مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٧

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 469

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 469
المشاهدات: 192746
تحميل: 3555


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 469 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192746 / تحميل: 3555
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 17

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عليه من بعده، وإنما ( أتاك بالحديث أربعة )(٥) ليس لهم خامس: رجل منافق، مظهر للايمان، متصنع للاسلام باللسان، لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدا، ولو علم المسلمون أنه منافق كاذب ما قبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد رآه وسمع منه وأخذ عنه، وهم لا يعرفون حاله - إلى أن قال - فهذا أحد الأربعة.

ورجل سمع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا لم يحفظه على وجهه، فأوهم(٦) فيه ولم يتعمده كذبا، فهو في يديه، يقول به ويعمل به ويرويه، ويقول: انا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.

ورجل ثالث، سمع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم، فيحفظ(٧) المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، ولو علم(٨) أنه منسوخ لرفضه، ولو علم الناس إذا سمعوا منه انه منسوخ لرفضوه.

ورجل رابع، لم يكذب على الله ولا على رسوله، بغضا للكذب، وخوفا من الله تعالى، وتعظيما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يتوهم، بل حفظ الحديث على وجهه، فجاء به كما سمعه، لم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، وإن امر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونهيه، مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، قد كان يكون من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكلام له وجهان، كلام عام وكلام خاص مثل القرآن، وقال عز

__________________

(٥) في نسخة: ذكر الحديث من أربعة.

(٦) في نسخة: فوهم ( منه قده ).

(٧) في نسخة: فحفظ ( منه قده ).

(٨) في نسخة: فلو يعلم ( منه قده ).

٣٤١

وجل في كتابه:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٩) يسمعه من لا يدري ولم يعرف ما أراد(١٠) الله عز وجل، وما عني به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليس كل أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسأله عن الشئ فيفهم، وكان منهم من يسأله ولا يفهم(١١) ، حتى أنهم كانوا يحبون أن يجئ الاعرابي أو الطارئ(١٢) ، فيسأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى يسمعه.

وكنت أنا أدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كل يوم دخلة، فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، وكنت إذا ابتدأت(١٣) أجابني، وإذا سكت ابتدأني، ودعا الله أن يحفظني وأن يعصمني(١٤) ، فما نسيت شيئا قط منذ دعا لي، واني قلت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انك منذ(١٥) دعوت الله لي دعوة لم انس مما تعلمني شيئا، ولم يفتني شئ، ولم اكتبه، فلم تمله علي؟ ولم تأمرني بكتابته؟ أتتخوف علي النسيان؟ فقال: يا أخي، لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل، وقد أخبرني الله عز وجل انه قد استجاب لي فيك، وفي شركائك الذين يكونون بعدك، وإنما تكتبه لهم» الخبر، وفيه ذكر الشركاء، وهم الأوصياء من ولدهعليهم‌السلام .

[ ٢١٥٢٩ ] ١٠ - كتاب عاصم بن حميد: عن خالد بن راشد، عن مولى لعبيدة السلماني، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال قولا آل منه إلى غيره، وقال قولا

__________________

(٩) الحشر ٥٩: ٧.

(١٠) في نسخة: عنى ( منه قده ).

(١١) في نسخة: ولا يستفهمه ( منه قده ).

(١٢) الاعرابي الطارئ: المتجدد قدومه ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٧٥ ).

(١٣) في نسخة: سألت ( منه قده ).

(١٤) في نسخة: يفهمني ( منه قده ).

(١٥) في نسخة: بما ( منه قده ).

١٠ - كتاب عاصم بن حميد: ص ٣٨.

٣٤٢

وضع على غير موضعه، وكذب عليه» فقام إليه علقمة وعبيدة السلماني فقالا: يا أمير المؤمنين، فما نصنع بما قد خبرنا في هذه الصحف عن أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: « سلا عن ذلك علماء آل محمدعليهم‌السلام » كأنه يعني نفسه.

