الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة0%

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة مؤلف:
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 496

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 28927
تحميل: 5395

توضيحات:

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 28927 / تحميل: 5395
الحجم الحجم الحجم
الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف:
الناشر: دليل ما
العربية

 فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام، فبعث الله الثالث - وذكر القصّة بطولها - وفيها: إنّ الثالث أظهر دين الملك أوّلاً ثمّ أمر بإحضارهما للمناظرة فطلب منهما أن يدعوا لأعمى ومقعد بالشفاء، ففعلا مرّة بعد اُخرى فأجاب الله دعاءهما، فقال: أيّها الملك قد أتيا بحجّتين ولكن بقي شيء واحد فإن فعلاه دخلت معهما في دينهما.

ثمّ قال: أيّها الملك بلغني أنّه كان للملك ولد واحد ومات فإن أحياه إلهـهما دخلت معهما في دينهما، فقال الملك: وأنا أيضاً معك، ثمّ قال لهما: قد بقيت هذه الخصلة الواحدة، قد مات ابن للملك فادعوا إلهكما فيحييه، قال: فخرّا ساجدَين فأطالا السجود ثمّ رفعا رأسهما وقالا: ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله.

قال: فخرج الناس فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب، فأتى به الملك فعرف أنّه إبنه، فقال له: ما حالك(١) يا بني؟ قال: كنت ميّتاً فرأيت رجلين بين يدي ربّي الساعة(٢) ساجدَين يسألانه أن يحييني فأحياني، فقال: يا بني تعرفهما إذا رأيتهما؟ قال: نعم، فأخرج الناس جملة إلى الصحراء، فكان ينظر إلى رجل رجل حتّى مرّ بالأوّل بعد(٣) جمع كثير، فقال: هذا أحدهما، ثمّ مرّ أيضاً بقوم كثيرين حتّى رأى الآخر، فقال: وهذا الآخر، فآمن الملك وأهل مملكته »(٤) .

السادس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في «تفسيره » قال: حدّثني أبي، عن ابن فضّال، عن عبدالله بن بحر(٥) ، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن

____________

١ - في « ح »: ما جاء لك. بدل من: ما حالك.

٢ - (الساعة) لم ترد في « ح ».

٣ - في « ح »: مع.

٤ - تفسير القمّي ٢: ٢١٢ - ٢١٤.

٥ - في « ك، ش، ح، ط » والمطبوع: عبد الرحمن بن أبي نجران، وما أثبتناه من المصدر وعنه

١٦١

أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن بلية أيّوب - وذكر الحديث - إلى أن قال أبو عبداللهعليه‌السلام في قوله تعالى( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لاَُولِي الألْبَابِ ) (١) قال: « فردّ الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء، وردّ عليه أهله الذين ماتوا بعدما أصابهم البلاء كلّهم، أحياهم الله تعالى فعاشوا معه »(٢) .

السابع والثلاثون : ما رواه الشهيد الثاني الشيخ زين الدينقدس‌سره في كتاب «مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد » نقلاً من كتاب «العيون والمحاسن »(٣) للشيخ المفيد: عن معاوية بن مرّة، قال: كان أبو طلحة يحبّ ابنه حبّاً شديداً، فتوفّي الولد ثمّ ذكر أنّ امرأته صبرت صبراً عظيماً، وأنّ أباه أيضاً صبر وأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما علم بذلك قال: « الحمد لله الذي جعل في اُمّتي مثل صابرة بني إسرائيل » فقيل: يا رسول الله ما كان من صبرها(٤) ؟ فقال: « كان في بني إسرائيل امرأة لها زوج ولها منه غلامان، فأمرها بطعام ليدعو الناس عليه(٥) ، ففعل واجتمع الناس في دارها، فانطلق الغلامان يلعبان فوقعا في بئر كان في الدار فماتا، فكرهت أن تنغّص على زوجها الضيافة، فأدخلتهما البيت وسجّتهما بثوب.

فلمّا فرغوا دخل زوجها(٦) ، فقال: أين ابناي؟ فقالت: هما في البيت، وأنّها كانت تمسّحت بشيء من الطيب، وتعرّضت للرجل حتّى وقع عليها، ثمّ قال: أين

____________

في البحار ١٢: ٣٤١/٣ وتفسير البرهان ٤: ٦٦٠/١، وكذلك ذكر السيد الخوئي الرواية بهذا السند في معجمه ١١: ١٢٤.

١ - سورة ص ٣٨: ٤٣.

٢ - تفسير القمّي ٢: ٣٣٩ - ٢٤٢.

٣ - في مسكّن الفؤاد: عيون المجالس.

٤ - في « ك »: خبرها.

٥ - في « ح »: إليه.

