس » قال: قلت: أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما يكتفون به؟ قال: « أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما استغنوا به في عهده، وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيامة » قال: قلت: ضاع منه شئ؟ قال: « لا، هو عند أهله ».

ورواه المفيد في الإختصاص: مثله سندا ومتنا، وليس فيه قوله: « بالقياس »(٢) .

[ ٢١٢٨٢ ] ١٨ - وعن إسماعيل بن مهران، عن ابن عميرة، عن أبي المغرا، عن سماعة، قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك، وان الرجل يبتلى بالشئ لا يكون عندنا فيه شئ، فيقيس؟ فقال: « إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا ».

ورواه البرقي في المحاسن: عن إسماعيل بن مهران، مثله(١) .

[ ٢١٢٨٣ ] ١٩ - وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن القاسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله عز وجل:( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ‌ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ ) (١) : « يعني من يتخذ دينه رأيه بغير امام هدى من أئمة الهدى ».

[ ٢١٢٨٤ ] ٢٠ - وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي

__________________

(١) في نسخة: أفنقيسه ( منه قده ).

(٢) الاختصاص ص ٢٨٢.

١٨ - بصائر الدرجات.

(١) المحاسن ص ٢١٢، وعنه في البحار ج ٢ ص ٣٠٥ ح ٥٠.

١٩ - بصائر الدرجات ص ٣٣ ح ١.

(١) القصص ٢٨: ٥٠.

٢٠ - بصائر الدرجات ص ٣٣ ح ٢.

٢٥٩

نصر، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، في قول الله عز وجل:( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ‌ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ ) (١) : « يعني من اتخذ دينه رأيه بغير هدى(٢) من أئمة الهدى ».

[ ٢١٢٨٥ ] ٢١ - وعن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: « إنما هلك من كان قبلكم بالقياس، وان الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه حتى أكمله جميع دينه في حلاله وحرامه، فجاءكم بما تحتاجون إليه في حياته، وتستغنون به وبأهل بيته بعد موته - إلى أن قالعليه‌السلام - ثم قال: إن أبا حنيفة ممن يقول: قال عليعليه‌السلام وقلت أنا ».

[ ٢١٢٨٦ ] ٢٢ - وعن عبد الله بن محمد، عن محمد بن الحسين(١) ، عن الحجال، عن غالب النحوي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله تعالى:( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ‌ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ ) (٢) قال: « اتخذ رأيه دينا ».

[ ٢١٢٨٧ ] ٢٣ - الصدوق في التوحيد: عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن

__________________

(١) القصص ٢٨: ٥٠.

(٢) في نسخة: امام ( منه قده ).

٢١ - بصائر الدرجات ص ١٧٠ ح ١٨.

٢٢ - بصائر الدرجات ص ٣٣ ح ٤، وعنه في البحار ج ٢ ص ٣٠٢ ح ٣٨.

(١) كذا في المخطوط والبحار، وفي المصدر: عبد الله بن محمد بن الحسين، ولم نجد هذا الاسم في ترجمة الصفار علما بأن عبد الله بن محمد ومحمد بن الحسين كلاهما من مشايخ الصفار ويرويان عن الحجال، ولعل صحة السند: عبد الله بن محمد ومحمد بن الحسين، عن الحجال، والله العالم « راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ٢٩٤ وص ٣٠١، وص ٣١٢، و ج ١٥ ص ٢٦٨ وص ٢٩٦ و ج ٢٣ ص ٨٢ ».

(٢) القصص ٢٨: ٥٠.

٢٣ - التوحيد للصدوق ص ٧٩ ح ٣٥.

٢٦٠