١٥ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب صفات القاضي، وما يجوز أن يقضي به)

[ ٢١٥٣٠ ] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « لا يحل الفتيا لمن لا يستفتي من الله عز وجل بصفاء سره، واخلاص عمله وعلانيته، وبرهان من ربه في كل حال، لان من أفتى فقد حكم، والحكم لا يصح الا بإذن الله وبرهانه، ومن حكم بالخبر بلا معاينة، فهو جاهل مأخوذ بجهله، ومأثوم بحكمه، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أجرأكم على الفتيا أجرأكم على الله عز وجل، أو لا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى وبين عباده؟ وهو الحائر بين الجنة والنار، ولا تحل الفتيا في الحلال والحرام بين الخلق، الا لمن [ كان ](١) أتبع الخلق(٢) ، من أهل زمانه وناحيته وبلده ( بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعرف ما يصلح من فتياه )(٣) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وذلك لربما ولعل وعسى، لان الفتيا عظمية، وقال أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لقاض: هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: ( فهل أشرفت على مراد الله عز وجل في أمثال القرآن؟ قال: لا، قال ):(٤) إذا هلكت وأهلكت، والمفتي يحتاج إلى معرفة معاني

__________________

الباب ١٥

١ - مصباح الشريعة ص ٣٥١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط: الحق، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) ليس في المصدر.

٣٤٣

القرآن، وحقائق السنن، وبواطن(٥) الإشارات، والآداب، والاجماع والاختلاف، والاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه وما اختلفوا فيه، ثم إلى حسن الاختيار، ثم إلى العمل الصالح، ثم الحكمة، ثم التقوى، ثم حينئذ ان قدر» .

[ ٢١٥٣١ ] ٢ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن ابن مسعود، انه كان يقول: هلك القائسون.

[ ٢١٥٣٢ ] ٣ - وقد روى هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان امر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي فأضلوهم.

وقال ابن عيينة: فما زال امر الناس مستقيما، حتى نشأ فيهم ربيعة الرأي بالمدينة، وأبو حنيفة بالكوفة، وعثمان بالبصرة، وأفتوا الناس وفتنوهم، فنظرناهم فإذا هم أولاد سبايا الأمم.

[ ٢١٥٣٣ ] ٤ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي، عن الباقرعليه‌السلام ، قال: « ان المؤمن بركة على المؤمن، وان المؤمن حجة لله ».

[ ٢١٥٣٤ ] ٥ - النعماني في كتاب الغيبة: عن محمد بن همام، ومحمد بن الحسين بن جمهور معا، عن الحسن(١) بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن

__________________

(٥) في المخطوط: « ومواطن » وما أثبتناه من المصدر.

٢ - كنز الفوائد ص ٢٩٧.

٣ - كنز الفوائد ص ٢٩٧.

٤ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٦١.

٥ - الغيبة للنعماني ص ١٤١ ح ٢.

(١) في المخطوط: « الحسين » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٥ ص ١١٣ ).

٣٤٤

بعض رجاله، عن المفضل، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « خبر تدريه خير من عشرة ترويه، ان لكل حق حقيقة(٢) ، ولكل صواب نورا، ثم قال: انا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها، حتى يلحن له فيعرف اللحن ».

[ ٢١٥٣٥ ] ٦ - الصدوق في العيون: عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي حيون مولى الرضا، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم، ثم قال: إن في اخبارنا متشابها كمتشابه القرآن، ومحكما كمحكم القرآن، فردوا متشابها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا ».

[ ٢١٥٣٦ ] ٧ - عوالي اللآلي: وبعث عليعليه‌السلام عبد الله بن العباس إلى البصرة قاضيا.

[ ٢١٥٣٧ ] ٨ - وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إن الله لا يقدس أمة ليس فيهم من يأخذ للضعيف حقه [ من القوي ](١) ».