٦ - في « ط »: فلمّا فرغ زوجها.

١٦٢

ابناي؟ قالت: هما في البيت فناداهما فخرجا يسعيان، فقالت المرأة: سبحان الله قد والله كانا ميّتين ولكنّ الله تعالى أحياهما ثواباً لصبري »(١) .

الثامن والثلاثون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في «اعتقاداته » - في باب الإعتقاد في الرجعة - مرسلاً في قوله تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلوفٌ ) (٢) قال: « هؤلاء كانوا سبعين ألف بيت وكان فيهم الطاعون كلّ سنة - إلى أن قال -: فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شطّ بحر.

فلمّا وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعاً، فكنستهم المارّة عن الطريق، فبقوا بذلك ما شاء الله، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له: ارميا، فقال: لو شئت يا ربّ لأحييتهم فيعمّروا بلادك ويلدوا عبادك، ويعبدونك مع من يعبدك، فأوحى الله إليه أتحبّ أن اُحييهم لك؟ قال: نعم، فأحياهم الله وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ورجعوا(٣) إلى الدنيا ثمّ ماتوا(٤) بآجالهم »(٥) .

التاسع والثلاثون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « اعتقاداته » مرسلاً في قوله تعالى( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ ) (٦) قال: فهذا مات مائة عام، ثمّ رجع إلى

__________________

١ - مسكّن الفؤاد: ٦٩.

٢ - سورة البقرة ٢: ٢٤٣.

٣ - في « ح »: ثمّ بُعثوا.

٤ - في « ح »: فماتوا. بدل من: ثمّ ماتوا.

٥ - اعتقادات الصدوق: ٦٠ (ضمن مصنّفات المفيد ج ٥).

٦ - سورة البقرة ٢: ٢٥٩.

١٦٣

الدنيا ثمّ مات(١) بأجله، وهو عزيرعليه‌السلام (٢) . وروي أنّه: ارمياعليه‌السلام (٣) .

الأربعون: ما رواه ابن بابويه أيضاً في «اعتقاداته » مرسلاً في قصّة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه وقوله تعالى( ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) (٤) قال: إنّهم لما سمعوا كلام الله قالوا: لا نصدّق به حتّى نرى الله جهرةً فأخذتهم الصاعقة فماتوا، فقال موسى: يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم؟ فأحياهم الله عزّوجلّ ثمّ رجعوا إلى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء، وولدت لهم الأولاد، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم(٥) .

الحادي والأربعون: ما رواه ابن بابويه أيضاً في «اعتقاداته » مرسلاً: أنّ عيسىعليه‌السلام كان يحيي(٦) الموتى بإذن الله، وأنّ جميع الموتى الذين أحياهم عيسىعليه‌السلام بإذن الله رجعوا إلى الدنيا، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم(٧) .

الثاني والأربعون: ما رواه ابن بابويه أيضاً في «اعتقاداته » مرسلاً: أنّ أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً، ثمّ بعثهم الله فرجعوا إلى الدنيا ليتساءلوا بينهم وقصّتهم معروفة.

قال ابن بابويه: فإن قال قائل: قد قال الله( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ) (٨)

__________________

١ - في « ح »: فمات. بدل من: ثمّ مات.

٢ - اعتقادات الصدوق: ٦١ (ضمن مصنّفات المفيد ج ٥).

٣ - تفسير القمّي ١: ٨٦.

٤ - سورة البقرة ٢: ٥٦.

٥ - اعتقادات الصدوق: ٦١ (ضمن مصنّفات المفيد ج ٥).

٦ - في « ح، ط »: يُخرج.

٧ - اعتقادات الصدوق: ٦١ - ٦٢ (ضمن مصنّفات المفيد ج ٥).

٨ - سورة الكهف ١٨: ١٨.

١٦٤

قيل له: إنّهم كانوا موتى، وقد قال الله عزّوجلّ( مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (١) وإن قالوا ذلك فإنّهم كانوا موتى ومثل هذا كثير(٢) « انتهى ».

الثالث والأربعون : ما رواه الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي في «مصباحه » - في الفصل الثلاثين في أدعية الأنبياءعليهم‌السلام دعاء آصفعليه‌السلام -: روي أنـّه أتى بعرش بلقيس بهذا الدعاء وإنّ به كان عيسىعليه‌السلام يحيي الموتى، وهو: « اللهمّ إنّي أسألك بأنّك لا إله إلا أنت »(٣) وذكر دعاءً قصيراً.

الرابع والأربعون: ما رواه الشيخ الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب «الاحتجاج على أهل اللجاج » - في احتجاج الصادقعليه‌السلام على الزنديق الذي سأله عن مسائل كثيرة - في حديث طويل يقول فيه الزنديق: فلو أنّ الله ردّ إلينا من الأموات في كلّ مائة عام لنسأله عمّن مضى منّا إلى ما صاروا وكيف حالهم؟

فقال أبو عبداللهعليه‌السلام : « هذه مقالة من أنكر الرسل وكذّبهم، إنّ الله أخبر في كتابه على لسان الأنبياء حال من مات منّا، أفيكون أحد أصدق من الله ورسله؟ وقد رجع إلى الدنيا ممّن مات خلق كثير، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة، ثمّ بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجّتهم، وأمات الله ارميا النبيعليه‌السلام الذي نظر إلى خراب بيت المقدس فقال:( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ) (٤) ثمّ أحياه وبعثه »(٥) الحديث.

____________

١ - سورة يس ٣٦: ٥٢.

٢ - اعتقادات الصدوق: ٦٢ (ضمن مصنّفات المفيد ج ٥).

٣ - مصباح الكفعمي ١: ٥٥٤.

٤ - سورة البقرة ٢: ٢٥٩.

٥ - الاحتجاج ٢: ٢٣٠.

١٦٥

الخامس والأربعون : ما رواه الطبرسي أيضاً في «الاحتجاج » - في احتجاج الصادقعليه‌السلام على بعض أعداء الدين - في حديث طويل(١) قال: « إنّ الله أمات قوماً خرجوا عن أوطانهم، هاربين من الطاعون لا يحصى عددهم فأماتهم الله دهراً طويلاً حتّى بليت عظامهم، وتقطّعت أوصالهم وصاروا تراباً، فبعث الله - في وقت أحبّ أن يُري عباده قدرته - نبيّاً يقال له: حزقيل، فدعاهم فاجتمعت أبدانهم ورجعت فيها أرواحهم وقاموا كهيئة يوم ماتوا لا يفتقدون من أعدادهم رجلاً، فعاشوا بذلك دهراً طويلاً »(٢) .

السادس والأربعون: ما رواه الطبرسي أيضاً في احتجاج الصادقعليه‌السلام في حديث طويل قال: « وإنّ الله تعالى أمات قوماً خرجوا مع موسى حين توجّه إلى الله فقالوا:( أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً ) (٣) فأماتهم الله ثمّ أحياهم »(٤) الحديث.

السابع والأربعون: ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب «الخرائج والجرائح » - في أعلام فاطمةعليها‌السلام -: عن المفضّل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام (٥) قال: « لما تزوّج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خديجة هجرتها نساء قريش وقلن: تزوّجت يتيم آل أبي طالب فقيراً لا مال له، فلمّا حضرت ولادة فاطمةعليها‌السلام بعثت إليهنّ وطلبتهنّ فلم تأت منهنّ واحدة.

فاغتمّت خديجة، فبينا هي كذلك إذ دخلت عليها أربع نسوة طوال كأنّهنّ من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ، فقالت إحداهنّ: لا تحزني يا خديجة فإنّا رسل

____________

١ - (طويل) أثبتناه من « ح، ش، ك ».

٢ - الاحتجاج ٢: ٢٣١.

٣ - سورة النساء ٤: ١٥٣.

٤ - الاحتجاج ٢: ٢٣١.

٥ - في « ح » زيادة: في حديث طويل.

١٦٦

ربّك إليك(١) ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه اُمّ البشر اُمّنا حوّاء، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، واُخرى عن شمالها، والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمةعليها‌السلام »(٢) الحديث.

الثامن والأربعون : ما رواه رئيس المحدّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب «الأمالي » - في المجلس السابع والثمانين -: عن أبي عبدالله أحمد بن محمّد الخليلي، عن محمّد بن أبي بكر الفقيه، عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن إسحاق بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن زرعة بن محمّد الحضرمي، عن المفضّل بن عمر، قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : كيف كانت ولادة فاطمةعليها‌السلام ؟ فذكر الحديث بطوله، وفيه دخول النساء الأربع من الاُمم السالفة على خديجةعليها‌السلام كما رواه الراوندي، إلا أنّه لم يذكر حوّاء اُمّ البشر وإنّما ذكر مكانها كلثم اُخت موسى بن عمرانعليه‌السلام (٣) .

التاسع والأربعون : ما رواه الراوندي في كتاب «الموازاة بين المعجزات » - الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب «الخرائج والجرائح » - قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إنّ الله تعالى ردّ على أيّوب أهله وولده الذين هلكوا بأعيانهم، وأعطاه مثلهم معه، وكذلك ردّ الله عليه ماله ومواشيه بأعيانها وأعطاه مثلها »(٤) .