[ ٢١٥٣٨ ] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فمن شدة ما يلقاه من الحساب، يود أنه لم يكن قضى بين اثنين في تمرة ».

[ ٢١٥٣٩ ] ١٠ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يا أبا ذر إني أحب لك ما أحب لنفسي، وإني أراك ضعيفا مستضعفا، فلا تأمر على اثنين،

__________________

(٢) في المخطوط: « حقيقة حقا » وما أثبتناه من المصدر.

٦ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ص ٢٩٠ ح ٣٩.

٧ - عوالي اللآلي: ج ٣ ص ٥١٥ ح ٣.

٨ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٩ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥١٦ ح ٩.

١٠ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥١٦ ح ١٠.

٣٤٥

وعليك بخاصة نفسك» .

[ ٢١٥٤٠ ] ١١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد قال سألت: أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن لقمان وحكمته - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « ان الله تبارك وتعالى، أمر طوائف من الملائكة، حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة، فنادوا لقمان حيث يسمع ولا يراهم، فقالوا: يا لقمان، هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض، تحكم بين الناس؟ فقال لقمان: ان أمرني ربي بذلك فالسمع والطاعة، لأنه ان فعل بي ذلك أعانني عليه وعلمني وعصمني، وان هو خيرني قبلت العافية، فقالت الملائكة: يا لقمان، لم(١) ؟ قال: لان الحكم(٢) بين الناس من أشد(٣) المنازل من الدين، وأكثرها(٤) فتنا وبلاء ما يخذل ولا يعان، ويغشاه الظلم من كل مكان، وصاحبه منه بين أمرين: ان أصاب فيه الحق فبالحري ان يسلم، وان أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا وضعيفا، كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكما سريا شريفا، ومن اختار الدين على الآخرة يخسرهما كلتيهما، تزول هذه ولا تدرك تلك(٥) قال: فعجبت الملائكة من حكمته، واستحسن الرحمن منطقه » الخبر.

[ ٢١٥٤١ ] ١٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أعدل الخلق أقضاهم بالحق ».

وقالعليه‌السلام : « أفظع شئ ظلم القضاة »(١) .

__________________

١١ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٢.

(١) في المصدر زيادة: قلت ذلك.

(٢) في نسخة: الحاكم ( منه قده ).

(٣) في المخطوط: بأشد، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) في المخطوط: وأكثر، وما أثبتناه من المصدر.

(٥) في المخطوط: هذه، وما أثبتناه من المصدر.

١٢ - غرر الحكم ج ١ ص ١٨٤ ح ١٨٨.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٣ ح ١٨٥.

٣٤٦

أبواب آداب القاضي

١ -( باب جملة منها)

[ ٢١٥٤٢ ] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، انه كتب إلى رفاعة لما استقضاه على الأهواز كتابا فيه: « ذر المطامع، وخالف الهوى، وزين العلم بسمت صالح، نعم عون الدين الصبر، لو كان الصبر رجلا كان رجلا صالحا، إياك والملالة فإنها من السخف والنذالة، لا تحضر مجلسك من لا يشبهك، تخير لودك(١) ، واقض بالظاهر، وفوض إلى العالم [ الباطن ](٢) ، ودع عنك أظن(٣) وأحسب وأرى، ليس في الدين إشكال، لا تمار سفيها ولا فقيها، اما الفقيه فيحرمك خيره، واما السفيه فيحزنك شره، ولا تجادل أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن بالكتاب والسنة، ولا تعود نفسك الضحك فإنه يذهب البهاء، ويجرئ الخصوم على الاعتداء، إياك وقبول التحف من الخصوم، وحاذر الدخلة، من ائتمن امرأة حمق، ومن شاورها فقبل منها ندم، احذر دمعة المؤمن فإنها تقصف(٤) من

__________________

أبواب آداب القاضي

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤ ح ١٨٩٩.

(١) في نسخة: لوردك ( منه قده ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المخطوط: الباطن، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) تقصف: تكسر ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٠٩ ).

٣٤٧

دمعها، وتطفئ بحور النيران عن صاحبها، لا تبتز(٥) الخصوم، ولا تنهر السائل، ولا تجالس في مجلس القضاء(٦) غير فقيه، ولا تشاور في القضاء(٧) ، فان المشورة في الحرب ومصالح العاجل، والدين فليس(٨) بالرأي إنما هو الاتباع، لا تضيع الفرائض وتتكل على النوافل، أحسن إلى من أساء إليك، واعف عمن ظلمك، وارع من نصرك، واعط من حرمك، وتواضع لمن أعطاك، واشكر الله على ما أولاك، واحمد على ما أبلاك، العلم ثلاثة: آية محكمة، وسنة متبعة، وفريضة عادلة، وملاكهن أمرنا» .

[ ٢١٥٤٣ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فيما عهده إليه، وفي رواية في عهده إلى مالك حين ولاه مصر -: « أنظر في القضاء بين الناس، نظر عارف بمنزلة الحكم عند الله، فان الحكم ميزان قسط الله الذي وضع في الأرض، لانصاف المظلوم من الظالم، والاخذ للضعيف من القوي، وإقامة حدود الله على سننها ومنهاجها، التي لا يصلح العباد والبلاد الا عليها، فاختر للقضاء بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، واجمعهم للعلم والحلم والورع، ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يضجره عي العي، ولا يفرطه جور الظلم(١) ، ولا تشرف نفسه على الطمع، ولا يدخل في اعجاب، [ ولا ](٢) يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، أوقفهم عند الشبهة، وآخذهم لنفسه بالحجة، وأقلهم تبرما من تردد الحجج، وأصبرهم على كشف الأمور وايضاح الخصمين(٣)

__________________

(٥) تبتز: أي تغلب وتسلب وفي الدعائم: تنبز والنبز هنا بمعنى السب والكلام الخشن ( انظر لسان العرب ج ٥ ص ٣١٢ و ٤١٣ ).

(٦) في المخطوط: الفقيه، وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المصدر: الفتيا.

(٨) في المصدر: ليس هو.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٥٩.

(١) في المصدر: الظلوم.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: لا يزدهيه الاطراء.

٣٤٨

ولا يستميله الاغراء، ولا يأخذ فيه التبليغ بان يقال: قال فلان، وقال فلان، فول القضاء من كان كذلك» . الخبر.

ورواه في النهج: عنهعليه‌السلام ، باختلاف تقدم في كتاب المكاسب(٤) .

٢ -( باب كراهة القضاء في حال الغضب، وعدم جواز الحكم من غير تأمل)

[ ٢١٥٤٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه نهى ان يقضي القاضي وهو غضبان أو جائع أو ناعس، وقال: « يقول الله عز وجل: [ يا ابن آدم ](١) اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب، والا أمحقك فيمن أمحق ».

[ ٢١٥٤٥ ] ٢ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال لرفاعة: « لا تقض وأنت غضبان، ولا من النوم سكران ».

وتقدم قولهعليه‌السلام : « ولا يدخل في اعجاب، يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه »(١) .

__________________

(٤) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٧ ح ١٩٠٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٧ ح ١٩٠٩.

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ١ من أبواب آداب القاضي.

٣٤٩

٣ -( باب استحباب مساواة القاضي بين الخصمين في الإشارة والنظر والمجلس، وكراهة ضيافة أحد الخصمين دون الآخر)

[ ٢١٥٤٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « اعلم أنه يجب عليك ان تساوي بين الخصمين حتى النظر إليهما، حتى لا يكون نظرك إلى أحدهما أكثر من نظرك إلى الثاني ».

[ ٢١٥٤٧ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول الله ( صلى اله عليه وآله )، أنه نهى ان ينزل الخصم على قاض.