الخمسون : ما رواه الراوندي في كتاب « الموازاة » أيضاً عن الصادقعليه‌السلام قال: « إنّ عزيراً أماته الله مائة عام، ثمّ بعثه وأحياه وكان معه اللبن لم يتغيّر، قال: ولما

__________________

١ - (إليكِ) لم ترد في « ط ».

٢ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٢٤/١.

٣ - أمالي الصدوق: ٦٩٠/٩٤٧.

٤ - الخرائج والجرائح ٢: ٩٣٣.

١٦٧

مرّ عزير على قرية وهي خاوية على عروشها خراب أهلها كلّهم موتى، فعلم أنّهم ماتوا بسخط الله، فدعا ربّه فقال تعالى: رشّ عليهم الماء ففعل فأحياهم الله وهم اُلوف، وبعثه إليهم رسولاً وعاش سنين »(١) .

الحادي والخمسون : ما رواه الراوندي أيضاً في كتاب «الموازاة » رفعه قال: « إنّ عيسىعليه‌السلام بعث رجلاً إلى الروم لا يداوي رجلاً إلا أبرأه، ثمّ بعث آخر وعلّمه الذي يُحيي به الموتى، فدعا الروم فاُدخل على الملك، فقال: أنا اُحيي الموتى، وكان للملك ولد قد مات، فركب الملك والناس معه إلى قبر ابنه، فدعا رسول عيسىعليه‌السلام وأمّن طبيب الملك الذي هو رسول المسيح أوّلاً.

فانشقّ القبر وخرج ابن الملك ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه، فقال: يا بنيّ مَنْ أحياك؟ فنظر إلى الرسولين(٢) فقال: هذا وهذا، فقاما وقالا: أيّها الملك إنّا رسولا المسيح، فآمن الملك وأهل بيته في الحال »(٣) .

الثاني والخمسون: ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في أوائل كتاب «الغيبة » مرسلاً قال: « وإنّ أصحاب الكهف قد أخبر الله عنهم أنّهم بقوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً، ثمّ أحياهم الله تعالى فعادوا إلى الدنيا ورجعوا إلى قومهم.

وقد كان من أمر صاحب الحمار(٤) الذي نزل بقصّته القرآن، وأهل الكتاب

____________

١ - الخرائج والجرائح ٢: ٩٣٣.

٢ - في الخرائج: رسولي المسيح.

٣ - الخرائج والجرائح ٢: ٩٤٨ باختلاف يسير.

٤ - وهو الذي أخبر عنه الله عزّوجلّ في سورة البقرة آية ٢٥٩( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا ) إلى آخر الآية.

١٦٨

يرون(١) أنّه كان نبيّاً فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه »(٢) .

الثالث والخمسون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في «رسالته » نقلاً من كتاب «مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله: عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن علوان، عن محمّد بن داود العبدي، عن الأصبغ بن نباتة، أنّ عبدالله بن الكوّا قام إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام : فقال: إنّ أبا المعمّر يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنّا قد رأينا وسمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة، فابتلاه الله وأماته مائة عام، ثمّ بعثه ورجع إلى أهله واستقبله ابنه وهو ابن خمسين ومائة(٣) سنة، وردّ الله عزيراً إلى الذي كان به، وإنّ الله ابتلى قوماً بذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم، ثمّ أماتهم بعد ذلك.

إنّ الله قال في كتابه:( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (٤) فانطلق بهم فقالوا:( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهُ جَهْرَةً ) (٥) قال الله عزّوجلّ:( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ - يعني الموت -وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ) (٦) فهذا بعد الموت إذ بعثهم، وأيضاً مثلهم الملأ الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر

____________

١ - في « ح، ط، ش، ك »: يروون. وفي المصدر: يزعمون.

٢ - الغيبة للطوسي: ١١١.

٣ - في المطبوع و « ط »: مائة، وما في المتن أثبتناه من « ح، ش » وهو الموافق للمصدر. وفي « ك »: أربعين ومائة.

٤ - سورة الأعراف ٧: ١٥٥.

٥ و ٦ - سورة البقرة ٢: ٥٥ - ٥٧.

١٦٩

الموت، فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم، ومثلهم عزيراً أماته الله مائة عام ثمّ بعثه، يا ابن الكوّا فلا تشكّنّ في قدرة الله عزّوجلّ »(١) .

الرابع والخمسون : ما رواه أيضاً نقلاً من «مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله: عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن أبي خالد القمّاط، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله؟ فقال: « لا » فقلت: قوله تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (٢) هل أحياهم الله تعالى حتّى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم من يومهم أو ردّهم إلى الدنيا؟ قال: « بل ردّهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور، وأكلوا الطعام ونكحوا النساء، ولبثوا بذلك ما شاء الله ثمّ ماتوا بالآجال »(٣) .