[ ٢١٥٤٨ ] ٣ - ونزل رجل على عليعليه‌السلام بالكوفة فأضافه، ثم جاءه في خصومة، فقال [ له علي ](١) عليه‌السلام : « أخصم أنت؟ تحول عني، فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى ان ينزل الخصم الا ومعه خصمه ».

[ ٢١٥٤٩ ] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى ان يحابي القاضي أحد الخصمين، بكثرة النظر، وحضور الذهن، ونهى عن تلقين الشهود.

[ ٢١٥٥٠ ] ٥ - وعن عليعليه‌السلام ، انه كان يقول: « ينبغي للحاكم أن يدع التلفت إلى خصم دون خصم، وان يقسم النظر فيما بينهما بالعدل، ولا يدع خصما يظهر بغيا على صاحبه ».

__________________

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٧ ح ١٩٠٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٧ ح ١٩٠٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٣ ح ١٨٩٣.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٣ ح ١٨٩٥.

٣٥٠

٤ -( باب أنه لا يجوز للقاضي أن يحكم عند الشك في المسألة، ولا في حضور من هو أعلم منه، ولا قبل سماع كلام الخصمين، ويجب عليه انصاف الناس حتى من نفسه)

[ ٢١٥٥١ ] ١ - الصدوق في العيون: عن محمد بن عمر بن أسلم الجعابي، عن الحسن بن عبد الله الرازي التميمي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائهعليهم‌السلام : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما وجهني إلى اليمن: إذا تحوكم إليك، فلا تحكم لاحد الخصمين دون أن تسمع من الآخر، قال: فما شككت في قضاء بعد ذلك ».

[ ٢١٥٥٢ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لما بعث عليا أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى اليمن، قال له: « يا علي، إذا قضيت بين رجلين، فلا تقض للأول حتى تسمع ما يقول الآخر ».

وتقدم قول عليعليه‌السلام ، فيما كتبه إلى رفاعة: « ولا تشاور في القضاء، فان المشورة في الحرب ومصالح العاجل »(١) .

٥ -( باب انه يستحب للانسان ان يقوم عن يمين خصمه، ويستحب للقاضي أن يقدم الذي عن يمين خصمه بالكلام)

[ ٢١٥٥٣ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا تحاكمت إلى حاكم، فانظر أن تكون عن(١) يمين خصمك - إلى أن قال - فإذا ادعيا جميعا، فالدعوى

__________________

الباب ٤

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٦٥ ح ٢٨٦ وعنه في البحار ج ١٠٤ ص ٢٧٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٣ ح ١٨٩٦.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب آداب القاضي.

الباب ٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

(١) في المصدر: على.

٣٥١

للذي على يمين خصمه» .

٦ -( باب كراهة الجلوس إلى قضاة الجور)

[ ٢١٥٥٤ ] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن علي بن خالد المراغي، عن ( ثوابه بن يزيد، عن أحمد بن علي المثنى )(١) عن شبابة بن سوار، عن المبارك بن سعيد، عن خليل الفراء، عن أبي المجبر(٢) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أربعة مفسدة للقلوب - إلى أن قال - ومجالسة الموتى » فقيل له: يا رسول الله، وما مجالسة الموتى؟ قال: « مجالسة كل ضال عن الايمان، وجائر في الاحكام ».

٧ -( باب ان المفتي إذا أخطأ، اثم وضمن)

[ ٢١٥٥٥ ] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من حكم في قيمة عشرة دراهم، فأخطأ حكم الله، جاء يوم القيامة مغلولة يده، ومن أفتى بغير علم، لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ».

[ ٢١٥٥٦ ] ٢ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « من أفتى بغير علم، لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض(١) ، ولحقه وزر

__________________

الباب ٦

١ - أمالي المفيد ص ٣١٥ ح ٦.