الخامس والخمسون: ما رواه ابن بابويه في كتاب «الأمالي » - في المجلس السابع والثلاثين -: عن علي بن الحسين بن شاذويه، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: لما مضى لعيسىعليه‌السلام ثلاثون سنة، بعثه الله عزّوجلّ إلى بني إسرائيل، فلقيه إبليس على عقبة بيت المقدس - وهي عقبة أفيق(٤) ثمّ ذكر ما جرى بينهما من المكالمات إلى أن

____________

١ - مختصر البصائر: ١٠٢/٧٤، باب الكرّات وحالاتها وما جاء فيها.

٢ - سورة البقرة ٢: ٢٤٣.

٣ - مختصر البصائر: ١٠٥/٧٦، باب الكرّات وحالاتها، وأورده العيّاشي في تفسيره ١: ١٣٠/٤٣٣.

٤ - عقبة أفيق: العقبة: بالتحريك هو جبل طويل يعرض للطريق فيأخذ فيه، وهو صعب إلى

١٧٠

قال -: فقال إبليس: أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير، فتنفخ فيه فيصير طيراً؟

فقال عيسىعليه‌السلام : « بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخّر لي » قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تحيي الموتى؟ قال عيسى: « بل العظمة للذي(١) بإذنه اُحييهم ولابدّ من أن يميت ما أحييت ويميتني »(٢) الحديث.

السادس والخمسون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم في «تفسيره » عند قوله تعالى( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة ) (٣) الآية قال: حدّثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « لما عملت بنو إسرائيل بالمعاصي - وذكر الحديث بطوله - وأنّ الله سلّط عليهم بخت نصّر فقتلهم - إلى أن قال -: فخرج ارميا فنظر إلى سباع البرّ وسباع الطير تأكل من تلك الجيف، ففكّر في نفسه وقال: أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه أي أحياه، لما رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصّر، ردّ بني إسرائيل إلى الدنيا »(٤) الحديث(٥) .

أقول: هذا الحديث مع قوّة سنده جدّاً يدلّ على أنّ الله أحيا بني إسرائيل بعد القتل وأحيا نبيّهم بعد الموت وردّه إليهم، فرجع ورجعوا إلى الدنيا وبقوا مدّة

____________

صعود الجبل.

وأفيق: قرية من حوران في طريق الغور في أوّل العقبة.

معجم البلدان ٤: ١٥١، عقبة و ١: ٢٧٦ - أفيق.

١ - من قوله: (خلقني وخلق) إلى هنا لم يرد في « ح ».

٢ - أمالي الصدوق: ٢٧٢/١، المجلس السابع والثلاثون.

٣ - سورة البقرة ٢: ٢٥٩.

٤ - تفسير القمّي ١: ٨٦ - ٩٠.

٥ - (الحديث) أثبتناه من « ح، ش، ك ».

١٧١

طويلة.

السابع والخمسون : ما رواه الراوندي في الباب السابع من كتاب «الخرائج والجرائح »: عن يونس بن ظبيان، قال: قلت للصادقعليه‌السلام : قوله عزّوجلّ لابراهيم( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ ) (١) الآية، قال: « نعم قد كان ذلك، فتحبّون أن اُريكم مثله »(٢) الحديث.

الثامن والخمسون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب «مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن وهيب بن حفص(٣) ، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت: إنّا نتحدّث أنّ عمر بن ذر(٤) [ لا يموت حتّى يقاتل قائم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالعليه‌السلام : « إنّ مثل عمر بن ذر مثل ](٥) رجل كان(٦) في بني إسرائيل يقال له: عبد ربّه، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب عن رأسه ويقول لهم: كيت وكيت »(٧) .

التاسع والخمسون (٨) : ما رواه الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب «قصص الأنبياء »: بإسناده عن ابن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن

____________

١ - سورة البقرة ٢: ٢٦٠.

٢ - الخرائج والجرائح ١: ٢٩٧/٤.

٣ - في المطبوع و « ط، ك »: وهب بن حفص.

٤ - في « ح، ش، ط، ك »: عمر بن زميل.

٥ - ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر لضرورته في سياق الحديث.

٦ - في « ح »: كان رجل.

٧ - مختصر البصائر: ٩٨/٦٨، باب الكرّات وحالاتها.

٨ - هذا الحديث والذي بعده سقط من نسخة « ك ».

١٧٢

أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي بكر، عن زرارة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام : « إنّ داود كان يدعو الله أن يعلّمه القضاء بما هو الحقّ عنده، فأوحى الله إليه: إنّ الناس لا يحتملون ذلك وإنّي سأفعل ».