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر: « ثوابة بن يزيد، عن أحمد بن علي بن المثنى »، والظاهر أن الصحيح: ثوابة بن أحمد بن عيسى، عن محمد بن المثنى بن قيس بن دينار « راجع تاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٨٣، ج ٧ ص ١٤٩ و ج ٩ ص ٢٩٩ ».

(٢) في المخطوط: المجتر، وما أثبتناه من المصدر، والظاهر أن الذي قبله هو: خليد وليس خليل « راجع أسد الغابة ج ٥ ص ٢٩٠ ».

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٨ ح ١٨٧٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٧.

(١) في المصدر زيادة: وملائكة الرحمة وملائكة العذاب.

٣٥٢

من عمل بفتياه» .

[ ٢١٥٥٧ ] ٣ - وسأل رجل ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن مسألة، فأجابه، قال له الاعرابي: ان أنا فعلت ما أمرتني فهو في عنقك، فسكت ربيعة، فردد ذلك عليه مرارا، لا يجيبه، وأبو عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام يسمعه، فقال: « يا اعرابي، هو في عنقه، قال أو لم يقل ».

٨ -( باب تحريم الرشوة في الحكم، والرزق من السلطان على القضاء)

[ ٢١٥٥٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من أكل السحت الرشوة في الحكم» قيل: يا بن رسول الله، وان حكم بالحق؟ قال: « وان حكم بالحق قال: فاما الحكم بالباطل فهو كفر، كما قال الله عز وجل:( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ ) (١) .

[ ٢١٥٥٩ ] ٢ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا بد من قاض، ورزق للقاضي » وكره أن يكون رزق القاضي على الناس الذين يقضي لهم، ولكن من بيت المال.

[ ٢١٥٦٠ ] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فيما عهد إليه من امر القضاة، بعد ذكر صفاتهم كما تقدم(١) -: « ثم أكثر تعاهد امره وقضاياه، وابسط عليه من البذل ما يستغني به عن الطمع،

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٦.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٢ ح ١٨٩١.

(١) المائدة ٥: ٤٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٨ ح ١٩١٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٠.

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به من كتاب التجارة.

٣٥٣

وتقل به حاجته إلى الناس، واجعل له منك منزلة لا يطمع فيها غيره، حتى يأمن من اغتيال الرجال إياه عندك، ولا يحابي أحدا للرجاء، ولا يصانعه لاستجلاب حسن الثناء، أحسن توقيره في مجلسك، وقربه منك» الخبر.

وتقدم قول عليعليه‌السلام ، فيما كتب إلى رفاعة: « احذر التحف من الخصوم، وحاذر الدخلة »(٢) .

[ ٢١٥٦١ ] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه قال: « من السحت ثمن الميتة - إلى أن قال - والرشوة في الحكم، وأجر القاضي، الا قاض يجرى عليه من بيت المال » الخبر.

[ ٢١٥٦٢ ] ٥ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال: « لا بد من قاض، ورزق للقاضي ».

[ ٢١٥٦٣ ] ٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أكل السحت سبعة: الرشوة في الحكم » الخبر.

[ ٢١٥٦٤ ] ٧ - الشيخ المفيد في أماليه: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، جميعا عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، [ عن أبي حمزة الثمالي ](١) عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام - في حديث - قال: « قال موسى بن عمران

__________________

(٢) وتقدم في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب آداب القاضي.

٤ - الجعفريات ص ١٨٠.

٥ - الجعفريات ص ٢٤٥.

٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٦.

٧ - أمالي المفيد ص ٨٥ ح ١.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٢٢ ص ١٨٧ و ج ٢١ ص ١٣٥ ».

٣٥٤

عليه‌السلام : إلهي فمن ينزل دار القدس عندك؟ قال: الذين لا تنظر أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون اسرارهم في الدين، ولا يأخذون على الحكومة الرشا» الخبر.

[ ٢١٥٦٥ ] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لعن الله الراشي، والمرتشي، ومن بينهما يمشي ».