وأتاه رجلان استعدى أحدهما على الآخر فأمر المستعدى عليه أن يقوم إلى المستعدي فيضرب عنقه - إلى أن قال -: فأوحى الله إليه: إنّ هذا المستعدي قتل أبا هذا المستعدى عليه، فأمرت فضربت عنقه قوداً بأبيه، وهو مدفون في حائط كذا وكذا تحت صخرة كذا(١) ، فأته فناده باسمه فإنّه سيجيبك فسأله(٢) ، فخرج إليه داود فناداه يا فلان فقام، فقال: لبّيك يا نبيّ الله، فقال: مَنْ قتلك؟ فقال: فلان، فقالت بنو إسرائيل: سمعناه يقول »(٣) الحديث.

الستّون : ما رواه أيضاً فيه: عن ابن بابويه، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « إنّ عيسى بن مريمعليه‌السلام بعث رسولا إلى(٤) الروم وعلّمه ما به يُحيي الموتى فأخبروا الملك، وكان ابنه مات، فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك، فدعا رسول المسيح وأمّن طبيب الملك - الذي هو رسوله أيضاً - فانشقّ القبر فخرج ابن الملك، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه، فقال: يا بُني من أحياك؟ فنظر فقال: هذا وهذا »(٥) الحديث.

____________

١ - في « ح »: كذا وكذا.

٢ - في « ح »: فسله. وفي المصدر: فسله، قال:

٣ - قصص الأنبياء: ٢٠٠/٢٥٦.

٤ - في المطبوع: إلى رسول. وما في المتن أثبتناه من « ح، ش، ط، ك ».

٥ - قصص الأنبياء: ٢٦٧/٣٠٩، وإلى هنا ينتهي ما سقط من « ك ».

١٧٣

أقول : وقد تقدّم ما يدلّ على مضمون هذا الباب، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب الذي بعده وغيره.

ولا يخفى أنّ مضمون البابين واحد لكنّي جعلت الأحاديث قسمين ; لأنّ منكر الرجعة قد رجع إلى الإقرار برجعة الشيعة وغيرهم من الرعية، وتوقّف في الإقرار برجعة الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام ، فأردت(١) أن يكون القسم الثاني مجموعاً في باب مفرد، وإلا فالقسمان دالاّن على مضمون واحد، وقد تجاوزا حدّ التواتر المعنوي، مع أنّي لم أنقل جميع ما ورد في ذلك، ومع ضميمة أحاديث الباب الرابع يتمّ الاستدلال على الرجعة، مع قطع النظر عن أحاديث الإخبار بالرجعة الصريحة بالكلّية، فكيف إذا انضمّ الجميع بعضه إلى بعض والله الموفّق.

__________________

١ - في « ط »: فأوقف.

١٧٤

الباب السادس

في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في الأنبياء والأوصياء

السابقينعليهم‌السلام

والأحاديث في ذلك أيضاً كثيرة وأنا أقتصر منها على أخبار:

الأوّل : ما رواه ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني - في باب النوادر من كتاب الجنائز -: عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمّد، عن عبدالله بن سليم العامري، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « إنّ عيسىعليه‌السلام جاء إلى قبر يحيى بن زكرياعليهما‌السلام - وكان سأل ربّه أن يحييه له - فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر، فقال له: ما تريد منّي؟ قال: أريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا، فقال له: يا عيسى ما سكنت عنّي حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا وتعود عليَّ حرارة الموت، فتركه فعاد إلى قبره »(١) .

الثاني : ما رواه الكليني في « أوائل الروضة »: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي وأبي منصور، عن الربيع، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّ نافعاً(٢) قال له: إنّي قرأت التوراة

____________

١ - الكافي ٣: ٢٦٠/٣٧.

٢ - هو مولى عمر بن الخطّاب.

١٧٥

والإنجيل والزبور والقرآن وقد جئت أسألك عن مسألة لا يجيب فيها إلا نبيّ أو وصيّ نبيّ، قال: سلْ عمّا بدا لك، قال: أخبرني كم بين عيسى ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: « اُخبرك بقولي أو بقولك؟ » قال: أخبرني بالقولين جميعاً.

قال: « أمّا في قولي: فخمسمائة سنة، وأمّا في قولك: فستّمائة سنة » قال: فأخبرني عن قول الله عزّوجلّ:( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا ) (١) من الذي سأل(٢) محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: « فتلا أبو جعفرعليه‌السلام (٣) هذه الآية( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ) (٤) فكان من الآيات التي رآها حين اُسري به إلى بيت المقدس أن حشر الله عزّ ذكره الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين.

ثمّ نزل جبرئيل فأذّن شفعاً وأقام شفعاً، وقال في أذانه: حيّ على خير العمل، ثمّ تقدّم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلّى بالقوم، ثمّ قال(٥) عزّوجلّ: يا محمّد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا » ثمّ ذكر ما وقع بينه وبينهم من السؤال والجواب، فقال نافع: صدقت يا أبا جعفر(٦) .

الثالث : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » - في حديث عنوانه حديث نصراني الشام مع الباقرعليه‌السلام -: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن عبدالله الثقفي - وذكر حديث إخراج

____________

١ - سورة الزخرف ٤٣: ٤٥.

٢ - في « ط »: سأله.

٣ - في « ط، ك »: ابو عبد اللهعليه‌السلام .

٤ - سورة الاسراء ١٧: ١.

٥ - في « ك »: ثمّ ذكر.

٦ - الكافي ٨: ١٢٠/٩٣.

١٧٦

هشام بن عبد الملك أبا جعفر الباقرعليه‌السلام من المدينة إلى الشام، وما وقع بينه وبين عالم النصارى من السؤال والامتحان - إلى أن قال النصراني: يا معشر النصارى والله لأسألنّه عن مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له: « سَلْ ».

فقال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت باثنين، حملت بهما جميعاً في ساعة واحدة، وولدتهما في ساعة واحدة، وماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة، وعاش أحدهما خمسين ومائة سنة، وعاش الآخر خمسين سنة.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « هما عزير وعزرة، حملت اُمّهما بهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، وعاش عزير وعزرة كذا وكذا سنة، ثمّ أمات الله عزيراً مائة سنة، ثمّ بعثه فعاش مع أخيه عزرة هذه الخمسين سنة وماتا كلاهما في ساعة واحدة » فقال النصراني: ما رأيت بعيني قطّ أعلم من هذا الرجل. الحديث(١) .

ورواه الراوندي في كتاب «الخرائج والجرائح » بلفظ آخر، وصرّح هناك بأنّ الله أكرم عزيراً بالنبوّة عشرين سنة، ثمّ أماته مائة سنة ثمّ أحياه فعاش ثلاثين سنة(٢) .

الرابع : ما رواه الكليني أيضاً في «الروضة »: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وأحمد بن محمّد الكوفي، عن علي بن عمرو(٣) بن أيمن جميعاً، عن محسن بن أحمد بن معاذ، عن أبان بن عثمان، عن بشير النبّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالساً إذ جاءته امرأة فرحّب بها وأخذ بيدها وأقعدها،

____________

١ - الكافي ٨: ١٢٢/٩٤.

٢ - الخرائج والجرائح ١: ٢٩١/٢٥.

٣ - في « ح »: عمر.

١٧٧

وقال: ابنة نبيّ ضيّعه قومه - خالد بن سنان(١) - دعاهم فأبوا أن يؤمنوا - إلى أن قال -: ثمّ قال لهم: تؤمنون بي؟ قالوا: لا.

قال: فإنّي ميّت يوم كذا وكذا، فإذا أنا متّ فادفنوني فإنّه ستجيء عانة(٢) من حُمُر يقدمها عير أبتر، حتّى يقف على قبري، فانبشوني وسلوني عمّا شئتم، فلمّا مات دفنوه وكان ذلك اليوم، إذ جاءت العانة فاجتمعوا وجاءُوا يريدون نبشه، فقالوا: ما آمنتم به في حياته فكيف تؤمنون به بعد موته؟ فاتركوه فتركوه »(٣) .

ورواه الراوندي في كتاب «الخرائج والجرائح » وفي «قصص الأنبياء »(٤) نحوه(٥) .

__________________

١ - خالد بن سنان: قال الكلبي في الأنساب ص ٤٤٩: هو ابن غيث بن مريطة بن مخزوم الذي أطفأ نار الحدثان، الذي يقال: « إنّه كان نبي ضيّعه قومه ».

وقال الجاحظ: وأمّا نار الحرّتين هي نار خالد بن سنان الذي أطفأ الله به نار الحرتين، وكانت ببلاد بني عبس، فإذا كان الليل فهي نار تسطع في السماء. حياة الحيوان ٤: ٤٧٦.

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ٧: ١١٥:

وأمّا خالد بن سنان فلم يقرأ كتاباً، ولا يدّعي شريعة، وإنّما كانت نبوّته مشابهة لنبوّة جماعة من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يكن لهم كتب ولا شرائع، وإنّما ينهون عن الشرك، ويأمرون بالتوحيد.