٩ -( باب تحريم الحيف في الحكم، والميل مع أحد الخصمين)

[ ٢١٥٦٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، انه كتب إلى رفاعة قاضيه على الأهواز: « إعلم يا رفاعة، ان هذه الامارة أمانة، فمن جعلها خيانة، فعليه لعنة الله إلى يوم القيامة، ومن استعمل خائنا، فان محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله منه برئ في الدنيا والآخرة ».

[ ٢١٥٦٧ ] ٢ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « كان في بني إسرائيل قاض، وكان يقضي بينهم بالحق، فلما حضره الموت قال لامرأته: إذا انا مت ودليت في لحدي، فأنزلي إلي وانظري إلى وجهي، فإنك ترين ما يسرك إن شاء الله، ففعلت فرأت دودة عظيمة تعترض في منخره، ففزعت من ذلك، فلما كان الليل رأته في منامها، فقال لها: أفزعك ما رأيت مني؟ قالت: أجل، لقد فزعت، قال: ما كان الذي رأيت الا من اجلك، خاصم إلي أخوك رجلا، فلما جلسا إلي، قلت في نفسي: اللهم اجعل الحق له، ووجه القضاء على صاحبه، فلما اختصما كان الحق كما أحببت، فوجهت القضاء، فأصابني من ذلك ما رأيت ».

[ ٢١٥٦٨ ] ٣ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: باسناده إلى الصدوق،

__________________

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٦ ح ٦٠.

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٩٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٣ ح ١٨٩٤.

٣ - قصص الأنبياء ص ١٨٠، وعنه في البحار ج ١٠٤ ص ٢٧٦ ح ٤.

٣٥٥

عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « كان قاض في بني إسرائيل، وكان يقضي بالحق فيهم، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: إذا مت فاغسليني وكفنيني، وغطي وجهي وضعيني على سريري، فإنك لا ترين سوء إن شاء الله تعالى، فلما مات فعلت ما كان امرها به، ثم مكثت بعد ذلك حينا ثم إنها كشفت عن وجهه، فإذا دودة تقرض من منخره، ففزعت من ذلك فلما كان الليل أتاها في منامها - يعني رأته في النوم - فقال لها: فزعت مما رأيت؟ قالت: أجل، قال: والله ما هو إلا في أخيك، وذلك أنه أتاني ومعه خصم له، فلما جلسا قلت: اللهم اجعل الحق له، فلما اختصما كان الحق له، ففرحت فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحق ».

١٠ -( باب تحريم الحكم بالجور)

[ ٢١٥٦٩ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه: « أن علياعليهم‌السلام اشتكى عينيه، فعاده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا عليعليه‌السلام يصيح، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أجزعا أم وجعا؟ فقال عليعليه‌السلام : ما وجعت وجعا قط أشد(١) منه، فقال: يا علي، إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الفاجر، نزل معه بسفود من نار فنزع روحه، فتصيح جهنم، فاستوى عليعليه‌السلام جالسا، فقال: يا رسول الله، هل يصيب ذلك أحدا من أمتك؟ فقال: نعم، حاكم جائر، وآكل

__________________

الباب ١٠

١ - الجعفريات ص ١٤٦.

(١) في نسخة: أشق ( منه قده ).

٣٥٦

مال اليتيم، وشاهد الزور» .

[ ٢١٥٧٠ ] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا جلس القاضي في مجلسه، هبط عليه ملكا يسددانه ويرشدانه(١) ، فإذا جار عرجا وتركاه ».

[ ٢١٥٧١ ] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من جار متعمدا أو مخطئا، فهو في النار ».

[ ٢١٥٧٢ ] ٤ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا فشا الزنى ظهر موت الفجأة، وإذا جار الحاكم قحط المطر ».

[ ٢١٥٧٣ ] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، رجل جار متعمدا فذلك في النار ».