وانظر المصادر التي ذكرت قصّته:

تاريخ المدينة لابن شبّة ٢: ٤٢٠ - ٤٣٣، مستدرك الحاكم ٢: ٥٩٨ - ٦٠٠، الإصابة ٤: ٤٠٧، ترجمة محياة بنت خالد بن سنان العبسي، بحار الأنوار ١٤: ٤٤٨، باب ٣٠، وقال في آخره: بيان: الأخبار الدالّة على نبوّته أقوى وأكثر، الكامل في التاريخ لابن الأثير ١: ٣٧٦، الاشتقاق لابن دريد: ٢٧٨.

٢ - العانة: القطيع من حُمُر الوحش. الصحاح ٦: ٢١٦٩ - عون.

٣ - الكافي ٨: ٣٤٢/٥٤٠.

٤ - (وفي قصص الأنبياء) لم يرد في « ك ».

٥ - الخرائج والجرائح ٢: ٩٥٠ - ٩٥٢، قصص الأنبياء: ٢٧٦/٣٣٤.

١٧٨

أقول: لا ريب أنّهم لو نبشوه لعاش ورجع حيّاً كما أخبرهمعليه‌السلام ، بل لعلّه عاش في ذلك الوقت ولو نبشوه لوجدوه حيّاً.

الخامس : ما رواه الكليني في - كتاب العشرة، في باب حدّ الجوار -: عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن اسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم، عن إسحاق بن عمّار، عن الكاهلي، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: « إنّ يعقوب لما ذهب منه يوسف وبنيامين نادى: يا ربّ أما ترحمني أذهبت ابني؟ فقال الله عزّوجلّ: لو أمتّهما لأحييتهما لك »(١) الحديث.

السادس : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب «من لا يحضره الفقيه » - في باب فرض الصلاة - قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما اُسري به إلى السماء أمره ربّه بخمسين صلاة، فمرّ على النبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ على موسى بن عمرانعليه‌السلام ، فقال: بأيّ شيء أمرك ربّك؟ قال: بخمسين صلاة، قال: سَلْ ربّك التخفيف، فإنّ اُمّتك لا تطيق ذلك »(٢) الحديث، وفيه كلام طويل بين موسى ومحمّدعليهما‌السلام .

أقول : قد ظهر من هذا ومن الحديث الثاني أنّ جميع الأنبياء السابقين رجعوا وأحياهم الله تعالى ليلة الإسراء. ويأتي مثل ذلك إن شاء الله تعالى.

السابع: ما رواه ابن بابويه أيضاً في الكتاب(٣) المذكور: بإسناده عن زيدبن علي بن الحسينعليهم‌السلام قال: سألت أبي سيِّد العابدينعليه‌السلام عن جدّنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - لما عرج به إلى السماء وأمره ربّه بخمسين صلاة - كيف لم يسأله

____________

١ - الكافي ٢: ٦٦٦/٤، ولم يرد فيه: يوسفعليه‌السلام .

٢ - من لا يحضره الفقيه ١: ١٢٥/٦٠٢.

٣ - في « ح »: الباب.

١٧٩

التخفيف عن اُمّته حتّى سأله موسى بن عمرانعليهما‌السلام ؟ فقال: « إنّه كان لا يقترح على ربّه ولا يراجعه، فلمّا سأله موسى وصار شفيعاً لاُمّته لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسىعليه‌السلام »(١) الحديث.

ورواه في «العلل » في باب مفرد(٢) .

ورواه في « الأمالي » - في المجلس السبعين -: عن محمّد بن محمّد بن عصام، عن محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن محمّد بن سليمان(٣) ، عن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد التميمي(٤) ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليعليهما‌السلام ، مثله(٥) .

الثامن : ما رواه ابن بابويه في «عيون الأخبار » - في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان وأهل المقالات - قال: حدّثنا جعفر بن علي بن أحمد الفقيه(٦) ، عن الحسن بن محمّد بن الحسن بن صدقة، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز، قال: حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي يقول: - وذكر الحديث - يقول فيه الرضاعليه‌السلام : « ثمّ موسى بن عمران وأصحابه الذين كانوا سبعين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل، فقالوا: أرنا الله كما رأيته، فقال: إنّي لم أره، فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم، وبقي

__________________

١ - من لا يحضره الفقيه ١: ١٢٦/٦٠٣.

٢ - علل الشرائع: ١٣٢/١ - باب ١١٢.

٣ - في « ط »: محمد بن علي بن سليمان.

٤ - في « ك »: اسماعيل بن جعفر بن محمد التميمي.

٥ - أمالي الصدوق: ٥٤٣/٧٢٧.

٦ - في « ش، ك »: علي بن أحمد الفقيه. وما في المتن هو الصحيح، حيث أنّه صاحب كتاب (جامع الأحاديث) وهو القميّ يعدّ من مشايخ الصدوق. انظر معجم رجال الحديث٥: ٥١/٢٢٠٤.

١٨٠