[ ٢١٥٧٤ ] ٦ - أمين الاسلام الطبرسي في مجمع البيان: عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في منزل أبي أيوب الأنصاري، فقال معاذ: يا رسول الله، أرأيت قول الله تعالى:( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ‌ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ) (١) الآيات، فقال: « يا معاذ، سألت عن عظيم [ من ](٢) الامر - ثم أرسل عينيه، ثم قال - تحشر عشرة أصناف من أمتي اشتاتا، قد ميزهم الله تعالى من المسلمين، وبدل صورهم - إلى أن قال - وبعضهم عمي يترددون - إلى أن قال - والعمي:

__________________

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٤٢ ح ١.

(١) في المصدر: يوفقانه.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٧.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٨.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٩.

٦ - مجمع البيان ج ٥ ص ٤٢٣.

(١) النبأ ٧٨: ١٨.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٥٧

الجائرون في الحكم» الخبر.

[ ٢١٥٧٥ ] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من حكم بين اثنين فجار فقد ظلم، فلعنة الله على الظالمين ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إني أخاف على أمتي من بعدي ثلاثة: زلة عالم، وحاكم جائر، وهوى متبع ».

١١ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب آداب القاضي)

[ ٢١٥٧٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن يتكلم القاضي قبل أن يسمع قول الخصمين، يعني يتكلم بالحكم.

[ ٢١٥٧٧ ] ٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لأسامة بن زيد وقد سأله حاجة لبعض من خاصم إليه: « يا أسامة، لا تسألني حاجة إذا جلست مجلس القضاء، فان الحقوق ليس فيها شفاعة ».

[ ٢١٥٧٨ ] ٣ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه بلغه أن شريحا يقضي في بيته، فقال: « يا شريح اجلس في المسجد، فإنه أعدل بين الناس، فإنه وهن بالقاضي أن يجلس في بيته ».

[ ٢١٥٧٩ ] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « دخلت المسجد فإذا برجلين من الأنصار يريدان أن يختصما إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال أحدهما لصاحبه: هلم نختصم إلى عليعليه‌السلام ، فجزعت من قوله،

__________________

٧ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤ ح ١٨٩٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٧ ح ١٩٠٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤ ح ١٨٩٧.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٩ ح ١٨٨١.

٣٥٨

فنظر إلي رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: انطلق واقض بينهما، قلت: وكيف اقضي بحضرتك يا رسول الله؟ قال: نعم، فافعل، فانطلقت فقضيت بينهما، فما رفع إلي قضاء بعد ذلك اليوم الا وضح لي ».

[ ٢١٥٨٠ ] ٥ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن إسماعيل بن ابان، عن عمر بن شمر، عن سالم الجعفي، عن الشعبي قال: وجد عليعليه‌السلام درعا له عند نصراني، فجاء به إلى شريح يخاصمه إليه، فلما نظر إليه شريح ذهب يتنحى، فقال: « مكانك » فجلس إلى جنبه، وقال: « يا شريح، اما لو كان خصمي مسلما ما جلست إلا معه ولكنه نصراني، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كنتم وإياهم في طريق، فالجئوهم إلى مضائقه، وصغروا بهم كما صغر الله بهم، في غير أن تظلموا » الخبر.

[ ٢١٥٨١ ] ٦ - عوالي اللآلي: روي أن أمير المؤمنينعليه‌السلام ولى أبا الأسود الدؤلي القضاء ثم عزله، فقال له: لم عزلتني؟ وما خنت ولا جنيت! فقالعليه‌السلام : « اني رأيت كلامك يعلو كلام خصمك ».

[ ٢١٥٨٢ ] ٧ - وعن عليعليه‌السلام ، قال: « لا يعدي الحاكم على الخصم، إلا أن يعلم بينهما معاملة ».

__________________

٥ - كتاب الغارات ج ١ ص ١٢٤.

٦ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٤٣ ح ٥.

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٥٤ ح ١٩١.

٣٥٩

٣٦٠